الخميس، 27 فبراير 2014

سوزان مبارك".. المرأة التي هزّت عرش مصر

 
سوزان صالح ثابت، أو سوزان مبارك، تلك المرأة التي حكمت مصر وحركت كبار رجال الدولة كعرائس الماريونيت من خلف ستائر الحكم، شخصية محورية في طغيان السلطة وفسادها، كما أنها المحرك الأكبر لمؤامرة توريث عرش مصر، هي سبب وجود مبارك في الحكم إذ إنها ترتبط بصلة قرابة مع جيهان السادات، حيث إن جدة سوزان ابنة عم جدة جيهان، وهما بريطانيتان من أصل "مالطي"، جيهان السادات هي التي رشحت مبارك لزوجها، شخصية مثيرة للضحك والسخرية بسبب أسلوبها الفج في الاعتداء على المال العام وإهداره والتدخل في شؤون الحكم والتحكم في كبار المسؤولين وسيطرتها وتسلطها على كل من زوجها وابنها، فضلا عن تكبرها وغرورها ونرجسيتها وعشقها للظهور والاستعراض والمنظرة والتحكم والسيطرة.
لم يخطر ببال أحد أبدًا أن تنتهي الحياة العامة لـ "سوزان" بهذه الطريقة الدرامية المأساوية، كان المتوقع - في أسوأ السيناريوهات - أن يتوفى مبارك وهو في الحكم ويتم تكريمه ثم تنتهي حياة سوزان العامة بعد ذلك، بل إن "سوزان" كانت تأمل في أن يتولى ابنها - "جمال مبارك" - السلطة بعد والده وأن تظل هي متربعة داخل قصر العائلة في حي مصر الجديدة إلى أن يأتيها أجلها، لكن النهاية الدرامية جاءت وجعلت من سوزان، ليلى طرابلسي أخرى، ولكن على الطريقة المصرية.
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    مولدها
ولدت سوزان لطبيب مصري- الدكتور صالح ثابت- وممرضة إنجليزية من ويلز "ليلي ماي بالمز"، بمدينة مطاي بمحافظة المنيا في مصر في 28 فبراير 1941، حيث كان والدها يدرس الطب في إنجلترا في جامعة كارديف، وهناك تعرّف إلى زوجته الإنجليزية - وتحديداً من مقاطعة ويلز - واسمها ليلي ماي بالمز، وتزوجا في 16 مارس عام 1934، وحصلت "سوزان" على الثانوية الأمريكية من مدرسة سانت كلير بمصر الجديدة، وفي العام 1977 حصلت على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعندما تم تعيين حسني مبارك نائباً للرئيس في عام 1977 حازت الماجستير في علم الاجتماع من نفس الجامعة.
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    زواجها من مبارك
هناك قصص عديدة حول تعرّف سوزان إلى حسني مبارك وزواجها منه، ففي إحدى الروايات قال مبارك إنه تعرف إليها في أحد نوادي مصر الجديدة، ولكن أغلب الروايات تقول إن مبارك تعرف إليها من خلال شقيقها منير ثابت، والذي كان طيارا طالبا في المدرسة الجوية التي كان يرأسها مبارك، ويقال إن مبارك كان بصحبة منير ثابت في نادي هليوبوليس عندما شاهد أخته سوزان، وبعد مدة عرض عليها الزواج وبالفعل تزوجا عام 1959 وكان عمر سوزان وقتها لم يتجاوز 18 عاما، بينما كان عمر مبارك 31 عاما، أي أن مبارك تزوج سوزان والفارق العمري بينهما كان 13 سنة، وهو فارق عمري كان يعتبر كبيرا جدا بحسابات تلك السنين.
وقد ذكرت سوزان - أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية لمبارك عام 2005 - أنها عاشت مع مبارك في شقة متواضعة في البداية في مصر الجديدة، مكونة من حجرتين وصالة، وأنهما لم يتمكنا من شراء سيارة إلا بعد 4 سنوات من الزواج، كما ذكرت سوزان أن مبارك كان دائم الغياب عن المنزل بسبب مشاغله العسكرية وسفره إلى الاتحاد السوفيتي لتلقي دورات دراسية، وقالت إنها كانت هي المسؤولة وحدها عن تربية ولديها: علاء الذي ولد عام 1960، وجمال الذي ولد عام 1963.
وقالت سوزان إنها عملت في البداية كمدرسة ابتدائي بمرتب 11 جنيها مصريا، ولكنها توقفت بعد ترقي مبارك في وظيفته وبعد أن أصبح يتلقى راتبا كبيرا يكفي الأسرة ونفقات المدارس الخاصة للأبناء.
وقد عادت سوزان بعد ذلك وحصلت على بكالوريوس العلوم السياسية عام 1977، وعندما تولّى مبارك الحكم حصلت على درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية في علم الاجتماع، وكان مدرّسها والمشرف على رسالتها هو عالم الاجتماع السياسي المعروف الدكتور سعد الدين إبراهيم - مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية - الذي أصبح فيما بعد من أكبر المعارضين لمبارك ونظامه.
هكذا بدأت سوزان حياتها مع مبارك في شقة متواضعة مكونة من "حجرتين وصالة"، وعملت في البداية بمرتب 11 جنيها، ثم أصبحت سيدة مصر الجديدة وملكة مصر المتوجة، وفي أقل من 18 يوما اختفت سوزان مبارك، منذ بدأت ثورة 25 يناير واختفت عن الأنظار تماما، وكانت قد فقدت الكثير من وزنها عقب وفاة حفيدها - محمد  نجل "علاء" قبل عام من الثورة - وعندما بدأت تستعيد توازنها وتعود إلى الحياة العامة مرة أخرى، جاءت ثورة 25 يناير لكي تضع نهاية لسيدة القصر في الحياة العامة المصرية.. وسبحان من له الدوام. 
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    سوزان والعمل الاجتماعي

تفرغت سوزان فقط للعمل الاجتماعي في مجال حقوق المرأة والطفل ومجال القراءة ومحو الأمية، فرأست سوزان مبارك المركز القومي للطفولة والأمومة كما رأست اللجنة القومية للمرأة المصرية ومنذ فترة قريبة تولت سوزان مبارك منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة وتعد المؤسس والرئيس لجمعية الرعاية المتكاملة التي تأسست عام 1977 بهدف تقديم خدمات متنوعة ومختلفة في المجالات الاجتماعية والثقافية والصحية لأطفال المدارس، كما رأست جمعية الهلال الأحمر المصري.

دشنت مشروع مكتبة الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع عام 1993، وهو مشروع بالتعاون مع الهيئة المصرية للكتاب بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار زهيدة تبدأ من جنيه مصري واحد، يبدأ مهرجان القراءة للجميع في فصل الصيف من كل عام، وقد حقق المشروع نجاحا.
 سوزان كانت هي الرئيس الفخري لأندية الروتاري بمصر. وقد حصلت على زمالة بول هاريس من الروتاري عدة مرات نظرا لجهودها في دعم أنشطة الروتاري. وقد حصلت على العضوية الفخرية للروتاري في مايو 2001 في نفس الوقت مع ابنها جمال مبارك، كما أن أخيها اللواء منير ثابت كان محافظا لمنطقة الروتاري 2450 والتي تضم عدة دول منها: مصر، الأردن، لبنان، السودان، البحرين، الإمارات العربية، قبرص، أرمينيا، جورجيا.
 كما أقامت ما يُسمي بحركة سوزان مبارك للسلام والتي كانت تسعي من خلالها للحصول على جائزة نوبل للسلام. وقد مولت سوزان هذه الحركة من خلال تبرعات لرجال أعمال في الحزب الحاكم على رأسهم هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال المحبوس حاليا في قضية سوزان تميم.
 سوزان مبارك.. المرأة
Ø    تأثيرها في حكم مصر
  بعد أن تولى مبارك الحكم كان ظهور سوزان خافتاً في البداية بسبب الدور الكبير الذي لعبته سابقتها جيهان السادات في الحياة العامة المصرية طوال سنوات عهد أنور السادات والانتقادات التي وجهت لها في ذلك الأمر، ثم بدأ دور سوزان يتصاعد رويداً رويداً بعد ذلك حتى أصبحت تسمى "سوزان هانم" أو "سيدة قصر مصر الجديدة"، ثم ازداد نفوذها وخصوصاً بعد دخول جمال مبارك في الحياة السياسية المصرية وأصبحت تلعب دورا في اختيار الوزراء أو عزلهم، وأشهر من اختارتهم وأبقت عليهم وزير الثقافة فاروق حسني ووزير الإعلام أنس الفقي.
 وشيئا فشيئاً أصبحت أنشطة سوزان أكثر من أنشطة مبارك نفسه وأصبح لها مكتب خاص في القصور الرئاسية وسكرتارية وطائرة هيلكوبتر خاصة لتنقلاتها وينفق عليها في الغالب من ميزانية الدولة، وكانت سكرتارية سوزان تلعب دورا في اختيار رؤساء تحرير الصحف الحكومية على أساس مدى قيامهم بتغطية أنشطة سوزان مبارك على صفحات تلك الصحف ومدى رضاها عن ذلك.
 وقد ذكرت وثيقة مسربة من ويكيليكس أنها لعبت دوراً كبيراً في عدم قيام مبارك بتعيين نائب للرئيس وذلك تمهيدا لتوريث السلطة لنجلها جمال، كما لعبت أدواراً كبيرة من خلال رئاستها للمجلس القومي للأمومة والطفولة والمجلس القومي للمرأة في إصدار الأوامر لفتحي سرور رئيس مجلس الشعب لتمرير القوانين والتشريعات التي تريدها عن المرأة والطفل بأسرع ما يكون.
   سوزان مبارك.. المرأة
Ø    استفحال منير ثابت شقيق سوزان
 وقد أدى استفحال نشاط سوزان إلى استفحال نشاط أخيها منير ثابت الذي أصبح من أكبر المستثمرين العقاريين في مصر من خلال أنشطة شركتي "سوديك" و"السادس من أكتوبر" والتي تولت تعمير طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي بمجموعة من أفخم القصور والفيلات، ويتم شراء الأراضي على أنها أراضي استصلاح زراعي وبأسعار زهيدة تصل إلى جنيه واحد للمتر ثم يتم "تسقيعها" بعد ذلك وتحويلها إلى أراضي بناء يباع المتر الواحد منها بآلاف الجنيهات. وكان علاء مبارك شريكا مع خاله ثابت في هذه المشاريع ويحصل على نسب كبيرة من العوائد باعتباره مجرد عضو في مجلس الإدارة.
وقد قدرت صحيفة الجارديان البريطانية ثروة سوزان مبارك بحوالي من ثلاثة إلى خمسة مليارات دولار ونفس الأمر بالنسبة لأخيها منير ثابت.
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    ويكليكيس: سوزان مسيحية.. وثروتها الشخصية تتجاوز مليار دولار
             كشفت وثيقة سرية من وثائق الدبلوماسية الأمريكية التي سربها موقع ويكيليكس عن أن سوزان ثابت، قرينة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، مسيحية الديانة، وأن ولاءها كان للدين المسيحي. وأوضحت الوثيقة، التي تحمل رقم "05 CAIRO3807"، والتي كتبها رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في القاهرة، السفير جوردون غراي، أن قرينة مبارك لديها نفوذ كبير في السياسة المصرية، وتدعم مجالات بعينها.

وأكدت الوثيقة أن "غراي"، ذكر أن سوزان ثابت إبراهيم، قرينة الرئيس السابق حسنى مبارك "مسيحية الديانة" ومتزوجة من رجل مسلم ولديها ولدان، الأول جمال، الذى يرأس أمانة لجنة السياسات في الحزب الحاكم، والثاني هو علاء الذى يركز في المصالح التجارية ولا يشارك في السياسة.
 ووصفت الوثيقة، سوزان مبارك، بأنها "نشيطة وشهيرة" وأنها "مضيفة كريمة"، مشيرة إلى أن لديها مبادرات كثيرة في دعم الأعمال الخيرية، بما في ذلك الرحلات الخارجية المتكررة للمؤتمرات الدولية، والحصول على دور بارز في وسائل الإعلام المصرية.
 وقالت الوثيقة "إن سوزان مبارك لديها دور بارز داخل المنظمات الحكومية وغير الحكومية" التي تركز على قضايا التعليم ومحو الأمية.
 سوزان مبارك.. المرأة
Ø    فساد سوزان مبارك


ومن التقارير التي تتناقلها شبكات التليفزيون والصحافة الغربية مؤخراً  ذلك التقرير الذي أوردته صحيفة الخبر الجزائرية حول ثروة آل مبارك والتي قدرتها حتى عام 2009 بأكثر من 40 مليار دولار.
 ونقلت قناة "ووتش نيوز" الدولية نقلاً عن الصحيفة أن هذه الثروة تتوزع بين عدة حسابات وأملاك في الولايات المتحدة وسويسرا وبريطانيا وألمانيا.
 وأشارت الصحيفة إلى أن سوزان مبارك وفقا لعدد من التقارير المؤكدة أصبحت عضوة في نادي المليارديرات منذ عام 2000، حيث تجاوزت ثروتها الشخصية مليار دولار تحتفظ  بأغلبها في بنوك أمريكية، كما أنها تملك عقارات في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس وفي إمارة دبي، وبالإضافة إلى الحسابات فإن سوزان تحوز ممتلكات في وسط عدد من المدن الرئيسية في أوروبا مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس ودبي.
 وتقدر ثروة قرينة الرئيس بما يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار جنت أغلبها من التدخلات الشخصية لها لصالح مستثمرين ورجال أعمال.
 سوزان مبارك.. المرأة
Ø    وراء كل طاغية سيدة متسلطة
ما هي حقيقة الدور الذي لعبته سوزان مبارك ونجلها جمال مبارك في عزل حسني مبارك عمّا يدور حوله في السنوات العشر الأخيرة، من أجل غرض وحيد هو رغبة سوزان مبارك في توريث السلطة لنجلها.
يقول تقرير مثير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن جمال مبارك دخل السياسة بتشجيع من والدته سوزان والتي كانت تريد أن يكون له دور إلى جوار والده الذي كان قد تقدم به العمر كثيرا، ولم يعد قادرا على متابعة كل ما يدور حوله، وعندما دشن مبارك حملته الانتخابية في شهر أغسطس 2005 في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية - مسقط رأسه - كان نفوذ نجله جمال قد وصل إلى حد كبير، وكان جمال هو الذي يقوم بإخراج مشهد الانتخابات الرئاسية لوالده على الأسلوب الأمريكي بعد أن تم استبعاد الحرس القديم من الحزب، كانت هذه الحملة التي قادها نجل مبارك الصغير جمال بمثابة تتويج لمشوار طويل بدأه نجل مبارك من داخل الحزب الحاكم، وبالاستعانة بعدد من رجال الأعمال الملتفين حوله وممن يحظون بثقة أمريكا، مثل: رشيد محمد رشيد وحسام بدراوي وأحمد عز، وكل هؤلاء أعضاء في غرفة التجارة الأمريكية، أو المجلس الرئاسي المصري - الأمريكي، وقد تبرع عدد كبير من رجال الأعمال الأعضاء في هذه الغرف والمجالس لتمويل حملة حسني مبارك الانتخابية، مثلما كانوا يتبرعون للجمعية التي كان قد أسسها نجله جمال، وقد ذكر أحمد عز - أحد أبرز محتكري صناعة الحديد في مصر - أنه شخصياً كان يقف وراء تمويل حملة تهدف لحشد وتعبئة 20 مليون مصري من أجل التصويت لمبارك، وبالطبع فإن كل هؤلاء - كما يقول التقرير - لم يكونوا يقدمون على تقديم كل هذه التبرعات لمبارك ونجله لولا أنهم كانوا يدركون أنهم سيحصدون مقابلها أضعافا مضاعفة من الامتيازات والثروات والمحسوبيات.
وبعد نجاح مبارك في الانتخابات في 2005 ازداد تضخم أعداد رجال الأعمال حول نجله جمال مبارك، وأصبح هذا الأخير هو مصدر المعلومات الرئيسي لوالده، حيث كان يقوم بتصوير رجال الأعمال هؤلاء له على أنهم أصحاب فكر جديد وأنهم يريدون تخليص البلد من الفكر الاشتراكي القديم، وساعد على ترسيخ هذه الأفكار في رأس مبارك وقوف سوزان زوجته وراء نجلها وحبها للرأسمالية الغربية، وبحكم أصولها الإنجليزية كانت سوزان تسعى بكل قوة إلى أن يتولى جمال مبارك الحكم ووالده على قيد الحياة لمعرفتها بأنه لو توفّي دون توريث جمال السلطة فإن فرصة نجلها سوف تضيع إلى الأبد.
وبالفعل تطور نفوذ جمال، فقد قام بتشكيل حكومة أحمد نظيف الثانية بنفسه وقام بضم ثمانية من أصدقائه رجال الأعمال إلى هذه الحكومة ورضخ مبارك بالكامل لاختيارات نجله، ويقول ستيفن كوك، الخبير الاستراتيجي الأمريكي والذي كلفه مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي بوضع تقرير عن التطورات الديمقراطية في العالم العربي: "لقد سعى جمال مبارك في الفترة الأخيرة من حكم والده إلى ترسيخ دوره كسياسي أكثر من دوره كرجل أعمال، وكان العائق الوحيد أمام جمال مبارك الذي أخذ يتشبه بالأمريكان في حديثه وسياساته، هو الشائعات الهائلة التي تجتاح البلاد عن قصص الفساد المرتبطة به وبرجال الأعمال حوله، وبخاله منير ثابت، وحسب المعلومات المتضاربة بشدة عن ثروة جمال مبارك من الواضح أن شركته الاستثمارية الخاصة يصل رأسمالها إلى 100 مليون دولار أمريكي، وكانت هناك حكايات وأقاويل عن دوره المجهول في صفقات التليفون المحمول وخصوصاً شركة موبينيل وتوكيل سيارات بي إم دبليو، كما شهدت البلاد حكايات لا نهاية لها عن ثروة مبارك الذي أصبح مهموما في سنواته الأخيرة بصحته وثروته، بعد أن أصبح معزولا في منتجع شرم الشيخ، وعن علاقة مبارك برجل الأعمال حسين سالم وقصة شركة (ميدور) التي بيعت بالأمر المباشر لأكثر من جهة حتى لا يتعرض بسببها حسين سالم للخسارة، وهي شركة معامل تكرير بترول مشتركة بينه وبين الإسرائيليين، وكان مبارك يتخذ من سالم واجهة للبيزنس الخاص به، لذلك عهد إليه باحتكار تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل، والدخول معهم في شراكة حول تكرير البترول"، ويقول ستيفن كوك أيضًا، إن دور جمال مبارك وعزله تزايد بعد أن كان هو الذي يقف وراء التعديلات الدستورية التي مرت في 2007 ورسخت سيناريو التوريث بأسلوب دستوري مشروع.
ثم يأتي الحديث عن سوزان مبارك باعتبارها قوة الدفع الرئيسية وراء تحول نجلها جمال نحو سيناريو التوريث، كانت سوزان تتمنى الاستمتاع بمجد السلطة بعد زوجها من خلال نجلها، وكان دورها في الحياة العامة قد ازداد بشدة منذ أن أنشأت ما يسمّى بـ "حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة والسلام"، وهي حركة كان تستخدمها لترسيخ صورتها كسيدة أولى وصاحبة نفوذ، وقد سبب هذا حرجا بالغا لوزارة الخارجية المصرية التي أصبحت تفاجأ بحفلات تشارك فيها سوزان مع هيئات من الأمم المتحدة دون علم الوزارة، وقد شاركت سوزان بهمة بالغة في حملة مبارك الانتخابية الرئاسية، حيث كانت تقوم في كل يوم من أيام الحملة تقريباً بافتتاح مشروع رغم افتتاحها له في السابق، مثل مشروع تطوير منطقة زينهم ومجمع سوزان مبارك بالإسكندرية وخلافهما، وسعت سوزان مبارك إلى الحصول على جائزة نوبل في السلام، من خلال حركة السلام التي ترأسها، ويمثل هذا جزءًا صغيرًا من طموحاتها الواسعة، كما سعت سوزان مبارك - من خلال المجلس القومي للمرأة - إلى أن يكون قانون الانتخابات قبل 2010 متضمنا نصًا يجبر الأحزاب على ضم عدد معين من النساء على القوائم الانتخابية، وأخيرا تختتم "فورين بوليسي" قائلة: "إن أكثر ما عاد على مبارك من نفع من الانتخابات الرئاسية هو ترسيخ صورة عائلته لدى المصريين على اعتبار أنها العائلة المالكة، ولكن الانتخابات شهدت أيضاً أمواجاً من الشائعات عن ثروات هذه العائلة، وهناك حكايات لا تنتهي في صحف المعارضة المصرية عن السيدة سوزان مبارك وتسريحة شعرها التي تتكلف 200 دولار، وابن الرئيس الذي يسبح في ثروات مجهولة المصدر". 
ويقول نبيل عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "إذا كان للانتخابات من فائدة فهي تلك الحملة المباشرة التي شنتها الصحافة المصرية على «الفرعون الأخير»"، وتؤكد هذا القول منظمة «هيومان رايتس ووتش» التي تعلق على الانتخابات قائلة: "إن أهمية ومغزى هذه الانتخابات لا يكمنان في إمكانية خلع مبارك، ولكن في الشجاعة التي تحلى بها المصريون في الهجوم عليه وعلى عائلته التي تلقب الآن بالعائلة المالكة المخلوعة". 
أسقط الربيع العربي نظاما عمّر طويلاً في مصر، فبعد ثلاثة عقود من السلطة والجاه والنفوذ وجد "آل مبارك" أنفسهم خارج القصر الرئاسي، الأب وابناه جمال وعلاء داخل السجن، والأم في عزلة تقضي يومها - معظم الأحيان - في التنقل بين المستشفى الذي ينقل إليه الرئيس الأسبق من حين إلى آخر، والسجن الذي يقبع فيه جمال وعلاء، ونظرا لأهمية الدور الذي لعبته سوزان مبارك في الشأن السياسي المصري - خصوصا في الثلث الأخير من عهد مبارك - كان بديهيا أن تصدر كتب تنبش في أسرارها، لا سيما بعد توجيه أصابع الاتهام إليها بالتحكم في قرار الرئيس الأسبق والتدخل في أمور الحكم.
الربيع العربي خلص المحليين والكتاب، خصوصًا المصريين، من عقدة الخوف، وأقدم كثير منهم بعيد أسابيع قليلة من إعلان مبارك تنحيه عن السلطة وتناقل مشاهد محاكمته عالميا، على التصريح بنواياه لكتابة تاريخ أركان النظام السابق وكشف أسرارهم الدفينة، ومن هذه الكتب، "كل حريم الهانم" للكاتب والصحفي المصري محمد عيداروس، الذي كشف تفاصيل مثيرة عن سوزان مبارك.
لقد كان بديهيا أن تنال سوزان مبارك نصيباً وافراً من الاهتمام بالنظر إلى الدور المحوري الذي لعبته في الساحة السياسية المصرية، خصوصا في السنوات الأخيرة من عهد النظام الأسبق.
* لماذا سوزان وليس مبارك؟
كان متابعو الشأن المصري يتوقعون أن تشهد مصر غداة سقوط النظام الأسبق إنتاجاً أدبياً غزيراً عن آل مبارك وحاشيتهم، ولا سيما عن الرئيس مبارك، من أجل النبش في الأسباب التي أدت إلى الإطاحة بنظامه وأدخلته السجن بعد ثلاثة عقود من الجلوس على عرش بلاد الكنانة. غير أن الاهتمام في مصر انصرف إلى سوزان مبارك، حرم الرئيس، أكثر منه إلى الرئيس نفسه، وإن كان هذا لا ينفي وجود عناية خاصة بكشف أسراره. بيد أن هذه الكتب نفسها تعرف حضورا قويا لسوزان لعظيم تدخلها في كل مناحي الحياة العامة بمصر في السنوات الأخيرة من حكم زوجها.
 بعد كتابه «مجتمعين في طرة»، قال عيداروس مبررا هذا الاختيار «أعتقد أن البداية والنهاية لم تكن في يد حسني مبارك، بل كانت في يد سوزان مبارك». إذ يرى الكاتب أن «كل الأمور الرئاسية كانت في يد الهانم» لكونها اضطلعت بدور كبير في التحكم في دواليب القرارين السياسي والاقتصادي في عهد زوجها، وبالتالي كانت أحد العوامل التي عجلت بإسقاط زوجها من عرش مصر.
وقد اتخذ الكاتب من حياة سوزان وعلاقاتها مجالا للتأريخ للنظام السابق، يقول: «أفردت مساحة كبيرة للعلاقة بين سوزان مبارك وجيهان السادات، طبعا هناك فرق كبير بينهما، لكن جمعتهما علاقة زوجة الرئيس بزوجة نائب الرئيس في عهد الرئيس أنور السادات، وما حدث من توتر كبير بينهما بسبب غيرة سوزان من جيهان»، وقد جعلت هذه الغيرة سوزان بعد تبوؤها مركز السيدة الأولى بمصر تهمش جيهان تماما، حيث "أهملتها تماما ولم تقدم لها دعوات أي محافل، يضيف عيدراوس".
ويعتبر المحللون علاقة سوزان بجيهان السادات بعد وفاة أنور السادات مفتاحا رئيسيا لفهم شخصية زوجة مبارك في التعامل مع النساء اللواتي عاصروها قبل أن تصبح السيدة الأولى في البلاد.
  سوزان مبارك.. المرأة
Ø    سوزان داخل القصر
 يرصد الكتاب حياة سوزان في القصر الرئاسي المصري على مرحلتين أساسيتين، الأولى لا تكتسي أهمية كبيرة لفهم العوامل التي أوصلت نظام الرئيس السابق محمد حسني مبارك إلى حتفه، لأن سوزان احتفظت بها على مسافة من الشأن السياسي وأمور الحكم.
أما المرحلة الثانية، فقد أولى لها عناية كبرى على اعتبار أنها تؤرخ لدخول سوزان على خط التأثير في القرارات الرئاسية المصرية، وتدخلها بشكل مباشر في أمور الحكم، وتمتعها مع مرور الوقت بيد طولي في تعيين المسئولين وإعفائهم من مهامهم، وصولا إلى دفاعها المستميت عن فكرة التوريث الذي شكل المسمار الأخير في نعش النظام السابق قبل أن تعصف به رياح الربيع العربي.
من هذا المنطلق، لا يتوقف الكتاب مطولاً عند حياة سوزان مبارك قبل اقترانها بمبارك، ولا حتى عند المرحلة الأولى من وجودها في القصر الرئاسي، ولكنه ينبش في أسرار تدخلها في قرارات مؤسسة الرئاسة في المرحلة الثانية، ويفضح أسرار صراعاتها مع الفنانات وزوجات ملوك ورؤساء.
كما يحاول الغوص في الأسباب التي جعلت سوزان تميل إلى تفضيل ابنها جمال على شقيقه علاء، إلى درجة أنها دفعت بقوة في اتجاه توريثه رئاسة مصر. في المرحلة الثانية أيضا «دست سوزان أنفها في كل صغيرة وكبيرة في مصر حتى أسقطت عن عمد الحد الفاصل بين خزائن الدولة وحقيبة يدها فأصبح كل شيء مستباحا للهانم»، وفق عيداروس.
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    شئون آل مبارك
تحكمت سوزان في كل صغيرة وكبيرة في أسرتها الصغيرة في المرحلة الثانية المشار إليها آنفا، كانت لها الكلمة الفصل داخل الأسرة، ولم يكن أحد، بمن فيهم مبارك، يستطيع مناقشة قراراتها النهائية الخاصة بالأسرة. فقد تحكمت في كل شيء داخل أسرتها الصغيرة قبل أن تنبري إلى التدخل في شئون الدولة المصرية وأمور الحكم.
    
في هذا السياق، يدعم كتاب «كل حريم الهانم» القصص التي تحدثت في أوقات سابقة عن سطوة «الهانم» داخل الأسرة، وضبطها كل شيء. كانت أوامرها مطاعة ونواهيها غير قابلة للنقاش، وكانت هذه القاعدة تنطبق على الجميع، بمن فيهم الرئيس نفسه، إذ امتلكت ما يكفي من القوة لتمنعه من زيارة أهله في بلدة المنوفية، قبل أن تبادر إلى مطالبته بقطع اتصالاته بهم، غير أن أهم موضوع في الشأن الأسري لآل مبارك يرتبط بالخلافات التي تسببت فيها سوزان بين ابنيها جمال وعلاء.
كان مسلما بمصر، حتى قبل الربيع العربي وانهيار النظام السابق، أن السيدة الأولى بالبلاد تفضل جمال على علاء، ويفسر هذا الأمر ما نسب إليها من دفاع مستميت عن الأول، وبذلها جهدا كبيرا لتمهيد الطريق له لخلافة والده على رأس جمهورية مصر العربية. 
سوزان مبارك.. المرأة
Ø  الفرق بين سوزان وجيهان 
تطرقت جيهان السادات في حوارها الخاص مع الإعلامي معتز الدمرداش ببرنامج مصر الجديدة على قناة الحياة 2، إلى الفارق بينها وبين سوزان مبارك: «الفارق بيننا، أني لم أتدخل في العمل السياسي، باستثناء مرة واحدة فقط في حياتي.. فحين نشب خلاف بين أنور السادات ومجموعة من المثقفين اليساريين في الجامعة، فضلت أن أدعوهم إلى المنزل واستضيفهم، ليسمعوا رؤية وطرح السادات.. أما زوجة مبارك فتوسعت في العمل السياسي واتضح هذا في كثرة الوزراء بجانبها».

وكشفت جيهان السادات عن العديد من الوقائع التي تكشف عن تهميش متعمد من قبل مبارك تجاه الرئيس السادات وعائلته، وضربت جيهان مثالاً على ذلك بواقعة متحف المنصة وهو المتحف التي اتفقت مع المهندس رمزي عمر على إنشائه بالقرب من المنصة في بداية الثمانينيات بتكلفة 2 مليون جنيه، وعرضت على مبارك في بداية حكمه إنشاء ذلك المتحف مرد اعتبار للسادات، غير أن مبارك رفض وقال لها ''اصبري شويه''.
 جيهان السادات ذكرت أنها لم تقل إن السادات أخطأ في اختيار مبارك نائبا له "ولم تتهم حسني مبارك بأنه قتل السادات وعيب نقول إن مبارك قتل السادات. وأكدت بقولها إن نسب الجوية الأولى في حرب أكتوبر لمبارك ما هو إلا بمثابة غدر للسادات وتهميش له بأن الحرب كلها لم تكن سوى ضربة جوية لكن حرب أكتوبر كانت تحتوي على أمور كثيرة غير الجو.
وقالت إنها هي خطأ من أخطاء الرئيس الراحل، نافية ما يتردد عن أن سبب تقديم النائبة فايدة كامل في مجلس الشعب طلبًا بتعديل المادة"، مؤكدة أن "السادات كان ينوي ترك الحكم بعد قضاء مدته، لأنه كان يرى أن دوره انتهى بعد تحرير أرض سيناء".

وأضافت، أنه يجب ألا ننسى ما فعله الرئيس الأسبق حسني مبارك لمصر، ودوره العظيم في حرب أكتوبر. وأنها على يقين بأن الرئيس الأسبق حسني مبارك ليس له علاقة باغتيال السادات، حيث نُسب إليها «أنها قالت إن الرئيس الراحل أنور السادات أخطأ حين جاء بحسني مبارك نائبا له»، «وأن علاقتها لم تكن ولا بد بالسيدة سوزان مبارك».

وهو ما جعلها  تنفعل، وتؤكد «أن هذا الكلام عيب.. عيب»، مؤكدة أن مثل هذا الكلام لم يخرج عنها يوما، وقالت إن مبارك وقت أن تم اختياره نائبا للرئيس كان رجلا عسكريا منضبطا»، ومن أكثر العسكريين التزاما، كما أنه أحد أبطال حرب أكتوبر، وأضافت أن الرئيس السادات وقتها شدد لها على مميزات مبارك كعسكري ملتزم، وأنه بمرور الوقت سيتعلم السياسة من خلال ممارسته لها.
وأوضحت أن علاقتها بالسيدة سوزان مبارك كانت علاقة جيدة، ولكنها لم تكن وطيدة، وأن كلا منهما لم تسعا لحمل لقب السيدة الأولى بل إن الإعلام هو الذى أطلق هذا اللقب، وأنها فوجئت به منشورا على صفحات الجرائد، وهنا قاطعها معتز تقصدين أن هناك منافقين لكل نظام يسعون للتقرب والتمسح به من خلال أهل الرئيس والمقربين منه.

 جيهان السادات قالت إن مبارك رفع صور الرئيس السادات من مقار الحزب الوطني بعد شهور من اغتياله على الرغم منه المؤسس الأول للحزب؛ فضلا عن أنه كبروتوكول عام معمول به في دول العالم أن المؤسس دائما توضع صورته في المقر الرئيسي.

وأوضحت أنها سافرت إلى أمريكا لإلقاء محاضرات بالجامعات هناك بعد حالة التهميش التي شعرت بها في مصر، خاصة أنها كانت فقط تريد تكريما شخصيا للرئيس السادات ولم تجده، وأضافت أنها لاقت هجوماً حاداً في أمريكا وعلى الرغم من ذلك لم ترد أو تعقب.
 وقالت جيهان السادات إنه للمرة الأولى بعد 30 عاماً من الصمت عن أسرار حرب أكتوبر، بدأت هذه الأيام تنشر حقائق جديدة عن حرب أكتوبر لا تتعلق فقط بمبارك ولكن بجميع قادة الحرب الحقيقيين.

وعن المصادفة بين يوم اغتيال السادات ويوم ذكرى انتصار أكتوبر، قالت جيهان السادات إن زوجها الراحل كان دائما يعشق المتناقضات ويصنعها، فهو شاهد على افتتاح قناة السويس في ذكرى نكسة 5 يونيو وكذلك كان ميعاد ميلاد ابنها جمال متزامناً مع الحرب.
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    المحظوظات والمغضوب عليهن
 تحفل حياة سوزان «الهانم» بحضور عدد وفير من النساء اللواتي تقربن منها أو اشتغلن تحت إمارتها أو استفدن من قربهن منها في العقود الثلاثة الماضية.
ولا يخلو مسار السيدة الأولى بمصر سابقا من مواجهات مع بنات جلدها، خصوصا الفنانات اللواتي اتهمن بمحاولة تقليد زوجة الرئيس أو التشبه بها، وكذلك بعض زوجات رؤساء وملوك دول عدة.

وكان لافتا في الكتاب أيضا تمكن سوزان في المرحلة الثانية سالفة الذكر من مراكمة تأثير كبير في صناعة القرارات الرئاسية، بما في ذلك التعيين في الوزارات والمناصب العليا، إذ تمكنت نساء كثيرات من إجلاس مقربين منهن، خصوصا أزواجهن، على كراس ذات أهمية كبرى في الشأن العام المصري لمجرد اقتران أسمائهن بسوزان و«تفانيهن في خدمتها»، ذلك أن وزيرات وسيدات أعمال عديدات دخلن عالم الثروة والاغتناء من باب رضى السيدة الأولى بمصر سابقاً.
وتصنف ضمن قائمة النساء المغضوب عليهن من قبل سوزان مبارك، حين كانت السيدة الأولى بمصر ذات اليد الطولي في صناعة القرار السياسي ببلاد الكنانة، فئتان أساسيتان، هما زوجات بعض الرؤساء والملوك، والفنانات.

يرجع كتاب «كل حريم الهانم» الصراعات الخفية التي دارت بين سوزان مبارك وعدد من زوجات الرؤساء والملوك إلى «الغيرة أو الحسد أو حب الانتقام»، وينطبق تبرير حب الانتقام على المعاملة الفظة التي لقيتها جيهان السادات، زوجة أنور السادات، سلف حسني مبارك في الرئاسة المصرية. فقد أمعنت سوزان في تهميش السيدة الأولى في مصر في زمن السادات. ويقول متتبعو شئون الرئاسة بمصر منذ ثورة «الضباط الأحرار» إن هذا العداء الواضح بين جيهان السادات وسوزان مبارك يعود تحديدا إلى الفترة التي كان فيها حسني مبارك نائبا للرئيس السادات.
ولم يفلح صعود نجم سوزان وتواري جيهان عن الأنظار إثر اغتيال زوجها وتعيين مبارك رئيسا للبلاد في تذويب جليد الخلافات بين السيدتين، وكان لافتا عودة زوجة السادات إلى دائرة الضوء بعيد انهيار نظام مبارك وتجريد سوزان من لقب السيدة الأولى بمصر.

ونالت زوجات رؤساء وملوك، وفق «كل حريم الهانم»، حظًا من غضب سوزان مبارك، وتفسر جل هذه «الغضبات»، حسب عيداروس، بـ «الغيرة أو الحسد». وتندرج في هذا السياق، العلاقات غير الودية التي كانت تجمعها بالشيخة موزة، زوجة أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني.
في المقابل، أغدقت سوزان على اللواتي تقربن منها من النساء مناصب وامتيازات في الدولة. وتتحدث أكثر القصص طرافة، الواردة في «كل حريم الهانم»، عن سيدة أهدتها سوزان مبارك جزءا من مداخيل مصر من البترول «عرفانا» لها بجميلها يوم مكنتها، في فترة ما قبل القصر الرئاسي، من الحصول على ثلاجة بضمانها لدى بائع تجهيزات منزلية.
كما يبرز الكتاب أيضا قصة تظهر بجلاء مدى النفوذ الذي تمتعت به سوزان مبارك في الثلث الأخير من عهد النظام السابق في صنع القرارات السياسية، خصوصا التعيين في الوزارات. تحكي القصة أن السيدة الأولى في مصر سابقا نزلت بكل ثقلها للحيلولة دون إقالة وزيرة في حكومة سابقة لمجرد أن الوزيرة أقدمت في حفل استقبال على الانحناء من أجل تقبيل يد «الهانم» فدخلت عالم حريمها.
وفي السياق ذاته، يمكن إدراج قصة صديقة أخرى لسوزان مكنت زوجها من اعتلاء منصب وزاري بعد أن واظبت على مرافقة حرم الرئيس كمرشدة سياحية في زيارات سياسية إلى لبنان، ويكشف الكتاب كيف أصرت سوزان على مكافأة صديقتها بهذا الاستوزار، رغم التحفظات التي أبدتها السلطات الأمنية بشأن الشخصية المرشحة للاستوزار. ويقف الكتاب أيضًا عند النساء اللواتي تعرفن عن قرب عن سوزان قبل اقترانها بمن سيصير في مطلع ثمانينيات القرن الماضي رئيسا لجمهورية مصر العربية، ومن بينهن أستاذة للغة الإنجليزية درّست سوزان وساعدتها في إعداد أبحاثها زمن الدراسة في الجامعة، فكافأتها سوزان بعد أن صارت السيدة الأولى في البلاد بمقعد في المجلس القومي للمرأة.
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    هكذا عاشت سوزان أسابيعها الأولى خارج قصر الرئاسة
 في الأيام الأولى لإخراجها من القصر الرئاسي وإيداع زوجها وابنيها في السجن، كانت سوزان مبارك تقضي بياض يومها متنقلة بين المستشفى، حيث يرقد زوجها، وبين السجن، الذي يُعتقـَل فيه ابناها علاء وجمال. وكان أحد أعضاء هيئة دفاع آل مبارك قد أوضح أن «السيدة الأولى» في مصر سابقا تحصل في الوقت الراهن على نحو 1200 يورو شهريا من الخزانة المصرية. علما بأن الدولة المصرية تتكفل بمصاريف علاج حسني مبارك.
ومن حسن حظ سوزان أنها بُرئت من قضايا كثيرة رغم اتهامها بالمشاركة في مراكمة ثروة الأسرة الحاكمة سابقا، التي تقدر بمليارات الدولارات، وفق مصادر إعلامية دولية، مع الإشارة إلى أنها دفعت 24 مليون جنيه لخزينة الدولة، مؤكدة أن ذلك «كل ما تملك».
وقتها كانت تروج إشاعات كثيرة عن السيدة الأولى لمصر سابقاً، وقد أثارت إحدى الإشاعات جدلاً واسعاً في مصر، إذ تحدثت أنباء عن تقديمها نفسها بصفتها «ملكة مصر» حين طلب منها شخص مجهول الحصول على توقيعها، الشائعة نشرتها صحيفة بريطانية قبل أن تبادر إلى تفنيدها عبر موقعها الإلكتروني بعد ساعات قليلة من نشره.
وعقب مأساة ملعب بورسعيد لكرة القدم، التي راح ضحيتـَها نحو 77 شخصاً، أطلقت دعوات لوضع سوزان مبارك قيد الإقامة الجبرية، ورغم خفوت الحديث عن آل مبارك بمصر مقارنة بالأيام الأولى للثورة، فلا شيء تغير في حياة السيدة الأولى السابقة بعد مضي سنتين كاملتين على الإطاحة بنظام آل مبارك.
 كانت عقدة حب السيطرة تتحكم في سوزان مبارك، فلم تكن مجرد زوجة لرئيس الجمهورية السابق، ولكنها كانت تتحكم في كل شيء وتعتبر نفسها الحاكم والآمر والناهي، ووصلت سيطرتها إلى الوزراء ورجال الأعمال والمحافظين، وخلال العشرين عامًا الأخيرة أصبح لسوزان مبارك جناح قوي في الدولة وصنعت لنفسها حصانة خاصة بعدد من الوزراء والمحافظين الذين قربتهم إليها، وكان وزير الثقافة فاروق حسني يحتل مكانة بين الوزراء وظل محافظا على مكانته لدى الهانم حتى اللحظات الأخيرة قبل أن تطيح الثورة بحكم مبارك.
سوزان كانت السبب في إقالة الجنزوري وعاماً بعد آخر اختارت سوزان مبارك لنفسها طريقاً جديداً ولم يكن ذلك الطريق سوي المشاركة في حكم مصر! وكانت البداية بإقناع مبارك بعزل مسئولين ووزراء حتى إنها كانت السبب الرئيس في إقالة رئيس الوزراء كمال الجنزوري عندما شرع في تقليص ميزانية رئاسة الجمهورية.... لم تكتف سوزان مبارك بعزل وزير أو محافظ لكنها راحت تختار بنفسها عدداً من الوزراء والمحافظين، حتى صار لها وزراء تابعون لها شخصياً ومنهم عائشة عبدالهادي وزيرة القوى العاملة السابقة هي أيضاً إحدى الوزراء التي اختارتها سوزان مبارك عام 2006 ... ولا ننسي أبداً مشهداً جمع الوزيرة وزوجة الرئيس حيث سارعت الوزير عائشة عبدالهادي إلى سوزان مبارك وانحنت أمامها وبسرعة البرق التقطت يدها وطبعت عليها قٌبلة بينما وقفت سوزان مبارك راضية بما حدث في مشهد يكاد يقترب مما يفعله الرعايا بملكتهم!... وقائمة الوزراء الذين اختارتهم سوزان مبارك طويلة وتضم وزراءً كان لهم "شنة ورنة" وعلى رأس هؤلاء: محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان والتعمير الأسبق الذي تحوم حوله عشرات الاتهامات بالفساد والتربح وإهدار أراضي الدولة، ووزير الثقافة فاروق حسني الذي خرج من الوزارة بعد 24 عاماً قضاها وزيراً للثقافة.... الوزراء بمزاج الهانم وقائمة وزراء سوزان مبارك تضم أيضاً د. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق وعبدالرحيم شحاتة وزير التنمية المحلية الأسبق الذي تولي محافظا للقاهرة والجيزة لسنوات طويلة.. وغيرهم... ولم تكتف سوزان مبارك باختيار عدد من الوزراء وإنما تدخلت أيضاً في اختيار المحافظين، وكان طبيعيا فيمن استطاعت تعيين وزراء ومحافظين أن تتدخل في كل مجالات الحياة بمصر حتى إنها وجهت كلمات قاسية جداً للمسئولين عن جريدة الأهرام والسبب أنهم نشروا بباب حدث في مثل هذا اليوم يوم 28 فبراير انه في مثل هذا اليوم عام 1941 ولدت السيدة الفاضلة سوزان مبارك وفي الصباح نال رئيس تحرير الأهرام فاصلاً من التوبيخ على ما اعتبرته سوزان مبارك تجاوزاً في حقها وربما لهذا السبب ألغت الهيئة العامة للاستعلامات تاريخ ميلاد سوزان مبارك من الصحفة التي تحكي قصة حياة السيدة الأولي!. نفس الأمر كان يتكرر مع رئيس تحرير أي صحيفة حكومية تنشر صوراً لسوزان مبارك لا ترضي عنها الهانم! وفي الصحافة صار  لها جيش من التابعين مهمتهم الأساسية التسبيح بحمدها وبإنجازاتها وأعمالها الخيرية وأياديها البيضاء! ووصل الأمر ببعضهم إلى أن ينتقد القائمين على منح جائزة نوبل ويقول: كيف تجاهلوا السيدة الفاضلة سوزان مبارك التي تستحق عشر جوائز نوبل!! ولم يقتصر نفوذ "الهانم" على الصحافة بل تعاملت كل المؤسسات والجهات في مصر مع سوزان مبارك كأنها ملكة .... فإذا كانت موجودة في أي مكان فلا أحد يتحدث إلا بإذنها ولا أحد يجرؤ على أن يمشي أمامها أو حتى إلى جوارها فهي دائما أمام الجميع والكل، بدءًا من رئيس الوزراء حتى أصغر مسئول يجلس أمامها "مربع إيديه وظهره لورا" تماماً كالتلاميذ في الفصل.
 أما في المحافظين فلم يكن هناك أحد ينافس المستشار عدلي حسين الذي خصته الهانم وشملته برعايتها الخاصة واعتبرته أهم محافظ في تاريخ مصر... تلك الحماية جاءت على حساب المصريين وتحولت إلي إهدار للمال العام، فقد كان المستشار عدلي حسين يرد «جمايل» سوزان مبارك بطريقة مستفزة وتعد نهباً صريحاً للمال العام، حيث قرر المستشار أن ينشئ المدارس والمجمعات الثقافية كي يضع عليها اسم سوزان مبارك، ووصل إهدار المال العام إلي قمته حين قرر عدلي حسين إنشاء مدرسة في أذربيجان تحمل اسم سوزان مبارك، وتم إنشاء المدرسة بالتعاون بين محافظة القليوبية ودولة أذربيجان، وهذا يعد رسميا قمة الإهدار للمال العام بل والتبجح في إنشاء مدارس بدولة يجهل الكثير من الناس في مصر مكانها على الخريطة وكل ذلك كي يضع المستشار اسم الهانم على المدرسة وأن يدرس أبناء أذربيجان في مدرسة تحمل اسم الهانم!! لقد تكلفت المدرسة ما يقارب الـ 5 ملايين دولار، وكانت تكفي لإنشاء مائة مدرسة في القري المصرية أو تساهم في تطوير عشرات من المدارس المنهارة!!...
 فقد كان المستشار يحاول أن يرد الجميل لسيدته التي ساندته كثيرًا في معركته مع كمال الشاذلي، وكان الشاذلي في قمة مجده وجبروته ولم يكن أحد يجرؤ على الوقوف أمامه، حتى داخل مجلس الشعب كانت قيادات المعارضة تصفه بالبعبع... فالمستشار كان وزيراً للمنوفية وحدث صراع عنيف بينه وبين كمال الشاذلي الرجل القوي في الحزب الوطني على مدى ربع قرن.. وكاد الشاذلي أن ينهي على المستشار عدلي حسين، إلا أن سوزان مبارك أو "الهانم" كما يلقبها كبار المسئولين انحازت لحسين فأنقذته من مقصلة الشاذلي وظل حسين محافظاً للمنوفية رغم أنف الشاذلي وهو الموقف الذي خلق ما يشبه "التار البايت" بين الشاذلي وحسين وكان الأخير مرشحاً دائماً للخروج من دنيا المحافظين ولكنه ظل محافظاً حتى الآن بفضل دعم "الهانم" ومساندتها، وهو الأمر الذي قابله عدلي حسين بالانضمام على طول الخط إلى "الهانم" حتى إنه كان لا يترك اجتماعاً عاماً تحضره "الهانم" إلا وحضره ويكون المستشار عدلي حسين أول الحاضرين، كما أنه كان أكثر المتبرعين لجمعية الهلال الأحمر التي ترأسها سوزان مبارك، والتي أغرق عليها بالتبرعات من صندوق الخدمات بمحافظة القليوبية!... بل وقامت بحماية عدلي حسين عندما تعرض لحملة هجوم ضارية من الكاتب سمير رجب، الذي ركز في هجومه على تكرار اختفاء المحافظ ساعات في أحد الشاليهات الخاصة، فاشتكي عدلي حسين إلى الهانم، قائلاً إنه يسعى إلى تشويه سمعته، وأنه- أي عدلي حسين- لا تهمه سمعته ولكن تهمه سمعة سيدة مصر الأولي لأن هذا الكلام يقال على رجل يجلس في حضرة السيدة الأولي ولا يليق أن يتم التلميح إليه بهذا الشكل!!.. وكان عدلي حسين ذكيا إلى أبعد الحدود وهو يتحدث بتلك لطريقة التي جعلت الهانم تتدخل لتوقف الحملة ضده بل وتهدد سمير رجب بشكل غير مباشر بعدم الاقتراب من عدلي حسين.... لقد تعاملت سوزان مبارك مع الوزراء والمحافظين باعتبارهم عبيدا في قصورها وقصور زوجها... الجدير بالذكر أن سوزان مبارك بدأت حياتها معلمة بمدرسة ابتدائية بمرتب 11 جنيها شهريا.... لكن بعد أن أصبحت سيدة مصر الأولى دخلت مجال السياسة والبيزنس فصارت كالملكة على العرش... وقربت إليها من تستريح له وأبعدت من لا تستريح له، وكانت هي الحاكم بأمره بصرف النظر عن المصلحة العامة أو عن مصلحة الشعب المصري.... تلك هي وجوه الفساد الكبير، وتلك هي حقيقة تحكم الهانم في وزراء ومحافظي مصر... لقد تعاملت سوزان مبارك مع الوزراء والمحافظين باعتبارهم عبيدا في قصورها وقصور زوجها... وكان عدلي حسين عضوا أساسيا في مجموعة وزراء اختارتهم الهانم ليكونوا هم الأقرب إليها حيث تستشيرهم في أدق الأمور، ومن هؤلاء وزير الثقافة السابق فاروق حسني الذي كانت تثق في علاقاته ببيوت الأزياء الإيطالية وكان يتولى في كثير من الأحيان مهمة اختيار فساتين السهرات للهانم ولسيدات العائلة!!... ومنهم أيضا وزير الإعلام أنس الفقي الذي طلب تعيينه وزيراً للشباب في مطلع الألفية الحالية بعد أن تعرفت عليه من خلال عمله في مجال تسويق الموسوعات الأجنبية وتوطدت علاقتهما بعد أن تبرع بمبلغ 250 ألف جنيه لأحد الأعمال الخيرية التي تبنتها سوزان مبارك، وكان هذا التبرع فاتحة خير على الفقي الذي تم تعيينه رئيساً للهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2002 ثم صار وزيراً للشباب عام 2004 ووزيراً للإعلام منذ عام 2005...
 سوزان توجت نفسها ملكة على عرش مصر وشيئًا فشيئًا صارت سوزان مبارك ملكة على عرش مصر تسير في موكب مهيب رئاسي ووسط حراس أشداء خصصت لها رئاسة الجمهورية طائرة لاستخدامها في تنقلاتها مثلما يفعل الرئيس مبارك نفسه... وعبر أكثر من 10 جمعيات أهلية رأستها جميعا انهالت على سوزان مبارك معونات وتبرعات ومساعدات وهبات من الداخل والخارج ومعظم هذه الأموال تحكمت فيها "الهانم" وحدها... وأخيرا اكتشفنا أن سوزان مبارك الذي بدأت حياتها مدرسة تحصل على 11 جنيها شهريا صارت واحدة من المليارديرات.... ولأنها ملكة مصر سارعت جهات داخلية وخارجية إلى منحها جوائز ونياشين وأوسمة، ووصل إجمالي هذه الجوائز والشهادات أكثر من 40 جائزة ووساما حتى جامعة القاهرة منحتها درجة الدكتوراه الفخرية وتم تكريمها في أعرق جامعات مصر وسط تصفيق من كل مسئولي مصر!.

وكما ترأست جيهان السادات جمعية الوفاء والأمل ترأست سوزان مبارك مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر وجمعية الرعاية المتكاملة، وترأست المركز القومي للطفولة والأمومة وترأست اللجنة القومية للمرأة، كما سيطرت على معظم الأنشطة الثقافية في مصر... كما أنها تعد الرئيس الفخري لأندية الروتاري في مصر وشقيقها اللواء منير ثابت كان محافظاً لمنطقة الروتاري 2450، وهي أندية تضم الطبقة الأرستقراطية من الأغنياء وتجمعهم مصالح مشتركة... ويل لتلك السُنَّة السيئة التي سنتها امرأة العزيز في نساء السلطة في مصر لقد اخترعت المشاركة بالحُكم "جُملة وقطَّاعي" مع زوجها..... فهو يحكم مصر من قصر العروبة وزليخة مبارك أو سوزان مبارك تحكم- عادة- من غرفة النوم!!... سوزان مبارك كانت تعيش أحلامها في الليل وفي الصباح تفسرها على الشعب عياناً بياناً ليخدم في بلاطها نصف دستة وزراء ويحملوا لها المباخر ويرقصوا لها عشرة بلدي وخمستاشر بسُرة!!...

هي زوجة رئيس جمهورية مصر العربية دولة التاريخ والحضارة والفضل الكبير على كل الأشقاء العرب، ولم تفكر سيدة من سيدات القصور العربية في منافستها أو حتى التفكير في خصومتها والعداء معها، وظلت سوزان مبارك بلا منافس، وكان حضورها للمؤتمرات أو مشاركتها في المنتديات الدولية يحظى باهتمام بالغ، وخلال أكثر من 25 عاما تربعت سوزان مبارك على عرش سيدات العرب، ولكنها وخلال السنوات الخمس الأخيرة من حكم زوجها بدأت تفقد الكثير من مكانتها، فالاعتصامات والإضرابات والمظاهرات في كل ربوع مصر هزت عرش مبارك وعائلته، كما أن أداء الرئيس المصري بدأ يتراجع في المنطقة مع ظهور القوة الإيرانية التي تحالفت مع قطر تحالفا معلنا وتبادلت الوفود القطرية والإيرانية الزيارات، ولكل ذلك ارتباط وثيق بحروب النساء في القصور، فقد بدأت الشيخة موزة تشعر بقوتها بعد تراجع دور سوزان مبارك وزوجها، وبدأت الشيخة موزة تشعر أن فرصتها في أن تكون سيدة العرب الأولي قد اقتربت، وبالفعل بدأت الحرب النسائية.
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    حرب موزة وسوزان على الموضة
 عندما دفعت موزة مليار دولار لمنع بيوت الأزياء الفرنسية من التعامل مع سوزان، استدعت سوزان مبارك استاذها سعد الدين إبراهيم وهي تصرخ: عايز تعملها هانم يا خسيس!!.. إنه صراع الأنوثة والأزياء والسياسة !!.. كانت سوزان مبارك قد طلبت من بيوت الأزياء الفرنسية كريستيان وسان لوزان وفيرساتشي وسان لوران شانيل.. موافاتها بأحدث التصميمات واستعدادهم للتعاقد معها علي تصميم مجموعة من الفساتين التي تناسب أكثر من مناسبة، لكنها فوجئت بمماطلة في تحديد مواعيد البروفات والمقاسات، ولم يرد عليها المكتب الخاص بأحد تلك البيوت العالمية، وكانت سوزان تستعد لحفل خطوبة نجلها جمال مبارك على خديجة الجمال وهي العروس التي اختارتها بنفسها وقررت أن تهديها أحدث التصميمات العالمية لتجهيز فستان الخطوبة، وكان الوقت يمر ومكاتب فرنسا لا ترد، وهنا قررت سوزان أن تبحث عن بدائل، فطلبت من وزير الثقافة فاروق حسني البحث عن بيوت أزياء في إيطاليا، ونجح الوزير في توقيع العقد مع الشركة الإيطالية على تصميم خمسة فساتين بتكلفة إجمالية بلغت 3 ملايين دولار بخلاف الاكسسوارات الخاصة، وهناك في المدينة الإيطالية اكتشف رجال فاروق حسني السر وراء موقف بيوت أزياء فرنسا، حيث تم الكشف عن أن الشيخة موزة تقف وراء هذا الموقف، وأبلغ أحد الإيطاليين فاروق حسني بذلك، مؤكدا أن الشيخة موزة دفعت مبالغ تراوحت بين مليار إلى ثلاثة مليارات دولار كي تقتصر بيوت الأزياء الفرنسية على تصميم فساتينها هي فقط دونا عن باقي زوجات رؤساء العالم العربي وخاصة سوزان مبارك!!...
 وفي عام 2008 وصلت الحرب بين موزة وسوزان إلى ذروتها، حيث بدأت الشيخة موزة تبحث عن الرجال الذين صنعوا سوزان مبارك، وكان في مقدمتهم الدكتور سعد الدين إبراهيم فهو الذي أشرف على رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها،
وبالفعل نجحت الشيخة موزة في تجنيد سعد الدين إبراهيم، ليعمل على تلميعها وترويجها في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية، حيث أرسلت إليه شخصا من المقربين إليها ليتفاوض معه في واشنطن وهو "محسن بن عبدالكريم مرزوق" وهو تونسي الجنسية والأمين العام للمؤسسة التي تعتزم الشيخة تأسيسها، وتناول محسن بن عبدالكريم العشاء مع سعد الدين إبراهيم، وعاد ليهنئ الشيخة موزة بنجاح الصفقة، وخلال أيام تم تأسيس أول مؤسسة عربية للديمقراطية "المؤسسة العربية للديمقراطية"..... برعاية الشيخة موزة التي رصدت لها 10 ملايين دولار... وحشد سعد الدين المعارضة المصرية لشن الهجوم على مصر من قلب الدوحة، مما أضعف وضع مبارك وزوجته بصورة غير مسبوقة، وتم إعلان موقف رسمي للعداء والخصومة بين الدوحة والقاهرة، وواصلت قناة «الجزيرة» لعب دورها في هذا الشأن خاصة أن تغطية الأحداث في مصر والتركيز عليها كان يلقي القبول الكبير لدى الشيخة موزة وزوجها حمد... وشعرت سوزان مبارك بطعنة كبيرة، وبعثت برسالة شديدة اللهجة إلى مدير مركز «بن خلدون» اتهمته فيها بالخسة والنذالة، وكان سعد الدين إبراهيم قد انقلب على مبارك وعائلته وشن حملات شرسة ضد النظام وتم اتهامه بالتخابر لصالح دولة أجنبية وتدخلت السفارة الأمريكية للدفاع عنه باعتباره مواطنًا أمريكيًا يحمل جنسية أمريكية...
 ودخلت الصحف القومية طرفا في المعركة أو الصراع ، ونشرت «روز اليوسف» مقالا ضد قطر ومؤسستها الجديدة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها مجلة مصرية حكومية بمهاجمة زوجة رئيس دولة عربية والسخرية منها وتطرقت وسائل الإعلام المصرية إلي تاريخ الانقلابات في قطر، فقد كانت الطموحات الكبيرة لدى الشيخة موزة قد صاحبتها منذ صباها، وتطورت الطموحات بعد ذلك في أن تصبح سيدة العرب، فالمعروف أن موزة ومنذ دخولها إلى الأسرة الحاكمة في قطر كزوجة رابعة للشيخ الصغير حمد بن خليفة وهي تخطط للقيادة، فقد ساعدت زوجها على الانقلاب على والده، وهو ما حدث بالفعل عام 1995.
 وتبادل الطرفان القطري والمصري التهديدات، وقيل إن عددًا من الاجتماعات قد جرت في قصر الشيخ حمد رئيس الوزراء القطري مع مسئولي قناة «الجزيرة» لإعداد برنامج عن سوزان مبارك يستضيف فيه الدكتور سعد الدين إبراهيم وهو أستاذ سابق لسوزان ومعارض معروف للرئيس مبارك ومتهم من قبل الإعلام المصري بالتبعية لقطر حيث يكشف الدكتور سعد جانبا من شخصية السيدة سوزان وتحصيلها العلمي... وكان تفكير قطر في تنظيم كأس العالم جزءاً من تلك الحرب السرية بين سيدتي القصر في القاهرة والدوحة، وفتحت الشيخة موزة خزائن الدولة للترويج لملف قطر، وأعلنت عن أن الفوز بتنظيم الكأس مهمة قطرية وواجب على كل مواطن قطري، ورصدت الملايين للدعاية، وأنفقت 23 مليار دولار حتى حصلت قطر على حق تنظيم المونديال، بخلاف المبالغ التي قيل إن قطر قد دفعتها على سبيل الرشوة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم... وكانت موزة تريد أن تقول لسوزان مبارك إن مصر حصلت على صفر عندما اعتزمت تنظيم كأس العالم، في حين أن قطر قد فازت وباكتساح!!..وكان الحكم في مصر يسير إلى السقوط يومًا بعد يوم ليفسح المجال لأنظمة عربية أخرى أن تطرح نفسها على الساحة، وتم تقزيم دور مصر بفضل سياسات عائلة مبارك الحاكمة التي كرست جهودها خلال 30 عامًا لتكوين الثروات على حساب الشعب المصري الذي أسقطهم جميعا بثورته المجيدة!!..
سوزان مبارك.. المرأة
Ø    سوزان تمنع مذيعات التليفزيون من ارتداء نفس الموضة التي ترتديها


العديد من الأسرار الخاصة بالرئيس المخلوع حسني مبارك تنكشف يومًا بعد يوم فمنذ أن انطلقت الثورة في يوم 25 يناير، كشفت العديد من الخبايا التي عجز العارفون عن التوصل إليها وشاءت الأقدار أن تنكشف على يد مجموعة من الشباب المصري الوطني، وفي هذا الصدد استضاف برنامج القاهرة اليوم الكاتب الصحفي عادل حمودة رئيس تحرير صحيفة الفجر في الحلقة الأولى من البرنامج بعد انقطاع دام لفترة بسبب أوامر بوقفه من النظام السابق، أكد عادل خلالها أن نظام الرئيس مبارك قد انقسم إلى مجموعتين، الأولى تراقب الأوضاع وما يحدث بها وتتشبث بالبقاء في السلطة تضم زكريا عزمي، جمال عبدالعزيز، وجمال مبارك وكانت المجموعة الأخرى مكونة من المشير حسين طنطاوي، عمر سليمان، وحسام بدراوي وقد التقى الأخير بالرئيس مبارك وطلب منه التنازل عن السلطة وقيل رأيان حول موقف الرئيس من كلام بدراوي أولهما أنه رفضه والثانية أنه قبله.

واتجه الرئيس وأسرته التي عادت من لندن إلى قصر الاتحادية، المجهز بكل إمكانيات إدارة العمليات، والمحصن بوحدات مضادة للطيران وذهب الرئيس إلى الغرفة "10م غرفة إدارة الحرب وتم التوافق فيه على تطبيق خطة تسمى "إرادة" لفض التظاهرات ميدان التحرير ومختلف مصر، إلا أن عمر سليمان وطنطاوي قد رفضا هذه الخطة والتي كان من المرجح أن تؤدي إلى عدد كبير من ضحايا.
 وأكد أن جمال مبارك يعد سببًا رئيسيًا في حدوث نهاية الرئيس مبارك بهذا الشكل وهو ما أدى إلى مشادة بينه وبين شقيقه الأكبر علاء الذي أكد له أن والده بما قدمه لمصر كان يحتاج إلى التكريم في نهاية حياته ولكنه هو الذي أدى به إلى هذه النهاية.

وأشار إلى أن الرئيس قد تم عزله عن الحياة في مصر خلال نحو السبع سنوات الأخيرة، وأكد عادل حمودة أن خطاب الرئيس الأخير كان من المفترض أن يتنحى فيه، ويعتبر عدم تنحيه حينها دلالة على وجود صراعات داخل النظام حول السلطة، واعتبر حمودة أن الخطاب من أسوأ الخطابات للرئيس ودل على وجهين الأول اتجاه الرئيس للتنحي أو إلى الانتقام.
 وتوقع أن يكونا عمر سليمان والمشير طنطاوي قد اقنعا الرئيس بالتنحي وهو ما لم يكن يرضى عنه جمال مبارك إلا أن نجله علاء كان مؤيدا لهذا الموقف، لافتًا إلى أن تجميد أرصدة مبارك وأسرته والقريبين منه في بنوك سويسرا كانت نتاج جهود لمجموعة حقوقية برئاسة حسام عيسى.

ورأى أن أوضاع الدولة على الرغم صعوبتها خلال المرحلة الحالية إلا أنها أفضل بكثير مما كان من المتوقع أن تكون عليه في حال تولي جمال مبارك السلطة وحكم البلاد، والذي كان في الفترة الأخيرة مولعا بأحمد عز الذي كان يدعم فكرة التوريث في مقابل الحصول على الكثير من المكاسب المالية وتحويل عز من رجل أعمال مدين بعدة مليارات إلى رجل أعمال يمتلك الكثير من المليارات والثروات.
 وحول دور سوزان مبارك في الحكم أكد أنها كانت تمنع مذيعات التليفزيون من ارتداء نفس الموضة التي ترتديها، كما أنها كانت تؤيد فكرة التوريث وتدعمها بصورة كبيرة.
 وعن واقعة ما تسمى بانسحاب الشرطة من الشارع، أوضح حمودة أنها جاءت بعد نفاذ مخزونهم من أدوات مكافحة الشغب، معتقدا أن قرار الانسحاب كان رسميًا من حبيب العادلي لقيادات وزارة الداخلية، وأشار إلى أن حرق الأقسام جاء في محاولة لاستغلال بعض البلطجية في مواجهة المظاهرات.
 وطالب بضرورة تفكيك وزارة الداخلية وجعل جهاز أمن الدولة قائما بذاته، وأن تكون خدمات الداخلية كالمطافئ تابعة للأحياء وتختص وزارة الداخلية بالأمن فقط، لافتا إلى أن النظام السابق قد اهتم بافتعال الخلافات والصراعات داخل المؤسسة الواحدة، فضلاً عن تطبيق نظام إدارة الفساد بإتاحته للجميع وعدم محاسبتهم عليه.
 وبين أن الرئيس كان موهوبًا في خلق الصراعات في جميع المؤسسات في مصر من أجل تقرب الجميع إليه، وأنشأ إدارة من الفساد، الذي يعكس سعادة لدى الحكومة، وفي حالة عدم وجود قضايا فساد فقد يلجئون لتلفيق مثل هذه الأنواع من القضايا.
سوزان مبارك.. المرأة