الأحد، 5 يناير 2014

اغتيال النقراشى

المكان:وزارة الداخلية المصرية.

الزمان:28/12/1948.

المتهمون:

ناجي هيكل

ولهذا لن تستمر الاخوان معنا في حكم مصر لانهم ارهابيين بالمستندات وبالصوت والصورة؟؟

وضع تقرير الاتهام فى 8/5/1949 وضم 24 متهماً، منهم خمسة متهمون بالاشتراك فى قتل النقراشى، والباقون متهمون بالاتفاق الجنائى على الاستيلاء على الحكم بالقوة.

والمتهمون ياتى على رأسهم عبد المجيد أحمد حسن (22 سنة) طالب، وأحمد عادل كمال، وسيد سابق، مصطفى مشهور، ومحمد فرغلى، وأحمد حسنين، والسيد فايز، محمد مالك يوسف، عاطف عطية حلمى، طاهر عماد الدين، إبراهيم محمود على، ومصطفى كمال عبد المجيد أيوب، محمود خليل الصباغ، أحمد زكى حسن، محمد فرغلى النخيلى، عبد الرحمن فراج السندى، محمد حسنى عبد الباقى، أحمد قدرى البهي الحارثى، محمد بكر سليمان، أسعد السيد أحمد، محمد سعد الدين السنانيرى، على محمد حسنين، سعد محمد جبر، محمد إبراهيم سويلم.

 وصف الحدث:

وعلى مدى أيام طويلة رصد الإخوان تحركات النقراشى باشا رئيس الوزارة ووزير الداخلية وفى صباح الثلاثاء 28/12/1948.

وعقب وصول النقراشى باشا إلى مبنى وزارة الداخلية وسط حراسته المشددة كان فى انتظاره على مقهى الإعلام المواجهة للوزارة (الضابط حسنى) أو عبد المجيد أحمد حسن الذى تنكر فى زى ضابط بوليس فلم يلتفت إليه أحد عند دخوله للوزارة قبل وصول النقراشى بعد أن تلقى إشارة تليفونية، وبينما النقراشى باشا متجهاً نحو المصعد حتى إذا صار على وشك الدخول فاجأه عبد المجيد بإطلاق ثلاث رصاصات من مسدس بارتا ايطالى الصنع، وفى سرعة خاطفة أصابت الرصاصات الهدف فسقط النقراشى على الأرض مضرجاً فى دمائه وتوفى بعد دقائق وهجم الحراس على عبد المجيد وقبضوا عليه بعد سقوطه على الأرض بعد اصطدامه بالحارس الشرفى للنقراشى عبد الحميد خيرت وانتقل النائب العام محمود منصور باشا إلى مكان الحادث وباشر التحقيقات.

خلفية الحدث:

عقب خروجه من دار رئاسة الوزراء صرح النقراشي باشا الحاكم العسكرى للبلاد بأنه أصدر أمر عسكري بحل جماعة الإخوان دون ضغوط من أحد.

وبعد إذاعة الأمر العسكرى بحل الإخوان وما تضمنه من عنف وضراوة فى التنفيذ، شاع على ألسنة الناس الخاصة والعامة أن هذا الإجراء لابد أن تكون حياة النقراشى ثمناً له .. وقد كان من نتيجة تمسك الحكومة بقرار حل جماعة الإخوان أن وجد الكثير من شباب الإخوان نفسه بغير قيادة بعد ان حالت الحكومة بين البنا وشباب الإخوان، فاتجه الشباب الثائر للتصرف من تلقاء نفسه وبدافع من عاطفته التى غالبت العقل والمنطق فكان اغتيال النقراشى باشا هى البداية التى أجمع عليها معظم الساسة والإعلاميين أمثال مصطفى أمين الذى نشر فى أخبار اليوم عن توقعه باغتيال النقراشى باشا بعد حل الإخوان.

شهادات :

أصدر حسن البنا عقب مقتل النقراشى ما أسماه بياناً للناس استنكر فيه ما قام به مجموعة من الشباب بأعمال عنف واغتيالات وقال بأن هؤلاء ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين وهو ما أدى لانهيار عبد المجيد أحمد فقام بالاعتراف على باقى زملاءه من الإخوان.

يقول الأستاذ محمود الصباغ فى كتابه حقيقة التنظيم الخاص.

بعدما حيل بين المرشد العام وبين جميع الإخوان أصبح سيد فايز هو المسئول الأول عن حماية الدعوة فى هذه الظروف الشاذة وله حق الاجتهاد.

وقد نظر السيد فايز فى قرار حل الإخوان المسلمين فشعر أنه محكوم بحكومة محاربة للإسلام والمسلمين وقرر الدخول معها فى حرب عصابات فوق أرض مصر.

وبدأ السيد فايز معاركه برأس الخيانة محمود فهمى النقراشى.

كون سرية من محمد مالك وشفيق أنس وعاطف عطية حلمى، والضابط أحمد فؤاد وعبد المجيد أحمد حسن ومحمود كامل لقتل النقراشي باشا غيله: وقد أسند قيادة هذه السرية إلى الضابط أحمد فؤاد، وقد رسموا الخطة، ونجح عبد المجيد أحمد حسن فى قتل النقراشى فى مركز سلطانه ووسط ضباطه وجنوده وهو يدخل مصعد وزارة الداخلية.

الحكم:

فى يوم الخميس 13/10/1949 صدر الحكم فى القضية :

معاقبة عبد المجيد أحمد حسن بالإعدام.

معاقبة كل من محمد مالك وعاطف عطية وشفيق أنس ومحمد كامل السيد بالأشغال الشاقة.

براءة كل من كمال سيد قزاز، عبد العزيز البقلى، السيد سابق، السيد فايز عبد المطلب، ومحمد صلاح الدين عبد المعطى، عبد الحليم محمد ومحمود حلمى فرغلى، محمد أحمد على، جلال الدين يس، محمد نايل إبراهيم.

وتم تنفيذ حكم الإعدام فى عبد المجيد أحمد حسن فى 25/4/1950.

تقييم الحدث:

رؤية من الداخل:

ذكر الأستاذ/ أحمد عادل كمال فى كتابه النقط فوق الحروف انه بعد سقوط السيارة الجيب فى 15/11/1948، تراءى للنقراشي باشا أنه قد استمكن من الإخوان، وبعد أن أصدر النقراشي أمره العسكرى بحل جماعة الإخوان المسلمين لم تنقض ثلاثة أسابيع حتى سقط النقراشى قتيلا فى عرينة بوزارة الداخلية برصاص الإخوان. وكان لذلك الاغتيال أسباب ثلاثة – والكلام لأحمد عادل كمال – هى كما أوضح عنها عبد المجيد أحمد حسن الذى اغتاله :

تهاون النقراشى فى شأن قضية وحدة مصر والسودان.

خيانته لقضية فلسطين – على حد وصفه - .

اعتداؤه على الإسلام بحل الإخوان المسلمين.

** وفى بيان حسن البنا للناس قال:

لقد وقعت أحداث نسبت إلى بعض من دخلوا هذه الجماعة دون أن يتشربوا روحها وتلا أمر حل الإخوان ذلك الحادث المروع حادث اغتيال دولة رئيس الحكومة المصرية محمود فهمى النقراشى باشا الذى أسفت البلاد لوفاته وخسرت بفقده علماً من أعلام نهضتها وقائداً من قادة حركتها ومثلاً طيباً للنزاهة والوطنية والعفة من أفضل أبنائها ولسنا أقل من غيرنا أسفاً من أجله وتقديراً لجهاده وخلقه.

رؤية من الخارج:

وجهت الحكومة المصرية بعد مقتل النقراشى باشا العديد من الاتهامات للمجموعة التى اشتركت واتفقت على قتل رئيس وزراء مصر ومنها :

أن هذه المجموعة سعت بجرائم الاغتيال إلى قلب وتغيير الدستور والدولة وشكل الحكومة .تخريب المنشآت الحكومية ومحطات الإضاءة والمياه وأقسام البوليس.

تعريض أموال الناس وحياتهم عمداً للخطر باستعمال القنابل والمفرقعات.

إتلاف سيارات الجيش المصري وأسلحته.

إقامة واستعمال محطات إذاعة سرية.

اتلاف خطوط التلغراف والتليفون الحكومية عمداً.

سرقة البنك الأهلي وبعض المحال التجارية.

* وقالت جريدة الديلى تلجراف البريطانية:

وهذه الجريمة لن تحقق غرضاً وستقابل بالسخط والاستنكار فى جميع انحاء العالم، وقد محت من سجل الوجود رجلاً برهن خلال حياته السياسية الطويلة على أنه أقوى رجل سياسي فى مصر.

رؤية المركز:

لا شك أن حادثة مقتل النقراشى باشا على يد شباب الإخوان إنما تكشف عن عمق الخلل الذى بنيت عليه جماعة الإخوان وهو الخلط بين العمل الدعوى والعمل السياسي والذى انحرف بشباب الجماعة إلى درجة أن يعتقدوا أن الإخوان هم الاسلام وأن الخلاف معهم سياسياً هو بمثابة اعتداء على قدسية الاسلام ذاته وهو الكارثة التى تطارد الإخوان طوال حياتهم التنظيمية والسياسية وتسببت فى شل حركة المجتمعات التى تواجد بها إخوان لما أحدثوه من بلبلة فكرية وعرقلة حياتية بمثل تلك الممارسات العنيفة التى أطاحت بأحلام أمة فى الاستقرار والتنمية.

مَن قتل محمود باشا النُّقراشي؟!

حسن ألبنا وسط تلاميذه.. الاخوان

ما زال الإخوان المسلمون، الفرع الأُم بمصر، يدفعون عن مؤسسهم ومرشدهم الأول الشَّيخ حسن البنا (اغتيل 1949) الشبهة التي علقت به وبهم وهي سلسلة الاغتيالات في النصف الثاني مِن عقد الأربعينيات. على وجه الخصوص، وهم اليوم يتوجهون إلى استلام السُّلطة بمصر، بعد إزالة شباب ساحة التَّحرير، واقتناص الفرصة عبر الانتخابات.

قرأت في موسوعتهم التَّاريخية، على النت، أن اتهام الإخوان بدم رئيس الوزراء الأسبق محمود فهمي باشا النَّقراشي (ديسمبر 1948) هو مِن فعل العلمانيين والشّيوعيين، بحسب ما جاء في الموسوعة، وأن على الذي ينبش في هذه القضية ضدهم أن يقرأ المشهد السياسي من قبل مائة سنة وحتى إجراءات النَّقراشي ضدهم، وبهذا تشعر أنهم يحاولون تمييع تلك الحادثة، التي أدت في ما بعد، وفي وقت ليس بالقصير، إلى اغتيال حسن البنا نفسه.

إذا ظل الإخوان يحاولون البراءة مِن اغتيال خصمهم النّقراشي، فما يقولون عن اغتيال القاضي أحمد الخازندار، وتلك شهادة يصعب تكذيبها، لأنها جاءت بشهادة شخصية مِن وسط الإخوان، ومِن أوائل المنتمين للتنظيم والفكر الإخوانيين، ومِن الذين عاشروا حسن البنا عن قرب، وعلموا معه، وذاق ما ذاقه الإخوان مِن مرارة، إنه عبد العزيز كامل (ت 1991)، الذي صار في ما بعد وزيراً للأوقاف في الدَّولة المصرية، عهد جمال عبد النَّاصر.

لم يكن النَّقراشي بالرَّجل الطارئ على السياسة المصرية، فكان وفدياً، أي مِن حزب الوفد، وعمل مع السياسي المصري الشهير سعد زغلول (ت 1927)، وخرج مِن حزب الوفد ليشكل حزب السعديين، نسبة إلى زغلول باشا. ومما يُذكر أنه عمل على تقوية جمعية الإخوان المسلمين لمقاومة “الوفديين”، بعد أن كان قائداً لتنظيم التشكيلات السرية والعلنية لجماعة الوفد، ويوصف بعفة النَّفس واليد، واتهم بقتل السردار البريطاني السر لي ستاك (1924).

محمود فهمي النقراشي

بمعنى أن الرَّجل لم يكن موالياً للإنجليز، كي يعتبر قتله مفخرة وطنية بعرف الإخوان المسلمين، لكنه اختلف معهم، وضاق بتنظيماتهم العسكرية، واتخذ إجراءات ضد جمعية الإخوان، فأطلق عليه أحد منتسبيها واسمه عبد المجيد أحمد حسن، وهو طالب في كلية الطب البيطري، ثلاث رصاصات فأرداه قتيلاً، أمام مصعد وزارة الداخلية (الزَّركلي، الأعلام موسوعة تراجم).

حتى هذه الساعة مازال الإخوان متهمين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق محمود النّقراشي، وكان تأكيد اغتيالهم للمستشار أحمد الخازندار، إشارة إلى أنهم سلكوا هذا الطَّريق، وهم الجماعة المسلحة والمنظمة، والتي اعتمدت العنف في تصفية الحسابات مع خصومهم، في ظروف الصراع البريطاني المصري والإسرائيلي المصري. وفي شبهة الإخوان مع اغتيال النُّقراشي يقول عبد العزيز كامل: “يأتي مصرع النَقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية ليضع الأستاذ في أشد المواقف حرجاً” (في نهر الحياة .مِن الواضح أن قضية النُّقراشي ما زلت تهبط بسمعة الإخوان، جاء في موسوعتهم التَّاريخية: “لقد أصبحت حادثة مقتل النّقراشي باشا – رئيس وزراء مصر في عهد الملك – محل اتهام لجماعة الإخوان المسلمين حيث استغلها أعداؤهم في تشويه صورة الجماعة دون تمحيص لهذا الحادث، ولم يسأل أحد ممن كتب فيها وكال الاتهامات، هل هو حادث وافقت عليه الجماعة والإمام البنا أم لا؟ وهل العنف من منهج الجماعة أم أنه حادث فردي قام به فرد واحد، في وقت لم يكن للجماعة كيان حيث كان كل القادة في المعتقلات والجماعة قد حلت” (موسوعة الإخوان المسلمين التاريخية الجواب.. إن تأكيد اغتيال أحمد خازندار، وبشهادة أحد أقطاب الإخوانين، الذي ابتعد عنهم في ما بعد، عبد العزيز كامل، يعني أن العنف صار منهجاً للجماعة! منذ ذلك الحين.

الإخوان المسلمين ومقتل النقراشي باشا

الإخوان يقتلون النقراشي

المظاهرات أطاحت بحكومة النقراشي

عام 1947 م وهو الذي شهد شكوى حكومة النقراشي بشخصه لمجلس الأمن ضد بريطانيا بسبب استمرار احتلالها للقنال، وشهد قرار تقسيم فلسطين، وقمة بلودان، وبدء الحرب الباردة

جريدة الأهرام بتاريخ 20/1/2007م السنة 131 العدد 43874 عن مقالة بعنوان " عيال يقتلون الحكام‏!‏ " بقلم : عادل حمودة - وقد ربط كاتب المقال عن كلمة عيال الذى أطلقها مرشد الإخوان على تصرفات شباب ميليشيات الأخوان فى جامعة الأزهر

الصورة الجانبية : الملك فاروق في عيد ميلاده ... وبجانبه محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء تولى محمود النقراشي رئاسة الوزارة مرتين .. واغتيل سنة 1948 ، وُلد في الإسكندرية كان أول رئيس حكومة يطالب بتوحيد مصر والسودان ..---------------------------في الساعة التاسعة وعشر دقائق من صباح يوم الثلاثاء‏28‏ ديسمبر عام‏1948‏ استقل محمود فهمي النقراشي‏(‏ رئيس الحكومة ووزير الداخلية والخارجية‏)‏ سيارته الكاديلاك السوداء من فيلته رقم‏(9)‏ شارع رمسيس في مصر الجديدة متجها إلي مكتبه في وزارة الداخلية وبجواره ياوره الخاص الصاغ‏(‏ رائد‏)‏ عبد الحميد خيرت ومن خلفه سيارة حراسة خاصة بها ملازم ثان علي حباطي وكونستبل أحمد عبد الله شكري

بعد‏55‏ دقيقة بالضبط وصلت السيارة إلي بهو الوزارة لينزل منها دولة الرئيس وسط حرس الشرف الذي أدي له التحية الرسمية سلام سلاح علي موسيقي البروجي‏..‏ وفي الوقت نفسه تقدم أفراد حراسته ليفسحوا له الطريق أمام المصعد‏...‏ وقبل أن يقترب من بابه بنحو مترين خرج من الناحية اليسري ضابط شرطة لم يلحظه احد برتبة ملازم أول يرتدي ملابس رسمية سوداء جديدة‏...‏ كان يقف علي بعد خمسة أمتار قبل أن يتحرك‏...‏ وفي اللحظة التي فتح فيها الكونستبل جمال الكاشف باب المصعد ليدخل الباشا مد الملازم أول يده إلي جيب سترته الأيمن واخرج مسدسا من طراز برتا‏..‏ وأطلق خمس رصاصات استقرت منها رصاصتان في جسم النقراشي فسقط فاقد النطق والحياة‏.‏

لقدكان آخر مكان يتوقع الرجل ان يقتل فيه وزارة الداخلية وسط ضباطه وجنوده‏...‏

لم يغير القاتل أقواله طوال الفترة من يوم الجريمة في‏28‏ ديسمبر إلي يوم‏11‏ يناير التالي وبقي مصرا عليها‏...‏ لكن‏...‏ في اليوم الأخير وقعت أكثر من مفاجأة جعلته يكذب نفسه‏...‏ ويكشف الحقيقة‏...‏ ويرشد عن شركائه‏...‏ بل يبدي الندم علي مافعل‏...‏ ويتمني من قلبه ألا يقع شاب فيما وقع فيه‏.‏

كانت المفاجأة الاولي صدور بيان من هيئة كبار العلماء في الأزهر يفند فساد الأسانيد الشرعية لقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق‏,‏ وبصورة غير مباشرة وصل البيان إلي عبدالمجيد حسن وهو في زنزانته محبوسا علي ذمة القضية بسجن الاستئناف فبدأ يعيد النظر في قناعاته‏.‏

حسن البنا يندم عن تحريضة للأفعال الإجرامية

لكن المفاجأة الصاعقة التي هزت كيانه تتصل بالمرشد العام للجماعة حسن البنا الذي أصدر بيانا تنصل فيه من كل الأعمال الجهادية التي قامت بها جماعته ووصف من قاموا بها بأنهم عابثون آثمون‏..‏ بل أفتي علنا بأنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين‏..‏ أرسل رأيه الي رئيس الحكومة الجديدة ابراهيم عبدالهادي في خطاب شهير نشرته الصحف‏..‏ وبدا واضحا أنه كتبه بعد أن استشعر خطرا علي حياته‏..‏ فتصور أن الخطاب سينقذه‏..‏ وهو مالم يحدث‏..‏ فقد قتل بعد إرساله بشهر واحد‏..‏ في‏14‏ فبراير عام‏1949..‏ وكان هناك خطاب آخر يعلن فيه استعداده لتسليم الإذاعة السرية للجماعة وكل مافي مخازنها من أسلحة وذخائر للسلطات المختصة‏.‏ لقد تنكر حسن البنا لما قامت به جماعته من أعمال سبق أن أقنع من قاموا بها بأنها جهاد في سبيل الله لتخليص المجتمع الإسلامي من قوي الشر والطغيان‏..‏ وقال بالحرف الواحد‏:‏ إن من الواجب علي أن أعلن أن مرتكبي هذا الجرم الفظيع وأمثاله من الجرائم لايمكن أن يكونوا من الإخوان ولا من المسلمين لأن الاسلام يحرمها والإخوة تأباها وترفضها‏.‏ وأضاف علي طريقة قتل القتيل ثم المشي في جنازته‏:‏ إن مصر الآمنة لن تروعها أمثال هذه المحاولات الآثمة وستعاون هذا الشعب السليم الفطرة مع حكومته الحريصة علي أمنه وطمأنيته في ظل جلالة الملك المعظم علي القضاء علي هذه الظاهرة الخطيرة‏.‏

واستطرد‏:‏ وأني لأعلن أنني ساعتبر أي حادث من هذه الحوادث يقع من أي فرد سبق له اتصال بجماعة الاخوان موجها لي شخصيا ولايسعني إزاءه إلا أن اقدم نفسي للقصاص أو اطلب من جهات الاختصاص تجريدي من الجنسية المصرية التي لايستحقها إلا الشرفاء الأبرياء فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون وسيكشف التحقيق ولاشك عن الأصيل والدخيل ولله عاقبة الأمور‏.‏

بعد نشر الخطاب شعر عبدالمجيد حسن أنه خدع مرتين‏..‏ مرة عندما دفعوه إلي القتل‏..‏ ومرة عندما تنكر الرجل الاول في الجماعة لما فعل‏..‏ مرة عندما أقنعوه بأنه سيكون شهيدا‏..‏ ومرة عندما وصفه المرشد العام بأنه عابث‏..‏ مستهتر‏..‏ غير مسلم‏..‏ وليس منهم‏..‏ فكان أن طلب النائب العام ليقول الحقيقة‏..‏ وبدأت محاضر التحقيق تأخذ طريقا مختلفا وشهدت ذلك جلسات المحكمة العسكرية العليا في القضية رقم‏(5)‏ لسنة‏1949(‏ عابدين‏)‏ التي حكمت بإعدامه‏.‏

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الجمعة ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٩٣ عن مقالة بعنوان [اغتيال النقراشي باشا ] كتب ماهر حسن ٢٨/١٢/٢٠٠٧

في عام واحد ولد الرفيقان أحمد ماهر باشا ومحمود فهمي النقراشي وهو عام ١٨٨٨م، أما ماهر فقد سافر إلي فرنسا عام ١٩١٠م، وعاد إلي مصر عام ١٩١٣م، ليعمل في مدرسة التجارة، في حين سافر النقراشي إلي إنجلترا في تاريخ مماثل،

وعاد ليعمل في مدرسة التجارة، ويلتقي الرفيقان ويسيران في اتجاه سياسي واحد، تحت راية سعد زغلول والوفد، وكان الاثنان من شباب ثورة ١٩ وشاركا في إضراب موظفي الحكومة عام ١٩١٩م، ولعله من المفارقات أن يموت الاثنان، بنفس الطريقة، وهي الاغتيال فماهر اغتاله «محمود العيسوي، في البهو الفرعوني بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ في ٢٤ فبراير عام ١٩٤٥م، والنقراشي اغتاله عبدالحميد أحمد حسن أمام مصعد وزارة الداخلية بعد ذلك بثلاث سنين تحديداً ٢٨ ديسمبر من عام ١٩٤٨م،

يعني اليوم يكون قد مر علي اغتياله ٥٩ سنة وكان النقراشي حين اغتيل هو رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وكان الشاب الذي اغتاله قد تنكر في زي ضابط شرطة برتبة ملازم أول وكان ينتمي للإخوان المسلمين،

وقيل إن الشيخ سيد سابق كان وراء فثوي اغتيال النقراشي لكن سيد سابق فيما بعد نفي تورط الإخوان في هذا، كما أن البنا قد أصدر بياناً عقب الحادث ينفي ضلوع الإخوان في الأمر وقد جاء تحت عنوان «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين» وذكرت بعض المصادر أن رئيس الجهاز السري للإخوان «عبدالرحمن السندي» لم يكن يرجع للمرشد في الكثير من الأمور،

ولذلك جاءت فتواه باغتيال النقراشي لأنه رأي فيه عدواً للإسلام بسبب قراره حل جماعة الإخوان في الثامن من نفس الشهر ديسمبر ١٩٤٨.

والحقيقة أنه بعد وقوع عدة حوادث عنف واغتيال ارتبطت بعناصر من الإخوان المسلمين، قرر النقراشي حل الجماعة بعد عريضة اتهام طويلة، واعتقل كل رجال الحركة البارزين، وأغلق جميع الأماكن المخصصة لنشاطهم، وصادر جميع الأوراق والوثائق والمطبوعات والأموال المملوكة للجماعة

ففي الساعة الحادية عشرة من مساء يوم 28 ديسمبر كانون أول عام 1948 أذاع راديو القاهرة أمر الحاكم العسكري العام رقم 63 لسنة 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها. وبعد أقل من عشر دقائق خرج الإخوان من المقر العام فوجدوا أن المكان قد تم حصاره من جميع الجهات وأنهم وقعوا في الفخ وألقي القبض عليهم جميعاً، ما عدا حسن البنا المرشد العام ومؤسس الجماعة

وتبع هذا الأمر العسكري صدور أوامر عسكرية أخرى بتصفية شركاتهم، والعمل على استخلاص أموال الجماعة لتخصيصها في الوجوه العامة التي يقررها وزير الشؤون الاجتماعية. وحاول مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا أن يسوي الموقف مع النقراشي. وقضى اغتيال النقراشي في 28 ديسمبر كانون أول عام 1948 ، على هذه المحاولات، وقد وقع حادث اغتيال النقراشي على يد مجموعة من شباب الإخوان دون إذنٍ أو موافقة من البنا، فازداد الموقف حرجاً بين الإخوان والحكومة

ثم أصدر حسن البنا "بيان للناس" ونشر في 11 يناير كانون ثانٍ عام 1949 وقال في بعض فقراته : "ولقد حدث أن وقعت أحداث نُسِبَت إلى بعض من دخلوا الجماعة دون أن يتشربوا روحها أو يلتزموا نهجها مما ألقى عليها ظلاً من الشبهة فصدر أمر بحلها. وتلا ذلك هذا الحادث المروع حادث اغتيال رئيس دولة الحكومة المصرية محمود فهمي النقراشي باشا الذي أسفت البلاد لوفاته وخسرت بفقده علماً من أعلام نهضتها وقائداً من قادة حركتها ومثلاً طيباً للنزاهة الوطنية والفقه من أفضل أبنائها ولسنا أقل من غيرنا أسفاً من أجله وتقديرا لجهوده وخلقه"

"ولما كانت طبيعة دعوة الإسلام تتنافى مع العنف بل تنكره وتمقت الجريمة مهما يكن نوعها أو تسخط على من يرتكبها، فنحن نبرأ الى الله من الجرائم ومرتكبيها. ولما كانت بلادنا تجتاز الآن مرحلة من أدق مراحل حياتها مما يوجب أن يتوفر لها كامل الهدوء والطمأنينة والاستقرار"

: "لهذا أناشد إخواني الله مراعاة المصلحة العامة وأن يكون كل منهم عوناً على تحقيق هذا المعنى وأن ينصرفوا الى إعمالهم ويبتعدوا عن كل عمل يتعارض مع استقرار الأمن وشمول الطمأنينة حتى يؤدوا بذلك حق الله والوطن عليهم"

وحاول البنا أن يؤكد لها عدم رضائه عن هذه التصرفات في مقولته الشهيرة " ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"، وتفاوض معها لتهدئة الوضع، لكن المفاوضات مع الحكومة انهارت بسبب محاولة نسف محكمة الاستئناف فى 13 يناير كانون ثانٍ عام 1949 وألقي القبض على أحد أعضاء الجهاز السري للإخوان بعد أن تبين أنه سلم أحد السعاة قنبلةً لوضعها داخل المحكمة، إلا أنها انفجرت خارجها


                                                                                      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق