الخميس، 21 نوفمبر 2013

-     قبول التداول السلمي للسلطة.

ب ـ احترام الآخر سواء كان قبطيًا أو مسلمًا والحفاظ على حقوقه.

ج- الإيمان بمبادئ الديمقراطية.

د- حقوق المرأة.

هـ- الأقباط.

وبدأت الدراسات والحوارات والمناقشات بين الإخوان والأمريكان من خلال الكونجرس أو الصحفيين أو أجهزة الاستخبارات التي كانت تأتي إلى مصر تحت غطاء "صحفيين" أو "دبلوماسيين"، وتم الإعلان عن فكرة الثورة الخلاقة، وتم خداع النظام المصري بهذه المقولات، وكانت أول صفقة بينه وبين النظام في 2005، وجلس مدير مباحث أمن الدولة آنذاك مع مسئول النشاط الديني اللواء أحمد رأفت، وكانت الصفقة مع مهدي عاكف وخيرت الشاطر ومحمد حبيب، وتم الاتفاق على أن يأخذ الإخوان 50 مقعدًا في انتخابات الشعب، وكعادة الإخوان في الغدر بالعهد وأخذوا 88 مقعدًا.

ومنذ هذا التاريخ بدأ الإخوان يفكرون في كيفية الوصول للسلطة، وبالنسبة للأمريكان بدأوا يفكرون في أن يكون الإخوان هم البديل الحقيقي للحزب الوطني بهذه النسبة التي وصلوا إليها في مجلس الشعب، وبدأت الاتصالات بين أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإخوان المسلمين وقياداتهم، والتي على أساسها تم القبض على د. مرسي ليلة 27 ووجهت له أجهزة الأمن تهمة التخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية في جسر العرب وكان معه سعد الكتاتني، وتم تسجيل 18 ساعة بين أجهزة المخابرات الأمريكية ود. مرسي، وتم التحقيق معه واستغرق ذلك 60 ورقة، وكل هذه المستندات والأدلة سوف تظهر في الوقت المناسب ليعرف الشعب من هو الرئيس الحقيقي لمصر..! ومن هو الرئيس المزيف..! من هو الرئيس الذي أحب الوطن ومن الذي خان الوطن. •  

هل هناك صفقات تمت بين الإخوان وأوباما؟!

قبل أن يؤدي أوباما القسم في 2008 كرئيس للولايات المتحدة التقى وفدًا من الإخوان المسلمين ووعدوه بدعمه من خلال منظماتهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أداء القسم ونجاحه في الانتخابات جاء وفد من الإخوان لتهنئته ويقبضون الثمن، لكنه لم يقابلهم والتقى بهم مسئول الأمن القومي في البيت الأبيض ووعدهم بالدعم ومساندتهم واستمرت الأوضاع حتى أغسطس 2010.

حيث عقد الإخوان الصفقة الثانية مع النظام وتم الاتفاق على 45 مقعدًا بحضور المرشد العام محمد بديع، وكانت المرة الأولى التي يدخل فيها مرشد الإخوان مباحث أمن الدولة مع مدير الجهاز اللواء حسن عبدالرحمن واثنين من المسئولين عن ملف الإخوان وكان معه محمد مرسي- مسئول الملف السياسي- وسعد الكتاتني، وكان الواسطة بين الجهاز والإخوان د. محمد سليم العوا، لكن أحمد عز وجمال مبارك كان لهما رأي آخر بشأن الإخوان والانتخابات! وبعد مرور 3 ساعات من اللقاء أعلن محمد بديع أنه مع الانتخابات وسوف تشارك الإخوان فيها، رغم أنه كان ـ قبل هذه الصفقة بيوم واحد ـ اتفق مع الجمعية الوطنية للتغيير مع البرادعي على عدم المشاركة في الانتخابات، وشق عصا المعارضة، وبعدها قرر الوفد المشاركة في الانتخابات وكذلك كل القوى المعارضة. •  

وماذا كان رأي الأمريكان في هذه الانتخابات؟!

تواصل الأمريكان بعد الجولة الأولى من الانتخابات مباشرة مع الإخوان، وطلبوا منهم مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات وأن هناك ثورة قادمة، وتم اتخاذ القرار في أمريكا بانتهاء فترة حكم مبارك بسبب التوريث القادم، خاصة أن القوات المسلحة رفضت هي الأخرى التوريث، وأخذ الإخوان بنصيحة الأمريكان ولم يشاركوا في الجولة الثانية من الانتخابات وبعد الثورة طلبوا من الإخوان عدم النزول إلا بعد مرور ثلاثة أيام حتى لا يظن الشعب أنها ثورة إخوانية وهذا مخالف للواقع، وهكذا بدأت المؤامرة، وبعد انتهاء الأيام الثلاثة من الثورة بدأ الإخوان بمشاركة "حماس" في اقتحام السجون وقتل الجنود وتهريب القتلة والمجرمين والإرهابيين والجواسيس من الإخوان وحماس وحزب الله، وإحراق الأقسام ومقار الأمن الوطني، ثم جاءت موقعة "الجمل" وقتل المتظاهرين من فوق أسطح العمارات في التحرير لتأجيج نار الثورة، حتى وصول محمد مرسي للسلطة وبدأ الأمريكان يطالبونه بالوفاء بالوعود:

أ-الأمن الكامل لإسرائيل.

ب-عدم ضرب رصاصة واحدة من حماس على إسرائيل.

ج-إيجاد وطن بديل للفلسطينيين شمال سيناء.

وهو مشروع أمريكي قديم عرض على السادات فرفضه، وعرض على مبارك فرفضه، ووافق عليه مرسي ضمن شروط الصفقة من أجل حكم مصر. شروط صفقة الأمريكان والإخوان: 1-الأمن الكامل لإسرائيل 2

-وطن بديل للفلسطينيين شمال سيناء

3-"حماس" فصيل سياسي دون مقاومة

4-ممنوع إطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل من غزة

د-تتحول "حماس" إلى فصيل سياسي وتترك السلاح وتنتهي المقاومة وها نحن نرى اليوم اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى والإدانة الوحيدة في مصر كانت من الأزهر، منبر اعتدال ووسطية الإسلام، وانتهت أسطوانة صفوت حجازي وأمثاله ممن يكذبون على الشعب "على القدس رايحين.. شهداء بالملايين"! ويضيف د. عبدالرحيم علي: المؤامرة الكبرى بين الأمريكان والإخوان وقطر وإسرائيل أنهم يقدمون مصر ثمنًا لمؤامراتهم! لكن بعد مرور ما يقرب من عشرة أشهر من حكم الإخوان بدأت الولايات المتحدة تغير نهجها إزاء الإخوان، حيث أدركوا أن هناك معادلات معينة صعبة على "مرسي" أن يتجاوزها وهي معادلات الأمن القومي المصري وهذه مسئولية القوات المسلحة وهي لا تنتمي لحاكم أو فصيل سياسي ولكن انتماءها للوطن والشعب، والقوات المسلحة هي حائط الصد في ثقتها ومصداقيتها وإخلاصها للشعب. 

ويضيف: أما من يريد أن يعرف العلاقة بين الجيش والإخوان فليستمع إلى وثيقة خيرت الشاطر وهو يعترف فيها: "العدو الحقيقي للإخوان: الجيش والقضاء والإعلام"! ولن يستطيع مرسي تغيير معادلات الأمن القومي ومنها على سبيل المثال لا الحصر: العلاقات العدائية مع إيران لصالح دول الخليج، وهذا ما حدث عندما فكر مرسي أن يوطد علاقته بطهران، الجيش والمخابرات قالتا له: "ستوب"! وأخبراه بأن هذه العلاقة خط أحمر لأنها جزء من المعتقدات المصرية، فنحن مع دول الخليج ضد إيران ونحمي دول الخليج ضد إيران!، ولم يجد مرسي حلاً سوى أن يرضخ لقرارات الأمن القومي المصري، والإخوان على رأي الأمريكان "لا يفقهون شيئًا وبلا خبرة وليسوا ديمقراطيين كما كانوا يوهموننا، وأنهم من الممكن أن يصنعوا نظامًا معاديًا للغرب وللولايات المتحدة مهما قدم من تنازلات على الحدود الشرقية، لكن في النهاية سوف يضع بؤرة إرهابية كاملة في مصر ولن يقبل الأمريكان ولا الغرب بهذا النهج المتطرف

اللواء محمود زاهر في حواره مع "الدستور": "الجماعة هي القاسم المشترك لقتل الثوار في موقعة الجمل".. ما تعقيبك؟! أؤيد هذا الرأي بشدة.. و"الفرقة 95" التي يرأسها وزير الشباب الإخواني في حكومة الإخوان هي التي قتلت الثوار في موقعة "الجمل"، لأن موقعة الجمل تضمنت جملاً واحدًا وأربعة أحصنة، وعندما دخلت التحرير وقعت على الأرض ودهست تحت أقدام المتظاهرين، أما موقعة الجمل الحقيقية فبدأت بالليل عندما بدأت ميليشيات الجماعة في "الفرقة 95" تطلق الرصاص الحي والرخام المكسور من فوق أسطح العمارات فتقتل الشباب لتأجيج الثورة ضد النظام، بعدما تعاطف الشعب مع خطاب مبارك الثاني.

ويضيف: بالمناسبة موقعة "الجمل" تم تصويرها بالكامل بالصوت والصورة وسوف تظهر قريبًا مع كل جرائم الإخوان والرئيس، ويومها سوف يكون الحساب عسيرًا ضد كل من قتل وحرق ودمر الشعب المصري. •   

ا

للواء محمود زاهر قال أيضًا: "إن الخطر الأكبر في وجود تنظيم إرهابي دولي إخواني يحكم بلدًا بحجم مصر".. ما تعقيبك؟ بالتأكيد.. اليوم عندما تسأل دول الخليج: ما المشكلة مع مصر؟! يجيبون: سري ودولي يريد الاستيلاء على دول الخليج الشقيقة، وبالتالي لن نسمح له بذلك، وهم يرفضون مساعدة مصر اقتصاديًا في ظل وجود نظام إرهابي يريد الاستيلاء على الدول العربية، ودول الخليج تحب مصر والتاريخ يؤكد، وللجيش مكانة كبيرة لدى دول الخليج لأنه جيش وطني مصري عربي يحمي الوطن ويحافظ على الشعب ويحبون أيضًا الشعب المصري، لكن دول الخليج تعتقد أن أي مساعدات لمصر سوف تذهب للتنظيم الدولي للإخوان، ولو كان الذي يحكم مصر رئيسًا وطنيًا ومصريًا ويحترم الدول العربية الشقيقة لتجاوزت مصر الآن أزماتها بفضل الأشقاء العرب، لأن مصر لها تاريخ وروابط ومواقف ثابتة تجاه أمتها العربية والإفريقية.

د. سعد الدين إبراهيم أكد في لقائه بصناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية أن سيناريو الأمريكان للإطاحة والإخوان يتلخص في 3 شروط:

1-مظاهرات حاشدة تنادي بإسقاط الرئيس والنظام.

2-مطالبة القوات المسلحة بالتدخل لحماية الدولة من الانهيار وكذلك الشعب.

3- موافقة الجيش على أن يتولى حكم البلاد لفترة انتقالية..

ما تعقيبك؟

أعتقد أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي- وزير الدفاع- قال مثل هذا الكلام بشكل واضح عندما قال: "ما حدث يوم 28 يناير لن يتكرر ولن نسمح بانهيار الدولة". ويضيف: قادة القوات المسلحة أعلنوا صراحة إذا ما استغاث الشعب بقواته المسلحة فسوف نلبي النداء فورًا، إذن الكرة اليوم في ملعب الشعب، فالنظام مرعوب من الشعب ومن مليونيات إسقاط الرئيس والنظام ومن الحركات الثورية مثل حركة "تمرد" التي توقع على استمارات بالملايين لإسقاط شرعية الرئيس في 30 يونيو، لأن الرئيس حنث باليمين وحنث بالشعب ومطالبه وأهدافه وقتل المتظاهرين.

وأكد أن نزول الشعب للشارع هو الحل، ومليونية التحرير التي نددت بفشل الإخوان والمطالبة بإسقاط النظام وحكم المرشد وانتخابات رئاسية مبكرة، كما أكدت مليونية الإسكندرية على الاعتصام يوم 30 يونيو حتى إسقاط النظام. إذا استمر الشعب في المطالبة بحريته وإسقاط النظام وهتفت الملايين: "الشعب يريد إسقاط النظام" سوف يسقط النظام وتكون السيادة للشعب. 

اللواء حمدي بخيت قال في حواره مع "الدستور": "لجنة الانتخابات الرئاسية قبلت أوراق مرسي المتهم بالتخابر مع الأمريكان ورفضت أوراق عمر سليمان"..

ابحث عن "بجاتو"- الأمين العام للجنة العليا للانتخابات- وأنا أنتهز الفرصة وأدعو المستشارة الجليلة "تهاني الجبالي" أن تزيح الستار عن الأسرار التي بين يديها عن المستشار حاتم بجاتو، وعن هذه الفترة من عمر مصر، لأنها شهادة للتاريخ إذا كشفتها سوف يعرف الشعب الكثير من الحقائق، وهناك أشخاص بعينهم مكانهم الصحيح خلف الأسوار وليس في المناصب السياسية!..

المستشارة الجليلة تهاني الجبالي لديها الإجابة عن أسئلة كثيرة.. لماذا تم اختيار حاتم بجاتو؟! •  

الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني المنهار.. هل هو البداية الحقيقية لثورة ثانية لإسقاط حكم الرئيس والإخوان؟! الخطر الحقيقي الذي يهدد مصر هو "ثورة الجياع".. فالعشوائيات تعاني الإهمال.. والصعيد يعاني الفقر، و40% من المصريين يخشون الانزلاق في خطر الفقر، وهو ما ينذر بثورة سوف تحرق الأخضر واليابس وأولهم الجماعة والنظام!. 

لماذا تهاجم الإخوان الذين كانوا ضمن ثورة يناير وكانوا ضد النظام السابق وضد الفلول؟!

الثورة قامت بشباب مصر وساندها الشعب، ولم يكن للإخوان أي علاقة بها ولم ينزلوا التحرير إلا في اليوم الرابع تنفيذًا لتعليمات المخابرات الأمريكية، ولم يكن الإخوان في يوم من الأيام ضد النظام السابق، بالعكس عقدوا معه العديد من الصفقات الانتخابية في 2005 و2010 وخلال ثلاثين عامًا، في محاولة لعمل فزاعة للغرب والأمريكان للإبقاء على "مبارك"، ولم يشاركوا في الثورة دعوة جاءت عن طريق الإنترنت وهي مشبوهة ولها علاقات بالمخابرات ولا يجب الاستجابة لها.. ولو استجاب الشعب المصري لدعوات العريان ما كان للثورة أن تنجح..

أما الفلول الحقيقيون فهم الإخوان، بدليل أن الذي يضع يده الملوثة بالدماء في يد الفلول ورجال الأعمال من النظام السابق هم الإخوان، بل ويقبلون أيدي رشيد ويخرج الشريف وزكريا عزمي ويضعون بدلاً منهم دومة وأحمد ماهر في السجن. ويضيف: الفلول الحقيقيون هم جماعة الإخوان المسلمين الذين قتلوا الثوار: "جيكا والجندي وأبوضيف" الذين ساندوا مرسي وعصروا الليمونة! الإخوان هم أصحاب الصفقات الرخيصة.. اتفقوا مع إسرائيل على اقتطاع جزء من شمال سيناء لحماس من أجل طرد الفلسطينيين من أرضهم وانتهاء المقاومة، وفتح قناة السويس لقطر مقابل الرشاوى الانتخابية! •  

لماذا يكره النظام في مصر "الإخوان" منذ عبد الناصر والسادات ومبارك؟! لأنهم جسم غريب على الحركة الوطنية المصرية منذ عصر "محمد علي" وحتى اليوم.. نحن لدينا ثوابت وطنية مصرية منها الفكرة الديمقراطية والحداثة واحترام الآخر والعيش المشترك بين الأقباط والمسلمين واحترام تراب الوطن.. ومرشدهم السابق عاكف قال: "طظ في مصر".. هم لا يحترمون الوطن أو الحدود.. ولا يحترمون الشعب المصري.. لكنهم يحترمون فقط الإخوان لأنهم ليسوا من الشعب المصري في شيء وليسوا من الإسلام في شيء!! اخبار اخرى مفاجاة ..



تكشف وثائق قضائية عن وجود علاقات مالية جمعت بين مذيع قناة الجزيرة القطرية، أحمد منصور، وأبرز رجال أعمال جماعة الإخوان وكاتم أسرارها المالية حسن مالك. وتعود وقائع القضية إلى العام 2006، عندما دفع مالك 300 ألف جنية مصري (43 ألف دولار) كان تلقاها من منصور لأعمال تشطيبات الفيلا الخاصة بمذيع الجزيرة، طبقاً لوثيقة موقعة بيد حسن مالك شخصياً وموجهه لمنصور.






وتكشف الوثيقة عن أن العلاقة الوثيقة بين منصور وقادة جماعة الإخوان لم تقتصر فقط على النواحي الإعلامية أو حتى السياسية، بل تخطتها لتصل إلى تعاملات مالية.
وتأتي المفارقة في قصة الكشف عن المعاملات المالية بين أبرز مذيعي قناة الجزيرة والرجل الذى يدير استثمارات الإخوان ويعد أحد أهم ممولي نشاط الجماعة طوال العشرين عاماً الماضية، أنها جاءت عبر قضية منازعة عادية بين أحمد منصور وأحد المقاولين ويدعي إبراهيم طلعت.
وتقول أوراق القضية إن منصور اتفق مع المقاول على إقامة فيلا، في التجمع السكنى الراقي في أرض الوزراء بمنطقة "الغولف" في القاهرة الجديدة، وهي منطقة خصصها وزير الإسكان الأسبق إبراهيم سليمان لمجموعة من المحظوظين من رجال نظام مبارك.
ودفع منصور مبالغ مالية تصل إلى 2.3 مليون جنيه (329 مليون دولار أمريكي) للمقاول لبناء الفيلا، ولكن الأخير لم ينجز الأعمال المتفق عليها بحسب ادعاء منصور، ما اضطره أن يقدم للنيابة العامة المستندات التي تثبت أنه قام بتوريد المبالغ للمقاول ومنها الوثيقة التي تكشف علاقاته المالية بحسن مالك.

وحتى يثبت منصور حقه قدم الوثيقة وهي عبارة عن خطاب موجه له من حسن مالك جاء نصه كالتالي: "الأخ الأستاذ / أحمد السيد منصور... أحيطكم علماً بأنني قمت اليوم 17 يونيو (حزيران) 2006 بتسليم المبلغ الذي حولته إلي وقدره (ثلاثمائة ألف جنيه مصري لا غير) إلى المهندس إبراهيم أحمد طلعت صاحب مركز القاهرة المهندسين كدفعة أولي من أعمال الفيلا الخاصة به والتي تقع في منطقة غرب الجولف القاهرة الجديدة.. حسن عز الدين يوسف مالك".
كما أقر منصور في تحقيقات النيابة بأن مالك سدد جزء من المبلغ عنه، وهو ما يثير عدة علامات استفهام حول أسباب دفع رجل الأعمال الإخواني البارز أموال في تجهيز الفيلا الخاصة بمنصور.
والمثير للتساؤل أن رجل أعمال بحجم مالك كان وسيطاً في نقل الأموال من منصور للمقاول، وخصوصاً أنه كان من الممكن أن يحول مذيع الجزيرة الشهير المبلغ مباشرة للمقاول وهو ما يثبت حقوقه أكثر.
ويبدو أن هذه الوثيقة ستكون بداية خيط لوقائع عديدة عن شبكات العلاقات الخاصة والغامضة التي جمعت بين الإخوان وإعلاميين خاصة في قناة الجزيرة القطرية، وربما يتبعها وقائع أخري قريباً.

        من هو أبو انس الليبي الذي اعتقله القوات الاميركية في طرابلس؟

 كان ابو انس الليبي الذي قامت قوات اميركية خاصة باعتقاله في ليبيا لاتهامه بالضلوع في تفجيري السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا في 2998، شخصية شبه غير معروفة في موطنه ليبيا التي اختار ان يعيش فيها متكتما.

وتلاحق واشنطن ابو انس الليبي واسمه الحقيقي نزيه عبد الحميد الرقيعي، منذ اكثر من 13 عاما، على خلفية دوره الرئيسي في الهجمات على السفارتين الاميركيتين في تنزانيا وكينيا.

ووضعت السلطات الاميركية مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار اميركي، لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض على "اكثر ارهابي مطلوب".

وقامت قوات اميركية خاصة بخطف الليبي (49 عاما) وسط طرابلس وفي وضح النهار السبت، وقال البنتاغون انه "يجري اعتقاله بشكل قانوني بموجب قانون الحرب في مكان آمن".

وذكر مصدر مقرب من ابو انس الليبي انه كان قد عاد الى بلاده اثر انطلاق الثورة ضد نظام معمر القذافي في العام 2011، وشارك في المعارك الى جانب الثوار الليبيين.

وأضاف المصدر ان ابو انس الليبي البالغ 49 عاماً متزوج وله 4 ابناء، وقد قتل احد ابنائه على يد القوات الموالية للقذافي خلال عملية "تحرير طرابلس" في تشرين الاول/اكتوبر 2011.

وقال ان اسرته عادت الى ليبيا قبله في 2010، بموجب مبادرة اطلقها سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم القذافي.

 وعقب الثورة الشعبية، ابتعد الليبي عن الاضواء، وقال المصدر ان ابو انس كان "متكتما، لا يعمل ولا يغادر منزله سوى للتوجه الى المسجد، وكان غالبا يرتدي الزي الافغاني".

وبحسب احد اقربائه فإن ابناءه "وجدوا صعوبات في التأقلم في مدرستهم في ليبيا بعد سنوات عدة من المنفى في باكستان".

وفي 1990 كان الليبي ينتمي الى "الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة" التي حاولت الاطاحة بنظام القذافي واقامة دولة اسلامية.

وبعد قمع ألقذافي لتلك الجماعة في مطلع التسعينات، فر أبو انس الليبي مهندس المعلوماتية من ليبيا الى السودان، حيث انضم إلى صفوف القاعدة وتقدم بسرعة في صفوفها بفضل درايته في مجال المعلوماتية وأنظمة الاتصالات.

كذلك عاش في افغانستان واليمن قبل حصوله على اللجوء السياسي في بريطانيا التي اقام فيها في مدينة مانشستر حتى العام 2000، وعندما وجهت اليه محكمة اميركية تهما بالتورط في تفجير السفارتين في 1998، فر مرة اخرى ليجد ماوى له في افغانستان وباكستان.

وقال علي صوفان، عميل مكتب التحقيقات الفدرالية (اف بي اي) السابق في كتابه عن القاعدة ان الليبي "يتميز بندبة على خده الايسر"، وقال انه انضم الى القاعدة في افغانستان "بعد اداء متميز في مختلف معسكرات التدريب".

واضاف في كتابه ان الليبي "اضافة الى مهاراته في مجال الكمبيوتر ارتقى ليصبح واحدا من اكثر عناصر الجماعة الارهابية كفاءة وكان يقوم بتدريب عناصر اخرين"، وتردد ان الليبي عمل لحساب تنظيم القاعدة في نيروبي في 1993 و 1994.

واوكلت الى جماعته في شرق افريقيا مهمة استكشاف الاهداف الاميركية والبريطانية والفرنسية والاسرائيلية في نيروبي، وقرر ان "افضل خيار هو مهاجمة السفارة الاميركية في نيروبي"، طبقا لصوفان، الذي ذكر ان جماعة الليبي توجهت الى الخرطوم بعد ذلك لاطلاع زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على الخطة.

وفي 7 اب/اغسطس 1998، انفجرت سيارة مفخخة امام السفارة الاميركية في نيروبي ما ادى الى مقتل 213 شخصا واصابة 5 الاف بجروح، وفي اللحظة نفسها تقريبا انفجرت شاحنة مليئة بالمتفجرات امام السفارة الاميركية في تنزانيا ما ادى الى مقتل 11 شخصا واصابة 70 اخرين، واعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن التفجيرين.

وفي ايلول/سبتمبر 2012، ذكرت شبكة "سي ان ان" ان الليبي شوهد في طرابلس، وخشيت اجهزة الاستخبارات الغربية ان تكون اوكلت اليه مهمة تشكيل شبكة للقاعدة في ليبيا، الا انها لم تتمكن من القبض عليه بسبب المشاكل الامنية التي تعاني منها ليبيا، بحسب "سي ان ان".

ابنة "الصندوق الأسود" للنظام السابق تتحدث عن "ولع" العقيد الراحل بابنته بـ"التبني" هناء ... العنود السنوسي لـ«الحياة»: عُرضت الرئاسة على والدي... لكنه أبى أن يتخلى عن «القائد»

لندن - كميل الطويل

الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٣

التاريخ، كما يُقال، يُكتب بلغة المنتصرين. كتبه معمر ألقذافي بلغته عندما تولى السلطة بانقلاب الفاتح من أيلول (سبتمبر) 1969. لم يكن حكم الملك الراحل إدريس السنوسي بلا أخطاء بالتأكيد، لكنه أيضاً لم يكن بالسوء الذي حاول ألقذافي أن يصوّره به.

في العام 2011 سقط القذافي بدوره بعدما حكم ليبيا قرابة 42 عاماً كان فيها الآمر الناهي. وقد كُتب الكثير، قبل سقوطه وبعده، عن فظاعات ارتكبها، من قتل المعارضين إلى تفجير الطائرات واغتصاب النساء.

جرائم عهد القذافي لا تبدو في حاجة إلى كثير من التضخيم كي تظهر بالسوء الذي يريده كاتبو التاريخ من «المنتصرين» في «ثورة 17 فبراير». فالشهود الأحياء على هذه الجرائم موجودون بوفرة، وقد قدموا روايات مفصلة عن «إجرام» العقيد الراحل والحلقة الضيقة المحيطة به. لكن هل هناك من يجرؤ الآن على «الدفاع» عن القذافي ونظامه؟ هل هناك من ما زال يؤمن حقاً بـ «القائد»؟ قلة قليلة بلا شك. العنود السنوسي واحدة منهم. القذافي زوج خالتها صفية. أما والدها فعبدالله السنوسي رئيس الاستخبارات السابق و«الصندوق الأسود» لنظام عديله.

العنود ما زالت شابة صغيرة في الـ 22 من عمرها. تعلّقها بوالدها دفعها إلى العودة إلى ليبيا من المنفى العام الماضي لمحاولة زيارته في السجن، فتم اعتقالها وسجنها 11 شهراً، قبل الإفراج عنها لتلتحق ببقية العائلة في مصر.

تحدثت العنود في مقابلة مع «الحياة» عن معمر القذافي «الإنسان»، وعن ولعه بهناء ابنته بالتبني. كشفت أن والدها «استقال» من قيادة الاستخبارات الليبية وبقي 4 سنوات يرفض تلقي راتبه، لكن القذافي رفض التخلي عنه. أكدت أن والدها لم يتورط في مذبحة أبو سليم في طرابلس والتي راح ضحيتها ما يصل إلى 1200 سجين عام 1996، وانه تفاوض في اليوم الأول مع السجناء على تلبية مطالبهم لكن تم قتلهم في اليوم الثاني.

قالت العنود إن عبدالله السنوسي لم يكن في إمكانه التخلي عن القذافي عندما بدأت ثورة 17 فبراير، فقد كان ينظر إليه بوصفه «القائد» و «الأب». وزعمت أن جهات غربية عرضت رئاسة ليبيا على والدها إذا انقلب على القذافي وانضم إلى الثورة.

وفي ما يأتي نص المقابلة:

> حكمت المحكمة الجنائية الدولية بأن من حق ليبيا أن تحاكم والدك. فما هو تعليقك؟

- إنني أتكلم ليس لأنني ابنة عبدالله السنوسي أو لأنني ابنة خائفة على والدها. أتكلم لأنني مواطنة ليبية سُجنت في ليبيا وأعرف طريقة معاملتهم للسجناء وأعرف إذا كان القضاء عادلاً أم لا. تجربتي الشخصية توضح أنه لا يوجد في ليبيا قضاء عادل ونزيه. ليبيا الآن تحكمها الميليشيات فقط وليس الدولة. وهذا كلام المسؤولين الليبيين وليس كلامي.

لو كانت المحكمة الجنائية الدولية مستقلة حقاً هل يمكن أن تقول إن عبدالله السنوسي في أمان في ليبيا. موقفها هذا صدر يوم الجمعة وقبل ذلك بيوم واحد خطفوا رئيس الحكومة علي زيدان في طرابلس. أيام معمر القذافي لم يكن هناك قتل كما يحصل اليوم. أيام القذافي لم تكن تحصل الاغتصابات التي تحصل اليوم. أيام القذافي كانت ليبيا أكثر الدول أمناً. كانت البلاد هادئة. كنا ننام وأبواب بيوتنا مفتوحة.

سأروي لك تجربتي الشخصية. دخلت إلى ليبيا (عام 2012) كي أزور والدي. دخلت من طريق مطار طرابلس الدولي وختموا جوازي. لم يكن مزوراً، كما قيل، فقد تم إصداره في العام 2010 وزرت به دولاً خارجية مثل مصر والجزائر والأردن. لم ألبس خماراً ولم أغيّر اسمي. اسمي العنود عبدالله محمد عامر. عامر اسم عائلتي وليس السنوسي الذي هو اسم الشهرة لوالدي. فكان على الجواز اسم العنود وعبدالله ومحمد وعامر. إذاً لم أدخل إلى ليبيا خلسة. دخلت باسمي الحقيقي ومررت عبر الشرطة وتم ختم جوازي. وكان الهدف من زيارتي أن أرى والدي، ومن أجل ذلك كان عليّ أن أذهب إلى الدولة. فقبل وصولي بشهر بعثنا برسالة عبر الفاكس إلى النائب العام نطلب الزيارة باسمي واسم والدتي واسم اختي. فلم يتم الرد علينا. بقينا شهراً لا نعرف إن كان والدي حياً أو ميتاً، وهل يتم تعذيبه أم لا. فاضطررت أن آتي بنفسي لأحاول زيارته.

بعد يوم تقريباً من وصولي إلى طرابلس جاءت الشرطة العسكرية وقبضت عليّ. سألتهم لماذا يقبضون عليّ، فتبيّن من كلامهم أن السبب هو انني ابنة عبدالله السنوسي. قال لي المسؤول في مكتب الشرطة العسكرية هل تعرفين من أكون؟ فقلت له: من؟ قال: والدك قتل أخي في (سجن) أبو سليم. فقلت له: كيف تحكم على والدي مسبقاً؟ هذا يبيّن أن ليبيا أو ما تسمى الدولة الليبية ليست قائمة حتى الآن. فهم يصدرون أحكاماً مسبقة. خذ مثلاً أحمد إبراهيم الذي حكموا عليه بالإعدام، وهو لم يكن سوى مسؤول بسيط في الدولة. فإذا كان هذا هو الحكم الذي صدر عليه فما بالك بعبدالله السنوسي.

> ما هي الاتهامات الموجهة إلى والدك؟

- ممنوع علينا أن نطلع على ملف الدعوى. لكننا سألنا محامياً (اطلع على الملف) قال لنا إن الدعوى هي كل قانون العقوبات الليبي إلا الربع تقريباً، أي أن كل التهم الواردة في قانون العقوبات واردة في الملف ضد والدي. وأبسطها عقوبته الإعدام. ملف الادعاء يضم أكثر من خمسة آلاف صفحة من الجرائم والاتهامات. لقد أُلقي بكم هائل من الجرائم على كاهل والدي، لكنه ليس الرجل الخارق -أو سوبرمان- الذي بإمكانه أن يفعل هذا كله.

والدي ممنوع من الزيارات العائلية. حتى المحامي ممنوع من زيارته. وهو مسجون في سجن غير تابع للدولة. المسؤول عن السجن هو خالد الشريف ومعه (عبد الحكيم) بلحاج، وكلاهما يُعتبر من «القاعدة» (تقصد أنهما من «الجماعة المقاتلة» التي كان النظام السابق يربطها بـ «القاعدة»، علماً أن الشريف اليوم بات مسؤولاً في الحكومة بينما بلحاج يقود حزباً سياسياً رسمياً). لقد كانا في السابق مسجونين عند الأميركيين الذين أرسلوهما (مع سجناء آخرين) بأكياس من القمامة. والدي هو من فتح الأكياس ونظّفهما وأعطاهما مكاتب وملابس. وكانا أيضاً مسجونين (لاحقاً) في سجن أبو سليم، لكنهما الآن باتا مسؤولين عن سجن الهضبة المسجون فيه والدي مع المسؤولين الآخرين (في النظام السابق). والدليل على أن هذا السجن يُعتبر خارجاً عن سلطة الدولة الآن هو أن عمتي مثلاً وهي تسكن سبها في الجنوب تأخذ موافقة على زيارة والدي من النائب العام، لكنها عندما تأتي لزيارته يمنعونها. فلو كانوا يتبعون الدولة لكانوا وافقوا على رسالة النائب العام.

> لكن السلطات الليبية سمحت لك بمقابلة والدك، فماذا قال لك؟

- بصراحة عندما قالوا لي إنني سأرى والدي في زيارة إنسانية فرحت كثيراً. لكن الزيارة كانت لهدف إعلامي. فعندما قابلته كان معنا الكثير من الكاميرات والمصورين والصحافيين. دام اللقاء 10 دقائق وكان معنا أكثر من 10 حراس. منعوني من أن أجلس بجانبه. قالوا إنه يجب أن أجلس في مقابله. قلت له: كيف حالك؟ فرد: الحمد لله. كان يحاول أن يظهر أمامي بمعنويات مرتفعة كي يغطي الهزل والتعب الذي كان يعانيه. فقد كان منهكاً في شكل غير عادي. خس وزنه أكثر من 40 كلج. أما ثيابه فكانت في حال يرثى لها.

تأسفت أن أرى والدي بهذه الحال. قال لي إنني مجنونة، فما كان عليّ أن آتي لأنني لا أعرف ماذا سيكون في انتظاري. قال لي ما معناه إن ليبيا «خلاص ... لم تعد بلادنا» وإن الذي يأتي الى ليبيا يكون مصيره الاعتقال والسجن. في نهاية اللقاء قال لي أن آخذ بالي على اخوتي وان تنسوني ولا تعتبروني موجوداً في الحياة. فقلت له: «كيف يعقل هذا، فأنت والدي وإذا لم يكن فيك الخير فلا خير في أحد». فقال لي: «لا علاقة لكم بي، وانسوني. لا علاقة لكم بأي شيء يتعلق بالسياسة والدولة والحكومة». فقلت له: «أنت منذ صغرنا لم تعلمنا على السياسة».

فصحيح أن والدي جنرال ورئيس للاستخبارات، لكنه كان يميل إلى العلم وبخاصة التاريخ. فقد كان دائماً ما كان يقرأ التاريخ ويقول: «يا ابنتي اعرفي التاريخ وركزي عليه لأن الذي يعرف التاريخ يعرف نصف المستقبل». وكان دائماً ما يقول لي إن المنصب الذي هو فيه الآن «زي كرسي الحلاق» – كل يوم يجلس عليه أحد مختلف، وبالتالي لا يجب أن نعتمد عليه. كما قال لي إن الفلوس ستذهب يوماً ما، فيمكن أن يأتي أحد ويأخذها ويذهب. كما قال: «إن البيت يمكن أن يختفي في لحظة». وهذا ما حصل تماماً مع بيتنا الذي فجّره «الناتو». في لحظة اختفى.

ولذلك عندما قال لي (خلال اللقاء في السجن) إن ليس لي علاقة بالدولة والحكومة، أجبته بأنك أوصيتني بذلك منذ ست سنوات سابقة وأنا آخذة بوصيتك. كان يقول لنا منذ صغرنا أن نعتمد على أنفسنا وليس على منصبه لأنه لن يدوم. فقد عانى والدي كثيراً في صغره وفي كبره. سُجن كثيراً وظُلم كثيراً...

> متى سُجن والدك؟

- سُجن أيام القائد القذافي. سُجن أكثر من مرة. وفُصل من العمل وبقي أربع سنوات مفصولاً من العمل.

> لماذا؟

- أمور سياسية. القائد أنا أحبه واعتبره مثالي الأعلى، لكن كان يوجد فيه عيب أنه يسمع لما يقوله الآخرون. كان هناك أشخاص يغيرون من والدي. ليبيا بلد قبلي، وبعض الناس أراد أن يكون المحيطون بالقذافين هم من أبناء قبيلة القذاذفة. بينما والدي مقرحي من سبها. فلم يكونوا يريدون أن يكون بجانبه. القائد، الله يرحمه ويسامحه، كان يصدّق ما يقال له في هذه المواضيع. قبل أربع سنوات (من بدء الثورة) – أي قبل ست سنوات من الآن – قدّم والدي استقالته. ونحن كعائلة كنا قد طلبنا منه أن يتوقف عن العمل لأننا نريد أن نتمتع بحياتنا معه. فأنت تعرف أن والدي، بحكم أنه كان (مسؤولاً أمنياً) في الدولة الليبية، كل القضايا (التي ارتكبها النظام السابق) تم مسحها به: لوكربي وأبو سليم و (موسى) الصدر ... ولذلك فقد كان ممنوعاً من السفر إلى معظم الدول. فلم نستمتع بوقتنا معه كأب وكعائلة، بينما الناس الذين هم من ارتكب الجرائم فعلاً يتمتعون هم وأولادهم ولا تعترضهم مشاكل خلال سفرهم إلى الخارج. فقدم والدي استقالته، ولكن للأسف القائد رفضها. أحبّ والدي أن يبيّن أنه غير راضٍ عن العمل ويريد ان يترك، فبقي أربع سنوات يرفض تقاضي راتبه الذي أبقاه في خزينة الاستخبارات.

عندما جاءت الثورة كان الليبيون من أتباع «17 فبراير» يريدون أن يقف عبدالله السنوسي ضد القذافي. والعالم الخارجي أيضاً. كانت أميركا تريده ان يقف معها ضد معمر القذافي. وعدوه حتى بأن يمسك الرئاسة (إذا انقلب على القذافي). لكن والدي قال: «صحيح إنني اختلف مع معمر القذافي في بعض وجهات النظر ويمكن أن أصل إلى خلاف كبير بيني وبينه، لكنه في الأول والأخير هو بمثابة والدي ولا يمكنني أن أخونه». ووالدي الآن يدفع ثمن إخلاصه. كان والدي يقف منذ زمان مع القائد لأنه يعتبره بمثابة والده ومثاله الأعلى. ولا يمكن لوالدي أن يخرج عن طاعة والده. فمن ليس له خير في والده لا خير فيه لأحد.

> كيف كان يعاملكم القذافي؟

- قابلته كثيراً. فهو زوج خالتي. الله على ما أقول شهيد: «عمري ما دخلت إلى عنده ووجدته في البيت. دائماً في الخيمة. أجد أمامه التمر وحليب الإبل وخبز التنور». وعندما تأتي لتزوره تجده دائماً بلباس عادي – في ملابس الرياضة يتريّض. وعندما كان يأتيه أي شخص - سواء كان طفلاً صغيراً أو شيخاً - كان يقف له. فإذا كان طفلاً صغيراً كان يقبّل يده. كان يتأبطك ويأخذك في الأحضان. ثم يجلس معك ويقول: «تفضل، يجب أن تأكل من الطعام (الموجود إمامه). كان يجلس معك ويهذّر ويضحك. كان شخصاً عادياً جداً».

> نسمع بالكثير عن أفعاله السيئة. هل يعقل أنك لم تري أياً منها؟

- بتاتاً. في المدرسة أو الجامعة، الشخص الذي يكون متفوقاً على زملائه أو الناجح في حياته يُحب الناس أن يطلقوا عليه اشاعات مغرضة وأن يُنزّلوا من شأنه. لو كان الشخص غير مهم ولا يقوم بشيء يبهر به الآخرين لما كان أحد سيهتم به او يطلق عليه الاشاعات والأكاذيب. معمر القذافي إنسان زي أي إنسان آخر، لديه عيوب ومميزات، ولكن لا يعقل انه بالشراسة التي يحكون عنها. صحيح أن معمر القذافي قاتل الشعب الليبي (خلال الثورة)، ولكن لماذا؟ لو قارنوا أنفسهم بمصر، مثلاً، فالمصريون قاموا بثورة وذهبوا إلى ميدان التحرير وهتفوا بأعلى صوت (ضد حكم حسني مبارك)، ولكن في ليبيا أول شيء قاموا به (الثوار) انهم ذهبوا إلى مخازن السلاح. فأنت توجّه سلاحك ضد الدولة والشعب (المؤيد للنظام)، فماذا تتوقع من معمر القذافي أن يفعل لك؟ أكيد أنه سيرد عليك بالسلاح. لكن أن تقولوا إن معمر القذافي حرّض على الاغتصاب وانه استخدم الكيماوي... فهذه أمور لا تُصدّق. لو كان معمر القذافي لا يحب الشعب الليبي ولو كان سارقاً الفلوس كما يقولون لكان هرب كالرؤساء الآخرين. لكنه أحب أن يبقى في بلاده، لأنه مخلص ووطني ويحب بلاده ويحب شعبه. ولو كان غير ذلك لكان قد سافر. جميعكم شاهد بيوته. كان بيته أبسط بيت. لم يكن فخماً وكان أثاثه بسيطاً.

> لكن منازل أولاده كانت فخمة جداً؟

- سألتني عن معمر القذافي فأجبت عن معمر القذافي وليس عن ابنائه. أبناؤه نعم كانوا يركبون أحسن السيارات وعندهم أحسن البيوت ويأكلون طعاماً مميزاً، لكنني تكلمت عن بيت معمر القذافي وأكله ولباسه وليس أولاده. أنت تعرف سن الشباب، ومهما كانوا فهم يُعتبرون أولاد القائد. لكن معمر القذافي كان رجل بادية، يحب البساطة. هذه شهادة شخصية والله على ما أقول شهيد. كان يحب مقابلة الأطفال والشيوخ ويسمع منهم الشعر ويحب ان يجلس مع العجائز من كبار السن. كان يحب ان يستمع للأطفال والنكات. كان يحب ان يضحك. كان يأتي بأطفاله وأحفاده ويلعب معهم. كان مرحاً جداً.

> ألم تسألي والدك ولا مرة عن قضية مذبحة أبو سليم؟

- ما أعرفه عن موضوع أبو سليم أنه تم على مرحلتين أو يومين. اليوم الأول عندما سمع والدي به (تمرد السجناء) ذهب وتبين له ان المساجين لديهم مطالب. فجلس معهم. أخذ من كل قاطع (في السجن) شخصين أو ثلاثة كممثلين لهم وتحدثوا عن مطالبهم. وعدهم بتلبية المطالب التي يمكنه أن يحققها لهم، وقال لهم إن أموراً أخرى ليس في مقدوره تحقيقها. في اليوم التالي كان والدي في البيت عندما سمع بقصة المذبحة في السجن. لم يحضرها ولم يكن راضياً عنها. والأشخاص الذين يُزعم في ليبيا الآن أنهم من أطلقوا النار صاروا خارج ليبيا ويتمتعون بالحرية ويتفسحون هم وأولادهم بينما والدي هو من يدفع الثمن. والدي زي الفوطة. مسحت الدولة الليبية كل الجرائم به.

> وماذا عن لوكربي؟

- لوكربي قصتها معروفة. حُكم فيها على عبدالباسط المقرحي، فلماذا يضعون والدي فيها. والدي زى الشماعة يعلقون عليه كل شيء، كما ترى. لأنه كان مقرباً من القائد وكان يحبه لم يرد أن يتكلم ويقول إنه لم يفعل هذا الشيء او ذاك. كان مضطراً أن يسكت. أما الآن فقد بات ضرورياً أن يُبرّئ نفسه.

> هل كان قاسياً عليكم في البيت؟

- والله بعد ان سمعتهم يقولون إن والدي فعل هذا الشيء وذاك الشيء كنت أقول إن هذا مستحيل. فقد عشت معه كل عمري – 22 سنة – ولم أرَ منه ما يتحدثون عنه. أذكر أن والدي زعل مني زعلاً شديداً في إحدى المرات. فقد أرسلني إلى مدرسة داخلية في جنيف وتحديداً في مونترو الجبلية بسويسرا. كنت آنذاك في الصف السادس وعمري 10 سنوات او 11. لم أطق المدرسة الداخلية وصرت ابكي. فجاء عمي وأخذني إلى والدي الذي كان آنذاك في إيطاليا يُعالج من مرض سرطان الكبد. ذهبت إليه على أساس انني لا أريد أن أكمل الدراسة (في المدرسة السويسرية). فقال لهم إنه لا يريد أن يقابلني. عقابه في البيت كان أنه يقاطعك ولا يعود يتكلم معك. كنا نتمنى أن يضربنا أو يزعق فينا لكنه كان يلجأ إلى مقاطعتك. يعتبرك زي الكنبة أو الكرسي– كأنك غير موجود.

>ماذا حل بعائلتك خلال الثورة؟

- هذه الصورة لعائلتي التي تفرقت. أخي (محمد) مهندس مدني كان يعيش في إيطاليا، ولديه أعماله. كان يحب الديكور والموضة وكرة القدم والرياضة. كان إنساناً مدنياً تماماً. لكنه لما سمع بأحداث ليبيا وانهم (الثوار) يدخلون إلى البيوت ويغتصبون النساء فقال إن هذا عرضي ويجب أن أساعد والدي. فجاء وتطوع وكان في الجبهة مع خميس القذافي. قُتلا معاً (في قصف الناتو) بين ترهونة وبني وليد في شهر 8 (آب/أغسطس). أخي محمد (أعلى الصورة) هو أخي الكبير، من مواليد 1981. وهذه سارة، الثانية في البيت، من مواليد 1985. وهذه مبروكة، مواليد 1987. ثم هذه أنا، مواليد 1991. ثم سالمة مواليد 1997. وهذه أمي. والدي أوصاني بهؤلاء الأطفال الثلاثة: سالمة مواليد 1997، ومحمد مواليد العام 2000، ومعمر مواليد 2003. الاهتمام بهم مسؤولية صعبة. في المدرسة في مصر يقولون لهم: أنتم أبناء عبدالله السنوسي، والدكم مجرم وفعل كذا وكذا.

> ماذا تذكرين من أحداث الثورة؟

- من أبشع الأشياء التي رأيتها في ليبيا القصف العشوائي من «الناتو»، مثلما فعلوا عندما قصفوا بيت القائد بجوار بيتنا تماماً في طرابلس فقتلوا ابنه سيف العرب. كان أقرب أبناء القائد لي وأعرفه معرفة وثيقة بينما علاقتي بالآخرين سطحية. كنت اعتبره بمثابة أخي وصديقي. كان ملتزماً ومتدينا وقريباً من الله، ويعيش في ألمانيا. لم يكن له أي علاقة بالقتل والسلاح. قال لوالدته – وهذه المرة الأولى التي أقول فيها هذه المعلومة لأحد – إنه غير مرتاح بسبب ضوضاء الحفلات يقيمها مؤيدو القذافي في باب العزيزية. رأسه لم يعد يحمله. فقد كان يحب دائماً أن يجلس في البيت يقرأ القرآن الكريم ويتصفح الانترنت. فقالت له والدته أن يذهب الى البيت الذي في غرغور. فهذه المنطقة في طرابلس كنا نحن نسكن فيها. راح إلى هناك لينام، فضربوا المنزل بصاروخ. كان كل ذنبه أنه ابن معمر القذافي وينام في بيته.

فقدنا أيضاً ابن عمي وهو من مواليد العام 1986. كان مهندس طيران ويعيش في لندن. عاد الى ليبيا وتطوع، فقتله «الناتو» في الزاوية.

كما فقدت عائلتنا أولاد القذافي الآخرين أبناء خالتي (صفية) التي خسرت سيف العرب وخميس ومعتصم. أنظر ماذا فعلوا بمعتصم فتعرف أن «فبراير هذه هي قهراير وليست فبراير». ليس لديهم لا قلب ولا دم ولا ضمير. خالتي تريد جثة زوجها وابنها. لا تريد شيئاً آخر. فهي تعيش في الغربة وفي العزلة وفي الاقامة الجبرية في الجزائر مع هناء وهانيبال. عائشة ذهبت إلى سلطنة عمان هي ومحمد (إبن القذافي البكر).

> هل كنت تعرفين بقصة هناء؟

- لقد سألت عن هذا الموضوع لكن والدي كان يقول لي أن لا أتحدث عنه. فهي ابنة القائد وكان يحبها جداً. كان يدلّعها في شكل غير طبيعي. عندما تأتي كانت تنام على رجليه أو تستلقي عليه وهو يداعب شعرها. كانت تنام بقربه وتمسك يده، خصص لها هاتفاً خليوياً خاصاً بها فقط من أجل أن تكلمه مباشرة. كانت تتصل به دائماً للإطمئان عليه وكان يدلعها أشد الدلع وعندما تكون موجودة لم يكن يهتم بالآخرين. كان يدلعها أكثر من كل اخوتها.

الفرار إلى سبها

> ماذا حل بالعائلة بعدما سقطت طرابلس في يد الثوار؟

- انتقلنا إلى سبها في الجنوب. جاءنا والدي وأبلغنا أن أخي استشهد. لم نكن قد انتهينا بعد من عزاء ابن عمي الأول – مواليد 1986 – فتبلغنا باستشهاد أخي. كان ذلك صدمة قوية. فمحمد كان مواليد 1981 وأمي لم تنجب صبياً (ثانياً) سوى في العام 2000. كانت أمي متعلقة جداً به فهو ابنها البكر وكان ينوب عن والدي. خسرناه. تفتّت السيارة التي كان فيها مع خميس واحترقت.

بقينا يومين في العزاء. والدي كان للتو قد غادر العزاء للذهاب الى براك (الشاطئ) على أن يعود الى سبها، فسمع هدير طائرة. كان صوتها مختلفاً، وبحكم خلفيته العسكرية عرف أنها طائرة من غير طيار. فاتصل فوراً بنا وقال إن هناك طائرات تحوم في الأجواء ما يعني انهم سيضربون بالتأكيد. منطقتنا عبارة عن حارة. فيها بيت جدي وبيتنا وبيت عمي أحمد وبيت عمي احميدة وبيت عمي السنوسي وبيت عمتي نجلاء وبيت عمتي نوارة وأبناء عم والدي الإثنين وابن ابن عمي وابن عمتي – أي ما يفوق 12 بيتاً. وفي النهاية يأتي بيت معمر القذافي الذي له بيت في كل منطقة ليبية. أخرجنا والدي من منازلنا الساعة السابعة المغرب وصواريخ الناتو ضربتنا الساعة الخامسة فجراً. لم تضرب بيتاً تلو الآخر. دمروها كلها دفعة واحدة كي لا ينجو عبدالله السنوسي. نزلت الطائرات على البيوت دفعة واحدة ومسحتها بالكامل. لقد أنقذ والدي في تلك اللحظة أكثر من 90 شخصاً كان يمكن أن يُقتلوا جميعاً في ذلك الهجوم.

> كيف تم ترحيل والدك من موريتانيا؟

- كان والدي في موريتانيا والرئيس الموريتاني هو من طلب منه أن نجيء إليه. بعدما زرته في المرة الأولى قال لي اذهبي وجيئي بأهلك واخوتك واقعدوا معاه. وعدنا أنه سيعطيه اللجوء السياسي وانه لن يسلمه لليبيا او المحكمة الجنائية في لاهاي، وانه لو فرضاً تكاثرت عليه الضغوط فسيسلمه إلى لاهاي وبشروط. فجأة كنا متواجدين مع والدي في البيت وكان معه اخوتي الصغار. فقد كانت العطلة الصيفية وجئت بهم من مصر. فقالوا لنا إن الرئيس غداً صباحاً يريد ان يقابل الوالد. فجهّز والدي نفسه وخرج في الصباح. لكنه تأخر. صار الوقت ظهراً ولم يعد. وفي العشاء وجدنا أشخاصاً من الدولة يدخلون علينا ويفتشون البيت. سألناهم ما القضية فقالوا لا شيء. ثم قالوا لنا أن نخرج من البيت. جمعنا أغراضنا وذهبنا إلى بيت الرئيس السابق الذي نعرفه وجلسنا عنده. لم نكن نعرف ماذا يحصل. فجأة شاهدنا شريطاً مصوراً يظهر فيه والدي وهو ينزل من الطائرة في ليبيا. صُدمنا. أخي الصغير أخذ يبكي ويقول: جيبوا لي بابا جيبوا لي بابا.

ضجة غير مسبوقة حول ما إذا خُطف أو اعتقل

حكاية أبو أنس الليبي من الألف إلى الياء

نصر المجالي

الإرهابي المطلوب الأكثر أهمية في العالم

واكبت عملية اعتقال أبو انس الليبي، ضجة سياسية غير مسبوقة، فهذا الرجل تطارده الولايات المتحدة منذ أكثر من 13 عاماً، ومتهم بالوقوف وراء التفجيرين اللذين نفذهما تنظيم القاعدة ضد السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا.

لم تثر ضجة سياسية على اسقاط (إرهابي) بعد عملية اعتقال دراماتيكية كما اثارتها عملية اعتقال أبو أنس الليبي يوم السبت الماضي الذي يعتبر صيداً ثميناً للولايات المتحدة التي ظلت تطارده لأكثر من 13 عاماً.

وأبو أنس الليبي واسمه الحقيقي نزيه عبد الحميد الرقيعي، مطارد على خلفية دوره الرئيسي في التفجيرين اللذين نفذهما تنظيم (القاعدة) ضد السفارتين الاميركيتين في تنزانيا وكينيا في 1998 ، حيث سقط 224 قتيلاً، ومعهم أكثر من 4500 جريح.

وكانت السلطات الاميركية عرضت مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار اميركي، لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القبض على "اكثر إرهابي مطلوب".

وقامت قوات اميركية خاصة بخطف الليبي (49 عامًا) وسط طرابلس وفي وضح النهار السبت، وقال البنتاغون إنه "جرى اعتقاله بشكل قانوني بموجب قانون الحرب في مكان آمن".

وكانت وجهت اتهامات إلى الليبي في عام 2000 مع 20 آخرين من القاعدة بينهم زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن والزعيم الحالي للتنظيم العالمي أيمن الظواهري.

 وقدمت لائحة اتهام ضد الليبي في نيويورك مما يجعلها مقرًا محتملاً لمحاكمة مدنية وليست عسكرية. وقال مسؤول أميركي إن الليبي قد يحاكم في نيويورك لكن الحكومة الاميركية لم تعلن خططها ولم يتم اتخاذ قرار.

البيت الأبيض يدافع

 ودافع البيت الابيض عمّا قامت به القوات الأميركية، وشكل هذا العمل استخدامًا لما يعرف بـ"التسليم"، والذي يعني اعتقال من يشتبه بأنه ارهابي في دولة اجنبية دون اتباع اجراءات التسليم وهو اسلوب واجه انتقادًا شديدًا على الصعيد الدولي في ظل ادارة الرئيس السابق جورج دبليو. بوش ولكن اوباما احتفظ لنفسه بحق استخدامه اختياريًا.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحافيين عن قضية الليبي"إنه بوضوح عضو بالقاعدة كما أنه بوضوح مطلوب في تهم.

وكان أبو انس الليبي عاد الى بلاده اثر انطلاق الثورة ضد نظام معمر القذافي في العام 2011، وشارك في المعارك الى جانب الثوار الليبيين. لكن أسرته عادت الى ليبيا قبله في 2010، بموجب مبادرة اطلقها سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم القذافي.

وهو متزوج وله 4 ابناء، وقد قتل احد ابنائه على يد القوات الموالية للقذافي خلال عملية "تحرير طرابلس" في أكتوبر/ تشرين الاول 2011.

استجواب

وحسب التصريحات الأميركية سيخضع أبو أنس الليبي للاستجواب بشأن ما يعرفه عن تنظيم القاعدة ومنظمات إرهابية أخرى، وكذلك عن الأشخاص الذين عمل معهم داخل ليبيا ومن دون شكّ، وفقاً للمحللين، فإنّ السنوات القليلة الماضية من حياته ستكون محل درس دقيق من قبل المحققين، ولذلك "فإنه صيد ثمين جدًا بالنسبة إلى الولايات المتحدة."

ويقول مراقبون: "لاشكّ أيضًا أنّ اعتقاله داخل ليبيا يعني أنه كان داخلها وهو ما يشير أيضًا إلى تنامي المجموعات الجهادية ولاسيما بعد الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي".

ويشار الى أن الليبي ليس الوحيد الذي عاد إلى بلاده في السنوات الثلاث الأخيرة، كما أنه ليس الوحيد الذي عاد من ضمن الجهاديين الذين عاشوا في مدينة مانشستر البريطانية في عقد التسعينيات من القرن الماضي.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا يوم الاثنين إن فريقًا من نخبة المحققين الأميركيين بدأ استجواب القيادي البارز في تنظيم القاعدة نزيه الرقيعي المحتجز على سفينة الإنزال البرمائي سان أنطونيو التابعة للبحرية في البحر المتوسط.

وتستجوب الرقيعي مجموعة أميركية تعرف باسم مجموعة استجواب المعتقلين ذوي الأهمية العالية أسست عام 2009 ومقرها فرع الأمن القومي بمكتب التحقيقات الاتحادي.

وهذه المجموعة متخصصة في جمع المعلومات من المشتبه بأنهم ارهابيون لمنع الهجمات المزمع شنها.

خطف أم اعتقال وجدل؟

وبينما يثار جدل حول اسلوب واسباب خطف أبو أنس الليبي من شوارع طرابلس يوم السبت الماضي ونقله بسرعة الى خارج ليبيا، فقد احتجت الحكومة الليبية ممثلة برئيس وزرائها علي زيدان الذي يدعمه الغرب على ما سماه عملية "الخطف".

وحسب تقارير متطابقة، فإن نبيل الرقيعي شقيق أبو أنس الليبي كان قال إن ثلاث سيارات اعترضت شقيقه قرب البيت حين عاد بسيارته بعد أن صلى الفجر في أحد المساجد بطرابلس.

واضاف أنه نزل من السيارات رجال ملثمون شاهدتهم زوجة "أبو أنس" من نافذة البيت، وكذلك عاينهم أولاده وهم يجردونه من مسدسه ويسيطرون عليه ويقودونه الى جهة مجهولة، في عملية أعلن البنتاغون أن "وحدة عسكرية أميركية" نفذتها.

أما زوجته أم عبدالرحمن فقد سردت بشكل حصري ما جرى وقت الاعتقال حصريًا لشبكة (سي إن إن) الأميركية، وقالت: "من رأيتهم هم أشخاص ليبيون، قد يكون بينهم أشخاص أميركيون، ألا أنني لم اتمكن من رؤيتهم لأن هناك أكثر من سيارة."

واضافت: "يقولون إن من قاموا بالعملية عشرة أشخاص، الا أنني أعلم أن هناك أكثر من عشرة، لم استطع عدهم لكثرتهم".

شهادة النجل عبدالله

ومن ناحيته، قال عبد الله الرقيعي (19 عامًا) ابن الليبي للصحافيين إن رجالًا يستقلون أربع سيارات خدروا والده يوم السبت وأخرجوه من سيارته ثم انصرفوا به.

وقال عبد الله الرقيعي لصحيفة (دايلي تلغراف) اللندنية إبن أبو أنس الليبي إن "والده أجبر على مغادرة بريطانيا بسبب مضايقات الشرطة البريطانية له"، موضحاً أن الشرطة كانت تفتش منزله وتصادر الحواسيب والعديد من الأجهزة الالكترونية.

ووصف الرقيعي خلال المقابلة طفولته وكيف قضاها متنقلاً من مكان إلى آخر، من مدرسته الابتدائية في مانشستير إلى أفغانستان حيث أضحى والده مقرباً من زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وهو أمر لا تنكره العائلة بأكملها".

وأضاف نجل أبو أنس الليبي في المقابلة التي أجراها معه مراسل الصحيفة المختص بشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر أنه بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول هربت العائلة إلى إيران، حيث تم وضعهم في السجن لمدة 7 سنوات ونصف السنة، مشيراً إلى أنهم عوملوا بقسوة في بداية فترة سجنهم حيث وضعوا في قبو تحت الأرض كما انهم منعوا من زيارة الأطباء لهم، إلا في حال كون حالتهم خطيرة وتستدعي ذلك".

وأصر الرقيعي خلال المقابلة على أن والده "ذهب إلى باكستان لنصرة المظلومين والأبرياء هناك"، مضيفاً ان والده بريء من قتل " 224 شخصاً في إنفجارين متتاليين استهدفا السفارة الأميركية في نيروبي".

وختم عبد الله الرقيعي خلال المقابلة التي أجريت في العاصمة الليبية طرابلس إن "والدي كان رجلاً عادياً وقد أخبرنا تقريباً كل شيء عن حياته، إنه بريء وستظهر براءته عندما لا يستطيعون تقديم إي ادانات بشأنه".

الجماعة الإسلامية المقاتلة

يذكر أنه في 1990 كان أبو أنس الليبي ينتمي الى "الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة" التي حاولت الاطاحة بنظام القذافي واقامة دولة اسلامية.

وبعد قمع القذافي لتلك الجماعة في مطلع التسعينات، فر ابو انس الليبي وهو مهندس في تكنولوجيا المعلومات من ليبيا الى السودان، حيث انضم الى صفوف القاعدة وتقدم بسرعة في صفوفها بفضل درايته في مجال المعلوماتية وانظمة الاتصالات.

وكان أبو أنس الليبي في افغانستان واليمن قبل حصوله على اللجوء السياسي في بريطانيا التي اقام فيها في مدينة مانشستر حتى العام 2000، وعندما وجهت اليه محكمة اميركية تهمًا بالتورط في تفجير السفارتين في 1998، فر مرة أخرى ليجد مأوى له في أفغانستان وباكستان.

وكان علي صوفان، عميل مكتب التحقيقات الفدرالية (اف بي اي) السابق أشار في كتابه عن القاعدة الى أن الليبي "يتميّز بندبة على خده الايسر"، وقال إنه انضم إلى القاعدة في أفغانستان "بعد أداء متميز في مختلف معسكرات التدريب".

واضاف صوفان أن الليبي "اضافة الى مهاراته في مجال الكمبيوتر ارتقى ليصبح واحدًا من اكثر عناصر الجماعة الارهابية كفاءة وكان يقوم بتدريب عناصر آخرين"، وتردد أن الليبي عمل لحساب تنظيم القاعدة في نيروبي في 1993 و1994.

ويشير الكتاب إلى أنه كانت أوكلت الى جماعة ابو أنس الليبي في شرق أفريقيا مهمة استكشاف الاهداف الاميركية والبريطانية والفرنسية والاسرائيلية في نيروبي.

وطبقًا لعلي صوفان، فإن الليبي فضل خيار مهاجمة السفارة الاميركية في نيروبي"، وقال صوفان إن جماعة الليبي توجهت الى الخرطوم بعد ذلك لاطلاع زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على الخطة.


المارينز اعتقلوا "أبو أنس الليبي" أمام زوجته وأولاده

انتظروا عودته من مسجد صلى فيه الفجر بطرابلس فاعترضوه حين اقترب من البيت

الأحد 1 ذو الحجة 1434هـ - 6 أكتوبر 2013م

أبو أنس الليبي، يطارده الأميركيون منذ 13 سنة 

 

لندن - كمال قبيسي

بعد أكثر من ساعتين من نشر "العربية.نت" لتأكيد من مصدر ليبي في لندن بأن "أبو أنس الليبي" تم اعتقاله فجر أمس السبت في العاصمة الليبية، بعد بحث أميركي عنه استمر طوال 13 سنة، ورد تأكيد من مسؤولين أميركيين بأن فريقا أميركيا اعتقله فعلا، وهو ما تضيفه "العربية.نت" إلى تقريرها عن "أبو أنس" المطلوب أميركيا لدور مهم قام به وأدى إلى نجاح "القاعدة" في 1998 بتفجير السفارة الأميركية في العاصمة الكينية، نيروبي، تزامناً مع هجوم آخر استهدف نظيرتها في تنزانيا، حيث سقط 224 قتيلاً، ومعهم أكثر من 4500 جريح.

ومما تناقلته الوكالات بعد نشر "العربية.نت" لتقريرها عن اعتقال "أبو أنس" أن شقيقه، واسمه نبيل، أخبر بأن 3 سيارات اعترضت شقيقه قرب البيت حين عاد بسيارته بعد أن صلى الفجر في أحد المساجد بطرابلس، ونزل منها ملثمون شاهدتهم زوجة "أبو أنس" من نافذة البيت، وكذلك عاينهم أولاده وهو يجردونه من مسدسه ويسيطرون عليه ويقودونه الى جهة مجهولة، في عملية أعلن البنتاغون أن "وحدة عسكرية أميركية" نفذتها.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جورج ليتل، في بيان إنه "اثر عملية اميركية لمكافحة الارهاب فان ابو انس الليبي هو الآن محتجز بشكل قانوني لدى الجيش الاميركي في مكان آمن خارج ليبيا".

المصدر في لندن هو نعمان بن عثمان، رئيس "مؤسسة كويليام" البريطانية الناشطة في أبحاث خاصة بمكافحة التطرف والإرهاب، فذكر "نقلاً عن مقربين جدا جدا من أبو أنس" الذي ولد باسم نزيه عبدالحميد نبيه الرقيعي في 1964 بطرابلس، بأنه بعد خروجه من مسجد صلى فيه فجر السبت بالمدينة اتجه إلى حيث يسكن قرب طريق المطار "وهناك اعترضه ملثمون واعتقلوه وهو يكاد يهم بدخول البيت" كما قال.

وذكر بن عثمان الذي كانت تربطه صداقة قديمة مع "أبو أنس" استمرت 20 سنة في الماضي، أن الملثمين نزلوا من سيارات غير معروف عددها تماما، إلا أن المقربين من "أبو أنس" أخبروه بأنهم شاهدوا منها سيارتين فقط، وفي أحداها نقلوه عند الفجر أمام شهود عيان.

وقال بن عثمان، الذي كتب تغريدة في "تويتر" عبر فيها عن استغرابه لعدم اعتراف الحكومة الليبية باعتقال "أبو أنس" حتى الآن، إنه ليس متأكدا من وقوع بيت "أبو أنس" حاليا قرب طريق مطار طرابلس "لأنه ربما انتقل إلى غيره، لكنه كان يقيم هناك مع زوجته وأولاده الثلاثة قبل 7 أشهر" على حد ما ذكر عن الرجل الذي لم يرتبط اسمه بتفجير السفارة في كينيا إلا عام 2000 فقط.

مغربي كشف عنه معظم المعلومات

نعمان بن عثمان

في ذلك العام، أي بعد 18 شهرا من العملية الانتحارية، اكتشف الأميركيون علاقته بتنظيم "القاعدة"، عندما أخبرهم عضو سابق فيه بأنه كان ضمن فريق راقب سفارات غربية، وأهمها الأميركية بنيروبي قبل سنوات من تفجيرها، وسريعا ضمه "الأف.بي.آي" في 2001 إلى لائحة مطلوبيه، بجائزة ما زالت قيمتها 5 ملايين دولار لمن يساعد على اعتقاله.
وقال نعمان بن عثمان إن ذلك العضو السابق في "القاعدة" لم يكن إلا المغربي الحسين خرشتو، المعروف باسم "أبو طلال المغربي" والذي كان بأواخر 1994 في كينيا يدرس الطيران وقيادة طائرة بن لادن الخاصة، ثم انشق عن التنظيم وأخبر الأميركيين بكل ما يعرفونه عن "أبو أنس" الذي طرأ في 2002 جديد بشأنه.

وكان الجديد هو ما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية من أن السودان "اعتقل 21 شخصا تمهيدا لتسليمهم إلى الولايات المتحدة لقاء استبعاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب" وبينهم 9 متشددين "منهم أبو أنس الليبي" على حد قولها.

لكن الحكومة السودانية نفت على لسان غازي صلاح الدين، مستشار رئاسة الجمهورية لشؤون السلام بالسودان آنذاك، ثم اتضح أن شخصا لقبه "أبو أنس" بالفعل تم اعتقاله، إلا أنه لم يكن ليبيا "بل هو مصري" على حد ما أعلنه وزير الداخلية السوداني، اللواء عبدالرحيم محمد حسين، وراجعته "العربية.نت" في صحف أتت ذلك الوقت على الخبر.

كان ينتحل شخصية بن لادن للتمويه

شاحنة محملة بأكثر من 900 كيلو تي أن تي دمرت سفارة أميركا بنيروبي

وجمعت "العربية.نت" معلومات عن "أبو أنس" من مصادر عدة أطلعت عليها، ومنها أنه تخرج من كلية الهندسة بجامعة الفاتح، وهي "جامعة طرابلس" الآن، حيث درس علوم الكمبيوتر، وهو متزوج من ليبية والدها كان دبلوماسيا سابقا، وكان له منها 4 أبناء، إلا أن أحدهم، وهو عبدالرحمن، سقط قتيلا في 2011 حين شارك بالهجوم على معقل العقيد القذافي في باب العزيزية بطرابلس.

و"أبو أنس" خبير بالمعلوماتية والاستطلاع والتجسس والمراقبة والتعامل مع الأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر، وبفضلها ارتقى بسرعة في "القاعدة" وانضم إلى مجلس الشورى فيها، طبقا لما طالعته "العربية.نت" من شهادات أدلى بها معتقلون من التنظيم، ممن أكدوا أنه ساهم في 1993 بمراقبة السفارة الأميركية بنيروبي وتصويرها، لتستهدفها "القاعدة" بعد 5 أعوام بانتحاري اقتحم مقرها بشاحنة محملة بأكثر من 900 كيلوغرام "تي.أن.تي" وأتت عليها بالكامل.

وكان "أبو أنس" حين أقام في أفغانستان ينتحل شخصية بن لادن ويرتدي الثياب نفسها التي كان يرتديها زعيم "القاعدة" القتيل، لأنه بطوله تقريبا وطريقته بالمشي شبيهة بطريقة بن لادن تماما، فكانت "العيون" الأميركية تراه في مكان ما وتظنه بن لادن الحقيقي.

فتاوى تجيز تعذيب الرهائن

وأهم ما طرأ من جديد بشأن "أبو أنس" كان العام الماضي حين ذكر كثيرون أنهم "شاهدوه يتجول بحرية في طرابلس" طبقاً لما بثته "سي.أن.أن" نقلا عن مصادر في استخبارات غربية طلبت عدم كشف هويتها، وأن السلطات الليبية قد لا تكون عارفة بوجوده على أراضيها، كما نفت تلك المصادر علمها بقيام جهات أمنية دولية بالطلب من طرابلس اعتقاله، لأنه لا توجد اتفاقية لتبادل المطلوبين بين ليبيا والولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة تسعى وراء "أبو أنس" ما أمكن، وربما علمت العام الماضي فقط أنه عاد إلى ليبيا، بعد أن اطمأن إلى تراجع اهتمام أجهزة الاستخبارات بملاحقته خلال السنوات الأخيرة، علما أنه التحق بتنظيم "القاعدة" في أواخر الثمانينيات "وخلال تلك الفترة، وبعد أن شن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حملة ضد الأصوليين المتشددين، فر إلى السودان" ثم غادره قبل رحيل بن لادن في 1996 إلى أفغانستان، فأقام في قطر قبل أن يستقر بمدينة مانشستر في بريطانيا التي منحته حق اللجوء السياسي لخشيتها من تعرضه للأذى إذا عاد إلى ليبيا.

وحين اكتشف الأميركيون أمره أسرع الأمن البريطاني بأوائل عام 2000 وداهم منزله للقبض عليه، لكنهم اكتشفوا أنه فر من البيت الذي عثروا فيه على "وثيقة إرهابية" من 180 صفحة عنوانها "دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطواغيت" وفيها تفاصيل للمقاتلين عن استخدام المتفجرات وتعذيب الضحايا، كما شرح المحاذير الأمنية التي يتطلب عليهم اتباعها حين القيام بعملياتهم بدقة وأمان، مع فتاوى من بعض علماء الدين "أجازوا فيها تعذيب الرهائن، خاصة من يحجبون المعلومات والأخبار والأسرار عن شعوبهم".

مركز دراسات: ثروة علي صالح وأقاربه 70 مليار دولار

| تأريخ النشـــر: الثلاثاء, 19 نوفمبر, 2013

علي عبدالله صالح

قالت: دراسة صادرة عن المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية إن كافة التقديرات، تشير إلى أن مجموع قيمة ما تم تهريبه من دول الربيع العربى لصالح أنظمة مبارك وعلي عبدالله صالح والقذافي وبن علي يصل إلى ما يقرب من الـ 500 مليار دولار.

وأفادت الدراسة بأن ثمة عدد من الأسباب لفشل دول الربيع العربي في استرداد الأموال المهربة حتى الآن، منها عدم الاستقرار السياسي، إذ لم تتمكن أي من الدول العربية من استعادة الاستقرار واستكمال استحقاقات انتقال السلطة في ظل سقوط حكم الإخوان المسلمين فى مصر وما تبعه من مواجهات دامية وأعمال إرهابية قادتها الجماعات الإسلامية الجهادية ضد الدولة والمجتمع.

وأشارت إلى أن تعثر الحوار الوطني في اليمن، والجدل الدائر حول تشكيل الحكومة بتونس وتصاعد حدة نشاط الميليشيات المسلحة في ليبيا واليمن، مما دفع سويسرا، على سبيل المثال، إلى تجميد مشروع قانون لتيسير إجراءات رد الأموال المهربة للدول العربية.

وأوضحت الدراسة أن تقييد السلطة القضائية من أهم أسباب تعثر استرداد الأموال المهربة، فقد كشفت الثورات العربية عن إشكاليات تحول دون قدرة المؤسسات القضائية على أداء مهامها، وعلى رأسها الضغوط السياسية، بما يؤدي لعدم الوفاء بضمانات التقاضي ويسمح لرموز النظم السابقة باستغلال إجراءات المراجعة القضائية في الدول الأجنبية لتعطيل استرداد الأموال على غرار رفض القضاء الإسباني تسليم رجل الأعمال المصري حسين سالم للسلطات المصرية على الرغم من صدور أحكام قضائية ضده بالسجن لمدة مجمعة تصل إلى حوالي 59 عامًا.

بينما قدرت منظمة الشفافية المالية التونسية غير الحكومية حجم الأموال المهربة من تونس من قبل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على وأقاربه بنحو 32 مليار دولار، وهي تقديرات مقاربة لما أعلنته الهيئة الوطنية لاسترداد الأموال المنهوبة في اليمن التي قدرت الثروات المهربة من جانب رموز نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح بما يتراوح بين 30 و70 مليار دولار.

بينما يصل حجم الأموال المهربة الليبية إلى 220 مليار دولار، وفق تقديرات أعلنتها لجنة استرداد الأموال التابعة للمؤتمر الوطني الليبي السابق في منتصف أغسطس الماضي.

وأضافت أن كل التقديرات المتداولة للأموال المهربة في دول الإقليم تفتقد للدقة والانضباط، رغم مرور ما يقارب ثلاث سنوات على قيام الثورات العربية، إذ إن التقديرات المتداولة للأموال المصرية المهربة تراوحت بين 143 و225 مليار دولار، وهو ما نفاه المستشار كامل جرجس، رئيس مكتب التعاون الدولي في النيابة العامة، في مايو الماضي، مشيرًا إلى أن تلك التقديرات تميل للمبالغة.

وأشارت إلى أن الجهود التي تبذلها مصر لم تحقق المستويات المأمولة في استعادة تلك الأموال، حيث استردت قسمًا منها فقط، رغم تشكيل لجنة قضائية لاسترداد الأموال المهربة تضم مختلف الجهات القضائية والرقابية المعنية وما يقارب سبع لجان شعبية، في حين تم تجميد أرصدة مملوكة لبعض رموز النظام السابق في الخارج سواء كانت أموال نقدية أو أصول عقارية وفق بعض التصريحات الرسمية مثل تصريح رئيس هيئة الرقابة الإدارية، اللواء محمد عمر وهبي في أبريل الماضي.

الثروات العربية المنهوبة :64 مليارديراً سعودياً تقدر ثرواتهم بـ204 مليارات دولار

ثورة أون لاين:

كشف تقرير حديث أن عدد المليارديرات في منطقة الشرق الأوسط لعام 2013 بلغ حوالي 157 مليارديرا، بثروة 354 مليار دولار، وتصدرت السعودية قائمة المليارديرات لعام 2013 في المنطقة، حيث بلغ عددهم 64 مليارديرا بثروة 204 مليارات دولار، في حين يعاني ثلث الشعب السعودي من الفقر والحرمان.

وبحسب التقرير الذي أعدته مؤسسة “ويلث أكس” بالتعاون مع بنك “يو بي إنس”، فقد جاءت الإمارات في المركز الثاني بـ37 مليارديرا تقدر ثرواتهم بـ45 مليار دولار، تلتها الكويت بعدد مليارديرات بلغ 17 مليارديرا بثروة بلغت 34 مليار دولار، وبلغ عدد المليارديرات في قطر 9 مليارديرات بثروة تبلغ 20 مليار دولار.

وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة الوطن الكويتية، أن ثروة المليارديرات في الشرق الأوسط تزايدت نتيجة لقوة أسواق الأسهم وأسواق المواد الخام. ويعتبر مليارديرات الشرق الأوسط من أكثر المليارديرات إنفاقا على العقارات واليخوت والطائرات الخاصة.

وعالميا ارتفع عدد المليارديرات من 2160 في العام الماضي، إلى 2170 في 2013 وبثروة مجمعة بلغت حوالي 6.52 تريليون دولار صعودا من 6.19 تريليون دولار في 2012.

وجاءت أوروبا في المركز الأول من حيث عدد المليارديرات، حيث بلغ عددهم 766 بثروة مجمعة بلغت 2.12 تريليون دولار، وتلتها أميركا الشمالية بعدد 552 لكن ثروتهم المجمعة كانت أكبر حيث بلغت حوالي 2.16 تريليون دولار، بينما جاءت آسيا في المركز الثالث.

وبحسب صحيفة الخليج الإماراتية، فقد توقع التقرير ذاته أن ينمو عدد المليونيرات في دولة الإمارات بنسبة 14.6 في المئة بحلول نهاية العام الجاري إلى 54600 مليونير، يمتلكون ثروات تقدر بأكثر من 180 مليار دولار، وأن يرتفع بنسبة تصل إلى 34 في المئة بحلول العام 2017 إلى 69000 مليونير، مع ازدياد ثرواتهم 48 في المئة لتبلغ 269 مليار دولار، طبقاً لما أوردته صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وقدر التقرير الصادر عن مؤسسة ويلث إنسايت المتخصصة في تقصي المعلومات عن الأغنياء وفائقي الثراء في العالم، أن يرتفع عدد أثرياء الدولة الذين يمتلكون أكثر من 110 ملايين درهم (30 مليون دولار) إلى 893 ثرياً.

وأشار التقرير إلى أن عدد الذين يمتلكون أصولاً تزيد قيمتها على الـ 3.67 مليون درهم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي، بلغ زهاء 48300 شخص في العام الماضي، ولا يشمل ذلك قيمة مقار سكناهم، في حين بلغ عدد الأشخاص واسعي الثراء نحو 625 مليونيراً .

وقالت “ويلث إنسايت” أن 59 في المئة من مليونيرات الإمارات مقيمون في دبي، مركز الأعمال في الدولة، و26 في المئة في العاصمة أبوظبي، و3 في المئة في الشارقة، مشيرةً إلى أن مصدر ثروة الأغنياء واسعي الثراء في أبوظبي منشأه قطاع النفط والغاز، بينما يتمثل مصدره في دبي في قطاعات متنوعة مثل الخدمات المالية، والعقارات.

وأوضحت أن معظم المليونيرات في الدولة من المواطنين، قائلةً إن زهاء 11 في المئة منهم يعيشون في الخارج، ويمتلكون أصولاً خارجية وصلت قيمتها إلى 63 مليار دولار في 2012، وتوقعت في الوقت نفسه ارتفاع قيمة هذه الأصول بنسبة 32 في المئة إلى 85 مليار دولار بحلول العام 2017.

تاريخ وجرائم جماعات الإسلام السياسي في مصر (15) – تنظيمات الارهاب والتكفير في عهد مبارك- الجماعة الاسلامية – الجزء الثاني

اتخذت الجماعة الاسلامية لنفسها حق تغيير المنكر باليد لان النظام القائم لا يلتزم بالإسلام ولا يطبق الشريعة ويكون ذلك مع اصحاب المعاصي الظاهرة مثل السكارى، محلات بيع الخمور، محلات اشرطة الفيديو، السائحات، العروض المسرحية والنشاط الفني     و المسرح الغنائي في الكليات، وأصبح هذا المفهوم حول مسألة النهى عن المنكر يؤدى إلى الصدام مع السلطة ومع الشعب وبذلك حلت الجماعة الاسلامية محل الاخوان في استخدام العنف ضد المواطنين.

انتشر فكر الجماعة الاسلامية في اسيوط لأن بها جامعة انشئت سنة 1957 وكان بها عدد كبير من الطلاب استعدوا لاستقبال كل أنواع الأفكار وخاصة في بيئة محافظة وذات قاعدة شعبية مسلمة اقل من المسيحيين بها ، المنيا لوجود قيادات تنظيم الجهاد بها ومنهم فؤاد محمود حنفي ، محمد عصاد الدين دربالة، عاصم عبد الماجد ماضي، كرم محمد زهدي، وعلى عبد الفتاح ابراهيم امير الجماعة في المنيا،حيث اتخذوا من احد مساجد المنيا مقرا لهم فاستمرو في بث افكارهم بين أبناء الطبقة المتوسطة التي تميل إلى الفقر كذلك انتشرت في سوهاج ، الفيوم وبنى سويف وفى القاهرة في مناطق بولاق الدكرور و عين شمس.

منذ عام 1984وحتى عام 1985 بدأ عمل الجماعة الاسلامية في المنيا والدعوة لمبادئ التنظيم واكتساب أعضاء.

عام1986خرجت الجماعة في شكل مجموعات للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فاعتدوا على بعض محال بيع "خمور “وأندية الفيديو.

يوم 24 اغسطس 1986 قطعت الجماعة الاسلامية طريق القاهرة – اسوان والقوا حمولة سيارة نقل من البيرة في الطريق

يوم 28 اغسطس 1986 تصادمت الجماعة الاسلامية مع السلطة حيث اشتبكت مع قوات الأمن والقى القبض على عدد كبير منهم واحتجزوا لتهم ارتكبوها وللحد من خطورتهم وهربت قيادات التنظيم!

انتهجت الجماعة الاسلامية اسلوب التصفية الجسدية للمنشقين عنها حيث انشق عنهم حسام البطوطى امير الجماعة في بنى سويف فتصدت له مجموعة مجدي كمال وقتلوه واصابوا إتباع الأمير المنشق.

الصدام بين الجماعة الاسلامية والأمن في القاهرة والفيوم:

في القاهرة تكونت في منطقة عين شمس خلية تابعه لتنظيم الجماعة الاسلامية وقيادات تنظيم الجهاد المفرج عنهم في قضايا سابقة ومنهم حازم الحسيني، أكرم هريدي، بركات هريدي، محمد عبد الرؤوف نوفل، اسماعيل رفاعي حيث تابعو نشاطهم ودعوتهم من مسجد منشية التحرير في منطقة عين شمس وفى يوم 12 اغسطس 1988 حدث أول صدام بينهم وبين الدولة ممثلة في قوات الأمن حيث احرق  المصلون اطارات السيارات والقوا كرات اللهب والحجارة على قوات الأمن اللذين جرت تسميتهم في كتب عمر عبد الرحمن (جنود فرعون – هامان وجنوده) وتم القبض على اعضاء الجماعة الاسلامية ممن شاركوا في الاشتباكات.

ثم اعتمدت الجماعة الإسلامية فكرة ضرب السياحة لان ملابس السائحات تثير الشباب المتدين، ومن ثم تعلموا صناعة المفرقعات للدفاع عن أنفسهم ضد قوات الشرطة الكافرة ولتنفيذ مخطط النهى عن المنكر بالقوة.

اما في محافظة الفيوم فقد قررت نقابة المهن الزراعية عرض مسرحية (أصل وخمسة) فاستفز ذلك الجماعة الاسلامية وحاولوا منع العرض بالقوة والقوا قنبلة على سرادق العرض وأصابوا ضابط برتبه مقدم.

قادت الجماعة الاسلامية مظاهرة بقيادة (عمر عبد الرحمن) حاملة اسلحة نارية وقبض عليهم وقدموا للمحاكمة.

بعد إقالة اللواء زكى بدر و تعيين محمد عبد الحليم موسى وزير للداخلية اعدت الجماعة الاسلامية خطة لاختبار نوايا الوزير الجديد وكان ذلك يوم عيد الشرطة 25 يناير 1990 حيث قامت الجماعة بمظاهرات لاستعراض القوة في محافظات عدة وقاموا بالاستيلاء على ثلاثة مساجد كبرى في الفيوم واسيوط والقاهرة واطلق بعض اعضائها النار في كل اتجاه وكسروا واجهات المحلات واصابوا مواطنين ثم عرضوا مطاليهم السياسية إثناء القاء الرئيس (مبارك) للخطاب السياسي في عيد الشرطة وكانت مطالب الجماعة هي الاتي:

1.     الإفراج عن عمر عبد الرحمن وباقي اعضاء الجماعة الاسلامية المقبوض عليهم في المظاهرات (بالأسلحة النارية).

2.     تقديم اللواء زكى بدر للمحاكمة!

ومن الجدير بالإشارة إلية أن (عمر عبد الرحمن) هذا كان قد تحدث الى جريدة (الشعب) الناطقة باسم الجماعات الاسلامية عموما والإخوان المسلمين خصوصا قائلا: "ان الوزير الجديد ما هو لا امتداد للقديم لأنهما ينفذان سياسة واحدة"،" ليس هناك مجال للتفاهم او الحوار مع الوزير إلا اذا عاد ورجالة الى الحق".

وكانت هذه التصريحات من امير الجماعة الاسلامية ايذانا باستمرار المعركة بين الدولة وجماعات الارهاب حتى انتصار طرف منهما




وسط طبول الحرب على سوريا بحجة تأديب نظامها، وضجيج المواقف الاوروبية الخليجية وتهديداتها المشفوعة بإرسال اسلحة وتحريك قطعات بحرية، جاء موقف جامعة الدول العربية هزيلا كعادته، متطابقا مع موقف الدول الخليجية التي تقود الجامعة منذ سنوات.
عند اشتداد الازمات في المنطقة العربية تكثر التساؤلات حول موقف الجامعة ولماذا لا تتدخل لحماية الشعوب مما تتعرض له على يد انظمتها. هذه التساؤلات تغفل حقيقة دور الجامعة والهدف من تأسيسها عام 1945 على يد سبعة أنظمة عربية سائرة كلها في الفلك البريطاني آنذاك. أساس الفكرة كان بريطانيا هدفه مواجهة التيار العروبي المتنامي آنذاك.
كانت خطوة تخديرية ظاهرها تجمع توحيدي للدول العربية يمتص المد العروبي، وحقيقتها جامعة تحمي مصالح الانظمة المؤسسة والمنظمة لاحقا. هكذا كانت تفسر الجامعة تعبير “الدول العربية ” بمعناه الضيّق، أي الحكومات العربية رغم ان دلالة “الدولة” أوسع من الحكومة في علم السياسة، فالمادة الثانية من ميثاق الجامعة ينص على ان”الغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها وتنسيق خططها السياسية تحقيقاً للتعاون بينها
كانت الجامعة العربية ترفض استقبال وفود من المعارضات العربية مبررة ذلك بأن تعاطيها يقتصر على الانظمة فقط. حدث هذ مرارا عندما حاولت جهات عراقية معارضة لقاء مسؤولي الجامعة إبان النظام الدكتاتوري السابق.
لكن هذا الموقف تغيّر فجأة بعد الاطاحة بذلك النظام، عندما بدأت الجامعة تستقبل وفودا متتالية من معارضي التغيير والذين هم في غالبيتهم من أنصار نظام صدام لدرجة ان الامين العام السابق عمرو موسى جعل من أحد هؤلاء مستشارا له للشؤون العراقية. مقابل ذلك كان انفتاح الجامعة على النظام الجديد في العراق متحفظا جدا حتى بدا وكأن الجامعة تحتفظ بالودّ إتجاه الانظمة الدكتاتورية العربية حتى بعد سقوطها . هنا بدأت الجامعة وعبر أمينها العام ومساعديه التدخل في الشأن الداخلي العراقي بحجة الدفاع عن حقوق الانسان وتفاصيل الاداء السياسي للنظام الجديد وهي التي لم تناقش يوما او حتى تطلق تصريحا يتناول الانتهاكات التي ترتكبها الانظمة الدكتاتورية العربية وهي مما لا يعد ولا يحصى.
وعند اندلاع الازمة السورية قبل عامين وقفت الجامعة في صف المعارضة آنذاك والتي تحولت بعد ذلك الى عصابات تشيع القتل والدمار مقابل نظام لا يقل عنها وحشية وقسوة. نسي الامين العام تأكيدات اسلافه على حصر التعامل مع الانظمة فقط، بل راح ومساعدوه يمارسون معارضة حادة لنظام الاسد وصلت الى درجة تدويل القضية وتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية.
كل ذلك جرى بدفع من أنظمة خليجية لا تحترم انسانا ولا تعترف بحق من حقوقه في بلدانها.
ينص ميثاق الجامعة على ان لكل عضو صوتا واحدا بغض النظر عن حجم الدولة العضو، لكن الممارسة اثبتت مؤخرا ان العضو الاكثر ثراء ورشوة هو صاحب الصوت الاقوى حتى لو كان مجهريا، بعدما غاب التوازن الذي كانت تشهده الجامعة خلال عقود. باتت اليوم أداة بيد دول تنفق المليارات من أجل تدمير البلدان العربية وقتل ابنائها.
حدث ويحدث ذلك في العراق ومصر ولبنان وسوريا التي لا تجد الجامة العربية غير طرف واحد توجّه اليه اللوم، هو النظام الحاكم متغافلة عن فرق الموت التي تعمل بالأمرة التركية والخليجية في أنحاء الاراضي السورية.

المطلوب إثباته؟ / محمد عبد الجبار الشبوط

محمد الشبوط
هل يعرف احد ما الذي يريد الرئيس الاميركي الديمقراطي باراك اوباما اثباته من وراء اصراره على الذهاب الى الخيار العسكري في سوريا ولو منفردا وحتى بدون الرجوع الى الكونغرس الاميركي؟
يتطلب الامر شجاعة من نوع ما لكي يتمكن رجل مسؤول من اتخاذ قرار الحرب وحيدا، بدون قرار من مجلس الامن، وبدون حلفاء، وبدون اقرار من السلطة التشريعية في بلاده. عدا ان يكون دكتاتورا، كما كانت هي الحال بالنسبة لهتلر وصدام حسين، فان الرجل لا يفعل ذلك الا اذا كان بصدد اثبات شيء في غاية الاهمية.
ما هو الشيء الذي يريد اوباما اثباته متحديا برلمان بلاده وحلفاءه في الدول الغربية والامم المتحدة؟
يريد ان يقول ان استخدام السلاح الكيمياوي خط احمر لا يسمح بتجاوزه؟ كلام لطيف. ولا احد يناقشه. ولا يزايدن احد على العراقيين في رفضهم لاستخدام هذا السلاح. فقد خبرناه في حلبجة والاهوار من قبل. لكن في تلك المرة، قبل حوالي ربع قرن، لم تحرك الولايات المتحدة ساكنا. بل انها كانت تزود النظام الصدامي بالمعلومات الاستخبارية التي ادت الى رجحان كفة النظام الصدامي على كفة ايران في الحرب التي شنها صدام حسين، كما كنا نعرف في المعارضة العراقية من قبل، وكما تؤكده وثائق المخابرات الاميركية التي نشرت مؤخرا. فليس هناك سجل يؤكد ان الولايات المتحدة لا تتسامح في هذا الامر.
يريد ان يقول انه يعاقب الطرف الذي امر باستخدام السلاح الكيمياوي؟ كلام لطيف. لكن كيف يعاقب دون ان يتأكد من هوية المرتكب. لا بد من مجرم ارتكب الجريمة. ولا يصح معاقبة شخص دون التأكد من ارتكابه للجريمة المحددة. وهذا يعني ان على اوباما ان ينتظر حتى يقول فريق الامم المتحدة المكلف بالتحقيق كلمته. واذا كان النظام متهما بارتكاب هذه الجريمة، فانه ليس المتهم الوحيد. هناك مزاعم من ان اطرافا في الجماعات المسلحة السورية قد تكون هي الطرف المتهم. الا يستدعي الامر ان يحقق اوباما بهذه التهم ايضا؟ ثم هل يصح معاقبة الشعب على ما ارتكبه النظام او الجماعات المسلحة؟ هل سوف يؤدي القصف الجوي الى معاقبة مرتكب الجريمة ايا كان، ام الى ترويع الناس وايقاع ضحايا مدنيين يفوق عددهم عدد من قتل باستخدام السلاح الكيمياوي المدعى؟ ثم هل ان اوباما يرى بعين واحدة فقط؟ الا يرى بعينه الاخرى الجرائم التي ترتكبها الجماعات المسلحة المتطرفة بحق المدنيين العزل، وبخاصة النساء والاطفال في العراق وسوريا، وهي تستخدم احيانا السكاكين والاسلحة العادية؟ الا تستحق هذه الجماعات عقابا اميركيا “عادلا” هي الاخرى؟ الا يرى اوباما تدفق الاسلحة والاموال على هذه الجماعات من دول مصنفة بانها “صديقة” للولايات المتحدة؟
لا يقول الرئيس الاميركي انه يفعل ذلك من اجل مساعدة الشعب السوري على اقامة نظامه الديمقراطي الجديد. فهو يعرف من سوف يقفز الى السلطة مع اول اشارة ضعف للنظام الحالي. انها قاعدة الدولة الاسلامية في الشام والعراق التي تقتل الناس لأنهم لا يعرفون كم عدد ركعات صلاة الصبح. هل يقيم هؤلاء دولة مدنية ديمقراطية على انقاض النظام السوري الحالي، ام دولة طالبانية افغانية اسقطها من قبل الرئيس الاسبق جورج بوش؟
روبرت فيسك، الكاتب الصحافي البريطاني المرموق يرى ان تراجع كفة الجماعات المسلحة السورية المعارضة وتحقيق النظام السوري مكاسب على الارض هو السبب في حماس اوباما.. فيسك يقول ان انتصار بشار هو انتصار لايران في هذه المواجهة الاقليمية، والانتصار الايراني في اي مكان في الشرق الاوسط امر غير مسموح به بالنسبة للغرب.
هل هذا هو السبب؟
الله اعلم، لكن الاسباب الاخرى التي يعلنها اوباما لا تبدو مقنعة!!!
الصباح

وفد دولة القانون يلتقي المرجع الحكيم

Grass and bokeh
التقى وفد قيادي من دولة القانون بالمرجع محمد سعيد الحكيم الخميس 29/8/2013 وعدد من الشخصيات الدينية في الحوزة العلمية لتدارس اوضاع البلد ومايمر به من تحديات خاصة الأمنية.
وكان الوفد الذي ترأسه الشيخ الدكتور خالد العطية والشيخ عبد الحليم الزهيري ووزير النقل هادي العامري والدكتور طارق نجم العبدالله قد زار النجف لتقديم صورة للمرجعية الدينية عن التحديات التي يمر بها العراق خاصة بعد الهجمة الارهابية الشرسة التي يتعرض اليها الشعب العراقي.
وفي بيان ذكره المكتب الأعلامي للشيخ خالد العطية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وحصلت عليه “موسوعة العراق”: أن الوفد قدم في هذه اللقاءات شرحا مفصلا عن الاوضاع السياسية والامنية على المستويين الداخلي والاقليمي وتوضيح ابعاد ودوافع الهجمة الارهابية الشرسة التي يتعرض لها الشعب العراقي بهدف تخريب العملية السياسية ومصادرة ومنجزاتها, وبيان ما اتخذته الحكومة واجهزتها الامنية من اجراءات لصد هذة الهجمة .
وقد اكد السادة العلماء من جانبهم على اهمية تلاحم الشعب العراقي بكل مكوناتة وقواه الوطنية لدرء الفتن والمخاطر التي يتعرض لها, وعلى ضرورة الارتقاء بمستوى الاداء الامني ووضع الخطط والاجراءات الامنية الكفيلة بردع القوى الارهابية الغاشمة وحماية الشعب العراقي من شرورها.

الحرب الأميركية على سوريا

Syria
إذا صدقت تسريبات البنتاغون الأميركي، سنستيقظ صباح غد، على وقع الصواريخ الأميركية العملاقة تعبر سماء لبنان والأردن وفلسطين باتجاه الأراضي السورية. «بنك الأهداف» شارك في تحديده الأميركيون، الإسرائيليون، الأردنيون، الأتراك وبعض المعارضة السورية.
ستنطلق صواريخ «توماهوك» أو «كروز» من منصات عملاقة فوق متن المدمّرات الأميركية الأربع «راميج»، «ماهان»، «غرافيلي» و«باري» المتمركزة في البحرين الأحمر والأبيض المتوسط. يقول الأميركيون إنهم اختاروا «أهدافاً محددة وموضعية» و«ليس على جدول أعمالهم إسقاط النظام».
بطبيعة الحال لن يكون بين أهدافهم المتوخاة لا مستودعات الأسلحة الكيميائية ولا المنصات الصاروخية الكيميائية. هم يريدون استهداف بعض مواقع السيطرة والتحكم بهذه الصواريخ. بعد ذلك، بساعات قليلة، سيعلنون رسمياً انتهاء «الموجة الصاروخية الأولى»، تاركين لدوائر البنتاغون والجيش الإسرائيلي مهمة تقييم الأضرار حتى يقرروا ما إذا كانوا سيقدمون على «موجة ثانية» ومن ثم ثالثة
طلبوا من الدول العربية التغطية، فكان لهم ما أرادوا من السعودية ومن الجامعة العربية التي تلعثمت بسبب اضطرار أمينها العام نبيل العربي إلى مسايرة الموقف المصري الرافض لأية عملية عسكرية ضد سوريا.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعد «استخدام السلاح الكيميائي المحرم بات الأمر يتطلب موقفاً دولياً حازماً وجاداً لوقف المأساة الإنسانية للشعب السوري»، معتبراً أن «النظام السوري فقد هويته العربية، ولم يعد ينتمي بأي شكل من الأشكال للحضارة السورية التي كانت دائماً قلب العروبة».
كذلك طلب الأميركيون من «هيئة التنسيق» وبعض رموز المعارضة السورية في الخارج، عدم توجيه انتقادات للعملية العسكرية، مع وعد جازم بأن العملية «ستكون قصيرة وسريعة.. لأن كل معطيات الميدان باتت جاهزة عملياً ولا ننتظر سوى الضوء الأخضر».
طلب الأميركيون من رعاياهم في المنطقة توخي الحذر. شمل التحذير بعض عملاء الـ«سي آي ايه» ممن طلب منهم مغادرة بعض الدول، مثل لبنان، قبل صباح يوم غد الخميس.
وقال المسؤول الإعلامي لشؤون الشرق الأوسط في البنتاغون بيل سبيكس لـ«السفير» إن «مهمتنا في وزارة الدفاع تزويد الرئيس بخيارات، ونحن جاهزون تماماً لتنفيذ أي إجراءات يقررها». ونقلت محطة «أن بي سي» الأميركية عن مسؤولين عسكريين أميركيين ترجيحهم أن تنطلق هذه الهجمات غداً، وقد تستمر لثلاثة أيام وربما إلى بداية الأسبوع المقبل، وهو ما يتماهى مع تقرير لشبكة «سي ان ان».
في المقابل، انتقل الجيش السوري في الساعات الأربع والعشرين الماضية، من وضعية عسكرية إلى وضعية مختلفة ميدانياً. التموضع العسكري للألوية والفرق العسكرية، وخاصة في دمشق ومحيطها، صار متصلاً باحتمالات مواجهة عدوان عسكري خارجي متدحرج، من دون الإخلال بتموضع بعض الفرق والألوية في مناطق تشهد مواجهات عسكرية في مناطق حساسة، وخاصة في محيط دمشق وريفها، كما في حلب.
واللافت للانتباه، في الساعات الأخيرة، أن الجيش السوري، وغداة إنهاء الأمم المتحدة مهمة للخبراء الدوليين لم تستغرق سوى يوم واحد، في الغوطة الشرقية، للتأكد من استخدام السلاح الكيميائي، قرر اعتباراً من صباح أمس، استئناف عملية «درع المدينة»، التي كانت قد توقفت عملياً منذ صباح يوم الأربعاء الماضي، أي بعد ساعات من بدئها، بسبب إثارة قضية استخدام السلاح الكيميائي.
وفيما كانت واشنطن تعلن عن تأجيل اجتماع كان من المقرر عقده اليوم في لاهاي بين ديبلوماسيين أميركيين وروس في إطار التحضير لمؤتمر «جنيف 2»، تعمد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمره الصحافي، أمس، الإشارة علناً لاستئناف العملية العسكرية التي كانت فرضت انهياراً دراماتيكياً سريعاً للمسلحين، قبل أسبوع، عند مدخل جوبر الاستراتيجي المؤدي الى قلب دمشق، وهو المدخل الذي كان يأمل الامير بندر بن سلطان ونائبه الأمير سلمان بن سلطان أن يكون بوابة «المعركة الكبرى» للمقاتلين الآتين من الأردن عبر درعا، بعد أن تدرّبوا نحو سنتين بإدارة ضباط أميركيين وأردنيين على المعركة التي موّلها السعوديون من ألفها الى يائها.
بإعلان المعلم، وصلت الرسالة السورية الى السعوديين والأميركيين: «المعركة لن تتوقف». عند هذا الحد، صار اجتماع قادة أركان جيوش عشر دول أجنبية وعربية في الأردن، برئاسة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، بمثابة غرفة عمليات مخصصة لمناقشة سيناريوهات الحرب. طمأن الأميركيون الملك الأردني عبدالله الثاني أن بلاده لن تكون قاعدة لانطلاق الموجات الصاروخية في اتجاه الأراضي السورية. جرى تبادل برقيات ورسائل سريعة مع خلية طوارئ أنشأها الجيش الاسرائيلي في تل أبيب لمواكبة التطورات. وضع الجيش الإسرائيلي على كل «الجبهات»، في حالة استنفار، وفي الوقت ذاته، كان عدد من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي يتنقلون في الساعات الأخيرة ذهاباً واياباً بين الجناح الغربي في البيت الأبيض ومقر البنتاغون، في اطار المشاركة في رسم السيناريوهات وتقدير النتائج والاحتمالات.
شمل الاستنفار الجيش الأردني. وصلت برقيات طمأنة للجيش اللبناني عبر الأميركيين بأن «الضربة محدودة ومحددة وسريعة وليس على جدول أعمالنا لا القيام بعملية عسكرية برية ولا بحرية ولا إسقاط النظام السوري. نحن نقوم بردة فعل على فعل محدد»، وهو المضمون نفسه تقريباً الذي أشار إليه، أمس، بيان البيت الأبيض الأميركي.
وُضع الجيش التركي في حالة استنفار، وتم استدعاء طواقم بطاريات «باتريوت» على الأراضي التركية. واللافت للانتباه أن بعض ألوية «الجيش السوري الحر» طلب منها تجميد عملياتها وانتشارها في بعض «المناطق الحساسة» التي يمكن أن تكون على تماس مباشر مع «بنك الأهداف» المحتمل.
صارت العملية العسكرية وفق حسابات وتسريبات الدوائر العسكرية الغربية، بمثابة «تحصيل حاصل» و«وراء ظهر المعارضة السورية»، غير أن النقاشات في دوائر القرار المعنية، في بيروت ودمشق وطهران، تمحورت حول المستجدّ الذي جعل بعض العواصم الغربية وخاصة واشنطن تندفع في اتجاه الضربة الحتمية، بعد تردّد دام أكثر من عامين؟
ــ أولاً، ثمة معطى ميداني مؤثر كان يرتسم في محيط دمشق، لو استكمله الجيش السوري، في الأسبوع الماضي، لكانت كل معادلات «جنيف 2» قد تبدّلت، لمصلحة النظام السوري. وهذه نقطة جوهرية جعلت السعوديين والأتراك يستخدمون كل نفوذهم أميركياً، من أجل وقف الانهيار في صفوف مقاتلي المعارضة السورية، فكان «اتفاق التحقيق» بين الحكومة السورية والأمم المتحدة بعد اتصال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ـ المعلم، هدنة وقف النار والتفتيش، ثم تجميد مهمة الخبراء، أمس، بذريعة الخوف «على أمنهم» علناً، ولكن ضمناً صدر قرار أميركي يقضى بسحب المراقبين فوراً «لأننا تأكدنا من استخدام السلاح الكيميائي، ولا حاجة لأي مراقبين بعد الآن» على حد تعبير مصادر ديبلوماسية في جنيف.
ــ ثانياً، بدت حاجة الأميركيين كبيرة لـ«تحقيق إنجاز» ما، يصب في خانة إعادة تدعيم أوراق المعارضة، حتى يُصار إلى تحديد موعد «جنيف 2»، تحت طائلة أنه من دون ذلك «الإنجاز» لن ينعقد المؤتمر وسيُلغى، كما ألغيت قمة الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بطرسبورغ واجتماع نائبي وزيري الخارجية الروسي والأميركي في لاهاي المقرر اليوم.
ــ ثالثاً، حمل السلطان قابوس رسالة أميركية إلى الإيرانيين، مفادها الاستعداد لمناقشة كل الملفات مع القيادة الإيرانية الجديدة، شرط الأخذ والردّ في الملف السوري. أبرم الزائر الخليجي اتفاقاً مفاجئاً من خارج جدول العقوبات الدولية مع طهران بشأن تسويق النفط والغاز الإيراني عن طريق سلطنة عمان، فضلاً عن تسهيلات أخرى للإيرانيين في مجالات مختلفة. كانت الرسالة الإيرانية واضحة بأننا لن نفاوض على بديل للنظام السوري ولسنا معنيين بتحسين موازين القوى لمصلحة أعداء الرئيس بشار الأسد، وعلى حماة بعض المجموعات التكفيرية المحمية من بعض دول المنطقة (الخليج) أن تعلم «أن هذه النار ستطالهم أيضاً»، على حد تعبير آية الله علي خامنئي.
تزامنت زيارة سلطان عمان قابوس بن سعيد، مع زيارة جيفري فيلتمان الموفد الأممي ـ الأميركي. قال فيلتمان كلاماً واضحاً و«بلا كفوف» مفاده أن شرط انعقاد مؤتمر «جنيف 2» هو عودة التوازن المفقود إلى الميدان العسكري. رد الإيرانيون عليه بشكل سلبي، غير أنه خرج من وزارة الخارجية وهو يشيد أمام فريقه بدور إيران الإقليمي «الايجابي جداً»!
ــ رابعاً، ثمة معطى لا يتوقف عنده كثيرون. ما يحصل في مصر اليوم متصل بما يجري في سوريا مباشرة. أين تكمن العلاقة؟ يجيب ديبلوماسي عربي مقيم في عاصمة دولة كبرى بأن كل عمارة الأممية الإسلامية «الأخوانية» التي راهن عليها الأميركيون من زاوية حفظ أمنهم القومي بعد هجمات 11 أيلول، من تركيا الى مصر، مروراً بتونس وليبيا وغزة وسوريا، قد أصبحت مهددة في ضوء ما يصرون على تسميته «الانقلاب العسكري في مصر»، وبالتالي، تقاطعت الشخصية الوطنية المصرية (المؤسسة العسكرية والائتلاف المدني العريض ضد «الإخوان») مع وجود توجه سعودي لإنهاء حقبة «الإخوان» لأن تثبيتها خاصة في مصر، سيرتب تداعيات على دول الخليج، لن تكون السعودية بمنأى عنها.
ــ خامساً، أصيب «حزب العدالة والتنمية» في تركيا وزعيمه رجب طيب أردوغان بصدمة كبيرة. الراعي السياسي الإقليمي للتجربة «الإخوانية» في مصر يُهزم والراعي العسكري الإقليمي للمعارضة السورية، وتحديداً «الإخوان»، يهزم في الميدان السوري.
كان لا بد من استنقاذ الوضع في المنطقة وليس في سوريا وحسب. ذهب بندر إلى موسكو والتقى سيد الكرملين، واعتبر أنه قام بـ«خرق ما» في الملفين المصري والسوري، رافضاً الخوض في تفاصيله أمام موفدي الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط إلى جدة. كانت العين مفتوحة على سوريا وإمكان تعويض الخسارة المصرية لدى الأميركيين والأتراك بعدما نجح السعوديون في تصويب البنية القيادية للمعارضة لمصلحتهم، وعلى حساب «الإخوان» والقطريين والأتراك.
واللافت للانتباه، أنه قبيل بدء المؤتمر الصحافي لوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أمس الأول، تلقى اتصالاً من الأمير بندر، لم يكشف عن مضمونه، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة ربطاً بالموقف الذي أعلنه الوزير الروسي رداً على أسئلة الصحافيين بأن روسيا «لا تعتزم الدخول في أي حرب مع أي كان» من أجل سوريا.
لم يفهم كثيرون الموقف الروسي، إلا أنه عبارة عن «إدارة وجه» روسية الى الجهة الأخرى بحيث يمكن للأميركيين تنفيذ الضربة العسكرية العتيدة، بأمل أن تقود جميع أطراف الصراع في سوريا إلى طاولة «جنيف 2»، على قاعدة قناعتهم بأن أية تسوية سيكون الرئيس بشار الأسد من ضمنها في بدايتها، ولكنه لن يكون جزءاً منها في نهايتها، وهي «العبارة السحرية» التي كان يرددها الخبراء الأميركيون في جنيف مؤخراً، أمام نظرائهم الروس.
اكتفى وليد المعلم، أمس، بعبارات سريعة في معرض توصيفه للموقف الروسي. ما لم يقله ردّده ديبلوماسيون سوريون حضروا المؤتمر الصحافي ومفاده أن «الروس قاموا بواجباتهم، ليس فقط التزاماً بالعقود العسكرية، بل وأيضاً في عدم سحب أي خبير أو ضابط روسي يتولى تشغيل أنظمة صاروخية جوية ومنظومات اتصالات وغيرها من المهام الحساسة التي تقع على عاتقهم وحدهم، وبالتالي لن يسمحوا لا بهزيمتها ولا بانكشافها ولننتظر مجريات الساعات المقبلة، قبل أن نرتجل من هنا أو هناك». (تفاصيل صفحة 14)
وقال أحد الخبراء إن عبارة لافروف تحمل في طياتها أكثر من رسالة للأميركيين، لعل أخطرها أن «الأميركيين هُزموا في العراق وأفغانستان وفي حرب تموز العام 2006 في لبنان من دون حاجة خصومهم لأية مساندة روسية، ونعتقد أن الأمر نفسه، سيكون حليف أية مغامرة عسكرية يمكن أن يقدموا عليها في سوريا».
ــ سادساً، لا يجوز إغفال المعطى الإسرائيلي. طلبت تل أبيب من الأميركيين تدمير منظومات الأسلحة الكيميائية عند النظام والمعارضة على حد سواء، وبلغ الأمر بهم حدّ تلويحهم بأن يأخذوا هذه العملية على عاتقهم إذا تردد الأميركيون.. مهما كانت تداعياتها سلبية على صورة المعارضة السورية.
ــ سابعاً، هل لاحظ أحد ان شهر آب قد انقضى ولم يف الاوروبيون بوعدهم بتسليح المعارضة السورية؟
ــ ثامناً، كيف سيتصرف النظام السوري أولاً، وماذا سيكون موقف «حزب الله» وإيران في حال حصول الضربة العسكرية؟
يكتفي أهل النظام السوري بالقول «لكل فعل ردة فعل.. وتبعاً لحجم الضربة ونتائجها، سيكون هناك رد». أما «حزب الله» الذي يضع يده على الزناد، منذ أكثر من أربع وعشرين ساعة، فلا يريد أن يكشف أوراقه.
هل ثمة فرصة لوقف العملية العسكرية والذهاب إلى «جنيف 2» تبعاً لموازين القوى الحالية؟
لننتظر نتائج الرسائل المتبادلة بين أكثر من عاصمة وجهة إقليمية ودولية.. حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
السفير.

بعضهم يكتب بسذاجة وخبث / وليد سليم


وليد سليم
عندما تتابع زيارة الوفد العراقي برئاسة رئيس الوزراء الى الهند تجد ان الاختلافات في الرؤى كبيرة حول تلك الزيارة ونلاحظ في مضمار تلك الاراء الكثير من الاصوات الناعقة كنعق اليوم فلا يوجد لديها غير السوداوية والطرق المغلقة في ابداء رأيهم بما تقوم به الحكومة العراقية من خطوات سواء على مستوى الداخل العراقي او على مستوى العلاقات مع دول العالم في الجوانب كافة وهذا الامر لا يتوقف عند بعض السياسيين او المتسيّسين اذا أردنا ضابط الكلام ولكنه ينسحب الى الكثير من الذين يدعون الحرص على العراق ويبيعون وطنيتهم على رؤوس الاشهاد من المثقفين والتعليميين وغيرهم لانهم عندما يكتبون او يتحدثون فانهم يقلبون الحقائق وينافقون الواقع وفي كلامهم كثير من الدجل وهم يصفون زيارة المالكي الى الهند حيث يقول احدهم ان لغة التسامح الفاعلة والراسخة في نفوس القادة الهنود هي اقوى الاواصر التي يتحلى بها قادتهم في بناء الدولة الهندية وهو ما لم يتحقق في القادة العراقيين وعلى حد وصفه على الاقل لم تتحقق في المالكي بذاته واعتبر ان ما يقوله المالكي في العلن لا يطبقه على ارض الواقع وقد غاب عن هذا الكاتب الفطحل المعروف الهوى والتوجه وحنينه الى ماض سحيق ان القائد الهندي السياسي او( المرأة السياسية رئيسة احدى الاحزاب) التي ارادت التسامح معهم في الهند هو ذاته التسامح الذي قتلها لان عتاة الموت والارهاب هم من طينة واحدة وجميعهم لا يعرفون لغة الانسانية والتسامح لأن القتل هي لغتهم حتى وان فرشت لهم بساط الريح من ريش النعام وهؤلاء هم أنفسهم من يقتل ويدمر ويخطط في العراق فلماذا تدافعون عنهم بتوصيفات خارجة عن العقل والمنطق وهم انفسهم من كان غاندي يستشهد بفعلتهم الشنعاء حين قال تعلمت ان اكون مظلوما كالامام الحسين في كربلاء لانتصر !! فلماذا لم يتعلم او يشير هذا الكاتب النبيه الى ما قاله غاندي الهندي عن اولئك الساديين في القتل ومن يقف ورائهم (المهمشون على حد قول الكاتب) الذين يديرون شؤون الارهابين وهم يعملون في صلب القرار العراقي فأي تهميش يتحدث عنه في العراق والحال ان الجميع يشارك وفقا للمحاصصة العمياء طائفيا وحزبيا ،، من المعيب عليكم ان تدّعون الثقافة والمفهومية بواقع الامور وانتم تقلبون الحقائق وتكذبون حد الاستفراغ والتقيؤ بما ملأتم عقول الناس البسطاء بالكذب والدجل وتحريف التاريخ.

إعلام المجلس الأعلى لخلط أوراق الحكومة / فراس الخفاجي

فراس الخفاجي
مع تطاير غبار الحمى للانتخابات البرلمانية القادمة بدأنا نسمع الكثير من التخاطب الاعلامي الذي يرقى الى حد الخداع والكذب احيانا في اعتماد الكثير من التقارير المزيفة والتي ليس اساس من الصحة وبعضها يمكن ان تنفيها الجهات المنسوبة اليها وتكذيب صدورها من قبلهم لكنهم يمعنون ويوغلون في المبالغة على خلط الاوراق للعملية السياسية في العراق .
اعتماد وسائل اعلام المجلس الاعلى لما نشرته صحيفة هوال الكردية عن ان رئاسة الوزراء سوف تعتمد احد اثنين من الاعلاميين ذكرتهما الجريدة وهما سمير عبيد وفراس غضبان الحمداني كناطق رسمي للحكومة والخبر في حد ذاته قد يكون مفربكا جملة وتفصيلا ولكن لنفترض ان الجريدة نقلت هذا الخبر فهل من المعقول ان تقوم الحكومة على تعيين احدهما والمعروف ان سمير عبيد احد الناقمين على الحكومة وفي كثير من الاحيان يتجاوز على الكثير من الشخصيات الموجودة فيها وهو غير مقتنع بكل الطاقم السياسي في الدولة العراقية وكأنه فطحل زمانه ولا احد غيره يعرف بدروب السياسة وكيفية التعامل مع الملفات الشائكة ، اما الاخ الثاني فراس الغضبان وان كان الرجل مع العملية السياسية ومع توجهات الحكومة في قراراتها واصلاحاتها ويدافع في اكثر مقالاته عن العراق الجديد ويتهجم على الاخرين من الاعلاميين ومنهم سمير عبيد لكنه ووفقا للاسس والتفاهمات السياسية بين الكتل والاحزاب فان منصب الناطق الرسمي الحكومي يجب ايكون هناك توافق سياسي عليه وان كان ذلك من حق رئيس الوزراء ان يختار واعتقد ان السيد الحمداني لا يحظى بقول الكتل الاخرى وخصوصا العراقية والتحالف الكردستاني لانه في كثير من مقالاته واصل الهجوم عليهم فلا تطبخوا الطبخة ايها الاخوة في المجلس الاعلى ثم تقولون احترقت لانه خلط لجميع الاوراق وبما ان الخبر لا اساس له في الوسط السياسي فذلك يعني انها فبركة اعلامية تقومون بها باعتبار ان نهاية التقرير الصحفي او الخبر يوحي بأن المالكي هو من يقوم بالناطق الرسمي للحكومة ولا يحتاج الى احد وهو ايحاء على ان المالكي يمسك بزمام عدد من الوزارات ويريد ان يضيف اليها تلك المهمة مهمة المتحدث باسم الحكومة العراقية ليقول الاخرين ان الديكتاتورية تتمثل بكل قواها في شخص المالكي لانه يقصي الاخرين ويمسك جميع الخيوط بيده ، ما اعتقده انها لعبة مكشوفة ولكن مهلكم ايها السادة فما زال وقت الانتخابات بعيد والتسقيط السياسي لا يحتاج الى الكثير من الوقت .

زيارة اقتصادية/ حسين علي الحمداني

حسين علي الحمداني
مثلت زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الهند خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من خمسة عشر عاما، ويمكننا أن نكتشف الغاية من هذه الزيارة من خلال الوفد المرافق الذي ضم وزراء النفط والصحة والزراعة ورئيس هيئة الاستثمار الوطنية وعددا من المستشارين، وهو ما يؤكد الطبيعية الاقتصادية التنموية الراغبة بتطوير العلاقات مع نيودلهي عبر توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والإسكان وحتى بناء وتشغيل المصانع.
وعلينا أن نشير هنا بأن العراق الآن دولة ذات تأثير كبير في المنطقة ، تأثير غاب عنها عقودا طويلة، ونجد اليوم بأن العراق يتصدر الاهتمامات الإقليمية والدولية، فزيارة رئيس الوزراء نوري المالكي للهند بأبعادها الإقتصادية والسياسية أخذت مساحة كبيرة في التناول الإعلامي والسياسي في العراق وخارجه، وهذا يدلل على إن العراق بات الآن دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط وبدأ يأخذ دوره الإقتصادي والسياسي، وباتت تحركات وزيارات المسؤولين الحكوميين تحظى بالمتابعة والتحليل حتى قبل أن تبدأ ما يشير الى تنامي دور العراق من جهة ومن جهة ثانية استقلالية القرار السياسي العراقي ، وانفتاح العراق على مختلف دول العالم بما يؤمن للبلد علاقات وطيدة مع العالم لا سيما الدول المتقدمة والتي لها تجارب اقتصادية ناجحة بدأ العراق يهتم بها ويسعى للاستفادة منها بما يعزز من دوره ومكانته ورفاهية شعبه واستثمار موارده بالشكل الصحيح .
وتأخذ زيارة رئيس الوزراء للهند أبعادا إقتصادية كبيرة خاصة إن العراق يتطلع لتطوير هذه العلاقات ليس مع الهند فقط بل مع كل دول العالم المتقدمة صناعيا من أجل جذب الاستثمارات للبلد خاصة في مجالات الطاقة والكهرباء والبنى التحتية ، والهند من الدول التي تسعى شركاتها للعمل في العراق ، وهو الأمر الذي شكل لب المباحثات العراقية الهندية.
وأيضا تؤشر هذه الزيارة بأن السوق العراقية تمثل المستقبل لكبرى الشركات العالمية التي وجدت في دراساتها التي قدمتها في الأشهر ألأخيرة بأن السوق العراقية هي سوق عملاقة ، وإن الاقتصاد العراقي مشجع جدا للاستثمار ، ووجدنا بأن كبرى البنوك العالمية فتحت فروعا لها في العراق استعدادا لدخول السوق العراقية بقوة.
ومن الجدير بالذكر ان العلاقات العراقية الهندية شهدت نموا سريعا في السنوات الأخيرة حيث بلغ مجموع الصادرات الهندية للعراق 1,3 مليار دولار خلال العام 2012 بعد أن كانت 700 مليون دولار في الأعوام الماضية ،وفي الجانب الثاني من الميزان التجاري كانت قيمة صادرات العراق للهند التي تركزت على النفط الخام، ما يعادل 20 مليار دولار خلال العام 2012، مسجلة زيادة عن صادرات عام 2011 التي كانت بحدود تسعة مليارات دولار، وهو ما يعني بأن حجم التجارة بين البلدين في تزايد مستمر.
وهذا ما يؤسس لقاعدة انطلاق كبيرة بين بغداد ونيودلهي في مجالات الطاقة والإسكان وغيرها وهو ما يشكل تطورا كبيرا في العلاقات العراقية الهندية.
الصباح

قضية الرواتب التقاعدية جزء من ستراتيجية الفساد/ محمد ضياء عيسى العقابي

محمد ضياء عيسى العقابي
أدرج أدناه في الهامش (1) تقريراً عن تصريحات النائب عن إئتلاف العراقية السيد طلال خضير الزوبعي بشأن المطالبات بإلغاء الرواتب التقاعدية للنواب. أنشر التقرير لبيان الديماغوجية الواضحة في ذلك التصريح؛ والديماغوجية هي إحدى سمات الطغمويين كما مبين في الهامش(2).
أعتقد أن إئتلاف العراقية الطغموي لا يريد القضاء على الفساد المالي بأنواعه ومنها الرواتب التقاعدية والمرتبات لإن الطغمويين لا يريدون أن يساهموا في خلق بيئة تشريعية طاردة وخانقة للفساد بأنواعه بضمنها سرقة المال العام وتعطيل الخدمات وعلى رأسها الكهرباء وإستباحة أرواح الأبرياء بتمويل والتستر على الإرهاب والإرهابيين.
إنهم الذين بدأوا الفساد بعد 2003 وإستكملوا مسيرة فساد النظام البعثي الطغموي. فإذا كان لهم، أيام حكمهم، دافع واحد للفساد وهو الكسب الشخصي فلهم الآن ثلاث دوافع وهي الكسب الشخصي والكسب للتنظيم السياسي وتخريب مسعى البناء الديمقراطي.
أغلب الظن أنهم يقفون وراء كل ما من شأنه توجيه المال العراقي لغير الوجهة الصحيحة مستغلين جهل البعض وجشع البعض الآخر من خصومهم وإحتياجهم لدعم حملاتهم الإنتخابية لموازنة المال السعودي خصوصاً والخليجي عموماً.
إنهم الذين أدخلوا المال السياسي للعراق، خاصة لدعم الحملات الإنتخابية كما شهدت على ذلك محطة إذاعة أوستن النرويجية وصحيفة البوليتيكو الأمريكية والسيد حسن العلوي، النائب والقيادي السابق في إتلاف العراقية، قبل إنشقاقه عنه، وهو الذي شهد حديثاً بهذا الموضوع بين الملك السعودي عبد الله وبين القيادي في إئتلاف العراقية ونائب رئيس الجمهورية السابق، قبل إدانته بالإرهاب، طارق الهاشمي.
لم يدع النواب قبل سنتين مجالاً للشك حينما نوهوا عن إستلام الدكتور أياد علاوي مبلغ مليار وثلث المليار دولار نقداً من الحاكم المدني بريمر من دون وصولات. لقد تمت تنويهات النواب في جلسة رسمية لبحث الفساد بحضور رئيس ديوان الرقابة المالية الدكتور عبد الباسط تركي محافظ البنك المركزي بالوكالة حالياً.
مارس الطغمويون الفساد بعد 2003 بهدف الحيلولة دون نجاح النظام الديمقراطي الجديد. وهذا أحد أوجه التخريب من داخل العملية السياسية الذي طالما أشرتُ إليه بكونه خطة متممة للإرهاب لتقويض النظام الديمقراطي.
أرادوا تبذير أموال العراق في مجالات غير منتجة ولا تعير أهمية للفقراء خصوصاً وللجماهير عموماً. وللأسف إستطاعوا إغراء ضعاف النفوس والمغفلين من بين القوى الديمقراطية إسلامية وعلمانية.
وكان الهدف الستراتيجي من الفساد حرمان الفقراء والناس عموماً من ثمرات الديمقراطية لتأليبهم ضدها تمهيداً لإسقاطها وإسترجاع سلطتهم الطغموية وهو هدفهم الأسمى.
سؤالان لنائب إئتلاف العراقية السيد طلال خضير الزوبعي:
- كيف شرّعتم قانون تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين وهو تشريع مخالف للدستور، ولا تريد تشريع قانون بشأن الرواتب التقاعدية للنواب وغيرهم وهو أمر لا يخالف الدستور بل أناطه الدستور بقانون يشرعه مجلس النواب؟
- لماذا لم تذكر أسماء نواب التحالف الوطني الذين أشرتَ إليهم؟

ثقافة الاعتذار مرة أخرى/ محمد عبد الجبار الشبوط


محمد عبد الجبار الشبوط
ليس من عادتي ان أرد على ما يكتب عني او عن مقالاتي. لكني قرأت بعض التعليقات على مقالي السابق الذي حمل عنوان “اعتذار المالكي”،ويبدو لي من خلال هذه التعليقات ان رسالة المقال لم تكن واضحة بما يكفي لتزيل اي لبس محتمل. فقد تصور بعضهم ان هدف المقال هو الاشادة برئيس الوزراء نوري المالكي. ومع ان الاشادة بالمالكي او غيره ليست من المحرمات او العيوب التي ينبغي على المرء العاقل والمثقف تجنبها، خاصة اذا كان موضوع المدح والاشادة مما يستحق ذلك، فان المقال كان يتحرك صوب هدف او غرض اخر ابعد واوسع. كنت احسب ان المقال نجح في بيان هذا الهدف، لكني اظن الان ان ذلك لم يحصل. وكنت لخصت رسالة المقال بالفقرة التالية التي استأذن القراء الكرام باعادة نشرها كما هي فيما يلي: ” وإذا كان المالكي قدم القدوة الحسنة فما الذي يمنع رجل الأمن والشرطي والجندي ان يقدم كل منهم الاعتذار للمواطنين أثناء تأدية عمله على التأخير أو الإزعاج الذي سببه لهم دون قصد. قرأت وانا اكتب هذا المقال عبارة في إحدى صفحات الفيس بوك تقول:”الاعتذار ثقافة راقية …يعتقد الجاهلون انها إهانة للنفس”! واختتمت المقال قائلا:”الاعتذار… حضارة وقوة للمعتذر”. احدهم قال انني اقصد ان اعتذار المالكي قوة له! وماذا في الامر؟ انه قوة لكل من يعتذر عن خطأ او تصرف قام به، واكتشف لاحقا ان ذلك التصرف لم يكن سليما او لائقا.
الفكرة انني اردت ان اوظف عملا قام به المالكي، وهو تقديم الاعتذار، هي ثقافة الاعتذار واهمية اشاعتها في صفوف مجتمعنا العربي البدوي، كما كان يصفه علي الوردي. وهو مجتمع يحفل كثيرا بالكرامة الشخصية، ويعتبر ان امورا كثيرة معينة مما يضر بهذه الكرامة الشخصية، مثل الاعتذار، والعفو، والتراجع، وتغيير الموقف اذا اتضح ما هو افضل منه، وهكذا. كتبت مرة عن تراجع الحكومة عن قرار تتخذه اذا اتضح انه غير سليم. وقلت ان هذا قوة للحكومة. كل هذا لكي اثبت مسألة في غاية الاهمية وهي ان الاعتذار لا يتعلق بالكرامة والأنفة الشخصية. بل انه من مكارم الاخلاق. كل واحد منا معرض للخطأ، والاساءة لغيره، وما شابه، عن قصد او عن غير قصد. ولا يصح ان يستمر الانسان في خطئه او اساءته اذا اكتشفها بعد حين. وعليه ان يتراجع عنه فورا وبشجاعة وقوة، من دون ان يتسلل الى عقله ان كرامته قد تتعرض للخدش او الاهانة او ما شابه ذلك. اقترح علي الصديق الشاعر عواد ناصر ذات يوم ان اخصص ملفا عن “ثقافة الاعتذار” في مجلة “الاسبوعية” التي كنت رئيس تحريرها. توقفت المجلة دون ان اتوفق للقيام بذلك. وانا الان في غاية الندم على ذلك. فمجتمعنا بأمس الحاجة الى تربية من هذا النوع، اي تربية تشيع ثقافة الاعتذار والاسراع الى الاعتذار كلما كان ذلك ضروريا. والشجاع نفسيا، الواثق من نفسه، هو الذي لا يخشى الاعتذار، سواء كان المالكي او غيره، فلا علاقة للرجل بما نقول، وان كنت اكبر فيه هذه الروح الشجاعة التي دفعته الى الاعتذار من عامة الناس. وهو اعتذار في محله.
الصباح

نحو إستراتيجية ناجحة لتحقيق الأمن في العـراق وضمان الأمان للعراقيين 5-7

أكرم الحكيم
وزير عراقي سابق
ثالثا ـ البيئة الاجتماعية والثقافية المناسبة:
وهي واحدة من أهم البيئات أو الحاضنات المؤثــّره على عمل الأجهزة الأمنية، وبها ترتبط مجموعة من العوامل ذات التأثير غير المباشر ولكن الكبير على سلوك الأفراد والجماعات والمجتمعات .. من قبيل التربية العائلية والتربية المدرسية ومنظومة الأفكار والقيم الأخلاقية والأعراف السائدة في المجتمع والأفكار والقيم التي تنشرها وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، سواء المحلية منها او القادمة عبر الأثير من الخارج، والموروث الاجتماعي، ودرجة تأثير وعمق الجذور الدينية في الشخصية، وغياب العدالة الاجتماعية …وغيرها. لنتأمـّل في الظواهر التالية وكلها حقيقية ومن صلب الواقع العراقي:
1ـ الكثير من العناصر التي تقوم بنقل المتفجرات أو وضعها في الأماكن التي يراد تفجيرها، او بيع المعلومات عن الأفراد او الأماكن (العلاّسه) الى المنظمات الإرهابيه والى الإرهابيين، تقوم بالعمل مقابل مبلغ زهيد من المال (في إحدى الحالات تم كشف امرأة عادية أرادت وضع كيس فيه متفجـّرات في الصحن الكاظمي وعند التحقيق اعترفت بأنها قامت بالعمل مقابل ثلاثمائة دولار فقط)…والآلاف من الشباب الفقير المضلّل الذين يلقى عليهم القبض بسبب مشاركتهم في العمليات الإرهابية او الجرائم الجنائية ونراهم في وسائل الإعلام، هم من هؤلاء
2ـ مئات الآلاف من المواطنين الذين يشاركون بصدق وإخلاص في الشعائر الدينية، ويعانون بدنيا وماديا من أجل تلك المشاركة ويصرّون على الاستمرار، وهو موقف صحيح ..ولكن بعض هؤلاء غير مستعدّين لتحمّل نفس المعاناة في التزام سلوكيات دينية او تطبيق قوانين ذات صلة بالمصلحة العامة للمجتمع او الدولة، كتسهيل معاملات المراجعين او عدم أخذ الرشاوى (أن كانوا موظـّفين) أو صيانة المال العام أو إطاعة المرجعيات الدينية في توجيهاتها الأخلاقية، أو المحافظة على البيئة أو عدم هدر الطاقة والمياه …الخ.
3ـ سياسيون عراقيون معروفون يتحدثون دائما عن ضرورة الالتزام بالدستور وبالقوانين والضوابط التي تحقق المصلحه العامة للشعب والوطن، ويتحدثون عن ضرورة إنصاف الفقراء والمحرومين، وعن أهمية اعتماد الكفاءة والأمانة والإخلاص للنظام الجديد عند اسناد المسؤوليات للأفراد، وعن قيم مثالية أخرى…الاّ أنهم وللأسف الشديد يقولون ما لا يفعلون، يخالفون القوانين اذا تعارضت مع مصالحهم و يحرصون على الأموال والعقارات والحياة المترفة، وعلى المناصب ذات الوجاهة الاجتماعية، ويقرّبون الانتهازيين ممّن يجيد التملّق والمدح بدلا من الأمناء الكفوئين الصادقين ..!! نحن لا نفهم كيف يكون سياسي عراقي صادقا مع نفسه عندما يصـرّح بتعاطفه مع الفقراء والمحرومين وتحت تصرّفه أكثر من قصر من قصور الدولة ..!! أن عيش الكثير من المتصدّين لحالة (يقولون ما لا يفعلون)، تؤدي الى عدم ثقة قواعدهم الشعبية بهم، والتي لها نتائج وخيمة
4ـ سياسيون عراقيون دخلوا العملية السياسية في ظل النظام السياسي الجديد وأصبحوا أعضاء في مجلس النواب اوفي مجالس المحافظات وبعضهم وزراء أو وكلاء وزير او مدراء عامين و أقسموا على الالتزام بالدستور وخدمة الشعب كل الشعب، ولكنهم أحيانا في قرارة أنفسهم يفرحون عند حصول بعض العمليات الإرهابية وربما يتعاطفون مع الإرهابيين لأن ضحايـــــا العمليات من مكوّن آخر أي من غير طائفتهم او قوميتهم او من غير حزبهم…!! أي بمعنى آخـر انه وبالرغم من المباديء والشعارات التي يحملها في العلن، إلاّ إن الذي يحكم مواقفه الحقيقيــة هو التعصّب الطائفي او العنصري او الحزبي.
5ـ سياسيون قضوا عمرا طويلا في النضال ضد الدكتاتورية والظلم وانتقاد استغلال بعض الحكام للسلطة وبعضهم أفنى زهرة شبابه في هذا الطريق، ولكن البعض منهم وبمجرد وصوله الى السلطة وانفتاح الدنيا عليه واقتراب ملذّاتها منه,بدأت شخصيته بالتغير السلبي وبدأت خطوط دفاعه العقائديه والأخلاقية بالتراخي والانهيار..الى أن سقط في واحدة أو أكثر من أمتحاناتها ( المال والجاه والنساء)…
6ـ بالرغم من إدراك أغلب العراقيين لحقيقة هامة وهي: أن انقاذ الوطن وبنائه والمحافظة عليه و تحقيق الاستقلال والسيادة والحرية والازدهار، كل ذلك لا يمكن تحقيقه وانجازه دون تظافر الجهود وانسجام الطاقات ونكران الذات وتغليب المصالح العليا والعامة للوطن وللشعب علــى المصلحة الخاصة وعلى الرغبات الشخصية، وتحمـّل الجميع للمسؤولية كلُ بمقدار طاقته والتسابق والتنافس في عمل الخير والتضحية ومساعدة المحرومين والضعفاء…بالرغم من وعي هذه الحقيقة، الاّ إن الظاهرة الشائعة هذه الأيام في الكثير من أوساط المجتمع العراقي، هي سعي الكثير من العراقيين لترتيب أوضاعهم الخاصة فقط، وأحيانا على حساب أوضاع الآخرين (اي ظاهرة الأنانية)، وسعي الكثير لأن يكونوا آخر من يضحّي من أجل المصلحه العامة..أو الجلوس وانتظار العمل والتضحية من الآخرين (ظاهرة الإتكالية)، وهما الصفتان السلبيتان في المجتمع اللتان وظـّفهما النظام البعثي البائد بأبشع صوره، وهما اللتين مكّنتا ذلك النظام المكروه والمرفوض شعبيا من تحييد طاقات هائلة في المجتمع، و البقاء لثلاثة عقود ونصف في الحكم..
7ـ بالرغم من أن القيم الدينية (الراسخة في ضمير العراقيين)، والمتراكم من التراث الإنساني والقواعد السليمة للتعامل بين البشر، تعلّم الإنسان أن يكون دقيقا ومسؤولا ومتفحّصا عند استلام المعلومات وتكوين الرؤى والمواقف ودراسة المصدر وتقييمه ومعرفة مدى صدقه ودرجة وثاقته…بالرغم من كل ذلك نجد هذه الأيام ظاهرة انتشار الإشاعات والأخبار المفبركة الكاذبة وقبول الرؤى والمواقف من المصادر المجهولة، بل وأحيانا قبولها من المصادر المعروفة بكذبها وسوء نواياها وتاريخها الأسود، حتى صارت أساليب الحرب النفسية التي تقوم في الغالب على الكذب وفبركة القصص والتقارير..والتي هي من الأساليب الرائجة والمعتمدة من الأعداء في محاربتهم للوطنيين والمخلصين ..صارت منهجا في الصراع بين الوطنيين أنفسهم.
8ـ بالرغم من أن العراق يعتبر مركزا للفكر الإسلامي والعربي وللتراث الحضاري الإنساني العريق، وكان مقرا لحضارات كبرى ولدول خلافة كبرى ولا تزال إحدى مدنه (النجف الأشرف) مقرّا لواحدة من أعرق الجامعات الإسلامية والعربية وهي الحوزة العلمية التي يزيد عمرها على الألف عام، وأشتهر العراقيون وقبل عقود من الزمن بحبّهم الشديد للقراءة واقتناء الكتب وحيازة المكتبات الشخصية في البيوت (من الظواهر المعروفة في عهد النظام البعثي البائد، هو أن الكثير من العراقيين المهتمين باقتناء وقراءة الكتب، كانوا يقتنون صورة مستنسخة من الكتب الممنوعة من النشر والبيع في العراق..وذلك بالاتفاق مع بعض أصحاب المكتبات الذين يثقون بهم)، نقول بالرغم من كل ذلك فإن الواقع الثقافي للعراقيين عامة والشباب منهم بشكل خاص، في هذه الأيام لا يبشـر بخير ولا يتناسب وتاريخ المجتمع العراقي ولامع المستقبل المنشود لهذا البلد العريق… سواء من حيث نوعية الكتب المنتشرة في الأسواق أو من حيث سعة ظاهرة القراءة، وكذلك مستوى الصحافه والبرامج الثقافية في الاذاعات والفضائيات المحلية وحركة الترجمة والتبادل الثقافي مع الشعوب الأخرى، ويمكن دراسة المستوى الثقافي وعمق الفكر لدى العشرات من السياسيين والإعلاميين والكتـّاب وطلبة الجامعات. فضلا عن باقي شرائح المجتمع العراقي، وبما فيهم بعض من يسـمّون أنفسهم بالمثقفين.. للتأكّــد من ذلك!! الظواهر التي أشرنا اليها في السطور السابقة، وعشرات أخرى غيرها هي من واقع المجتمع العراقي، وهي تشير الى وجود نقاط خلل كثيرة وخطيرة في بنيته في الجوانب الاجتماعية والثقافية، وبمقدار تعلّـق الأمر بموضوع دراستنا هذه، يمكن اثبات العلاقة المباشرة وغير المباشرة للكثير من العوامل الاجتماعية والثقافية بتنامي ظاهرة الإرهاب وازدياد أعداد المضلّلين الذين يتم توظيفهم في الفعاليات الإرهابية حتى دون وعيهم لأهدافها البعيدة… ويمكن معرفة كيف تؤثــّر ظواهر اجتماعية سلبية (مثل تفكك الأسر وازدياد عدد اليتامى والأرامل وتسرّب الأولاد من المدارس وتزايد عدد العراقيين تحت مستوى الفقر وأتـساع الفاصلة بين الأغنياء والفقراء والانفتاح الواسع غير المحكوم بضوابط على وسائل اتصال و إعلام إباحية أو متناقضة بالصميم مع القيم الشرقية واتّساع ظاهرة تعاطي المشروبات الكحولية والمخدرات وتنامي ظاهرة المناطق العشوائية في المدن، والتي تفتقد الكثير من القيم والتقاليد المحافظة التي كانت تتميّز بها محلاّت المدن العراقية العريقة…. وغيرها من الظواهر) على تنامي أوساط مجتمعية قابلة للاستقطاب والتوظيف من قبل البؤر الارهابية وعصابات الجريمة المنظـّمة. كما يمكن ملاحظة كيف أن أفكار وأطروحات (تتستـّـربعضها بالدين) منحرفة وسطحية ومتهافتة وتفتقد الأدلة الشرعية الصحيحة أو الأدلّة العقلية تؤثـّر على أعداد غير قليلة من الأفراد والمجموعات، وتتحوّل بموجبها الى أدوات رخيصة بيد أعداء الدين وأعداء الأمة وأعداء النظام السياسي الجديد.. وهو ما يؤشـّر الى عيش تلك الأوساط لدرجات متدنـّية من النضج الثقافي والوعي الفكري والعقائدي والسياسي. يجب أن لا ننسى ما قام به النظام البعثي البائد ولأكثر من ثلاثة عقود، من خطط وسياسات وبرامج تستهدف مسخ الشخصية العراقية وتدمير القيم النبيلة والخيّرة التي كان يتميّز بها العراقيون و ما قام به في التسعينات من القرن الماضي بالذات,لتجويع الشعب كل الشعب (باستثناء نخبته الحزبية والأمنية) وإذلاله لدفعه (كما كان يتوهّم) لعيش حالة العبودية للحاكم، واستفاد من خبرات بعض الدول الشيوعية والشمولية والفاشية في هذا المجال، مثل ألمانيا الشرقية (سابقا) ورومانيا في عهد تشاوتشيسكو
إن جهودا ضخمة ومنهجية ومدعومة بإمكانات كبيرة، يجب أن تنهض بها الجهات ذات العلاقة في الحكومة العراقية وكذلك المرجعيات الدينية ذات الكلمة المسموعة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ذات المصداقية والكتّاب والأدباء والفنانين وأساتذة الجامعات وغيرهم، لإعادة بناء الشخصية العراقية وإعادة فاعلية القيم العراقية الأصيلة المعروفة في المجتمع، فضلا عن تحقيق العدالة الآجتماعية، وهو الشرط الأساس لإنجاح فعاليات التربية والتعليم وبناء القيم وبالتالي بناء الأنسان… ويجب أن تكون رياض الأطفال والمدارس الابتدائية، أولى الساحات لتلك الجهود.. بالطبع بعد إعداد التربويين المناسبين والمؤهّلين وبعد إعادة الاعتبار لدور المعلم و توفير مقومات العيش الكريم له ولكل المساهمين في العملية التربوية، وبعد أعادة بناء مرافق التعليم والتربية وبما يتناسب مع أهميتها ودورها في إعادة بناء المواطن العراقي و في إعادة بناء المجتمع العراقي..كما يمكن أن تلعب وسائل الأعلام المختلفة دورا في غاية الأهمية في هذا المجال، ولابد من أن تبادر الأجهزة ذات العلاقة في الحكومة العراقية الى تنفيذ خطة تنمية ثقافية شاملة (وفق المعاني الكاملة والمعاصرة لمصطلح الثقافة بالرغم من وجود عدة تعريفات لها)، ولابد من تخصيص الإمكانات اللازمة لذلك، ويجب أن نؤمن فعلا بأن تأثير نجاح خطة التنمية الثقافية الشاملة المطلوبة، لا يقل أهمية عن تأثير بناء القوات الأمنية عددا وعـدّة.. وربما يكون من المفيد التذكير بأن في الإسلام (وخاصة الإسلام من منبع أئمة أهل البيت عليهم السلام ) كنوزا ثقافية لا تنضب، يمكن الاستفادة منها في خطة التنمية الثقافية المطلوبة التي أشرنا اليها
البيئة الأقتصـادية المناسبة:
من الممكـن ومن خلال دراسة عدد من الظواهر السائدة، التوصّل الى أن البيئة الاقتصادية السائدة في العراق غير سليمة وغير مناسبة، وهو ما يعني وبقدر تعلّق الأمر بموضوع دراستنا هذه، بأنّها يمكن أن تكون عاملا سلبيا آخر يعرقل خطط الحكومة لوضع الحلول الصحيحة لتحديات الملفّ الأمني، ولنستعرض بعض تلك الظواهر:
1ـ عدم وضوح النظرية الاقتصادية التي تعتمدها الحكومة العراقية، في وضع سياساتها و خططها وبرامجها الاقتصادية في هذه المرحلة وللسنوات القادمة (الدور المركزي للدولة أم اقتصاد السوق والدور المركزي للقطاع الخاص؟ أم المزج والتكامل بين الدورين كما هو قائم في العديد من الدول الأوربيه؟ ومدى امتلاك الدولة العراقية والسوق العراقية والقطاع الخاص العراقي لشروط كل واحدة من تلك النظريات الأقتصادية …؟).في قناعتنا الشخصية الحكومة العراقية/بمؤسّساتها التشريعية والتنفيذية/ليست لديها أية نظرية أقتصادية تعتمدها، ومواقفها الاقتصادية هي محصلة القناعات المختلفة لرجال الدولة ورجال الأعمال المتداخلين مع بعضهم، وكذلك ردود فعل تجاه بعض مشكلات أو تحديات الواقع القائم إضافة لضغوط وطلبات منظمات دولية كالبنك الدولي او بعض الدول المؤثـّرة في القرار العراقي.. وأيضا ضغوط المصالح الفئوية وحتى الشخصية..
2ـ بقاء إيرادات بيع النفط مصدرا وحيدا لميزانية الدولة، بالرغم من وجود إمكانات حقيقية لتطوير بعض المصادر الأخرى للدخل (من قبيل القطاع الزراعي وقطاع السياحة الدينية وغير الدينية وقطاع الترانسيت / لموقع العر اق الحيوي والإستراتيجي / والمعادن والمواد الأخرى المتوفرة في العراق و المطلوبة لعدد من الصناعات في العالم، وكذلك تطوير إنتاج الغاز التي يمتلك العراق احتياطيات غير قليلة منها..). وبقاء النفط مصدرا وحيدا للميزانية العراقية ,يؤدي الى مخاطر وتبعات سلبية عديدة، وما يهمنا منها هو عزل قطاعات شعبية واسعة عن المشاركة الحقيقية في الحركة الأقتصادية وفي دورة الانتاج..وهذا بدوره يؤدي الى تخلخل الواقع الاجتماعي والسياسي للمجتمع العراقي
3ـ تنامي ظاهرة تحوّل الدولة الى ما يشبه وضع جمعيات الإغاثة الخيرية التي تقوم بمساعدة الفقراء والمحتاجين، والتضخـّم المفرط لأعداد موظفي الدولة الذين تعشش في أوساطهم البطالة المقنـّعة (تحوّلت ورقة التوظيف في الدولة لدى بعض القوى السياسية الى أداة للنفوذ وللدعاية الانتخابية) وهو ما يرتـّب اعباءً هائلة على الدولة إضافة الى حرمان الدولة من قدرات وإمكانات هائلة يملكها القطاع الخاص (ليس فقط رجال الأعمال الكبار بل وحتى أصحاب المشاريع والشركات الصغيرة)، والذي اذا أعطيت له الحرية الكافية، ووفق الضوابط التي تضمن مصالح المستهلكين وعموم المواطنين سوف يساعد الحكومة في حل الكثير من أزماتها الخانقة مثل أزمة السكن والطاقة والغلاء والخدمات الاجتماعية للعوائل التي فقدت معيلها وأزمة توزيع مواد البطاقة التموينية وضمان جودتها …وغيرها من الأزمات..
القطاع الزراعي(مثلا) وحده قادر على امتصاص نسبة كبيرة من البطالة والبطالة المقنـّعة الموجودة في المجتمع العراقي, فضلا عن تحقيق الأمن الغذائي للعراق وتوفير مليارات الدولارات لميزانية الدولة، وكما هو معروف فإن الفلاحين والمزارعين والمنتجين الزراعيين (أي القطاع الخاص) هم الذين يديرون هذا القطاع وتقوم الدولة (أي المفروض) بتوفير الدعم والتسهيلات وتأجيرالأرض..
4ـ فتح حدود العراق وبدون أية قدرة على تطبيق أية ضوابط، أمام حركة الاستيراد ممّا أدىّ الى شبه تدمير كامل للصناعات المحلية وحتى للإنتاج الزراعي النباتي والحيواني(على الأقــل لبعض موادها) وهذا ما يعني تضّرر قطاع يضمّ مئات الآلاف من العراقيين المنتجين فضلا عن ضياع خبرات وقدرات وطنية تم تكوينها وبلورتها خلال عشرات السنين (صناعات محلية ناجحة لرجال أعمال عراقيين أفنوا أعمارهم لبنائها وبناء سمعة وأسواق جيدة لها وكذلك صناعات حكومية سابقة نجحت لعقود في سدّ الحاجة المحلية للأسواق العراقية، هي الآن متوقفة وتشرّد الآلاف من العاملين فيها مثل صناعات الصابون والمواد الغذائية والمنسوجات والكثير من الأجهزة الكهربائية..أضافة الى صناعات تراثية توارثها العراقيون عن آبائهم وأجدادهم وتعتمد على مواد محلية مائة بالمائة وتغطّي حاجات حقيقية للمواطنين وكانت تساهم في تحسين دخل عشرات الآلاف من العوائل الفقيرة او محدودة الدخل…), وكذلك وضع الأمن الغذائي للوطن تحت رحمة تقلّبات الأسواق والسياسات العالمية والتي شهدت في السنوات الأخيرة قفزات وتصاعدا كبيرا في الأسعار..
5ـ عدم استيعاب شرائح واسعة من المواطنين ضمن مفردات الدورة الاقتصادية في البلد، أي عدم استفادة الطبقة المتوسطة من الانفتاح والنشاط الاقتصادي المتنامي بعد 2003م وانحصار المكاسب بنخبة ضيّقة من وكلاء الشركات الاجنبية ومن التجار ومن الطفيليين الذين ازدادت ثرواتهم بسرعة كبيرة في السنوات الأخيرة، من خلال شبكة من العلاقات التي نسجوها مع بعض المسؤولين الجدد (أو مع حاشيتهم) في الدولة….(مع ملاحظة أن الكثير من مراكز القوى الاقتصادية التي نشأت بدعم النظام البعثي البائد وكانت إحدى ركائزه المهمة في الواقع العراقي آنذاك، لا تزال تمثـّل ثقلا في الواقع الاقتصادي في ظل النظام السياسي الجديد/مدعومة من دوائر سياسية وأمنية واقتصادية خليجية معادية للنظام الجديد، وبعض التقارير الموثـّقه تشير الى دور خطير لبعض مراكز القوى تلك في دعم فلول النظام البعثي البائد وبعض المنظمات الإرهابية).
6ـ فشل منظومة الضمان الاجتماعي الحكومية، والتي أصبحت مرتعا للاختلاسات وسوء الاستفادة والممارسات البيروقراطية مع ضآلة المبلغ قياسا بموجات غلاء الأسعار المتلاحقة، وعدم الاستفادة من التجارب العالميه المعاصرة الناجحة (كما في اوربا مثلا) لبناء مؤسّسه تنهض بشكل سليم وكفوء بمهمة الضمان الاجتماعي للفقراء وللعاطلين عن العمل وللعوائل التي فقدت معيلها، وبصورة تحفظ ماء وجههم وكرامتهم الآدمية، ممّا أدى الى بقاء مئات الآلاف من عوائل الأرامل واليتامى والفقراء المتعفّفين والعاطلين عن العمل، وحتى بعض ذوي الدخل المحدود، بقائهم دون دعم حقيقي ومناسب من الدولة، ممّا يؤدي الى مضاعفات اجتماعية سلبية وخطيرة
نعتذر لقرّائنا الكرام عن دخولنا في تفاصيل مواضيع قد تبدو ان لا دخل لها بالملف الأمني أو بالأجهزة الأمنية، ولكن الواقع وعدم تأثير الكثير من الاجراءات الأمنية المباشرة التي تتـّخذها الحكومة لمواجهة الخرق الأمني …وعدم نجاح الحكومة ومن ورائها القوات والأجهزة الأمريكية (سابقاً)، في إيقاف حملات القتل للعراقيين ونزيف الدم المستمر في مدن العراق المختلفة.. يدفعنا للتأكيد على موقفنا من ضرورة وجود سياسة وخطة شاملة وعميقة لمواجهة الإرهاب والإرهابيين.. وكذلك لمواجهة غياب الأمن والأمان في الكثير من مناطق الوطن، ولا يمكن رسم تلك السياسة ووضع تلك الخطة دون التعرف على جذور الأجواء ذات الصلة بنمــو أو ضمور المشكلات الأمنية، وهو ما حاولنا بيانه في دراستنا( في الصفحات السابقة) للبيئات المناسبة (السياسية والقضائية والأجتماعية والثقافية والأقتصادية..) .

المالكي يدخل انتخابات 2014 منفردا والمطلك والكربولي والأكراد حلفاء “بعد النتائج

Qannon Tahalof (1)
موسوعة العراق-بغداد
كشف مصدر مطلع في ائتلاف “دولة القانون” الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، ان “الائتلاف قرر دخول الانتخابات التشريعية المقبلة بشكل منفرد”، على ان يتحالف فيما بعد مع “جهات سنية”، وفي مقدمتها كتلتا “الحوار” بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك و”الحل” بزعامة جمال الكربولي، اضافة الى تفعيل التحالف الأستراتيجي مع الأكراد.
واكد المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان “المالكي قرر خوض غمار الانتخابات التشريعية القادمة بائتلاف دولة القانون منفردا، دون اضافة اي طرف جديد، خوفا من ان يستحوذ هذا الطرف على اصوات (ناخبي المالكي) او نواب حزب الدعوة، كما حدث في الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث حازت كتلتا بدر والفضيلة على معظم أصوات ائتلاف دولة القانون” على الرغم أن الحصة الأكبر من اصوات ناخبي دولة القانون كانت “للدعوة”.
وكشف المصدر عن “اتفاقات مبدئية بين المالكي وصالح المطلك وجمال الكربولي ونواب من كتل مختلفة على التحالف فور ظهور نتائج الانتخابات لتشكيل التكتل البرلماني الاكبر من أجل نيل منصب رئيس الوزراء”.
وينقل المصدر عن شخصيات قيادية في ائتلاف دولة القانون ثقتها بأن “الشخصيات السنية المقترحة للتحالف مع المالكي، وهي المطلك والكربولي، على قناعة راسخة بأن منصب رئيس الوزراء هو من حق الشيعة، على خلاف شخصيات سياسية سنية كثيرة، تنازع المكون الأكبر في البلاد حق إدارتها”.
واشار المصدر الى ان “رئيس الوزراء يسعى حاليا لتصفير مشاكله مع الاكراد والسنة كي يتمكن من تكوين تحالف كبير بعد الانتخابات قادر على تشكيل الحكومة بعيدا عن المحاصصة والطائفية” ولفت الى ان “بعض قادة السنة والاكراد قدموا شروطا كثيرة لسحب اعتراضاتهم على ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء مجددا”.
وتابع ان “شروط الاكراد تتعلق بالملف النفطي بشكل خاص، فيما يشترط ائتلاف (متحدون) بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي انهاء الملفات القضائية بحق طارق الهاشمي ورافع العيساوي والسماح لهما بالمشاركة في الانتخابات” والتي يرفض ائتلاف دولة القانون التحاور بشأنهما تاركا حسم ملفاتهم للقضاء.
من جانبه اكد القيادي في ائتلاف (متحدون) وليد المحمدي ان “جهود التقريب بين العيساوي والمالكي مستمرة منذ فترة من قبل قيادات سياسية وشيوخ عشائر هدفهم انهاء الاحتقان السياسي والطائفي في البلاد واجراء مصالحة حقيقة”.
واضاف “حتى الان لا توجد مواعيد محددة لاجراء هذه المصالحة او لعودة العيساوي الى منصبه كوزير للمالية، لأن الامر يتطلب انهاء الملف القضائي اولا”.
واشار المحمدي الى ان “التهم الموجهة الى العيساوي كلها كيدية، اثيرت من اطراف داخلية وخارجية، لا تريد الاستقرار للعراق، وكبها تخص حماية العيساوي وليس له دخل بها، وربما لم يكن المالكي يعلم انها كيدية”.
من جهتها رجّحت قائمة متحدون التحالف مع قائمة ائتلاف دولة القانون التي يترأسها رئيس الوزراء نوري المالكي بعد الانتخابات المقبلة .
وقال عضو القائمة احمد المساري ان قائمته لديها ملاحظات على اداء رئيس الحكومة أمنياً وسياسياً مضيفا أن “أية تحالفات مستقبلية تربط كتلة متحدون وائتلاف دولة القانون تعتمد بشكل رئيس على أن يغير المالكي طريقته وأسلوبه في التعامل مع الآخرين حسب تعبيره . ونفى المساري عقد مصالحة قريبة بين المالكي ورئيس المالية المستقيل رافع العيساوي المتهم بدعم الارهاب .
من جهة أخرى بين عضو ائتلاف دولة القانون النائب عن التحالف الوطني عبدالاله النائلي، أن انتخابات مجلس النواب المقبلة، ستغيير من خارطة التحالفات السياسية بين الكتل، وتاتي بتحالفات جديدة..
وقال النائلي: إن التحالفات بين الكتل السياسية في الوقت الحاضر غير ناضجة وليست هادفة لاتتغير هذه التحالفات الا بالانتخابات المقبلة للبرلمان، مبيناً: أن الانتخابات ستشكل خريطة جديده للكتل السياسية قد تختلف عن الحالية،.
وأوضح: أن التحالفات الموجودة حاليا فكلها غير جيدة وجدية، مشيراً الى أن هناك بعض التحالفات لديها توجه سياسية باسقاط جهة سياسية معينة، لاغراض سياسية وانتخابية.
وتلوح بالافق مؤشرات الصراع بين مكونات التحالف الوطني الذي يعد الكتلة الاكبر في مجلس النواب، على تولي منصب رئاسة الوزراء للدورة المقبلة، في ظل وجود تحركات تدل على رغبة ائتلاف دولة القانون احد مكونات التحالف بتجديد ولاية رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لولاية ثالثة.
يذكر ان البرلمان العراق اقر في نيسان (ابريل) الماضي قانون تحديد ولاية الرئاسات الثلاث بدورتين انتخابتين فقط وسط اعتراضات شديدة من قبل ائتلاف “دولة القانون” الذي اعتبر أن القانون يخالف للمادة 72 من الدستور, وطعن فيه لدى المحكمة الاتحادية.
واتهمت النائب عن “كتلة الاحرار” البرلمانية التابعة للتيار الصدري، اقبال الغرابي، امس حزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، بتأسيس تحالف جديد مع واشنطن لبقائه في السلطة لولاية ثالثة.
وأوضحت الغرابي في بيان ان “حزب الدعوة بدأ يؤسس لتحالف جديد مع واشنطن لبقائه في السلطة والاتخاذ من الملف الامني ذريعة لعودة الاحتلال”.
واضافت ان “حزب الدعوة شعر بانه الخاسر الوحيد سياسيا وحكوميا، وان خصمه التيار الصدري من الشركاء الاقوياء داخل العملية السياسية، لذا بدا يلجأ الى محاربة التيارالصدري صاحب القاعدة الجماهيرية والسياسية”.
وفي تصريح صحفي عد ائتلاف دولة القانون، اليوم السبت، إدراك اللاعبين الكبار كأميركا وايران أهلية رئيس الحكومة نوري المالكي في إدارة العراق “أمرا جيدا”، وفيما أشار إلى أنه لا توجد علاقة بين سفر المالكي إلى أميركا أو الهند أو ايران بموضوع تجديد الولاية له، اشار إلى أن السنوات السبع الماضية كانت كافية لتعرف أميركا وغيرها “شخصية المالكي وصفاته القيادية.
وقال القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري “لا توجد علاقة بين سفر المالكي إلى أميركا أو الهند أو ايران بموضوع تجديد الولاية له، لأن الولاية تحددها إرادة الناخبين في الانتخابات القادمة”.
وأضاف العسكري أن “الزيارات ومنها زيارة المالكي للولايات المتحدة لاميركية، تأتي من أجل متابعة ملفات اقتصادية وأمنية وسياسية وتعزيز التعاون بين العراق وتلك الدول، وأميركا بينها وبين العراق اتفاق استراتيجي للتعاون وهناك اجتماعات دورية بين اللجان المشتركة ولقاءات بين قيادات الحكومتين”.
وتابع العسكري، كما أن رئيس الوزراء في العراق لا تنصبه أميركا أو ايران، ولو كان الأمر كذلك لما كان المالكي رئيسا للوزراء، وقناعة أميركا بشخص معين لا تكفي لوحدها أن تبوء هذا المنصب مالم يحظ بتأييد شعبي واسع من خلال أصوات الناخبين في الانتخابات العامة.
وأكد العسكري أنه “إذا كانت أميركا أو ايران مقتنعة بأهلية المالكي في إدارة العراق، فهذا يعكس نجاحته لان هذه الدول تبني تقييماتها على أسس واقعية، وامر جيد أن يدرك اللاعبون الكبار أهمية المالكي للعراق والمنطقة في الوقت الراهن، وهذا مالا يدركه اللاعبون الصغار من معارضي المالكي المحليين والإقليميين”.
وتساءل العسكري “لماذا يستغرب البعض سفر رئيس الوزراء لأمريكا، وهو يقوم بذلك لتحقيق مصالح للعراق من خلال تطوير العلاقات مع دول مهمة في العالم كالهند وأميركا وغيرها، بل لماذا يعتقد البعض أنه يسعى من خلال زيارته أمريكا إلى كسب ودها، وهو لا يحتاج لجهد كبير في ذلك فالسنوات السبع الماضية كانت كافية لتعرف أميركا وغيرها شخصية المالكي وصفاته القيادية”.
وكانت اوساط صحفية كشفت يوم الاحد الماضي, عن مرافقة طارق نجم/ مدير مكتب المالكي السابق، لوزير الخارجية هوشيار زيباري، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، تمهيدا لزيارة المالكي للولايات المتحدة وعرض خطته للولاية الثالثة “. الا ان النائب عن “دولة القانون” احسان العوادي نفى وجود اي تحركات سياسية باتجاه العمل على تجديد ولاية المالكي لكنه اكد ان “ائتلاف دولة القانون يخطط لدخول الانتخابات المقبلة منفردا”.
واضاف العوادي ان “ائتلاف دولة القانون ضم العديد من الاحزاب والكتل ولا حاجة لدخول اطراف جديدة، اما تحالف تشكيل الحكومة فانه سيكون بعد الانتخابات مباشرة”.
وعن عودة العيساوي الى منصبه وتكرار سيناريو اسقاط التهم عن زعيم جبهة “الانصاف” مشعان الجبوري, شدد العوادي على ان “هذا الامر شبه مستحيل، وانا شخصيا من المتحفظين على عودة مشعان الجبوري الى العمل السياسي، رغم ان القضايا التي اثيرت ضده تتعلق بالفساد”. واردف “اما العيساوي او الهاشمي فانهما متهمان بالارهاب والقتل ولا يمكن التصالح معهما، باي حال من الاحوال”.
وزاد ان “اثارة موضوع العفو عن العيساوي يتكرر بين فترة واخرى بدون اي مناسبة، واننا نعتقد ان بعض الكتل تثيره في وسائل الاعلام في محاولة لتشويه صورة رئيس الوزراء لدى ناخبيه”.

العراق يسعى لكسب تحالف امريكا أو اي جهة كبرى من أجل مكافحة الارهاب

Maliki - Obama
ذكرت النائبة عن ائتلاف دولة القانون بتول فاروق بان العراق اذا لم يتحالف مع الولايات المتحدة الامريكية فستذهب لدعم جهات معينة تضر بالعراق، لافتة الى ان ذهاب امريكا للتحالف مع جهات اخرى سيضر بالعراق. وقالت فاروق إن الولايات المتحدة تريد دورا لها في العراق ، فان لم يتيح العراق ذلك الدور فربما ستذهب الى دعم جهات اقليمية معينة تضر العراق وهذا ليس بصالحنا ، لافتة الى ان العراق يسعى لكسب تحالف امريكا او اي جهة كبرى من اجل مكافحة الارهاب.
وتابعت فاروق: ان جلب خبراء امريكان الى العراق ليس باحتلال جديد، مشيرة الى ان التعاون مع الولايات المتحدة لا علاقة له بالحصول على ولاية ثالثة، منوهة الى ان هناك معلومات مؤكدة من مخابرات دول اجنبية تقول ان الوضع في منطقة الشرق الاوسط متأزم جدا ، مما يستدعي التكاتف والتلاحم ، والبحث عن شركاء للعراق للحفاظ على وضعه الداخلي والاقليمي والدولي.
ومن جانبه أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون خالد الاسدي، امس الاثنين، عدم قدرة العراق على محاربة “الارهاب” لوحده، داعيا المجتمع الدولي بتقديم “مساعدات حقيقية” والولايات المتحدة للإيفاء بالتزاماتها في مجال مكافحة “الارهاب”.
وقال الاسدي في تصريح صحفي: إن العراق يواجه هجمة ارهابية كبير”، مشيرا إلى أن الارهاب لا يهدد العراق وحده بل يهدد الامن والسلم الدوليين. وطالب الأسدي المجتمع الدولي بـتقديم مساعدات حقيقية في الجانب الاستخباري والامني على الاقل لحفظ الامن والسلم الدوليين ومساعدة العراق في مكافحة الارهاب، مشيرا إلى عدم مقدرة العراق لوحده على مكافحة الارهاب. وأضاف: إن العراق وحده لايستطيع قمع تزايد نشاط الخلايا الارهابية داخل حدوده مع وجود دول اخرى تدعمه بالاموال والاسلحة والخطط، مطالبا الولايات المتحدة بأن تفي بالتزاماتها تجاه العراق ومساعدته في مواجهة الارهاب، وتزويده بجميع الاسلحة والمعدات، والتقنيات اللازمة وايضا من خلال التعاون الامني، وفق الاتفاقية الامنية والاطارية الموقعة بين الولايات المتحدة والعراق.
وبدوره اكد التحالف الكردستاني انه من الطبيعي ان يقوم وزير الخارجية هوشيار زيباري بطلب المساعدة من واشنطن. وقال النائب عن التحالف محمود عثمان :ان من الطبيعي ان يطلب زيباري من الجانب الامريكي مساعدة العراق بخصوص الجانب الامني بعد ارتفاع وتيرة اعمال العنف والخروقات الامنية المتكررة وشدة الهجمات الارهابية في بغداد والمحافظات الاخرى. واوضح ان العراق لديه اتفاقية امنية ستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية لحفظ الامن والاستقرار في البلاد ولابد من استغلال هذه الاتفاقية، مؤكدا ان الجانب الامريكي ابدى استعداده لمساعدة العراق، مبينا ان زيباري سيطلب من الولايات المتحدة خبراء او طيارين او طائرات متطورة للسيطرة على الوضع الامني. وفي غضون ذلك اعلن التحالف الكردستاني، امس الاثنين، تاييده لدعوة وزير الخارجية هوشيار زيباري لإنشاء مركز للإستخبارات الأمريكية في العراق والمساعدة العسكرية، معتبرا إياها “طلبا مشروعا” لمواجهة “الارهاب”، وليس تدخلاً في شؤون العراق. وقال نائب رئيس كتلة الكردستاني البرلمانية النائب محسن السعدون في تصريح صحفي: إن التحالف الستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق الموقع عليه من قبل حكومتي الاتحادية والامريكية هي اتفاقية استراتيجية طويلة المدى، مبينا أنها تشمل قطاعات كثيرة منها حفظ الامن في حال وصول العراق لحالة لاتستطيع القوات الاتحادية القيام بواجباتها الامنية. واضاف السعدون : إن دعوة وزير الخارجية للدعم الاميركي ليس فيه أي تدخل امريكي في شؤون العراق، بدليل انه لم تات قوات امريكية للعراق انما هناك جهد استخباري يتمثل بأي آلية بدون طيار، مؤكدا أن هذا لا يعتبر تدخلا في شؤون العراق كما يتصور الأخرون. وشدد السعدون على ضرورة بناء علاقات مع دول قوية كامريكا وغيرها، مشيراً إلى أن المنطقة باكملها تمر حالياً في ازمة وفي تقلبات ومن حق الحكومة والمتمثلة الان في وزير الخارجية ان يطلب ضمن الاتفاقية الستراتيجية التعاون لان عملية الارهاب هي عملية دولية. واضاف: نحن يهمنا باي طريقة الحفاظ على دماء الشعب العراقي، مؤكدا أن هذا الطلب مشروع في هذا الوقت بالذات لان الارهاب اصبح ذو قاعدة عريضة قوية في هذه المنطقة نحتاج الى دولة لها امكانيات متطورة امنية واستخبارية لمساعدة القوات المسلحة العراقية.

العبادي: حزام بغداد لاتستهدف السنة ونؤيد اعلان الطوارئ

Alebadi
نفى القيادي في ائتلاف دولة القانون حيدر العبادي في مقابلة مع المركز الخبري، ان يكون سبب العمليات الاستباقية التي تشنها قوات الجيش إلى جانب الاجهزة الامنية في حزام بغداد وباقي العمليات الامنية في المحافظات، استهدافا للمواطنين من أهل السنة، معللا سبب تركزها في بعض المناطق بكون تلك المناطق تضم حواضنا لتنظيم القاعدة الارهابي. وفيما حذر من خضوع مسألة إلغاء الرواتب التقاعدية لاعضاء مجلس النواب إلى المزايدات السياسية.
ذكر إن ائتلافه يسعى إلى الدخول مع كتل التحالف الوطني الحالي بقائمة واحدة إلى الانتخابات النيابية المقبلة.
وفيما يلي نص الحوار:
IMN- كيف سيكون وضع كتل التحالف الوطني في الانتخابات القادمة لمجلس النواب؟
العبادي: سعينا في ائتلاف دولة القانون طيلة المدة الماضية، على تحويل التحالف الوطني إلى مؤسسة سياسية متماسكة بشكل جيد ونجحنا بعض الشيء، الا ان بعض الاطراف تتفق على شيء ولاتطبقه عند اعتراض قياداتها العليا، كالتيار الصدري على سبيل المثال، لذلك قلنا بضرورة أن يكون الاجتماع في التحالف الوطني على مستوى القيادات العليا وائتلاف دولة القانون بسبب أن رئيسه السيد نوري المالكي يحضر دائما، لم يخالف توجهات التحالف الوطني يوما ومن المؤمل ان يبقى التحالف الوطني على حاله في الانتخابات النيابية المقبلة لكن هذا لايعني دخولنا الانتخابات سوية.
IMN-اذن يمكن ان نشهد تحالفات انتخابية جديدة تكون غير مألوفة؟
العبادي: هناك تفاهمات مع بعض الكتل السياسية إلى مابعد الانتخابات، وليس لتحالف انتخابي، سواء مع الكتلة العربية التي يرأسها صالح المطلك أو كتلة الحل التي يرأسها جمال الكربولي.
IMN- ومأرأيك باداء رئيس مجلس النواب؟
العبادي: لو حكمنا اسامة النجيفي لكمم الافواه ومنعنا من الحديث لان ادارته انتقائية وتميز بين اعضاء المجلس لانه يفكر كزعيم قائمة لا كرئيس برلمان لكل العراق وهذا الامر انعكس سلبا على اداء المجلس خلال السنوات الثلاث الماضية.
IMN- ما قولك في أن عمليات حزام بغداد تستهدف مكونا محدداً؟
العبادي: ليس سرا اذا قلنا ان القاعدة لها حواضن في المناطق السنية وهنالك أدلة ومعلومات تؤكد هذا، وليس من المعقول ان تشن عمليات ارهابية في محافظات النجف وكربلاء وذي قار مثل التي تشن في محافظات الانبار وصلاح الدين وحزام بغداد وديالى، والمهم ان القوات الامنية تستهدف المجرمين وحواضنهم بغض النظر عن المذهب والعرق أو الأنتماء لذلك ندعو الوجهاء والسياسيين وشيوخ العشائر في المناطق السنية بدعم العمليات الهادفة لمنع القاعدة في الوصول إلى هدفها المتمثل باشعال حرب طائفية.
IMN- سمعنا عن خلافات رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير التعليم علي الاديب فما مدى دقة ذلك؟
العبادي: هذا الكلام ليس صحيحاً على الاطلاق وحزب الدعوة متماسك للغاية وقياداته تنسق فيما بينها ولايوجد اي نية لانشقاق علي الاديب عن الحزب.
IMN- وما تقييمك لاداء رئيس الوزراء نوري المالكي؟
العبادي: في ظل مستوى الوزراء الحاليين والمشاكل السياسية التي يعانيها العراق والظروف الامنية فانني اعتبر الادارة مميزة في ظل وجود رئيس وزراء ديمقراطي وقوي كالمالكي ومايثبت هذا الكلام ان مجلس الوزراء منسجم فيما بينه رغم خلافات الكتل السياسية.
IMN- لكن ثمة من يحمل المالكي تدهور الوضع الأمني باعتباره، القائد العام للقوات المسلحة الذي تأخر في تسمية وزراءه الامنيين؟
العبادي: الدستور الذي شاركت في كتابته جميع الكتل الساسية هو من منح رئيس الوزراء صلاحية ان يكون قائدا للقوات المسلحة، ومسؤولية الأمن لايتحملها رئيس الوزراء فحسب بل تتحملها جميع الكتل السياسية التي يفترض ان تتخذ موقفا علنيا، وواضحا من الهجمات التي يتعرض لها الشيعة خاصة، في هذه الحرب الاقليمية التي تقودها مجاميع ارهابية متخلفة تسعى إلى التأجيج الطائفي في العراق.
IMN- لنتحدث عن عدم تسمية الوزارء الامنيين؟
العبادي: هذا تتحمله الكتل السياسية التي عطلت التصويت على مرشح وزارة الدفاع سعدون الدليمي، وملخص القول إن الخطأ يتحمله كل من تصدى للمسؤولية سواء كان في الحكومة أو في البرلمان أو في القضاء.
IMN- والقيادة الامنية ألا تتحمل المسؤولية؟
العبادي: مالذي تستطيع أن تفعله القوات الامنية وهناك كتل سياسية ترفض اعلان موقفاً واضحا من العمليات الارهابية التي تستهدف الابرياء في الاسواق والمحال التجاري، القوات الامنية لا تستطيع توفير الامن مالم تسندها الكتل السياسية وترفض جميع انواع الارهاب والعنف فلا يمكن لتلك القوات ان توفر الامن وعدوها متربص ولديه حاضنة سياسية ودينية واجتماعية، ولفت انتباهي ان بعض الكتل السياسية تتباهى في رمي اللائمة على القوات المسلحة بعد كل خرق امني لكنها لا تسلط الضوء على الاعمال الاجرامية للمجاميع الارهابية.
IMN- وماذا عن حالة الطوارئ، هل تؤيدون اعلانها المطروح هذه الايام؟
العبادي: مع اعلانها شريطة ان توافق الكتل السياسية وان تسهم في توفير الامن للناس.
IMN- مارايكم بتحديد ولاية رئيس الوزراء؟
العبادي: هناك قانون شرع في مجلس النواب يقضي بتحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين نيابيتين فقط وهذا القانون لا اصل له في الدستور العراقي بل في كل الأنظمة النيابية في العالم لاتحدد ولاية رئيس الوزراء ، والغريب ان بعض الكتل السياسية على يقين تام ان المحكمة الأتحادية ستنقض هذا القانون لكنها اتجهت لاقراره لاشغال الحكومة بذلك، اما مايخص ترشيح رئيس الورزاء نوري المالكي لولاية ثالثة فنقول إن الحديث في هذا الامر يخضع لإرادة الناخب الذي سيحدد ذلك وليس الكتل السياسية، فنحن نستغرب من دعوات بعض النواب التي تحذر المالكي من الترشيح لولاية ثالثة قبل خوض الانتخابات ومعرفة النتائج ومن سيتصدر .
IMN- قد يوجد سر وراء تقارب دولة القانون والكردستاني؟
العبادي: ليس هناك أي سر في الموضوع ائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني اتفقا على تشكيل لجان من الحكومة الاتحادية والمركزية لتعالج المشاكل العالقة مثل المادة 140 والنفط والمنافذ الحدودية والبيشمركة وغيرها من امور هامة على نار هادئة بعيدا عن التصريحات السياسية واسناد هذه المهمة للجان مهنية تنظر إلى مصلحة البلاد العليا وان لاتتجاوز الدستور.
IMN- مارأيك بإلغاء الرواتب التقاعدية لاعضاء مجلس النواب؟
العبادي: هذا الملف تعاملت معه بعض الكتل السياسية بشيء من الترويج لنفسها، وائتلاف دولة القانون انه اول من دعا إلى تقليلها، وكان ذلك قبل اكثر من عامين، والامر بطبيعة الحال ليس سهلا بل يتطلب اتباع وسائل قانونية وادارية معقدة ويفترض ان تقوم الكتل التي اعلنت عن تنازلها عن الرواتب التقاعدية بتوصية نوابها السابقين بتقديم طلب إلى هيئة التقاعد للتنازل عن الرواتب التقاعدية وليس من المعقول ان يقوم نواب الدورة الحالية في تقديم طلبات لالغاء تقاعدهم وهم ليس لديهم اي ملف في هيئة التقاعد العامة، وحل هذه القضية عن طريق تشريع قانون موحد لموظفي الدولة يمنح عضو مجلس النواب راتبا تقاعديا محددا كما أن هناك ضرورة لتحديد راتب العضو الحالي بثلاث ملايين دينار عراقي من عدا الانشطة النيابية التي ينفذها النائب مثل استحداث مكتب له في المحافظة التي ينتمي إليها .
IMN- يقال أن حزب الدعوة الخاسر الاكبر في انتخابات مجالس المحافظات؟
العبادي: على العكس حزب الدعوة لم يخسر مقارنة بانتخابات مجالس المحافظات السابقة، خاصة وانه استعان بشخصيات لديها شعبية واسعة .
IMN- اذن تقر بالنزول بشخصيات لديها شعبية لكنها لاتنتمي للدعوة؟
العبادي: فعلا رشحنا شخصيات لاتنتمي تنظيميا لحزب الدعوة ولها شعبية واسعة لان ليس كل حزبياً لديه شعبيه تمكنه من الفوز في الانتخابات.
IMN- قد يثبت هذا انكم حزب فوقي وليس بجماهيري؟
العبادي : حزب الدعوة معقد جدا في مسألة الانتماء إليه لانه لايريد ان يعاني المشاكل التي تعاني منها الاحزاب والتيارات الشعبية التي تسمح لكل من هب ودب بالانتماء إليها وتمثيلها، الحزب ينتقي الاشخاص الجيدين في المجتمع والمؤثرين الذين لهم سمعة طيبة وهذا لايعني ابدا انه حزب فوقي فهو يتمتع بقاعدة جماهيرية.
من: جعفر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق