الثلاثاء، 21 يونيو 2011

عاجل وهام

رسالة إلى المهندس وزير النقل والمواصلات
بالمستندات حقوقي مهدرة منذ ثلاث سنوات
قمت بحضورى إلى مكتب الوزارة عند نادي السكة الحديد وتقدمت بشكوى وتظلم من مستشفي السكة والحديد ومستشفي التامين الصحي بقرار تشريكي بالعمل خطا بان عجز مرضي مستديم ولا يصلح للعمل في مجاله حيث أن التشريك الذي شركوني به خطا لأنهم شركوا ذراعي بأنه واقف لم يتحرك وخصيصا الكوع والكوع سليم حيث أني عملت أشعة خارج مستشفي السكة الحديد بمستشفي الهلال تحت عناية وإشراف الأستاذ الدكتور استشاري تخصص قسم عظام ذراع وكتب بالتوصية إلى الجهة المختصة أن الذراع سليم ولا يعوقه أي شيء في العمل منعا باتاً وتقدمت بهذه المستندات إلى الوزارة وتم بالطبع إرسالها للعمل لشئون العاملين بالهيئة القومية لسكك حديد مصر وقامت شئون العاملين بإرسالها إلى المستشفي بتاريخ صادر 2 / 4 / 2006 رقم 10279 الذي تم استلامه في المستشفي في 4/4/2011 وقمت بعد هذا التاريخ بشهرين بالتوجه إلى مدير مباحث الهيئة القومية لسكك حديد مصر العميد / مجدي الفار وقام السيد العميد بتوجهي إلى السيد رئيس مباحث العمال فقال لي اكتب طلب واكتب رقم تليفونك وكتب الطلب ورقم التليفون ومن 10 / 6 / 2011 حتى الآن لن يرسلوا إلي أي شيء عن الكشف الطبي بناعي وكانها اتفاقية عليه لان التفتيش الطبي متوصي عليه ومتفقين علي تدميري وعدم إعادتي لعملي الاصلي حيث أني لا اعاني من أي مرض وأيدي اليميني سليمة والمرفق كذلك لكن في التفتيش تجد كل العجائب يطلعوا البطل سقيم والسقيم سليم وياما في الجراب يا حاوي ؟!!! أني أريد من وزير النقل والمواصلات ان يتخذ اجراءات صرامة لانهم يتعاملون على اننا مواشيي تباع أجزاءنا في سوق الأرباع في السيدة زينب ونحن نقول لهم عيب انتهي عصر التقارير المزيفة لأنكم لا تفرقون بين الضباط المنحرفين فانهم يخلوا السليم عاجر والعاجر سليم وهذه هي لغة بعض الأطباء لكن الغريب في هذا أن الدكتورة هدي الهواري مدير التفتيش الطبي هي التي قالت بالحرف الواحد أعلى ما في خيلك اركبه وهي التي اوصت على الا اعود لشغلي فهي لا تصلح في هذا المكان طالما انها تضرب بالقوانين عرض الحائط والكلام عرض الحائط ايضاً ونحن بعد الثورة يجب أن يحترم كل موظف نفسه فرئيس الدولة القادم يعلم انه يخدم الشعب اطردوا اصحاب الحيل من مؤسستنا لاننا اصبحنا مصر الجديدة لا مصر مبارك البائدة والفسادة فعودتي لعمل اقرب الى الوزير من حبل الوريد واذا تقاعس الوزير فنحن لا نريدك تعمل في مؤسستنا بعد الثورة والبديل موجود دائما ورحم مصر ولاد بالعظماء والاطهار رغم انني اتجهت الى مدير التامين الصحي حيث اعطتني خطاب ممهور بتوقيها وختم النسر ان اعود ولكن بشرط عن طريق عملي وعملي رفض لان التقرير الطبي هو السلطة الاولي في
رجوعي واصحاب السلطة عالم سكرانه كل شيء بالدفع وانا معييش لا رشواي بعد الثورة ولا محسوبيات ولا وساطة ولا عنف في التعامل ولا عنجهية كاذبة لاننا شبعنا من نفخ الاوداج والعنجهية الباطلة اريد حقي؟؟؟؟؟؟

الجمعة، 17 يونيو 2011

غازات الكيمتريل‏'‏ في الفضاء تقدم تفسيرا للتغيرات الجوية5

المعلومات والقضايا التي يثيرها هذا الموضوع ليست قاصرة علينا نحن في مصر فقط‏,‏ بل هي مشكلة عالمية‏,‏ وهي في مجملها تقدم لنا تفسيرا واضحا للتساؤلات التي نطرحها جميعا كل عام‏.
بالشكوي من موجات الحر التي لم نعتادها وكثرة الأمراض التي كانت نادرة فيما مضي‏..‏كل ذلك بسبب‏'‏ مشروع الدرع‏'‏ الأمريكي الذي يصفه العلماء بأن‏'‏ ظاهره الرحم‏'‏ بزعم السيطرة علي الاحتباس الحراري‏,‏ ولكن‏'‏ باطنه العذاب‏'‏ حيث يهدف إلي تغيير المناخ وتوجيهه لخدمة أغراض محددة سلفا‏...‏ وكما يقولون‏'‏ الشيطان يكمن في التفاصيل‏',‏ فهناك ظاهرة جديدة تنتشر في الغلاف الجوي حاليا‏,‏ تستخدم فيها طائرات نفاثة كوسيلة لنشر مركبات كيميائية علي ارتفاعات جوية محددة لإحداث ظواهر جوية مختلفة‏,‏ وتختلف هذه الكيماويات وفق الهدف المراد تحقيقه‏,‏ وتدعي هذه الظاهرة‏'‏ تقنية الكيميترل‏',‏ والهدف الظاهري لها أنها فكرة جديدة للسيطرة علي ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم وإحداث الاستمطار الصناعي في مناطق كثيرة حول العالم وخاصة الجافة وشبه الجافة‏,‏ لكن الهدف الآخر غير المعلن هو السيطرة علي أجواء العالم كله من خلال هذه التقنيات‏,‏ التي يمكن من خلالها إحداث تغير في المناخ‏,‏ من خلال توجيه للرياح وإطلاق عواصف وسيول‏,‏ وإمكانية نشر أي مخلفات أو كيماويات أثبتت بالفعل خطورتها علي الكرة الأرضية‏.‏
المشروع بدأ منذ عام‏1991‏ عندما نشر عالمين أمريكيين من أصل صيني هما‏'‏ ديفيد شانج‏'‏ و‏'‏اي فو شي‏'‏عاما‏.‏تحت اسم‏'‏ زرع الاستراتوسفير بجزيئات ويلزباخ لتقليل الاحتباس الحراري‏'‏ وحصلا علي براءة اختراع‏,‏ وبعدها أعلنت الحكومة الأمريكية أنها سوف تقوم بحل مشكلة الاحتباس الحراري علي مستوي العالم علي نفقتها رغم عدم توقيعها علي الاتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحة الاحتباس الحراري‏!,‏ حيث أطلقت في سبيل ذلك مشروعا عملاقا بدأ منذ عام‏2000‏ تحت اسم‏'‏ مشروع الدرع‏'‏ ومدة تنفيذه‏50‏ عاما‏.‏
هذه الظاهرة التي بدأت تظهر بوضوح في كل المناطق علي مستوي العالم‏,‏ وخاصة مصر‏,‏ يحذر منها الدكتور منير الحسيني أستاذ المكافحة البيولوجية وحماية البيئة والمدير التنفيذي لمجمع المعامل البحثية بكلية الزراعة بجامعة القاهرة‏,‏ حيث رصد صورا متعددة لها الظاهرة في الجيزة والإسكندرية وأسوان والبحر الأحمر عندما كان يتم رشها عن طريق الطائرات النفاثة‏,‏ حيث تبدو علي شكل خطوط مستقيمة بيضاء تظل لساعات‏,‏ ثم تهبط سحابة الكميتريل المحتوية علي أكاسيد الألومنيوم من فوق سطح الأرض‏'‏ طبقة الاستراتوسفير‏'‏ إلي قرب من سطح الأرض‏'‏ طبقة التيروسفير‏'‏ بما يشبه الضباب‏,‏ ولكنه ليس بضباب‏,‏ ويتسبب ذلك في ظاهرة الانعكاس الحراري‏,‏ حيث تنعكس الحرارة الصاعدة من نشاطات الإنسان علي الأرض خاصة في المدن الكبيرة بسبب ملايين السيارات وأجهزة التكييف‏,‏ لكنها تنعكس مرة أخري بواسطة أكسيد الالومنيوم إلي الأرض وتسببت في موجات حارة قاتلة راح ضحيتها‏17‏ ألف شخص في باريس سنة‏2003‏ و‏18‏ ألفا في اليونان سنة‏2008,‏ كما أنها تقدم تفسيرا للتغيرات المناخية غير المبررة في مصر وما شهدناه من موجات حارة في غير توقيتها‏.‏ ومن أهم الظواهر ـ طبقا لما يقوله الدكتور الحسيني ـ التي ظهرت في مصر نتيجة لرش غازات الكيمتريل أنها أحدثت اتجاهات جديدة للرياح‏,‏ كما حدث في عام‏2004‏ والتي تسببت في دخول الجراد إلي مصر من الغرب لأول مرة‏,‏ هذا بالإضافة إلي الدفع بتجفيف النظام البيئي مما يؤدي لأضرار اقتصادية في المحاصيل الزراعية‏,‏ وذلك بسبب امتصاص أكسيد الألمونيوم للرطوبة الجوية متحولا إلي هيدروكسيد الالومنيوم وباستمرار تواجده في الهواء يؤدي إلي مشاكل الجفاف ونقص الهواء‏..‏ والخطير أن هذه الظاهرة تستحدث أيضا حقولا كهربائية هائلة يحدث لها تفريغ بموجات الراديو فائقة القصر‏,‏ مما يسبب تولد شرارة كهربائية تشكل برق وصواعق تصل إلي مصدر إنتاج هذه الموجات‏,‏ والتي تصدر من أجهزة كثيرة مثل المحمول‏,‏ وبالتالي تم منع استخدامه في محطات الوقود بجانب العلامات القديمة حتي لا يتسبب استخدامه تحت حقل كهربائي إلي توليد صاعقه تدمر محطة الوقود وتقتل صاحب المحمول كمصدر لتفريغ الشحنة الكهربائية‏,‏ وهذا ـ برأي الدكتور الحسيني ـ يفسر احتراق ايريال محطة الأقمار الصناعية بالمعادي سنة‏2009,‏ وحادثة الكرة النارية التي هبطت من السماء في قرية طهطا بسوهاج في شهر مايو سنة‏2009‏ ودمرت احد المنازل في خلال سبع دقائق‏,‏ واحتراق احد معاهد الأرصاد الجوية دون أن يجدوا لذلك تفسيرا‏!!!‏ كما تسببت جزيئات الكيماويات العالقة في الهواء لاستحداث ظاهرة الاستمطار للسحب في حدوث أمطار غزيرة نتج عنها فيضانات وخسائر شديدة‏,‏ كما حدث أخيرا في سيناء وأسوان من أعاصير وسيول هدمت المنازل‏.‏ ولاتتوقف خطورة هذه التقنية عند هذا الحد‏,‏ بل تكمن خطورتها الحقيقية في المركبات التي تعلق في الجو ويصل حجمها الصغير إلي درجة النانو ويستنشقها الإنسان‏,‏ والتي تحمل بكتريا تعرف بـ‏'‏النانو بكتريا‏'‏ والتي تسبب جميع أمراض التكلس المعروفة في الإنسان والحيوان مثل حصوات المرارة والكلي والبروستاتا وتكلس المبايض والثدي وتصلب الشرايين وتكلس صمامات القلب‏,‏ وكلها من اخطر أمراض العصر‏,‏ وهذا ما يفسر إقدام شركات الأدوية علي الاشتراك في تمويل مشروع الدرع بمليار دولار سنويا‏,‏ حيث تقدر المكاسب من بيع الأدوية بعد ذلك لعلاج الأمراض بعشرات المليارات من الدولارات مما يمثل خطورة علي البشرية‏!!!!‏
بقيت الإشارة إلي أن هذا الموضوع سيكون محل محاضرة الاثنين القادم في مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء‏.‏
و من يومها لم ينشر اى شئ عن الموضوع و ساد الصمت ..
ولا حتى مجرد استجواب فى البرلمان ..
و فى كل يوم تتوالى الحوادث المصطنعة لإلهاء الشعب مابين مشاكل طائفية هايفة و رفع الاسعار المبالغ فيه ببشاعة و المزيد و المزيد من الضرائب و الرسوم تصب فوق دماغ الناس و مشاكل كرة القدم بين لاعبى الكرة العواطلية الصيع و انديتهم الخايبة الهاء الجماهير بهذه المشاكل .. وقضية الإسلام المستهدف و قضية فلسطين فتح الشمالية و فلسطين حماس الجنوبية
و نحن جميعا و بكل قضايانا التى نرى انها قضايا الساعة
مسلمين و مسيحيين و من جميع الديانات و اهلوية و زمالكاوية و شيعة و سنة و من جميع الجنسيات
سوف تتم ابادتنا .. ونحن نتعارك على الهايفة!!
الم يحن الوقت لننتبه الى ان كل ما يثار حولنا ليس الا مجرد فتح ميادين قتال وهمية
لإلهاء الشعوب عما يحدث حولها .. منذ اكثر عشر سنوات عندما اعلن جورج بوش الأب قيام النظام العالمى الجديد .. وبدأت خطة الإبادة المرحلية ..
ليصل تعداد العالم الى اقل من مليار نسمة .. وخطة الإبادة موزعة بالتساوى على كل بلدان العالم ..
انتبه البعض .. ولم يلتفتوا الى جنسيتهم .. و تحالفوا مع بقية بنى البشر ليقفوا امام الهجمة الامبريالية الغاشمة .. على الجنس البشرى كله ..
بكل الوانه و بكل اديانه و بكل طوائفه و بكل عرقياته ..
فمتى ننتبه ..
لبداية تبدأ من هنا ..
والهدف نظام حكم وطنى..!!
و إلا فهى النهاية .. و هى اقرب مما تتصورون!الان، نريد تصريح من الحكومة بخصوص كيميتريلز
كشف تقرير لمجلة "العلم والسلاح" الأمريكي، أن إسرائيل قامت بتطوير سلاح أيكولوجي يسمى "الكيمتريل"، تحت إشراف علماء الطقس الإسرائيليين، سيتم إجراء اختبار عليه خلال السنة الجارية فوق الأردن ومصر والسعودية أو فوق العراق وأفغانستان.
وذكر التقرير أن "الكيمتريل" متطابق مع نظرية مخلفات الطائرات النفاثة؛ فعندما تعبر الطائرات النفاثة التي تطير على ارتفاع متوسط في مجال "الاستراتوسفير"، حيث لا توجد تيارات هوائية وتصل درجة الحرارة إلى تحت الصفر تاركة خلفها شريطا سحابيا أبيض اللون، يتكون من بخار الماء المتكثف كحبيبات ثلجية، ثم ينخفض تدريجيا خلال عدة دقائق، فيطلق على هذا الشريط اسم "كونتريل"، لكن إذا استمر وجود هذا الشريط السحابي لعدة ساعات، فإن ذلك سيكون خارجا عن نطاق بخار الماء الناتج عن احتراق الوقود ويكون في ذلك الوقت سببه إطلاق المكونات الكيميائية.وأضاف أن إسرائيل استطاعت تزويد طائراتها النفاثة بمستودعات إضافية تحمل الكيماويات المستخدمة في السلاح، وبمضخات ذات ضغط عال، حيث تم إطلاقها في صورة "إيروسول" على الحافة الخلفية لأجنحة الطائرة فوق فتحة خروج عادم الوقود من المحكات ينفثها هذا التيار القوي الساخن في الهواء، ويظل الشريط الأبيض مرئيا لعدة ساعات، وهذا الشريط يطلق عليه "الكيمتريل".
أوضح أن علماء المناخ الإسرائيليين قاموا بتطوير هذا السلاح الذي تم الكشف عنه في عام 2003 بواسطة عالم كندي، بعد أن وقع بصره بطريق الخطأ وبالمصادفة على وثائق سرية عن إطلاق "الكيمتريل" فوق كوريا الشمالية وأفغانستان، وإقليم كوسوفو والعراق والسعودية في حرب الخليج، وقد خلف إطلاق "الكيمتريل" الجفاف والأمراض والدمار البيئي الذي أدى إلى وفاة عدة ملايين خلال بضع سنوات، كما جاء بالتقرير.
وحول تطوير المشروع، أكد التقرير أنه بعد ساعات من إطلاق سحابات "الكيمتريل" تنخفض درجات الحرارة في الجو وقد تصل إلى 7م، وذلك بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض بواسطة مكونات هذه السحابة الاصطناعية.
كما تنخفض الرطوبة الجوية إلى 30% بسبب امتصاصها مع أكسيد الألمونيوم، متحولا إلى هيدروكسيد الألمونيوم، هذا بجانب عمل الغبار الدقيق لأكسيد الألمونيوم كمرآه تعكس أشعة الشمس.
ويؤدي هذا إلى انخفاض شديد مفاجئ في درجات الحرارة وانكماش في حجم كتل هوائية كانت تغطي مساحات شاسعة بملايين الكيلومترات، مما يؤدي لتكوين منخفضات جوية مفاجئة في طبقة الاستراتوسفير، فتندفع إليها الرياح من أقرب منطقة ذات ضغط جوي مرتفع، ثم من المنطقة التي تليها.
ويتسبب هذا الوضع في تغير المسارات المعتادة للرياح في هذه الأوقات من السنة فتهب في اتجاهات غير معتاد الهبوب فيها، ويعقب هذا الإطلاق استمرار الحرارة المنخفضة والجفاف لعدة أيام وخلال تلك الفترة تفقد السماء لونها الأزرق المعروف، وتصبح أثناء النهار سماءً ذات لون رمادي خفيف يميل إلى اللون الأبيض، وفي المساء تبدو لون السحب الاصطناعية بلون يميل إلي الرمادي الداكن.
إلا أن الإطلاق التالي لسحاب "الكيمتريل" تبدأ فورا، وهكذا تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس في تلك المناطق، مما ينتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار، كما يصاحب ذلك انخفاضا واضحا في مدي الرؤية بسبب العوالق الكيماوية للمكونات الهابطة إلى الأرض حيث تتخذ مظهرا شبيها بالشبورة.
وذكر التقرير أن إطلاق "الكيمتريل" فوق شمال أفريقيا ومصر وشمال البحر الأحمر سيؤدي إلى انخفاض شديد ومفاجئ في درجة الحرارة، وسيؤدي إلى تكوين منخفض جوي يتبعه اندفاع الرياح، وبهذا سيتحول المسار الطبيعي للرياح الحاملة لأسراب الجراد الصحراوي من اتجاهها إلى دول المغرب العربي إلى الغرب والشمال الغربي باتجاه الجزائر وليبيا ومصر والأردن.
وأكد التقرير أن عملية إطلاق "الكيمتريل" جرت فوق الأراضي المصرية في الفترة من 4 نوفمبر إلى 14 نوفمبر 2004، وأدى ذلك إلى نزوح الآلاف من أسراب الجراد إلى مصر بفعل الرياح.
وأضاف أن علماء الفضاء والطقس أطلقوا "الكيمتريل" سرا في المرة الأولي فوق أجواء كوريا الشمالية وأدى ذلك إلى تحول الطقس الكوري إلى طقس جاف وتم إتلاف محاصيل الأرز الغذاء الرئيسي لهم، كما أدى ذلك إلى موت الآلاف شهريا حتى الآن.
وأضاف أن هذا السلاح تم استخدامه أيضا في منطقة "توربورا" بأفغانستان لتجفيفها ودفع السكان للهجرة. كما أطلقته مؤسسة "ناسا" عام 1991 فوق العراق قبل حرب الخليج وقد طُعم الجنود الأمريكيون باللقاح الواقي من الميكروب الذي حُمل مع "الكيمتريل"، ورغم ذلك فقد عاد 47% منهم مصابين بالمكروبا ت


. سلاح ذو حدين
وغاز الكيمتريل هو أحدث الأسلحة للدمار الشامل ويستخدم لاستحداث الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد والعواصف والأعاصير‏ والزلازل بشكل اصطناعي بل ويمكنه أيضا نشر الجفاف والتصحر وإيقاف هطول الأمطار وإحداث الأضرار البشعة
وتبدأ قصته مع التدمير الواسع من حقيقة أنه عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها علي ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مستهدفة وتختلف هذه الكيماويات طبقا للأهداف ، فمثلا عندما يكون الهدف هو "الاستمطار" أي جلب الأمطار يتم استخدام خليط من أيوديد الفضة علي بيركلورات البوتاسيم ليتم رشها مباشرة فوق السحب فيثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطارا ، كما تستخدم هذه التقنية مع تغير المركبات الكيماوية فتؤدي إلي الجفاف والمجاعات والأمراض والأعاصير والزلازل المدمرة
وبمعني آخر أكثر وضوحا ، فإنه ما أن تطلق إحدى الطائرات غاز "الكيمتريل" في الهواء تنخفض درجات الحرارة في الجو وقد تصل إلى 7 م وذلك بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض بواسطة مكونات هذه السحابة الاصطناعية ، كما تنخفض الرطوبة الجوية إلى 30% بسبب امتصاصها مع أكسيد الألمونيوم ، متحولا إلى هيدروكسيد الألمونيوم هذا بجانب عمل الغبار الدقيق لأكسيد الألمونيوم كمرآه تعكس أشعة الشمس
ويؤدي ما سبق إلى انخفاض شديد مفاجئ في درجات الحرارة وانكماش في حجم كتل هوائية تغطي مساحات شاسعة تقدر بملايين الكيلومترات مما يؤدي لتكوين منخفضات جوية مفاجئة في طبقة الغلاف الجوي "الاستراتوسفير" فتندفع إليها الرياح من أقرب منطقة ذات ضغط جوي مرتفع ثم من المنطقة التي تليها ، ويتسبب هذا الوضع في تغير المسارات المعتادة للرياح في هذه الأوقات من السنة فتهب في اتجاهات غير معتاد الهبوب فيها ويعقب هذا الإطلاق استمرار الحرارة المنخفضة والجفاف لعدة أيام وخلال تلك الفترة تفقد السماء لونها الأزرق المعروف وتصبح أثناء النهار سماء ذات لون رمادي خفيف يميل إلى اللون الأبيض وفي المساء تبدو لون السحب الاصطناعية بلون يميل إلي الرمادي الداكن وهكذا تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس في تلك المناطق مما ينتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار كما يصاحب ذلك انخفاضا واضحا في مدي الرؤية بسبب العوالق الكيماوية للمكونات الهابطة إلى الأرض حيث تتخذ مظهرا شبيها بالشبورة
ورغم التداعيات الكارثية السابقة ، إلا أن هذا لا يعني أن الكيمتريل هو الشر بحد ذاته ، بل على العكس فهو يحمل الخير للبشرية في حال استخدم في المجالات السلمية النفعية حيث له دور فعال في التقليل بشكل كبير من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد بغرق الكرة الأرضية وفناء الكون في المستقبل البعيد ، فهو يستخدم لحجب أشعة الشمس عن الأرض واستخدام جزئيات دقيقة من أكسيد الألمونيوم كمرآة تعكس أشعة الشمس للفضاء الخارجي فتنخفض درجة حرارة الهواء وعلى الأرض فجأة وبشدة
هذا بالإضافة إلى أنه مفيد جدا في ظاهرة "الاستمطار" في المناطق القاحلة ، إلا أنه وللأسف ‏فإن واشنطن أبت فيما يبدو أن تخدم البشرية واستخدمت تلك التقنية في الأغراض الاستعمارية ليصبح الكيمتريل أحدث أسلحة الدمار الشامل
دمر اندونيسيا وباكستان وهايتي .. إسرائيل ترعب إيران والعرب بـ"الكيمتريل"يبدو أن مخططات أمريكا وإسرائيل للسيطرة علي الكون دون حروب تقليدية وصلت إلي مراحلها الأخيرة بل وظهرت تقارير صحفية تحذر أيضا من الأسوأ
مازال بانتظار البشرية وأن الهدف التالي بعد هايتي سيكون العرب وإيران وكلمة السر في هذا الصدد هي "الكيمتريل". وكان العالم فوجيء في ذروة انشغاله بمواجهة تداعيات كارثة هايتي باتهامات لـ "غاز الكيمتريل" بأنه وراء ما حدث وليس الزلزال المدمر ، كما يعتقد كثيرون . ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد ظهرت تقارير صحفية تحذر أيضا من أن ما شهدته هايتي هو بروفة علي حروب المستقبل وخاصة تلك التي ستشنها إسرائيل ضد العرب وإيران وسيتم خلالها التغاضي عن المواجهات العسكرية المباشرة والاستعانة بدلا من ذلك بـ "الكيمتريل" الأكثر "براءة وفتكا في الوقت ذاته". سلاح ذو حدينوغاز الكيمتريل هو أحدث الأسلحة للدمار الشامل ويستخدم لاستحداث الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد والعواصف والأعاصير‏ والزلازل بشكل اصطناعي بل ويمكنه أيضا نشر الجفاف والتصحر وإيقاف هطول الأمطار وإحداث الأضرار البشعة بالدول والأماكن غير المرغوب فيها أمريكيا وإسرائيليا .
قصة العاز
وتبدأ قصته مع التدمير الواسع من حقيقة أنه عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها علي ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مستهدفة وتختلف هذه الكيماويات طبقا للأهداف ، فمثلا عندما يكون الهدف هو "الاستمطار" أي جلب الأمطار يتم استخدام خليط من أيوديد الفضة علي بيركلورات البوتاسيم ليتم رشها مباشرة فوق السحب فيثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطارا ، كما تستخدم هذه التقنية مع تغير المركبات الكيماوية فتؤدي إلي الجفاف والمجاعات والأمراض والأعاصير والزلازل .
وبمعني آخر أكثر وضوحا ، فإنه ما أن تطلق إحدي الطائرات غاز "الكيمتريل" في الهواء تنخفض درجات الحرارة في الجو وقد تصل إلي 7 م وذلك بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض بواسطة مكونات هذه السحابة الاصطناعية ، كما تنخفض الرطوبة الجوية إلي 30% بسبب امتصاصها مع أكسيد الألمونيوم ، متحولا إلي هيدروكسيد الألمونيوم هذا بجانب عمل الغبار الدقيق لأكسيد الألمونيوم كمرآه تعكس أشعة الشمس. ويؤدي ما سبق إلي انخفاض شديد مفاجئ في درجات الحرارة وانكماش في حجم كتل هوائية تغطي مساحات شاسعة تقدر بملايين الكيلومترات مما يؤدي لتكوين منخفضات جوية مفاجئة في طبقة الغلاف الجوي "الاستراتوسفير" فتندفع إليها الرياح من أقرب منطقة ذات ضغط جوي مرتفع ثم من المنطقة التي تليها ، ويتسبب هذا الوضع في تغير المسارات المعتادة للرياح في هذه الأوقات من السنة فتهب في اتجاهات غير معتاد الهبوب فيها ويعقب هذا الإطلاق استمرار الحرارة المنخفضة والجفاف لعدة أيام وخلال تلك الفترة تفقد السماء لونها الأزرق المعروف وتصبح أثناء النهار سماء ذات لون رمادي خفيف يميل إلي اللون الأبيض وفي المساء تبدو لون السحب الاصطناعية بلون يميل إلي الرمادي الداكن وهكذا تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس في تلك المناطق مما ينتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار كما يصاحب ذلك انخفاضا واضحا في مدي الرؤية بسبب العوالق الكيماوية للمكونات الهابطة إلي الأرض حيث تتخذ مظهرا شبيها بالشبورة. ورغم التداعيات الكارثية السابقة ، إلا أن هذا لا يعني أن الكيمتريل هو الشر بحد ذاته ، بل علي العكس فهو يحمل الخير للبشرية في حال استخدم في المجالات السلمية النفعية حيث له دور فعال في التقليل بشكل كبير من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد بغرق الكرة الأرضية وفناء الكون في المستقبل البعيد ، فهو يستخدم لحجب أشعة الشمس عن الأرض واستخدام جزئيات دقيقة من أكسيد الألمونيوم كمرآة تعكس أشعة الشمس للفضاء الخارجي فتنخفض درجة حرارة الهواء وعلي الأرض فجأة وبشدة هذا بالإضافة إلى أنه مفيد جدا في ظاهرة "الاستمطار" في المناطق القاحلة ، إلا أنه وللأسف ‏فإن واشنطن أبت فيما يبدو أن تخدم البشرية واستخدمت تلك التقنية في الأغراض الاستعمارية ليصبح الكيمتريل أحدث أسلحة الدمار الشامل . وقبل أن يسارع البعض بتوجيه الاتهامات بالتأثر بنظرية المؤامرة والتحامل علي واشنطن دون أدلة ملموسة ، نستعرض هنا قصة اكتشاف الكيمتريل . والمثير للانتباه في هذا الصدد أن الاتحاد السوفيتي السابق هو من اكتشفه حيث تفوق مبكرا علي أمريكا في مجال الهندسة المناخية عندما حصل علي نتائج دراسات قديمة في أوائل القرن الماضي للباحث الصربي نيقولا تيسلا الذي صنف بأنه من أعظم علماء ذلك القرن بعد أن نجح في اكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية وقام بابتكار مجال الجاذبية المتبدل بل واكتشف قبل وفاته كيفية إحداث "التأيين" في المجال الهوائي للأرض والتحكم فيها بإطلاق شحنات من موجات الراديو فائقة القصر مما يسفر عن إطلاق الأعاصير الاصطناعية وبذلك يكون نيقولا تيسلا هو مؤسس علم الهندسة المناخية الذي بدأه الاتحاد السوفيتي ثم تلته الصين .
أما بداية معرفة الولايات المتحدة بـ "الكيمتريل " فقد بدأت مع انهيار الاتحاد السوفيتي وهجرة الباحث الصربي نيقولا تيسلا والعلماء الروس إلي أمريكا وأوروبا وإسرائيل‏. وكانت آخر الاستخدامات السلمية الروسية لهذا الغاز ما حدث في الاحتفال بمناسبة مرور‏60‏ عاما علي هزيمة ألمانيا النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية وذلك في مايو ‏2005‏ باستخدام وزارة الدفاع الروسية للطائرات في رش الغاز في سماء موسكو وخصوصا الميدان الأحمر لتشتيت السحب ‏ وإجراء مراسم الاحتفالات في جو مشمس وكان ضيف الشرف في هذا الاحتفال هو الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن وذلك للمرة الأولي‏ وهي رسالة موجهة له ليفهم منها دقة التحكم في الطقس بتقنية الكيمتريل علي مستوي مدينة واحدة هي موسكو‏.‏
وقبل التجربة الروسية السابق ، قام السوفيت بإسقاط الأمطار الصناعية "استمطار السحب" وذلك برش الطبقات الحاملة للسحب‏ وقد استفادت الصين من ذلك خلال الفترة ما بين ‏1995‏ و‏2003‏ واستمطرت السحب فوق‏ 3 ملايين كيلو متر مربع "حوالي ثلث مساحة الصين" وحصلت علي‏ 210‏ مليارات متر مكعب من الماء حققت مكاسب اقتصادية من استزراع تلك المناطق التي كانت جافة قدرت بـ‏ "1,4‏" مليار دولار وكانت التكلفة العملية فقط "‏265‏" مليون دولار‏.‏حقوق النشر
ثم تطورت أبحاث الكيمتريل علي يد واشنطن وتوصلت إلي قواعد علمية وتطبيقات تؤدي إلي الدمار الشامل يطلق عليها الأسلحة الزلزالية يمكن بها إحداث زلازل مدمرة اصطناعية في مناطق حزام الزلازل وتقنيات لاستحداث ضغوط جوية عالية أو منخفضة تؤدي إلي حدوث أعاصير مدمرة‏.‏حقوق وما يثير المرارة والحسرة في هذا الصدد أن واشنطن نجحت بخبث شديد في انتزاع موافقة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية في مايو عام ‏2000‏ علي قيامها بمهمة استخدام تقنية الكيمتريل في تخفيض الاحتباس الحراري علي مستوي الكرة الأرضية بعد عرض براءة الاختراع المسجلة عام‏1991‏ من العالمين ديفيد شانج وأي فو شي بشأن الإسهام في حل مشكلة الانحباس الحراري دون التطرق لأية آثار جانبية وأعلنت حينها عزمها علي تمويل المشروع بالكامل علميا وتطبيقيا مع وضع الطائرات النفاثة المدنية في جميع دول العالم في خدمة المشروع‏ ، ‏ ووافق أغلبية أعضاء الأمم المتحدة علي إدخال هذا الاختراع إلي حيز التطبيق‏ وبذلك تم تمرير المشروع بموافقة المجتمع الدولي مع إشراك منظمة الصحة العالمية بعد أن أثار كثير من العلماء مخاوفهم من التأثيرات الجانبية لتقنية الكيمتريل علي صحة الإنسان‏. اعترافات ‏مثيرة وهناك من الاعترافات من داخل أمريكا وخارجها ما يؤكد صحة ما سبق ، والبداية في هذا الصدد مع محاضرة ألقاها الكولونيل تامزي هاوس أحد جنرالات الجيش الأمريكي ونشرت علي شبكة معلومات القوات الجوية الأمريكية وكشف فيها أن الولايات المتحدة سوف تكون قادرة في عام 2025 علي التحكم في طقس أي منطقة في العالم عن طريق تكنولوجيا عسكرية غير نووية يتم إطلاقها من خزانات ملحقة بالطائرات النفاثة ، مشيرا إلي أن الولايات المتحدة تسعي لاستخدام تقنية الكيمتريل كجزء من أدواتها الرئيسية للحروب المستقبلية
كما تضمنت المحاضرة إشارة إلي توصية من البنتاجون تشير إلي استخدام سلاح الجو الأمريكي أسلحة التحكم في الطقس لإطلاق الكوارث الطبيعية الاصطناعية من الأعاصير والفياضانات أو الجفاف المؤدي للمجاعات بالإضافة إلي التوصية ببدء نشاط إعلامي موجه لتجهيز المواطن الأمريكي لقبول مثل هذه الاختراعات من أجل طقس مناسب لحياة أفضل ثم إقناع المواطن الأمريكي بعد ذلك باستخدام هذه الأسلحة لحمايته من "الإرهابيين".
وبجانب الاعتراف السابق ، فإن الطريقة التي عرف من خلالها سر استخدام الكيمتريل كسلاح للدمار الشامل تكشف أيضا النوايا الحقيقية لواشنطن ، ففي مايو ‏2003‏ وخلال عمله بمشروع الدرع الأمريكي ، تمكن عالم من علماء الطقس في كندا كان من العاملين بالمشروع وهو العالم "ديب شيلد" من الاطلاع علي هذا السر وقد أعلن ذلك علي شبكة المعلومات الدولية الإنترنت في موقع تحت اسم "هولمزليد " . ووفقا للعالم الكندي ، فإنه وقع بصره عن طريق المصادفة البحتة علي وثائق سرية عن إطلاق الكيمتريل فوق كوريا الشمالية وأفغانستان وإقليم كوسوفو أثناء الحرب الأهلية اليوغسلافية والعراق والسعودية في حرب الخليج‏ الثانية .
وأضاف في هذا الصدد أنه مقتنع بفكرة مشروع الكيمتريل إذا كان سيخدم البشرية ويقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري ولكنه يرفض تماما أن يستخدم كسلاح لإجبار الشعوب أو قتلها أوإفناء الجنس البشري ، مشيرا إلي أنه قرر الانسحاب من العمل بمشروع الدرع الأمريكي لأن هدف واشنطن هو الشر وليس الخير‏ . القانون
وبعد حوالي ثلاث سنوات من قيامه بكشف المستور ، وجد العالم الكندي ديب شيلد مقتولا في سيارته في عام ‏2006‏ وزعمت الأنباء حينها أنه انتحر‏.
إيران وإعصار جونو
وأخيرا هناك تصريحات هامة جدا في هذا الصدد نشرتها صحيفة "الأهرام "المصرية في 7 يوليو 2007 وكشف خلالها الدكتور منير محمد الحسيني أستاذ المكافحة البيولوجية وحماية البيئة بكلية الزراعة بجامعة القاهرة حقائق مثيرة وردت في بحث أعده خصيصا لهذا الأمر كان من أبرزها أن علماء الفضاء والطقس في أمريكا أطلقوا "الكيمتريل" سرا في المرة الأولي فوق أجواء كوريا الشمالية وأدي ذلك إلي تحول الطقس هناك إلي طقس جاف وتم إتلاف محاصيل الأرز الغذاء الرئيس لهم كما أدي ذلك إلي موت الآلاف شهريا ، هذا بالإضافة إلي أن هذا السلاح تم استخدامه أيضا في منطقة " تورا بورا" بأفغانستان لتجفيفها ودفع السكان للهجرة كما أطلقته مؤسسة "ناسا" عام 1991 فوق العراق قبل حرب الخليج الثانية وقد طعم الجنود الأمريكيون باللقاح الواقي من الميكروب الذي ينتشر مع "الكيمتريل" ورغم ذلك فقد عاد 47% منهم مصابين بالميكروب وأعلن حينها عن إصابتهم بمرض غريب أطلق عليه " "مرض الخليج".حقو وفي التفاصيل ، أكد الدكتور منير محمد الحسيني أن علماء المناخ الإسرائيليين قاموا بتطوير هذا السلاح الذي تم الكشف عنه في عام 2003 بواسطة عالم كندي وفجر مفاجأة في هذا الصدد مفادها أن إعصار "جونو" الذي ضرب سلطنة عمان مؤخرا وأحدث خرابا وتدميرا كبيرا ثم جنح إلي إيران بعد أن فقد نصف قوته‏ كان ناجما عن استخدام "الكيمتريل" ، قائلا :" بكل تأكيد هو صناعة أمريكية وإسرائيلية ولكن ليست سلطنة عمان هي المقصودة بهذا الدمار وإنما كان الهدف إيران ولكن بسبب خطأ بعض الحسابات ـ فالتجارب لن تستقر قبل عام‏ 2025‏ ـ تحول الإعصار إلي سلطنة عمان وعندما ذهب إلي إيران كانت قوته التدميرية قد استنفدت"‏.‏
بل ورجح أن يكون السبب في ارتفاع درجات الحرارة في السنوات الأخيرة في مصر وشمال إفريقيا وبقية البلدان العربية هو التجارب الأمريكية والإسرائيلية في هذا الصدد ، قائلا :" ليس ببعيد ذلك الاحتمال فعند هبوط سحابة الكيمتريل إلي سطح الأرض فوق المدن الكبيرة مثل القاهرة وباريس وغيرها حيث تسير ملايين السيارات في الشوارع وغيرها من وسائل المواصلات التي ينبعث منها كم كبير جدا من الحرارة فيقوم أكسيد الألومنيوم بعمل مرآة فيعكس هذه الحرارة للأرض مرة أخري مما يؤدي إلي ارتفاع درجة الحرارة بشكل غير عادي متسببا فيما يسمي موجات الحر القاتل‏ كما حدث في باريس عام ‏2003‏ وجنوب أوروبا في يونيو‏2007‏ وسوف يتكرر ذلك مستقبلا في فصل الصيف‏".ق
مصر وأسراب الجراد
وأضاف " وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن أسراب الجراد التي هاجمت مصر وشمال إفريقيا وشمال البحر الأحمر ومنطقة جنوب شرق آسيا فوق السعودية والأردن‏ في أواخر عام ‏2004‏ كان السبب الرئيس فيها هو غاز الكيمترل‏ وذلك بعد رش تلك المنطقة بزعم خفض الاحتباس الحراري وقد قمت وغيري بتصوير ذلك‏ واختفت السماء خلف السحاب الاصطناعي الكيمترل خلال عدة ساعات وحدث الانخفاض المفاجيء لدرجات الحرارة وتكوين منخفض جوي فوق البحر المتوسط وتحول المسار الطبيعي للرياح الحاملة لأسراب الجراد الصحراوي إلي اتجاه جديد تماما في هذا الوقت إلي الجزائر وليبيا ومصر والأردن وغيرها‏ وبهذا لم تتم الرحلة الطبيعية لأسراب الجراد"‏.‏
وتابع الحسيني قائلا :" في هذا الوقت لاحظ الباحثون أن الجراد الذي دخل مصر كان يحمل اللون الأحمر ، بينما كان الجراد الذي يدخل مصر علي طول تاريخها يحمل اللون الأصفر ، واختلاف الألوان هنا جاء بسبب أن الجراد الأحمر هو الجراد ناقص النمو الجنسي ولكي يكتمل النمو الجنسي للجراد كان لابد أن يسير في رحلة طبيعية حتي يتحول إلي اللون الأصفر كما تعودنا أن نشاهده في مصر ولكن مع حدوث المنخفض الجوي الجديد، اضطر الجراد إلي تغيير رحلته دون أن يصل إلي النضج المطلوب".
الموت بالصواعق
الن وبالإضافة إلي ما سبق ، توقع الدكتور منير الحسيني أن تعرف مصر ظاهرة الموت بالصواعق كما حدث في إبريل عام 2006 عندما قتل اثنان من رعاة الأغنام بالمنصورة صعقا وكذلك في 13 إبريل 2007 عندما قتل ثلاثة مزارعين أثناء عملهم بالحقول في إحدي قري محافظة البحيرة. ش واستطرد " الصواعق هي إحدي الآثار الجانبية الخطيرة لرش الكيمتريل من طبقة التروبوسفير واتحاده مع أملاح وأكسيد الباريوم مع ثاني أكسيد الكربون وهما من عوامل الاحتباس الحراري فيؤدي ذلك كله إلي تولد شحنات في حقول كهربائية كبيرة وعندما يتم إطلاق موجات الراديو عليها لتفريغها تحدث الصواعق والبرق والرعد الجاف دون سقوط أي أمطار كما حدث في بازل في سويسرا وفي ولاية الأسكا الأمريكية وفي مصر يوم 18 مايو 2005 وفي ألمانيا يوم 12 مايو 2000 ".
وحذر من أن الصواعق ليست هي الخطر الوحيد الذي يهدد المواطنين في مصر ودول العالم التي ترش في سمائها الكيمتريل ، بل سيلاحظ السكان وجود ظواهر جديدة مثل تغير لون السماء وتحولها من الأزرق إلي لون أقرب إلي الأبيض وذلك بسبب وجود كمية كبيرة من أملاح الباريوم وجزئيات الألومنيوم بكميات تبلغ 7 أضعاف مثيلاتها في الطبقات غير المتعاملة بالكيمتريل أما تأثير رش الكيمتريل علي صحة الإنسان فقد نشرت مجلات علمية أمريكية لباحثين مثل كريس كورينكوم وجارث نيكولسون بعض أبحاثهم التي أعدوها بعد تجريب الكيمتريل في الولايات المتحدة من واقع سجلات المستشفيات هناك حيث طرأت قائمة بالأعراض الجانبية وهي كالتالي : نزيف الأنف ، ضيق التنفس ، آلام الصداع ، عدم حفظ التوازن ، الإعياء المزمن ، أوبئة الأنفلونزا ، أزمة التنفس ، إلتهاب الأنسجة الضامة ، فقدان الذاكرة ، أمراض الزهايمر المرتبطة بزيادة الألومنيوم في جسم الإنسان .
مرض الخليج
وبجانب مصر ، استعرض الحسيني نماذج أخري لضحايا الكيمتريل في العالم ومن أبرزها ما حدث في العراق في ‏28‏ يناير‏1991‏ عندما قامت الطائرات الأمريكية بإطلاق غاز الكيمتريل فوق سماء العراق بعد تحميله بالسلالة النشطة من الميكروب المهندس وراثيا لحساب وزارة الدفاع الأمريكية للاستخدام في الحرب البيولوجية وذلك بعد أن قامت واشنطن بتطعيم الجنود الأمريكان باللقاح الواقي من هذا الميكروب قبل إرسالهم لميدان المعركة ، ورغم ذلك فقد عاد‏47%‏ من الجنود الأمريكان مصابين بالمرض‏ وتغطية علي الحقيقة السابقة ، زعمت وزارتا الدفاع والصحة الأمريكيتين أنه مرض غير معروف أطلق عليه "مرض الخليج" وأشيع أنه ناتج بسبب أنواع من الغازات الكيماوية المتولدة عن إطلاق ذخيرة الطلقات الجديدة فائقة الصلابة‏ .وسرعان ما كشف النقاب عن حقيقة هذا المرض الطبيب الأمريكي جارث نيكولسون الذي قدم بحثا أشار فيه إلى الأمراض التي يسببها غاز الكيمتريل في الأماكن التي تم إطلاقه فيها ومنها نزيف الأنف وأوبئة الأنفلونزا وفقدان الذاكرة المؤقت‏‏ ، مشيرا أيضا إلى إمكانية حدوث "الإيدز" بسبب زيادة الباريوم في جسم الإنسان‏.‏ وبالإضافة إلى العراق ، هناك أيضا كوريا الشمالية ، حيث أكد الدكتور الحسيني استخدام تقنية الكيمتريل فعليا كسلاح لمواجهة مشروعات كوريا الشمالية النووية حيث شهدت تلك الدولة وحدها دون البلدان المجاورة لها موجة من الجفاف التام ونقصاً حاداً في هطول الأمطار علي الرغم من اعتماد كوريا الشمالية علي زراعة الأرز كغذاء رئيس لها فظهرت حالة جفاف غير مبررة لم تصب كوريا الجنوبية أو الصين مثلا وهما علي حدودها الشمالية ونتج عن حالة الجفاف مجاعة رهيبة أدت إلي موت الآلاف من البشر شهريا ووصلت أرقام الضحايا إلي 6.2 مليون طفل و1.2 مليون بالغ" .
مأساة كوريا الشمالية
واستطرد " تم سرا إطلاق سلاح الكيمتريل علي كوريا الشمالية لإضعافها وإشغالها بالجفاف والمجاعة والأمراض وبالفعل هجر الكوريون تلك المناطق بعد التعرض للمجاعات والأمراض والموت جوعا وعطشا حيث توفي هناك ‏6,2‏ مليون طفل خلال عامين فقط من ‏2002‏ وحتي ‏2004 ، ومازال العدوان مستمرا وتتلقي كوريا الشمالية حاليا المعونات من الأرز الذي كان يشكل المحصول الرئيس حين كان متوافرا له المياه والأمطار سابقا‏ بينما لم تتأثر جاراتاها كوريا الجنوبية والصين في الشمال ". أيضا فإن إقليم كوسوفو المسلم لم يسلم من آثار الكيمتريل ، حيث استخدمته الطائرات الأمريكية خلال الغارات التي شنها الناتو علي القوات الصربية في الإقليم في التسعينات ، الأمر الذي نجم عنه برودة شديدة في الشتاء وما قد ينجم عنه من احتمال الموت بردا. والمثال الآخر الذي ساقه الدكتور الحسيني هو إطلاق الطائرات الأمريكية غازات الكيمتريل فوق منطقة تورا بورا في أفغانستان لتجفف النظام البيئي بالمنطقة لإحداث عملية نضوب للماء في هذه المنطقة ، الأمر الذي يدفع المقاتلين الأفغان إلي الفرار والخروج من المخابئ فيسهل اصطيادهم.
ويبدو أن شركات الأدوية هي أحد المستفيدين من هذا السلاح الخطير ، حيث أشار الدكتور الحسيني إلي حرص شركات الدواء الكبري علي الاشتراك في تمويل مشروع "الكيمتريل" بمليار دولار سنويا لأنه مع انتشار الآثار الجانبية لرش الكيمتريل علي مستوي العالم سوف تزداد مبيعات هذه الشركات العملاقة علي مستوي العالم جراء بيع الأدوية المضادة لأعراضه .واختتم الدكتور الحسيني قائلا :" هناك تجارب لاستخدام تكنولوجيا جديدة لإطلاق الكوارث الطبيعية كالأعاصير المدمرة والفيضانات أو الجفاف ضد أعداء أمريكا ، أمريكا سوف تقوم بردع إيران وإثنائها عن المضي في برنامجها النووي علي شاكلة ما فعلته في كوريا الشمالية‏‏ ، لكن ليس بتقنية تجفيف النظام البيئي بل بتقنية استحداث الأعاصير المدمرة من الدرجة الخامسة سرعة‏ 250‏ كم في الساعة‏ ولهذا لم ينجح توجيه إعصار جونو إلي إيران بدقة كافية ، إذا أردنا ملاحظة تأثير امتلاك هذا السلاح في السياسات الدولية ، يمكننا الإشارة إلي تراجع أمريكا عن تهديداتها بمهاجمة كوريا الشمالية عسكريا بالوسائل التقليدية علي نمط ما حدث في أفغانستان والعراق ، عموما لا يمكن التكهن بما سوف يحدث من ظواهر جوية وتأثيرها علي النظام البيئي والبشر والنباتات والحيوانات في مثل هذه الأنظمة الإيكولوجية ، ‏الوقاية الوحيدة ضد هذا الاندفاع الأمريكي واستخدامه السيء للتكنولوجيا والطفرات العلمية هي الالتزام الأخلاقي ولكن في سبيل سيطرتها علي العالم تندفع أمريكا بجنون حتي لو كان الضرر سيلحق بشعبها‏
والخلاصة
أنه في ظل الطموح الأمريكي والإسرائيلي المجنون للسيطرة علي الكون ، فإن العالم مهدد مستقبلا بحروب تدميرية ولكن هذه المرة ليست من خلال الغزو والاحتلال والاستعمار التقليدي وإنما من خلال حروب غامضة ستظهر علي أنها كوارث طبيعية
هل تعلم:_- غاز الكيمتريل هو أحدث الأسلحة للدمار الشامل ويستخدم لاستحداث الظواهر الطبيعية
غاز الكيمتريل هو أحدث الأسلحة للدمار الشامل ويستخدم لاستحداث الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد والعواصف والأعاصير‏ والزلازل بشكل اصطناعي بل ويمكنه أيضا نشر الجفاف والتصحر وإيقاف هطول الأمطار وإحداث الأضرار البشعة وتبدأ قصته مع التدمير الواسع من حقيقة أنه عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها علي ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مستهدفة وتختلف هذه الكيماويات طبقا للأهداف ، فمثلا عندما يكون الهدف هو "الاستمطار" أي جلب الأمطار يتم استخدام خليط من أيوديد الفضة علي بيركلورات البوتاسيم ليتم رشها مباشرة فوق السحب فيثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطارا ، كما تستخدم هذه التقنية مع تغير المركبات الكيماوية فتؤدي إلي الجفاف والمجاعات والأمراض والأعاصير والزلازل المدمرةوبمعني آخر أكثر وضوحا ، فإنه ما أن تطلق إحدى الطائرات غاز "الكيمتريل" في الهواء تنخفض درجات الحرارة في الجو وقد تصل إلى 7 م وذلك بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض بواسطة مكونات هذه السحابة الاصطناعية ، كما تنخفض الرطوبة الجوية إلى 30% بسبب امتصاصها مع أكسيد الألمونيوم ، متحولا إلى هيدروكسيد الألمونيوم هذا بجانب عمل الغبار الدقيق لأكسيد الألمونيوم كمرآه تعكس أشعة الشمسويؤدي ما سبق إلى انخفاض شديد مفاجئ في درجات الحرارة وانكماش في حجم كتل هوائية تغطي مساحات شاسعة تقدر بملايين الكيلومترات مما يؤدي لتكوين منخفضات جوية مفاجئة في طبقة الغلاف الجوي "الاستراتوسفير" فتندفع إليها الرياح من أقرب منطقة ذات ضغط جوي مرتفع ثم من المنطقة التي تليها ، ويتسبب هذا الوضع في تغير المسارات المعتادة للرياح في هذه الأوقات من السنة فتهب في اتجاهات غير معتاد الهبوب فيها ويعقب هذا الإطلاق استمرار الحرارة المنخفضة والجفاف لعدة أيام وخلال تلك الفترة تفقد السماء لونها الأزرق المعروف وتصبح أثناء النهار سماء ذات لون رمادي خفيف يميل إلى اللون الأبيض وفي المساء تبدو لون السحب الاصطناعية بلون يميل إلي الرمادي الداكن وهكذا تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس في تلك المناطق مما ينتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار كما يصاحب ذلك انخفاضا واضحا في مدي الرؤية بسبب العوالق الكيماوية للمكونات الهابطة إلى الأرض حيث تتخذ مظهرا شبيها بالشبورة
ورغم التداعيات الكارثية السابقة ، إلا أن هذا لا يعني أن الكيمتريل هو الشر بحد ذاته ، بل على العكس فهو يحمل الخير للبشرية في حال استخدم في المجالات السلمية النفعية حيث له دور فعال في التقليل بشكل كبير من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد بغرق الكرة الأرضية وفناء الكون في المستقبل البعيد ، فهو يستخدم لحجب أشعة الشمس عن الأرض واستخدام جزئيات دقيقة من أكسيد الألمونيوم كمرآة تعكس أشعة الشمس للفضاء الخارجي فتنخفض درجة حرارة الهواء وعلى الأرض فجأة وبشدةهذا بالإضافة إلى أنه مفيد جدا في ظاهرة "الاستمطار" في المناطق القاحلة ، إلا أنه وللأسف ‏فإن واشنطن أبت فيما يبدو أن تخدم البشرية واستخدمت تلك التقنية في الأغراض الاستعمارية ليصبح الكيمتريل أحدث أسلحة الدمار الشامل
ما العلاقة بين الكيمتريل والدجال ؟
معلوم ان الكيمتريل هو سلاح يطلق غاز يؤثر في عوامل الطقس والتربة ويستمطر ويحدث رعد وبرق وهو من الخوارق المصاحبه للدجال حيث للسحاب امطر فيمطر
وقد يكون كذبه كبيره انما تمهيد للدجال من قبل الامريكان واليهود عليهم من الله مايستحقون ولله الأمر من قبل ومن بعد {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال، ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال
ماذا تعرف عن الكميتريل ؟ إقرأ.. فلابد أن تعرف }
يبدو أن مخططات أمريكا وإسرائيل للسيطرة علي الكون دون حروب تقليدية وصلت إلى مراحلها الأخيرة بل وظهرت تقارير صحفية تحذر أيضا من الأسوأ مازال بانتظار البشرية وأن الهدف التالي بعد هايتي سيكون العرب وإيران وكلمة السر في هذا الصدد هي "الكيمتريل". وكان العالم فوجىء في ذروة انشغاله بمواجهة تداعيات كارثة هايتي باتهامات لـ "غاز الكيمتريل" بأنه وراء ما حدث وليس الزلزال المدمر ، كما يعتقد كثيرون .
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد ظهرت تقارير صحفية تحذر أيضا من أن ما شهدته هايتي هو بروفة على حروب المستقبل وخاصة تلك التي ستشنها إسرائيل ضد العرب وإيران وسيتم خلالها التغاضي عن المواجهات العسكرية المباشرة والاستعانة بدلا من ذلك بـ "الكيمتريل" الأكثر "براءة وفتكا في الوقت ذاته".سلاح ذو حدينوغاز الكيمتريل هو أحدث الأسلحة للدمار الشامل ويستخدم لاستحداث الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد والعواصف والأعاصير‏ والزلازل بشكل اصطناعي بل ويمكنه أيضا نشر الجفاف والتصحر وإيقاف هطول الأمطار وإحداث الأضرار البشعة بالدول والأماكن غير المرغوب فيها أمريكيا وإسرائيليا .وتبدأ قصته مع التدمير الواسع من حقيقة أنه عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها علي ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية مستهدفة وتختلف هذه الكيماويات طبقا للأهداف ، فمثلا عندما يكون الهدف هو "الاستمطار" أي جلب الأمطار يتم استخدام خليط من أيوديد الفضة علي بيركلورات البوتاسيم ليتم رشها مباشرة فوق السحب فيثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط أمطارا ، كما تستخدم هذه التقنية مع تغير المركبات الكيماوية فتؤدي إلي الجفاف والمجاعات والأمراض والأعاصير والزلازل المدمرة .وبمعني آخر أكثر وضوحا ، فإنه ما أن تطلق إحدى الطائرات غاز "الكيمتريل" في الهواء تنخفض درجات الحرارة في الجو وقد تصل إلى 7 م وذلك بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض بواسطة مكونات هذه السحابة الاصطناعية ، كما تنخفض الرطوبة الجوية إلى 30% بسبب امتصاصها مع أكسيد الألمونيوم ، متحولا إلى هيدروكسيد الألمونيوم هذا بجانب عمل الغبار الدقيق لأكسيد الألمونيوم كمرآه تعكس أشعة الشمس.
ويؤدي ما سبق إلى انخفاض شديد مفاجئ في درجات الحرارة وانكماش في حجم كتل هوائية تغطي مساحات شاسعة تقدر بملايين الكيلومترات مما يؤدي لتكوين منخفضات جوية مفاجئة في طبقة الغلاف الجوي "الاستراتوسفير" فتندفع إليها الرياح من أقرب منطقة ذات ضغط جوي مرتفع ثم من المنطقة التي تليها ، ويتسبب هذا الوضع في تغير المسارات المعتادة للرياح في هذه الأوقات من السنة فتهب في اتجاهات غير معتاد الهبوب فيها ويعقب هذا الإطلاق استمرار الحرارة المنخفضة والجفاف لعدة أيام وخلال تلك الفترة تفقد السماء لونها الأزرق المعروف وتصبح أثناء النهار سماء ذات لون رمادي خفيف يميل إلى اللون الأبيض وفي المساء تبدو لون السحب الاصطناعية بلون يميل إلي الرمادي الداكن وهكذا تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس في تلك المناطق مما ينتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار كما يصاحب ذلك انخفاضا واضحا في مدي الرؤية بسبب العوالق الكيماوية للمكونات الهابطة إلى الأرض حيث تتخذ مظهرا شبيها بالشبورة.
ورغم التداعيات الكارثية السابقة ، إلا أن هذا لا يعني أن الكيمتريل هو الشر بحد ذاته ، بل على العكس فهو يحمل الخير للبشرية في حال استخدم في المجالات السلمية النفعية حيث له دور فعال في التقليل بشكل كبير من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد بغرق الكرة الأرضية وفناء الكون في المستقبل البعيد ، فهو يستخدم لحجب أشعة الشمس عن الأرض واستخدام جزئيات دقيقة من أكسيد الألمونيوم كمرآة تعكس أشعة الشمس للفضاء الخارجي فتنخفض درجة حرارة الهواء وعلى الأرض فجأة وبشدة.هذا بالإضافة إلى أنه مفيد جدا في ظاهرة "الاستمطار" في المناطق القاحلة ، إلا أنه وللأسف ‏فإن واشنطن أبت فيما يبدو أن تخدم البشرية واستخدمت تلك التقنية في الأغراض الاستعمارية ليصبح الكيمتريل أحدث أسلحة الدمار الشامل
ماهو غاز الكيمتريل، وهل ممكن اعتباره سلاح للدمار الشامل ؟
كشف تقرير لمجلة "العلم والسلاح" الأمريكي، أن إسرائيل قامت بتطوير سلاح أيكولوجي يسمى "الكيمتريل"،تحت إشراف علماء الطقس الإسرائيليين،
سيتم إجراء اختبار عليه خلال السنة الجارية فوق الأردن ومصر والسعودية أو فوق العراق وأفغانستان.
وذكر التقرير أن "الكيمتريل" متطابق مع نظرية مخلفات الطائرات النفاثة؛ فعندما تعبر الطائرات النفاثة التي تطير على ارتفاع متوسط في مجال "الاستراتوسفير"، حيث لا توجد تيارات هوائية وتصل درجة الحرارة إلى تحت الصفر تاركة خلفها شريطا سحابيا أبيض اللون، يتكون من بخار الماء المتكثف كحبيبات ثلجية، ثم ينخفض تدريجيا خلال عدة دقائق،
فيطلق على هذا الشريط اسم "كونتريل"، لكن إذا استمر وجود هذا الشريط السحابي لعدة ساعات،
فإن ذلك سيكون خارجا عن نطاق بخار الماء الناتج عن احتراق الوقود ويكون في ذلك الوقت سببه إطلاق المكونات الكيميائية.
وأضاف أن إسرائيل استطاعت تزويد طائراتها النفاثة بمستودعات إضافية تحمل الكيماويات المستخدمة في السلاح، وبمضخات ذات ضغط عال، حيث تم إطلاقها في صورة "إيروسول" على الحافة الخلفية لأجنحة الطائرة فوق فتحة خروج عادم الوقود من المحكات ينفثها هذا التيار القوي الساخن في الهواء، ويظل الشريط الأبيض مرئيا لعدة ساعات، وهذا الشريط يطلق عليه "الكيمتريل".
وأوضح أن علماء المناخ الإسرائيليين قاموا بتطوير هذا السلاح الذي تم الكشف عنه في عام 2003 بواسطة عالم كندي، بعد أن وقع بصره بطريق الخطأ وبالمصادفة على وثائق سرية عن إطلاق "الكيمتريل" فوق كوريا الشمالية وأفغانستان، وإقليم كوسوفو والعراق والسعودية في حرب الخليج، وقد خلف إطلاق "الكيمتريل" الجفاف والأمراض والدمار البيئي الذي أدى إلى وفاة عدة ملايين خلال بضع سنوات، كما جاء بالتقرير.
وحول تطوير المشروع، أكد التقرير أنه بعد ساعات من إطلاق سحابات "الكيمتريل" تنخفض درجات الحرارة في الجو وقد تصل إلى 7م، وذلك بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض بواسطة مكونات هذه السحابة الاصطناعية.
كما تنخفض الرطوبة الجوية إلى 30% بسبب امتصاصها مع أكسيد الألمونيوم، متحولا إلى هيدروكسيد الألمونيوم، هذا بجانب عمل الغبار الدقيق لأكسيد الألمونيوم كمرآه تعكس أشعة الشمس.
ويؤدي هذا إلى انخفاض شديد مفاجئ في درجات الحرارة وانكماش في حجم كتل هوائية كانت تغطي مساحات شاسعة بملايين الكيلومترات، مما يؤدي لتكوين منخفضات جوية مفاجئة في طبقة الاستراتوسفير، فتندفع إليها الرياح من أقرب منطقة ذات ضغط جوي مرتفع، ثم من المنطقة التي تليها.
ويتسبب هذا الوضع في تغير المسارات المعتادة للرياح في هذه الأوقات من السنة فتهب في اتجاهات غير معتاد الهبوب فيها، ويعقب هذا الإطلاق استمرار الحرارة المنخفضة والجفاف لعدة أيام وخلال تلك الفترة تفقد السماء لونها الأزرق المعروف، وتصبح أثناء النهار سماءً ذات لون رمادي خفيف يميل إلى اللون الأبيض، وفي المساء تبدو لون السحب الاصطناعية بلون يميل إلي الرمادي الداكن.
إلا أن الإطلاق التالي لسحاب "الكيمتريل" تبدأ فورا، وهكذا تحدث تغيرات غير مألوفة في الطقس في تلك المناطق، مما ينتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار، كما يصاحب ذلك انخفاضا واضحا في مدي الرؤية بسبب العوالق الكيماوية للمكونات الهابطة إلى الأرض حيث تتخذ مظهرا شبيها بالشبورة.
وذكر التقرير أن إطلاق "الكيمتريل" فوق شمال أفريقيا ومصر وشمال البحر الأحمر سيؤدي إلى انخفاض شديد ومفاجئ في درجة الحرارة، وسيؤدي إلى تكوين منخفض جوي يتبعه اندفاع الرياح، وبهذا سيتحول المسار الطبيعي للرياح الحاملة لأسراب الجراد الصحراوي من اتجاهها إلى دول المغرب العربي إلى الغرب والشمال الغربي باتجاه الجزائر وليبيا ومصر والأردن.
وأكد التقرير أن عملية إطلاق "الكيمتريل" جرت فوق الأراضي المصرية في الفترة من 4 نوفمبر إلى 14 نوفمبر 2004، وأدى ذلك إلى نزوح الآلاف من أسراب الجراد إلى مصر بفعل الرياح.
وأضاف أن علماء الفضاء والطقس أطلقوا "الكيمتريل" سرا في المرة الأولي فوق أجواء كوريا الشمالية وأدى ذلك إلى تحول الطقس الكوري إلى طقس جاف وتم إتلاف محاصيل الأرز الغذاء الرئيسي لهم، كما أدى ذلك إلى موت الآلاف شهريا حتى الآن.
وأضاف أن هذا السلاح تم استخدامه أيضا في منطقة "توربورا" بأفغانستان لتجفيفها ودفع السكان للهجرة. كما أطلقته مؤسسة "ناسا" عام 1991 فوق العراق قبل حرب الخليج وقد طُعم الجنود الأمريكيون باللقاح الواقي من الميكروب الذي حُمل مع "الكيمتريل"، ورغم ذلك فقد عاد 47% منهم مصابين بالم
الهمة يورط البرلمان في وقفة احتجاجية وهمية أمام سفارة إسبانيا
خمس ساعات، كانت هي المدة التي قضاها العشرات من الصحافيين المغاربة والأجانب أمام سفارة إسبانيا بالرباط ينتظرون وصول البرلمانيين المغاربة، الذين أعلنوا عن وقفة احتجاجية أمام السفارة ضد زيارة الملك خوان كارلوس لمدينتي سبتة ومليلية. القنوات الإسبانية كانت تعد لتغطية مباشرة للحدث، والقناتان المغربيتان، والفضائيات العربية: الجزيرة، العربية، دبي.. وغيرها من وسائل الإعلام المكتوبة، كانت قد أعدت الكاميرات لتغطية هذا الحدث الاستثنائي.. لكن شيئا من هذا لم يتحقق.. وفي الوقت الذي كان قد وصل فيه ملك إسبانيا إلى سبتة، كان الجميع يتساءل: أين هم البرلمانيون المغاربة؟ مما فتح المجال للتأويلات حول حقيقة ما جرى في الكواليس للتراجع عن الوقفة، بل إن بعض الصحافيين المغاربة، من شدة الاستياء من تأخر البرلمانيين، بدؤوا يرفهون عن أنفسهم ببعض النكت، فقال بعضهم إن البرلمانيين المغاربة لم يحضروا لأنهم خشوا أن تسجلهم كاميرات السفارة فيمتنع الإسبان عن منحهم تأشيرة دخول إسبانيا في المستقبل، وآخرون قالوا إن والي الرباط أصدر قرارا بمنع الوقفة الاحتجاجية، وآخرون ممن يتحلون بـ«الموضوعية» علقوا: «هكذا تجري الأمور في المغرب».
لم يكن هناك أي مجال للشك في أن لجنة الخارجية والدفاع الوطني بالبرلمان المغربي، التي يرأسها برلماني الرحامنة فؤاد عالي الهمة، ستنظم وقفة احتجاجية صباح أول أمس الاثنين أمام سفارة إسبانيا بالرباط، فوكالة المغرب العربي الرسمية أعلنت عن الوقفة التي دعت لها لجنة الخارجية بالصيغة التالية: «بعدما أجمع أعضاء اللجنة على ضرورة مراجعة العلاقات المغربية-الإسبانية وإعادة النظر فيها في ضوء التطورات الأخيرة، أكدوا عزمهم على القيام بوقفة احتجاجية صباح يوم الاثنين المقبل أمام السفارة الإسبانية بالرباط للتعبير عن غضبهم»، وهذه هي الصيغة نفسها التي كررتها كلتا القناتين العموميتين الأولى والثانية.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه وصول البرلمانيين إلى السفارة، كان هناك اجتماع في مقر مجلس النواب يضم رؤساء الفرق البرلمانية ومكتب مجلس النواب بهدف القيام بالترتيبات اللازمة لعقد الجلسة الخاصة باستنكار زيارة الملك خوان كارلوس، وهي الجلسة التي كانت مقررة مساء أول أمس على الساعة الرابعة والنصف مساء، وإعداد بيان ختامي للجلسة، وتحرير رسالة استنكار إلى السفير الإسباني بالرباط. وحسب مصدر مطلع، فإن الاجتماع تناول قضية الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة، حيث عبر أغلب الحاضرين عن عدم علمهم بهذه المبادرة التي وصفت بأنها «لا تدخل في أعراف البرلمان». وقد طال الاجتماع إلى حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، تم خلاله الاتفاق على تسليم رسالة إلى السفير الإسباني وعدم القيام بوقفة احتجاجية. لكن خلال فترة انعقاد الاجتماع كان عدد من البرلمانيين من لجنة الخارجية في ردهة البرلمان ينتظرون انتهاء الاجتماع من أجل التوجه للوقفة الاحتجاجية. وحسب البرلمانية نجيمة طاي طاي، عضو مكتب لجنة الخارجية، فإن العديد من البرلمانيين ظلوا ينتظرون نهاية الاجتماع قصد التوجه للاحتجاج، وتضيف: «لا علم لي بالكيفية التي تم بها التراجع عن الوقفة، وعليكم الاتصال بعالي الهمة رئيس اللجنة ليقدم لكم التوضيحات». أما برلمانيون آخرون من اللجنة فرفضوا الإدلاء بأي تصريح حول ملابسات اتخاذ قرار الوقفة والتراجع عنه، ومعظم هؤلاء اكتفى بالقول إنه لم يعلم بالوقفة إلا من خلال التلفزة. وبينما لم تتمكن «المساء» من التحدث مع عالي الهمة، قالت فتيحة العيادي، الناطقة باسم فريق الهمة، إنه لم يكن مقصودا الإعلان عن الوقفة الاحتجاجية، وإنه «حصل هناك خطأ في صياغة بيان اللجنة»، وأكد برلمانيون لـ«المساء» أن مسودة بيان لجنة الخارجية، التي تم إعدادها في وقت متأخر من ليلة الجمعة الماضية، لم تكن تتضمن الدعوة إلى وقفة احتجاجية أمام سفارة إسبانيا، وأن عالي الهمة رئيس اللجنة هو الذي تدخل لإضافة هذه المبادرة، لأنه كان يرغب في مزيد من تصعيد الموقف مع الإسبان، لكن عدم التشاور مع مكتب مجلس النواب ورؤساء الفرق، جعل المبادرة تتوقف بقرار من المكتب والرؤساء.
على الساعة الثالثة والنصف، كانت اللجنة، التي كلفت بتسليم رسالة المجلس الاحتجاجية للسفير، تستعد لمغادرة مقر البرلمان، وهي تتشكل من 5 برلمانيين، هم رئيس لجنة الخارجية فؤاد عالي الهمة، وبناني سميرس رئيسة الفريق الاستقلالي (أغلبية)، ومصطفى الرميد رئيس فريق العدالة والتنمية (معارضة)، ثم إدريس الراضي والحضوري من مجلس المستشارين.
لكن أمام السفارة تبين أن اللجنة أصبح عددها 11 برلمانيا، حيث سلمت الرسالة الاحتجاجية للسفير الإسباني

الأربعاء، 8 يونيو 2011

اسرائيل النازية وسجلها الحافل بالجرائم ضد الإنسانية؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ناجي هيكل
سجل جرائم الصهيونية من 1948 وحتى 2011
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ألمنتجبين وبعد :
فهذا ما استطعت جمعه من جرائم اليهود الصهاينة على مدار 60 عام من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ، وما ارتكبته من مذابح على مدار تاريخ دولتهم الأسود ، والذي يستأنفونه بالمذبحة الجارية الآن فى غزة والتى سنعرف - بعد قراءة السطور التالية -أنها الأبشع على الإطلاق :
1.مذبحة (دير ياسين) : أبريل 1948 / واستشهد خلالها 254 ، وفر أكثر من 30 ألف مواطن فلسطيني .
2.مذبحة (نصر الدين) : أبريل 1948 / أبيدت القرية بأكملها ولم يبق إلا 40 فلسطيني هم من تمكنوا من الفرار .
3.مذبحة (صالحة) : مايو 1948 / استشهد خلالها 75 مواطن فلسطيني .
4.مذبحة (اللد) : يوليو 1948 / استشهد خلالها 250 مواطن فلسطيني .
5.مذبحة (الدوايمة) : أكتوبر 1948 / استشهد خلالها أكثر من 250 ، ورموا بالكثير منهم في آبار البلدة أحياء ..
6.ومع نهاية هذا الشهر -أكتوبر48- تحول 900 ألف فلسطيني إلى لاجئين ، وتم تدمير أكثر من 400 قرية فلسطينية .
7.مذبحة (شرفات) : فبراير 1951 / استشهد فيها 11 شهيد ، وشرد باقي أهالي القرية .
8.مذبحة (بيت لحم) : يناير 1952 / استشهد فيها 10 شهداء .
) : أكتوبر 1952 / دمرت القرية بأكملها وشرد أهلها .
10.مذبحة (قبية) : 24 أكتوبر 1952 / دمر خلالها 56 منزلا ، و استشهد فيها 67 شهيد .
11.مذبحة (غزة) : فبراير 1955 / استشهد خلالها 26 شهيد .
12.مذبحة (كفر قاسم) : أكتوبر 1956 / استشهد خلالها 48 شهيد .
ونس) : أكتوبر 1956 / و استشهد فيها أكثر من 100 شهيد
14.مذبحة ( قرية الشموع) : نوفمبر 1956 / و استشهد فيها أكثر من 200 شهيد .
15.عام 1956 / العدو الصهيوني يحتل غزة ويشارك في العدوان الثلاثي على مصر ، وضرب المدن في بور سعيد والإسماعيلية والسويس ، وتشريد أهلها .
16.يونية 1967 / الاعتداء الصهيوني على الأراضي المصرية والسورية والأردنية ، وضم الضفة وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان ، واستشهاد أكثر من 4000 جندي على الجبهة المصرية وحدها .
17.ما بين 1967 و 1968 / إسرائيل تقتل حوالي 1000 أسير مصري ، وتدفن الكثير منم أحياء في صحراء سيناء .
18.21 أغسطس 1969 / إحراق المسجد الأقصى من قِبل المتطرفين اليهود .19.عام 1970 / ضرب مدرسة بحر البقر الابتدائية ومصانع أبو زعبل، بالطيران الإسرائيلي ، واستشهاد أكثر من 150 تلميذ وعامل مصري ..
20.خلال أعوام 71-72-73-1979 / اغتيال مجموعة من القيادات الفلسطينية على يد الموساد الإسرائيلى ، في بيروت ورما وباريس ، ومنهم : وائل زعيتر - غسان كنفاني - محمود الهمشري - كمال ناصر - كمال عدوان - محمد النجار "أبو يوسف" - على حسن سلامة ، وغيرهم .
21.عام 1980 / محاولة لنسف المسجد الأقصى من قِبل منظمة "كاخ" اليهودية المتطرفة ، واكتشاف شحنة متفجرات زنتها 120 كجم .
22.مذبحة (داراس) : 1980 / دمرت القرية بأكملها وسقط فيها أكثر من 60 شهيدا .
23.مذبحة (دير أيوب والرملة) : 1980 / و استشهد فيها 111 شهيد .
24.يونية 1981 / ضرب المفاعل النووي العراقي .
25.أغسطس 1982 / غزو لبنان واحتلال الجنوب ، وارتكاب مذابح (صابرا وشاتيلا) ، وقد استمر إطلاق النار فيها 48 ساعة متصلة على المدنيين العزّل حتى سقط منهم 3500 شهيد .
26.أبريل 1986 / الاعتداء الوحشي على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال "أبو جهاد" .
27.ديسمبر 1987 / بداية الانتفاضة الفلسطينية ، وتقول جماعات حقوق الإنسان : أن إسرائيل قتلت نحو 1500 فلسطيني على مدار 6 أعوام من الانتفاضة المباركة .
28.مذبحة (المسجد الأقصى) : 8 أكتوبر 1990 / استشهد فيها أكثر من 21 شهيد ، وأكثر من 150 جريح ، وتم اعتقال 270 مواطن فلسطيني .
29.نوفمبر 1994 / استشهاد د. هاني العابد ، عضو حركة الجهاد الإسلامي على يد الموساد الإسرائيلي .
30.مذبحة (الحرم الإبراهيمي) : 25 فبراير 1994 / استشهاد 29 مصليا في صلاة الفجر ، وإصابة أكثر من 150 آخرين ، على يد المتطرف اليهودي " باروغ جولدشتاين" ، ليرتفع عدد القتلى بعد ذلك إلى أكثر من 50 شهيدا .
31.2 أبريل 1995 / اغتيال "كمال كحيل" أحد أعضاء حركة حماس ، في انفجار بغزة مات على أثره هو وأسرته .
32.مذبحة (قانا) : 18 أبريل 1995 / وو استشهد 150 رغم احتماؤهم بمكاتب الأمم المتحدة بلبنان .
33.خلال عام 1995 / استشهد "فتحي الشقاقي" أحد زعماء الجهاد الإسلامي على يد الموساد .
34.5 يناير 1996 / استشهاد "يحيى عياش" مهندس العمليات الإنتحارية فى حرمة حماس على يد الموساد .
35.سبتمبر 1996 / اكتشاف نفق أسفل المسجد الأقصى حفره اليهود عن عمد لهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم .
36.عام 1997 / قيام اليهودية المتطرفة "نتانيا" بتوزيع ملصقات تسيء إلى الإسلام، وتسخر من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن القرآن الكريم .
37.مارس 1998 / استشهاد "محيي الدين الشريف" أحد زعماء حركة حماس على يد الموساد الإسرائيلي .
38.مذبحة (جنين): 29 مارس وحتى 9 أبريل 2002 / وقتل فيها أكثر من 200 فلسطيني حسب الروايات الإسرائيلية .
39.15 فبراير 2004 / انهيار في محيط المسجد الأقصى بسبب أعمال الحفر الصهيونية .40.22 مارس 2004 / استشهاد الشيخ "أحمد ياسين" مؤسس حركة حماس .41.17 أبريل 2004 / استشهاد د. "عبد العزيز الرنتيسي" زعيم حركة حماس بعد الشيخ "أحمد ياسين" .42.12 يولية 2006 / اجتياح جنوب لبنان ، ومواجهة إسرائيل وحزب الله فى 34 يوم دمرت فيها معظم المدن اللبنانية الكبرىوقتل ما يزيد على 120043.27 ديسمبر 2008 / القصف الإسرائيلي على غزة ، والذي أسفر عن أكثر من 350 قتيل ، وأكثر من 1500 جريح فى أربع أيام فقط . 9.
مذبحة قلقيلية (10 أكتوبر 1953)
حرص أهل قلقيلية على جمع المال وشراء أسلحة وذخيرة للجهاد ضد الصهاينة، ولم تنقطع الاشتباكات بينهم وبين عدوهم. ولم يكتم الإسرائيليون غضبهم من فشلهم في كسر شوكة سكان القرية، حتى أن موشيه ديان قال في اجتماع له على الحـدود إثر اشـتباك في يونيه 1953: "سأحرث قلقيلية حرثاً".
وفي الساعة التاسعة من مساء العاشر من أكتوبر عام 1953 تسللت إلى قلقيلية مفرزة من الجيش الإسرائيلي تقدَّر بكتيبة مشاه وكتيبة مدرعات تساندهما كتيبتا مدفعية ميدان ونحو عشر طائرات مقاتلة، فقطعت أسلاك الهاتف ولغمت بعض الطرق في الوقت الذي احتشدت فيه قوة كبيرة في المستعمرات القريبة تحركت في الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه وهاجمت قلقيلية من ثلاثة اتجاهات مع تركيز الجهد الأساسي بقوة كتيبة المدرعات على مركز الشرطة فيها. لكن الحرس الوطني تصدى بالتعاون مع سكان القرية لهذا الهجوم وصمدوا بقوة وهو ما أدَّى إلى إحباطه وتراجُع المدرعات. وبعد ساعة عاود المعتدون الهجوم بكتيبة المشاه تحت حماية المدرعات بعد أن مهدوا للهجوم بنيران المدفعية الميدانية، وفشل هذا الهجوم أيضاً وتراجع العدو بعد أن تكبد بعض الخسائر.
شعر سكان القرية أن هدف العدوان هو مركز الشرطة فزادوا قوتهم فيه وحشدوا عدداً كبيراً من الأهالي المدافعين هناك. ولكنهم تكبدوا خسائر كبيرة عندما عاودت المدفعية القصف واشتركت الطائرات في قصف القرية ومركز الشرطة بالقنابل. وفي الوقت نفسه هاجم العدو الإسرائيلي مرة ثالثة بقوة وتمكَّن من احتلال مركز الشرطة ثم تابع تقدُّمه عبر الشوارع مطلقاً النار على المنازل وعلى كل من يصادفه. وقد استُشهد قرابة سبعين من السكان ومن أهل القرى المجاورة الذين هبوا للنجدة، هذا فضلاً عن الخسائر المادية الكبيرة.
وكانت وحدة من الجيش الأردني متمركزة في منطقة قريبة من قلقيلية فتحركت للمساعدة في التصدي للعدوان غير أنها اصطدمت بالألغام التي زرعها الصهاينة فتكبدت بعض الخسائر، وقد قصفت المدفعية الأردنية العدو وكبدته بعض الخسائر، ثم انسحب الإسرائيليون بعد أن عاثوا بالقرية فساداً وتدميراً.
44.4 يناير 2009 / الاجتياح البري لغزة ، وارتفاع عدد القتلى لأكثر من 900 والجرحى إلى أكثر من 4000 وما زال القتل مستمراً.
وحسبنا الله ونعم ومازال العرب في نوم عميق؟
؟مذبحة دير ياسين 9/نيسان /1948
في ليلة 9 أبريل/نيسان 194، الإرجون حاصروا قرية دير ياسين، الواقعة على أطراف القدس. هاجم إرهابيو مناحيم بيغن القرية التي سكانها حوالى 700 شخص، قتل منهم 254 أغلبهم من العجائز والنساء والأطفال وجرح 300 آخرون. ترك الإرهابيون العديد من الجثث في القرية، وإستعرضوا بما يزيد عن 150 إمرأة وطفل مأسورين في القطاع اليهودي من القدس.
الهاجانا والوكالة اليهودية، الذي شجبا بشكل عامّ هذا العمل الوحشي بعد كشف التفاصيل بعد بضع أيام، عملا على منع الصليب الأحمر من التحقيق في الهجوم. سمح بعد ثلاثة أيام من الهجوم من قبل جيش الصهاينة للسيد جاك رينير، الممثل الرئيسي للجنة الصليب الأحمر الدولية في القدس، بزيارة القرية المحاصرة بجيش الصهاينة.
وقّع القرويّين من دير ياسين معاهدة عدم إعتداء مع زعماء الجوار اليهود، ووافقوا على منع أفراد جيش المجاهين العرب من إستعمال القرية كقاعدة لعملياتهم. بيان جاك رينير الممثل الرئيسي للجنة الدولية للصليب الأحمر
" يوم السبت، 10 أبريل/نيسان، بعد الظهر، أستقبلت مكالمة هاتفية من العرب يستجدونني للذهاب حالا إلى دير ياسين حيث ذبح السكان المدنيين العرب في القرية بالكاملة. علّمت بأنّ متطرّفين من عصابة الإرجون يحمون هذا القطاع، الواقع قرب القدس. الوكالة اليهودية ومقر عام الهاجانا العامّ قالوا بأنّهم لا يعرفون شيئ حول هذه المسألة وعلاوة على ذلك بإنّه يستحيل لأي احد إختراق منطقة الإرجون.
وقد طلبوا من بأنّ لا أشترك في هذه المسألة للخطر الممكن التعرض لة إذا ذهبت الى هناك. ليس فقط أنهم لن يساعدونني لكنّهم يرفضون تحمل أى مسؤولية لما سيحدث بالتأكيد لي. أجبت بأنّني سوف أذهب الى هناك حالا، تلك الوكالة اليهودية سيئة السمعة تمارس سلطتها على الإقاليم التي تحت أيادي اليهودي والوكالة مسؤولة عن حريتي في العمل ضمن تلك الحدود.
في الحقيقة، أنا لا أعرف ما يمكن أن أعمل. بدون دعم اليهود يستحيل الوصول لتلك القرية. بعد تفكير، فجأة تذكّر بأنّ ممرضة يهودية من أحد المستشفيات طلبت مني أن آخذها الى هناك و أعطتني رقم الهاتف الخاص بها، وقالت بأنةّ يمكنني الإتصال بها عند الضرورة. أتصلت بها في وقت متأخر من المساء وأخبرتها بالحالة. أخبرتني بأنني يجب أن أكون في موقع أتفقنا علية في اليوم التالي في السّاعة السّابعة صباحا وللأخذ في سيارتي الشخص الذي سيكون هناك. في اليوم التالي في تمام الساعة المحددة وفي الموقع المتفق علية، كان هناك شخص بالملابس المدنية، لكن بمسدّس في جيبة، قفز إلى سيارتي وطلب مني السياقة باستمرار. بناء علي طلبي، وافق على تعريفي بالطريق إلى دير ياسين، لكنّه أعترف لي بأنى لن يقدر على عمل أكثر من ذلك لي و تركني لوحدي. خرجت من حدود القدس، تركت الطريق الرئيسي والموقع العسكري الأخير ومشيت في طريق متقاطع مع الطريق الرئيسي. قريبا جدا أوقفني جنديان مسلحان.
فهمت منهم أنه يجب أن أترك السيارة للتفتيش الجسماني. ثمّ أفهمني أحدهم بأنّي سجين لدية. و لكن الآخر أخذ بيدّي، كان لا يفهم الإنجليزية ولا الفرنسية، لكن بالألمانية فهمته تماما. أخبرني أنه سعيد برؤية مندوب من الصليب الأحمر، لكونة سجينا سابقا في معسكر لليهود في ألمانيا وهو يدين بحياته إلى بعثة الصليب الأحمر التي تدخّلت لأنقاذ حياته. قال بأنّي أكثر من أخّ له وبأنّه سوف يعمل أي شئ أطلبة. لنذهب إلى دير ياسين.
وصلنا لمسافة 500 متر من القرية، يجب أن ننتظر وقت طويل للحصول على رخصة للأقتراب. كان هناك أحتمال إطلاق النار من الجانب العربي في كلّ مرّة يحاول شخص ما عبور الطريق للقطاع اليهودي و كان رجال الإرجون لا يبدون راغبين في تيسير الأمر. أخيرا وصل أحد الإرجون عيونه ذات نظرة باردة قاسية غريبة. قلت لة أنا في بعثة أنسانية و لست قادم للتحقيق. أريد أن أساعد الجرحى وأعيد الموتى.
علاوة على ذلك، لقد وقع اليهود أتفاقية جنيف ولذا فأنا في بعثة رسمية. تلك العبارة الأخيرة أثارت غضب هذا الضابط الذي طلب مني أن أدرك بشكل نهائي أن الإرجون هم وحدهم من له السيطرة هنا ولا أحد غيرهم، ولا حتى الوكالة اليهودية.
الدليل سمع الأصوات المرتفعة فتدخّل... بعد ذلك أخبرني الضابط أنة يمكنني فعل كل ما أعتقد أنة مناسب ولكن على مسؤوليتي الخاصة. روي لى قصّة هذه القرية التي يسكنها حوالي 400 عربي، كانوا دائما غير مسلحين ويعيشون بتفاهم جيدة مع اليهود الذين حولهم. طبقا لروايتة، الإرجون وصلوا قبل 24 ساعة وأمروا بمكبرات الصوت كافة السكان للإخلاء كلّ المباني والإستسلام. بعد 15 دقيقة من الأنتظار قبل تنفيذ الأوامر. بعض من الناس الحزينين استسلموا و تم أخذهم للأسر وبعد ذلك أطلقوا نحو الخطوط العربية. البقية التي لم تطع الأوامر عانوا من المصير الذي إستحقّوا. لكن لا أحد يجب أن يبالغ فهناك فقط عدد قليل من القتلى الذين سيدفنون حالما يتم تطهّير القرية. فإذا وجدت جثث، فأنة يمكن أن آخذها معي، لكن ليس هناك بالتأكيد مصابين.
هذه الحكاية أصابتني بقشعريرة. قررت أن أعود إلى القدس لإيجاد سيارة إسعاف وشاحنة. وبعدها وصلت بقافلتي الى القرية وقد توقف أطلاق النار من الجهة العربية. قوّات اليهود في لباس عسكري موحّدة الكلّ بما فيهم الصغار وحتى المراهقون من رجال ونساء، مسلّحين بشكل كثيف بالمسدّسات، الرشاشات، القنابل، والسكاكين الكبير أيضا وهي ما زالت دامية وهم يحملونها في أياديهم. شابة صغيرة لها عيون إجرامية، رأيت سلاحها وهو ما زال يقطّر بالدم وهى تحمل السكين كوسام بطولة. هذا هو فريق التطهّير الذي بالتأكيد أنجز المهمة بشكل مرضي جدا.
حاولت دخول أحد المباني. كان هناك حوالي 10 جنود يحيطون بي موجهين لي أسلحتهم. الضابط منعني من دخول المكان. قال أنهم سوف يجلبون الجثث إلى هنا. لقد توترت أعصابي و عبرت لهؤلاء المجرمين عن مدى السوء الذي أشعر به من جراء تصرفاتهم و أنني لم أعد أحتمل و دفعت الذين يحيطون بي ودخلت البناية.
كانت الغرفة الأولى مظلمة بالكامل والفوضى تعم المكان وكانت فارغة. في الثانّية وجدت بين الأغطية والأثاث المحطّم وباقي أنواع الحطام، بعض الجثث الباردة. كان قد تم رشهم بدفعات من الرشاشات و القنابل اليدوية و أجهز عليهم بالسكاكين.
كان نفس الشيء في الغرفة التالية، لكن عندما كنت أترك الغرفة، سمعت شيء مثل التنهد. بحثت في كل مكان، بين الجثث الباردة كان هناك قدم صغيرة ما زالت دافئة. هي طفلة عمرها 10 سنوات، مصابة أصابة بالغة بقنبلة، لكن ما زالت حيّة. أردت أخذها معي لكن الضابط منعني و أغلق الباب. دفعتة جانبا وأخذت غنيمتي الثمينة تحت حماية الدليل.
سيارات الإسعاف المحمّلة تركت المكان مع الطلب لها بالعودة في أقرب ما يمكن. ولأن هذه القوّات لم تتجاسر على مهاجمتي بشكل مباشرة، قررت أنة يجب الاستمرار.
أعطيت الأوامر لتحميل الجثث من هذا البيت الى الشاحنة. ثمّ ذهبت إلى البيت المجاور وهكذا واصلت العمل. في كل مكان كان ذلك المشهد الفظيع يتكرر. وجدت شخصين فقط ما زالا أحيّاء، إمرأتان، واحد منهما جدة كبيرة السن، أختفت بدون حركة لمدة 24 ساعة على الأقل.
كان هناك 400 شخص في القرية. حوالي 50 هربوا، ثلاثة ما زالوا أحياء، لكن البقية ذبحت بناء على الأوامر، من الملاحظ أن هذه القوّة مطيعة على نحو جدير بالإعجاب في تنفيذ الأوامر. "
رينير عاد إلى القدس حيث واجه الوكالة اليهودية ووبّخهم لعدم استطاعتهم السيطرة على 150 رجل وإمرأة مسلّحين مسؤولون عن هذه المذبحة.
" ذهبت لرؤية العرب. لم أقول شيئ حول ما رأيت، لكن أخبرتم فقط أنة بعد زيارة سريعة أولية إلى القرية أن هناك عدد من الموتى وسألت ما يمكن أن أعمل أو أين أدفنهم. طلبوا مني أن أدفنهم في مكان مناسب يسهل تمييزة لاحقا. وعدت بعمل ذلك وعند عودتي إلى دير ياسين، كان الإرجون في مزاج سيئ جدا. وحاولوا منعي من الإقتراب من القرية وفهمت لماذا هذا الإصرار بعد أن رأيت عدد القتلى وقبل كل شيء حالة الأجسام التي وضعت على الشارع الرئيسي. طلبت بحزم بأنّ أستمر بعملية دفن القتلى وأصريتّ على مساعدهم لي. بعد بعض المناقشة، بدأوا بحفر قبر كبير في حديقة صغيرة. كان من المستحيل التحقيق في هوية الموتى، ليس لهم أوراق ثبوتية، لكنّي كتبت بدقّة أوصافهم والعمر التقريبي.
يومان بعد ذلك، الإرجون إختفوا من الموقع و أخذت الهاجانا مكانهم. إكتشفنا أماكن مختلفة حيث كومت الأجسام بدون حشمة أو إحترام في الهواء الطلق.
ظهر في مكتبي رجلان محترمين في الملابس المدنية. هم قائد الإرجون ومساعده. كان معهم نصّ يطلبون مني التوقيع علية. هو بيان ينص على أني حصلت على كلّ المساعدة المطلوب لإنجاز مهمتي وأنا أشكرهم للمساعد التي أعطيت لي.
لم أتردّد بمناقشة البيان، وقد أخبروني بأني إذا كنت أهتمّ بحياتي يجب على أن أوقّع فورا. حيث أن البيان مناقض للحقيقة، رينير رفض التوقيع. بعد بضع أيام في تل أبيب، قال رينير أنّة إقترب منه نفس الرجلان وطلبا مساعدة الصليب الأحمر لبعض من جنود الإرجون.
شهود عيان
الضابط السابق في الهاجانا، العقيد مير بعيل، بعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي في 1972، أعلن بيانا حول دير ياسين نشر في يديعوت أحرونوت ( 4 أبريل/نيسان 1972) :
" بعد المعركة التي قتل فيها أربعة من الإرجون وجرح عدد آخر... توقّفت المعركة بحلول الظهر وإنتهى إطلاق النار. بالرغم من أنه كان هناك هدوئ، لكن القرية لم تستسلم الى حد الآن. رجال الإرجون خرجوا من مخبئهم وبدأوا بعملية تطهير للبيوت. ضربوا كل من رأوا، بما في ذلك النساء والأطفال، ولم يحاول القادة إيقاف المذبحة... تذرّعت للقائد بأن يأمر رجاله لإيقاف اطلاق النار، لكن بلا جدوى. في أثناء ذلك حمل 25 عربي على شاحنة وأخذوا أسرى . في نهاية الرحلة، أخذوا إلى مقلع للحجارة بين دير ياسين وجيفعات شول، وقتلوا عمدا... القادة رفضوا أيضا أن يساعد رجالهم في دفن 254 جثة للقتلى العرب. هذا المهمة الغير سارة أدّيت بوحدتان جلبت إلى القرية من القدس. "
زفي أنكوري، الذي أمر وحدة الهاجانا التي احتلت دير ياسين بعد المذبحة، قدّم هذا البيان في 1982 حول المذبحة، نشر في دافار في 9 نيسان/أبريل 1982 : " دخلت من 6 إلى 7 بيوت. رأيت أعضاء تناسلية مقطوعة وأمعاء نساء مسحوقة. طبقا للإشارات على الأجسام، لقد كان هذا قتلا مباشرا. "
دوف جوزيف، حاكم للقطاع الإسرائيلي للقدس و وزير العدل لاحقا، صرح بأن مذبحة دير ياسين " متعمّدة وهجوم غير مبرر. "
آرنولد توينبي وصف المذبحة بأنها مشابه للجرائم التي إرتكبها النازيون ضدّ اليهود.
مناحيم بيجين قال " المذبحة ليسه مبرّرة فقط، لكن لم يكن من الممكن أن توجد دولة إسرائيل بدون النصر في دير ياسين. "
بلا حياء من عملهم وغير متأثّرين بالإدانة العالمية، القوات الصهيونية، مستعملة مكبرات الصوت، جابت شوارع المدن العربية مطلقة تحذيرات بأن " طريق أريحا ما زال مفتوح " وقد أخبروا عرب القدس بأنة " أخروجوا من القدس قبل أن تقتلوا، مثل ما حدث في دير ياسين." ؟؟؟؟؟وثائق جديدة من أرشيف الـ"هاغاناه" تنشر لأول مرة، بينما لا يزال ملف دير ياسين في أرشيف الجيش الإسرائيلي مغلقاً
عرب 48
علاقة أهالي دير ياسين الطيبة باليهود لم تمنع المذبحة....
وثائق جديدة من أرشيف الـ"هاغاناه" تنشر لأول مرة، بينما لا يزال ملف دير ياسين في أرشيف الجيش الإسرائيلي مغلقاً بحجة ضروريات الأمن
الوثائق الواردة في هذا المقال تلقي الضوء على ماهية علاقة أهالي دير ياسين الطيبة باليهود ودوافعها وأسبابها
كانت قرية دير ياسين تقع إلى الغرب من القدس وعلى مسافة خمسة كيلومترات منها، أما الطريق الموصلة إليها فتمر بمستوطنة "جبعات شاؤول" التي تبعد عنها أقل من كيلومتر واحد.
حتى العشرينات من القرن الماضي كانت القرية تعتمد على الزراعة المشفوعة بتربية المواشي، لكن سرعان ما طرأ في عهد الانتداب تبدل على أُسس اقتصادها بسبب ازدهار البناء في مدينة القدس، إذ كانت المنطقة المحيطة بدير ياسين غنية بالحجر الكلسي، وهو مادة البناء المفضلة في المدينة، فراح سكان القرية يستثمرون مقالع واسعة على امتداد الطريق الفرعية المؤدية إلى المدينة، وهذا ما طَوَّرَ صناعة قلع الحجارة وقطعها. وقد ازدهرت هذه الصناعة حتى بلغ عدد الكسارات في أواخر الأربعينيات أربعاً.
في سنة 1935 أُنشئت في القرية شركة باصات محلية في مشروع مشترك مع قرية لفتا المجاورة. كان وضع دير ياسين الاقتصادي جيداً نسبياًً. في عام 1943 بنيت في القرية مدرسة للبنين، وفي سنة 1946 بنيت مدرسة للبنات، ارتفع عدد سكان دير ياسين من 428 نسمة في سنة 1931 إلى 750 نسمة في عام 1948.
بين أيدينا ثلاث وثائق نادرة وجدناها في أرشيف الـ"هاغاناه" تدور حول علاقة أهالي دير ياسين الطيبة باليهود، وهي تلقى أضواء جديدة على أسباب المذبحة ودوافعها، وفيما يلي نصها:
الوثيقة الأولى:
ليس للنشر – سري التاريخ: 20/1/1948
الموضوع: شروط الاتفاق بين دير ياسين وجبعات شاؤول
في يوم الثلاثاء الموافق 20/1/1948 جرى لقاء بين وجهاء دير ياسين ورجال جبعات شاؤول، وقد توصل الطرفان إلى اتفاق حسن جوار حسب الشروط التالية:
أ) على رجال دير ياسين الإخبار عن كل تواجد لرجال العصابات في المنطقة (هذا إذا لم يتمكنوا من صدّهم عن المكان) حسب الإشارات التالية:
1- للاجتماع مع رجال جبعات شاؤول نهاراً: يُعلِّق رجال دير ياسين غسيلاً في مكان متفق عليه (قطعتان لونهما أبيض تتوسطهما قطعة سوداء)، وليلاً: ينير رجال دير ياسين بفانوس ثلاث نقاط، فيجيب رجال جبعات شاؤول بخط من الضوء، فينهي رجال دير ياسين بثلاث نقاط من الضوء.
2- بعد تبادل الإشارات المذكورة أعلاه يجب الالتقاء في مكان متفق عليه مع تبادل كلمة السر (كلمة السر تتغير كل ثلاثة أيام).
ب) تقرر كلمة سر في حالة تجول دورية لرجال جبعات شاؤول ليلاً في محيط دير ياسين (كلمة السر نافذة المفعول فقط لرجال جبعات شاؤول المتجولين في المنطقة).
ج)حركة مركبات (سيارات) أهل دير ياسين عن طريق جبعات شاؤول:
1) يُسمح بحركة كهذه فقط ما بين الساعات 7-9 صباحاً، 3-5 بعد الظهر.
2) يُسمح بمرور عدد ثابت ومحدد من المركبات، على أن تعطى أرقام المركبات مسبقاً لرجال جبعات شاؤول.
3) يحق لرجال جبعات شاؤول في كل وقت توقيف المركبات وإجراء تفتيش فيها.
4) رجال جبعات شاؤول مسئولون عن سلامة المركبات المذكورة أعلاه فقط في حدود جبعات شاؤول.
د) لن يُسمح بأي حال من الأحوال الوصول لجبعات شاؤول للأفراد سواء كانوا رجالاً، أو نساء، أو أطفالاً.
هـ) موضوع الكسارات العربية الأربع التابعة لرجال دير ياسين: كما هو معروف دارت مفاوضات من أجل تسليم الكسارات إلى اليهود طوال فترة الطوارئ، ذلك لأن الكسارات واقعة في منطقة قريبة من جبعات شاؤول. سيعقد اليوم اجتماع عام لرجال دير ياسين فيه سيقررون ماهية الثمن المطلوب لإنهاء المفاوضات المذكورة أعلاه. (بخط اليد) صادق على هذا الاتفاق قائد الهاغاناه في لواء القدس.
الوثيقة الثانية: 9. الوثيقة الثالثة:
طنا(ع)/ التاريخ: 1/2/1948
02104 (رجل جبعات شاؤول)
الموضوع: رفض تزويد العصابات بالمتطوعين
أخبرنا مختار دير ياسين إنه في هذا الأسبوع زارت القرية عصابة بقيادة عبد القادر الحسيني، لقد طلبوا متطوعين للعصابات. رفض رجال دير ياسين ذلك، فانتقل رجال العصابة إلى بيت سوريك ومن هناك إلى رام الله.
تعقيب:
تشير المصادر العبرية إلى أن أهالي قرية دير ياسين وَقَّعُوا على اتفاق سلام محلي مع مستعمرة جبعات شاؤول في العشرين من آب 1947 برعاية الوكالة اليهودية، وأنهم حافظوا على بنود هذا الاتفاق بحذافيره، ولم يعتدوا على أي يهودي.
في 20/1/1948 تم عقد اتفاق حسن جوار بين دير ياسين وجبعات شاؤول (انظر الوثيقة الأولى) برعاية رئيس قلم استخبارات الهاغاناه في القدس يتسحاق ليفي وبمباركة قائد قوات الهاغاناه في لواء القدس دافيد شالتيئل.
كانت دير ياسين محاطة بالمستعمرات اليهودية، والطريق إليها من القدس تمر بمستعمرة جبعات شاؤول، لذا رأى أهالي دير ياسين أن من مصلحتهم المحافظة على حسن جوار حتى ولو كان ذلك على حساب قوت عيالهم حيث اضطروا إلى تسليم الكسارات الأربع التي هي مصدر معيشة الكثيرين منهم إلى اليهود، كما أن مرور أهالي دير ياسين بالمركبات من مستعمرة جبعات شاؤول كان مشروطاً ومحدوداً للغاية بحيث أصبحت دير ياسين محاصرة، ولم يبق لها مدخل سوى الطريق الالتفافية الوعرة الموصلة إلى عين كارم.
من الوثيقة الثانية يتبين أن الهيئة العربية العليا في القدس تغاضت عن العلاقات القائمة بين أهالي دير ياسين واليهود لعلمها بأن دير ياسين محاطة بمستعمرات يهودية، ولا يمكنها الصمود وحدها مدة طويلة.
من الوثيقة الثالثة يتبين أن أهالي دير ياسين أعلموا اليهود بقدوم قائد قوات الجهاد المقدس عبد القادر الحسيني إلى قريتهم، وبأنهم امتنعوا من الانضمام إليه أو من تقديم المساعدة له ولرجاله.
تشير المصادر العبرية، التي تعتمد على كتاب كان قد نشره رئيس استخبارات الهاغاناه في القدس يتسحاق ليفي عام 1986، إلى أن أهالي قرية دير ياسين رفضوا في 23 آذار 1948 استضافة وحدات عراقية وسورية تابعة لجيش الإنقاذ، على الرغم من أن اللجنة العربية العليا قد أمرتهم بذلك.
في 4 نيسان عندما دارت المعارك للسيطرة على القسطل، اقترح كامل عريقات، نائب عبد القادر الحسيني، على وجهاء قرية دير ياسين وعين كارم إدخال مقاتلين لقراهم للمحافظة على أرواحهم، لكن وجهاء قرية دير ياسين أجابوه: "توجد (لنا) علاقات سلام (مع اليهود) ودخول غرباء ينقضها".
ويستطرد يتسحاق ليفي في شرح علاقة الهاغاناه بمذبحة دير ياسين، فيقول:"عندما علمت برسالة شالتيئل إلى الإيتسل ذهبت إليه مسرعاً وشرحت له خطورة عمله، وبأن سكان القرية مخلصون للاتفاقية التي بيننا وبينهم، ولا يجوز المساس بهم بهذه الصورة البشعة. لقد طلبت الإذن بأن أُخبر السكان بأن الهاغاناه لم تعد مسؤولة عن سلامتهم وتنصحهم بمغادرة القرية، بدون أن أكشف لهم بأن الهجوم عليهم بات وشيكاً، ولكن شالتيئل رفض طلبي، وقال إنه لا يستطيع المجازفة بعملية يقوم بها يهود بواسطة إعطاء العرب أي إشارة حتى لو كانت معهم اتفاقية، أنا اعتقد بأنه لو منع شالتيئل المنظمتين (إيتسل وليحي) من القيام بالهجوم على القرية، استناداً إلى الاتفاقية مع دير ياسين، لامتنعتا عن مهاجمة القرية".
وجاء في الرسالة التي أرسلها يتسحاق ليفي المذكور أعلاه عام 1971 إلى مناحيم بيفن ما يلي:" دير ياسين قرية هادئة، مثل قرية أبو غوش، عقدت معنا اتفاقاً بأن لا تؤوي العصابات. لقد وقعت القرية تحت ضغوط هائلة من جانب القيادة العربية ولم تستسلم. قبل خمسة أيام من هجوم (الإيتسل وليحي) على القرية دعا كامل عريقات وجهاء القرية وطلب منهم أن يستوعبوا عصابات مقاتلة. لقد رفضوا ذلك لأنهم خافوا منا، وآمنوا بالاتفاق الذي عقدناه معهم"،
وجاء في الرسالة أيضاً: "بعد احتلال القرية حُشِرَ رجال ونساء وأطفال في شاحنات ونقلوا إلى شوارع القدس، بعدها أُعيد معظمهم إلى القرية وقتلوا رمياً برصاص البنادق والرشاشات. هذه هي الحقيقة، وهي مثبتة ومسجلة في مؤسسات الدولة... إزاء استمرار نشر الرواية الكاذبة حول دير ياسين بين الجمهور سيكون من الواجب كشف الموضوع وستقع المسؤولية عليك".
لن نخوض في تفاصيل مذبحة دير ياسين التي وقعت في 9 نيسان 1948 فقد أتى على ذكرها كثير من الباحثين العرب واليهود، ولكننا نود أن نشير إلى بعض ما توصل إليه الدكتور شريف كناعنة في دراساته عن دير ياسين- القرية والمذبحة- حيث يقول: "كانت دير ياسين محاطة بست مستعمرات صهيونية تفصلها كلياً عن باقي العالم، والطريق الوحيدة التي تربطها بالقدس كانت تمر من وسط مستعمرة جبعات شاؤول، وكانت مستعمرة موتسا تمتد ما بين دير ياسين وشارع تل أبيب- القدس، أي لم تكن دير ياسين تشكل عائقاً لوصول الإمدادات إلى القدس. لقد أدرك سكان دير ياسين مدى صعوبة وضعهم الحرج، الأمر الذي جعلهم يحاولون المحافظة على علاقة جيدة مع المستعمرات المجاورة".
والسؤال المطروح هو: إذا كانت دير ياسين غير معادية، ولم تكن تشكل خطراً على المستعمرات المجاورة، ولا تهدد طريق القدس- تل أبيب، فلماذا إذاً تم اختيارها لتكون مسرحاً للمذبحة؟
يقول الدكتور شريف كناعنة : "كانت الهاغاناه قد بدأت حملتها المسماة حملة نحشون قبل المجزرة بأيام قليلة، وكانت الحملة ناجحة وتسير على ما يرام، حيث اكتسحت قوات الهاغاناه معظم قرى باب الواد، وكانوا في طريقهم ليصبحوا "أبطال تحرير القدس اليهودية"، وكان التنافس بين العصابات اليهودية يكاد يُحسم لصالح الهاغاناه على حساب إيتسل وليحي، ولم يكن لدى إيتسل وليحي ما يكفي من المال والسلاح والرجال للقيام بحملة مشابهة لحملة نحشون، ومن أجل البقاء في حلبة المنافسة بين هذه العصابات، كانت إيتسل وليحي بحاجة إلى نصر سهل ومدوّ في القدس أو المنطقة المحيطة بها. مثل هذا النصر كان مضموناً في حالة دير ياسين بسبب صغر حجمها وقربها من القدس وإمكانية مداهمتها عبر جبعات شاؤول، وفكرتهم السابقة بأن القرية مسالمة وقليلة السلاح، وضعيفة في نظرهم-كونها عقدت اتفاقيات عدم اعتداء مع المستعمرات المجاورة، بالإضافة إلى عامل اقتصادي مهم وهو أن أفراد العصابتين كانوا بحاجة ماسة إلى إمدادات الطعام، وكان الوضع الاقتصادي في دير ياسين جيداً نسبياً إلى الحد الذي رأوا فيه حلاً لمشكلتهم".
تشير المصادر العبرية إلى أن الهجوم على دير ياسين قد نفذته وحدات من الإيتسل وليحي تساندها وحدة راجلة من البلماخ مزودة بمدافع هاون كلها تابعة للهاغاناه، ولذلك كانت كلمة السر هي (الوحدة المقاتلة) ويرمز بالوحدة إلى وحدة الثلاث تنظيمات لأول مرة في القتال ضد العرب. لا يزال ملف دير ياسين في أرشيف الجيش الإسرائيلي مغلقاً أمام الباحثين بحجة ضروريات الأمن! هناك حاجة إلى إعادة نظر في هذه القضية الهامة
سواد الذكرى الثالثة والستين لمذبحة دير ياسين يلف المدينة المقدسة
تكتسي مدينة القدس المحتلة اليوم بسواد الذكرى الثالثة والستين لمذبحة "دير ياسين"، إحدى قراها الثلاثين المدمرة على يد الاحتلال الإسرائيلي في العام 1948، ما أسفر عن استشهاد 300 فلسطيني وإقامة مستوطنة "جيفات شاؤول" على أنقاضها.
وقد اختبرت قرية "دير ياسين"، الواقعة إلى الغرب من القدس المحتلة، نكبتها مسبقاً بأقل من شهر تقريباً، حينما شهدت أراضيها في التاسع من نيسان (ابريل) أبشع جرائم الاحتلال من أعمال الإرهاب والتنكيل والذبح، بينما حضن باطنها جثث شهداء المقاومة، ممن طمر غالبيتهم لمواراة مجازر العصابات الصهيونية عن الأنظار.
فيما تمتد المستعمرة الإسرائيلية اليوم، بقلق المحتل، على مساحة تقترب من 3000 دونم، جرى مصادرتها بعد نكبة فلسطين، وتدمير قرية دير ياسين وإبادة سكانها، المقدرين آنذاك بنحو 600 نسمة، وتشريد البقية منهم.
ويمتد استلاب الأرض الفلسطينية إلى القرى المقدسية المحيطة بدير ياسين، مثل عين كارم ولفتا وقالونية، التي تم تدميرها في العام 1948 والاستيلاء على مساحات أراضيها موئلاً للمستعمرات الصهيونية.
وتشكل مجازر الاحتلال المرتكبة بحق القرى الفلسطينية، إحدى الوسائل التي انتهجتها المنظمات الصهيونية المسلحة من أجل السيطرة على الأوضاع في فلسطين تمهيداً لإقامة "الكيان المحتل"، فكان الهجوم وعمليات الذبح والإعلان عن المذبحة جزءاً من نمط صهيوني عام يهدف إلى تفريغ فلسطين من سكانها عن طريق الإبادة والطرد.
ففي فجر التاسع من نيسان (ابريل)، اقتحمت منظمتان عسكريتان صهيونيتان هما الأرجون (برئاسة مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الإسرائيلي فيما بعد) وشتيرن (برئاسة إسحق شامير الذي خلف بيغن في رئاسة الوزارة)، القرية من كافة الجهات، ما عدا الطريق الغربي لها، وحاصروها وأهلها نائمون.
ولكن المقاومة الفلسطينية تصدت لهم، فاستعانت قوات الاحتلال بدعم عسكري إضافي لمواجهة صمود أهل القرية، وذلك من خلال قوات البالماخ الصهيونية في أحد المعسكرات بالقرب من القدس المحتلة حيث قامت من جانبها بقصف القرية بمدافع الهاون لتسهيل مهمة المهاجمين.
وقررت قوات الاحتلال استخدام الأسلوب الوحيد الذي تعرفه وهو الديناميت، حيث استولوا على القرية عن طريق تفجيرها بيتاً بيتاً، وبعد أن انتهت المتفجرات لديها قامت "بتنظيف" المكان من آخر عناصر المقاومة عن طريق القنابل والمدافع الرشاشة، حيث كانت "تطلق النيران على كل ما يتحرك داخل المنزل من رجال ونساء وشيوخ وأطفال"، وفق شهادات الناجين.
وفيما بعد، أوقفت العشرات من أهل القرية إلى الجدران وأطلقت النار عليهم، واستمرت أعمال القتل على مدى يومين، بينما قامت القوات الصهيونية بعمليات تشويه نازية من تعذيب واعتداء وبتر أعضاء وذبح الحوامل.
كما ألقت بحوالي 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتادت 25 من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر، على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رمياً بالرصاص، وألقيت الجثث في بئر القرية وأغلق بابها بإحكام لإخفاء معالم الجريمة.
ومنعت المنظمات العسكرية الصهيونية مبعوث الصليب الأحمر آنذاك جاك دي رينيه من دخول القرية لأيام، بينما قام أفراد الهاجاناه الذين احتلوا القرية بجمع جثث أخرى وفجروها لتضليل مندوبي الهيئات الدولية، وللإيحاء بأن الضحايا لقوا حتفهم خلال صدامات مسلحة.
وقد حاولت القيادات الصهيونية الأخرى التنصل من مسؤليتها عن وقوع المذبحة، وقامت الدعاية الصهيونية على أساس أنها "مجرد استثناء وليست القاعدة وأنها تمت دون أي تدخل من جانب القيادات الصهيونية بل ضد رغبتها"، حسب قول قائد قوات الهاجاناه في القدس المحتلة آنذاك ديفيد شالتيل.
ولكن اعترافات ارتكاب المذبحة جاءت من داخل عقر الكيان المحتل نفسه، حيث اعتبر بيغن في كتاب الثورة، أن جنود الاحتلال "صنعوا التاريخ في إسرائيل نتيجة الانتصار العظيم"، وأن "مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي"، حيث شكل "الاستيلاء على دير ياسين جزءاً من خطة أكبر للاستيلاء على القدس"، بينما تمت "العملية بعلم وموافقة القيادة الصهيونية".
وإبان ثلاثة أيام من المذبحة تم تسليم القرية للهاجاناه لاستخدامها مطاراً، ومن ثم جرى الاحتفال بإقامة مستوطنة "جيفات شاؤول" على أنقاضها، وسميت شوارعها بأسماء مقاتلي الأرجون الذين نفذوا الجريمة، ما يثبت أن مذبحة دير ياسين وغيرها من جرائم الاحتلال لم تكن مجرد حوادث فردية أو استثنائية، بل كانت جزءاً من نمط ثابت ومتواتر ومتصل، يعكس هدف تفريغ فلسطين من سكانها وإحلال المستوطنين محلهم وتثبيت دعائم الكيان المحتل وفرض واقع جديد في فلسطين المحتلة.
وأعقبت قوات الاحتلال جريمتها بأخرى بعد أيام قليلة فقط، حينما فتحت نيران أسلحتها على أهالي قرية ناصر الدين المدمرة في 14 نيسان (ابريل) 1948 ولم ينجُ منهم سوى 40 عربياً استطاعوا الفرار إ قرية المجاورة.
مجزرة دير ياسين.. الحقيقة لم تنشر بعد!
تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس رفعته صحيفة هآرتس ومراسلتها غيدي فايتس والطالبة الإسرائيلية نيطاع شوشاني، للكشف عن جميع وثائق مجزرة دير ياسين التي وقعت قبل 62 عاماً.
وذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) أن السؤال الأساسي الذي يواجه لجنة في المحكمة تضم نائب رئيسها القاضي أليعزر ريفلين والقاضيتان عيدنا أربيل ونيئال هيندل على ضوء الالتماس هو هل الأحداث التي وقعت في دير ياسين حساسة إلى درجة أنه بعد مرور 62 عاماً عليها ما زالت إسرائيل ترفض الكشف عن أرشيف تلك الأحداث من وثائق وصور للجمهور.
وأشارت إلى أنه بعد تقديم الملتمسين والدولة الإسرائيلية جميع الوثائق المطلوبة إلى المحكمة قام المحامي غلعاد شيرمان نائب المدعي العام الإسرائيلي بتقديم الوثائق والصور المتعلقة بأحداث دير ياسين إلى لجنة القضاة الثلاثة ريفلين وأربيل وهيندل.
وأخلى القضاء قاعة المحكمة وبدأوا دراسة الوثائق ولكن بعد دقائق دعت اللجنة الطرفين وأبلغتهما أنها ستتخذ قرارها في وقت لاحق.
وتعود أحداث دير ياسين إلى أبريل/ نيسان 1948 أي قبل شهر من إعلان قيام دولة إسرائيل المزعومة، إذ قامت وحدات من منظمتي الإيتسيل والليحي تحت مراقبة عصابات الهاغاناه بقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في القرية وأجبرت الباقين على الفرار.
وبحسب قانون الأرشيف الإسرائيلي، يحق للدولة عدم نشر وثائق رسمية تعود إلى خمسين عاماً إذ تبيّن أنها تشكّل خطراً على أمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية أو لأسباب أخرى يحددها المسؤولون عن أرشيف الدولة الإسرائيلية.
وإذا تبيّن بعد مرور خمسين عاماً أن المادة التي يطلب نشرها ما زالت تعتبر مثيرة للجدل، قد يطلب مسؤولو الأرشيف من لجنة وزارية مسؤولة عن الموضوع تمديد الحظر على نشرها.
وكانت الطالبة الإسرائيلية نيطع شوشاني طلبت عام 2006 الاطلاع على المواد المتوفرة في الأرشيف الرسمي عن دير ياسين لاستخدامها في مشروع التخرج لشهادة الماجستير في كلية (بتسلئيل) للفنون في القدس المحتلة. هذا مع العلم أن الحظر على نشر المواد المتعلقة بدير ياسين كان انتهى عام 1998.
ولكن لم يسمح لشوشاني بالإطلاع سوى على بعض المواد ورُفض طلبها الولوج إلى الوثائق الأخرى والصور التي طلبتها، وقيل لها أن لجنة وزارية مددت الحظر أكثر من حدود الخمسين عام.
وبعدها لجأت شوشاني إلى محام لبعث رسائل إلى وزارة الدفاع طلباً لشرح أسباب رفض السماح لها الإطلاع على الوثائق المرتبطة بدير ياسين، وبعثت آخر رسالة في العاشر من سبتمبر/ أيلول 2007.
وبعث سكريتير اللجنة الوزراية في 19 سبتمبر/ أيلول 2007 رسالة إلى المحامي أبلغه فيها بتمديد الحظر خمس سنوات إضافية أي حتى العام 2012. وهذا يعني ان مدة صلاحية الحظر على نشر الوثائق كانت قد انقضت حين طلبت شوشاني الإطلاع عليها بين آذار/ مارس ويونيو/حزيران 2007 ولم يمدد.
وتبنّت صحيفة (هآرتس) قضية شوشاني ورفعت التماساً إلى محكمة العدل العليا، وإلى جانب الصور التي طلبت الطالبة الإطّلاع عليها، طلبت هآرتس الاطلاع على تقارير عن أحداث دير ياسين التي كتبها المؤرخ العسكري مئير بعيل والذي كان في ذلك الوقت ضابط استخبارات في الهاغانا، إضافة إلى وثائق وصور أخرى.
وأبلغت الدولة الإسرائيلية المحكمة أن نشر هذه الوثائق من شأنها الاضرار بعلاقات إسرائيل الخارجية خصوصاً مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ومن شأنه زيادة التوتر مع العرب الإسرائيليين.
وقال المحامي باز موزير الذي يمثّل الملتمسين إن الحظر لم يمدد سوى حين طلبت شوشاني الإطلاع على أرشيف دير ياسين، مؤكداً حق الجمهور الإسرائيلي معرفة تفاصيل الأحداث التي أثارت جدلاً منذ وقوعها.
محكمة العدل العليا: توثيق المعركة في دير ياسين لن يكشف
بعد أكثر من ستين سنة من انتهاء المعركة على القدس في حرب الاستقلال، تفاصيل المعركة في قرية دير ياسين ستبقى مثابة سر دولة: محكمة العدل العليا ردت مؤخرا التماسا طلب اصدار التعليمات الى وزارة الدفاع للكشف عن الوثائق المتعلقة بالاحداث التي وقعت في القرية العربية في العام 1948.
القرية ذات الـ 600 نسمة العرب تقع على الطريق المركزي الى القدس. في نيسان 1948 هاجم القرية مقاتلو الاتسل والليحي بتعزيز من البلماخ. في اثناء المعركة أطلقت النار على العديد من سكان القرية، بينهم شيوخ، نساء وأطفال – الأمر الذي جرى اتهامات بمذبحة وأثار خلافا حادا بين التنظيمات السرية.
التماس رفعته الى محكمة العدل العليا صحيفة "هآرتس" وطالبة فن في مدرسة "بتسلئيل" طالب بالكشف عن الوثائق والصور عن المعركة. وهذه الوثائق، توجد، بادعاء الملتمسين، في أرشيف وزارة الدفاع في وثائق الدولة. طلبات للاطلاع على التقارير والصور ردت من اللجنة الوزارية لشؤون الاطلاع على المواد في الارشيف السري، والتي قررت بان المادة، بما في ذلك ثلاثة تقارير، توثيق معين وجملة صور – ستبقى سرية حتى العام 2012. القضاة اليعيزر ريفلين، عدنا اربيل ونيل هندل وافقوا أمس على موقف الدولة في أن الكشف عن الوثائق والصور قد يمس بالعلاقات الخارجية للدولة وبالمفاوضات مع الفلسطينيين. واشار القضاة الى انهم لم يجدوا مبررا للتدخل في قرار اللجنة الوزارية. "معاريف"
17 عــامــا عــلـى مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف..
*نواف الزرو
تصادف في هذه الايام الذكرى السنوية السابعة عشرة للمجزرة التي اقترفها الإرهابي الصهيوني غولدشتاين ضد المصلين الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ، والتي اسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح مختلفة ، يواجه اهل خليل الرحمن نقلة نوعية في المجزرة الصهيونية المفتوحة ضد المدينة ، متوجة بقرارات حكومة نتنياهو ضم الحرم الابراهيمي الى التراث اليهودي ، ما يفتح مجددا ملف المدينة تحت الاحتلال عامة ، وملف الحرم الابراهيمي في دائرة الاستهداف الصهيوني على نحو خاص.
ولعل ابزر وأخطر أشكال الانتهاكات والاعتداءات والجرائم التي اقترفتها سلطات الاحتلال ودويلة المستوطنين الإرهابية ضد الخليل وأهلها ، هي بالتأكيد تلك التي نفذت ضد الحرم الإبراهيمي الشريف ، حيث تشير المعطيات إلى أنها كانت شبه يومية وبأشكال مختلفة مثل الاقتحام أو التسلل أو منع العرب من الدخول ، أو خلع بلاط المسجد ، أو تدنيس السجاد ، أو التشويش على المصلين العرب وغير ذلك الكثير الكثير من الانتهاكات والاعتداءات والجرائم الواردة بالتفصيل في ملحق خاص بالانتهاكات ضد الحرم الإبراهيمي الشريف .
وقد وثق في دراسة متخصصة أعدت حول الانتهاكات الإسرائيلية في الخليل ، "ما مجموعه 556 اعتداء احتلالياً يهودياً ضد الحرم الإبراهيمي الشريف حتى تاريخ 1 ـ 2 ـ 1995 ، بل سجل باحث فلسطيني أكثر من 660 انتهاكا منذ 1967 تاريخ حتى نهاية 2000 ، يضاف إليها مئات الانتهاكات تتكرر منذ عام ألفين ، ويلخص الباحث محمد ذياب أبو صالح أبرز أنواعها في القتل والإهانة والضرب والشتم وسب الذات الإلهية والعقيدة الإسلامية ، والتشويش على المصلين ومنعهم من الصلاة ، ووضع مواد كيماوية في مياه الشرب وعلى الأبواب والنوافذ والسجاد.
بينما لم تتوقف اعتداءات وجرائم المستوطنين والجيش معاً ضد الحرم الإبراهيمي منذ ذلك التاريخ .
هكذا تكرّس الأمر الواقع في الحرم
ففي صباح الجمعة الموافق الخامس عشر من شهر رمضان 1414 هجري ، الموافق 25 ـ 2 ـ 1994 ، وأثناء صلاة فجر ذلك اليوم تسلل المستوطن الإرهابي باروخ غولد شتاين مرتدياً الزي العسكري حاملاً سلاحه ، متخطياً جميع المشاعر والقيم والمبادئ وباشر بإطلاق الرصاص على المصلين الركع السجود ، فسقط العشرات منهم ، وبلغ عدد الشهداء في تلك المذبحة تسعة وعشرين شهيداً داخل المسجد ، وواحدا وثلاثين خارجه ، ووقع أكثر من مائة وخمسين جريحاً .
تضرجت رحاب الحرم الإبراهيمي الشريف بدماء المصلين الطهّر الأبرياء .
وشكلت هذه المذبحة البشعة ، ذروة الإرهاب الدموي الذي قارفته دويلة ـ عصابات المستوطنين اليهود في منطقة الخليل ، وفي أعقاب المذبحة ، فرضت سلطات الاحتلال منع التجول على المدينة ، وأخذ اليهود يرتبون الأمور داخل الحرم وفق أهوائهم ليحيلوه إلى كنيس يهودي بحجة الفرز بين المسلمين واليهود ، وأدخلوا الكثير من التغييرات على وضع الحرم ، بغية تهويده وتكريس هذا التهويد كأمر واقع ودائم".
وكان من أخطر تداعيات المذبحة وتقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية على أوضاع أهلنا في مدينة خليل الرحمن ، وعلى أوضاع الحرم الإبراهيمي الشريف أن كرست سلطات الاحتلال حالة التقسيم و الهيمنة و التهويد التي قامت وتراكمت على مر السنين جراء مخططات وإجراءات التهويد في المدينة .
ولم تكن عملية تقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف المشار إليها أعلاه سوى الخطوة التتويجية لمسلسل من القرارات والإجراءات الاحتلالية الرامية إلى تهويد الحرم ، وهي وفق المصادر الإسرائيلية كما يلي :
1967 - وزير الدفاع الإسرائيلي : موشيه ديان ـ رئيس الأركان اسحق رابين وقائد المنطقة الوسطى الجنرال عوزي نركيس احتلال الحرم الإبراهيمي ، ومحاولات أولى لفرض إجراءات لصلاة اليهود والمسلمين في المكان
1970 - وزير الدفاع - موشيه ديان رئيس الأركان - حاييم بارليف قائد المنطقة الوسطى - رحيعام زئيفي وديان يمليان المبادئ الأساسية السارية حتى اليوم والقاضية بتقسيم الحرم بين اليهود والمسلمين وفقاً للمناسبات المقدسة لدى الديانتين ، والجيش الإسرائيلي مكلف بفرض النظام ، ومنع حمل اليهود للسلاح .
1980 - وزير الدفاع - مناحيم بيغن - ارئيل شارون - موشيه ارنس ورئيس الأركان - رفائيل ايتان
وقائد المنطقة الوسطى - موشيه ليفي يسمحون بعد عملية الدبويا - هداسا - للمستوطنين بالحضور إلى الحرم مع أسلحته ، التي توضع في مدخل الحرم.
1982 - وزير الدفاع - مناحيم بيغن - ارئيل شارون - موشيه ارنس ورئيس الأركان - رفائيل ايتان وقائد المنطقة الوسطى - اوري اور بين سنوات 80 - 1982 يسمحون للمستوطنين بحمل السلاح داخل الحرم الإبراهيمي أيضاً وتحولت هذه الظاهرة إلى نهج مقبول .
1986 وزير الدفاع - اسحق رابين رئيس الأركان - موشيه ليفي وقائد المنطقة الوسطى - أهود باراك يسمحون لأول مرة وبصورة رسمية للمستوطنين بالدخول إلى داخل الحرم بأسلحتهم بحجة الدفاع عن النفس .
1994 وزير الدفاع - اسحق رابين رئيس الأركان - أهود باراك وقائد المنطقة الوسطى - داني ياتوم :استمرار السماح للمستوطنين بحمل السلاح حتى مدخل الحرم ، وذلك رغم المذبحة التي نفذها غولدشتاين ضد المصلين العرب.
دولة المستوطنين
بعد إن كان الشعب الفلسطيني يواجه منذ عام 67 دولة الاحتلال بكل عناوينها واعبائها من الآلة العسكرية الحربية الى الاجراءات الإدارية الى الحصارات والاطواق والحواجز التنكيلية ، الى معسكرات الاعتقال الجماعي ، الى الاستيطان والجدران تحت حماية الجيش ، فقد اخذ يواجه قبيل وبعد انابوليس وصولا الى الراهن السائد في الاراضي المحتلة ، تهديدا جديدا وحقيقيا يطلقون عليه هناك في"اسرائيل" "دويلة المستوطنين اليهود في يهودا والسامرة" ، إذ بدأ هؤلاء يهددون بالانفصال عن دولة "إسرائيل" وإقامة دولتهم الخاصة المستقلة ، وذلك حسب زعمهم ردًّا على أي محاولة من الحكومة الإسرائيلية للانسحاب من الضفة في إطار التسوية الدائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
فقد أعلن المستوطنون في منشور حمل عنوان "إسرائيل أرضنا" عن "مسابقة لوضع نشيد قومي واختيار علم آخر لدولتهم ، وسيمنح الفائز بأحسن تصميم للعلم والنشيد بجائزة نقدية" ، وجاء الإعلان عن هذا المخطط في مقال في صحيفة يديعوت أحرنوت ـ كتبه الراباي شالوم دوف وولفا رئيس "الطاقم العالمي لإنقاذ الشعب اليهودي" وهي المنظمة التي شكلت خصيصًا لذلك ، تحت عنوان "الزلزال المقبل".
وقال الحاخام شالوم دوف في بيان له "بعد موافقة إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية واقتراح قانون لتعويض المستوطنين تمهيدًا لإخلائهم: ف"إن الحل هو إعلان دولة يهودية ذات حكم ذاتي".
وعن هذه الدولة كتب يهودا باور - في هآرتس"إن اسرائيل لا تسيطر على مئات الآلاف من المستوطنين اليهود هناك ، فهم يقبلون الحكم الاسرائيلي فقط إذا كان يصب في مصلحتهم ، أما عندما لا يحدث ذلك وفقا لتصورهم ، فهم يتجاهلونه في أحسن الاحوال وينجحون في مقاومتهم له في اسوأ الاحوال" ،
ويضيف :"الشرطة والسلطات الأمنية والجيش يخضعون لتهديد المقاومة النشطة المتواصل من قبل المستوطنين ، ويخضعون لهذه التهديدات ، واصبح هناك دولتان ، الاولى ملتزمة بالقانون الديمقراطي الغربي ، والثانية بالحكم الديني المتطرف وال خلاصي".
إما الخبير بالشؤون العربية داني روبنشتاين فقد كتب بدوره في هآرتس - عن دولة المستوطنين يقول:"على خلفية اتفاق السلام مع مصر والانسحاب الاسرائيلي من سيناء أقام نشيط حركة "كاخ" ، ميخائيل بن حورين ، في الثمانينيات ما سماه هو ورفاقه "دولة يهودا" ، وكان قصدهم رمزيا وهو الاشارة الى بديل ممكن عن السلطة الاسرائيلية في الضفة الغربية إذا ما انسحبت اسرائيل من المناطق وعندما تفعل ذلك ، ولقّب بن حورين نفسه بلقب "رئيس دولة يهودا" ، بعد ذلك كان من محرري كتاب "باروخ الرجل" ، الذي امتدح القاتل في الحرم الابراهيمي باروخ غولدشتاين ، وكان من أبطال البولسا دينورا ضد اسحق رابين".
و"لكن - يضيف روبنشتاين - في العديد من الجوانب أُقيم في الضفة ، برعاية حكومات اسرائيل وتشجيعها ، كيان سياسي ذو طابع يخصه ، أي أنه نشأ فصل حيث توجد دولة اسرائيل على حدة ، والضفة أو دولة يهودا على حدة".
التنكيل بالفلسطينيين مهمة دينية
ولذلك عندما نتحدث عن دولة أو جمهورية المستوطنين اليهود الإرهابية القائمة في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام ، وفي منطقة الخليل بشكل خاص ، فإننا لا نبالغ في ذلك أبداً ، ذلك أن المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء الضفة والقطاع عبارة عن ترسانات مسلحة أولاً ، وعبارة عن مستنبتات أو دفيئات لتفريخ الفكر السياسي والأيديولوجي الإرهابي اليهودي ثانياً ، ودفيئات أيضاً لتشكيل وانطلاق التنظيمات والحركات الإرهابية السرية في نشاطاتها وممارساتها الإرهابية ثالثاً ، فضلاً عن كونها قوة ضغط هائلة على قرارات الحكومة الإسرائيلية ونهجها الاستيطاني والتنكيلي ضد الفلسطينيين رابعاً ، وذلك رغم الحقيقة الساطعة المتمثلة بالتعاون والتكامل القائم بين الجانبين ، فلا تعارض ولا تناقض قطعاً ما بين الدولة الإسرائيلية الرسمية بمؤسساتها وأجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإدارية والمالية ، وسياساتها الاستيطانية ، وما بين دولة المستوطنين اليهود المنفلتة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعندما نتحدث عن دولة أو جمهورية المستوطنين اليهود في أنحاء الأراضي المحتلة ، فإننا إنما نتوقف عند حقيقة الصفات والخصائص الأساسية ومنها العنصرية والفوقية والإرهابية التي ميزت ودمغت الحركة الصهيونية والتنظيمات الصهيونية التاريخية ، فمشروع الاستيطان اليهودي ترجمة صارخة للاستراتيجية الصهيونية على الأرض الفلسطينية ، ودولة المستوطنين هي نتاج عملي لتلك الترجمة .
فحسب معطيات الشرطة الإسرائيلية فإن أشد المشاغبين من المستوطنين في الخليل ، هم أولئك الذين يعتبرون التنكيل بالفلسطينيين مهمة دينية.
وعندما نتحدث عن دولة المستوطنين اليهود ، فإننا نتحدث عن مسلسل لا حصر له من الانتهاكات والممارسات الإرهابية الدموية التنكيلية والتدميرية الجامحة المنطلقة من صميم المستوطنات اليهودية وكلها تجري بصورة سافرة تحت سمع وبصر وحماية الحكومة والجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية .
ولكننا أيضاً عندما نتحدث عن دولة المستوطنين الإرهابية ، فأول ما يخطر ببالنا على الإطلاق دويلة المستوطنين ومقارفاتها البشعة في مدينة خليل الرحمن بشكل خاص .
ذلك أن المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء منطقة الخليل ، ليست فقط جزءا لا يتجزأ من دولة المستوطنين ، وجزءا لا يتجزأ من مستنبتاتها ودفيئاتها التفريخية للإرهاب اليهودي المنفلت ضد الفلسطينين ، وإنما تشكل عملياً النواة الأصلب والأقسى والأشد والأكثر تطرفاً عنصرياً حاقداً وانفلاتاً إرهابياً ، ولأن مستنبتاتها - دفيئاتها - هي الأخصب والأكثر تفريخاً وإنتاجاً للفكر الإرهابي اليهودي ، ولأن تطبيقاتها وممارساتها على أرض الخليل هي الأشرس والأكثر دموية وتخريباً وحرقاً ، ولأن نتائجها هي الأبرز والأوضح والأكثر إيلاماً للفلسطينيين .
ولذلك كله ، فإن المستوطنات اليهودية داخل مدينة خليل الرحمن وخارجها ، تشكل"قنابل موقوتة في أتون الخليل والمستوطنون فيها يصبون الزيت على النار ، ويعيثون فساداً بلا توقف ، وقضيتهم ستبقى قضية متفجرة "
وقد اسهم كبار الحاخامات اليهود بمنح الشرعية لإرهاب المستوطنين ضد العرب ، وقتلهم بالجملة ، حيث أعلن على سبيل المثال أحد كبار الحاخامات خلال حفل تأبين غولدشتاين :"إن مليوني عربي لا يساوون ظفر يهودي واحد"، ما دفع حشد الحضور من المستوطنين وقادة الجيش و المخابرات ومسؤولين من السلطات الإْسرائيلية إلى الهتاف بصوت واحد :"كلنا غولدشتاين".
اعتداءات .. ممارسات
وعلى هذه الارضية الإيديولوجية والفكرية جاءت ممارسات وجرائم المستوطنين في الخليل وهي لا حصر لها عمليا.
يبث التلفزيون الإسرائيلي تقريراً موسعاً حول دويلة المستوطنين في الخليل ليوضح فيه :
" - أن المستوطنين ينشرون الخلايا المسلحة في أحياء الخليل .
- وأنهم يعتزمون الاستيلاء على المنازل العربية في وسط الخليل بدعوى أنها ممتلكات يهودية ..
- وأنهم يخططون للتحصن المسلح فيها ..
- وأنهم يخزنون كميات كبيرة من المعدات الحربية لتنفيذ مخططاتهم "
في ضوء هذه المعطيات وغيرها الكثير .. الكثير المتعلقة بواقع المستوطنين اليهود ، ودويلتهم الإرهابية الممتدة على مساحات واسعة من أرض الخليل ، فإننا يمكن أن نثبت بالعناوين والخطوط الأساسية ما يلي :
على صعيد الاستيلاء على الأراضي العربية ، فإنهم - أي: المستوطنون - يواصلون حملات الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي الممتدة في جهات الخليل الأربع ، وهم لا يقفون عند حد أبداً ، إذ لا يمر يوم تقريباً دون أن نسمع أن المستوطنين قاموا بالاستيلاء .. أو بالتوسع .. أو .. الخ ، "فهم يواصلون اعتداءاتهم على الأراضي الفلسطينية في الخليل "

على صعيد الاستيطان - فإنهم يواصلون أيضاً حملات الاستيطان والتهويد في قلب مدينة الخليل وخارجها ، وإن كنا قد أشرنا وفق معطياتنا حول خريطة الاستيطان في الخليل ، إلى إقامة نحو 37 حياً وبؤرة ومستوطنة يهودية في البلدة القديمة من الخليل ، وفي محيطها ، منها ما هو أساس وثابت ومتكرس استيطانياً ، ويجري العمل دائماً على توسيعه وتكريسه ، ومنها ما هو متحرك إما باتجاه التوسع ، أو باتجاه الاندماج مع مستوطنات أخرى ، أو باتجاه الفك والإزالة لاحقاً أن أسفرت المفاوضات الدائمة عن شيء ، غير أن السياسة المركزية الإسرائيلية الواضحة الحاسمة أن مشروع الاستيطان اليهودي في الخليل مستمر ، و" أن الهجمة الاستيطانية والاعتداءات .. وسياسة فرض حقائق الأمر الواقع على قلب الخليل وخارجها متواصلة"، وقد أكد رئيس بلدية الخليل المهندس مصطفى عبد النبي النتشة في تصريح له :"أن إسرائيل تريد فتح الخليل القديمة أمام الاستيطان".
بينما جاء في تقرير آخر"أن المستوطنين يتأهبون لتحقيق قفزة جديدة في إطار مشروع الخليل اليهودية".
الاستيلاء على العقارات والمنازل - وقد ترجمت هذه الممارسات في قلب الخليل بشكل خاص ، حيث أقيمت الأحياء اليهودية المشار إليها ، علاوة على أن هناك مخططات جاهزة للاستيلاء على عشرات المنازل العربية الأخرى في المدينة بهدف تعزيز الوجود اليهودي في قلب المدينة ، ويشار هنا إلى أن السلطات الإسرائيلية تسمح للمستوطنين وتساندهم بالاستيلاء على المنازل الفلسطينية في البلدة القديمة ، وهي التي تحمي أحياءهم فيها .
- سلسلة طويلة متصلة منفلتة من الانتهاكات والاعتداءات التي قام بها المستوطنون تحت حماية قوات الجيش ضد الحرم الإبراهيمي والمصلين المسلمين ، وكانت شبه يومية وبأشكال مختلفة مثل الاقتحام أو التسلل أو منع العرب من الدخول ، أو خلع بلاط المسجد ، أو تدنيس السجاد ، أو التشويش على المصلين العرب وغير ذلك الكثير .. الكثير من الانتهاكات والاعتداءات التي لا مجال لسردها هنا .
- ومن أشكال الانتهاكات التي تقوم بها وحدات المستعربين - أو فرق الإعدام كما أطلق عليها خلال الانتفاضة الفلسطينية .
- هذا فضلاً عن الاعتداءات الإرهابية على المواطنين والأفراد والتي توجها المستوطنون بالاعتداء الغاشم الذي قاموا به على رئيس مجلس النواب الأردني والوفد المرافق له خلال زيارتهم لمدينة الخليل يوم السبت 9 ـ 10 ـ 1999 .

أما عن إرهاب المستوطنين اليهود واعتداءاتهم وممارساتهم التنكيلية والإجرامية ضد أهل الخليل ، فحدث ولا حرج ، حيث ليس هناك سقف ولا حدود ولا كوابح ولا قوانين تحد من إرهاب المستوطنين وممارساتهم الإجرامية ، التي تحظى بغطاء السلطات الرسمية الإسرائيلية .
استخلاصات
وفي ظل هذا المشهد السائد في الخليل ، يمكن أن نضع خطوطا مشددة تحت أهم الاستخلاصات المستشفة من قراءة الخريطة ، والتي تعززها بدورها تلك الدراسات المبرمجة والمعدة في إطار هذا البحث الوسع والشامل حول جدلية "الاستيطان والسلام" :
أولاً : نثبت في مقدمة الاستخلاصات تلك الحقيقة الساطعة المتعلقة بالسياسة الرسمية الإسرائيلية التي تبنتها وطبقتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ، والتي تعتبر زوراً وتزييفاً وإفكاً ، ان مدينتي القدس والخليل ، هما مدينتا الآباء والأجداد لليهود ، وأنهما يهوديتان منذ الأزل ، وأنه يحق لليهودي أن يسكن في القدس و الخليل ، وكما جاء في البرامج السياسية للأحزاب الإسرائيلية المختلفة ، وفي الخطوط الأساسية للحكومات الإسرائيلية.
ثانياً :انطلاقاً من هذه السياسة الرسمية الإسرائيلية ، وعلى أرضيتها ، انطلقت قافلة مصادرات الأراضي والبيوت ، والاستيطان والتهويد والإرهاب ، تلك القافلة التي تواصلت مسيرتها منذ احتلال المدينة عام 1967 ، بوتيرة عالية - وخاصة على مستوى الممارسات الإرهابية المتنوعة - ، دون أن تتوقف أو تكل .ثالثاً : أخفقت اتفاقية الخليل المرحلية في وضع حد لنوايا ومخططات ومشاريع وإجراءات الاستيطان والتهويد والإرهاب الاحتلالي في الخليل ، كما خذلت الاتفاقية أهل الخليل بهذا الخصوص .
رابعاً : في ضوء الاستخلاص الأول المتعلق بوضع القدس والخليل في السياسة الرسمية ، وفي الفكر السياسي ، والأيديولوجي الصهيوني ـ الإسرائيلي ، فإنه لا ينتظر عملياً أن يطرأ تغير جوهري على السياسة الإسرائيلية الاستيطانية التهويدية في المدينتين في إطار التسوية الدائمة إن تمت ، مثل إخلاء قلب مدينة الخليل مثلا من المستوطنين ، أو فك المستوطنات في محيطها ، أو التخلي عن السيطرة مثلاً عن منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف .
خامساً : ولعل من أخطر الاستخلاصات الموثقة أيضاً ، أن سياسة الاحتلال تمخضت عن إقامة سلسلة المستوطنات اليهودية المتصلة في داخل المدينتين وامتداداً إلى محيطهما ، وأن تلك المستوطنات إنصقلت تماماً ، وتحولت إلى مستنبتات ودفيئات لتفريخ الفكر الاستيطاني العنصري الحاقد ، ولإنتاج الإرهابيين اليهود من أمثال غولد شتاين ، وتحولت بالتالي إلى دويلة استيطانية إرهابية منفلتة بلا أية كوابح قانونية أو أخلاقية ، وباتت سياسة وممارسات المستوطنين وفق شرائع الكاوبوي ... ؟ ،
سادساً - وبناءً عليه ، فإنه لا ينتظر أيضاً أن يتوقف مشروع الاستيطاني والتهويد والإرهاب في انحاء الضفة الغربية ، بل أن المنتظر هو العكس تماماً ، حيث أننا سنواجه في إطار المفاوضات الدائمة صدامات ومواجهات درامية ، وسنواجه دويلة استيطانية إرهابية صعبة ، تقف وراءها - وليس ضدها - دولة الاحتلال الإسرائيلي بجيشها وأجهزتها الأمنية وإمكاناتها المختلفة وثقلها الراجح الحاسم في عملية المفاوضات .
سابعاً : ما يستدعي بالضرورة الملحة والعاجلة أجندة فلسطينية أخرى ، مختلفة عن الأجندة القائمة اليوم ، سواء على صعيد العملية التفاوضية ، وفي موضوع الاستيطان والتهويد ، وفي القدس والخليل بشكل خاص ، أو على صعيد البيت الفلسطيني الداخلي والعلاقات الفلسطينية - الفلسطينية .
ثامنا : إن كافة الجرائم التي اقترفت ضد الحرم الإبراهيمي الشريف ، والتي توجت بالمذبحة المروعة ضد المصلين العرب ، لم تكن لتقع أصلاً لولا تلك النوايا والمخططات والسياسة والإجراءات السافرة التي تستهدف تهويد الخليل والهيمنة عليها هيمنة كاملة . وهي لم تكن لتقترف أيضاً لولا وجود دويلة المستوطنين الإرهابية المنـفلتة ، ولولا الغطاء والدعم الشامل الذي تقدمه سلطات الاحتلال الإسرائيلي لها .

تاسعاً : لقد حرصت سلطات الاحتلال ممثلة بالحكومة الإسرائيلية على توفير الغطاء الكامل والشرعية الإسرائيلية للجرائم والمذابح التي اقترفها ويقترفها المستوطنون و الجنود .
عاشراً : وكان من أخطر تداعيات المذبحة أن أقدمت حكومة رابين آنذاك على تقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف ، ما شكل سابقة خطيرة في الاستيلاء على المقدسات الإسلامية وتهويدها .
كما أن تقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف يشكل خرقاً لكل المواثيق والأعراف الدينية والدولية في العالم ، إذ أنها أول مرة يجري فيها اعتماد مكان عبادة لديانتين في آن واحد ، الأمر الذي يحمل في ثناياه خطراً بأن تطالب الجمعيات والتنظيمات اليهودية بأي مكان مقدس آخر بحجة الحق التاريخي المزعوم
شهداء المجزرة
فيما يلي أسماء الشهداء الذين سقطوا في المجزرة الصهيونية في الحرم الإبراهيمي في الخليل (10).
أحمد عبد الله طه محمد أبو سنينه ، إسماعيل فايز قفيشة ، أكرم عبد الله قفيشه ، أكرم الجولاني ، إياد الكركي ، أيمن أيوب القواسمي ، أمجد عبد الله صندل ، جميل شاكر النتـشه ، جمال قفيشة ، حاتم خضر الفاخوري ، خالد الكركي ، خالد خلوي أبو سنينه ، خيري جبر ابو حديد ، ذياب عبد اللطيف الكركي ، ذياب المحتسب ، ذياب الكركي ، ذياب قـفيشه ، رائد محمد النتشة ، رامي عرفات الرجبي ، راجي غيث ، زياد قـفيشه ، زيدان جابر ، سليمان عواد الجعبري ، سفيان بركات زاهدة ، سليم إدريس ادريسي ، صابر كاتبه ، صلاح بدر ، طارق أبو سنينه ، طرق عدنان عاشور أبو سنينه ، طلال دنديس ، طارق عابدين ، عبد الحق إبراهيم الجعبري ، علاء بدر أبو سنينه ، عرفات محمد البايض ، عرفات موسى برقان ، عايد أحمد أبو حديد ، عطية محمد عطية السلايمه ـ استشهد عند محاولته طعن جندي أثناء تشييع جثمان أحد الشهداء ، عدنان عاشور أبو سنينه ، عبد الرحيم عبد الرحمن أبو سنينه ، فواز الصغير ، فلاح بدر ، كمال جمال قفيشه ، مروان مطلق أبونجمه ، مروان أبو شرخ ، محمود صادق أبو زعنونة ، نادر زاهدة ، نمر محمد مجاهد ، نور إبراهيم المحتسب ، نجوى أبو سنينه ، وليد أبو حمدية ، وائل صلاح المحتسب ، يوسف الحروب ، يزن عبد المعز مرقه
مجزرة خزاعة بتفاصيلها الوحشية في ذاكرة أبنائها
يستذكر سكان بلدتي خزاعة وعبسان الكبيرة في المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ذكريات أليمة مرت عليهم يوم سالت فيه دماء 24 شهيداً من الأبرياء وذلك في مجزرة "خزاعة" التي ودعت خلالها شهداء عظام سطروا بدمائهم الطاهرة أروع صور التضحية والفداء .
عائلات الشهداء تستذكر هذا اليوم بشئ من الأسى , وخاصة عندما سارعوا بحثاً عن جثث أبناءهم بين الحقول وفي أزقة الشوارع التي مرت بها دبابات الاحتلال التي فتكت بالحجر والشجر ودمرت كل شئ .
في يوم الجمعة 8/3/2003 كانت بلدة خزاعة على موعد مع عرس الشهادة في تلك الليلة التي نفذ خلالها الاستشهادي محمد فرحات من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عملية اقتحام "محررة موراج" في منتصف الليلة حيث أسفرت العملية عن مقتل 7 جنود اسرائيلين وجرح 10 آخرين .
ساعات قليلة حتى تسللت القوات الصهيونية الخاصة إلى بلدة خزاعة تحت جنح الظلام حيث اعتلت القوات عمارة سكنية غرب البلدة تعود لمواطن من آل أبو عامر واجبروا أصحابها على التواجد في غرفة واحدة وكذلك عمارة سكنية أخرى ,حيث توجه مجموعة من شباب آل نجار إلى مدخل البلدة وبينهم عدد من المقاومين لاستكشاف الأمور و ما أن وصلوا إلى مدخل البلدة حتى قامت قوات الاحتلال المتواجدة في المساكن بفتح نيران أسلحتها الرشاشة عليهم فاستشهد كل من اشرف وموسى النجار ليلحق بهم بلحظات الشهيد بكر حسين النجار وما أن أذيع خبر استشهاد أولئك الأبطال حتى امتلأت الشوارع بالمقاتلين و الشبان و خاصة في شارع آل النجار حيث إندعلت مقاومة عنيفة وضارية من جهتي خزاعة وعبسان استمرت إلى ساعات الفجر ومع شدة الاشتباكات بدأت الدبابات بالتقدم وقيل وقتها أن خمسين دبابة وآلية عسكرية دخلت البلدة من شرقها من شارع آل نجار وشارع آل أبو ريدة و من الجهة الشمالية ( السناطي) ومن الجهة الجنوبية من شارع آل أبو طعيمة و طوقت البلدة و أخذت تداهم البيوت وتطلق النار على كل ما هو متحرك في الشوارع .
ومع تصاعد حدة المواجهات أسرع اللواء أبو حميد ( احمد حسن مفرج ) قائد قوات الأمن الوطني في المنطقة الجنوبية وقتها وعدد من مرافقيه إلى عبسان الكبيرة حارة آل أبو عامر لتفقد الوضع وما أن ترجل من سيارته العسكرية فإذا برصاصة تصيبه في الفخذ الأيسر مما أدى إلى استشهاده على الفور وكذلك مرافقيه رياض القصاص وعارف حرز الله وإيهاب الثلاثيني وأيمن إبراهيم أبو دقة و مروان سليمان أبو مطلق وحسام شحذه أبو طير وإبراهيم أبو دقة حيث استشهدوا جميعا عند حاوز آل أبو عامر.
ذكريات مجزرة لم تمحى من ذاكرة ذوي الشهداء التي أكملت ما جرى حيث قامت القوات الخاصة باعتراض سيارات الإسعاف التي حضرت لإسعاف الجرحى والاستيلاء عليها و إطلاق النار من داخلها على المجاهدين فاستشهد كل من رياض محمد أبو ريدة و محمد أبو ريدة و استمرت أحداث المجزرة إلى الساعة الخامسة صباحا.
ومع ساعات الصباح الأولى انسحبت الآليات الإسرائيلية وقواتها الخاصة من البلدة عائدة إلى أوكارها وسرعان ما انطلق الأهالي لتكشف ما حدث متوجهين نحو الحقول والمزارع للبحث على أناس مفقودين عثروا وقتها على جثث الشهداء تسبح في برك من الدماء الزكية الطاهرة وعرف منهم الشهيد خليل زرعي قديح والشهيد خالد إبراهيم قديح حيث قامت إحدى الدبابات بدهسه بعد إصابته بطلق ناري في البطن و المرور فوق رأسه,كما عثر أيضا على الشهيد محمود شحدة قديح .
وما أن أشرقت الشمس حتى هرع الآلاف من مواطني البلدة والقرى المجاورة إلى الشوارع ليشاهدوا دماء الشهداء التي لم تجف بعد ولم يصدق المواطنون ما شاهدوه ثم انشغل أهل البلدة بتجهيز أعراس الشهداء لتنطلق جنازات الشهداء بشكل جماعي من مستشفى ناصر بخان يونس يتخللها أصوات التكبير والتهليل حتى وصولهم إلى أماكن سكناهم ثم توجهت الجنازات لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.
مجزرة خزاعة الوحشية باتت ذكرياتها محفورة في مخيلة الأطفال والشباب والشيوخ والنساء تسجل تفاصيل مروعة حدثت وباتت تذكر في جميع المناسبات وبات أهل البلدة وهم يناجون ربهم أن يتقبل الشهداء في عليين مع النبيين والشهداء و الصديقين و حسن أولئك رفيقا.
فلسطين اليوم
مجزرة جنين (3 إلى 12 أبريل 2002 )
اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية الذي يضم 14,000 نسمة في الثالث من أبريل 2002م وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة. وشارك في الاجتياح الذي تم في إطار عملية السور الواقي التي هدفت لكبح الانتفاضة الفلسطينية ووقف العمليات الاستشهادية أكثر من 60 دبابة وعشرات المركبات المدرعة وطائرات مروحية حربية. وعمدت قوات الاحتلال إلى استخدام الجرافات لهدم المنازل على ساكنيها. قاوم عدد من المقاتلين الفلسطينيين الهجوم الصهيوني بالبنادق ومتفجرات بدائية الصنع لمدة ثمانية أيام بسطت بعدها قوات الاحتلال سيطرتها على المخيم. وبعد أن منعت وسائل الإعلام العالمية وسيارات الإسعاف ووكالات الإغاثة من دخول المخيم قامت قوات الاحتلال بإعدام العشرات من سكان المخيم، ودفنت مئات من جثث القتلى في الساحة المركزية للمخيم وردمتها بالجير الحي والإسمنت.
زار الموفد الخاص للأمم المتحدة تيري رود - لارسن المخيم وقال إن ما راه في المخيم "فظاعة تفوق التصور... كأن زلزالاً ضرب المخيم... الأمر مقزز على الصعيد الأخلاقي". وفي 19 أبريل 2002م، وافق مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 1405 على إرسال فريق لتقصي الحقائق إلى مخيم جنين. رفضت حكومة إسرائيل قرار المجلس، ورفضت التعاون مع الفريق ومع الأمين العام للأمم المتحدة. أعد الأمين العام تقريراً عن مجزرة مخيم جنين بناء على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة دون زيارة للمخيم وصف فيه ما جرى بالمخيم بأنه لم يكن سوى أعمال حربية.
وصفت منظمة العفو الدولية والمنظمة الأمريكية لمراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) وغيرهما من المنظمات الدولية تقرير الأمين العام حول المجزرة بأنه غير موضوعي ومجحف بحق الفلسطينيين. وذكرت هذه المنظمات أن الأمم المتحدة رضخت لإرادة إسرائيل عندما منعت لجنة تقصي الحقائق الدولية من دخول المخيم ولم تحرك ساكناً بل اكتفت بما قدمته إسرائيل من معلومات عما حدث في المخيم.
مذبحة ناصر الدين 14 أبريل 1948
اشتدت حدة القتال في مدينة طبربة بين العرب والصهاينة، وكان التفوق في الرجال والمعدات في جانب الصهاينة منذ البداية. وجرت محاولات لنجدة مجاهدي طبرية من مدينة الناصرة وما جاورها. وجاءت أنباء إلى أبناء البلدة عن هذه النجدة وطُلب منهم التنبه وعدم فتح النيران عليها. ولكن هذه الأنباء تسربت إلى العدو الصهيوني الذي سيطر على مداخل مدينة طبرية فأرسلت منظمتا ليحي والإرجون في الليلة المذكورة قوة إلى قرية ناصر الدين يرتدي أفرادها الملابس العربية، فاعتقد الأهالي أنهم أفراد النجدة القادمة إلى طبرية فاستقبلوهم بالترحاب، وعندما دخل الصهاينة القرية فتحوا نيران أسلحتهم على مستقبليهم، ولم ينج من المذبحة سوى أربعين عربياً استطاعوا الفرار إلى قرية مجاورة. وقد دمر الصهاينة بعد هذه المذبحة جميع منازل ناصر الدين.
مذبحة تل لتفنسكي 16 أبريل 1948
قامت عصابة يهودية بمهاجمة معسكر سابق للجيش البريطاني يعيش فيه العرب وأسفر الهجوم عن استشهاد 90 عربياً
مذبحة حيفا 22 أبريل 1948
هاجم المسـتوطنون الصـهاينة مدينة حيفـا في منتصف الليل واحتلوها وقتلوا عدداً كبيراً من أهلها، فهرع العرب الفلسطينيون العُزل الباقون للهرب عن طريق مرفأ المدينة فتبعهم اليهود وأطلقوا عليهم النيران، وكانت حصيلة هذه المذبحة أكثر من 150 قتيلاً و40 جريحاً
مذبحة بيت داراس 21 مايو 1948
حاصر الإرهابيون الصهاينة قرية بيت داراس التي تقع شمال شرق مدينة غزة، ودعوا المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة القرية بسلام من الجانب الجنوبي، وسرعان ما حصدت نيران الإرهابيين سكان القرية العُزل وبينهم نساء وأطفال وشيوخ بينما كانوا يغادرون القرية وفق تعليمات قوة الحصار. وكانت نفس القرية قد تعرضت لأكثر من هجوم صهيوني خلال شهري مارس وأبريل عام 1948. وبعد أن نسف الإرهابيون الصهاينة منازل القرية وأحرقوا حقولها أقاموا مكانها مستعمرتين.
مذبحة الدوايمة 29 أكتوبر 1948
هاجمت الكتيبة 89 التابعة لمنظمة ليحي وبقيادة موشيه ديان قرية الدوايمة الواقعة غرب مدينة الخليل. ففي منتصف الليل حاصرت المصفحات الصهيونية القرية من الجهات كافة عدا الجانب الشرقي لدفع سكانها إلى مغادرة القرية إذ تشبثوا بالبقاء فيها رغم خطورة الأوضاع في أعقاب تداعي الموقف الدفاعي للعرب في المنطقة.
وقام المستوطنون الصهاينة بتفتيش المنازل واحداً واحداً وقتلوا كل من وجدوه بها رجلاً أو امرأة أو طفلاً، كما نسفوا منزل مختار القرية. إلا أن أكثر الوقائع فظاعة كان قتل 75 شيخاً مسناً لجأوا إلى مسجد القرية في صباح اليوم التالي وإبادة 35 عائلة فلسطينية كانت في إحدى المغارات تم حصدهم بنيران المدافع الرشاشة. وبينما تسلل بعض الأهـالي لمنازلهـم ثانية للنزول بالطعـام والملابس جرى اصطيادهم وإبادتهم ونسف عدد من البيوت بمن فيها وقد حرص الصهاينة على جمع الجثث وإلقائها في بئر القرية لإخفاء بشاعة المجزرة التي لم يتم الكشف عن تفاصيل وقائعها إلا عندما نشرت صحيفة حداشوت الإسرائيلية تحقيقاً عنها. ويُلاحَظ أن الصهاينة أقاموا على أرض القرية المنكوبة مستعمرة أماتزياه
مذبحة يازور ديسمبر 1948
كثَّف الصهاينة اعتداءاتهم المتكررة على قرية يازور الواقعة بمدخل مدينة يافا. إذ تكرر إطلاق حراس القوافل الإسرائيلية على طريق القدس/تل أبيب للنيران وإلقائهم القنابل على القرية وسكانها. وعندما اصطدمت سيارة حراسة تقل سبعة من الصهاينة بلغم قرب يازور لقي ركابها مصرعهم وجَّه ضابط عمليات منظمة الهاجاناه ييجال يادين أمراً لقائد البالماخ ييجال آلون بالقيام بعملية عسكرية ضد القرية وبأسرع وقت وفي صورة إزعاج مستمر للقرية تتضمن نسف وإحراق المنازل واغتيال سكانها. وبناءً عليه نظمت وحدات البالماخ ولواء جبعاتي مجموعة عمليات إرهابية ضد منازل وحافلات يستقلها فلسطينيون عُزَّل. وتوجت العصابات الصهيونية نشاطها الإرهابي في 22 يناير 1949، أي بعد 30 يوماً من انفجار اللغم في الدورية الإسرائيلية، فتولى إسحق رابين (وكان آنذاك ضابط عمليات البالماخ) قيادة هجوم مفاجئ وشامل على القرية عند الفجر، ونسفت القوات المهاجمة العديد من المنازل والمباني في القرية وبينها مصنع للثلج. وأسفر هذا الاعتداء عن مقتل 15 فلسطينياً من سكان القرية لقي معظمهم حتفه وهم في فراش النوم.
وتكمن أهمية ذكر مذبحة يازور في أن العديد من الشخصيات "المعتدلة" بين أعضاء النخبة الحاكمة في إسرائيل اشتركوا في هذه الجريمة. كما أن توقيت تنفيذ المذبحة يأتي عقب قيام الدولة. ولم يُكشف عن تفاصيل هذه المذبحة إلا عام 1981
مذبحة شرفات 7 فبراير 1951
في الثالثة من صبيحة يوم 7 فبراير عام 1951 وصلت ثلاث سيارات من القدس المحتلة إلى نقطة تبعد ثلاثة كيلو مترات ونصف عن خط السكة الحديدية جنوب غرب المدينة وتوقفت حيث ترجل منها نحو ثلاثين جندياً واجتازوا خط الهدنة وتسلقوا المرتفع باتجاه قرية شرفات الواقعة في الضفة الغربية والمطلة على القدس بمسافة تبعد نحو خمسة كيلو مترات.
وقطع هؤلاء الجنود الأسلاك الشائكة المحيطة بالمدينة وأحاطوا ببيت مختار القرية، ووضعوا عبوات ناسفة في جدرانه وجدران البيت المحاذي له، ونسفوهما على من فيهما، وانسحبوا تحت حماية نيران زملائهم التي انصبت بغزارة على القرية وأهلها. وأسفرت هذه المذبحة عن سقوط عشرة من القتلى: شـيخين وثلاث نسـاء وخمسة أطفال، كما أسفرت عن وقوع ثمانية جرحى جميعهم من النساء والأطفال
مذبحة بيت لحم 26 يناير 1952
في ليلة ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام لدى الطوائف المسيحية الشرقية، 26 يناير 1952، قامت دورية إسرائيلية بنسف منزل قريب من قرية بيت جالا على بُعد كيلو مترين من مدينة بيت لحم وأدى ذلك إلى استشهاد رب المنزل وزوجته.
وفي الوقت نفسه اقتربت دورية أخرى من منزل آخر، على بُعد كيلو متر واحد شمالي بيت لحم قريباً من دير الروم الأرثوذكسي في مار إلياس، وأطلقت هذه الدورية النار على المنزل وقذفته بالقنابل اليدوية فقُتل صاحبه وزوجته وطفلان من أطفالهما وجُرح طفلان آخران.
ودخلت دورية ثالثة في الليلة نفسها الأرض المنزوعة من السلاح في قطاع اللطرون، واجتازت ثلاثة كيلو مترات إلى أن أصبحت على بُعد خمسمائة متر من قرية عمواس فأمطرتها بنيران غريرة
مذبحة قرية فلمة 29 يناير 1953
هاجمت سرية معززة قوتها بين 120 إلى 130 جندياً قرية فلمة العربية الواقعة في الضفة الغربية، ودكت القرية بمدافع الهاون حيث هدمت بعض بيوتها وخلفت تسعة شهداء بين العرب فضلاً عن أكثر من عشرين جريحاً.
مذبحة مخيم البريج 28 أغسطس 1953
هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي مخيم البريج الفلسطيني في قطاع غزة حيث قتلت 20 شهيداً وجُرح 62 آخرون
مذبحة قلقيلية10 أكتوبر 1953
حرص أهل قلقيلية على جمع المال وشراء أسلحة وذخيرة للجهاد ضد الصهاينة، ولم تنقطع الاشتباكات بينهم وبين عدوهم. ولم يكتم الإسرائيليون غضبهم من فشلهم في كسر شوكة سكان القرية، حتى أن موشيه ديان قال في اجتماع له على الحـدود إثر اشـتباك في يونيه 1953 "سأحرث قلقيلية حرثاً".
وفي الساعة التاسعة من مساء العاشر من أكتوبر عام 1953 تسللت إلى قلقيلية مفرزة من الجيش الإسرائيلي تقدَّر بكتيبة مشاه وكتيبة مدرعات تساندهما كتيبتا مدفعية ميدان ونحو عشر طائرات مقاتلة، فقطعت أسلاك الهاتف ولغمت بعض الطرق في الوقت الذي احتشدت فيه قوة كبيرة في المستعمرات القريبة تحركت في الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه وهاجمت قلقيلية من ثلاثة اتجاهات مع تركيز الجهد الأساسي بقوة كتيبة المدرعات على مركز الشرطة فيها. لكن الحرس الوطني تصدى بالتعاون مع سكان القرية لهذا الهجوم وصمدوا بقوة وهو ما أدَّى إلى إحباطه وتراجُع المدرعات. وبعد ساعة عاود المعتدون الهجوم بكتيبة المشاه تحت حماية المدرعات بعد أن مهدوا للهجوم بنيران المدفعية الميدانية، وفشل هذا الهجوم أيضاً وتراجع العدو بعد أن تكبد بعض الخسائر.
شعر سكان القرية أن هدف العدوان هو مركز الشرطة فزادوا قوتهم فيه وحشدوا عدداً كبيراً من الأهالي المدافعين هناك. ولكنهم تكبدوا خسائر كبيرة عندما عاودت المدفعية القصف واشتركت الطائرات في قصف القرية ومركز الشرطة بالقنابل. وفي الوقت نفسه هاجم العدو الإسرائيلي مرة ثالثة بقوة وتمكَّن من احتلال مركز الشرطة ثم تابع تقدُّمه عبر الشوارع مطلقاً النار على المنازل وعلى كل من يصادفه. وقد استُشهد قرابة سبعين من السكان ومن أهل القرى المجاورة الذين هبوا للنجدة، هذا فضلاً عن الخسائر المادية الكبيرة
وكانت وحدة من الجيش الأردني متمركزة في منطقة قريبة من قلقيلية فتحركت للمساعدة في التصدي للعدوان غير أنها اصطدمت بالألغام التي زرعها الصهاينة فتكبدت بعض الخسائر، وقد قصفت المدفعية الأردنية العدو وكبدته بعض الخسائر، ثم انسحب الإسرائيليون بعد أن عاثوا بالقرية فساداً وتدميراً
زيارتكم لمدونتي وتعليقاتكم عليها شرف كبير لي
عشرات اليهود في إسرائيل يحيون ذكرى «مجزرة اللد» بحق الفلسطينيين
تجول عشرات المواطنين اليهود في اسرائيل نشطاء منظمة «زوخروت» في مدينة اللد بهدف التعرف على معاناة سكانها الفلسطينيين اليوم وفي فترة النكبة واحياء ذكرى ضحايا المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي سنة 1948. وفي حديث مع «الشرق الأوسط» قال ايتان بورشتاين، سكرتير المنظمة والمبادر للنشاط ان ما قام به وزملاؤه هو عبارة عن رسالة سلام الى أهل اللد الباقين فيها واللاجئين في الخارج على السواء. ونظم النشاط الليلة قبل الماضي، وشارك فيه حوالي خمسين شخصا من أعضاء «زوخروت»، أربعون منهم نشطاء سلام وفنانون من مختلف أنحاء اسرائيل. واستهلوا جولتهم بزيارة المسجد الذي وقعت فيه مذبحة اللد الشهيرة، فالتقوا مع مها النقيب، ابنة احدى العائلات المنكوبة. فروت كيف تمت المذبحة. وقالت ان الهدف كان ترحيل جميع الاهالي، حيث بلغ عددهم عشرين ألفا ومعهم عشرون ألفا آخر من مهجري يافا وغيرها من البلدات في المنطقة. فلم يبرحوا المدينة الا بعدما قامت قوات الاحتلال بذبح مجموعة من المواطنين لجأت الى المسجد. ويختلف المؤرخون في تحديد عدد ضحايا المذبحة، فهناك من يقول انهم 70 وهناك من يذكر الرقم 150 وحتى 200. وبقي المسجد مغلقا بأمر من السلطات الاسرائيلية حتى مطلع التسعينات، حيث سمحت للمسلمين بترميمه، وحين فتحوه صدموا باستمرار بقاء آثار دماء الشهداء على جدران المسجد الداخلية وأرضيته. فصوروها. وشاهد الزوار اليهود هذه الصور. ثم تجول اعضاء الوفد في الأحياء العربية المهملة في المدينة، وعندما مروا في الشارع الرئيسي المعروف اليوم باسم «شدروت تصاهل» (جادة جيش الدفاع الاسرائيلي) وضعوا لافتة باللغتين العربية والعبرية، أعادوا فيها للشارع اسمه الفلسطيني القديم «شارع صلاح الدين». وتحدث الى الزوار، ادوار طنوس وهو ايضا من أبناء عائلات الضحايا المسيحية فقال انه لم يبق من اهل اللد الأصليين سوى 1030 نسمة، أجبرتهم على ترك سكنهم الأصلي وحشرتهم السلطات داخل حي صغير ومنعتهم من مغادرته. سمي الحي بـ«الغيتو». يذكر ان القوات الاسرائيلية احتلت اللد في 10 يوليو (تموز) سنة 1948، أي بعد حوالي الشهرين من قيام اسرائيل، ولم تكن المدينة تشكل أي خطر. وأمر بترحيل الاهالي رئيس الوزراء، ديفيد بن غوريون، ونفذه عدد من كبار قادة الجيش الذين أصبحوا في ما بعد من كبار القادة السياسيين، مثل موشيه دايان، الذي أصبح رئيس أركان ووزير الدفاع ووزير خارجية، واسحق رابين، الذي احتل منصب رئيس أركان ثم رئيس حكومة ووزير دفاع، وييغال يدين، الذي أصبح رئيس أركان ونائب رئيس وزراء. يشار الى إن «زوخروت» تعني «تذكر» والمقصود تذكر النكبة. وهي تعمل منذ عدة سنوات على تعريف أكبر قدر من المواطنين اليهود على أحداث النكبة وذلك بالنشر بواسطة الإنترنت والمنشورات والزيارات ووضع اللافتات التي تعيد للمواقع أسماءها العربية. وقبل أسبوعين وضعت لافتات كهذه على أطلال بلدة مسكة، الواقعة على تلة تطل على ساحل البحر المتوسط على بعد 15 كيلومترا من مدينة طولكرم. وقبلها وضعت لافتة على أطلال القرى الفلسطينية الثلاث التي ابيدت سنة 1967: عمواس ويلو وبيت نوبا غرب رام الله، التي أقيم مكانها ملعب رياضي وحديقة قومية. وفي ذكرى قيام اسرائيل قامت هذه الحركة بمسيرة في تل أبيب للتذكير بالنكبة الفلسطينية. وقال بورشتاين عن أهداف هذه النشاطات «نحن أولا نهدف الى تعريف الجمهور اليهودي بالمعلومات عن وجود النكبة، فهذه المعلومات محجوبة عن المواطنين ويفرض عليها تعتيم. وثانيا نتيح للفلسطينيين الباقين في وطنهم الذين أصبحوا مواطنين في اسرائيل، ان يتكلموا. فالعديد منهم لم يجرؤ على رواية ما جرى. وثالثا نطلق رسالة سلام للاجئين الفلسطينيين مفادها اننا لم ننسهم ولن ننساهم، فلا بد ان يعرف الجمهور الاسرائيلي قصتهم».
وردا على سؤال حول «ماذا بعد هذه المعرفة» أجاب «دعنا نعرف أولا، فالمعرفة بحد ذاتها تفتح بابا للتفكير الجماعي حول الغبن الذي لحق بهؤلاء الناس وعندها نصل الى مرحلة التفكير في رحى إل أكثر من5000 معالجة ه ذا الغبن»
من المعروف أن الإرهاب الصهيوني اتخذ منذ نكبة فلسطين في عام 1948 "ولربما منذ المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897" وحتى يومنا هذا أشكالاً ووجوهاً متعددة ومختلفة لتحقيق أهدافه، فمن شن الحروب العدوانية الإجرامية الخاطفة إلى ممارسة عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية إلى المجازر والمذابح الجماعية التي باتت أوسمة عار تُعلقُ على صدور الإرهابيين الصهاينة وقادتهم كلّما شنّوا عدواناً أو مارسوا إرهاباً ضد العرب في هذا القطر أو ذاك. وقد جاءت مذبحة "قانا" الأولى لتشكل حلقة أخرى في مسلسل الإرهاب الصهيوني المتواصل ضد العرب من المحيط إلى الخليج، ودليلاً إضافياً دامغاً لعقلية الإرهاب المتجذرة في عقول وأذهان الصهاينة المتواجدين في الكيان المصطنع المُقام فوق أرض فلسطين وفي كل مكان من العالم. و"قانا" كما نعرف هي قرية لبنانية جنوبية وادعة، عانت كما عانى الجنوب خاصة ولبنان عامة من العدوان الصهيوني، ودفعت ضريبة الدم عندما كان العدو الصهيوني يقذف حمم براكين حقده على المواطنين الآمنين، ولم يشفع لأبنائها المسالمين لجوءهم إلى المقرات الدولية للاحتماء بها .

في ظل أجواء الذكرى الخامسة عشرة لمذبحة "قانا" الأولى التي ارتكبها الصهاينة بحق بعض اللبنانيين الأبرياء في جنوب لبنان، والتي شكلت محطة حزن وألم شديدين في سجل المعاناة العربية مع الإرهاب الصهيوني المتصف بالدونية والحقارة والحافل بالفاشية والوحشية والبربرية والذي مارسه الكيان العنصري في تل أبيب ولم يزل يمارسه بحق العرب بشتى الصنوف والألوان والأنماط التي وصلت في أحيان كثيرة إلى حد الإبادة الجماعية التي تتنافى مع القانون الدولي وأبسط القيم الأخلاقية والمفاهيم الإنسانية التي عرفها البشر على مدار العصور الغابرة، أرى أن المناسبة تستدعي منا وقفة تأملية نسترجع فيها الذكرى بما يسمح فيه المجال من التفاصيل الضرورية والهامة لاستنباط الدروس والعبر التي يمكن أن يُصار إلى ترسيخها في عقول وقلوب بناتنا وأبنائنا لتشكل جزءاً هاماً وحيوياً من الذاكرة العربية تستفيد منه الأجيال القادمة.
يوم ارتكب الصهاينة مذبحة "قانا" الأولى في الثامن عشر من نيسان 1996، كانوا يشنون حرباً عدوانية وهمجية على لبنان أطلقوا عليها تسمية "عناقيد الغضب" واستمرت سبعة عشر يوماً "بين الحادي عشر والسابع والعشرين من ذات الشهر" اضطروا صاغرين لإنهائها بموجب اتفاق لوقف النار سعوا إليه عبر وسطائهم الدوليين والإقليميين، بعد أن عجزوا عن تحقيق أي من الأهداف التي حددوها لها في اللحظات الأولى لبدئها. وكانت تلك الحرب في حينه الرابعة من نوعها في مسلسل الحروب العدوانية الصهيونية على لبنان، بعد اجتياح جنوبه وإقامة الشريط الحدودي العازل فيه في عام 1978 وغزوه وصولاً إلى عاصمته بيروت في عام 1982 واجتياح جنوبه مرة أخرى في عام 1993. واستناداً للمصادر اللبنانية المدونة فإن تلك الحرب الظالمة استهدفت 159 بلدة وقرية في جنوب لبنان وبقاعه الغربي.
وبالرجوع إلى تصريحات قادة الكيان الصهيوني التي سبقت وواكبت تلك الحرب والتي رصدها الإعلام العالمي بما فيه الإعلام الصهيوني يُستدل على أن قادة تل أبيب كانوا قد رسموا لحربهم العدوانية أهدافاً تلخصت بالآتي: الحد من عملية تآكل هيبة الجيش الصهيوني، والعمل على نزع سلاح المقاومة اللبنانية التي يتزعمها "حزب الله" أو في أقل تقدير تحجيمها وتقييد نشاطاتها العسكرية من خلال ممارسة أقصى الضغوط على الحكومتين اللبنانية والسورية لتحقيق هذا الهدف، ورفع معنويات عملاء الكيان من ضباط وجنود في "جيش لبنان الجنوبي" كانوا يعيشون حالة رعب وقلق وارتباك وخوف على المصير المتوقع لهم ولجيشهم الكرتوني، في ما لو تم التوصل إلى تسوية نهائية للوضع اللبناني في إطار تسوية للصراع الدائم بين العرب وكيان العدو جرى حديث مطول حولها بعد "مؤتمر مدريد" الذي انعقد في مطلع تسعينات القرن الماضي. وكان هؤلاء القادة بمن فيهم رئيس الحكومة في حينه الإرهابي يشمون بيريز ووزراء الحرب والخارجية والداخلية فيها قد أعلنوا على الملأ بأن الغاية التي ارتجوها من وراء شن تلك الحرب كانت العمل على تحقيق الأهداف سالفة الذكر، وصولاً إلى "تحقيق الأمن للمستوطنين اليهود في شمال فلسطين المحتلة وللجنود الصهاينة المحتلين آنذاك للشريط الحدودي المصطنع في جنوب لبنان.
ولربما أن بيريز قصد من وراء شن الحرب استعراض قوته أمام شعبه لاستعادة هيبة حكومته التي كانت تئن تحت وطأة انتقادات مكثفة وحادة من قبل مناوئيه السياسيين في الأحزاب الصهيونية الأخرى، بسبب ما قيل وقتذاك عن "خطوات خطاها باتجاه التفاهم مع بعض الأطراف العربية الرسمية"، خاصة وأنه كان يُعد العدة لانتخابات عامة في الكيان اللقيط،، لم يحصد من ورائها سوى خيبة الأمل!! فبعيد "تفاهم تموز" الذي تم التوصل إليه بصورة غير رسمية في أعقاب الاجتياح الثاني للجنوب في عام 1993 الذي اختار له الصهاينة تسمية "عملية تصفية الحسابات"، التزم طرفا الصراع بنأي المدنيين في كل من لبنان والكيان الصهيوني عن أذى وويلات المواجهات المسلحة بينهما. والتزم الجانب اللبناني المقاوم بهذا التفاهم وتحول عن مهاجمة شمال فلسطين المحتلة ليحصر مقاومته بتطهير الجنوب من دنس القوات التي احتلته في غزو 1982 الذي عُرف صهيونياً باسم "عملية تأمين الجليل".
ومع اشتداد ساعد المقاومة اللبنانية وتنامي قوتها وتعاظم جرأتها في مقارعة قوات الاحتلال الصهيونية التي كانت تجثم على صدر جزءٍ غالٍ من جنوب لبنان، انتابت كيان العدو المُغتصب حالة من الهستيريا وفقدان الأعصاب أعادته إلى طبيعته العدوانية من جديد فقام بخرق "تفاهم تموز" من خلال استئناف مهاجمة المدنيين اللبنانيين في عمليات استفزازية محدودة، تطورت تدريجياً لتتحول في ما بعد إلى حرب عدوانية حقيقية وشاملة. وقد استُدل المراقبون على الحالة الحرجة التي انتابت الكيان المسخ من عدد الطائرات والدبابات والآليات التي دفع بها إلى أرض المعركة وحجم ونوعية العتاد الحربي والذخيرة التي استعملها في تلك المعركة. فرغم صغر حجم القطاع الذي استهدفته الآلة الحربية الصهيونية الجهنمية في تلك الحرب وهو جنوب لبنان والبقاع الغربي، إلا أن الطائرات الحربية الصهيونية أميركية الصنع قامت بأكثر من 1500 طلعة جوية، أي بمعدل 90 طلعة في اليوم الواحد. وأطلقت الطائرات والدبابات ما يربو على 32 ألف صاروخ وقذيفة، أي بمعدل 1882صاروخ وقذيفة في اليوم. وبإجماع المراقبين العسكريين المحايدين فإن معظم الصواريخ والقذائف التي أطلقها الجيش الصهيوني في تلك الحرب العدوانية كانت محرمة دولياً، ويدفع اللبنانيون من أرواحهم ثمناً غالياً لها حتى اليوم.
وبفعل قسوة ووحشية تلك الحرب اضطر عدد كبير من سكان الجنوب إلى مغادرة بيوتهم واللجوء إلى مقار قوات الأمم المتحدة المتواجدة في منطقتهم طلباً للحماية والأمان، ومنها مقر الكتيبة الفيجية في بلدة "قانا". لكن في اليوم الثامن للحرب، أي يوم الثامن عشر من نيسان 1996، قامت القوات الصهيونية المجرمة بمهاجمة ذلك المقر الذي كان يأوي في داخله 800 لبنانياً بوابل من القذائف والصواريخ الفتاكة مما أدى إلى حدوث مذبحة بشرية هائلة ومروعة، إلى جانب ارتكابها مجازر ومذابح أخرى عديدة في مدن وقرى لبنانية متفرقة منها النبطية ومجدل زون وسحمر. وقد شملت الإبادة الجماعية الصهيونية في تلك الحرب مناطق لبنانية خارج الجنوب والبقاع الغربي. وأسفرت مذبحة "قانا" عن استشهاد 250 شخص منهم 110 من "قانا" وحدها. وكان بين الشهداء عدد من الجنود اللبنانيين والسوريين ومقاتلي "حزب الله". وقد بلغ العدد الإجمالي لجرحى المذبحة 368 جريحاً، غالبتهم من المدنيين العُزل، إلا من سترة الله تعالى.
وكالعادة بعد كل مجزرة أو مذبحة أو جريمة يرتكبونها بحق أبناء شعبنا العربي في هذا القطر أو ذاك، سارع الصهاينة الأشرار بعد شيوع أنباء المذبحة وتداولها في العناوين الرئيسية لوسائل الأنباء المختلفة في العالم إلى الادعاء بكل صلف ووقاحة بأن قصف مقر الكتيبة الفيجية حصل عن طريق الخطأ، ولم يكن مقصوداً"!! لكن جميع الأدلة والقرائن دحضت ادعاء الفُجار الكاذب. وعلى ما أذكر فإن الدليل الأول الذي ظهر حول تلك الجريمة النكراء كان فيلماً قام بتصويره أحد الهواة للمقر والمنطقة المحيطة به أثناء القصف بواسطة آلة تصوير فيديو أظهر في بعض لقطاته طائرة استطلاع صهيونية بدون طيار تحلق فوق المقر أثناء إمطاره بوابل من القذائف الصاروخية. وقد اعتاد الصهاينة على استخدام ذلك الطراز من الطائرات الاستطلاعية في حروبهم واعتداءاتهم العسكرية لتحديد الأماكن التي كانوا يستهدفونها بالقصف. ثم توالت بعد ذلك شهادات شهود العيان من أبناء الجنوب والعاملين في القوات التابعة للأمم المتحدة، الذين أقروا بمشاهدتهم طائرتين مروحيتين بالقرب من الموقع المنكوب.
وعندما حاول يشمون بيريز إلقاء تبعة المسؤولية على قوات الأمم المتحدة من خلال الادعاء بأنها لم تبلع حكومته أو قيادة قواته بوجود 800 مدني لبناني في المقر المستهدف، جاءه الرد سريعاً عبر تصريحات لمسؤولين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أكدوا فيها أنهم أخبروا تل أبيب مراراً بوجود تسعة آلاف لاجئ مدني لبناني في مقرات ومواقع تابعة للأمم المتحدة. كما أعلنوا على الملأ أن القوات الصهيونية الغازية وجهت نيران أسلحتها المختلفة نحو القوات الدولية والمنشآت التابعة للأمم المتحدة 242 مرة خلال الحرب، وأنهم نبَّهوها إلى اعتدائها على مقر القوات الفيجية في "قانا" أثناء القصف.
وحمّل تقرير صدر عن الأمم المتحدة بعد الحرب حكومة وجيش كيان العدو مسؤولية مذبحة "قانا"، باعتبار أن الصهاينة ارتكبوها عن سابق إصرار وترصد. وقد حاولت حكومتا واشنطن وتل أبيب عن طريق الضغط والإكراه والترغيب والترهيب إجبار الأمين العام للأمم المتحدة في حينه د. بطرس غالي على إبقاء مضمون التقرير طي الكتمان، إلا أنه أصر على القيام بالواجب الذي يفرضه عليه موقعه الدولي الرفيع فكشف عن مضمون الجزء الذي يُحّمِل الكيان الصهيوني مسؤولية تلك المذبحة. وبعد مُضي عام على ارتكاب المذبحة، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً دعت فيه كيان العدو إلى دفع تعويضات لأهالي الضحايا اللبنانيين الذين قضوا فيها، إلا أن حكام تل أبيب رفضوا الالتزام بذلك القرار. وقد أجمع المراقبون الدوليون في ما بعد على أن موقف العربي المصري د.بطرس غالي وقرار الجمعية العامة تسببا باعتراض واشنطن على التجديد لغالي مرة ثانية كأمين عام للأمم المتحدة وإصرارها على استبداله بالسويدي الإفريقي الأصل كوفي أنان.
مذبحة "قانا" كانت محطة محزنة ومؤلمة من محطات الإرهاب الصهيوني المتواصل بدم بارد ضد العرب عامة دون ما تمييز أو تفريق بين قطر وقطر ودين ودين ومذهب ومذهب وحتى عرق وعرق، منذ الاغتصاب الكبير الذي تتصادف ذكراه الثالثة والستون في الخامس عشر من شهر أيار القادم. وليس مقدراً لهذا الإرهاب الصهيوني المتكئ على دبلوماسية المدافع والقاذفات الصاروخية أن يتوقف أو ينحسر طالما أنه مترافق، بل متحالف، مع كل هذا الصمت العربي الرسمي المريب.
صحيح أن الصمت العربي مرافق، أو حليف في بعض الأحيان، للإرهاب الصهيوني الذي يمارسه كيان العدو هنا وهناك في الوطن العربي وبالأخص في فلسطين ولبنان، لكن الأصح هو أن التاريخ لا يكتبه الصمت بل الإرادة المقرونة بالكرامة.
مذبحة قانا وقضية الرهائن في جنوب لبنان
د. فيوليت داغر
في الأدب والأسطورة الشرقيين ، ترمز عناقيد العنب للسعادة والمحبة والصحة ، ولم يحدث أن استعملت كلمة العناقيد لا من قبل الجيش ولا من قبل المتطرفين على اختلافهم .
فمن وجهة نظر نفسية ، أرى في استعمال مصطلح ((عناقيد الغضب)) لوصف عملية عسكرية تستهدف العقاب الجماعي للمدنيين ، محصلة تفكير عصابي واضطراب في مقومات الشخصية قائم على الكره الأعمى للأخر ، مع الضرب بعرض الحائط بكل الأعراف والمواثيق الدولية طالما أن الآلة العسكرية الإسرائيلية تشعر في عنفوان قدرتها التقنية وتحوز على دعم الحكومة الأمريكية لها . هذا ما ساورني عندما بدأ الاعتداء الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان .
هذا الاعتداء الذي يصعب تصنيفه عقلانيا في نطاق العمليات العسكرية ذات الجدوى ، والذي تعطيه جملة المؤشرات المرافقة له سمة باثولوجية واضحة . ومن اللحظة التي تصبح فيها السياسة في إسرائيل ممارسة قائمة على الإنتاج العملي للحقد في صفوف المجتمع الإسرائيلي والمجتمع العربي في بان ، يصعب العثور على أي تعريف منطقي ومقنع لكلمة السلام عند الممسكين بزمام الأمور في هذا البلد . في كل محاكمة لوضع ما ، يضع المدافع عن حقوق الإنسان نصب عينية كلمات ثلاث : الشرعة والمشروعية والشرعية .
أما الشرعة الدولية لحقوق الإنسان ، أي جملة ما صدر من مواثيق دولية ضامنة لحقوق الإنسان منذ الإعلان العالمي لهذا الحقوق ، فقد صدرت لتؤكد على ما لجميع الأسرة البشرية من كرامة أصيلة فيهم ومن حقوق متساوية وثابتة . ويبدأ العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بالقول : ( لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها ) . وتشدد المادة الثالثة في المادة المشتركة في اتفاق جنيف الأربع الخاصة على تحريم ما يلي في كل وقت وفي كل مكان : الاعتداء على الحياة وسلامة الجسد ، أخذ الرهائن ، الاعتداء على كرامة الأشخاص ، وذلك بحق كل شخص لا يشارك مباشرة في الاعتداءات بما فيه العساكر الذين ألقوا سلاحهم . و هي روحاً و مضموناً ضد أي شكل من أشكال احتلال الأراضي و الاستيطان و الاعتداء على المدنيين في حالة الحرب أو جعل المدنيين هدفاً لعمليات عسكرية أو ضحية لإجراءات ردعية .
أما المشروعية ، فهي المحصلة المنطقية و الأخلاقية لجملة عوامل أعطت رد فعل بشري على انتهاك واضح وجسيم لحقوق الإنسان. بمعنى أننا و إن كنا ضد ممارسة العنف من حيث المبدأ ، إلا أن هذا المبدأ لا يجعلنا نضع الميليشيات الفاشية في فرنسا و المقاومة في سلة واحدة ، أو أن نخلط قوات الاحتلال بمن يقاوم الاحتلال في جنوب لبنان . فوجود قضايا عادلة مخنوقة بموازين قوى غير عادلة لا يمكن إلا أن يعطي أشكال مقاومة لا يمكن حسبان شكلها مسبقاً .
و أما الشرعية و الدولية منها ، لغياب أية اتفاقية إقليمية رسمية منذ رودس في مطلع الخمسينات ، فأهم معاييرها قرار مجلس الأمن 425 الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب الفوري و الشامل من جنوب لبنان . و بشأنه ، نسأل الدول الدائمة العضوية دون إطالة شرح: و ماذا لو كان القرار يتعلق بالعراق أو إيران و ليس إسرائيل ؟ لن أتعرض لوقائع مجزرة قانا ، فمن الحاضرين من عاش هذه المأساة ، و هو دون شك أقدر على وصف ما رأى . و لكن ما سأحاول فعله ، هو تحليل ما حدث من وجهة نظر اجتماعية نفسية من ناحية و جيوسياسية من ناحية أخرى ، أي في ظروف موافقة الصراع العربي الإسرائيلي على مبدأ تسوية سلمية لهذا الصراع .
في حالة الخوف ، يلجأ الأفراد إلى أكثر الأماكن أمناً . و مفهوم الأمن نسبي و مرتبط بالزمان و المكان . و قد تعارف الناس على وصف المكان الآمن هذا بالملجأ . و يأخذ الملجأ أهميته إما من اعتبارات معنوية أو من اعتبارات مادية أو كلاهما . فلجوء معارض سياسي إلى سفارة أجنبية يعطيه الحماية لأن للسفارة حصانة معنوية ، و لجوء السكان إلى أقبية الأبنية أثناء القصف يعطيهم حماية مادية نسبية . و يكتسب لجوء مواطني قانا العزل إلى ملجأ لدى قوات الأمم المتحدة بعداً رمزياً غاية في الأهمية . فرغم أنهم قد شاهدوا أو سمعوا كيف مرت الدبابات الإسرائيلية من قرب هذه القوات دون أن تحرك ساكناً في 1982 يوم احتلال بيروت ، و رغم أنهم يعرفون سقف و إطار مهمة قوات الأمم المتحدة ، إلا أنهم لم ييأسوا من صورة هذه المنظمة العالمية و حضورها ، و أرادوا ، بوعي أو بغير وعي ، أن يقنعوا أنفسهم ، بأن إسرائيل التي لا تلزم نفسها بأي قانون في علاقتها بالإنسان العربي ، ما زالت تحترم الأمم المتحدة بشكل أو بآخر ، و لن تتجاسر على ضرب المدنيين العزل الذين التجأوا لهذه الأخيرة .
و الإحساس الطبيعي الثاني ، هو الإحساس بالظلم و غياب العقوبة . و قد تجلى أيضاً هذا الإحساس من جديد في مجزرة قانا . فرغم استنفار بعض المثقفين الموالين لإسرائيل في الغرب للدفاع عن هذه المجزرة بحجة انتظار نتائج التحقيق و جرائم حزب اللـه ، و رغم الصورة التي سعى أحدهم بعطائها عن الجيش الإسرائيلي في فيلمه الأخير " تساحل " ، كانت الحقيقة أمر و أقسى من العبقرية الخطابية و الفنية ، و كذّب أطفال الجنوب بدمهم أسطورة الجيش المؤدب و المتحضر . و مع ذلك بقي الصمت العالمي المتواطئ أقوى من الجريمة . و لم ينجح للأسف ، حتى المدافعين عن حقوق الإنسان على الصعيد العالمي و لو في تنظيم حملة محدودة الأثر لمعاقبة المعتدي .
إن أي مدافع عن حقوق الإنسان ، خاض و يخوض معركة غياب العقاب في أكثر من خمسين بلداً في العالم ، يتألم لهذا الوضع الشاذ الذي يعطي المعتدي الإسرائيلي امتيازات على حساب الحقوق الإنسانية المعترف عليها عالمياً . ماذا بإمكاننا أن نقول نحن المدافعين عن حقوق الإنسان لأطفال جنوب لبنان إذا ما سألونا غداً : ماذا فعلت منظمات حقوق الإنسان العالمية من أجلنا . نعم ، كان فعلنا أقل من جسامة ما حدث . و ليس هناك أقسى من رمزية اللا عقاب في الوعي الجماعي لشعب .
أما على الصعيد الجيوسياسي ، فاختيار السلام له مستحقاته . و كلنا يعلم أن اتفاقيات كامب ديفيد لم تنجح في إقامة سلام مجتمعي بين مصر و إسرائيل . و ها نحن بعد أكثر من 13 عاماً نجد من الصعب على كاتب مصري أن يذهب إلى إسرائيل دون إدانة شبه عامة من الوسط الثقافي و الشعبي في مصر . و ذلك لأن إسرائيل و السادات أرادوا اتفاقية مفروضة من فوق و لم يكن لمن عارضها يومذاك من منبر سوى المعتقل . و السلام عملية تتجاوز الحكومات إلى الشعوب . و لو أخذنا مثل فرنسا و ألمانيا، نجد الدولتين قد خاضتا معركة بناء أوروبا بعد أقل من عشر سنوات على انتهاء الحرب الكونية الثانية . هناك خلل في تعامل إسرائيل مع الحقوق العربية من منظار الأمم المتحدة ، و ليس فقط من المنظار العربي . هذا الخلل لم توضع نهاية له إذا ما بقيت إسرائيل محكومة بسياسة الدولة المتفوقة عسكرياً . هذه السياسة القصيرة النظر و ذات الأبعاد الكارثية على مستقبل اليهود في المنطقة . فكيف يمكن لسياسي و المثقف أن يقنع ابن الشعب بأن شمعون بيريز رجل سلام يطمح لبناء شرق أوسط جديد مزدهر و هو يستقبل تباشير هذا الشرق الجديد بقصف الطائرات الإسرائيلية لمنزله ؟
و ما يزيد الطين بله ، هو آن إسرائيل لا ترد على السلطة الوطنية الفلسطينية أو على الحكومة اللبنانية عندما تقوم بعملياتها الانتقامية و تخلط عمداً بين الدولة و الميليشيا و المجتمع و فئة مسلحة منه . إنها تتناسى أن للدولة مفهوم اعتباري و حقوقي مهما كانت درجة العسف التي تمارسها ، و هذا المفهوم يقوم على جملة التزامات داخلية و خارجية . و لعل من أهم الالتزامات المعاصرة ، المعاهدات الناجمة عن آلام و مآسي الحرب العالمية الثانية و المعروفة بقوانين الحرب و التي تحظر هجمات الردع ضد السكان المدنيين و تمنع أعمال الانتقام ضد الأشخاص المحميين و ممتلكاتهم و منع التوقيف العشوائي للسكان و نقلهم للبلد المحتل " المادة 51 "6" من البروتوكول الأول و المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة " . و ليس من المقبول قانونياً و منطقياً وضع الدولة و المليشيا في موقع اعتباري واحد ، و إن كانت الالتزامات الإنسانية واحدة .
قال عقيد في الجيش الإسرائيلي لمراسل النيويورك تايمز : " في جنوب لبنان ، لا أحد باستثناء اللـه القدير يمكنه ايقافك ( أي ايقاف الجيش الإسرائيلي عن عمل ما يشاء ) . السؤال الوحيد الذي تطرحه على نفسك ( كجندي أو كجيش إسرائيل ) و أنت في طريقك لنسف بيت أحدهم هو هل ستستعمل خمسين أو 25 كيلو ديناميت " ( النيويورك تايمز 31/3/1996 ) .
هل يمكن أن نقبل ضمن المفهوم الحقوقي للدولة أن تلخص هذه الجملة ممارسات ضباطها ، خاصة إن كانت الدولة المعنية ثاني قوة عسكرية في حوض المتوسط و تنال منحى عسكرية أمريكية سنوية قيمتها 1.8 مليار دولار ؟
لقد عرف جنوب لبنان الأشكال الأساسية لعنجهية القوات الإسرائيلية . فقطاع هام منه محتل ، و القطاع الآخر رهينة للقصف و هدم البيوت و المحاصيل و خطف الأشخاص و القتل و التهجير الجماعي المؤقت و التهجير المتتابع للبنى التحتية . و إن كان سجن الخيام يعطي الرمز الأقسى للاحتلال ، فالمدنيون يشكلون الرهينة الجماعية لسياسة المحتل الإسرائيلي . و يكفي استرجاع صور عمليتي " تحميل المسؤولية " (1993) و " عناقيد الغضب " ( 1996 ) و الاعتداءات الإسرائيلية بينهما مع ما وقع من ضحايا ، لأدرك ما نعنيه بالرهينة أي الأشخاص الذي لا يشاركون مباشرة في العمل العسكري و الذي يحاول عبرهم أحد أطراف الصراع تغيير ميزان القوى معين دون أي اعتبار آخر .
يخرج لبنان الجريح من حروب داخلية و خارجية قاسية تركت بصماتها في كل شبر من أرضه و كل خلية من خلايا أبناءه . فما من بيت إلا و فيه أسير أو مخطوف أو فقيد أو مفقود أو مهجر أو مهاجر . و إن كان هم إعادة البناء هم مشترك ، فكرامة الإنسان بعد كل ما حدث تبقى الهاجس الأكبر ، فوحده الإنسان المواطن الذي يعتبر نفسه أغلى قيمة و يعتبره وطنه كذلك قادر على خوض معركة لبنان الجديد الديمقراطي و الإنساني . إن أي اعتداء خارجي على حقوق الإنسان في هذا البلد جريمة مضاعفة ، لأنها اعتداء على شخص جريح و بلد جريح ، و ليس في العالم مذهب أو شرعة تبيح الاعتداء على جريح .
في مطلع الستينات ، قامت إسرائيل بمحاكمة ايشمان ، المجرم النازي المسؤول عن تصفيات جماعية مخيفة لليهود في محاكمة لا يمكن إلا أن نصفها بالعادلة .. و مهما كان تعريفنا و موقفنا من عمليات المقاومة الإسلامية ، ألا يحق لنا أن نتساءل لماذا لا تقوم إسرائيل بمحاكمة المقاومين محاكمة عادلة و التوقف عن سياسة الخطف و الاغتيال و العقاب الجماعي المناهضة لكل فالأعراف الإنسانية . ربما يخشى القاضي الإسرائيلي أن يتحول في عيون العالم إلى متهم ؟
خلال 48 سنة من تاريخ إسرائيل ، كانت غاية حكامها إقناع العالم بالاعتراف بدولتهم ، لكن ألا يتطلب الاعتراف بأي دولة أن يتوقف حكامها عن التصرف كعصابة ؟ و هل ينسى اليوم من اضطهد بالأمس معاناته عندما كان الاضطهاد بأبشع أشكاله يمارس بحقه ؟ أم أنه يحاول ضعف واستضعافاً إلى استضعاف؟ معالجة آثار ذلك على تكوينه النفسي باللجوء لنفس الأساليب باضطهاد ضحاياه يفرغ فيهم كل شحنات العدوانية الكامنة لديه و الممزوجة بالخوف منهم ؟ إنه يتناسى كما يبدو أن تحول الضحية إلى جلاد قاعدة تتكرر كلما جاوز القهر حد الاحتمال . مفكرة الاسلام: على الرغم من اتفاقيات السلام العديدة الموقعة بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، والتي كانت تهدف كلها في المقام الأول، لوقف العمليات الفدائية ضد اليهود، وتحجيم المقاومة الإسلامية، إلا أن ذلك لم يوقف أبدًا عجلة الانتفاضة، والتي بدأت في الاشتعال مرة أخرى بعد الزيارة الشهيرة لشارون، والتي دنس فيها المسجد الأقصى بأقدامه النجسة، فانتفض الفلسطينيون ضد الصهاينة للمرة الثانية سنة 1421هـ، ومن يومها والعمليات الفدائية تتوالى، والشهداء يسقطون، وبدأ موسم المجازر اليهودية السنوية للشعب الأعزل.قام الفلسطينيون بتوجيه ضربات موجعة وقوية للصهاينة، على الرغم من قيام السلطة الفلسطينية بتعطيل وإحباط الكثير من العمليات الفدائية ضد إسرائيل عملاً ببنود اتفاقيات السلام، وكان الرد الإسرائيلي من جنس العمليات قويًا شاملاً، يقع على المدنيين أكثر من المجاهدين، ولكن ذلك كله لم يمنع الشعب الفلسطيني من مواصلة الجهاد.وفي شهر ذي الحجة سنة 1422هـ ـ مارس 2002 قام المجاهدون بتوجيه عدة ضربات عنيفة وجريئة ضد اليهود، أدت لجنون شارون ووزير دفاعه موفاز، فشنوا حربًا شاملة بكافة الأسلحة الثقيلة، وقام الجيش الإسرائيلي بمحاصرة المخيمات الفلسطينية في غزة ونابلس ورام الله وضربها بالطائرات، وفي نفس الشهر انعقدت القمة العربية ببيروت، وفيها قام العرب بطرح مبادرة السلام العربية مع اليهود، فجاء الرد اليهودي على المبادرة بعد يومين فقط باقتحام بيت لحم وقصف مقر عرفات، ومحاصرة مخيم جنين حيث جرت فصول مأساة مروعة.
توحدت فصائل المقاومة داخل هذا المخيم وصمدوا صمود الأبطال أمام الجيش اليهودي الذي ضرب حصارًا شديدًا على المخيم المكتظ بالسكان، وأوقع المجاهدون خسائر جسيمة باليهود؛ حيث قتلوا 13 جنديًا إسرائيليًا، وقام موفاز وزير الدفاع بعزل قائد الحصار وأشرف بنفسه على حصار المخيم وظل المخيم صامدًا، ثم جاء كبيرهم شارون وأشرف على الحصار ونصحهم بأخذ النساء والأطفال رهائن من أجل أن يستسلم المجاهدون، وظل الحصار والقتال دائرًا لأكثر من أسبوعين، والطائرات الإسرائيلية تقصف المخيم، وفي النهاية نفدت ذخائر المجاهدين، ودخل الصهاينة المخيم دخول الكلاب المسعورة والحيوانات المفترسة في يوم 20 محرم 1423 ـ 3 أبريل 2002 وقاموا بهدم المنازل على رؤوس سكانها، وذبح أعداد كبيرة من الناس، وقد أطلقوا لأحقادهم العنان، ومنعوا دخول سيارات الإسعاف والمصورين للمخيم حتى انتهوا من المجزرة المروعة وأخفوا معالمهم وأدخلوا الحاخامات الصهاينة لنقل جثث المجاهدين، لتدفن في صحراء النقب، بدعوى أن جنين أرض يهودية لا يدفن فيها غير اليهود، ومات كثير من الجرحى الذين لم يجدوا الإسعافات اللازمة، وانتهت المجزرة بمقتل قرابة الألفين من المسلمين، الذين لا بواكي لهم.
مجزرة جنين هو اسم يطلق على عملية التوغل التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جنين في الفترة من 1 إلى 12 أبريل/نيسان 2002. وتشير مصادر الحكومة الإسرائيلية وقوع معركة شديدة في جنين، مما اضطر جنود الجيش الإسرائيلي إلى القتال بين المنازل. بينما تشير مصادر السلطة الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات دولية أخرى أن القوات الإسرائيلية أثناء إدارة عملياتها في مخيم اللاجئين قامت بارتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية، والاستخدام غير المتناسب للقوة، وعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب، ومنع العلاج الطبي والمساعدة الطبية [1].
وقد كانت هذه العملية ضمن عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، أعقبت تنفيذ عملية تفجير في فندق في مدينة نتانيا، وقد هدفت عملية الاجتياح القضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تقاوم الاحتلال، وكانت جنين وبلدة نابلس القديمة مسرحاً لأشرس المعارك التي دارت خلال الاجتياح، حيث قرر مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين محاربة القوات الإسرائيلية حتى الموت، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر جسيمة في صفوف القوات الإسرائيلية، ومن ثم قامت باجتياح مخيم جنين في محاولة للقضاء على المجموعات المقاتلة حيث تم قتل واعتقال الكثير منهم، كما قامت القوات الإسرائيلية بعمليات تنكيل وقتل بحق السكان - حسب المصادر الفلسطينية ومعظم المصادر الأخبارية العالمية المحايدة والجمعيات الدولية أدى إلى سقوط العشرات، فيما حملت إسرائيل المقاتلين الفلسطينيين مسؤولية تعريض حياة المدنيين للخطر.[1].نتائج المعركةوقد قتل في هذه المعركة بحسب تقرير الأمم المتحدة 58 فلسطينيا [1]، واعترف الجانب الإسرائيلي بمقتل 23 من جنودة قتل منهم 14 في يوم واحد 12 منهم في كمين للمقاتلين الفلسطينيين الذين يقولون ان العدد أكبر من ذلك بكثير، حيث يصل العدد المتوقع الى 55 حسب شهود العيان، و من الذين شهدوا المعركة واكدوا على وقوعها: لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، منظمة العفو الدولية، تيري رود لارسن - منسق الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، الوفد البرلماني الحزبي الأوروبي، ووفد (الأدباء والمفكرين العالميين) الذي يمثل (البرلمان العالمي للكتّاب). وهو وفد يضم شخصيات ثقافية وأدبية عالمية مثل: الروائي الأمريكي راسل بانكس، ورئيس البرلمان العالمي للكتاب وول سوينكا، الحائز جائزة نوبل للآداب، ورئيس البرلمان السابق البرتغالي خوسيه ساراماغو، الحائز - كذلك - جائزة نوبل للآداب، وبي داوو الصيني وهو أحد مؤسسي برلمان الكتاب، والشاعر والروائي برايتن برايتناخ (جنوب أفريقيا)، وكرستيان سالمون (فرنسا)، وفيشنزو كونولو (إيطاليا)، وخوان غويتسولو (اسبانيا).
[عدل] أقوال بعض الشهود
ومن ضمن روايات الشهود المحايدين على هذه المعركة، قال خوسيه ساراماغو بعد زيارته للمخيم ابّان المعركة: «كل ما اعتقدت أنني أملكه من معلومات عن الأوضاع في فلسطين قد تحطم، فالمعلومات والصور شيء، والواقع شيء آخر، يجب أن تضع قدمك على الأرض لتعرف حقاً ما الذي جرى هنا.. يجب قرع أجراس العالم بأسره لكي يعلم.. ان ما يحدث هنا جريمة يجب أن تتوقف.. لا توجد أفران غاز هنا، ولكن القتل لا يتم فقط من خلال أفران الغاز. هناك أشياء تم فعلها من الجانب الإسرائيلي تحمل نفس أعمال النازي أوشفيتس. انها أمور لا تغتفر يتعرض لها الشعب الفلسطيني».
وقال راسل بانكس رئيس البرلمان العالمي للكتاب : «ان الساعات التي قضيتها في فلسطين حتى الآن حفرت في ذاكرتي مشاهد لن أنساها أبداً.. عندما اجتزنا الحاجز أحسست بأن الباب أغلق خلفي واني في سجن. إن جميع أعضاء الوفد متأكدون أنه سيتم اتهامهم بـ (اللاسامية) خصوصاً في الولايات المتحدة. لكن هذا لا يخيفنا. يجب أن نرفض هذا النوع من (الإرهاب الثقافي) الذي يدعي أن توجيه الانتقادات للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين هو نوع من معاداة السامية».
أما خوان غويتسولو فقد قال: «كيف يفسر حق الدفاع عن النفس بأنه إرهاب، والإرهاب دفاع عن النفس!! إني أستطيع أن أعدد دولاً تمارس الإرهاب، وإسرائيل هي احدى هذه الدول. يجب أن نخرج أنفسنا من الكليشهات، وألا نساوي بين القاتل والضحية، بين القوة المحتلة والشعب الذي يرزح تحت الاحتلال ويقاومه. ونحن ممثلو شعوبنا غير المنتخبين. وعل ل ينا أن ننقل بأمانة ما تشاهده أعيننا، وتحسه قلوبنا».
وعلى سان رود تيري لارسن منسق الأمم المتحدة في الشرق الأوسط: ان الوضع في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين مذهل ومروع لدرجة لا تصدق، إن الروائح الكريهة المنبعثة من الجثث المتحللة تحوم في أنحاء المخيم، يبدو كما لو أنه (أي المخيم) تعرض لزلزال، شاهدت فلسطينيين يخرجون جثثا من بين حطام المباني المنهارة، منها جثة لصبي في الثانية عشرة من عمره، أنا متأكد بأنه لم تجر عمليات بحث وإنقاذ فعلية.
لنت حركة حماس أنه سيتم تشييع جثمان ياسين لمثواه الأخير في الساعة 12:30 ظهرا بالتوقيت المحلي.
ومن جانبها أكدت مصادر طبية فلسطينية أن 16 شخصا قد أصيبوا في القصف، من بينهم اثنان من أبناء ياسين.
وفي أعقاب الإعلان عن مقتل ياسين، قام عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالتدفق إلى شوارع مدينة غزة، بينم قام مسلحون فلسطينيون بإطلاق دفعات متتالية من أسلحتهم في الهواء متوعدين إسرائيل بالانتقام.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنّ متظاهرين فلسطينيين قاموا بالاشتباك مع الحرس الخاص بإحدى المستوطنات في منطقة خان يونس.
وكانت مصادر أمنية فلسطينية وأخرى من حركة حماس، قد أعلنت في وقت سابق أنّ الشيخ أحمد ياسين زعيم الحركة، قتل مع آخرين، في هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف سيارته، الاثنين، بعد خروجه من أحد المساجد بعد أن ادّى صلاة الفجر.
وأصابت ثلاث قذائف سيارة ياسين والسيارات التي كانت تحمل حرّاسه.
ويعتبر الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، أكبر شخصية من هذه الحركة يتمّ استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي.
وهذه هي المرة الثانية التي يتمّ فيها استهداف ياسين من قبل الجيش الإسرائيلي في ظرف أشهر، حيث أصيب، في محاولة فاشلة لقتله، بجروح في هجوم سابق في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقد تدفق عشرات الآلاف من أعضاء، ومؤيدي حركة حماس إلى شوارع المدينة فور الإعلان عن مقتل ياسين مرددين شعارات عديدة ومطالبين بـ "الإنتقام".
ومن جانبها دانت السلطة الفلسطينية قتل الشيخ أحمد ياسين، وقال رئيس الوزراء في السلطة أحمد قريع إنّه "عمل مجنون وخطير للغاية وهو يفتح الباب على مصراعيه أمام الفوضى فياسين معروف باعتداله وكان يسيطر على حماس ومن ثم فإن هذا عمل خطير وجبان."
في تلك الأثناء، توعد ناشطو حماس "بانزال الموت بكل منزل" في إسرائيل.
وقال مقاتلون من حماس عبر مكبرات الصوت في شوارع غزة "إنّ الشيخ أحمد ياسين يرقد في سلام وهم لن ينعموا بالراحة أبدا."
وقالوا إنهم سيرسلون الموت إلى كل بيت وكل مدينة وكل شارع في إسرائيل.
ومن الجانب الإسرائيلي، قال زئيف بويم نائب وزير الدفاع إنّ الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي قتل في هجوم صاروخي إسرائيلي كان من بين "المستهدفين بالقتل."
وقال بويم للاذاعة الإسرائيلية إن "ياسين والآخرين كانوا وراء الإطار العملي للإرهاب في قطاع غزة."
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال موشي يعلون أعلن في يناير/كانون الثاني، أنّ مؤسس حركة المقاومة الإسلامية الشيخ أحمد ياسين يعتبر هدفا لعملية تصفية.

وأضاف يعلون في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية أن حكومة بلاده لن تميز في عمليات التصفية التي تنفذها بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية لحماس.

غير أن الشيخ ياسين قال إنه ما دامت "إسرائيل تحتل الأرض فإن الجهاد واجب على كل المسلمين نساء ورجالا", موضحا "أنه لا يخاف الموت بل يطلب الشهادة."
الدكتور الرنتيسي
أجهش المصلون في مساجد غزة بالبكاء، بعد الانتهاء من أدائهم لصلاة العشاء، إثر شيوع نبأ اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" واثنين من مرافقيه، في قصف سيارته، في أحد شوارع مدينة غزة.
ولم يكن المصلون يعرفون بتعرض الرنتيسي لعملية الاغتيال، حيث وقعت العملية أثناء أدائهم لصلاة العشاء. وبعد انتهاء الصلاة تسرب الخبر إلى المصلين، الذين أجهشوا بالبكاء وتضرعوا بالدعاء إلى الله أن يحمي الشعب الفلسطيني وقادته، وأن يقبل الدكتور الرنتيسي شهيدا.
وخرجت مسيرات بشكل عشوائي من كافة مساجد غزة، وتوجهت إلى مشفى الشفاء في المدينة، وإلى منزل الدكتور الرنتيسي، فيما عمت حالة الاستنفار الشديد في المدينة، وسادت حالة من الغضب.
من فاجعة لفاجعة
لم يفق الفلسطينيون بعد من فاجعة اغتيال الشيخ ياسين في 22 آذار (مارس) الماضي، حتى فجعوا مرة أخرى باغتيال الدكتور الرنتيسي، الذي لا تقل شعبيته عن شعبية الشيخ ياسين، لاسيما بين صفوف أبناء حركة "حماس"، حيث أغمي على عدد كبير منهم في مشفى الشفاء، بعد تأكيد نبأ استشهاد الرنتيسي.
واختلطت مشاعر الحزن بالفرح في نفوس المواطنين، الذين توافدوا إلى مشفى الشفاء فور سماعهم نبأ تعرض الدكتور الرنتيسي لعملية اغتيال، حيث هتفوا فرحا حينما قيل إنه لم يستشهد، ولكن سرعان ما تحول هذا الفرح إلى حزن شديد وغضب، إثر الإعلان عن وفاة الرنتيسي متأثرا بجراحه.
فقد خرجت المسيرات في شوارع مدينة غزة تجوبها وهي تتوعد بالثأر والانتقام لاستشهاد قائد "حماس" وفي غزة، ومن قبله الشيخ ياسين زعيم الحركة ومؤسسها.
"صقر حماس" وفارسها يترجل
وكان الدكتور الرنتيسي لا يخشى الاغتيال، لاسيما وأنه وضع على رأس قائمة المطلوبين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل نحو عشرة أشهر، وكان دائما يقول إنه يتمنى الشهادة، ولكنه كان عميق الإيمان بأن لكل أجل كتاب.
كما عرف الدكتور الرنتيسي بمواقفه الصلبة لدرجة، أنه كان يفضل للبعض أن يطلق عليه لقب "الطبيب الثائر"، أو"صقر حماس". لكن الفارس الذي ترجل بعد جهاد طويل، كان لينا مع إخوانه في "حماس" لا يقطع أمرا من دون مشاورتهم، لدرجة أن الدكتور الرنتيسي قال قبل حوالي ثلاثة أسابيع، في حفل تأبين الشيخ ياسين في الجامعة الإسلامية "إلى الذين يخشون الدكتور الرنتيسي، نقول لهم اطمئنوا فالقرار في حماس قرار جماعي والقيادة جماعية".
وكان عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي قد ولد في 23 تشرين أول (أكتوبر) /1947 في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، حيث لجأت أسرته بعد حرب العام 1948 إلى قطاع غزة، واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمره وقتها 6 شهور. ونشأ الرنتيسي بين 9 أخوة وأختين.
والتحق عبد العزيز الرنتيسي في سن السادسة بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وقد اضطرته ظروف عائلته الصعبة إلى العمل وهو في سن السادسة ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة. ورغم ذلك كان الشهيد متميزاً في دراسته، حيث أنهى الدراسة الثانوية عام 1965، وتوجه إلى مدينة الإسكندرية المصرية ليلتحق بجامعتها ليدرس الطب فيها. وأنهى الشهيد دراسته الجامعية بتفوق، وتخرج عام 1972، وعاد إلى قطاع غزة. وبعد عامين عاد إلى الإسكندرية ليحصل على الماجستير في طلب الأطفال. وفي العام 1976 عاد للقطاع ليعمل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر، (وهو المركز الطبي الرئيسي في خان يونس). والدكتور الرنتيسي متزوج وأب لستة أبناء اثنين من الذكور، وأربع من الإناث.
سيرته النضالية
شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هئية إدارية في المجمع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء)، والهلال الأحمر الفلسطيني. وعمل في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً، يدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
وقد اعتقل الرنتيسي عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، وفي 5 كانون ثاني (يناير) 1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً. وأسس والشيخ أحمد ياسين وثلة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام 1987.
وفي 4 شباط (فبراير) 1988 عادت قوات الاحتلال لتعتقله، حيث ظل محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام، على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال. وأطلق سراحه في 4 أيلول (سبتمبر) عام 1990. وفي 14 كانون أول (ديسمبر) 1990 اعتقل مرة أخرى إدارياً، وظل في الاعتقال الإداري لمدة عام.
في 17 كانون أول (ديسمبر) 1992 أبعد مع 400 من نشطاء وكوادر حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز هناك ناطقا رسميا باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور، في جنوب لبنان، لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم، وتعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الإسرائيلي، ونجحوا في ذلك.
وقد اعتقلته سلطات الاحتلال فور عودته من مرج الزهور، وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية عليه حكماً بالسجن، حيث ظل محتجزاً حتى أواسط العام 1997.
من سجون الاحتلال إلى سجون السلطة
خرج من المعتقل ليباشر دوره في قيادة "حماس"، التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني، وعن مواقف الحركة، ويشجّع على النهوض من جديد.
وقد اعتقلته السلطة الفلسطينية بعد أقل من عام من خروجه من سجون الاحتلال، وذلك بتاريخ 10 نيسان (أبريل) 1998، وأفرج عنه بعد 15 شهراً، بسبب وفاة والدته، وهو في المعتقلات الفلسطينية، ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات، ليفرَج عنه، بعد أن خاض إضراباً عن الطعام، وبعد أن قُصِف المعتقل الذي كان فيه من قبل طائرات إسرائيلية، وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهرالدكتور الرنتيسي
أجهش المصلون في مساجد غزة بالبكاء، بعد الانتهاء من أدائهم لصلاة العشاء، إثر شيوع نبأ اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" واثنين من مرافقيه، في قصف سيارته، في أحد شوارع مدينة غزة.
ولم يكن المصلون يعرفون بتعرض الرنتيسي لعملية الاغتيال، حيث وقعت العملية أثناء أدائهم لصلاة العشاء. وبعد انتهاء الصلاة تسرب الخبر إلى المصلين، الذين أجهشوا بالبكاء وتضرعوا بالدعاء إلى الله أن يحمي الشعب الفلسطيني وقادته، وأن يقبل الدكتور الرنتيسي شهيدا.
وخرجت مسيرات بشكل عشوائي من كافة مساجد غزة، وتوجهت إلى مشفى الشفاء في المدينة، وإلى منزل الدكتور الرنتيسي، فيما عمت حالة الاستنفار الشديد في المدينة، وسادت حالة من الغضب.
من فاجعة لفاجعة
لم يفق الفلسطينيون بعد من فاجعة اغتيال الشيخ ياسين في 22 آذار (مارس) الماضي، حتى فجعوا مرة أخرى باغتيال الدكتور الرنتيسي، الذي لا تقل شعبيته عن شعبية الشيخ ياسين، لاسيما بين صفوف أبناء حركة "حماس"، حيث أغمي على عدد كبير منهم في مشفى الشفاء، بعد تأكيد نبأ استشهاد الرنتيسي.
واختلطت مشاعر الحزن بالفرح في نفوس المواطنين، الذين توافدوا إلى مشفى الشفاء فور سماعهم نبأ تعرض الدكتور الرنتيسي لعملية اغتيال، حيث هتفوا فرحا حينما قيل إنه لم يستشهد، ولكن سرعان ما تحول هذا الفرح إلى حزن شديد وغضب، إثر الإعلان عن وفاة الرنتيسي متأثرا بجراحه.
فقد خرجت المسيرات في شوارع مدينة غزة تجوبها وهي تتوعد بالثأر والانتقام لاستشهاد قائد "حماس" وفي غزة، ومن قبله الشيخ ياسين زعيم الحركة ومؤسسها.
"صقر حماس" وفارسها يترجل
وكان الدكتور الرنتيسي لا يخشى الاغتيال، لاسيما وأنه وضع على رأس قائمة المطلوبين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل نحو عشرة أشهر، وكان دائما يقول إنه يتمنى الشهادة، ولكنه كان عميق الإيمان بأن لكل أجل كتاب.
كما عرف الدكتور الرنتيسي بمواقفه الصلبة لدرجة، أنه كان يفضل للبعض أن يطلق عليه لقب "الطبيب الثائر"، أو"صقر حماس". لكن الفارس الذي ترجل بعد جهاد طويل، كان لينا مع إخوانه في "حماس" لا يقطع أمرا من دون مشاورتهم، لدرجة أن الدكتور الرنتيسي قال قبل حوالي ثلاثة أسابيع، في حفل تأبين الشيخ ياسين في الجامعة الإسلامية "إلى الذين يخشون الدكتور الرنتيسي، نقول لهم اطمئنوا فالقرار في حماس قرار جماعي والقيادة جماعية".
وكان عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي قد ولد في 23 تشرين أول (أكتوبر) /1947 في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، حيث لجأت أسرته بعد حرب العام 1948 إلى قطاع غزة، واستقرت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمره وقتها 6 شهور. ونشأ الرنتيسي بين 9 أخوة وأختين.
والتحق عبد العزيز الرنتيسي في سن السادسة بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وقد اضطرته ظروف عائلته الصعبة إلى العمل وهو في سن السادسة ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة. ورغم ذلك كان الشهيد متميزاً في دراسته، حيث أنهى الدراسة الثانوية عام 1965، وتوجه إلى مدينة الإسكندرية المصرية ليلتحق بجامعتها ليدرس الطب فيها. وأنهى الشهيد دراسته الجامعية بتفوق، وتخرج عام 1972، وعاد إلى قطاع غزة. وبعد عامين عاد إلى الإسكندرية ليحصل على الماجستير في طلب الأطفال. وفي العام 1976 عاد للقطاع ليعمل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر، (وهو المركز الطبي الرئيسي في خان يونس). والدكتور الرنتيسي متزوج وأب لستة أبناء اثنين من الذكور، وأربع من الإناث.
سيرته النضالية
شغل الدكتور الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هئية إدارية في المجمع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة (نقابة الأطباء)، والهلال الأحمر الفلسطيني. وعمل في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً، يدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
وقد اعتقل الرنتيسي عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، وفي 5 كانون ثاني (يناير) 1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً. وأسس والشيخ أحمد ياسين وثلة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام 1987.
وفي 4 شباط (فبراير) 1988 عادت قوات الاحتلال لتعتقله، حيث ظل محتجزاً في سجون الاحتلال لمدة عامين ونصف العام، على خلفية المشاركة في أنشطة معادية للاحتلال. وأطلق سراحه في 4 أيلول (سبتمبر) عام 1990. وفي 14 كانون أول (ديسمبر) 1990 اعتقل مرة أخرى إدارياً، وظل في الاعتقال الإداري لمدة عام.
في 17 كانون أول (ديسمبر) 1992 أبعد مع 400 من نشطاء وكوادر حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي إلى جنوب لبنان، حيث برز هناك ناطقا رسميا باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة في منطقة مرج الزهور، في جنوب لبنان، لإرغام سلطات الاحتلال على إعادتهم، وتعبيراً عن رفضهم قرار الإبعاد الإسرائيلي، ونجحوا في ذلك.
وقد اعتقلته سلطات الاحتلال فور عودته من مرج الزهور، وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية عليه حكماً بالسجن، حيث ظل محتجزاً حتى أواسط العام 1997.
من سجون الاحتلال إلى سجون السلطة
خرج من المعتقل ليباشر دوره في قيادة "حماس"، التي كانت قد تلقّت ضربة مؤلمة من السلطة الفلسطينية عام 1996، و أخذ يدافع بقوة عن ثوابت الشعب الفلسطيني، وعن مواقف الحركة، ويشجّع على النهوض من جديد.
وقد اعتقلته السلطة الفلسطينية بعد أقل من عام من خروجه من سجون الاحتلال، وذلك بتاريخ 10 نيسان (أبريل) 1998، وأفرج عنه بعد 15 شهراً، بسبب وفاة والدته، وهو في المعتقلات الفلسطينية، ثم أعيد للاعتقال بعدها ثلاث مرات، ليفرَج عنه، بعد أن خاض إضراباً عن الطعام، وبعد أن قُصِف المعتقل الذي كان فيه من قبل طائرات إسرائيلية، وهو في غرفة مغلقة في السجن المركزي، لينهي بذلك ما مجموعه 27 شهراً في سجون السلطة الفلسطينية.
حاولت السلطة الفلسطينية بعد ذلك اعتقاله مرتين، ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.
وفي العاشر من حزيران (يونيو) 2003 نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في هجوم شنته طائرات مروحية إسرائيلية على سيارته، حيث استشهد أحد مرافقيه وعدد من المارة بينهم طفلة.
وفي الرابع والعشرين من آذار (مارس) 2004، وبعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيما لحركة "حماس" في قطاع غزة، خلفا للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين. واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم في مدينة غزة، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة.
اً في سجون السلطة الفلسطينية.
حاولت السلطة الفلسطينية بعد ذلك اعتقاله مرتين، ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.
وفي العاشر من حزيران (يونيو) 2003 نجا صقر "حماس" من محاولة اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في هجوم شنته طائرات مروحية إسرائيلية على سيارته، حيث استشهد أحد مرافقيه وعدد من المارة بينهم طفلة.
وفي الرابع والعشرين من آذار (مارس) 2004، وبعد يومين على اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيما لحركة "حماس" في قطاع غزة، خلفا للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين. واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم في مدينة غزة، ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة.
13.مذبحة ( خان يمجزرة بيت لحم أبشع من مجزرة غزة --- بتسليم تحقق في إطلاق النار على رؤوس الشهداء
كشف تحقيق إسرائيلي اليوم أن قوات الاحتلال قامت بالتثبت من تصفية أربعة فلسطينيين في بيت لحم بإطلاق رصاصة على رأس كل منهم بعد إعدامهم بنيران رشاشة يوم 12 مارس/ آذار الجاري.
وأوضح تحقيق أجرته منظمة "بتسيلم" لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية استندت فيه إلى شهادات ميدانية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت بيت لحم بسيارتين تحملان لوحتي أرقام فلسطينية واغتالت محمد شحادة وأحمد بلبول وعماد الكامل وعيسى مرزوق بدم بارد.
وطالبت "بتسيلم" في مذكرة رسمية سلطات الاحتلال والمستشار القضائي للحكومة بفتح ملف تحقيق بملابسات اغتيال الناشطين الفلسطينيين الأربعة ومقاضاة قائد أركان الجيش وقائد المنطقة الوسطى لتورطهما في تدبير الجريمة والتخطيط لها.
نيران رشاشة
وذكرت الناطقة باسم "بتسيلم" سريت ميخائيلي للجزيرة نت أنه سبق لمحكمة العدل العليا حظر اغتيال ناشطين فلسطينيين طالما توفرت الفرصة لاعتقالهم ومحاكمتهم، موضحة أن الجيش قام بعملية الاغتيال هذه بشكل متعمد بواسطة بنادق رشاشة وهم داخل سيارة ودون محاولة منهم للهرب أو استخدام أسلحة كانت بحوزتهم.
ويؤكد تحقيق "بتسيلم" أن ستة جنود يرتدون البزات العسكرية ويعتمرون الخوذ العسكرية قد تقدموا نحو سيارة حمراء اللون متوقفة على حافة الشارع وفتحوا نيران بنادقهم الرشاشة على راكبيها.
وأضاف أنه "في لحظة بلوغ الجيش المكان كان سائق السيارة -عماد- قد خرج منها للتو حينما ناداه أحد الجنود الذين أطلقوا النار عليه عند التفاته إليهم ثم أطلقوا نيرانا غزيرة من الخلف على الناشطين الثلاثة داخل المركبة".
انتهاء إطلاق النار الذي استمر نحو دقيقة تقدم أحد الجنود ومد مسدسه ورمى الثلاثة برصاصة في رأس كل منهم للتثبت من تصفيتهم، قبل أن يتثبت من وفاة عماد الممدود على الأرض جريحا وغير مسلح فأجهز عليه برصاصة فجرت جمجمته عن بعد بضعة سنتيمترات.
وتؤكد مذكرة "بتسيلم" أن عائلة محمد شحادة المكونة من ثمانية أفراد تعرضت للتنكيل والضرب وسرقة منزلها وهدمه دون السماح لها بإنقاذ شيء من محتوياته قبل خمسة أيام من اغتياله، عقابا لها لعدم كشفها مخبأ الأب المطلوب.
وتكشف "بتسيلم" أن الجيش داهم المنزل وأجبر ولدي محمد شحادة (18 و16 عاما) بالتعري الكامل أمام شقيقاتهما وتقييدهما بالأصفاد طيلة ساعات أثناء التحقيق معهم، مضيفة أنه "حينما شكا الفتيانِ من البرد بادر الجنود بفتح النوافذ وهم يقهقهون ويهددون بقتلهما مع والدهما ووضعهما في كيس أسود".
مجزرة بيت لحم أبشع من مجزرة غزة --- بتسليم تحقق في إطلاق النار على رؤوس الشهداء
كشف تحقيق إسرائيلي اليوم أن قوات الاحتلال قامت بالتثبت من تصفية أربعة فلسطينيين في بيت لحم بإطلاق رصاصة على رأس كل منهم بعد إعدامهم بنيران رشاشة يوم 12 مارس/ آذار الجاري.
وأوضح تحقيق أجرته منظمة "بتسيلم" لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية استندت فيه إلى شهادات ميدانية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت بيت لحم بسيارتين تحملان لوحتي أرقام فلسطينية واغتالت محمد شحادة وأحمد بلبول وعماد الكامل وعيسى مرزوق بدم بارد.
وطالبت "بتسيلم" في مذكرة رسمية سلطات الاحتلال والمستشار القضائي للحكومة بفتح ملف تحقيق بملابسات اغتيال الناشطين الفلسطينيين الأربعة ومقاضاة قائد أركان الجيش وقائد المنطقة الوسطى لتورطهما في تدبير الجريمة والتخطيط لها.
نيران رشاشة
وذكرت الناطقة باسم "بتسيلم" سريت ميخائيلي للجزيرة نت أنه سبق لمحكمة العدل العليا حظر اغتيال ناشطين فلسطينيين طالما توفرت الفرصة لاعتقالهم ومحاكمتهم، موضحة أن الجيش قام بعملية الاغتيال هذه بشكل متعمد بواسطة بنادق رشاشة وهم داخل سيارة ودون محاولة منهم للهرب أو استخدام أسلحة كانت بحوزتهم.
ويؤكد تحقيق "بتسيلم" أن ستة جنود يرتدون البزات العسكرية ويعتمرون الخوذ العسكرية قد تقدموا نحو سيارة حمراء اللون متوقفة على حافة الشارع وفتحوا نيران بنادقهم الرشاشة على راكبيها.
وأضاف أنه "في لحظة بلوغ الجيش المكان كان سائق السيارة -عماد- قد خرج منها للتو حينما ناداه أحد الجنود الذين أطلقوا النار عليه عند التفاته إليهم ثم أطلقوا نيرانا غزيرة من الخلف على الناشطين الثلاثة داخل المركبة".
انتهاء إطلاق النار الذي استمر نحو دقيقة تقدم أحد الجنود ومد مسدسه ورمى الثلاثة برصاصة في رأس كل منهم للتثبت من تصفيتهم، قبل أن يتثبت من وفاة عماد الممدود على الأرض جريحا وغير مسلح فأجهز عليه برصاصة فجرت جمجمته عن بعد بضعة سنتيمترات.
وتؤكد مذكرة "بتسيلم" أن عائلة محمد شحادة المكونة من ثمانية أفراد تعرضت للتنكيل والضرب وسرقة منزلها وهدمه دون السماح لها بإنقاذ شيء من محتوياته قبل خمسة أيام من اغتياله، عقابا لها لعدم كشفها مخبأ الأب المطلوب.
وتكشف "بتسيلم" أن الجيش داهم المنزل وأجبر ولدي محمد شحادة (18 و16 عاما) بالتعري الكامل أمام شقيقاتهما وتقييدهما بالأصفاد طيلة ساعات أثناء التحقيق معهم، مضيفة أنه "حينما شكا الفتيانِ من البرد بادر الجنود بفتح النوافذ وهم يقهقهون ويهددون بقتلهما مع والدهما ووضعهما في كيس أسود
". ماذا تعلم أبو مازن من مجزرة بيت لحم؟!
ماذا تعلم أبو مازن من مجزرة بيت لحم؟! - ماذا تعلم أبو مازن من مجزرة بيت لحم؟! - ماذا تعلم أبو مازن من مجزرة بيت لحم؟! - ماذا تعلم أبو مازن من مجزرة بيت لحم؟! - ماذا تعلم أبو مازن من مجزرة بيت لحم؟!
لم يكن من المستهجن أن ينفذ الجيش الإسرائيلي المجزرة البشعة في بيت لحم الأربعاء الماضي، والتي اغتيل فيها خمسة من قيادات العمل العسكري في حركة "الجهاد الإسلامي"، على رأسهم القائد محمد شحادة، بعد أسبوع فقط من التهدئة غير المعلنة التي نجحت مصر في إقناع الفصائل الفلسطينية بقبولها. فلا خلاف على أن إسرائيل من خلال هذه العملية أرادت أن تفرض أصول جديدة للعبة مع الفصائل الفلسطينية، تهدف إلى قطع الطريق على الفصائل الفلسطينية لاشتراط وقف إطلاق صواريخها من قطاع غزة بوقف الجيش الإسرائيلي لعملياته في الضفة الغربية، ورفع الحصار.
فحتى أكثر المعلقين الإسرائيليين تحاملاً على الشعب الفلسطيني اعتبر أن توقيت تنفيذ العملية بعد أسبوع من التهدئة يمثل حرص إسرائيلي على إملاء تهدئة بالشروط التي تراها حكومة أولمرت. من ناحية ثانية فإن المجزرة تدلل على أن إسرائيل قلقة من توجه الحكومة المصرية لعقد صفقة شاملة بينها وبين الفصائل الفلسطينية؛ لأن مثل هذه الصفقة ستهدّد واحدًا من أهم إنجازات إسرائيل وهي الصراع الفلسطيني الداخلي، وانفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة.
فالإسرائيليون يدركون أن أي صفقة شاملة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لن تنجح في حال لم يتم التوصل لتسوية للصراع القائم بين "فتح" و"حماس". فعلى سبيل المثال إعادة فتح معبر رفح لن تكون ممكنة في حال لم تكن هناك حالة من التوافق الفلسطيني الداخلي تسمح بإدارة المعبر. في نفس الوقت، فإن هناك دورًا كبيرًا للحسابات السياسية والشخصية في دفع القادة الإسرائيليين لتصعيد الأمور على هذا النحو، وقد يكون لهذه الحسابات دور أكبر في توجيه السياسة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني
فوزير الحرب أيهود براك الذي يرأس حزب العمل ينوي التنافس في الانتخابات التشريعية القادمة على رئاسة الوزراء في مواجهة زعيم المعارضة اليمينية بنيامين نتنياهو، وهو بالتالي يريد أن يستغل موقعه كوزير للحرب لإبراز نفسه أمام الرأي العام الإسرائيلي كقائد سياسي وأمني حازم من خلال إصدار التعليمات بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية التي تثير الانتباه.
وهو بالتالي لا يألو جهدًا من أجل تخريب جهود التهدئة. وعلى الرغم من أنه يرأس الحزب الذي يصف نفسه بأنه يمثل "معسكر السلام" في حكومة أولمرت، إلا أنه لا يفوت فرصة ليؤكد أنه لم يعد يؤمن بالمساعي السلمية.
فباراك كان يدرك أن تنفيذ عملية الاغتيال ستدفع حركة "الجهاد الإسلامي" على الردّ بإطلاق الصواريخ على المستوطنات الواقعة في محيط القطاع، وذلك حتى يوفر الذرائع لشنّ حملة واسعة على غزة. وعلى الرغم مما قيل عن تحول في موقف الإدارة الأمريكية من العلاقة مع حركة حماس ومطالبتها مصر بالتوسط بين الحركة وإسرائيل حول اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الموقف الأمريكي لا يزال غامضًا.
لكن من الواضح أن واشنطن ستتدخل بجدية لتهدئة الأوضاع في المنطقة فقط في حال قرّر الرئيس بوش مهاجمة إيران في الشهور الثلاثة الأخيرة من حكمه، حيث إن الإدارة الأمريكية ستكون عندها معنيةً بتهدئة مؤقتة بهدف تحسين قدرة واشنطن على تنفيذ مخططاتها.
على الصعيد الفلسطيني، فرغم المرارة التي عاشها الفلسطينيون في أعقاب مجزرة بيت لحم، إلا أنه مع ذلك يمكن الإشارة إلى نتيجة إيجابية واضحة، تتمثل في تعاظم الدعوات في الشارع الفلسطيني لحل الصراع الداخلي، على اعتبار أن إسرائيل هي أكبر مستفيد منه، لا سيما في أوساط جمهور حركة "فتح". عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين شاركوا في جنازة محمد شحادة ورفاقه دعوا الرئيس محمود عباس إلى وقف التفاوض مع إسرائيل والعودة للحوار مع حركة حماس. "الجناح العسكري لحركة "فتح" المعروف بـ" كتائب الأقصى" دعا أبو مازن إلى الشروع في حوار مع حركة وإقالة رئيس وزرائه سلام فياض.
معالم السخط أصبحت واضحة المعالم من السياسة التي يتبعها أبو مازن الذي يتباهى قادته الأمنيون أنهم يتعاونون مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تعقب المقاومين واعتقالهم وتعذيبهم في السجون. هامش المناورة بات يتقلص أمام عباس، دون أن يكون قادرًا على اتخاذ موقف يناسب الموقع الذي يشغله.
فعملية بيت لحم أظهرت أبو مازن وأجهزته الأمنية في نظر الفلسطينيين كما لو كان "أنطوان لحد" جديد. فإن كان كل المتحدثين باسم أبو مازن يؤكدون أن تصفية القيادات في بيت لحم قد أضعفت أبو مازن جماهيريًا، فلماذا لا يعلن على الأقل وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، ووقف المفاوضات، سيما في ظل إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهو
دنقاط الضعف القاتلة في جيش الكيان الصهيوني
أولمرت أن المفاوضات لن تشكل عائقًا أمام مواصلة الاستيطان في القدس وفي الضفة الغربية.
للأسف الشديد، إن قدرة أبو مازن على الدفاع عن مواقفه من القضايا الوطنية المختلفة أصبحت محدودة، لا سيما بعدما تبيَّن تورط أولاده في قضايا فساد، وكشف التلفزيون الإسرائيلي النقاب عن أن أبو مازن تدخل لدى أولمرت لمساعدة نجليه في مشاريعهما الاقتصادية. إ
لى جانب الفضيحة المدوية التي تورط فيها رئيس المجلس التشريعي السابق روحي فتوح، أحد أقرب المقربين من أبو مازن عندما تمّ ضبطه من قِبل الإسرائيليين وهو يقوم بتهريب الهواتف النقالة من الأردن. كل هذه القرائن تؤكد أن الحديث في النهاية يدور عن مصالح اقتصادية شخصية يتم الدفاع عنها بمنطق سياسي أصبح مهزوزًا جدًا وغير محتمل.
لذا عندما جاءت مجزرة بيت لحم في ظل الكشف عن قضايا الفساد، فقد أحدثت انقلابًا في توجهات الرأي العام الفلسطيني من حكومتي رام الله بقيادة فياض وحكومة غزة بقيادة هنية. فأغلبية الفلسطينيين باتوا يعتبرون أن حكومة هنية هي الحكومة الشرعية.
أن الاستنتاج الذي يتوجب على أبو مازن أن يصل إليه هو التخلي عن مواقفه السابقة واسطوانته المشروخة من المقاومة ووسائلها.
وأن كان فرص ذلك ضئيلة جدًا، فإننا كفلسطينيين لازلنا نأمل أن يتغلب الوازع الوطني في وجدان أبو مازن على الاعتبارات الأخرى، ويتحرك لعودة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني، بدلاً من أن يجد نفسه فجأة في المكان الذي لا يسر زعيم أن يجد نفسه فيه.
يعتقد البعض ان الكيان الصهيوني والذي يحشد قواته لضرب غزة اليوم , ان هذا الحشد والاعداد هو فقط من اجل الانتخابات القادمة , وهو اعتقاد ساذج ولو انه اعداد مؤجل من اجل استثماره في تغيير نتائج الانتخابات القادمة , ومع ذلك فان هذا الاعتداء وبشكله العملي بدأ منذ اكثر من عام , ووضعت لمساته النهائية حين فرض الحصار على قطاع غزة بالكامل , وطلبت دولة الكيان الصهيوني من الدول التي تمتلك وسائل الاعلام العربي والاعلامي القيام بحملة موسعة تقوم على تشويه سمعة المقاومة في قطاع غزة , واستطاعت ان توجد شرخا كبيرا بين الاخوة الفلسطينين , وصل الى حد الاقتتال , ومن ثم اوجد الكيان الصهيوني الذرائع الكافية لتشديد الحصار والذي شمل حتى الشموع , وذلك للضغط على اهل فلسطين في القطاع المعزول , واستطاعت ليفني ضم دول عربية الى جانبها , لتشديد الحصار , وهذا العمل التحضيري استغرق اكثر من عام كامل , ولم يبق لديها الا العمل العسكري , وهو امر ساندها فيه النظام العالمي , ومعه النظام العربي وخاصة منه المعتدل بالمنظور الأمريكي , وباستخدام افضل انواع التكنولوجيا التي يمتلكها هذا الكيان فقد استطاعت تشديد الحصار العسكري بعد فرض الحصار التمويني , وكانت ادواتهاشعب يموت وأمة تعاني من الشلل الناتج عن الاستضعاف والضعف، وفصائل فلسطينية متناحرة على سلطة أقرب إلى الوهم منها إلى الحقيقة المحسوسة والملموسة، وما ترتب على ذلك الضعف والخوف من مؤتمرات وقمم ما تكاد تبدأ إلا لتنتهي، وما تكاد تنتهي إلا لتبدأ..
تبدأ ولكن بلا بداية قوية وتنتهي ولكن بلا نهاية مثمرة تخفف من معاناة ذلك الشعب الذي عجز الصبر عن صبره، وعجز الموت عن قتل إرادته الأسطورية الصامدة بوجه ما تفرضه الآلة العسكرية الصهيونية القاتلة من واقع مؤلم تجاه الجماهير الغزاوية الصامدة بوجه إسرائيل، التي وجدت نفسها بعد فترة طويلة من الإبادة عاجزة عن تحقيق أهدافها الاستعمارية والاستسلامية بقوة الحديد والفولاذ والفسفور الأبيض بكل أنواعه المحرمة مقابل الاستخدام الأسطوري للضعف والعجز الناتج عن قوة الاستضعاف من قبل عدو متكبر ومتجبر ولا يأبه لكل القدسيات السماوية والأرضية الرادعة للوحش المتموضع داخل الإنسان عندما يتحول إلى قاتل للحياة والحرية يعبر عن رغبة في سفك الدماء وإزهاق الأرواح لا رابط له ولا زمام من القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية الضاغطة على ما لديه من غرائز الميل إلى الدماء والدمار والإبادة..
أقول ذلك وأقصد به أن قداسة القيم الرادعة للوحش المتموضع داخل الإنسان قد ضعفت لدى أولئك الجبابرة الذين يؤسسون أمجادهم بالاستعمال المفرط للقوة القاتلة للطفولة والأمومة والشيخوخة، لا بل قل القاتلة للحياة والحرية والحق والعدل، إلى درجة أضعفت فيهم وفي أولياء أمور المسلمين قيم الرجولة والبطولة والشجاعة والكرامة والاستعداد للتضحية، وأخص بالذكر ذلك النوع من السياسيين المتخاصمين والمتقاتلين والخائفين على ما لديهم من ملذات النعيم الناتج عن الضربات غير المشروعة داخل السلطة والثروة سواء كانوا داخل الأحزاب والجماعات الحاكمة أو كانوا داخل الأحزاب والجماعات المعارضة، الذين لا هم لهم في مجمل ما لديهم من السياسات والمواقف سوى تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والاقتصادية حتى ولو كانت على حساب دماء ودمار ودموع أولئك المستضعفين الفلسطينيين الصامدين الذين استطاعوا تحويل عجزهم إلى قوة صمود أقوى من القوة الصهيونية العاجزة، الذين تحصدهم الآلة العسكرية الصهيونية على مدار الساعات والأسابيع والأيام.
عن أي نوع من الأخوة العربية والإسلامية يتحدثون.. وعن أي نوع من الصداقة الإنسانية يتحدثون ويتسابقون على عقد القمم الجزئية المتناحرة والمتخاصمة عديمة القدرة على القمع والرد على العسكري والتي لا تضيف لرصيد الأمة العربية والإسلامية سوى ضعف إلى ضعف وخلافات إلى خلافات.. إنها مهما بدت نافعة ومفيدة من الناحية الغذائية والدوائية فهي قرارات عديمة الفائدة وعديمة التأثير من الناحية السياسية ومن الناحية العسكرية على وقف العدوان، قد تساعد على الحد من الموت جوعاً ولكنها لا تحمي الحياة القائمة على الحق والعدل في وقت يعلم فيه الجميع في عصر القنوات الفضائية والإنترنت أن الشعب الفلسطيني في غزة الصامدة يعيش لحظات حياة أشد بشاعة وقسوة من الموت، لا بل يعتبرون فيها الموت أفضل من الحياة الذليلة، فلا يجدون لإنقاذه ومؤازرته ومساندته سوى مطالبته بالمزيد من الصمود والمزيد من التضحيات، دون تقديم أبسط الوسائل العسكرية التي تساعده على الدفاع عن نفسه والصمود بوجه الآلة القاتلة للحياة والحرية، والقاتلة للحق القائم على العدل.
وكأنهم بما يقدمونه له من بيانات التنديد والشجب وتظاهرات الهتافات الغاضبة والصاخبة المقرونة بقليل من الغذاء والدواء يحاولون الانتصار لهذا النوع من الحياة الأسوأ من الموت بصورة يصورها البعض من الشامتين والحاقدين على العروبة والإسلام بأنها نوع من العقوبة، وهي بالطبع والطبيعة معاً عقوبة قاسية، حياة ذليلة مهانة، الموت أفضل منها عند تلك الأمهات والزوجات الثكالى المترملات كما هي عند الآباء، حياة أسوأ من الموت وخصوصاً أولئك الذين فقدوا فلذات أكبادهم في معركة غير متكافئة أبكت كل عين وأدمت كل قلب من القلوب العربية والإسلامية والإنسانية والحضارية التي تقدر القيمة العظيمة للإنسان الذي تحصده بقوة آلة الموت على مرأى ومسمع من العالم بأسره في عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الفلسطينيون الصامدون يقولون لهؤلاء المذعورين والطامعين بالسلطة والثروة يكفي مزايدة على القضية الفلسطينية، ويكفي خطابات وبيانات تنديد وشجب لا تثمر سوى الضجيج الإعلامي وما يترتب عليه من الخلافات والصراعات والنزاعات القاتلة للقوة، يكفي هذا النوع من دموع التماسيح التي تذرفونها صباح مساء يامن عجزتم عن استخدام ما هو ممكن من قوتكم العسكرية الممكنة والمتاحة الكفيلة بردع القوة الإسرائيلية المجنونة، فنحن بصمودنا وضعفنا واستعدادنا لاستبدال الحياة الأسوأ من الموت نحلم بشهادة تؤدي إلى موت شجاع أفضل من هذه الحياة الذليلة، مؤكدين للدنيا بأسرها أن قوة ضعفنا ستكون كفيلة بإيقاف قوة وجبروت أعدائنا على القتل لأن الآلة العسكرية مهما كانت قادرة على قتل الحياة لا تستطيع إبادة شعب يناضل ويجاهد من أجل الانتصار للحرية وحق تقرير المصير، ولعل التجارب الإنسانية في مراحل التاريخ المختلفة القديمة والوسيطة والحديثة والمعاصرة خير دليل علمي شاهد على صحة ما نقول.
لن تكون دماؤنا ودماء نسائنا وأطفالنا وآبائنا مادة دسمة للمزايدة السياسية الباحثة عن مصالح ومكاسب دنيوية فانية بين صفوف شعب الشهيد ياسر عرفات الصامد بوجه التحديات الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يؤكد ثقته وقناعاته الثورية الجسورة من حتمية الانتصار العظيم لشعب وصفه الله في كتابه الكريم بأنه حقاً «شعب الجبارين» الذين لا تستطيع اسرائيل وسادتها وعملاؤها تمكين آلتها العسكرية من إرهابهم وإبادتهم على الإطلاق، لأنه كان يعلم أن الحق أقوى من الباطل ويعلم أن الانتصارات العسكرية المستمرة لم تكن عائدة إلى قوتها بقدر ما هي عائدة إلى الضعف والتخاذل العربي الإسلامي الذي تجزئه الخلافات والصراعات الثنائية وهو يعلم مدى قوته ومدى قدرته المؤكدة على تغيير موازين القوة على عدوه الجبان الرعديد، عملاً بالحكمة القائلة إن الجبناء يموتون مرات عديدة في حايتهم قبل أن يموتوا موتتهم الأخيرة، لأن إيمانهم بعدالة قضيتهم هي المرجح الموضوعي لهزيمة أولئك المعتدين، الذين يقتلونهم بقسوة ووحشية، فهم لا يموتمون ولكن ينتقلون من حياة دنيوية فانية إلى حياة أخروية خالدة بجوار خالقهم الأعظم حيث تستقر بهم عملية الخلود الأبدية التي تمكنهم من التسابق العظيم على طلب الشهادة التي لا يقوى عليها سوى الشجعان الذين يدركون سلفاً أن الشهادة الحرة الكريمة أفضل من الحياة الذليلة المهانة بلا حدود.
نعم أيها الإخوة المناضلون والأحرار الأبطال الصامدون تحت أفق مشتعل بالنار لم يعد بالشعب الفلسطيني حاجة لهذا النوع من المواقف الاستهلاكية المتخاذلة والعاجزة التي تحصر دعمها في نطاق ما هو إنساني من الدواء والغذاء، وقد حسم أمره وحدد مصيره بأن الشهادة على درب النضال من أجل الحياة الحرة الكريمة التي سبقهم إليها أبطال ومجاهدون بحجم جمال عبدالناصر وصدام حسين.. أفضل من الحكم عليهم في الاستكانة لحياة أسوأ من الموت، ولا تذكر الأجيال نفير الخزي والعار فهم لا يريدون أن يكتب عليهم تقليد الجبناء الذين يموتمون مرات عديدة قبل موتهم، بل يريدون أن يموتوا واقفين مرة واحدة في سفر الديمومة والخلود والأبدية.
ولئن كانت القمم العاجزة قد ولدت ميتة فهل تكتب للقمة القادمة نتائج تخدم الحياة والحرية بتجرد لا مجال فيه للمكاسب والانتصارات السياسية الفانية، وهل يجمع الجميع على مواقف محسوسة وملموسة داعمة ومساندة للشعب العربي الفلسطيني بالمحسوس والملموس يوقف هذا النوع من العدوان البشع أم أنه سوف يضيف إلى الأمة العربية والعالم الإسلامي ضعفاً إلى ضعف وتمزقاً إلى تمزق يستفيد منه أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الأمة العربية أكثر مما تستفيد منه الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني الرافض لكل التحديات الصهيونية القاتلة..؟ هل يستوعب هذا المؤتمر العربي ما أسفرت عنه ما قبله من المؤتمرات الجزئية السابقة ويضيف لها قوة إلى قوة؟.
وهل يصلح ما أفسدته ما قبله من المؤتمرات العربية التي أضافت للشعب الفلسطيني والأمة العربية ضعفاً إلى ضعف واستضعافاً إلى استضعاف؟ في ذلك اجهزة التنصت المتقدمة , وشبكة واسعة من المجندين العملاء , وسلاح التنصت والمراقبة الجوي , والذي يعمل ليل نهار وفي كل الظروف , ومعه شبكة من المراسلين العرب والاجانب والذين ينقلون الى العدو كل جديد , بشكل مباشر وغير مباشر , وما زالت بعض تلك وسائل الاعلام والمقربة جدا من المقاومة من أهم عوامل نقل إسرار وتحركات رجالها وهو نفس التكتيك الذي استخدمته المخابرات الامريكية في القبض على زعماء القاعدة في الباكستان وعلى راسهم بن شيبة , ولبعض الدول العربية دور كبير في هكذا دور مشبوه ومعروف وواضح .
ولعل ابرز نقطة ضعف في جيش الكيان الصهيوني هو في اللحظات او الايام التي تسبق الهجوم البري الكثيف , وذلك بسبب الفوضى التي تكون في خلفية الجيش والذي يمثل القوة الفعلية للجيش من حيث الامداد والتعداد , وان قرب هذه الخطوط من نقاط التماس هي بالواقع النقطة الاضعف في الجيش بل وفي اي جيش , واستباق الطرف الأخر بضرب هذه القوات وبواسطة قوات كوماندوس سريعة جدا , وفي مواقع متعددة فان هذه القوات ستتعرض لضربة قاصمة , خاصة وانها ستجنب المدنيين خسائر فادحة جدا لاتبالي بها دولة الكيان الصهيوني , وبما ان الوضع الجغرافي لايماثل ابدا الوضع الجغرافي في جنوبي لبنان , وكذلك نوعية التسليح المحدودة, ولهذا فان الاستفادة من نقاط الضعف الموجودة في مراكز التجمع هي نقلة نوعية في ضعضعة وزعزعة كل الخطوط الهجومية لجيش الصهاينة , وهو ماتخشاه كل جيوش العالم .
د.محمد رحال.السويد
شعب يموت وأمة تعاني من الشلل الناتج عن الاستضعاف والضعف، وفصائل فلسطينية متناحرة على سلطة أقرب إلى الوهم منها إلى الحقيقة المحسوسة والملموسة، وما ترتب على ذلك الضعف والخوف من مؤتمرات وقمم ما تكاد تبدأ إلا لتنتهي، وما تكاد تنتهي إلا لتبدأ..
تبدأ ولكن بلا بداية قوية وتنتهي ولكن بلا نهاية مثمرة تخفف من معاناة ذلك الشعب الذي عجز الصبر عن صبره، وعجز الموت عن قتل إرادته الأسطورية الصامدة بوجه ما تفرضه الآلة العسكرية الصهيونية القاتلة من واقع مؤلم تجاه الجماهير الغزاوية الصامدة بوجه إسرائيل، التي وجدت نفسها بعد فترة طويلة من الإبادة عاجزة عن تحقيق أهدافها الاستعمارية والاستسلامية بقوة الحديد والفولاذ والفسفور الأبيض بكل أنواعه المحرمة مقابل الاستخدام الأسطوري للضعف والعجز الناتج عن قوة الاستضعاف من قبل عدو متكبر ومتجبر ولا يأبه لكل القدسيات السماوية والأرضية الرادعة للوحش المتموضع داخل الإنسان عندما يتحول إلى قاتل للحياة والحرية يعبر عن رغبة في سفك الدماء وإزهاق الأرواح لا رابط له ولا زمام من القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية الضاغطة على ما لديه من غرائز الميل إلى الدماء والدمار والإبادة..
أقول ذلك وأقصد به أن قداسة القيم الرادعة للوحش المتموضع داخل الإنسان قد ضعفت لدى أولئك الجبابرة الذين يؤسسون أمجادهم بالاستعمال المفرط للقوة القاتلة للطفولة والأمومة والشيخوخة، لا بل قل القاتلة للحياة والحرية والحق والعدل، إلى درجة أضعفت فيهم وفي أولياء أمور المسلمين قيم الرجولة والبطولة والشجاعة والكرامة والاستعداد للتضحية، وأخص بالذكر ذلك النوع من السياسيين المتخاصمين والمتقاتلين والخائفين على ما لديهم من ملذات النعيم الناتج عن الضربات غير المشروعة داخل السلطة والثروة سواء كانوا داخل الأحزاب والجماعات الحاكمة أو كانوا داخل الأحزاب والجماعات المعارضة، الذين لا هم لهم في مجمل ما لديهم من السياسات والمواقف سوى تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والاقتصادية حتى ولو كانت على حساب دماء ودمار ودموع أولئك المستضعفين الفلسطينيين الصامدين الذين استطاعوا تحويل عجزهم إلى قوة صمود أقوى من القوة الصهيونية العاجزة، الذين تحصدهم الآلة العسكرية الصهيونية على مدار الساعات والأسابيع والأيام.
عن أي نوع من الأخوة العربية والإسلامية يتحدثون.. وعن أي نوع من الصداقة الإنسانية يتحدثون ويتسابقون على عقد القمم الجزئية المتناحرة والمتخاصمة عديمة القدرة على القمع والرد على العسكري والتي لا تضيف لرصيد الأمة العربية والإسلامية سوى ضعف إلى ضعف وخلافات إلى خلافات.. إنها مهما بدت نافعة ومفيدة من الناحية الغذائية والدوائية فهي قرارات عديمة الفائدة وعديمة التأثير من الناحية السياسية ومن الناحية العسكرية على وقف العدوان، قد تساعد على الحد من الموت جوعاً ولكنها لا تحمي الحياة القائمة على الحق والعدل في وقت يعلم فيه الجميع في عصر القنوات الفضائية والإنترنت أن الشعب الفلسطيني في غزة الصامدة يعيش لحظات حياة أشد بشاعة وقسوة من الموت، لا بل يعتبرون فيها الموت أفضل من الحياة الذليلة، فلا يجدون لإنقاذه ومؤازرته ومساندته سوى مطالبته بالمزيد من الصمود والمزيد من التضحيات، دون تقديم أبسط الوسائل العسكرية التي تساعده على الدفاع عن نفسه والصمود بوجه الآلة القاتلة للحياة والحرية، والقاتلة للحق القائم على العدل.
وكأنهم بما يقدمونه له من بيانات التنديد والشجب وتظاهرات الهتافات الغاضبة والصاخبة المقرونة بقليل من الغذاء والدواء يحاولون الانتصار لهذا النوع من الحياة الأسوأ من الموت بصورة يصورها البعض من الشامتين والحاقدين على العروبة والإسلام بأنها نوع من العقوبة، وهي بالطبع والطبيعة معاً عقوبة قاسية، حياة ذليلة مهانة، الموت أفضل منها عند تلك الأمهات والزوجات الثكالى المترملات كما هي عند الآباء، حياة أسوأ من الموت وخصوصاً أولئك الذين فقدوا فلذات أكبادهم في معركة غير متكافئة أبكت كل عين وأدمت كل قلب من القلوب العربية والإسلامية والإنسانية والحضارية التي تقدر القيمة العظيمة للإنسان الذي تحصده بقوة آلة الموت على مرأى ومسمع من العالم بأسره في عصر الديمقراطية وحقوق الإنسان.
الفلسطينيون الصامدون يقولون لهؤلاء المذعورين والطامعين بالسلطة والثروة يكفي مزايدة على القضية الفلسطينية، ويكفي خطابات وبيانات تنديد وشجب لا تثمر سوى الضجيج الإعلامي وما يترتب عليه من الخلافات والصراعات والنزاعات القاتلة للقوة، يكفي هذا النوع من دموع التماسيح التي تذرفونها صباح مساء يامن عجزتم عن استخدام ما هو ممكن من قوتكم العسكرية الممكنة والمتاحة الكفيلة بردع القوة الإسرائيلية المجنونة، فنحن بصمودنا وضعفنا واستعدادنا لاستبدال الحياة الأسوأ من الموت نحلم بشهادة تؤدي إلى موت شجاع أفضل من هذه الحياة الذليلة، مؤكدين للدنيا بأسرها أن قوة ضعفنا ستكون كفيلة بإيقاف قوة وجبروت أعدائنا على القتل لأن الآلة العسكرية مهما كانت قادرة على قتل الحياة لا تستطيع إبادة شعب يناضل ويجاهد من أجل الانتصار للحرية وحق تقرير المصير، ولعل التجارب الإنسانية في مراحل التاريخ المختلفة القديمة والوسيطة والحديثة والمعاصرة خير دليل علمي شاهد على صحة ما نقول.
لن تكون دماؤنا ودماء نسائنا وأطفالنا وآبائنا مادة دسمة للمزايدة السياسية الباحثة عن مصالح ومكاسب دنيوية فانية بين صفوف شعب الشهيد ياسر عرفات الصامد بوجه التحديات الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يؤكد ثقته وقناعاته الثورية الجسورة من حتمية الانتصار العظيم لشعب وصفه الله في كتابه الكريم بأنه حقاً «شعب الجبارين» الذين لا تستطيع اسرائيل وسادتها وعملاؤها تمكين آلتها العسكرية من إرهابهم وإبادتهم على الإطلاق، لأنه كان يعلم أن الحق أقوى من الباطل ويعلم أن الانتصارات العسكرية المستمرة لم تكن عائدة إلى قوتها بقدر ما هي عائدة إلى الضعف والتخاذل العربي الإسلامي الذي تجزئه الخلافات والصراعات الثنائية وهو يعلم مدى قوته ومدى قدرته المؤكدة على تغيير موازين القوة على عدوه الجبان الرعديد، عملاً بالحكمة القائلة إن الجبناء يموتون مرات عديدة في حايتهم قبل أن يموتوا موتتهم الأخيرة، لأن إيمانهم بعدالة قضيتهم هي المرجح الموضوعي لهزيمة أولئك المعتدين، الذين يقتلونهم بقسوة ووحشية، فهم لا يموتمون ولكن ينتقلون من حياة دنيوية فانية إلى حياة أخروية خالدة بجوار خالقهم الأعظم حيث تستقر بهم عملية الخلود الأبدية التي تمكنهم من التسابق العظيم على طلب الشهادة التي لا يقوى عليها سوى الشجعان الذين يدركون سلفاً أن الشهادة الحرة الكريمة أفضل من الحياة الذليلة المهانة بلا حدود.
نعم أيها الإخوة المناضلون والأحرار الأبطال الصامدون تحت أفق مشتعل بالنار لم يعد بالشعب الفلسطيني حاجة لهذا النوع من المواقف الاستهلاكية المتخاذلة والعاجزة التي تحصر دعمها في نطاق ما هو إنساني من الدواء والغذاء، وقد حسم أمره وحدد مصيره بأن الشهادة على درب النضال من أجل الحياة الحرة الكريمة التي سبقهم إليها أبطال ومجاهدون بحجم جمال عبدالناصر وصدام حسين.. أفضل من الحكم عليهم في الاستكانة لحياة أسوأ من الموت، ولا تذكر الأجيال نفير الخزي والعار فهم لا يريدون أن يكتب عليهم تقليد الجبناء الذين يموتمون مرات عديدة قبل موتهم، بل يريدون أن يموتوا واقفين مرة واحدة في سفر الديمومة والخلود والأبدية.
ولئن كانت القمم العاجزة قد ولدت ميتة فهل تكتب للقمة القادمة نتائج تخدم الحياة والحرية بتجرد لا مجال فيه للمكاسب والانتصارات السياسية الفانية، وهل يجمع الجميع على مواقف محسوسة وملموسة داعمة ومساندة للشعب العربي الفلسطيني بالمحسوس والملموس يوقف هذا النوع من العدوان البشع أم أنه سوف يضيف إلى الأمة العربية والعالم الإسلامي ضعفاً إلى ضعف وتمزقاً إلى تمزق يستفيد منه أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الأمة العربية أكثر مما تستفيد منه الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني الرافض لكل التحديات الصهيونية القاتلة..؟ هل يستوعب هذا المؤتمر العربي ما أسفرت عنه ما قبله من المؤتمرات الجزئية السابقة ويضيف لها قوة إلى قوة؟.
وهل يصلح ما أفسدته ما قبله من المؤتمرات العربية التي أضافت للشعب الفلسطيني والأمة العربية ضعفاً إلىوتمزقاً إلى تمزق يستفيد منه أعداء الشعب الفلسطيني وأعداء الأمة العربية أكثر مما تستفيد منه الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني الرافض لكل التحديات الصهيونية القاتلة..؟ هل يستوعب هذا المؤتمر العربي ما أسفرت عنه ما قبله من المؤتمرات الجزئية السابقة ويضيف لها قوة إلى قوة؟.
وهل يصلح ما أفسدته ما قبله من المؤتمرات العربية التي أضافت للشعب الفلسطيني والأمة العربية ضعفاً إلى ضعف واستضعافاً إلى استضعاف؟ حمالم نكن نحن، المواطنين العرب العاديين، في حاجة إلى الوثائق السرية ل “ويكيليكس” كي نعرف أن “إسرائيل” كانت المستفيد الأول مما جرى، ولايزال يجري، في غزة والضفة الغربية وبينهما .
ومع ذلك، أن نسمع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية” أموس يادلين يقول في 12 يونيو/ حزيران ،2007 أي قبل أيام من انقلاب حركة حماس، إن تل أبيب ستكون “سعيدة” إذا ما استولت الحركة على القطاع، وأيضاً حين نسمع يوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن الداخلي “الإسرائيلي” (الشين بيت) وهو يتحدث عن دعم “إسرائيل” بعد ذلك لفتح ضد حماس، لا يسعنا إلا أن نحبس الأنفاس دهشة واشمئزازاً .

بالطبع، التبرير الذي قدّمه يادلين لسعادة “إسرائيل” وحبورها، هو أن سيطرة حماس على غزة سيمكّن تل أبيب من شن الحرب على “دولة” وليس على منظمة غير شرعية، هو عُشر الحقيقة، أما تسعة أعشارها الباقية فهي أن “إسرائيل” ستكون الرابح الأكبر إذا ما شطرت الحركة الوطنية الفلسطينية نفسها بنفسها إلى كانتونات وباستونتات بدل أن تقوم هي بذلك .
بالطبع أيضاً، حديث ديسكين عن تسهيل استخباراته إعادة تسليح وتدريب عناصر فتح بعد انقلاب حماس، هو مجرد رأس جبل الجليد الطافي على سطح الماء، فتحت هذا السطح، ثمة أطنان من الألعاب المذهلة التي قامت بها ال”سي .أي .آي” والموساد و”الشين بيت” لتدمير الروح الوطنية الفلسطينية، وتحويل مؤسساتها الأمنية إلى أدوات لخدمة أهداف الاحتلال .
ما هذا الذي يجري؟ هل حقاً انحدرت المسألة الفلسطينية إلى هذه الهاوية السحيقة التي تنقلب فيها القداسة إلى لعنة موصوفة، والقضية التاريخية إلى حسبة مالية وسياسية؟
أجل . الانحدار قائم وحقيقي وجليّ . ورأس المعصية فيه هو أوهام الحكم والسلطة التي غرقت فيها فتح كما حماس، من خلال ما يتبيّن الآن أنه فخ كبير اسمه اتفاقات أوسلو .
فقد لا يعلم الكثيرون أن هذه الاتفاقات لم تتحدث قط عن إقامة دولة فلسطينية، بل فقط عن “سلطة حكم ذاتي مؤقت فلسطينية” تدير الشؤون الحياتية للفلسطينيين في ظل الاحتلال . بيد أن ياسر عرفات، ومعه العديد من أعضاء الأسرة الدولية، اعتقدوا أن هذا الحكم الذاتي المؤقت سرعان ما سيتطور إلى دولة فلسطينية ذات سيادة .
لكن هذا لم يحدث، ولن يحدث، فاتفاقات أوسلو كانت نسخة طبق الأصل تماماً عن الترتيبات التي أعدتها جمهورية جنوب إفريقيا العنصرية البيضاء لمنح الأغلبية الإفريقية السمراء “الحكم الذاتي” الإداري داخل معسكرات اعتقال (بانتوستات) أطلق عليها اسم “الأوطان الإفريقية” . وهذا ما طبقته أيضاً “إسرائيل” في فلسطين: تفتيت فلسطين 67 إلى كانتونات، ثم التفاوض على إسباغ اسم الدولة الفلسطينية عليها، على أن تبقى هي المُسيطرة على الأمن والقوات المسلحة والموارد الطبيعية والسياسة الخارجية في هذه “الدولة” .
سقوط فتح في هذا الفخ المُروّع، لم يوازه سوى انزلاق حماس إلى فخ الاعتقاد بأنها تستطيع أن تفيد من أوسلو لإقامة “دولتها الإسلامية” الخاصة في غزة، ثم التفاوض الدبلوماسي انطلاقاً منها لتصبح هي السلطة الوحيدة الناطقة باسم الفلسطينيين .

إنها الأوهام وهي تقتات على الأوهام، لكنها ليست أي أوهام، فأحاديث يادلين وديسكين عن السعادة والحبور والاطمئنان في “إسرائيل”، تشي بمدى كون هذه الأوهام، قاتلة ومدمرة .
وحسبي الله ونعم الوكيل