السبت، 27 ديسمبر 2014

ملف الاصخور الزيتية

80 مليار طن احتياطي البترول المصري في الصخور الزيتية

أكد الخبراء الاستونيون ان مصر لديها احتياطي هائل من البترول في الصخور الزيتية مشيرين إلي ان الاحتياطي الذي نملكه من هذه المادة يتراوح ما بين 30 إلي 80 مليار طن مما يؤكد انها سوق واعدة للبترول في الفترة المقبلة.
صرح السفير أحمد فتح الله مساعد وزير الخارجية للشئون الأوربية عقب عودته من جولة خارجية إلي فنلندا واستونيا بأنه عقد خلال الجولة عدة مشاورات مع كبار المسئولين في البلدين حول التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مختلف المجالات الاقتصادية والتجاريةوالتكنولوجية.
قال ان استونيا لديها اهتمام بزيادة التعاون مع مصر التي يوجد بها كميات هائلة من هذا النوع من البترول وفقا لما أكده مسئولو شركة "أستي أنيرجيا" مشيرا إلي انه استمع لرغبة المسئولين في استونيا لتنويع مصادر استيرادهم من الغاز الطبيعي الذي تعتبر روسيا هي مصدرهم الرئيسي
أكد أهمية تفعيل التعاون الثنائي بين الجانبين لاستخدام تكنولوجيا استخراج البترول من الصخر الزيتي في مصر خاصة ان أستونيا متقدمة في هذا المجال وتعتبر الدولة الأولي عالميا استخداما لهذه التكنولوجيا.
أضاف ان المسئولين الاستونيين ناقشوا معه امكانية استيراد الغاز المسال من مصر بعد انشاء ميناء في إحدي دول البلطيق
...............................................................................


طرق وأساليب الكشف عن البترول

تعود معرفة الإنسان بالبترول إلى بدايات تدوين التاريخ ، ومع ذلك لا تزال طرق البحث عن البترول معقدة، وتتطلب إنفاقا طائلا، وقد بلغت هذه الطرق من التطور التكنولوجي مدى بعيداً، في إجراء المسح، السيزمي أو المغناطيسي أو الكهربي - براً وجواً وبحراً - وتقدمت باستخدام الحاسبات الآلية التخصصية.
وتؤدي تحركات الطبقات الأرضية، وما تحدثه من صدوع وأخاديد وطيات وتفاعلات إلى اختلافات كثيرة في خصائص الصخور حتى في المناطق المتجاورة، ولا يعني وجود التراكيب الجيولوجية بالضرورة وجود البترول فيها. كما أن جميع طرق الكشف المتاحة حتى الآن لا تستطيع أن تجزم بوجود تجمعات بترولية في مسام الصخور الرسوبية الأولية أو الثانوية في منطقة معينة. وتوجد هذه التجمعات مع مواد أخرى أهمها المياه الجوفية وأنواع شتى من الشوائب، وعلى هذا لا يشغل البترول مائة في المائة من حجم المسامية المتاحة في المصائد البترولية سواء كانت تركيبية أم ترسيبية.
ومن جهة أخرى فإن كمية البترول الموجودة في طبقة صخرية ما قد لا تمثل غالبا إلا جزءا صغيرا من الحجم الكلي للطبقة الحاملة للبترول، كما أن طبيعة التشبع البترولي في مسام الطبقات الرسوبية يسمح بقابلية عالية لاستخراج كمية معينة من البترول، بينما توجد كمية أخرى ملتصقة بأسطح الحبيبات المكونة للصخور التصاقا قد يكون كيميائيا ولا يمكن استخراجها إلا بإجراء عمليات عالية التكلفة لتغيير خصائص هذا الالتصاق. ومن هنا لابد من حفر آبار الاستكشاف لتقويم حقل البترول من حيث إمكان استخراج الزيت، وحجم الخزان البترولي، وإمكان تنمية الكشف، وتجميع البيانات الإضافية للمكمن الجوفي

أولاً: التقنيات الحالية لاستكشاف البترول عالمياً وإقليمياً

لا توجد مناطق محددة أو صخور معينة، أو أعماق متقاربة، أو عصور جيولوجية محددة يوجد فيها البترول وإن كنا نعرف أن البترول قد تكون واختزن واحتجز في طبقات يتراوح أعمارها التكوينية بين حقبة الحياة العتيقة Paleozoic والعصور السفلى لحقبة الحياة المتوسطة، وأن الاستكشاف والإنتاج البترولي قد امتد إلى الحقبة الحديثة Cenozoic. ومن ثم يتطلب العثور على البترول دراسة طبقات الصخور تحت سطح الأرض، وتراكيبها الجيولوجية، بحثا عن الأحواض الرسوبية والمكامن البترولية المحتملة فيها، سواء على اليابسة، أم تحت سطح البحر، بل وتحت الجليد في شمال الكرة الأرضية وجنوبها.
ويتطلب التنقيب عن البترول استثمارات مادية كبيرة، وخبرات تكنولوجية متطورة، وتمويلا مستمرا لخطط الاستكشاف، وتكامل عناصر تعدين البترول وصناعته، ونقله وتسويقه. وهدف التنقيب الواضح هو البحث عن مكامن تجمع البترول باستخدام مختلف أنواع المسح، والكشف جوياً وأرضياً وجوفياً، ويعتبر الرشح البترولي مؤشراً إيجابياً لتحديد أغلب مناطق التنقيب، إلى جانب البحث عن البـترول في مصائد بنائية معينة كالطيات المحدبة والقباب .
وتشمل تقنيات التنقيب المسح الجيولوجي الطبقي Stratigraphic Survey، الذي تستخدم فيه أدوات الاستشعار عن بعد، كالصور الجوية الرادارية والتصوير بالأقمار الصناعية، إلى جانب الدراسات الميدانية بهدف تحديد العناصر الجيولوجية الرئيسية في مناطق معينة، وأنواع صخورها، وامتدادها السطحي وتراكيبها المتنوعة، ورسم خرائط جيولوجية لها، وتقدير احتمالات تكون البترول في طبقات رسوبية معينة، وترتيبها وأعماقها وسمك الطبقات الخازنة المحتملة، وبعض خصائص المصائد البترولية. ثم تأتي بعد ذلك مرحلة المسح الجيوفيزيائي باستخدام الطرق السيزمية والجاذبية والمغناطيسية والمقاومة الكهربية، والاستقطاب المستحث، والجهد الذاتي والإشعاع الإلكترومغناطيسي لتحديد أهم الخواص الطبيعية للصخور، مثل الكثافة والمسامية والمرونة والسعة الكهربية والصفات المغناطيسية.
وباستكمال الدراسات الكيميائية للصخور، يمكن معرفة مدى احتوائها على المواد العضوية المولدة للبترول، وكذا تعرف مؤشرات وجود خزانات بترولية كبرى، مثل وجود صخور مسامية ترتفع بها نسبة الكربونات، وتتحلل موادها بسرعة تحت تأثير عوامل التجوية الكيميائية من رطوبة وجفاف وتجوية عضوية بصفة خاصة.
الجيولوجيا ـ إذاً ـ من خلال مشاهدات الصخور والآبار، والجيوفيزياء بطرقها العديدة تقدم اليوم وسائل عملية لدراسة تكوين باطن الأرض وتركيبه، ومع ذلك لا تستطيع جميع الدراسات الجيولوجية الجيوفيزيائية والجيوكيميائية أن تحدد بدقة مواقع تجمعات البترول والغاز مهما كانت شمولية تلك الدراسات، إذ لابد من الحفر، فهو العامل الحاسم في استكشاف البترول، ويرتبط النجاح فيه بالتحديد الدقيق لمواقع الآبار، وتقدير العمق المحتمل وجود البترول به في الطبقة أو الطبقات، وكفاءة برمجة الحفر ونظم معلوماته، للتعرف على الطبقات تحت السطحية في أثنائه وتقدير السمك والعمق لكل منهما.
المسح الجيولوجي الطبقي :
اكتشف أول بئر للبترول في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية فرجينيا عام 1806، وتم حفر أول بئر متكامل في مدينة تيتوس فيل Titusville بولاية بنسلفانيا، وتلا ذلك اكتشاف أول حقل بترولي بدون البدء بشواهد الرشح، وبالاعتماد على الدراسات الجيولوجية الميدانية في مقاطعة كوشينج في أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الحفر في طية محدبة
في أوائل القرن العشرين كانت مناطق التنقيب عن البترول هي التي تظهر فيها شواهد بترولية مثل البقع البتيومينية، وتسربات الغازات، وبعض الصخور الأسفلتية التي تكشفها عوامل التعرية. ثم بدأ الاعتماد على أجهزة قياس المغناطيسية الأرضية لتحديد الاختلافات الصغيرة أو الطفيفة في المجالات المغناطيسية للتراكيب الصخرية، حتى يمكن الاستدلال على بنية الطبقات ومعرفة نوعيات التراكيب الجيولوجية للصخور الرسوبية، وإنشاء خطوط الكنتورات تحت السطحية، وتحديد مناطق الثنيات أو الطيات الصخرية المحدبة والمقعرة، وسمك بعض الطبقات الرسوبية فيها. وبتطور تكنولوجيات التنقيب عن البترول يجري حاليا قياس المغناطيسية الأرضية عن طريق المسح الجوي، الذي يتيح تغطية مساحات كبيرة، والوصول إلى مناطق صعبة طبوغرافيا، والتي لا يسهل استخدام طرق النقل الأخرى فيها.
ويعتبر التصوير الطيفي بالأقمار الصناعية ومنها سلسلة لاند سات ـ التي أطلق أولها عام 1972 ـ من أحدث طرق المسح الجيولوجي(استخدمت صور أقمار لاند سات لحوض أناداركو Anadarco Basin الممتد بين ولايتي أوكلاهوما وتكساس لتحديد 59 حقلا بتروليا منتجاً، كما استخدمت صور لاند سات في خمسة حقول في العالم العربي هي حقل الغوار السعودي، وحقل البرقان الكويتي، وحقل بوزرغان العراقي، وحقل المسلة الليبي، وحقل البرمة التونسي.)، لدراسة ثروات الأرض المعدنية والبترولية، ويمكن بواسطتها تحديد مناطق تسرب البترول إلى السطح، وأماكن الصدوع والطيات واستراتيجرافية الإقليم. ويمكن تدقيق المعلومات المرجحة عن التراكيب الجيولوجية بواسطة أنظمة التصوير الراداري المحمولة بواسطة الأقمار الصناعية، والتي تعمل ليلاً ونهاراً، ولا تتأثر بالسحب، وتتيح تحديد الأحواض الرسوبية، والاختيار السليم لمواقع المسح الجيوفيزيقي التالي للمسح الجيولوجي.
وتتكامل أعمال التصوير والاستشعار عن بعد مع الدراسات الجيولوجية الميدانية على الأرض، ومع الاستعانة بالصور الجوية وتطوير الخرائط الجيولوجية من حيث التراكيب ونوعيات الصخور وأعمارها المختلفة، والتضاريس واتجاهات ميول الطبقات، والطيات والفوالق. وترسم خرائط وقطاعات عرضية لامتداد الصخور الظاهرة على سطح الأرض وتحته، كما تجمع العينات من مختلف الصخور لتحليلها، وبذلك تتهيأ قاعدة من المعلومات لاستكمال أعمال استكشاف البترول. وفي العمل الميداني يرصد الرشح البترولي الذي قد يتخذ شكل طبقة بترولية رقيقة فوق سطح عين أو بحيرة أو نهر، أو صورة تسربات بسيطة من الصخور المسامية السطحية المتشققة، كما قد يبدو في صورة بحيرة صغيرة من القار. وقد تخرج المواد الأسفلتية على شكل تجمعات لدنة وأغشية رقيقة فوق صخور سطح الأرض، مثل ما يوجد في إقليم بوريسلان غرب أوكرانيا Ukraine.
ويشمل المسح الجيولوجي الطبقي الأولى استخدام مقياس الجاذبية الأرضية Gravimeter لتعرف مواقع الصخور وكثافاتها، واستنتاج بعض المعلومات عن التراكيب الجيولوجية للمكامن والمصائد البترولية.

المسح الجيوفيزيائي :
يعتبر المسح الجيوفيزيائي الأداة العملية لاستكمال المعلومات المفيدة وتدقيقها عن بنية الطبقات وتراكيب المكامن البترولية، وللحصول عليها في المناطق صعبة التضاريس كالمناطق البحرية، والصحاري، والصحاري الجليدية القطبية، ومناطق البراكين. وقد أوجدت الحاسبات الآلية قدرات أفضل في معالجة المعلومات الجيوفيزيائية، مثلما تطورت استخدامات الفضاء في الكشف عن الثروات البترولية والمعدنية.
وتشمل الطرق الجيوفيزيائية الشائعة الاستخدام المسح السيزمي الذي يسمى أحيانا بالزلزالي، والجاذبية، والمغناطيسية، والطرق الكهربية، ثم الطرق الأقل استخداما وهي قياس الإشعاع والحرارة عند أو بالقرب من سطح الأرض أو في الجو. وإذا كانت الطرق السيزمية والجاذبية هي، أساسا، أدوات للبحث عن البترول، فإن الطرق الكهربية تستخدم، عادة، للكشف عن المعادن، وغير أن الروس والفرنسيين يستخدمون الطرق الكهربية والمغناطيسية معاً في البحث عن البترول والمعادن

المسح السيزيمى :
يعد المسح السيزمي أداة عملية لتحديد التكوين الجيولوجي تحت سطح الأرض، ويعتمد على تفجير شحنة صغيرة من المتفجرات قريبة من السطح، تنتج عنها صدمة آلية أو هزة أو موجة سيزمية، من نوع ريلي Rayleigh أو لف Love ، وهذه الموجة تعود إلى السطح بعد انعكاسها من الأوجه الفاصلة بين الطبقات ذات الخواص الطبيعية المختلفة، وتسجل الانعكاسات بأجهزة حساسة سريعة الاستجابة لحركة الأرض Geophones & Detectors، توضع على أبعاد محددة من نقطة التفجير لتلقي الموجات الصوتية المنعكسة وقياس زمن ارتداد الموجة السيزمية .
ومن المعروف أن سرعة الموجات الصوتية تعتمد على كثافة الصخور التي تمر بها. ويمكن حساب أعماق الطبقات وسمكها واستنتاج أنواعها بقياس أزمنة الانعكاس ومقارنتها، وتعرف الظواهر التركيبية في الطبقات السفلى، وبيئة الترسيب، ومن ثم إنتاج خرائط تركيبية لأي مستوى جيولوجي يعطي انعكاسات للموجات الصوتية، وتحديد أماكن الطيات المحدبة والفوالق والقباب الملحية والشعب وخواصها.

ويجري المسح السيزمي أيضاً في البحار، باستبدال المتفجرات بشرارة كهربية ذات فولت عال، قد يصل إلى عشرة آلاف فولت، تفرغ تحت الماء لإحداث نبض سمعي Acoustic Pulse على فترات قصيرة متتابعة لإجراء المسح السيزمي على أعماق بين 100، 400 متر. ويمكن إجراء هذا المسح على أعماق كبيرة قد تصل إلى 2- 2.5كم باستخدام قاذف صغير لخليط متفجر من غازي البروبان والأكسجين يشعل بشرارة كهربية. وطريقة الانعكاس السيزمي أنجح الطرق السيزمية المستخدمة في معرفة الطبقات القريبة من سطح الأرض، وتحديد الظواهر التركيبية التي يشتمل أنها مكامن بترولية، وبخاصة الطيات المحدبة والفوالق والقباب الملحية وبعض البنيات الاختراقية الأخرى.
أما طريقة الانكسار السيزمي فتتيح تسجيل الإشارات السيزمية على مسافات كبيرة من نقطة التفجير، والحصول على معلومات عن السرعات والأعماق الخاصة بالطبقات تحت السطحية التي تنتقل خلالها. واستخدمت في الماضي في تحديد جوانب قباب الملح قبيل استخدام الطريقة الانعكاسية. ومع أن طريقة الانكسار لا تعطي معلومات دقيقة عن التراكيب الصخرية، وهي أقل استخداما في استكشاف البترول حاليا، إلا أنها مصدر جيد للمعلومات عن سرعة انتشار الموجات في طبقات الانكسار، وبالتالي التحديد التقريبي لمواقع وأعماق طبقات صخرية أو تكوينات جيولوجية معينة. ومن المعروف أن سرعة انتشار الموجات السيزمية تبلغ نحو 5500 قدم/ ثانية في الرواسب الفتاتية، وترتفع إلى أكثر من 23000 قدم/ ثانية في بعض الصخور النارية، وبذلك يسهل تحديد عمق الحوض الرسوبي وشكله برسم خريطة صخور القاعدة التي تتراكم عليها الصخور الرسوبية.
طريقة الجاذبية :
تعتمد طريقة البحث بالجاذبية ـ في حدود الأميال الأولى القليلة من سطح الأرض ـ على قياس التغييرات الصغيرة في جذب الصخور للأجسام والكتل فوق سطحها، إذ تختلف قوى الجذب من مكان لآخر طبقا لاختلاف كثافات الصخور تحت سطح الأرض، لأن الجاذبية تتناسب طرديا مع الكتل الجاذبة، وعكسيا مع مربع المسافة إليها. وإذا كانت الطبقات الأعلى كثافة مقوسة إلى أعلى في تركيب مرتفع مثل الطية المحدبة فإن مجال الجاذبية الأرضية يكون فوق محور الطية أكبر منه على طول أجنابها، كما أن القبة الملحية، الأقل كثافة من الصخور التي اخترقتها، يمكن كشفها من القيمة الصغيرة للجاذبية المقاسة فوقها بالمقارنة بقيمة الجاذبية على أي من الجانبين. ولابد لقياس التغير الطفيف في قيمة الجاذبية من مكان لآخر من أجهزة ذات حساسية عالية، لدرجة أنها تسجل التغيرات في الجاذبية لجزء في المليون من عجلة الجاذبية الأرضية، وتسمى الجرافيمترات Gravimeters، وهي أداة رسم خريطة تغيرات الجاذبية في منطقة البحث عن البترول التي يمكن من خلالها ترجيح وجود تراكيب جيولوجية معينة مثل الفوالق والطيات، أو تداخل صخور القاعدة ذات الكثافة العالية في صخور رسوبية ذات كثافة أقل.
وبصفة عامة يستفاد من طريقة الجاذبية في تحديد الأحواض الرسوبية، وامتدادها وسمكها، باعتبار أن كثافة صخور القاعدة أعلى من كثافة الطبقات المترسبة فوقها، وكذا في تحديد أماكن القباب الملحية، وشعاب الحجر الجيري Limestone Reefs، والطيات المحدبة (اُنظر شكل تحديد الطية المحدبة)
ثم في تعيين الحدود الفاصلة بين الكتل الصخرية ذات الكثافات المختلفة. ومع ذلك يجب أن نسلم بأن الصخور الخازنة ليست متجانسة في خواصها مما يقتضي استخدام طرق أخرى للمسح الجيوفيزيائي لتكوين صورة متكاملة ودقيقة للخزان البترولي، تستكمل بالمسح السيزمي والحفر الاستكشافي. وقد استخدمت طريقة الجاذبية في تحديد أماكن القباب الملحية في ساحل خليج المكسيك بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي الكشف عن التراكيب المحدبة في وسط القارة الأمريكية التي تعد مكامن محتملة للسوائل الهيدروكربونية.
الطريقة المغناطيسية :
يستخدم المسح المغناطيسي لقياس التغير في شدة المجال المغناطيسي للأرض من مكان لآخر، بسبب اختلاف التراكيب الجيولوجية، والتغيرات الطبوغرافية لأسطح صخور القاعدة، والتأثيرية المغناطيسية Magnetic Susceptibility لهذه الصخور، أو الصخور النارية أو المتحولة التي تحتوي في العادة على نسب أعلى من معدن المجنتيت Magnetite ذي الخواص المغناطيسية، أو الصخور القريبة من سطح الأرض. وتستخدم المغناطومترات Magnetometers في المسح المغناطيسي على الأرض، ومن الطائرة أو السفن وبخاصة لتحديد سمك الطبقات الرسوبية الخازنة للبترول، أو المعادن المغناطيسية.
وحديثاً تستخدم الأقمار الصناعية في رسم الخرائط الكنتورية للتغيرات في شدة المجال المغناطيسي لتحديد التراكيب الجيولوجية في مناطق المسح المغناطيسي، وبخاصة أماكن الطيات والصدوع في القشرة الأرضية المرجح وجود تجمعات البترول بها، وحساب أعماق صخور القاعدة بما يساعد في تقدير سمك وامتداد الطبقات الرسوبية وامتدادها، وكذا تعرف تداخلات الصخور النارية بين هذه الطبقات الرسوبية. وقد ساعدت الطريقة المغناطيسية على اكتشاف حقول بترولية عديدة في المملكة العربية السعودية، ومنها حقول الحوطة والدلم عام 1989م، والرغيب والنعيم والحلوة والهزمية والغينة في المنطقة الوسطى عام 1990م، ثم حقل مدين على الساحل الشمالي للبحر الأحمر عام 1993م.
الطريقة الكهربية :
تعتمد هذه الطريقة على اختلاف قياسات المقاومة النوعية الكهربية بين شتى أنواع الصخور، وبخاصة بين الملح والرسوبيات، ويسهل باستخدامها تحديد عمق صخور القاعدة بفضل ارتفاع قيم المقاومة النوعية لها. وإذا كانت التباينات في الخواص الكهربية للصخور الرسوبية محدودة، فإن الصخور الجيرية الكتلية والأنهيدريت تتميز بمقاوماتها النوعية العالية. كذلك تستخدم طريقة الجهد الذاتي لإجراء قياسات على السطح بالميللي فولت للجهود الكهروكيميائية الناشئة في الأرض بالتفاعل الكيميائي الكهربي بين بعض المعادن والمحاليل ذات الخصائص الكهربية المتلامسة معها.
الدراسات الجيوكيميائية :
تنفذ هذه الدراسات في الطريقة المباشرة للبحث عن البترول أثناء مرحلة الحفر الأولى، ولا سيما إذا وجدت شواهد بترولية على سطح الأرض، نتيجة هجرة بعض الهيدروكربونات من مكمن للبترول أو الغاز الطبيعي تحت ضغط مرتفع نسبيا وتحركها إلى السطح.
وتهدف الدراسات الجيوكيميائية إلى تحديد الطبقات القادرة على توليد البترول، والصخور الخازنة للبترول، وتحديد أنواع الهيدروكربونات الموجودة من بترول أو غاز أو مكثفات. وتبدأ الدراسة الجيوكيميائية بالدراسات السطحية التي تشمل قياس كمية الغازات الممتصة على حبيبات التربة أو حبيبات الصخور تحت السطحية القريبة من سطح الأرض، وقياس الاستشعاع الصادر من التربة Fluorescence، ومحاولة تحديد أنواع البكتريا التي تعيش وتنمو مع مختلف أنواع الهيدروكربونات، وإجراء المسح الإشعاعي لتتبع هجرة الهيدروكربونات.
وتتعدد الدراسات تحت السطحية، وتبدأ بتحديد كمية الكربون العضوي في الصخور التي تتراوح بين 2%، 10% في الصخور المولدة لحقول البترول العملاقة، والتحليل الغازي لسائل الحفر وفتاته (Mud Logging) كما تشمل تحديد السحنة الحرارية، فلون الكيروجين في الطفل الصفحي يتغير من الأصفر إلى البني البرتقالي ثم الأسود مع زيادة درجة الحرارة، وهذا التغير اللوني من دلائل وجود البترول والغاز.
وتساعد الدراسات الجيوكيميائية على تقويم أحواض الترسيب، وترجيح احتمالات تواجد تجمعات البترول والغاز التي أسفرت عنها طرق المسح الجيوفيزيائي، وتقدير أعماق الصخور المولدة والخازنة والحابسة، ونوعيات المصائد البترولية، وهي تخدم مباشرة اختيار أماكن الحفر.
الحفر الاستكشافي :
يلي المسح الجيوفيزيائي والدراسات الجيوكيميائية التي تقود إلى تحديد أنسب الأماكن التي يرجح أن تكون حقولا منتجة، ويبدأ بحفر أولي الآبار الاستطلاعية التي تسمى بئر القطة البرية Wild Cat Well، طبقا لتقدير علمي دقيق لموقع الحفر والأعماق المطلوب الوصول إليها، وأنواع الأجهزة التي تستخدم في تجويف البئر، ثم تسجل النتائج في وثيقة التسجيل البئري Well Logging، والتي تشمل تحديد أنواع وسمك الطبقات وسمكها، وتقدير أعمار الصخور طبقا للحفريات الموجودة في كل طبقة إلى جانب قياسات المقاومة الكهربية والنشاط الإشعاعي وانتشار الموجات الصوتية، والكثافة، وتستكمل بالصفات الطبيعية مثل المسامية والنفاذية، والخصائص الكيميائية. وتتم متابعة تحليل العينات الجوفية أولا بأول خلال حفر البئر الاستكشافي بهدف معرفة وتحديد تتابع الطبقات للصخور الرسوبية في الحقول البترولية المنتظرة.
وعادة تحفر البئر الاستكشافية الأولى على قمة التركيب الجيولوجي المراد استكشافه، أو على الموقع المقدر نظريا أن يحقق أكبر إنتاج ممكن. ويراعى ما أمكن ذلك أن يكون تجويف البئر رأسيا، واختبار زاوية ميله كلما تعمق الحفر لإجراء التصحيحات المطلوبة عند الضرورة. ومع أن حفر البئر الأولي يعطي الدليل على وجود البترول، وتركيب المكمن البترولي، وأعماق الطبقات الحاوية للزيت من سطح الأرض وخواصها، إلا أن تحديد الحقل البترولي، وحساب كميات البترول المنتظر إنتاجها، وتقدير الاحتياطي المرجح من البترول في الحقل يتطلب حفر آبار استكشافية أخرى حول البئر الأولي. ويجري في حالات عديدة حفر "الآبار القاعية" العميقة في الأماكن الملائمة لتجمع الزيت أو الغاز، لدراسة التركيب الجيولوجي والظروف الهيدرولوجية لتكوين الطبقات الرسوبية، وكذا "الآبار البارامترية" لتدقيق المعلومات عن التراكيب الجيولوجية للصخور في منطقة البحوث الاستكشافية.
طريقة تسجيل الآبار :
هي طريقة واسعة الاستخدام قبل حفر آبار البترول وفي أثناء الحفر وبعده، لتحديد الخواص الفيزيائية المختلفة للطبقات تحت سطح الأرض، من خلال إنزال أجهزة قياس متنوعة في الآبار لتحديد المقاومة النوعية الكهربية ، والجهد الذاتي والتأثيرية، والسرعة الصوتية، والكثافة، والخواص المغناطيسية، وإطلاق أشعة وفوتونات جاما الطبيعية، أو توليد أشعة جاما استجابة لقذف النيوترونات.
والتسجيلات الكهربية (اُنظر شكل طريقة تسجيل الآبار) تتيح قياس المقاومة النوعية للصخور، ورسم الحدود بين الطبقات، وتحديد مناطق تدفق السوائل ودراسة المياه الجوفية وتحديد ملوحتها، وبذلك يسهل تعيين الطبقات المنفذة للسوائل والأسطح والحواف التي تحدها. والطرق الكهرومغناطيسية تكشف اختلاف الخواص التأثيرية للصخور تحت سطح الأرض.
وقد استخدمت طرق المقاومة النوعية والكهرومغناطيسية الأرضية في روسيا لإعداد خرائط الطبقات الرسوبية في مراحل الاستكشاف البترولي المبكرة، وفي فرنسا استخدمت الطرق الكهربية في البحث عن المعادن الصلبة، وتتبع الطاقة الحرارية الأرضية
أما تسجيل النشاط الإشعاعي الطبيعي للصخور فيجري باستخدام أجهزة كشف إشعاعي متنوعة على الأرض، وفي الآبار، ومن خلال المسح الجوي الإشعاعي. كذلك يستخدم مصدر لإشعاع النيوترونات، مثل خليط من البريليوم والراديوم، ويستقبل الإشعاع المنطلق من الصخور، وقياس درجة امتصاص النيوترونات بواسطة أيونات الهيدروجين الموجودة في البترول أو الماء أو الغاز.
وتفيد دراسة النشاط الإشعاعي للصخور في تعرف التراكيب الصخرية، ومـدى احتوائها على سوائل، وأنواع تلك السوائل، ووجود الغازات الطبيعية، ومسامية الصخور، كما تستخدم أشعة جاما في الكشف عن الطفلة الحجرية الزيتية Oil Shales. كذلك فإن المسح الإشعاعي من أفضل طرق تعيين وتقويم رواسب المعادن المشعة تحت سطح الأرض، سواء التي تحتوي على اليورانيوم أو الثوريوم.
وتجري تسجيلات الانتشار الصوتي لقياس سرعة سريان الموجات الصوتية في كل طبقة من الطبقات الصخرية على حدة، وتحديد الاختلاف بينها في المقاومة الصوتيةAcoustic Impedance ، ما يساعد في معرفة مسامية الصخور تحت السطحية.


.........................................................................................
خلال لقاء مساعد الوزير مع مسئولى شركة "أستى أنيرجيا"..
"الخارجية" تعرض على أستونيا استخراج بترول الصخر الزيتى من مصر
السفير أحمد فتح الله مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية
كتب يوسف أيوب

أكد السفير أحمد فتح الله مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، أنه وجد ترحيبا من جانب المسئولين الأستونيين للتعاون مع مصر فى استخراج البترول من مناطق الصخر الزيتى، مشيرا إلى أنه التقى خلال زيارته الأخيرة لأستونيا بوزيرى الخارجية والثقافة ومسئولى شركة "أستى أنيرجيا" للبترول، وقال إنه تباحث معهم حول إقامة تعاون ثنائى لاستخدام التكنولوجيا الأستونية فى استخراج البترول من الصخر الزيتى فى مصر، خاصة لما تتميز به أستونيا فى هذا المجال باعتبارها الدولة الأولى عالميا استخداما لهذه التكنولوجيا بعد أن استطاعت التغلب على العقبات البيئية التى كانت تقف أمامها فى الماضى، والتى كانت تتمثل فى تلوث المياه الجوفية، بالإضافة إلى تحويل الرماد المستخرج مع بترول الصخور الزيتية لمواد بناء.

وقال فتح ألله إن أستونيا لديها اهتمام بإتمام هذا التعاون مع مصر التى يوجد بها من 30 إلى 80 بليون طن بترول من هذا النوع، وفقا لما أكده مسئولو شركة "أستى أنيرجيا " التى لها خبرات واسعة فى هذا المجال.

وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أنه استمع لرغبة المسئولين فى أستونيا لتنويع مصادر استيرادهم من الغاز الطبيعى الذى تعتبر روسيا هى مصدرهم الرئيسى، وقال إنهم تناقشوا معى حول أمكانية استيراد الغاز المسال من مصر بعد أنشاء ميناء فى إحدى دول البلطيق.

وأشار فتح الله إلى أنه بحث مع وزيرة الثقافة المشاركة المصرية فى احتفالات أستونيا باختيار مدينة "تالين" عاصمة للثقافة الأوربية عام 2011، بعد أن تلقى وعدا من وزير الثقافة فاروق حسنى بإقامة أسبوع فنى وثقافى مصرى فى تالين .
.............................................................
24‏/5‏/2009

الطفله الزيتية او الصخر الزيتي oil shale


Oil Shale Video
مقدمه
الصخر الزيتي يعتبر صخر رسوبي يحتوي على مادة عضوية صلبة قابلة للاحتراق والتقطير تحتوي على نسبة من المواد العضوية الثقيلة التي تدخل في تركيبها النيتروجين و الأكسجين و التي تسمى الكيروجين متخللة بين حبيباتها. وهذه المادة العضوية التي يطلق عليها الكيروجين تتحلل وتنتج النفط عندما تتعرض إلى التسخين,ولقد تراكمت المادة العضوية مع الترسبات في أثناء الترسيب وتم حفظها بسبب توافر الظروف المناسبة للحفظ ولكن الفرق هنا هو أن المادة العضوية لم تنضج بما فيه الكفاية لتوليد البترول, ولذا يحتاج الأمر إلى تدخل الإنسان لاستخراجه. إن احتواء الصخر الزيتي على نسبة تزيد عن 10% من الوزن على شكل نفط و 5% على شكل غاز و أن القيمة الحرارية للصخر الزيتي حوالي 1500 كيلو كالوري لكل كجم يجعل الصخر الزيتي مصدراً مهماً للطاقة
الطفلة الزيتية في مصر
حفر أول بئر لاستكشاف الطفلة الزيتية في الوادي الجديد
تلقى وزير البترول المهندس سامح فهمي من وكيل أول وزارة البترول للثروة المعدنية ورئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية‏ ‏تقريرا عن بدأ حفر أول بئر لاستكشاف الطفلة الزيتية في هضبة أبو طرطور بالوادي الجديد مع بداية الأعمال التنفيذية لشركة الوادي الجديد للثروة المعدنية والطفلة الزيتية التي تم تأسيسها في نهاية مايو الماضي لتحديد امتدادات طبقة الطفلة الزيتية في المنطقة بأكملها في إطار تنفيذ الاتفاقية الموقعة بين هيئة الثروة المعدنية وشركة سنتوريون الكندية لتحديد كميات الطفلة الزيتية وجودتها وأفضل طرق الاستغلال لها‏.‏
وأشار التقرير إلي أنه تم حفر البئر الأولي من خلال جهاز حفر تابع للهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية لأخذ عينة اسطوانية حديثة من الطفلة وتحليلها في المعامل المصرية‏ والمعامل المتخصصة بكندا لتحديد نسبة المواد العضوية والمعادن الثقيلة والنادرة وكل المكونات الأخرى مع تقييم الاستفادة الاقتصادية من جميع الطبقات‏ ‏ وسيتم خلال الفترة المقبلة أخذ عينات أخري من مواقع مختلفة علي امتداد هضبة أبو طرطور غرب لتقييم تواجد الطفلة الزيتية وسمك طبقات الفوسفات المصاحبة لها وتقدير القيمة الاقتصادية لهذه الطبقات‏ وذلك باستخدام معدات التعدين السطحي إلي جانب حفر آبار مستقبلية في هذه المنطقة‏.‏
كما أشار التقرير إلي قيام‏3‏ بعثات جيولوجية بالبحث عن الفوسفات في مناطق غرب هضبة أبو طرطور في اتجاه الحدود المصرية الليبية لاكتشاف احتياطيات جديدة من الفوسفات في مناطق ذات غطاء صخري صغير ويسهل إنتاجها عن طريق التعدين السطحي‏ وقد تم حتى الآن مسح حوالي‏30‏ كيلو مترا غرب الواحات الداخلة وأثبتت عمليات البحث الأولية تواجد كميات كبيرة من الفوسفات السطحي‏ وجار حاليا تأكيد الاحتياطيات من خام الفوسفات‏ والتي ستساهم في تأمين احتياجات مصانع الأسمدة الفوسفاتية بمصر بما ينعكس إيجابا علي خطط التنمية الزراعية‏.‏
وأكد المهندس سامح فهمي وزير البترول أن أهداف وطموحات وزارة البترول في منطقة جنوب الوادي بدأت تترجم وفق برنامج شامل للتنمية في إطار تنفيذ برنامج الرئيس مبارك اعتمادا علي مشروعات إنتاجية وخدمية بترولية وتعدينية تم تخطيطها جيدا وذلك من منطلق الحرص علي تحقيق الاستغلال الاقتصادي الأمثل للثروات الطبيعية في محافظة الوادي الجديد بما يعظم المردود الايجابي والقيمة المضافة لهذه الثروات والمساهمة في دعم زيادة العائدات وتوفير فرص عمل جديدة وجذب الاستثمارات وإقامة صناعات تكميلية جديدة مرتبطة بالصناعات البترولية والتعدينية‏.‏
المصدر الهيئة العامة للاستعلامات المصرية
السبت, يوليو 14, 2007

وزير البترول: مصر تمتلك ثروة هائلة من الطفلة الزيتية
5/13/2008
القصير - أكد المهندس سامح فهمى وزير البترول أن مصر تملك ثروة هائلة من الطفلة الزيتية التى يمكن الاستفادة منها من خلال الاساليب العلمية فى إنتاج البترول.
وأشار الوزير - فى تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط فى مدينة القصير - إلى أن الكميات الموجودة بمصر تتميز بأنها بالقرب من سطح الارض وتتركز بسمك كبير، مما يتيح استغلالها اقتصاديا ويجرى حاليا دراسة الاسلوب الامثل لاستغلال تلك الثروة.
ومن جانبه أوضح المهندس أمجد غنيم رئيس شركة الوادى الجديد للثروة المعدنية والطفلة الزيتية أنه يجرى حاليا التنسيق مع شركة "سنتوريون" العالمية للبترول لاجراء دراسات اقتصادية متكاملة تهدف إلى تقييم احتياطيات الطفلة الزيتية والخامات المعدنية للصحراء الغربية ومنطقة البحر الاحمر واستغلالهم اقتصاديا.
ولفت إلى أن تلك الدراسة تستهدف تقييم نتائج الآبار الاستكشافية لتقييم الطفلة الزيتية كمصدر جديد للطاقة وتحديد سمكها والمحتوى الحرارى لها وما يصاحبها من خامات إقتصادية أخرى.
وقال غنيم "إن نتائج حفر البئر الاستكشافى الاول بهضبة أبو طرطور بعمق 200 متر أوضحت وجود طبقات طفلة زيتية بكميات هائلة ذات محتوى حرارى بسمك 35 مترا بامتداد مساحة الهضبة والتى يبلغ طولها حوالى 700 كيلومتر مربع".
وأضاف أنه تبين وجود خامات أخرى مثل الحجر الجيرى بسمك عشرة أمتار والذى يستخدم فى صناعة الاسمنت ، بالاضافة إلى الفوسفات بسمك سبعة أمتار والذى تزايدات أسعاره العالمية مؤخرا وبلغ أكثر من 204 دولارات ، بالاضافة إلى العديد من الخامات ذات القيمة الاقتصادية مثل الجلوكونايت وذلك بسمك ستة أمتار والذى يستخدم فى صناعة البويات وغيرها من الاغراض الصناعية الاخرى.
وقال المهندس أمجد غنيم رئيس شركة الوادى الجديد للثروة المعدنية والطفلة الزيتية "إن نتائج البئر الاستكشافى الثانى للطفلة الزيتية بمنطقة القصير أوضحت تواجد الطفلة بسمك كبير يبلغ حوالى 80 مترا وبجودة عالية من حيث القيمة الحرارية بما يتيح إقامة محطات توليد كهربائية عليها لتنمية منطقة جنوب الوادى والبحر الاحمر وإنشاء مدن صناعية للصناعات التعدينية تعتمد على وفرة الخامات التعدينية فى تلك المنطقة".
وأشار إلى أن نتائج حفر البئر الثالث فى منطقة أبو شيجيلة بالبحر الاحمر أوضحت وجود طبقة من الطفلة الزيتية ذات محتوى حرارى مرتفع بسمك 62 مترا.
وأكد غنيم أن تقييم امتداد طبقة الطفل الزيتية فى مصر يحتاج إلى حفر المزيد من الآبار .. حيث يجرى العمل حاليا فى حفر ثلاثة آبار فى منطقة البحر الاحمر منها بئر فى منطقة غرب يونس ، كما يجرى حاليا العمل على جذب المزيد من الاستثمارات فى مجال الاستغلال الاقتصادى الامثل للطفلة الزيتية والخامات المعدنية المصاحبة.
المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط.
السبت, أبريل 26, 2008
تصدير 50 ألف طن من فوسفات أبو طرطور بقيمة أكثر من 55 مليون جنيه
أعلن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس سامح فهمي فى 25 / 4 / 2008 أنه تم الاتفاق على بيع 50 ألف طن من فوسفات مشروع أبو طرطور بالوادي الجديد بقيمة إجمالية أكثر من 55 مليون جنيه وبسعر قياسي غير مسبوق يبلغ 204 دولارات للطن من الخامات منخفضة نسبة التركيز 27 % وذلك من عمليات الاستخراج والتعدين تحت سطح المنجم وذلك بالإمكانيات المتاحة والجهود الذاتية وباستخدام بعض المعدات المحدودة بالمشروع.

وأكد الوزير أن النجاح المتواصل لتصدير خامات فوسفات أبو طرطور يعكس النتائج الايجابية لتنفيذ توجيهات الرئيس حسنى مبارك بنقل تبعية قطاع الثروة المعدنية إلى وزارة البترول لتحقيق الاستقلال الاقتصادي للثروات المعدنية ومنها مشروع فوسفات أبو طرطور ليصبح مثالا للتحول إلى مشروع اقتصادي له عائدات مرتفعة وتخفيف أعبائه على الموازنة العامة للدولة.

وأوضح تقرير تلقاه وزير البترول من رئيس الهيئة العامة للثروة المعدنية أنه تم البدء فى التعاقد على برنامج لإنتاج 500 ألف طن سنويا من المنجم السطحي وجارى التفاوض لإنتاج 500 ألف طن سنويا أخرى ليصبح إجمالي المتوقع إنتاجه حوالي مليون طن من خامات فوسفات أبو طرطور سنويا تحقق عائدات أكثر من مليار جنيه بأسعار السوق الحالية.

وأوضح التقرير استمرار عمليات تطوير المشروع والتي تشمل الاستغلال الاقتصادي للطفلة الزيتية من خلال النتائج التي أكدتها الدراسة الاقتصادية التي أعدتها شركة الوادي الجديد للثروة المعدنية والطفلة الزيتية لتقييم احتياطيات الطفلة الزيتية بالصحراء الغربية ومنطقة البحر الأحمر كمصدر من مصادر إمدادات الطاقة وتحديد أفضل السبل الفنية والاقتصادية لاستغلال الطفلة الزيتية.

وتم الانتهاء من حفر أول بئر استكشافي تقييمي فى تاريخ مصر بهضبة أبو طرطور بعمق 200 متر لتقييم طبقات الطفلة الزيتية وتحديد سمكها والمحتوى الحراري لها وما يصاحبها من خامات ومعادن أخرى نادرة حيث أسفرت النتائج الأولية بعد إجراء التحاليل فى المعامل المصرية المتخصصة وبعض المعامل الخارجية بكندا والأردن عن وجود كميات كبيرة من الطفلة الزيتية ذات المحتوى الحراري وبسمك 35 مترا بامتداد مساحة الهضبة والتي تتجاوز 1000 كيلومتر مربع وتبين وجود خامات أخرى مثل الحجر الجيري والفوسفات.

ويجرى حاليا حفر البئر التقييمى للطفلة بتلك المنطقة الزيتية فى منطقة البحر الأحمر لتحديد الاحتياطي الجيولوجي للطفلة بتلك المنطقة وتقييم الخامات الموجودة بها.. وتشير النتائج الأولية لهذا البئر إلى تواجد الطفلة الزيتية بسمك كبير ونوعية جيدة.
اذا ما هي الطفلة الزيتية
الطفـلة الزيتـية
الطفلة الزيتية هى نوع من أنواع الطفلات يتميز باحتوائه على نسبة عالية من المواد العضوية الهيدروكربونية . وتم التعارف على تسميتها بالطفلة الزيتية ، رغم أنها تسمية خاطئة فى مدلولها حيث لاتحتوى على أى نوع من أنواع الزيوت . وتحتوى فى مكوناتها على جزء كبير من المواد العضوية تسمى بالكيروجين Kerogen . والكيروجين مادة معقدة التركيب تتكون أساسا من الكربون والهيدروجين والأكسجين ونسبة قليلة من الكبريت والنتروجين ، ويمكن تحويلها بالتسخين بمعزل عن الهواء إلى زيت وغازات هيدروكربوناية . والمادة العضوية OM (الكيروجين) تختلط فى الطفلة الزيتية بكميات متغيرة ومتفاوتة بالمادة المعدنية MM التى تكون الحبيبات الدقيقة لمعادن السليكات والكربونات بالطفلة .
الإستخدامات :
الحد الأدنى لمعايير استخدمات الطفلة الزيتية واتخاذ قرار استغلالها محكوم بتكلفة تجهيزها واستخدامها مقارنا بأسعار النفط واتجاهاته المستقبلية فى السوق العالمى وبتناقص احتياطياته أو نفادها .. ولم تثبت الجدوى الإقتصادية حتى الآن لإستخراج الطفلة بطرق التعدين تحت سطح الأرض underground mining ، كما أن تكنولوجيات تحويلها فى مكانها تحت سطح الأرض إلى زيت ثم ضخه إلى سطح الأرض in-situ retorting technologies مازالت فى دور التجارب ، ولايوجد إنتاج لها بهذه الطريقة بالعالم على المستوى التجارى[1] .
وينحصر استغلال الطفلة الزيتية على مستوى العالم من أماكن ظهورها على سطح الأرض أو قريبة منه بغطاء صخرى يسمح باستخراجها اقتصاديا بطرق التعدين السطحى، وذلك فى الإستخدامات الآتية :
· الإستخدام كوقود وكمادة خام فى صناعة الأسمنت (الأردن تستخدمه فى صناعة الأسمنت[2] ) ، وفى محطات توليد الكهرباء بالإحتراق المباشر ، وسوف تستخدمه الأردن أيضا كوقود حرارى بمحطات الكهرباء بالإتفاق مع إستونيا[3] ( إستونيا هى إحدى بلدان الإتحاد السوفييتى السابق ، وأصبحت حاليا إحدى دول الإتحاد الأوروبى – تستخدم الطفلة الزيتية منذ أكثر من 80 عاما كوقود فى محطات توليد الكهرباء ، و يصل نصيب الطفلة الزيتية إلى أكثر من 90% من إجمالى الوقود المستخدم فى إنتاج الطاقة الكهربائية بها ، وقد طورت إستونيا هذا الإستخدام بما يتفق مع الإلتزام بالمعايير البيئية ، وتصل تكلفة هذا الإلتزام حاليا إلى 16% من التكلفة الكلية[4] ) .
· الإستخدام بغرض تحويل الطفلة الزيتية إلى وقود سائل وغازى وبعض المنتجات الأخرى المصاحبة والثانوية .. والحد الأدنى للإستخدام الإقتصادى لهذا الغرض محكوم بمعيار متفق عليه هو : أن تكون نسبة مكونات المادة العضوية OM إلى مكونات المادة المعدنية MM بالطفلة الزيتية لايقل عن 0.75 OM إلى 5.0 MM كحد أدنى (وتكون هذه النسبة فى الطفلات الغنية حوالى 1.5 : 5.0 )[5] ، وأن تكون كمية الزيت المتوقع استخلاصه من كل طن طفلة أكثر من 40 لتر (أكثر من 10.5 جالون أمريكى) .
تواجد الطفلة الزيتية بمصر[6] :
توجد الطفلة الزيتية فى الصحراء الشرقية بمحافظة البحرالأحمر ، وفى الصحراء الغربية بمحافظة الوادى الجديد . وترتبط فى تواجدها بما يسمى حزام الفوسفات ، حيث تعلوا طبقاتها رواسب الفوسفات التى تمتد فى المنطقة من غرب الواحات الداخلة حتى هضبة أبو طرطور ، وكذلك فى جنوب شرق الواحات الخارجة بالوادى الجديد ، ثم يعاود ظهورها فى وادى النيل بين إسنا وقنا ، ثم شمالا عبر وادى قنا حتى تظهر فى شبه جزيرة سيناء .
قامت الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية بالإشتراك مع خبراء من جامعة برلين ( كان يرأسه د. تريجر Dr.Uwe Trüger ) بجمع عينات من رواسب الطفلة الزيتية فى عدة مناطق بالبحر الأحمر وتم تحليلها فى ألمانيا بنظام فيشر Fischer Assay [7] ويُرمز له اختصارا فيما بعد بالحرفين FA . وفيما يلى أهم النتائج :
§ أهم مناطق وجود الطفلة الزيتية هى : هضبة أبو طرطور بالصحراء الغربية بالوادى الجديد . كما ثبت وجودها من قبل فى الصحراء الشرقية بالبحر الأحمر فى منطقة وصيف ، ومنطقة الحمراوين ، ومنطقة أبو شجيلة ، ومنطقة جبل ضوى ، ومنطقة العطشان ، ومنطقة أبو تندب . وتوضح الخريطة بالشكل رقم 1 هذه المناطق بالبحر الأحمر ، كما توضح الخريطة القيمة العظمى max FA لنتائج تحاليل العينات بكل منطقة . ويمكن تلخيص نتائج التحليل كما هو موضح بالجدول التالى :

§ تم تقدير محتوى احتياطيات الطفلة الزيتية بمناطق البحر الأحمر من الزيت تقديرا مبدئيا بحوالى 4.5 مليون برميل بسمك متوسط 25 متر لطبقات الطفلة . وقدرت الإحتياطيات بمنطقة أبو طرطور بالوادى الجديد بحوالى 1.2 مليون برميل . ويعنينا فى هذا الشأن أن نذكر أن الدكتور "تريجر" أشار فى تقريره عام 1984 أن العينات التى تم تحليلها بنظام فيشر FA ، كان معظمها عينات قنوية core samples قديمة تم أخذها منذ 20 عاما أثناء تقييم احتياطى الفوسفات فى المنطقة ، ولم تكن محفوظة بطريقة جيدة وكانت معرضة للشمس والعوامل الجوية ، ولذلك فقد تم الإعتماد على الجزء الأسفل منها الذى كان أقل تعرضا للشمس ومحتفظا بالمادة العضوية إلى حد كبير .. وأثبتت نتائج تحليل FA أن متوسط محتوى الزيت بها هو 19 جالون /طن ، ومحتوى الغاز 3% فى المتوسط . كما مثلت العينات التى أٌخذت من مناطق ظهور طبقة الطفلة الزيتية على السطح مشكلة تمثلت فى تعرض الطبقة لعوامل التعرية مما أثر بالتالى على مكوناتها الأصلية حتى عمق عدة أمتار من سمكها ، وذلك على عكس الطفلة الزيتية فى مراكش والأردن اللتان لهما نفس العمر الجيولوجى ، حيث نجد عوامل التعرية لم تؤثر إلا فى بضعة سنتيمترات من سمكها الظاهر على السطح . لذلك لم يتم الإعتماد إلا على عدد قليل من العينات التى تم أخذها من مناطق ظهور الطفلة الزيتية فى البحر الأحمر . وتم أخذ عينات قليلة جديدة طازجة Fresh من بعض مناجم الفوسفات العاملة بالمنطقة . مما يمكن القول بناءا على ذلك أن العينات ونتائج تحليلها لاتمثل الطفلة الزيتية بدرجة ثقة معقولة ، وإنما هى تعطى مجرد ملامح واعدة لتواجدات لها تشجع على مزيد من الدراسة والتقييم .


شكل رقم (1) – المصدر : تقرير د. تريجر
ويمكن تلخيص نتائج تقرير الدكتور تريجر 1984 بأن نتائج تحليل العينات الطازجة fresh أعطت بحد أقصى 45 جالون زيت/ طن FA ، أما متوسط نتائج تحاليل باقى العينات أعطت بحد أقصى 19 جالون زيت /طن FA و 5.7% وقود غازى .. وقد تم أخذ النتائج الأخيرة كمتوسط عام لكل المناطق بالبحر الأحمر على سبيل الإحتياط ، رغم وجود دلائل قوية لوجود طبقات غنية بالمادة العضوية ، وتأكد له ذلك باستمرار ظاهرة اشتعال بعض أجزاء متفرقة من طبقة الطفلة بمنجم فوسفات الضوى بعد أن أمسكت بها النيران بالإشتعال الذاتى منذ عدة سنوات .
ويرفض الدكتور تريجر بتقريره طريقة التعدين السحى surface mining للطفلة الزيتية بمناطق البحر الأحمر نظرا لسمك الغطاء الصخرى الكبير الذى يعلوها ، كما أن طريقة التعدين تحت سطح الأرض underground mining فى رأيه سوف تكون معقدة ومكلفة جدا نظرا لوجود فوالق كثيرة منتشرة فى مسار طبقة الطفلة الزيتية مما يعوق عمليات التعدين المستمر للطبقة continuous mining operations . وكان رأيه بالنسبة للطفلة الزيتية فى أبو طرطور أن ظروف التعدين تحت الأرض هى ظروف أفضل حيث تمتد طبقة الطفلة الزيتية امتدادا أفقيا مستمرا يسمح باستخدام طريقة الحائط الطويل فى استخراج الطفلة الزيتية، وخاصة أن معدات هذه الطريقة متوفرة بالمنجم حسب قوله وقت كتابة تقريره .
وينهى الدكتور تريجر تقريره بقوله أن استخدام الطفلة الزيتية بمصر بغرض استخلاص زيت البترول لن يكون استخداما له جدواه الإقتصادية ، لأن تكلفة استخراجه من باطن الأرض وتكلفة استخلاص الزيت لن تكون منافسة لأسعار زيت البترول على المدى الطويل .. ولكن يمكن إنمشاء وحدات صغيرة لإستخلاص زيت البترول small scale retorts بمنطقة البحر الأحمر ، وخاصة لتوفر مياه البحر التى يمكن استخدامها فى عملية استخلاص الزيت وفى ترطيب وترقيد الأتربة الناتجة بكميات كبيرة من عملية الإستخلاص . كما يمكن استخدام الطفلة الزيتية كوقود فى محطات توليد الكهرباء لتوفير الطاقة الكهربية التى تحتاجها أعمال تعدين الفوسفات فى أبو طرطور وأعمال تجهيزه ورفع درجته . كما يمكن أيضا استخدامها فى صناعة الأسمنت فى منطقة سفاجا والقصير حيث تتوفر البنية الأساسية لذلك مع إمكانيات تصديره لأفريقيا عبر موانى البحر الأحمر . وأثبتت دراسة أخرى [8] أن الطفلة الزيتية بمصر لاتصلح للإستخدام فى صناعة الأسمنت لإحتوائها على الفوسفور والمنجنيز والكبريت بنسبة عالية غير مقبولة فى صناعة الأسمنت .
وانتهى تقرير الدكتور تريجر عام 1984 بالتوصية بمزيد من الدراسات التفصيلية للطفلة الزيتية فى أماكن وجودها بمصر مع عمل دراسات جدوى فنية واقتصادية لتحديد إمكانيات استغلالها ... وأوصت الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية بنفس التوصيات فى تقريرها الصادر عام 1996 عن المشروعات التعدينية المقترحة بمصر .
وصرح سامح فهمى وزير البترول والثروة المعدنية [9] يوم الثلاثاء 15/1/2008 أنه تم اكتشاف طفلة زيتية فى أبو طرطور بالوادى الجديد بسمك 35 مترا وعلى عمق 100 متر من سطح الأرض ..! . وأوضح للجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب التى يرأسها محمد أبو العينين بأن تلك الطفلة الزيتية تُعتبر من مصادر الطاقة العالية الجودة .
وتم توقيع اتفاق [10] بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية EMRA وعدد من الشركات الكندية تحت إشراف شركة سنتوريون الكندية بمصر Centurion التى يرأسها الدكتور هانى الشرقاوى .. وصرح هانى الشرقاوى (نفس المصدر السابق) أن هذا الإتفاق هو لعمل دراسة جدوى لتحديد احتياطيات الطفلة الزيتية فى مصر وتحديد أفضل الوسائل لإستغلالها إقتصاديا ، كما يشمل الإتفاق عمل دراسة الجدوى شاملة كافة التفاصيل الجيولوجية والكيميائية للطفلة الزيتية . وقال الدكتور هانى الشرقاوى أن هذا المشروع سوف يعمل على تنويع مصادر الطاقة ويوفر جزءا معتبرا من احتياطيات الغاز وزيت البترول بمصر .
ومن ناحية أخرى شهد سامح فهمى وزير البترول والثروة المعدنية أثناء زيارته لمحافظة الوادى الجديد فى مارس 2007 توقيع ثلاث اتفاقات من بينها توقيع اتفاق بين شركة جنوب Ganope والهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وشركة بتروجيت وشركة النيل لتسويق الزيت لتأسيس شركة جنوب الوادى للثروة المعدنية والطفلة الزيتية[11] ليكون نشاطها الرئيسى أعمال البحث واستكشاف الموارد المعدنية واستغلال الطفلة الزيتية .
رمال الزيـت
تتكون رسوبيات رمال الزيت من حبيبات رملية ( بمحتوى92% كوارتز) ملتصقة بعضها ببعض ، ويحيط كل حبيبة غشاء رقيق من الماء يغلفه طبقة كثيفة لزجة من الزيت البتيومينى نتج عن التسرب من الطبقات الحاملة له . ويطلق أحيانا على رمال الزيت الإسم رمال القار Tar Sands نظرا لتشابه الزيت البتيومينى فى لونه الأسود الكثيف بالقار ، وهى تسمية خطأ لأن القار مادة مختلفة من صنع الإنسان تنتج عن عمليات التقطير للمواد العضوية .

شكل رقم 3
المصدر : pp. 194, Athabasca Oil Sands – The Karl A. Clark Volume

وتختلف نسبة محتوى البتيومين فى الرمال الزيتية من راسب إلى راسب أخر بين 1% إلى 18% . وحين يزيد المحتوى عن 12% يُعتبر الراسب غنيا عالى الدرجة ، وعندما يقل المحتوى عن 6% يعتبر الراسب فقيرا منعدم الجدوى الإقتصادية ، ويلزم عندئذ خلطه برواسب عالية الدرجة لإمكان استغلاله إقتصاديا . ويمكن إعتبار أن راسب الرمال الزيتية هو راسب ذات جدوى إقتصادية إن أمكن إستخراج برميل واحد (159 لتر) من زيت البترول Synthetic Crude Oil من كل 2 طن من الرمال الزيتية [12] .
وتمتلك كندا أكبر احتياطى عالمى من الزيت تستخلصه من رواسب الرمال الزيتية ، التى تحتوى على أكثر من 137 بليون برميل زيت يمكن استخلاصهم إقتصاديا . مما يجعلها فى الترتيب الثانى عالميا بعد المملكة العربية السعودية بالنسبة لإحتياطى زيت البترول . وهى تنتج حاليا مليون برميل يوميا ، وتخطط لإنتاج 4 مليون برميل يوميا عام 2020 [13] .
أما بالنسبة لرمال الزيت وتواجدها فى مصر ، فلا يتوفر أمامنا من المصادر سوى مانشرته الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية فى يونيو عام 1996 بتقريرها عن المشروعات التعدينية المقترحة وهو كما يلى :

" توجد رمال الزيت فى محافظة جنوب سيناء فى منطقة أبو دربة الواقعة جنوب مدينة أبو رديس على الساحل الشرقى لخليج السويس بحوالى 50 كم .

وقد قامت هيئة المساحة الجيولوجية بعمل دراسات كثيفة أولية فى أواخر الثمانينيات من القرن الماضى للتعرف على طبيعة المنطقة وكيفية تواجد الخام بها ."

"وتفيد النتائج الأولية للدراسة التى قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية أن مساحة تواجد الخام تبلغ حوالى 4 كم2 ، ومتوسط سمك طبقة الخام 50 مترا ويقدر الإحتياطى المبدئى للخام بحوالى 200 مليون م3 دون تحديد نسبة الزيت به" .

ويلاحظ أن هيئة المساحة الجيولوجية تستخدم كلمة "أولية" فى وصف دراستها ، وأن الإحتياطى الذى قدرته هو احتياطى مبدئى .. أى أنه مجرد مؤشر لتواجد إحتياطيات كامنة potential تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة لكى يمكن وصف تلك الإحتياطيات بمسمى احتياطيات مؤكدة أو/ واحتياطيات محتملة .... لكى يمكن العمل على قاعدة إحتياطى واضحة ومعرّفة .

عاطف هلال
ديسمبر 2009
فهرست الموضوعات



--------------------------------------------------------------------------------

[1] المصدر : Proceedings of the Eighteenth (2008) International offshore and polar engineering Conference / Vancouver,BC,Canada, July 6-11,2008 / Copyright © 2008 by the International Society of Offshore and Polar Engineers (ISOPE) / ISBN 978-1-880653-70-8 (Set).
[2] المصدر : http://www.sdnp.jo/International_Oil_Conference/rtos-A122.pdf

[3] : تم توقيع عقد فى 30 إبريل 2008 بين الأردن وشركة إيستى إنرجى الإستونية Estonian power company Easton Energia لإنشاء محطة كهرباء تدخل التشغيل بقدرة 600-900 ميجاوات عام 2015 ، وسوف تكون تلك المحطة من أكبر المحطات فى العالم التى تعمل بالطفلة الزيتية بعد محطة نارفا بإستونيا ( المصدر : Jordan Times/01-05-2008).

[4] المصدر : Estonian Institute of Economics/ Oil shale,2003,Vol. 20, NO 3 Special pp. 388-379/ ISSN 0208-189X .

[5] المصدر : http://www.worldenergy.org/publications/survey_of_energy_resources_2007/oil?shale/645.asp

[6] المصدر : ص 96 من تقرير الهيئة العامة المصرية للمساحة الجيولوجية عام 1996 عن المشروعات التعدينية المقترحة & Dr.U. Trüger/The oil shale potential in Egypt-Technische Universtat Berlin, 1984.

[7] تحليل فبشر هو تحليل معملى معيارى يعطى النسبة المئوية بالوزن لزيت البترول الناتج من تسخين العينة بمعزل عن الهواء تدريجيا بمعدل 12 درجة مئوية فى القيقة حت درجة 500 مئوية ، وكذلك يعطى هذا التحليل النسبة المئوية للغازات والنسبة المئوية للرطوبة والنسبة المئوية للرماد المتبقى بعد الحرق .

[8] المصدر : ورقة مقدمة من عواد محمد وجابر نعيم وآخرون بالمؤتمر الثامن عشر فى بيونس آيرس Bueenes Aires فى أكتوبر 2001 تحت رعاية مجلس الطاقة العالمى World Energy Council .

[9] المصدر : موقع الهيئة العامة للإستعلامات على الشبكة العنكبوتية .

[10] المصدر : مجلة الزيت والغاز المصرية عدد فبراير 2007 © Oil &Gas. All right reserved. Egypt Oil and Gas Magazine / Feb 2007 Issue .

[11] المصدر : Egypt Oil and Gas Magazine / March 2007 Issue.

[12] المصدر : Canadian Association of Petroleum Producers. www.capp.ca

[13] المصدر : http://www.canadasoilsands.ca/en/overview

الطفلة الزيتية فى الدول العربية والعالم
تعرف فى الاردن بالصخر الزيتي
قصة الصخر الزيتي في الاردن
الصخر الزيتي الأردني…
كتبهاخبير اقتصادي ، في 19 نيسان 2008 الساعة: 07:10 ص
الصخر الزيتي الأردني…
يسير خط الحديد الحجازي عام 1915 !
الدكتور مازن مرجي
فوجئت وفوجئ مثلي كثيرون عندما علمنا بوجود مصنع أو معمل لاستخراج النفط من الصخر الزيتي أنشئ عام 1915 في وادي اليرموك قرب منطقة سد المقارن في شمال الأردن ويعتبر أقدم مصنع لاستخراج النفط من الصخر الزيتي في المنطقة وربما قبل استونيا التي تشتهر بأنها الدولة الوحيدة التي تستخرج أكثر من 90% من احتياجاتها من الطاقة من الصخر الزيتي ومنذ عشرات السنين. أما الذي قام ببناء هذا المصنع فهم الألمان قبل الحرب العالمية الأولى.

نشرت هذه المعلومات مرفقة بثلاثة صور قديمة أخذت للمصنع المذكور عام 1915 في كتيب بعنوان "جيولوجيا الأردن" يحتوي على 58 صفحة تبين أنواع وكميات الثروات المعدنية في الأردن ومنها الصخر الزيتي.الكتيب صادرا باللغة الإنجليزية عن معهد غوته الألماني في عمان عام 1990.

أقول مفاجأة ليس فقط استغرابا لوجود مثل هذا المصنع وعدم معرفتنا بوجوده طيلة هذا الزمن وإنما أيضا لقيام الألمان والأتراك بالاستخدام الفعلي للنفط ( الوقود ) المستخرج من الصخر الزيتي لتسيير قطارات خط الحديد الحجازي التاريخي والذي دمرت أجزاء كبيرة منه أثناء الحرب العالمية الأولى ودمرت ونهبت أجزائه الباقية لاحقا, وهو اليوم مجرد أشلاء حديدية مبعثرة في شمال ووسط وجنوب الأردن.

أما العنصر الثالث في المفاجأة فهو كون الصخر الزيتي المستخرج منه أول نفط أردني, جاء من أراضي شمال الأردن أي من وادي أو حوض اليرموك وليس من مناطق جنوب الأردن التي يعتقد بأنها تحتوي على كميات هائلة من الصخر الزيتي السطحي والعميق إضافة إلى الثروات المعدنية الأخرى مثل النحاس واليورانيوم والبوتاس وغيره.

إن المرء ليحتار من حجم التعمية والتعتيم عما تحويه ارض الأردن من ثروات هائلة ومن تكرار محاولات الاستهانة المستمرة من قبل الحكومات الأردنية بالإمكانيات الكبيرة والفرص المتاحة للاستفادة من هذه الثروات في تعزيز ازدهار المملكة اقتصاديا ودفع شبح الفقر والتردي الاقتصادي عن الدولة والمواطنين على حد سواء.

من المؤسف حقا أن يمتلك الأردن سدس الاحتياط العالمي من الصخر الزيتي العالي الجودة والذي إذا ما تم استثماره واستخراج النفط منه, لأغنانا تماما عن معاناتنا الحادة التي تتسبب فيها فاتورة النفط المستورد سنويا والتي تحيل حياتنا يوم بعد يوم إلى حياة ضنك وبؤس ومعاناة وعلى كل المستويات.

ويبقى السؤال يلح بقوة على أدمغتنا الموجعة, إلى متى سنبقى ننتظر قبل أن "نشمر عن ذراعنا" ونبدأ باستخراج نفطنا من صخرنا الزيتي ؟, ومتى سيصبح استخراجه مجديا اقتصاديا ؟, بعد أن أصبح سعر برميل النفط أكثر من 112 دولار وقد كان قيل لنا قبل سنوات ليست بعيدة بأنه إذا ارتفع سعر النفط ما بين 25-30 دولار يصبح استخراج النفط من الصخر الزيتي الأردني مجديا اقتصاديا. وأخيرا, هل ستخرج حكوماتنا وعباقرة السياسة والاقتصاد والمال الأردنيون عن عجزهم وتقاعسهم ويتوقفوا عن " التجبد " والتململ ليخرجوا أمر الصخر الزيتي من خزائن الانتظار الممل ؟, أم أننا سننتظر حرب عالمية ثالثة وقوة عالمية كبرى مثل ألمانيا لتقوم ببناء معمل أو مصنع آخر لاستخراج النفط من الصخر الزيتي في اليرموك أو في اللجون لتسير آلة حربها العطشانة إلى زيت الوقود؟!.

من موقع عمان نت
14 شركة تتنافس على التنقيب عن الصخر الزيتي الأردني
29 آذار 2006
عمان نت - محمد العرسان

بين مدير سلطة المصادر الطبيعية د. ماهر حجازين ان " أربعة عشر شركة عالمية تتنافس للحصول على حق التنقيب عن الصخر الزيتي في الأردن من بينها شركة أردنية بخبرات محلية".

وقال حجازين لعمان نت " خلال شهرين سنرى تطبيق فعلي لهذا الموضوع، فخلال العقود الماضية قامت سلطة المصادر الطبيعية بجلب شركات مختلفة لاستغلال هذه الثروة الهامة، وتقدمت لنا بعض الشركات الأمريكية والأوروبية والعالمية خصوصا ان أسعار البترول والظروف الحالية ساعدت في الاهتمام بهذا الموضوع ".

و أكد حجازين توفر الصخر الزيتي في الأردن بكميات كبيرة جد ا حيث يعتبر الأردن من اكبر عشر دول يتواجد فيه الصخر الزيتي، لكن تقنيات استخراجه تعتبر تقنيات معدودة ومحدودة وموجودة بشكل تجاري، كما ان استخراج الصخر الزيتي بعملية التقطير تعتمد على عوامل عدة اقتصادية وفنية ولا يوجد حاليا أي دراسة في هذا الموضوع والدراسات القديمة تحتاج الى تحديث وتطوير ".

ومن جانبها تعكف نقابة المهندسين على تأسيس شركة مساهمة للتنقيب عن الصخر الزيتي في الأردن بكلفة أولية تقد ب 20 مليون دينار سترفع الى مئات الملايين فيما بعد حسب نقيب المهندسين وائل السقا الذي يقول عندما شعرنا بوجود جدوى اقتصادية من هذا المشروع بعد ارتفاع سعر برميل البترول عن حاجز ال60 دولار وجدنا ان استخراج النفط من الصخر الزيتي ستكون مجدية، لهذا تقدمن بطلب لوزارة الصناعة والتجارة ولوزير الطاقة وسيكون لنا اجتماع قريب مع الوزير لمنحنا امتياز التنقيب برأس مال مقسوم لفترتين الأولى تقدر ب20 مليون دينار لإنشاء محطة للاستخراج ثم سترفع لمئات الملايين ".

و عن الجهات المساهمة في المشروع يبين السقا " ستكون النقابات مساهمة بقوة في المشروع وبعض البنوك وصناديق الادخار ومؤسسات التقاعد وافرا أيضا".

وحسب دراسة محلية يحتوي الأردن على كميات من احتياطي الصخر الزيتي الذي يزيد على 40 بليون طن ومتوسط المحتوى من الزيت هو 10% من الوزن ، و هنالك نية لإنشاء مشروع الطاقة الكهربائية بوساطة الحرق المباشر للصخر الزيتي المتوفر بكميات تجارية في منطقة السلطاني جنوب الأردن، قد تصل القدرة الإنتاجية لهذا المشروع (100-300) ميغاواط.

والصخر الزيتي هو نوع من الصخور الرسوبية المواد البترولية فيظهر بلون أسود ، وإذا طحنته وسخنته على النار تنطلق منه غازات وسوائل بترولية استخدم هذا النوع من الصخر في إنتاج الطاقة في الكثير من البلدان العربية كما عرف الإنسان القديم واستخدمه للحصول على الطاقة.

«شل» تجري تجارب على تكنولوجيا جديدة لاستخراج النفط من الصخر الزيتي

استقطاب 5 شركات عالمية للبحث عن النفط في الأردن
عمان: «الشرق الأوسط»
أعلن مدير عام سلطة المصادر الطبيعية الدكتور ماهر حجازين أن الأردن غير مستكشَف نفطيا بشكل جيد، وأن هناك مساحات شاسعة من الأراضي لم تدرس، مما يجعل الأمل معقودا على إيجاد النفط.

وأضاف أن الآبار التي حفرت حتى الآن للتنقيب عن النفط، وعددها 119 بئرا، أي بمعدل بئر واحدة لكل 800 كيلومتر مربع، تجعل المساحات المستكشفة في الأردن قليلة، مقارنة بالمساحة الإجمالية. وفيما يتعلق باستغلال الصخر الزيتي، قال «تمت مناقشة اتفاقية الشراكة مع شركة «شل» العالمية لاستغلال الصخر الزيتي العميق»، معربا عن أمله في أن تعرض الاتفاقية على الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، التي ستبدأ في شهر مايو (أيار) المقبل.

وقال حجازين «إن الحكومة بصدد التوقيع على مذكرتي تفاهم جديدتين لاستغلال الصخر الزيتي الأولي مع شركة «انترراو» الروسية المتخصصة في هذا المجال، والثانية مع شركة «العقبة» التي تستخدم تقنية روسية أيضا»، موضحا أن الأردن يتفاوض حاليا على توقيع اتفاقيات تجارية مع شركتين، الأولى إستونية، والأخرى بريطانية تستخدم التقنية الكندية لاستغلال الصخر الزيتي»، متوقعا عرض الاتفاقيتين على الدورة العادية المقبلة لمجلس النواب.

وحول الاتفاقية مع شركة «شل» العالمية، قال حجازين «إنها تشمل أربع مراحل تسبق القرار النهائي بالاستثمار، وتتضمن الأولى ـ ومدتها ثلاث سنوات ونصف السنة ـ الحفر على امتداد منطقة الامتياز، ومساحتها 22 ألف كيلومتر مربع، تتناقص كل عام إلى أن ينحصر عمل الشركة بمساحة تبلغ ألف كيلومتر مربع».

وقال حجازين «إن المراحل الأربع للمشروع تشمل الاستكشاف والتقييم والمشروع التشغيلي والتصميم للمشروع النهائي، وتنفق خلالها الشركة حوالي 540 مليون دولار، بواقع 340 مليونا تنفق على المراحل الأولى للمشروع التي تسبق الاستغلال التجاري، فيما تمنح الشركة الحكومة الأردنية خلال هذه الفترة «مكافآت» تقدر بحوالي 200 مليون دولار».

وأضاف «إن الوصول إلى مرحلة الاستثمار التجاري للمشروع قد يستغرق من 15 - 20 عاما، بكلفة تتراوح بين 30 - 50 مليار دولار»، مؤكدا أن الاتفاقية تشمل بنودا خاصة بنقل التكنولوجيا للجانب الأردني، وتمويل البحث العلمي.

وعن التقنية المستخدمة في المشروع، قال إنها تعتمد على حفر آبار، بواقع بئر لكل 12 مترا، تزود بمسخن كهربائي يعمل على تسخين الصخر الزيتي لمدة ثلاث سنوات، يتحول بعدها الصخر إلى زيت «يحصر في مصائد تبريد»، معربا عن أمله في أن ينفذ المشروع التجاري الأول الذي يستخدم هذه التقنية في الأردن.

وحول جدوى المشروع، قال حجازين «إذا ما نجحت شركة «شل» في تطوير هذه التقنية في الأردن، قد يتحول الأردن إلى دولة مصدرة للنفط، وسيكون المشروع الأكبر في تاريخ المملكة، وسيحتاج إلى عشرات المليارات من الدولارات».

وعن تأثير هذه التقنية على النشاط الزلزالي للمملكة والجوانب البيئية، قال حجازين «إن الشركة قبل القيام بمهام استغلال الخام ستقدم جميع الدراسات المتعلقة بالمشروع وآثاره على مختلف الأنشطة الحياتية، وإن الحكومة لن تسمح بأي آثار جانبية للمشروع».

وفيما يتعلق بالجانب البيئي، قال «إن الاتفاقية اعتمدت المواصفات البيئية العالمية للحفاظ على البيئة، وضمان عدم تضررها»، مشيرا إلى أن إنتاج كل برميل من الصخر الزيتي يحتاج إلى برميلين من المياه، منها 20 في المائة صالحة للشرب.

وكانت سلطة المصادر الطبيعية قد استقطبت لاستكشاف الصخر الزيتي شركات ذات خبرة في هذا المجال، حيث وقعت مذكرات تفاهم تتعلق بالصخر الزيتي مع «بتروبراس» البرازيلية، و«استي إنيرجي» الإستونية، وأخرى بريطانية تستخدم تقنية كندية، بالإضافة إلى ائتلاف سعودي أردني يستخدم التقنية الروسية، وشركة هندية.

وأشار الدكتور حجازين إلى أن شركة إستونية تجري حاليا دراسة تنتهي عام 2011، سيترتب عليها توقيع اتفاقية لبناء محطة كهرباء تعمل بواسطة الصخر الزيتي، بقدرة تتراوح بين 600 - 900 ميغا واط، تشكل حوالي ثلث حاجة المملكة الحالية من الكهرباء.

وقال «إن دراسات الشركة الإستونية لإنتاج النفط من الصخر الزيتي تشير إلى أن الوصول إلى مرحلة يبلغ فيها الإنتاج 36 ألف برميل يوميا يحتاج إلى استثمارات تقدر بحوالي ستة مليارات دولار، منها ملياري دولار لرفع الزيت المنتج من الصخر الزيتي وإعداده لمرحلة التكرير في مصفاة البترول».

وتناول حجازين تجربة سلطة المصادر الطبيعية مع شركات الإسمنت العاملة في المملكة الأردنية على استخدام الصخر الزيتي في صناعة الإسمنت، وقال «إن السلطة ستوقع خلال شهر اتفاقية بهذا الخصوص مع شركة الإسمنت الأردنية، سيتبعها اتفاقيات مماثلة مع باقي شركات الإسمنت العاملة في المملكة».

ائتلاف سعودي ـ أردني لاستكشاف الصخر الزيتي
في الأردن

31/03/2009
الأقتصادية

أكد الدكتور ماهر حجازين مدير عام سلطة المصادر الطبيعية أن الأردن غير مستشكف نفطيا بشكل جيد وأن هناك مساحات شاسعة من الأراضي لم تدرس، ما يجعل الأمل معقودا على إيجاد النفط. وأضاف الدكتور ماهر أن الآبار التي حفرت حتى الآن للتنقيب عن النفط وعددها 119 بئرا أي بمعدل بئر واحدة لكل 800 كيلومتر مربع تجعل المساحات المستكشفة في الأردن قليلة مقارنة بالمساحة الإجمالية للبلاد، وفيما يتعلق باستغلال الصخر الزيتي قال إن مجلس الوزراء ناقش اتفاقية الشراكة مع شركة شل العالمية لاستغلال الصخر الزيتي العميق. وكانت سلطة المصادر الطبيعية قد استقطبت لاستكشاف الصخر الزيتي شركات ذات خبرة في هذا المجال، حيث وقعت مذكرات تفاهم تتعلق بالصخر الزيتي مع ائتلاف سعودي ـ أردني يستخدم التقنية الروسية وشركة هندية. وبين حجازين أنها تشمل أربع مراحل، وأن الوصول إلى مرحلة الاستثمار التجاري للمشروع قد يستغرق من 15 إلى 20 عاما بتكلفة تراوح بين 30 إلى 50 مليار دولار، مؤكدا أن الاتفاقية تشمل بنودا خاصة بنقل التكنولوجيا للجانب الأردني وتمويل البحث العلمي.

وقال حجازين "إذا ما نجحت شركة شل في تطوير هذه التقنية في الأردن قد يتحول الأردن الى دولة مصدرة للنفط، وأضاف أن الاتفاقية اعتمدت المواصفات البيئية العالمية للحفاظ على البيئة وضمان عدم تضررها، مشيرا الى أن إنتاج كل برميل من الصخر الزيتي يحتاج إلى برميلين من المياه منها 20 في المائة صالحة للشرب. ونبه حجازين إلى أنه "لا يوجد في العالم مشروع متخصص في استغلال الصخر الزيتي وأن مجموع الإنتاج العالمي اليومي من هذه المادة لم يتجاوز حتى الآن 15 ألف برميل".

وأشار إلى أن البرنامج الوطني للتنقيب عن النفط في الأردن الممتد من عام 1980 وحتى عام 1995 أسفر عن اكتشاف النفط في حقل حمزة الذي ينتج حاليا 27 ألف برميل من إجمالي استهلاك الأردن البالغ نحو 100 ألف برميل يوميا، مشيرا إلى أن تكلفة البرنامج بلغت 115 مليون دينار. ولفت حجازين إلى دور السلطة في اكتشاف الغاز في حقل غاز الريشة عام 1987 الذي أنتج آنذاك نحو 30 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا أي ما يعادل خمسة آلاف برميل نفط يوميا تشكل 4 في المائة من الاستهلاك. وعن أهمية هذه المرحلة قال إنها أزاحت الصورة السلبية عن الأردن حول عدم وجود نفط في أراضيه، الأمر الذي شجع عديدا من الشركات على العودة إلى الأردن واستثمار نحو 100 مليون دولار، وقال إنها المرة الأولى منذ عام 1947 التي يعمل فيها في الأردن على استكشاف النفط أكثر من شركتين في الوقت نفسه.

حجازين:الاردن من أغنى خمس دول في العالم بمادة الصخر الزيتي
2008-07-07

عمون - بترا - أكد مدير عام سلطة المصادر الطبيعية الدكتور ماهر حجازين:أن الاردن يعتبر من أغنى خمس دول في العالم بمادة الصخر الزيتي إذ يقدر إحتياطي المملكة من هذه المادة ب 40 مليار طن وهي كمية مرشحة للزيادة الى الضعف.جاء ذلك خلال اللقاء الحواري الذي عقد في جامعة عمان العربية للدراسات العليا ونظمته جمعية خريجي الجامعات والمعاهد الامريكية أمس حول مصادر الصخر الزيتي ومصادر الطاقة في الاردن.

وأشار الى خصائص الصخر الزيتي الاردني الذي يتوفربكميات كبيرة في وسط وجنوب المملكة بكميات قريبة من السطح وأهمها أن نسبة سماكة طبقة الصخر الزيتي/ الغطاء الترابي ممتازة وتصل الى (1:1 ) اضافة الى إنخفاض نسبة الرطوبة وسهولة عملية التعدين:مؤكدا أن السلطة حاولت استخراج الصخر الزيتي منذ السبعينات بالتعاون مع مختصين صينيين في هذا المجال.

وقال الدكتور حجازين:إن السلطة اتبعت في الاعوام 2004 – 2005 استراتيجية جديدة حول موضوع الصخر الزيتي كطرح العطاءات وتوقيع الاتفاقيات مع الشركات وتقديم الشركات دراسات حول استخراج الصخر الزيتي كذلك من حيث اعطاء الامتيازات .

وبين:أنه تم توقيع 4 مذكرات تفاهم مع شركات عالمية للقيام بدراسات فنية واقتصادية تمهيدا للاستثمار في استخراج الصخر الزيتي:مشيرا الى أن السلطة بعثت في اذار الماضي عطاء للشركات الاردنية والعربية والدولية المهتمة بهذا المجال لاربعة مواقع في منطقة عطارات ام الغدران .

واوضح الدكتور حجازين:أن هناك قناعة دولية حول جودة الصخر الزيتي في الاردن وانه اذا كان هناك أي مشروع ناجح في مجال الصخر الزيتي فسيكون في الاردن:مشيرا الى أنه خلال الاشهر القليلة المقبلة ستنهي السلطة التفاوض مع شركة (شل ) العالمية للوصول الى اتفاقية تجارية لاستغلال الصخر الزيتي العميق وهي اتفاقية طويلة الامد ومكونة من مراحل عدة وسيكون الاستثمار النهائي بعشرات البلايين من الدولارات وهي اول اتفاقية صخر زيتي في العالم .

واكد الدكتور حجازين:أنه حتى هذا التاريخ لا توجد جهة واحدة في العالم نجحت في بناء مشروع تجاري في مجال الصخر الزيتي .

وحول خامات اليورانيوم الموجودة في المملكة قال:إنه تم إجراء مسح جوي في هذا المجال تبين من خلاله وجود حوالي 65 الف طن في المملكة ومن أهم خصائص تلك الخامات التي تتركز في وسط المملكة إنخفاض كلف التعدين وتراكيز اليورانيوم جيدة وتجارية وسهولة الوصول اليه .

وفيما يتعلق بمادة البترول وكمياتها في المملكة اكد الدكتور حجازين:أن الاردن بلد غير مكتشف نفطيا:مشيرا الى أنه لا يوجد دراسات وتنقيبات كافية في هذا المجال ولا يستطيع أحد أن يجزم بوجود أو عدم وجود بترول بكميات كبيره في المملكة .

ونوه الى أنه لا توجد أي وسيلة لاستكشاف البترول الا بالدراسات المختلفة والحفر وهو اخر مرحلة من مراحل التنقيب .

وقال:يوجد في المملكة 115 بئرا استكشافيا عن البترول في الاردن يتركز ثلثها في منطقة الازرق والثلث الاخر في منطقة الريشة في حين تتوزع الابار الاخرى في مختلف مناطق المملكة:مبينا أن الذي اكتشف البترول في المملكة وخاصة في منطقتي الازرق والريشه هي سلطة المصادر الطبيعية وليست شركات أجنبية .

واضاف الدكتور حجازين:إن شركات النفط هي التي تختار الدول التي تريد اجراء تنقيبات بترولية فيها:مشيرا الى أن الشركات لا تقوم بالمخاطرة باجراء التنقيبات في بلد ليس لديه تاريخ في مجال استكشاف البترول.
كيفيتم استخلاص البترول من الطفله الزيتية
Oil shale in Rifle Colorado
مرسلة بواسطة Geo_min في 4:36 ص
 ....................................................................................
ارتفاع امدادات النفط من خارج أوبك
الثلاثاء 20 رجب 1435هـ - 20 مايو 2014م
سليمان الخطاف
تتوقع أوبك أن يصل إنتاج النفط في دول خارج الأوبك في الربع الأخير من العام الحالي، إلى أكثر من 56.3 مليون برميل باليوم أي 61.2% من الإنتاج العالمي، بعد أن كان معدل إنتاجها فى عام 2012م حوالي 52.8 مليون برميل باليوم، أو ما نسبته 59.3% من الإنتاج العالمي.
وهذا يعني أن هذه الدول رفعت إنتاجها بأكثر من 3.7 مليون برميل باليوم. وفي نفس الوقت ينمو الطلب العالمي على النفط بوتيرة تكاد تكون ثابتة، عند حوالي مليون برميل باليوم لكل سنة. وتأتي معظم هذه الزيادة فى إنتاج دول خارج أوبك من دول امريكا الشمالية (تحديداً الولايات المتحدة وكندا)، حيث ارتفع إنتاجها لنفس الفترة بحوالي 3 ملايين برميل باليوم، وذلك بفضل التطور التقني في مجال الحفر الأفقى والتوسع فى إنتاج النفوط غير التقليدية.
ويتوقع أن يرتفع الطلب العالمي لنفس الفترة من 89 مليون برميل باليوم في عام 2012م الى حوالي 92.2 مليون برميل باليوم فى الربع الأخير من العام الحالي، بحسب تقرير أوبك الاخير لشهر مايو الحالى.
نحن نشهد ولادة عصر جديد، بمفاهيم مختلفة عن العشرين سنة الماضية؛ بسبب ارتفاع الإنتاج للسوائل والغازات الهيدروكربونية من المصادر غير التقليدية
وهذا يدل أن كل النمو بالطلب العالمي قد تم تلبيته من دول خارج الأوبك، وتحديداً من النفوط غير التقليدية، وهذا اكبر دليل على التغير التدريجى والتاريخى فى خارطة النفط العالمية. ولو استمر تدفق النفط من خارج الأوبك وبنفس الكميات بشكل مستمر فقد يحصل خلل وشرخ كبير بين العرض والطلب؛ مما قد ينعكس سلباً على الاسعار وتماسكها فوق حاجز 100 دولار للبرميل.
ويتوقع أن يصل إنتاج دول امريكا الشمالية من النفط حوالي 20 مليون برميل باليوم، بنهاية هذا العام، وفى المقابل تحاول دول الأوبك معالجة هذه الزيادة بالإنتاج العالمي بتقليص إنتاجها رغم وفرة النفط لديها والحاجة الماسة لبعض اعضائها للمال.
ولقد وصل إنتاج أوبك فى عام 2012م إلى حوالي 31.1 مليون برميل باليوم، وقد انخفض هذا الإنتاج فى ابريل الماضى من العام الحالى الى 29.5 مليون برميل يومياً، فى دلالة واضحة على ان الأوبك تحاول دعم الاسعار بتخفيض إنتاجها وقد فعلت وقلصت إنتاجها بحوالي 1.6 مليون برميل باليوم لتفادى اى ضرر للأسعار.
أما سوائل الغاز الطبيعى (NGL) والتى تستخدم بكثرة فى الصناعات البتروكيماوية والاستخدامات المنزلية وكوقود لوسائل النقل، فلقد تغيرت خارطة امداد هذه المادة الاستراتيجية ايضاً. ولقد اقترب الإنتاج الامريكى من هذه المادة الى حوالي 3 ملايين برميل يومياً بعد ان كان فى عام 2010م حوالي 1.7 مليون برميل باليوم. ولكن الطفرة الكبيرة حدثت بإنتاج الغاز الطبيعى حيث ساعدت تقنيات الحفر الأفقي وتفتيت الصخور الولايات المتحدة لتصبح أكبر منتج للغاز الطبيعى بالعالم متخطية روسيا وايران وقطر.
إذاً، باختصار نحن نشهد ولادة عصر جديد، بمفاهيم مختلفة عن العشرين سنة الماضية؛ بسبب ارتفاع الإنتاج للسوائل والغازات الهيدروكربونية من المصادر غير التقليدية. ويجب التنبيه الى انه لم تحصل قفزات كبيرة فى إنتاج الطاقة من البدائل الاخرى كالطاقة النووية او الشمسية او الوقود الحيوى، بل على العكس ما تزال هذه البدائل محل تجاذب فكرى واستراتيجي. فعلى سبيل المثال هل من المعقول أن يذهب 40% من إنتاج الذرة الأمريكى لإنتاج وقود الايثانول بينما تشهد أمريكا قفزات ماراثونية بإنتاج الطاقة من الصخور بعيداً عن الغذاء.
ولا شك أن المتابع للتطورات، يصل إلى نتيجة مفادها أن امريكا استطاعت ان تعود وبقوة مرة اخرى الى عالم النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية. ولا سيما وان حوالي 55% من حفارات العالم حالياً توجد فى الولايات المتحدة؛ كدليل قوي على الزخم الموجود فيها بما يخص صناعة النفط والغاز. ولكن تبقى اسئلة كبيرة عالقة بالذهن منها: هل بامكان امريكا الحفاظ على هذا النمو بإنتاج النفط والغاز وسوائل الغاز على نفس الوتيرة التى شهدناها منذ عام 2010م؟. وإذا افترضنا أسوأ احتمال، وهو بالفعل القدرة على الاستمرار من داخل او من خارج امريكا بالنمو بإنتاج النفط.. فهل سيبقى رد فعل أوبك هو تقليص إنتاجها للمحافظة على تماسك الاسعار. وهل تستطيع أوبك ان تمنع بعض دولها والتى باستطاعتها ان تزيد إنتاجها ولاسيما وهى بأمس الحاجة للمال؟ ويجب ألا ننسى ان معظم دول أوبك لديها طاقات اضافية وهى تستثمر الان فى بناء طاقات اضافية أكبر. ماذا لو رفعت تلك الدول في أوبك من إنتاجها فى الوقت الذى تخفف فيه الولايات المتحدة من اعتمادها على استيراد النفط. هل ستبقى الاسعار متماسكة؟.
كما يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ان الطفرة بإنتاج الغاز الطبيعى الصخري، قد قلل من الاعتماد على مشتقات النفط، مثل: زيت الوقود كمصدر لتوليد الكهرباء. ويأمل كثير من منتجى الغاز الطبيعى بامريكا ان يزداد استعمال الغاز الطبيعى كوقود لوسائل النقل بدل الجازولين والديزل. وكل هذا يصب بتقليل الاعتماد على النفط فى الولايات المتحدة.
يبدو أن العالم ينظر للتجربة الأمريكية بإنتاج الغاز والنفط الصخرى بارتياب وباعجاب. فالبعض حذر من موضوع التلوث وسلامة واستقرار التربة، والبعض الآخر ينظر الى الصخور الزيتية بعين الأمل، ويتحين الفرصة والقدرة لاستخراج ما فيها من ثروات هيدروكربونية. ولكن يبقى السؤال الى متى تخفض أوبك من إنتاجها لمعالجة آثار ارتفاع الامدادات من خارج دولها، فلقد انتجت أوبك فى عام 2012م حوالي 35% من الإنتاج العالمي وهى تنتج الآن حوالي 32% من الإنتاج العالمي، وقد تنخفض هذه النسبة الى اقل من 30%. وفى المقابل ماذا سيحدث لو انتجت أوبك فى المستقبل القريب أكثر من 35 مليون برميل باليوم (خاصة اذا ما استمر العراق بإنتاجه المتزايد واذا استقرت ليبيا ونيجيريا وخففت العقوبات على ايران واستفادت دول اخرى من طاقاتها الفائضة)، ولا سيما وان وكالة الطاقة العالمية قد دعت أوبك قبل أيام إلى زيادة كبيرة فى إنتاجها؛ حتى لا ترتفع الاسعار بحسب الوكالة العالمية؟. لا شك ان السنوات القليلة القادمة ستجيب على كل هذه الاسئلة.
....................................................................
أليكم معلومات عامة عن النفط - منقول من الموسوعة العلمية

معظم النفط يأتي من الأرض في صورة سائل يدعى الزيت الخام. وتتباين أنواع الزيت الخام المختلفة في اللون والقوام، متراوحة بين مائع رقيق شفاف إلى مواد غامقة شبيهة بالقطران. وفي بعض البقاع من العالم، يوجد النفط أيضًا على صورة مادة صلبة في صخور ورمال معينة.
النِّفط من أكثر الثروات الطبيعية في العالم قيمةً، لذلك سماه بعض الناس الذهب الأسود. وقد يكون من الأفضل وصفه بشريان الحياة لأغلب البلاد؛ فأنواع الوقود المشتقة من النفط تمدّ السيارات، والطائرات، والمصانع، والمعدات الزراعية، والشاحنات، والقطارات، والسفن بالقدرة. وتولِّد أنواع الوقود النفطي الحرارة والكهرباء للمنازل، وأماكن عمل كثيرة، فالنفط يوفر إجمالاً قرابة نصف الطاقة المستهلكة في العالم.

وبالإضافة إلى أنواع الوقود، تُصنع آلاف المنتجات الأخرى من النفط. وتتراوح هذه المنتجات بين مواد الرصف والمنسوجات، وبين شحوم المحركات ومواد التجميل. ويُستَخدم النفط في صناعة مواد عادة ما تتوفر في المنازل كالأسبرين، والسجاد، والستائر، والمنظفات والأسطوانات، واللعب البلاستيكية، ومعجون الأسنان.

ورغم أننا نستعمل تشكيلة واسعة من المنتجات المصنوعة من النفط، إلا أن الـذين أتيحت لهم فرصة المعرفة أو رؤية المادة ذاتها قليلون. ويأتي أكثرها من جوف الأرض على صورة سائل يُسمى الزيت الخام. تتباين أنواع الزيت الخام المختلفة في اللون والقوام، متراوحة بين زيت شفـاف رقيق ومادة كثيفة كالقطران. كما يوجد النفط أيضًا في الحالة الصلبة في صخور ورمال معينة.

استخدم الناس النفط منذ آلاف السنين، ولكن قلة منهم أدركت قيمته قبل حلـول القرن التاسع عشر الميــلادي عنـدما اختُرع مصبـاح البارافين والسيــارة؛ إذ إن هذين الاختراعين أوجدا طلبًا هائلاً على نوعين من الوقود النفطي: البرافين (ويُسمى أيضًًا الكيروسين) والبترول (البنزين) ويُسمى أيضًًا الجازولين، فقام العلماء منذ أوائل القرن العشرين بزيادة تشكيلة منتجات النفط وتحسين جودتها.

والنفط، كالمعادن الأخرى، لا يمكن استرجاعه بعد استخدامه. ويزيد استخدامه عامًا بعد عام، وإمدادات العالم منه تنفد بسرعة. ولو استمرت معدلات الاستهلاك الحالية، فسيصبح النفط شحيحًا في أواسط القرن الحادي والعشرين.

تعتمـد معظـم البلـدان الصناعيــة بدرجــة كبــيرة على النفـط المستـورد لاستيفـاء حاجاتها من الطاقة. ونتيجة لهـذا الاعتمــاد، استطـاعت البلدان المصدرة للزيت، استعمـال النفط بمثابــة سـلاح سيـاسي، واقتصادي عن طريق تقييد صادراتها لبعض تلك البلـدان،كما أثقـل مصـدرو الزيت كاهـل اقتصاد عـدد كبير من البلـدان وخاصـة الفقيرة منها، برفعهم لأسعـار النفـط بنسبة كبيرة. ولـذا عـانى كثير من البلدان، غنيُّها وفقيرها، من أزمات نقص النفط منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين.

ولتجنب نقص واسع النطاق في الطاقة، يختبر العلماء ضروبًا اصطناعية من الزيت، وكذلك مصادر أخرى للوقود. ولكن حتى لو ظهرت سريعًا مصادر أخرى للطاقة، سيضطر الناس للاعتماد على النفط لسنوات عديدة. لذا أصبح الاقتصاد في الزيت أمرًا ملحًا لكل بلد. ولزم على الناس الآن أن يكونوا إيجابيين في إيجاد طرق للاقتصاد في النفط.
مصطلحات نفطية
الآبار البحرية : آبار تحفر في المحيطات والبحار والبحيرات.
الاستخراج الابتدائي: طريقة تُستَغل فيها الطاقة الطبيعية في الخزان لجلب الزيت إلى بئر منتجة.
الاستخراج المعزَّز :أية طريقة لإضافة الطاقة إلى خزان من أجل إجبار الزيت على التدفق نحو بئر منتجة.
استغلال البئر: يعني بدء تدفق الزيت في البئر.
البتروكيميائيات : كيميائيات تنتج بمعالجة الزيت والغاز.
البرج :بناء فولاذي طويل يحمل المعدات التي تستخدم في حفر بئر للزيت.
البرميل: الوحدة القياسية التي تُستخدم لقياس الزيت الخام ومعظم المنتجات النفطية. ويساوي البرميل الواحد 159لترًا.
البئر العـشـوائي (او الجـزافي): بئر تحفر في منطقة لم يكن قد وُجِد فيها زيت أو غاز.
الجعالة (الأتاوة): نقود تُدفع للمُلاَّك نظير الزيت الذي ينتج من ملكهم. وتدفع أكثر شركات الزيت جعالة قدرها يتراوح بين ثُمن وسُدس قيمة كل برميل زيت ينُتج ويباع. وقد يحصل الملاك على الجعالات زيتًا.
الحفارة البرجية: تتكون من البرج وآلات الرفع ومعدات أخرى تستخدم في حفر بئر الزيت.
الحفرة الجافة: بئر فشلت في إنتاج الزيت أو الغاز بكميات تجارية.
حقل الزيت: منطقة تحوي خزانًا واحدًا أو أكثر.
الخزان: تراكم للنفط تحت سطح الأرض. ويتكون من قطرات صغيرة من النفط تتجمع في مسام صخور كالحجر الجيري والحجر الرملي.
رمال القار ، أو رمال القطران: حبيبات من الرمل محاطة بمادة سوداء يمكن تحويلها إلى زيت أو غاز.
الزيت الخام :الصورة التي يوجد عليها الزيت طبيعيًا في الخزَّان.
طَفْل الزيت :صخر رسوبي يحتوي على الكيروجين وهي مادة يمكن تحويلها إلى زيت.
عَقْد المعادن: اتفاقية بين شركة زيت وبين صاحب ملكية. ويعطي العقد الشركة الحق في التنقيب عن الزيت وإنتاجه في الملكية.
الغليظ :هو عامل في طاقم الحفر.
الكسر (إستقطارة) :أية واحدة من مجموعات الهيدروكربونات التي تشكل الزيت الخام. وتفرز الكسور أثناء التكرير.
محبس الزيت: تكوين جوفي صخري لا مسامي يحجز حركة الزيت وبذا يحبس الخزان.
الهيدروكربون : مركب كيميائي يتكون من عنصري الهيدروجين والكربون.

استخدامات النفط

الإنتاج والاستهلاك العالمي من النفط يبين هذا الشكل كميات النفط المنتجة والمستخدمة في مناطق شتى من العالم. ينتج الشرق الأوسط من النفط حوالي ثلاثة أضعاف مايستهلكه، إلا أن معظم المناطق تستهلك من الزيت أكثر مما تنتج.
للنفط عدة استخدامات أكبر من أي مادة أخرى في العالم. ويكمن السبب الذي يجعل للنفط هذه الاستخدامات الكثيرة، في بنيته الجزيئية المعقدة. فالزيت الخام بصورة رئيسية خليط من هيدروكربونات مختلفة تتكون من عنصري الهيدروجين والكربون. وبعض هذه الهيدروكربونات غازي وبعضها صلب ولكن أغلبها سائل.

يمنح الخليط من الهيدروكربونات المختلفة خصائص معينة لمكونات النفط. فبعض المكونات، كالبترول والكيروسين، ذات قيمة في حالتها السائلة الطبيعية، بينما يجب تغيير بعضها الآخر من حالة إلى أخرى أو مزجها مع مواد مختلفة قبل استخدامها.

تحتوي شتى أنواع الزيت الخام على كميات مختلفة من بعض المكونات؛ ففي الزيوت الخام الخفيفة كميات كبيرة من الغازات الذائبة، والبترول، والأجزاء الخفيفة الأخرى. بينما تحتوي الزيوت الخام الثقيلة على نسبة عالية من الزيوت الثقيلة، والأسفلت. وتحتوي جميع أنواع الزيت الخام على بعض المواد بالإضافة إلى الهيدروكربونات. وتشغل هذه الشوائب، التي تشمل المركبات الفلزية والكبريت، نسبة قد تصل إلى 10% في بعض أنواع الزيت.

تفصل مصافي النفط الأجزاء المتنوعة وتحولها إلى منتجات مفيدة. ويكرر معظم النفط إلى البترول، ووقود للتدفئة، وأنواع الوقود الأخرى. ويحول الباقي بصورة رئيسية إلى خامات صناعية، ومواد تشحيم.
================================
بعض استخدامات المنتجات النفطية :
الوقود :
- للنقل
البترول
وقود الديزل
بترول الطائرات
وقود النفاثات
البرافين
- للتدفئة وإنتاج الطاقة
زيوت الفُضالة
غاز النفط المسال
زيوت القطارة
مواد خام :
السِّناج
الكوك
الشمع
الهيدروجين الصناعي
الأسفلت
النَّفْطَة
زيوت متنوعة :
الزيوت الطبية
الزيوت التقنية
زيوت الطريق
زيوت وشحوم التزليق

البتروكيميائيات :

الأسمدة
اللدائن
الأصباغ
المبيدات الحشرية
الألياف
المتفجرات
الأمونيا
المذيبات
الحبر
مضافات الأغذية
الراتينجات
مضافات البترول
الطلاء
المطاط الصناعي
العقاقير
مواد التجميل
الكحول النفط كوقود: تشتعل أنواع الوقود النفطية وتحترق بيسر، منتجة كميات كبيرة من الحرارة، والقدرة، قياسًا بأوزانها. كما أنها أسهل في التعامل، والتخزين، والنقل من أنواع الوقود الأخرى المُستخدمة كالفحم والخشب. فالنفط، تقريبًا، مصدر لجميع أنواع الوقود المستخدمة في النقل وكثير من أنواع الوقود المستخدمة في إنتاج الحرارة والكهرباء.

وقــود النقـل. تشمل أنواع وقـود النقـل البنزين، ووقود الديـزل، ووقود النفاثات. ويكــرَّر نحـو 45% من الزيت الخام إلى البترول، وحوالي 7% إلى وقــود الديــزل، وحــوالي 7% إلى وقود النفاثات.
يصنف البترول إلى درجـات: العـادي، والممتاز، ووقـود الطائرات وذلك تبعًا لسلاسة احتراقه داخل المحـرك. ومعظـم المركبـات الميكانيكيـة، وجميـع الطائـرات ذوات المحركات المكبسية تستخدم البترول. يتطلب وقـود الديـزل تكريـرًا أقـل وهـو أرخص من البترول. أما الطائـرات النفاثــة فتحـرق وقود النفاثـات، وهو إما غاز نقي، أو خليط من البترول والكيروسين والغاز وأنواع أخرى من الوقود.
وقود التدفئة وإنتاج الطاقة يشكل نحو 26% من كل النفط المكرر. وتصنف هذه الأنواع إما إلى زيوت مقطرة أو زيوت الفضالة (الزيوت المتخلفة). فزيوت القطارة زيوت أخف، يُستخدم أكثرها في تدفئة البيوت وأماكن العمل الصغيرة. أما زيوت الفُضالة فهي زيوت أثقل وأشد كثافة، وتُزوِّد محطات الكهرباء والمصانع والسفن الكبيرة بالقدرة. كما تُستخدم زيوت الفضالة أيضًا في تدفئة المباني الكبيرة.
يَستَخدم كثير من الناس الذين يعيشون في المزارع أو البيوت المتنقلة غاز النفط المسال للتدفئة والطبخ. ويتكون غاز النفط المسال بصورة رئيسية من غازي البيوتان والبروبان، اللذين تم تحويلهما تحت الضغط إلى سوائل. ويُستخدم غاز النفط المسال في الصناعة لقطْع الفلزات ولحامها، وفي المزارع لتشغيل أنواع مختلفة من المعدات.
النفط كمادة خام: يُستخدم نحو 13% من مكونات النفط كمواد خام في الصناعة. ويحوَّل كثير من هذه المكونات إلى بتروكيميائيات. وتستخدم البتروكيميائيات في صناعة مستحضرات التجميل، والمنظفات، والعقاقير، والأسمدة، والمبيدات الحشرية، واللدائن، والألياف الاصطناعية، ومئات من المنتجات الأخرى.
تستخدم المنتجات الثانوية لتكرير النفط أيضًا كمواد خام في صناعات معينة. وتشمل هذه المنتجات الثانوية الأسفلت ـ المادة الرئيسية في بناء الطرق ـ والشمع ـ وهو مادة جوهرية في بعض المنتجات كالشموع وعلب الحليب ومُلمِّعات الأثاث.
استخدامات أخرى للنفط. تُشكل منتجات مثل زيوت التشحيم والزيوت الصناعية المتخصصة نحو 2% من إنتاج النفط. تخفف زيوت التشحيم (المزلقات) الاحتكاك بين الأجزاء المتحركة في المعدات. وتتراوح بين زيت رقيق شفاف يُستخدم في الأجهزة العلمية، وشحم ثقيل يستعمل في عجلات الطائرات.
وتشمل الزيوت الصناعية المتخصصة زيوت التبريد في عمليات القطع والزيوت الكهربائية التي تُستخدم في التصنيع.
أين يوجد النفط :
يوجد النفط في كل قارة وتحت كل محيط، ولكن الأساليب الحديثة لاتُمكن مهندسي النفط إلا من استخراج حوالي ثلث الزيت من معظم التراكمات النفطية، وتُدعى هذه الكميات القابلة للاستخراج الاحتياطيات.
ُقدِّر خبراء النفط أن الاحتياطيات العالمية من الزيت تصل إلى حوالي تريليون (ألف بليون) برميل. ويتنبأ بعض الجيولوجيين بأن احتياطيات إضافية سوف تكتشف وخاصة في الصين، وجزر كندية في المحيط المتجمد الشمالي وقيعان البحار. ولكن خبراء كثيرين يظنون أن معظم حقول الزيت الكبرى قد تم اكتشافها، ويعتقدون أن الاحتياطيات العالمية ستزداد على الأرجح عن طريق وسائل استخراج أفضل.
الشرق الأوسط يحتوي على حوالي 67% من زيت العالم، إذ تصل احتياطياته إلى حوالي 660 بليون برميل. ولدى السعودية حوالي 258 بليون برميل، أي حوالي ربع احتياطيات العالم. ويوجد معظم نفط السعودية في مناطق محاذية للخليج العربي. ولدى كل من الإمارات العربية المتحدة وإيران والعراق والكويت حوالي عُشر إجمالي احتياطيات العالم النفطية.
أوروبا لديها ـ بما فيها الجزء الآسيوي لروسيا ـ حوالي 7% من موارد العالم من الزيت. لدى الاتحاد السوفييتي السابق 58 بليون برميل، وهي أكبر احتياطيات في المنطقة. وتقع معظم هذه الاحتياطيات قرب جبال أورال، إلا أن هناك عدة حقول زيت ضخمة في سيبريا. وتقع الاحتياطيات الأوروبية الرئيسية الأخرى ـ والتي تصل إلى 17 بليون برميل ـ تحت بحر الشمال. وتمتلك هذه الاحتياطيات بصورة رئيسية بريطانيا والنرويج.
أمريكا اللاتينية لديها نحو 120 بليون برميل من الاحتياطيات النفطية، أي نحو 12% من الإجمالي العالمي. ولدى فنزويلا أكبر احتياطيات في المنطقة ـ حوالي 59 بليون برميل. ولدى المكسيك ثاني أكبر احتياطيات في أمريكا اللاتينية ـ حوالي 52 بليون برميل. والبلدان الأمريكية اللاتينية الأخرى ذات التراكمات النفطية المهمة هي الأرجنتين والبرازيل.

إفريقيا تمتلك حوالي 60 بليون برميل من الزيت، أي نحو 6% من احتياطيات العالم. ويقع معظم الزيت في ليبيا، والجزائر، وبلدان أخرى في شمالي إفريقيا مثل مصر وتونس ويأتي ترتيب احتياطيات ليبيا البالغة نحو 23 بليون برميل من بين أكبر احتياطيات العالم. أما إلى الجنوب من الصحراء الكبرى، فلم يتم اكتشاف كميات كبيرة من الزيت إلا في نيجيريا التي تملك نحو 17 بليون برميل.

آسيا لديها، باستثناء الجزء الآسيوي لروسيا، والشرق الأوسط، نحو 50 بليون برميل من الزيت، أي حوالي 5% من احتياطيات العالم. ويقع نحو نصف هذه الاحتياطيات في الصين. ولدى إندونيسيا ـ نحو 11 بليون برميل ـ ثاني أكبر احتياطيات في الشرق الأقصى.
الولايات المتحدة وكندا لديهما نحو 32 بليون برميل من الزيت، تشكل نحو 3% من الإجمالي العالمي. ولدى الولايات المتحدة حوالي 26 بليون برميل من النفط. ويقع معظم هذه الاحتياطيات في تكساس، ولويزيانا، وكاليفورنيا، وأوكلاهوما وألاسكا. ومع الوقت، من المحتمل ازدياد احتياطيات الولايات المتحدة بإنتاج الزيت من طَفْل الزيت، وهو نوع من الحجر يوجد بوفرة في كولورادو و ويومينج ويوتا. ويحتوي طفل الزيت على الكيروجين، وهو مادة شمعية تعطي زيتًا عند تسخينها.
يقع معظم زيت كندا البالغ 6 بلايين برميل في مقاطعة ألبرتا. وفي مقاطعات ساسكاتشوان وكولومبيا البريطانية وتمتلك مانيتوبا حقولا نفطية أيضًا. وإضافة إلى ذلك، يعتقد الجيولوجيون أن كندا لديها أكبر تراكمات في العالم من رمال القار، أو رمال القطران، وهي رمال مشربة بمادة منتجة للزيت. تقع هذه التراكمات، التي قُدر ما تحتويه من الزيت، بحوالي ترليون برميل، بمحاذاة نهر أثاباسكا في ألبرتا. وقد بدأ إنتاج الزيت من هذه الرمال عام 1967م.


أستراليا لديها احتياطيات من الزيت تبلغ حوالي 2,5 بليون برميل، وهي أقل من ثلث الواحد في المائة، من الإجمالي العالمي. ويوجد الجزء الأكبر من هذه الاحتياطيات في أستراليا. وكل من أستراليا ونيوزيلندا لديها مناطق تحتوي على الزيت في اليابسة وفي البحر. ولدى كل من نيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة، حوالي 200 مليون برميل.
كيف تكوّن النفط :

يعتقد أغلب الجيولوجيين أن النفط تكوّن من بقايا كائنات عضوية ماتت منذ ملايين السنين. وتستند هذه النظرية العضوية لتكوّن النفط إلى وجود مواد معينة حاوية للكربون في الزيت. ومثل هذه المواد لا يمكن أن تكون قد أتت إلا من كائنات كانت حية فيما مضى. ونفس العملية التي أنتجت النفط أنتجت أيضًا الغاز الطبيعي الذي يوجد عادة ملازمًا للزيت الخام أو ذائبًا فيه.

وحسب النظرية العضوية، غطّى الماء، في الماضي، رقعة من سطح الأرض أكبر بكثير مما هي عليه الآن. وعاشت كميات من الكائنات الدقيقة في المياه الضحلة أو هامت قرب السطح في عرض المحيط. وبموت هذه الكائنات استقرت بقاياها في قاع المحيط وانحبست في الترسبات (جسيمات من الطين والرمل ومواد أخرى)، واندفنت تحت قاع المحيط.

وكلما دُفنت الترسبات أعمق فأعمق، تعرضت إلى درجات حرارة وضغوط متزايدة مما يؤدي إلى تكوين الصخور الرسوبية. وجعلت هذه الظروف الصخر يمر بعمليات كيميائية أدت إلى تكون مادة شمعية تسمى الكيروجن. وعندما يسخن الكيروجن إلى درجات حرارة أعلى من 100°م، ينفصل إلى سائل (الزيت) وغاز (الغاز الطبيعي). ولكن عندما يكون الزيت مدفونًا في أعماق أبعد ويعرض إلى درجات حرارة أعلى من 200°م، تضعف الروابط التي تشد الجزيئات الكبيرة المعقدة بعضها ببعض وبذا يتحلل الزيت.

ويُسمى نطاق الحرارة الذي يتكون فيه الزيت نافذة الزيت. ففي درجات الحرارة الواقعة دون هذا النطاق، يتكون القليل من الزيت. أما في الأعماق الكبيرة حيث درجات الحرارة العالية، فيتحلل معظم الزيت.

وبمرور الوقت، يتحرك الزيت والغاز إلى أعلى عبر منافذ طبيعية في الصخر. وتشمل هذه المنافذ الشقوق والثقوب الدقيقة التي تُعرف بالمسامات. ويعتقد الجيولوجيون أن وجود الماء قد يكون السبب وراء هذه الحركة؛ فقد يكون الماء ـ الذي هو أثقل من الزيت ـ هو الذي دفع الزيت إلى أعلى. وهناك سبب محتمل آخر، هو وزن الطبقات الصخرية الفوقية الذي يفضي إلى إقحام الزيت في ثقوب وشقوق الصخر.

يلجأ الزيت والغاز إلى نوع من الصخور يدعى الصخر الخازن أو صخر الزيت. ولمثل هذا الصخر خاصيتان تمكنان الموائع من الحركة خلاله هما: 1- المسامية 2- النفاذية. والمسامية هي تواجد الفتحات الصغيرة أو المسامات. وتعني النفاذية أن بعض المسامات متصلة بعضها ببعض بفراغات تتحرك الموائع خلالها. فيتحرك الزيت والغاز إلى أعلى خلال المسامات المتصلة حتى يصلا إلى طبقة صخرية غير نفاذة. ويستمران في التدفق بمحاذاة الجانب السفلي للطبقة غير النفاذة، فيصلان إلى مكان تشكلت فيه الطبقة على هيئة محبس ثلاثي الأبعاد. وفيما بعد، أدت تحولات في القشرة الأرضية إلى انحسار المحيطات، وظهرت اليابسة فوق العديد من الصخور المكمنية والمحابس.

وأكثر أنواع محابس النفط شيوعًا هي الأقبية والصدوع والمحابس الطبقية وقباب الملح. والأقبية تكوين صخري على هيئة القوس قد يتجمع تحتها النفط. والصدع فالق في القشرة الأرضية قد يزيح طبقة صخرية غير نفاذة ليجعلها بجوار طبقة نفّاذة تحتوي على الزيت. وتتكون معظم المحابس الطبقية من طبقات صخرية غير نفاذة تحيط بصخور حاوية للزيت. أما قبة الملح فتنتج من اندفاع تكوين من الملح على هيئة أسطوانة أو مخروط إلى أعلى خلال الصخور الرسوبية مسببة تحدب الصخور الواقعة في طريقها وتكسرها. وقد يتجمع النفط فوق هذا التكوين أو على جوانبه.

وتوجد أغلب المكامن والمحابس في باطن الأرض العميق، إلا أن بعضها تكون قرب السطح. وأزيحت مكامن أخرى إلى أعلى نتيجة تغيرات في القشرة الأرضية. وقد يصل الزيت من هذه التراكمات الضحلة إلى السطح على صورة نز أو ينبوع. لذا تجمعت كميات من الزيت على السطح تكفي لتكوين بحيرة في بعض الأماكن مثل فنزويلا وجزيرة ترينيداد.

واليوم تتعرض المواد العضوية في بعض التراكمات الرسوبية إلى ظروف من الضغط، والحرارة، والنشاط البكتيري شبيهة بتلك التي كونت الزيت منذ عصور بعيدة. إلا أن تكون كميات نافعة من الزيت يحتاج إلى ملايين السنين. ويستهلك الناس النفط أسرع كثيرًا من سرعة تكوينه.

التنقيب عن النفط :

لم يكن بوسع المنقبين عن النفط، قبل عام 1900م، أكثر من البحث عن نز الزيت والأمل بأن يواتيهم الحظ. وكانت معداتهم تتألف بصورة رئيسية من معول وجاروف. أما منقبو اليوم، فيستخدمون تشكيلة من الأجهزة المعقدة، ويغلب عليهم أن يكونوا جيولوجييِّ زيت أو جيوفيزيائيين.

الدراسات الجيولوجية. يدرس جيولوجيو الزيت التكوينات الصخرية على سطح الأرض وتحته لتحديد المكان المحتمل لوجود النفط. ثم يرسمون بعدها خريطة مفصلة للمعالم السطحية للمنطقة. وقد يستخدمون صورًا ضوئية تؤخذ من الطائرات والأقمار الصناعية بالإضافة إلى ملاحظاتهم على مستوى سطح الأرض، خاصة إذا تعذر مسح المنطقة سيرًا على الأقدام. ويدرس الجيولوجيون الخريطة بحثًا عن علامات لمحابس زيت ممكنة. فعلى سبيل المثال، قد يدل نتوء منخفض في سهل منبسط على وجود قبة ملح، وهي محبس نفطي شائع.

وإذا بدا الموقع واعدًا، فقد يحفر الجيولوجيون ثقوبًا في الأرض للحصول على عينات جوفية، وهي عينات أسطوانية للطبقات الصخرية التي توجد تحت سطح الأرض. ويحلل الجيولوجيون العينات الجوفية لكشف التركيبة الكيميائية، والبنية، وعوامل أخرى تتعلق بتكوّن النفط.

ويدرس الجيولوجيون أيضًا سجلات الآبار. وسجل البئر بيان بالتكوينات الصخرية التي تستخرج أثناء حفر البئر. تصف سجلات الآبار خصائص الصخور، مثل العمق والمساميَّة ومحتواها من الموائع. وبإمكان جيولوجيي الزيت استخدام هذه المعلومات لتقدير موقع وحجم التراكمات الممكنة في المنطقة المحيطة بالآبار.

الدراسات الجيوفيزيائية. يُزَوِّد الجيوفيزيائيون جيولوجيي الزيت بمعلومات مفصلة عن التكوينات الصخرية التحتية والمغمورة. وبإمكان الجيوفيزيائيين تحديد مواقع البنيات الجيولوجية التي قد تحتوي على الزيت، وذلك بمساعدة أجهزة خاصة. وأوسع الأجهزة استخدامًا هي:1- مقياس الجاذبية 2- مقياس المغنطيسية 3- مرسمة الزلازل (السيزموجراف ـ المرجفة)

مقياس الجاذبية يقيس قوة الجاذبية على سطح الأرض، إذ إن للأنواع المختلفة من الصخور تأثيرات مختلفة على الجاذبية. فالصخورغير المسامية تميل إلى زيادة قوة الجاذبية، بينما تميل الصخور المسامية إلى إنقاصها. لذا قد تشير القراءات المتدنية على مقياس الجاذبية إلى وجود طبقات مسامية من الصخور التي قد تحوي الزيت.

مقياس المغنطيسية يسجل التغيّرات في مجال الأرض المغنطيسي، إذ تتأثر قوة الجذب المغنطيسي للأرض بأنواع الصخور الموجودة تحت السطح. فالصخور الرسوبية بصورة عامة ذات مغنطيسية أقل من الأنواع الأخرى من الصخور التي قد تحتوي على الحديد ومواد مغنطيسية أخرى. ويُمكِّن هذا الفارق في قوة الجذب المغنطيسي الجيوفيزيائيين من التعرف على طبقات الصخور الرسوبية التي قد تحوي الزيت. وتتأثر قوة الجذب المغنطيسي أيضًا ببنية الطبقات غير المنتظمة كالأقبية والصدوع. لذا فقد يستطيع مقياس المغنطيسية أن يكشف عن محابس نفطية معينة.

مرسمة الزلازل (المرجفة) آلة تسجيل الهزات الزلزالية، تقيس سرعة الموجات الصوتية المتنقلة تحت سطح الأرض. وتعتمد هذه السرعة على نوع الصخور التي ينتقل الصوت من خلالها. وبإمكان الجيوفيزيائيين استخدام السرعات التي تسجلها المرجفة لتحديد عمق وبنية الكثير من التكوينات الصخرية.

وقد يُحدث الجيوفيزيائيون، في المسح السيزموجرافي (الزلزالي) انفجارًا صغيرًا عند سطح الأرض أو دونه قليلاً. وتنتقل الموجات الصوتية التي يولّدها الانفجار إلى طبقات الصخور التحتية، ثم ترتد مرة أخرى إلى السطح. ويسجل السيزموجراف الوقت الذي تستغرقه الموجات الصوتية لتصل إلى السطح. ويستخدم كثير من الجيوفيزيائيين نظامًا يدعى الهزهزة وذلك لدرء الأخطار البيئية الناتجة عن الانفجارات. وفي هذا النظام تولد الموجات الصوتية بواسطة هزازة ضخمة لترتطم بالأرض بصورة متكررة. وتُحمل هذه الهزازة على شاحنة خاصة تسمى الشاحنة الرَطَّامة.

ويجري الجيوفيزيائيون أيضًا مسحًا سيزموجرافيا للمناطق المغمورة، إذ يطلقون شحنة هواء مضغوط من السفينة في الماء. وتنعكس الموجات الصوتية الناتجة عن ذلك من التكوينات المغمورة لتستقبلها سلسلة من السماعات الأرضية (لاقطات صوت) تقطرها السفينة خلفها.

وبواسطة أسلوب يدعى تقنية البقعة الساطعة يمكن للجيوفيزيائيين استخدام السيزموجراف للكشف عن وجود الموائع في التكوينات الصخرية التحتية والمغمورة. ينطوي هذا الأسلوب على استخدام مسجلات فائقة الحساسية، تلتقط التغيرات في اتساع (شدة) الموجات الصوتية، حيث إن ذروة الموجات الصوتية تتغير لدى انعكاسها من صخور تحوي الغاز أو الموائع الأخرى. وتظهر مثل هذه التغيرات على شكل شذوذات (اضطرابات)، تدعى البقع الساطعة، في أنماط الموجات الصوتية التي يسجلها السيزموجراف
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
النووي؟
خامات العناصر المشعة

يُقصد بخامات العناصر المشعة – بالدراسة الحالية - مجموعة المعادن والخامات التى تحتوى فى تركيبها الكيميائى عنصر اليورانيوم أو عنصر الثوريوم بصفة أساسية ، مثل  اليورانينيت Uraninite بتركيب كيميائى غالب UO2 يصاحبه UO3 واكاسيد الرصاص والثوريوم وبعض المعادن الأرضية النادرة ويعرف عادة بإسم البتشبلند Pitchblende للونه الأسود ، ومثل الكارنوتيت Carnotite  K2(UO2)2(V2O8).1-3H2O ، ومثل الثوريت Thorite ThSiO4 حيث يصاحبه عادة اليورانيوم فى الطبيعة على هيئة سليكات الثوريوم واليورانيوم  Th,U)SiO4) ، وغيرهم . ويوجد فى الطبيعة مايقرب من 200 معدن يدخل فى تركيبه الكيميائى عنصر اليورانيوم أو الثوريوم أو كلا العنصرين معا  .


وعلى الرغم من أن استخدام الثوريوم فى المفاعلات النووية بدأ منذ  ميلاد الطاقة النووية فى خمسينيات القرن الماضى ، وأن احتياطياته العالمية أكثر وفرة من إحتياطيات اليورانيوم حيث تبلغ 3 مرات احتياطيات اليورانيوم ، ولكن استخدام اليورانيوم هو الأكثر شيوعا على مستوى العالم فى المفاعلات النووية ، كما يتركز الحديث عن اليورانيوم  دون الثوريوم فى التقارير التى تصدر سنويا عن الهيئات الدولية المعنية بالطاقة النووية . ذلك لأن الثوريوم قليل الإستخدام كوقود نووى على مستوى العالم ، بسبب أن  ذراته لاتنشطر مباشرة فى المفاعلات النووية مثلما تنشطر ذرات اليورانيوم 235 ، ويُصنف الثوريوم فى الفيزياء النووية  كمادة خِصبة fertile أكثر منه مادة انشطارية fissile ، مثله مثل اليورانيوم-238 الذى يكون حوالى 99.3% بالوزن من اليورانيوم الطبيعى ، وكل المواد الخصبة النووية مثل  اليورانيوم-238 والثوريوم-232 يمكن تحويلها فى قلب المفاعل النووى إلى مواد قابلة للإنشطارمباشرة ، فاليورانيوم-238 يتحول فى قلب المفاعل النووى إلى بلوتونيوم-239 ، والثوريوم-232 إلى يورانيوم-233 طبقا للمعادلتين الآتيتين :

وعندما نتحدث عن المفاعلات النووية فيجب التمييز بين نوعين من المواد القابلة للإنشطار ، مادة قابلة للإنشطار مباشرة مثل اليورانيوم-235 ، ومادة غير قابلة للإنشطار مباشرة مثل الثوريوم-232 ومثل اليورانيوم-238 وهما مادتين خصبتين fertile . وإن لم يتم تحديد المادة الإنشطارية عند الحديث عن الطاقة النووية والمفاعلات النووية فإننا نتحدث فى العادة عن معدن اليورانيوم[i][1] الذى يمثل نظير اليورانيوم 235 أحد مكوناته الهامة الإنشطارية التى تُعتبر الوقود النووى السائد تجاريا على مستوى العالم .
ويرى بعض خبراء الطاقة النووية أن استخدام الثوريوم كوقود نووى على المستوى التجارى سوف يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتتأكد جدواه الإقتصادية على المستوى التجارى .. وقد يطول هذا الوقت نظرا لوفرة اليورانيوم الحالية وقلة تكلفة تجهيزه وسهولة عملية إثرائه enriching .. .. ونجد فى المقابل أن الهند[ii][2] التى تمتلك أكبر احتياطى عالمى من الثوريوم بعد أستراليا ، وتعانى نضوبا فى مصادر اليورانيوم مع تدنى رتبة ماتبقى من موارده ، ولأنها ترفض قيود وضغوط مصدرى اليورانيوم لها وخاصة كندا حيث يشترطون مراقبة ومتابعة استخداماته السلمية .. قد نجحت فى تصميم مفاعلات نووية تستخدم الثوريوم كوقود نووى أساسى على المستوى التجارى بعد تحويله باستخدام مادة بادئة انشطارية إلى أحد النظائر المشعة القابلة للإنشطار مباشرة مما يؤدى إلى تعظيم استخدام الثوريوم المتوفر عندها كوقود نووى . ومن جهة أخرى نجد أن دولا أخرى مثل روسيا وفرنسا تمتلك مفاعلات مُولِّدة breeder reacors  - (وهى المفاعلات التى تنتج مادة انشطارية بمعدلات أكبر بكثير من استهلاكها ) - غير تجارية تعمل بخليط متوافق من الثوريوم واليورانيوم كوقود نووى ، ولمثل هذه المفاعلات ميزة أساسية بالنسبة للسلم الدولى رغم تكلفتها الرأسمالية وارتفاع تكلفة تشغيلها مقارنة بالمفاعلات التقليدية التى تعمل باليورانيوم فقط كوقود نووى ، وهى انخفاض محتوى البلوتونيوم فى الوقود النووى المحترق spent fuel  الذى يمكن استخدامه فى الأسلحة النووية. ويرى بعض خبراء الطاقة النووية أنه يجب الإسراع فى تطوير استخدام الثوريوم كوقود نووى أساسى على المستوى التجارى فى مفاعلات محطات القوى الكهربية اقتداءا بالهند كوسيلة للحد من  انتشار الأسلحة النووية .

ويصدر  عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA بالإشتراك مع وكالة الطاقة النووية NEA لمنظمة التعاون الإقتصادى والتنمية OECD (تسمى نادى الأغنياء بوسائل الإعلام) تقريرا تفصيليا  كل عامين عن مصادر اليورانيوم والإنتاج والعرض والطلب على المستوى العالمى وعلى مستوى كل دولة من دول العالم ، كما تتابع فى تقريرها الأنشطة النووية على مستوى كل دولة وعلى مستوى العالم ، ويشتهر هذا التقرير السنوى بإسم بالكتاب الأحمر Red Book منذ أن صدر .
وأقرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالإشتراك مع وكالة الطاقة النووية (يشار إليهما فيما بعد بـ IAEA/NEA) نظاما قياسيا صنفت فيه مصادر اليورانيوم إلى فئات بمسميات محددة ، ثم أجرت عليه تعديلا طفيفا فى بعض مسميات فئاته وتوصيفها بالكتاب الأحمر إصدار 2008. ولايعترف هذا النظام بالمسمى " إحتياطى" Reserve لأى فئة ولايعتمده ، ويعتمد فقط المسمى "مصدر" Resource  لكل فئات مصادر اليورانيوم بالنظام الذى تم إقراره .
ويقسم هذا النظام مصادر اليورانيوم تقسيما عاما تحت قسمين رئيسيين . القسم الأول يشمل كل مصادر اليورانيوم التقليدية ، والقسم الثانى يشمل كل مصادر اليورانيوم غير التقليدية. ويُعرف النظام المصادر التقليدية بأنها تلك المصادر التى يكون فيها اليورانيوم هو المنتج الأولى الرئيسى أو المنتج المصاحب co-product أو المنتج الثانوى الهام important by-product ، وفيما عدا ذلك تسمى باقى المصادر الأخرى بالمصادر غير التقليدية ، وتُعتبر صخور الفوسفات من الناحية التاريخية هى أهم مصادر اليورانيوم غير التقليدية ، وقد أمكن للنرويج استخلاص 690 طن يورانيوم من فوسفات المغرب العربى بين عام 1975 وعام 1999 ، بينما استخلصت الولايات المتحدة الأمريكية حوالى 17150 طن من رواسب فوسفات فلوريدا بين عام 1954 وعام  1962 ، وتؤكد بعض المصادر[iii][3] أن إسرائيل[iv][4] تحصل على احتياجاتها من اليورانيوم باستخلاصه من رواسب الفوسفات الضعيفة الرتبة بصحراء النقب بالقرب من بير سبع التى تحتوى على حوالى 30 ألف إلى 60 ألف طن يورانيوم ، إضافة إلى العجينة الصفراء yellow cake التى تستوردها من جنوب أفريقيا ، وإلى ماتحصل عليه من الوقود النووى من فرنسا التى بنت لها مفاعل ديمونة عام 1963 . ويذكر الكتاب الأحمر أنه مع وصول سعر اليورانيوم إلى أكثر من 260 – 310 دولار أمريكى لكيلوجرام اليورانيوم تصبح صخور الفوسفات ورواسبها مصدرا هاما منافسا لباقى مصادر اليورانيوم التقليدية .
وبالنسبة للنظام الذى أقرته الـ IAEA/NEA  ، تم تصنيف مصادر اليورانيوم إلى فئات بمسميات محددة على أساسيين ، أولهما درجة التأكد والثقة فى بيانات تلك المصادر الجيولوجية وتقدير كمياتها ورتبتها ، وثانيهما هى حدود التكلفة الإقتصادية لإستخراج اليورانيوم متضمنا ذلك تكلفة النقل والتجهيز والتكلفة الثابتة غير المباشرة وتكلفة الحفاظ على البيئة من الأضرار الناتجة عن تلك الأعمال.
ويتم تقسيم المصادر حسب درجة التأكد والثقة إلى فئتين رئيسيتين هما "مصادر اليورانيوم المحققة" Identified Resources  و "مصادر اليورانيوم غير المحققة" Undiscovered Resources . وتنقسم مصادر اليورانيوم المحققة إلى فئتين فرعيتين هما " مصادر مؤكدة بشكل معقول" Reasonably Assured Resources (RAS) و " مصادر مستنبطة " Inferred Resources (IR) - كانت تسمى بالمصادر الإضافية المقدرة من الدرجة الأولى EAR-I فى التقارير السابقة ، يتم التعبير عنهما بكميات اليورانيوم بالطن المترى التى يمكن استخراجها من المناجم بعد تجهيزها وتركيزها بالتكنولوجيات المتاحة . وتنقسم مصادر اليورانيوم غير المحققة  إلى فئتين فرعيتين هما مصادر مأمولة Prognosticated Resources  (PR) – كانت تسمى بالمصادر الإضافية المقدرة من الدرجة الثانية EAR-II، ومصادر تخمينية Speculative Resources (SR) ، ويتم التعبير عنهما بكميات اليورانيوم بالطن المترى فى مكانها بالصخور والرواسب الحاوية لها In Situ .
أما تقسيم مصادر اليورانيوم تبعا لتكلفة استخراج وتجهيز الكيلوجرام الواحد من اليورانيوم ، فإن IAEA/NEA  تستخدم ثلاث فئات محددة التكلفة ، ولاتتبع تلك التكلفة أحوال السوق وتقلباته وهم بالترتيب كما يلى :
§       الفئة الأولى : أقل من 40 دولار أمريكى تكلفة الكيلوجرام الواحد من اليورانيوم ناتج مصنع التجهيز بمواصفات العجينة الصفراء .
§       الفئة الثانية : من 40 إلى80 دولار تكلفة الكيلوجرام الواحد من اليورانيوم ناتج مصنع التجهيز بمواصفات العجينة الصفراء .
§       الفئة الثالثة : من 80 إلى 130 دولار أمريكى تكلفة الكيلوجرام الواحد من اليورانيوم ناتج مصنع التجهيز بمواصفات العجينة الصفراء.

ويمكن ربط العلاقة بين التقسيمين السابقين لمصادر اليورانيوم حسب درجة الثقة فى بيانات اليورانيوم الجيولوجية والمعدنية والكمية وحسب فئات التكلفة المشار إليها كما هو موضح بالشكل رقم 1 . حيث يوضح الشكل العلاقة بين مصادر اليورانيوم بفئاتها المختلفة ، فيعبر المحور الأفقى عن درجة التأكد والثقة فى البيانات الناتجة عن الأبحاث الجيولوجية وعن التقييم الكمى والنوعى لليورانيوم ، بينما يعبر المحور الرأسى عن درجة الجدوى الإقتصادية لإستغلال اليورانيوم معبرا عنها بفئات التكلفة السابق الإشارة إليها .


شكل رقم (1)

وذكر ملخص الكتاب الأحمر إصدار 2008 المنشور فى 3 يونيو 2008 [v][5] أن مصادر اليورانيوم المحققة identified (RAR + IR) عام 2006 بتكلفة تقل عن 130 دولار للكيلوجرام الواحد تقدر بحوالى 5.5 مليون طن ، وقد كانت 4.7 مليون طن عام 2005 . وأن هذا المصادر تكفى بالتكنولوجيات المتاحة حاليا 435 محطة كهرباء نووية لمدة 100 سنة قادمة – هم عدد المحطات العاملة على مستوى العالم فى 1 يناير 2007. وأن إنتاج العالم من اليورانيوم عام 2006 وهو 39603 طن من تلك المصادر ، لا يكفى سوى 60% من احتياجات مفاعلات تلك المحطات . وتم سد الفجوة بين الإنتاج والإحتياجات من مصادر اليورانيوم الثانوية (غير المصادر التقليدية وغير التقليدية) ، التى تتمثل أساسا فى ناتج فك 1200 رأس نووية حربية .

وذكر ملخص تقرير عام 2008 عن المستقبل المرتقب للطاقة النووية [vi][6]  المنشور بتاريخ 16 أكتوبر 2008 : أن الطاقة النووية قد أمدت العالم بـ 2.6 بليون ميجاوات ساعة MWh فى عام 2006 مثلت 16 % من إجمالى إحتياجات العالم من الطاقة الكهربية . وتم تسجيل عدد 439 محطة كهرباء نووية فى يونيو 2008 على مستوى العالم بقدرة إجمالية كهربائية مركبة 372 جيجاوات GWe . ويتوقع التقرير طبقا لأقل وأعلى السيناريوهات أن تلك القدرة سوف تزيد مع قدوم عام 2050 بمعامل 1.5 إلى 3.8  تبعا لأقل وأعلى السيناريوهات على الترتيب. كما يتوقع التقرير فى السيناريو الأعلى أن نصيب الوقود النووى فى توليد إحتياجات العالم من الكهرباء سوف يزيد من 16% (النسبة الحالية) ويصل إلى 22% عام 2050 ، وأن هناك زيادة إضافية تقدر بحوالى 5%  لتوقع دخول بعض الدول المجتمع النووى مع عام 2020 .
وعقد التقرير مقارنة بين تكلفة استخدام الوقود النووى وتكلفة استخدام الفحم والغاز الطبيعى كوقود بالنسبة لإجمالى تكلفة إنتاج الكهرباء من محطات القوى الكهربية عند مستويات التكلفة عام 2005 ، أظهر فيها أن الوقود النووى كان منافسا جيدا بالنسبة للفحم والغاز الطبيعى ، وأصبح منافسا قويا بفارق كبير عندما اشتعلت أسعار البترول ووصلت إلى أكثر من 140 دولار أمريكى للبرميل فى يونيو عام 2008 ، وجرى وراءها ارتفاعا تابعا بأسعار الفحم والغاز الطبيعى .
وذكر التقرير أن تكلفة اليورانيوم تصل إلى حوالى 5% من إجمالى تكلفة إنتاج الكهرباء. أما عن تأثير سعر اليورانيوم على سعر الكهرباء المولّدة من المحطات النووية ، فتقول إحدى النشرات الصادرة عن IAEA/NEA  يوم الثلاثاء 1 يونيو 2006 [vii][7] أن تكلفة اليورانيوم لاتمثل سوى نسبة قليلة من التكلفة الكلية لتوليد الكهرباء من المحطات النووية ، وأن تقلبات أسعار اليورانيوم لاتشغل بال مالكى تلك المحطات كثيرا ، حيث تمثل تكلفة وقود اليورانيوم النووى حوالى 15% من تكلفة الكهرباء المولّدة ، وأن اليورانيوم (المجهز كعجينة صفراء U3O8) يتكلف ثلث هذه التكلفة (أى نفس النسبة المذكورة بأول الفقرة الحالية). ثم قالت النشرة أنه لأغراض المقارنة فإنه حين يصل سعر الغاز الطبيعى لضِعف سعره (وقت تحرير النشرة) فمن شأن ذلك أن يرفع تكلفة توليد الكهرباء بنسبة 75% عند استعمال الغاز الطبيعى كوقود لمحطات توليد الكهرباء . وتؤكد تقارير كثيرة أن تكلفة تشغيل محطات الكهرباء بالوقود النووى أقل من تكلفة التشغيل بالفحم أو بالبترول أو بالغاز الطبيعى ، فضلا عن تميزه بعدم انبعاث غازات الإحتباس الحرارى ، وعلى رأسها غاز ثانى أكسيد الكربون . ولأغراض المقارنة فإن تشغيل محطة كهرباء قدرتها المركبة 1 جيجاوات (1-GW) بالوقود النووى بدلا من الفحم ، يؤدى ذلك إلى تجنب انبعاث من 6 إلى 7 مليون طن ثانى أكسيد الكربون سنويا، وأن طنا واحدا من غاز ثانى أكسيد الكربون المنبعث يمثل ضررا على البيئة بتكلفة خارجية external cost قدرها من 10 إلى 25 دولار أمريكى [viii][8] تبعا لنوع الفحم المستخدم .
 ] ملاحظة : سعر اليورانيوم فى 26 مايو 2006 [ix][9] (وهو تاريخ قريب من تاريخ النشرة المذكورة) كان USD 112/كجم يورانيوم ، وكان فى عام 2005 USD 52.10/كجم يورانيوم ، وفى 22 ديسمبر 2008 [x][10] وصل السعر إلى USD 138/كجم يورانيوم .[
ويستطرد التقرير المشار إليه سابقا مؤكدا بأن التحدى الإقتصادى الحقيقى بالنسبة لمفاعلات محطات الكهرباء النووية يبقى متعلقا بالإلتزامات والتكلفة  الإستثمارية حتى مرحلة التشغيل التجارى لتلك المفاعلات . وأن العائد الإقتصادى من الإستثمار فى المحطات النووية يتحقق مع الإهتمام بمراعاة التحسين والتحديث الدائم فى الأداء وفى العمل على زيادة القدرة الكهربية المتاحة من تلك المحطات وفى زيادة عمر تشغيلها الإقتصادى . وقد أمكن فى حالات كثيرة تحقيق معدل تحسين فى الأداء والقدرة الكهربية المتاحة بـ 10 نقطة مئوية ، وفى بعض الحالات وصلت تلك النسبة إلى أكثر من 20 نقطة مئوية ، كما أمكن تحقيق زيادة فى عمر التشغيل الإقتصادى لكثير من المفاعلات النووية من 40 إلى 80 سنة .

وبصرف النظر عن التكلفة الإستثمارية التى تتكلفها محطة كهرباء نووية وبصرف النظر عن تكلفة تشغيلها ، فلم يعد هناك مجالا لمناقشة ضرورة أو عدم ضرورة إمتلاك مصر برنامجا  نوويا ، فقد أصبح ذلك ضرورة حتمية لامفر منها تفرضها متطلبات الأمن القومى وتفرضها ضرورة تنوع مصادر الطاقة تأمينا لمستقبل مصر القريب من شر مجاعة طاقية طاحنة. كما يجب اعتبار مشروع المحطات النووية مشروعا قوميا تضعه مصر على قمة اهتماماماتها مثله مثل السد العالى وقناة السويس ، وأن يتم طرحه وتنفيذه ملكا عاما مصريا خالصا ، مع ضرورة مراعاة الفصل التام بين مصادر التمويل ومصادر الخبرة والتكنولوجيا وتوريد المعدات ، وأن لانلجأ لطرح مثل هذا المشروع بنظام البووت BOOT الذى تتبناه وزارة الكهرباء والطاقة منذ عام 1999.... ويبقى بعد ذلك ثمة مخاوف حقيقية - يجب وضعها فى الإعتبار – من أن تسيطر الإحتكارات الدولية الكبرى على عملية إنتاج الوقود النووى بدعوى مخاطر انتشار السلاح النووى ، بما يحول دون وجود سعر عادل يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين فى سوق غير متوازنة للوقود النووى يمكن أن تداخله ضغوط الهيمنة والإبتزاز السياسى . ذلك على الرغم من أن امتلاك حق المعرفة الكاملة بدورة الوقود النووى لإنتاج الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء النووية وللإستخدام فى الأغراض السلمية ، هو حق للشعب المصرى يجب التمسك به ، وهو حق أساسى تكفله المادة الرابعة من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التى وقعت عليها مصر عام 1981 ، ولم توقع عليها إسرائيل ، حيث قال عمرو موسى حين كان وزيرا لخارجية مصر : أن رفض إسرائيل التوقيع على تلك المعاهدة لا يعنى سوى أن هذه المعاهدة غير قادرة على حماية مصر ، ويخلق ذلك وضعا خطيرا للغاية فى منطقة الشرق الأوسط . كما ينبغى على النخبة الحاكمة أن تلغى تماما من عقلها وضميرها عند نقل التكنولوجيا النووية ، أننا نفتقر الخبرة ، وأننا عاجزون عن التأهل لها فى وقت قصير ... بشرط التوقف عن حصار الموارد البشرية وتهميشها ، وبشرط العلم بأن نقص الكوادر الفنية وتدنى مستوى الخبرة والتدريب والمهارات ليس عيبا لصيقا بالشعب المصرى ، ولكنه عيبا يعيب النظام الذى يحكم الشعب ، وعيبا لصيقا بالنخبة التى تعتلى مراكز القمة فى إدارة موارد البلاد وتفتقر الموهبة والخبرة والقدرة على حسن إدارة هذه الموارد ، كما تفتقر القدرة على خلق موارد جديدة .
وتمتلك مصر قاعدة مؤسسية رصينة فى مجال تكنولوجيا الطاقة النووية ، تتمثل فى ثلاث هيئات . هيئة المواد النووية وتختص بأعمال التنقيب واكتشاف المواد النووية وتوفيرها لمشروعات الطاقة . وهيئة الطاقة الذرية[xi][11] وتضم المركز القومى لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع ، والمركز القومى للأمان النووى ، ومركز المعامل الحارة. وهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء وهى التى تعنينا فى الدراسة الحالية ، وقد تم إنشائها كهيئة عامة لها الشخصية الإعتبارية ويرأس مجلس إدارتها وزير الكهرباء والطاقة بمقتضى القانون رقم 13 لسنة 1976 (أى منذ أكثر من ثلاثين عاما) .. وحدد القانون إختصاصاتها ، وعلى رأسها اقتراح إنشاء محطات القوى النووية فى توليد الكهرباء ، والبحوث والدراسات اللازمة لمشروعات إنشاء محطات القوى النووية ، ووضع أسس مواصفات مشروعات إنشاء محطات القوى النووية وتهيئتها للتنفيذ . وعليه فعندما يصرح وزير الكهرباء والطاقة الدكتور حسن يونس فى 27/8/2008 [xii][12]  أن الهيئة التى يرأس إدارتها ستقوم باختيار مواقع المحطات النووية وهو مايتطلب 34 نوعا من الدراسات حتى يمكن تحديد الموقع الصالح ، فلنا أن نتساءل أين كانت تلك الهيئة باختصاصتها التى حددها القانون منذ أكثر من ثلاثين عاما وماذا كانت تفعل خلال تلك الأعوام الطويلة. وفى جميع الأحوال فالرجاء هو أن يتحقق توقع الوزير الذى صرح به بأن العمل سوف ينتهى فى أول محطة نووية لتوليد الكهرباء فى مصر بين عامى 2016 و 2018 .
إن المشروع النووى المصرى هو مسألة أمن قومى وإستراتيجى قبل أن يكون مجرد بحث عن بدائل للطاقة أو مجرد هدف لتنويع مصادر الطاقة  بمصر . وقد أكد على ذلك الرئيس حسنى مبارك حين كان يفتتح محطة كهرباء شمال القاهرة فى أكتوبر 2007 ، وهو يصدر توجيهاته السياسية بإحياء البرنامج النووى المصرى ، حيث اعتبر أن تنفيذ البرنامج النووى المصرى لتوفير الإحتياجات المستقبلية من الطاقة الكهربائية أمر يدخل فى صميم الأمن القومى المصرى فى ضوء التقديرات الإحصائية التى تشير إلى أن عدد سكان مصر سيصل عام 2025 إلى نحو 100 مليون .
 ويجب فى هذا المجال أن نعرف لماذا تخلفنا كثيرا فى مجال تكنولوجيا الطاقة النووية عن دول أخرى ، كانت مصر أكثر تقدما منها منذ 50 عاما مثل الهند وكوريا الجنوبية وإيران . وأن نجلس متواضعين مع علماء أفاضل  هجروا مصر بعد أن تراخى النظام فى حمايتهم كثروة علمية ، وعادوا إليها بعد أن تعدى بعضهم الثمانين من عمره مثل الدكتور مهندس عصمت زين الدين الذى أسس قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية عام 1964 وكان مستشارا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، ، ليحكى لنا لماذا تعثر المشروع النووى المصرى الطموح منذ أيام عبد الناصر وحتى الآن ، ولماذا ترك مصر فترة طويلة من عمره ، ولماذا هاجرت أول دفعة من المهندسين تخرجت على يديه إلى أمريكا لتكون أساسا لأبحاث طاقة الإنشطار النووى وطاقة الإندماج النووى . وأن نسأل أنفسنا لماذا أحجمت القيادة السياسية عن تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة واستغلت الحادثة التى وقعت بالمحطة النووية فى شرنوبل ببلاروسيا فى 26 إبريل 1986 لزعزعة ثقة الشعب المصرى فى هذا المصدر الهام من مصادر الطاقة . وهل توقف العالم تماما عن إنشاء محطات نووية بعد هذه الحادثة ، أو بعد الحادثة التى سبقتها فى مفاعل جزيرة ثرى مايل فى بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1979 . يجب أن ندرس جيدا أسباب فشلنا فى الماضى وأن نفهم جيدا ماحدث من عثرات لهذا المشروع لكى نصل إلى مايمكن أن نفعله صوابا فى المستقبل ، فنتمكن بذلك من وضع رؤية استراتيجية واضحة وعملية لمستقبل ناجح للمشروع النووى الذى نريد إعادة إحياءه من جديد فى مصر ، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال بناء مؤسسى قوى ومتكامل ، يضع على رأس اهتماماته ، الإهتمام بمنظومة التعليم التى انهارت فى مصر ، وتشجيع البحث العلمى وزيادة الإنفاق عليه ، والعناية بالتنمية البشرية وعدم تهميش الكفاءات المتميزة الجادة .
تاريخ المشروع النووى المصرى – هو  تاريخ من الإنتكاسات المؤسفة
§       فى عام 1955 تم تشكيل "لجنة الطاقة الذرية" برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر ، وفى يوليو من العام التالى تم توقيع عقد الإتفاق الثنائى بين مصر والإتحاد السوفييتى بشأن التعاون فى شئون الطاقة الذرية وتطبيقاتها . وفى سبتمبر عام 1956 وقعت مصر عقد المفاعل النووى البحثى الأول مع الإتحاد السوفييتى بقدرة 2 ميجاوات  (أُطلق عليه إسم مفاعل أنشاص) . وتقررفى العام التالى تحويل "لجنة الطاقة الذرية" إلى "مؤسسة الطاقة الذرية" . ودخل مفاعل أنشاص العمل فى سنة 1961 ، وهذا المفاعل كما يقول الدكتور مهندس عصمت زين الدين لم يكن يرقى إلى مستوى أى مفاعل نووى فى أى مشروع نووى حقيقى .
§       اشتركت مصر كعضو مؤسس عام 1957 فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، ووقعت فى القاهرة اتفاق تعاون نووى مع المعهد النرويجى للطاقة الذرية حصلت بموجبه على معمل للنظائر المشعة .
§       فى عام 1964 أنشأ الدكتور مهندس عصمت زين الدين مستشار الرئيس جمال عبد الناصر  فى شئون الطاقة الذرية قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية لتوفير الخبرات وإعداد كوادر رفيعة على المستوى العالمى .
§       فى عام 1964 ، طرحت مؤسسة الطاقة الذرية التى كان يرأسها اللواء صلاح هدايت مناقصة عالمية لتوريد محطة نووية لأغراض كثيرة منها توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر ، وتقدم للمناقصة عرضان من أكبر الشركات العالمية . ورجحت لجنة البت التى كان يرأسها د.م. عصمت زين الدين أحد العرضين ماليا وفنيا المالى ، وكان ذلك لمحطة نووية بقدرة 30 ميجاوات ، يمكن استخلاص البلوتونيوم من وقودها المحترق spent uranium fuel  الذى يعتبر أكفأ مادة انشطارية تستخدم لتصنيع السلاح النووى . وكان سعر المحطة 30 مليون دولار ، وكان الدولار وقتها بساوى 70 قرشا. ويقول عصمت زين الدين (أطال الله عمره) : كان هذا العرض إنجازا كبيرا جدا وبسعر ضئيل جدا مقارنة بأسعار تلك الأيام ، وأن الشركة التى رسى عليها العطاء كانت تتمنى سرعة إصدار أمر الإسناد والتوريد ولكن جاء دور أعضاء التنظيم الطليعى وهو تنظيم سرى كان يسيطر على كل شركات مصر ومؤسساتها وجامعاتها ويندس فى كافة نواحى الأنشطة الإقتصادية والإجتماعية . ودخل أعضاء هذا التنظيم صراعا مع صلاح هدايت وقالوا إن هذه المحطة لن تنفع مصر ولن تخدم المشروع النووى وذلك لمجرد الشهرة الكاذبة والتسلق بالباطل على أكتاف المخلصين وعلى حساب مصلحة مصر . ولم يستطع عبد الناصر فى ذلك الوقت اتخاذ القرار المناسب بشأن تلك المحطة النووية ، وكان معذورا – على حد قول عصمت زين الدين – لأنه لم يستطع تصديق صلاح هدايت أمام أعضاء مجموعة تنظيمه السرى ، فكلف كمال رفعت (أحد الضباط الأحرار) لبحث هذا الموضوع ، إلا أن أعضاء التنظيم السرى كانوا أغلبية جاهلة فأخذ كمال رفعت برأى الأغلبية . وتم صرف النظر عن أول مبادرة جادة لإقامة المشروع النووى المصرى . واستطاع هؤلاء المتسلقون الجهلة إبعاد صلاح هدايت عن رئاسة مؤسسة الطاقة الذرية التى انتهى دورها منذ ذلك الوقت بعد أن سيطر عدد من أهل الثقة من متسلقى التنظيم السرى الطليعى على مراكز إدارتها العليا (مازال الكلام على لسان عصمت زين الدين) ، وهم جميعا من ذوى الخبرات المحدودة العاجزة عن استيعاب التكنولوجيا النووية الكاملة بفروعها المختلفة وأبعادها الصعبة ، وكانوا حريصين على الإيحاء لجمال عبد الناصر بأنهم هم وحدهم علماء البلد ، وهم أفهم الناس فيها ، وهم كل شيئ وماسواهم لايساوى شيئا ...!! !!
§       استمر المشروع النووى بفعالية بطيئة غير جادة أو مستنيرة إلى أن جاء عام 1967 الذى شهد هزيمة قاسية للقوات المسلحة المصرية وأصاب الشعب المصرى بخيبة وانتكاسة كبرى  أثرت على المشروع النووى فأصابته بحالة من الشلل
             
التام.
§       وبعد أكتوبر عام 1973 ، حيث حقق فيه جنود مصر المجندين الأبطال نصرا وبطولات لن ينساها التاريخ بعبور قناة السويس وتحطيم كل موانع خط بارليف وتدمير كل نقطه الحصينة  .. بدأ الإلتصاق الغبى بالولايات المتحدة والإسترخاء البليد لظهر مصر العارى على الحائط الأمريكى الصهيونى ، وظن الرئيس أنور السادات أن علاقته الجديدة المميزة بالولايات المتحدة سوف تنعكس إيجابا على حلم الشعب المصرى فى إحياء المشروع النووى من جديد . فشهد عام 1976 إصدار خطاب نوايا لشركة وستنجهاوس الأمريكية وتوقيع اتفاقية تعاون نووى مع الولايات المتحدة الأمريكية .
§       وبعد توقيع السادات معاهدة السلام مع إسرائيل فى مارس 1979 ، تم بعدها فى نفس العام تقريبا وضع برنامج مع الولايات المتحدة الأمريكية لبناء عشر محطات نووية مصرية قبل حلول عام 1999 ... !! . ولكن لم تقم الولايات المتحدة بتنفيذ خطوة إيجابية واحدة فى هذا البرنامج ، وكان السبب طبقا لما أشيع وقتها هو رفض السادات مغالاة الولايات المتحدة وتشددها فى شروط التفتيش التى أرادت فرضها على مصر . فتوجه السادات إلى فرنسا ، وفى أثناء زيارة له للعاصمة الفرنسية تم توقيع بروتوكول يتضمن تزويد مصر بمفاعلين لتوليد الكهرباء عن طريق مؤسسة "فراماتوم" الفرنسية قدرة كل واحد منهما 1000 ميجاوات بتكلفة قدرها 2000 مليون دولار . ولكن تعثرت مفاوضات تنفيذ هذا البروتوكول ، وكان المبرر من وجهة نظر فرنسا هو أن مصر غير مشتركة فى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ، فقرر الرئيس السادات المصادقة على تلك المعاهدة وتم ذلك فى عام 1981 لكى يزيل الحجج الفرنسية ، ولكن ذلك لم يفتح المجال للحصول على المفاعلين وتعثرت المفاوضات مرة أخرى ، واستمر الحال متأزما إلى أن تم اغتيال الرئيس السادات عام 1981 .
§       فى تلك الأثناء وعلى مدى العقود الممتدة من الخمسينيات والستينيات وصولا إلى الثمانينيات ، اغتيلت أسماء مشهورة لمعت فى سماء المشروع النووى المصرى ، كان أبرزها الدكتورة سميرة موسى (1917-1952) التى كان لها شهرة علمية عالمية فى مجال الإشعاع النووى ، الذى تمنت أن تطوعه علاجا ممكنا متاحا بأقل تكلفة لعلاج مرضى السرطان (هكذا كانت تقول) ، وتم اغتيالها فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1952 . والدكتور يحيى المشد الذى كان أستاذا بقسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية ، وله خمسون بحثا علميا تركز معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم فى المعاملات النووية ، تم اغتياله فى 13 يونيو عام 1980 فى فندق المريديان بباريس ، حيث تم العثور على جثته هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطى سجادة الحجرة ، وأغلق التحقيق الذى قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول .. وكانت أصابع الإتهام فى كل حالات الإغتيال تشير بقوة إلى المخابرات الإسرائيلية.
§       وجاء الرئيس حسنى مبارك بالصدفة - غير السعيدة - خلفا للرئيس الراحل أنور السادات ، وبدأ  التفكير من جديد فى إحياء المشروع النووى المصرى . واختارت مصر منطقة الضبعة بالقرب من العلمين موقعا لإنشاء المحطة النووية الأولى بعد إجراء دراسات دقيقة جدا ، وتميز موقع الضبعة بقربه من مصدر مياه التبريد ، وبالإتجاه السائد للريح والبعد عن الزلازل وبعدة اعتبارات أخرى ، وتكلف تجهيز الموقع بأكثر من 30 مليون دولار[xiii][13]. وتمت الموافقة على تخصيص موقع الضبعة للمحطة النووية الأولى المقترحة بعد أن اتخذت الدولة قرار الدخول فى المشروع النووى عام 1986 لبناء عدد من المحطات النووية تصل إلى 8 محطات بحلول عام 2000 . ثم تراجعت الدولة فجأة عن تنفيذ المشروع ، وعلقت أسباب تراجعها على شماعة الحادثة التى وقعت بالمحطة النووية بشرنوبل Chernobyl ببلاروسيا فى 26 إبريل 1986، ولم تكن تلك الأسباب مقنعة لعدد كبير من العالمين بطبيعة الضغوط الأمريكية الإسرائيلية التى يمكن ممارستها على القرار السياسى المصرى  فى هذا الشأن ، فقد ذكر الدكتور على الصعيدى رئيس هيئة المحطات النووية أن بنك التصدير والإستيراد الأمريكى أوصى بعدم تمويل المحطة النووية المصرية ، كما امتنع صندوق النقد والبنك الدولى عن مساندة المشروع . أى أن حادثة شرنوبل كانت مجرد شماعة بررت بها القيادة السياسية تراجعها عن تنفيذ المشروع لحفظ ماء الوجه ، وخاصة وأن العالم لم يتوقف عن بناء المحطات النووية بعد هذه الحادثة ، وإن كان معدل بناء المحطات النووية قد تباطأ ووصل إلى 2% خلال الأعوام من 1990 إلى 2004 بعد أن كان 17% خلال الأعوام من 1970 إلى 1990 ، ولم يكن ذلك بسبب حادثة شرنوبل بل بسبب انخفاض أسعار الوقود الحفرى مما جعله منافسا فى ذلك الوقت لليورانيوم كوقود نووى لمحطات توليد الكهرباء [xiv][14[1]]  . وتساءل المستنيرين من أبناء مصر المخلصين قائلين : هل توقف العالم عن ركوب الطائرات بسبب بعض حوادث الطيران ؟! ، أو توقف عن استعمال الفحم الحجرى واستخراجه من مناجمه بسبب بعض كوارث الإنفجارات والإنهيارات بالمناجم التى راح ضحيتها آلاف البشر عبر تاريخ استخراج الفحم وحتى الآن ؟! ...  كما أن معظم المفاعلات التى مازالت تعمل حتى الآن على مستوى العالم هى من الجيل الثانى للمفاعلات مثلها مثل مفاعل شرنوبل ولم يتخلص منها أحد حتى الآن ، وظهر بعدها الجيل الثالث من المفاعلات فى التسعينيات بمزايا اقتصادية أفضل وبمعاملات أمان أعلى ، وتُعرف مفاعلات هذا الجيل بالمفاعلات متأصلة الأمان النووى وتتميز بأنها ذاتية الدفاع عن نفسها ضد المخاطر . ويتم حاليا تطوير جيل رابع من المفاعلات (Gen-IV) من المتوقع تسويقه على المستوى التجارى عام 2030 (نفس المصدر السابق) .
§       الدولة الوحيدة التى صدقت فى وعودها مع مصر هى الأرجنتين ، حيث وقعت معها مصر عقد إنشاء مفاعل نووى بحثى متطور عام 1992 بقدرة مركبة 22 ميجاوات ، وهو المفاعل النووى البحثى الثانى فى مصر الذى تم بناؤه عام 1997 . وقامت الأرجنتين فى عهد رئيسها كارلوس منعم فى إطار اتفاقيات للتعاون والبحث العلمى بتطوير مفاعل أنشاص البحثى الأول وزيادة كفاءته .
§       ولم يكن الرئيس حسنى مبارك متحمسا للمشروع النووى كما يقول الدكتور محمد عزت عبد العزيز [xv][15] - (قد يكون ذلك راجعا فى رأيى لمشاكل التمويل وللضغوط الأمريكية الصهيونية على مبارك ونظامه) –  ومايؤكد قول محمد عزت هو : أن الرئيس حسنى مبارك قال ذات يوم فى طريق عودته فى 29 إبريل 2001 من جولة شملت ألمانيا ورومانيا وروسيا : " أنه لاتفكير فى الوقت الحالى لإقامة محطات نووية لتوليد الكهرباء فى مصر ، لأنه تتوافر لدينا كميات كبيرة من الطاقة ، وأن احتياطيات الغاز الطبيعى فى تزايد من عام لآخر ، وكذلك فى ضوء عدم ترحيب الرأى العام المصرى بإقامة مثل هذه المحطات " .
§       وفى 19 سبتمبر 2006 وأثناء انعقاد مؤتمر الحزب الوطنى الحاكم ، ألقى جمال مبارك (ابن حسنى مبارك) رئيس لجنة السياسات بالحزب بقنبلة فى كلمته التى ألقاها حيث قال : "أنه قد جاء الوقت لكى تستخدم مصر الطاقة النووية كأحد البدائل الهامة لمصادر الطاقة" ، ولاقت دعوة جمال مبارك تأييدا من أبيه الرئيس حسنى مبارك ! حيث قال بعد ذلك بكلمته التى ألقاها فى نفس المؤتمر : " أننا يجب أن نستفيد من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة بما فى ذلك الإستخدامات السلمية للطاقة النووية ، وأنا أدعو لحوار جاد يضع فى اعتباره الطاقة النظيفة والإقتصادية المتاحة من التكنولوجيات النووية ، ثم أشار إلى أن مصر تمتلك خبرة فى المجال النووى ، وأننا لانبدأ فى هذا المجال من فراغ ، كما أننا نمتلك المعرفة بهذه التكنولوجيات التى سوف تساعدنا على التقدم فى هذا المجال .. " !!
§       وبعد ذلك بأيام قليلة وتحديدا فى 25 سبتمبر ، اجتمع المجلس الأعلى للطاقة الذى لم يجتمع منذ 18 عاما [xvi][16] لمناقشة مصادر الطاقة غير التقليدية بما فى ذلك الطاقة النووية ، ورأس الإجتماع الدكتور أحمد نظيف رئيس وزراء مصر ، وضم هذا الإجتماع وزراء الدفاع والمالية والكهرباء والبترول والتنمية الإقتصادية ، وأسفر هذا الإجتماع عن وضع خطة قُدرت فيها احتياجات مصر من المحطات النووية بثلاث محطات بقدرة إجمالية 1800 ميجاوات تدخل مرحلة التشغيل مع حلول عام 2020 .
§       وقال الدكتور محمد عزت عبد العزيز الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية فى حوار له مع أحد محررى جريدة الوفد عدد 31 أكتوبر 2006 (تمت الإشارة إليه من قبل) معقبا : " هناك متشككون فى حقيقة دعوة جمال مبارك قد أكون واحدا منهم إلا أننى بطبيعتى متفائل دائما . ومع ذلك دعنا نتساءل : هل هناك هدف سياسى من موافقة الولايات المتحدة وإعطاء الضوء الأخضر أن ننطلق نحو تنفيذ برنامج نووى ؟ وهل هناك ثمن ستدفعه مصر سواء كان ثمنا سياسيا أو غير سياسى ؟ هل هنا اتفاقية سيطلب من مصر التوقيع عليها ويكون فيها بعض القيود مثل التوقيع على البروتوكول الإضافى للمعاهدة المتعلق بالتفتيش على المنشآت النووية فى مصر ؟ .. وهناك مجموعة من الأسئلة يمكن أن تثار حول هذا الموضوع . وطبعا هذا الشك له مايبرره فنحن منذ أيام لم يكن أى مسئول بوزارة الكهرباء أو غيرها يتحدث حول هذا الموضوع تحت دعاوى البعد عن المشاكل ، وفجأة يتحولون جميعهم للكلام فى القضية بكل قوة ، وهو مايطرح لدينا شكا فى حقيقة هذا التحول المفاجئ " .
عرض تاريخى للنشاط النووى المصرى
نعرض فيما يلى تاريخ النشاط النووى استرشادا بالمراحل الثلاثة التى تم نشرها فى الكتاب الأحمر إصدار 2008 ، حيث يشير الكتاب إلى أن الحكومة المصرية خططت منذ ثمانينيات القرن الماضى لإمتلاك محطة نووية لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر . وتضمن ذلك خططا وبرامجا لأعمال الكشف والبحث عن خامات اليورانيوم قامت بها هيئة المواد النووية ، وهى هيئة حكومية تختص بخامات المواد النووية . وشملت هذه البرامج فى مراحلها المبكرة برامج تدريب مكثفة بالتعاون مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال مشروعات التعاون الفنى . ويمكن تقسيم مراحل أنشطة هيئة المواد النووية إلى ثلاث مراحل كما يلى :
المرحلة الأولى :
بدأت قبل تسعينيات القرن الماضى ، حيث أسفرت أعمال الكشف والبحث التى قامت بها هيئة المواد النووية عن اكتشاف سبع مناطق يُرجح تواجد اليورانيوم فى رسوبياتها . ثم طورت الهيئة أعمال البحث فى تلك المناطق بالطرق الجيوفيزيائية والجيوكيميائية والحفر اللبى CORE drilling والحفر التعدينى الإستكشافى وأخذ العينات. ومع ذلك لم تنجح تلك الأعمال فى تقييم مصادر اليورانيوم أو فى تحديد رتبته tenor بطريقة ممثلة وبدرجة ثقة معقولة . وأشار الكتاب الأحمر 2008 أنه قد تم نشر تلك الأعمال فى طبعاته السابقة . ويمكننا تلخيص تواجدات مصادر اليورانيوم بمصر فيما يلى :
·       منطقة المسيكات (30َ 26ْ  شمالا ، 25َ 33ْ  شرقا) حيث يوجد اليورانيوم فى عريقات من الجاسبر بتركيزات بلغ متوسطها 1850 ج/طن (ج.م.م.) .
·        منطقة العريضية (20َ 26ْ  شمالا ، 28َ 33ْ  شرقا) وتتشابه مع منطقة المسيكات ، ويقتصر وجود اليورانيوم على نطاقات التغيير والتهشيم فى الجرانيت .
·        منطقة العطشان وهى من أقدم المناطق المكتشفة وتقع فى منطقة القصير ، وتوجد بها معادن اليورانيوم (البتشبلند والعطشانيت) فى نطاق تلامس بين قاطع من الجرانيت الدقيق والشيست .
·        أم دويلة (17َ 22ْ ، 26َ 33ْ) جنوب وادى العلاقى حيث يوجد قاطع من الجرانيت الدقيق وصل تركيز اليورانيوم به إلى 1800 ج/طن .
·        منطقة أم شلمان (37َ 22ْ ، 49َ 33ْ) وُجدت تركيزات من اليورانيوم والرصاص والزيركونيوم على حافة محتوى جرانيتى .
·        كما توجد  خامات اليورانيوم فى رسوبيات الأوليجوسين بجبل قطرانى   بالصحراء الشرقية (خط عرض N 27o 5’ 0” ، خط طول E 33o 22’ 0”) على فالق طوله 4 كيلومتر وبعرض يتراوح بين 5،10 متر ، وتشير التقديرات إلى إحتمال إستخراج 10 إلى 20 ألف طن من خام اليورانيوم من هذا الموقع ، تتراوح نسبة تركيز اليورانيوم فيه بين 0.2 إلى 1.4% .
·       إضافة لما سبق يوجد الثوريوم واليورانيوم برواسب الرمال السوداء (كمصدر غير تقليدى) المترسبة على مقربة من مصبات فرعى رشيد ودمياط الحالية والقديمة فى شواطئ دلتا النيل .

كما أشارت بيانات هيئة المساحة الجيولوجية وهيئة المواد النووية (الدكتور أحمد حسنين حشاد) أن أعمال المسح الإشعاعى والإستطلاع الجيولوجى أثبتت وجود تمعدنات للمواد النووية بمنطقة أم بجمة التى تقع غرب وسط سيناء وفى منطقة سانت كاترين ، حيث تظهر صخور القاعدة المعقدة ومنها الجرانيت الذى يعتبر من أهم الصخور بالنسبة لوجود المعادن المشعة . وقد تبين من الدراسة أن الحجر الدولوميتى بصخور الكربونى بمنطقة أم بجمة يحتوى على تمعدنات المواد النووية . وتعتبر منطقة أم بجمة من المناطق ذات الأهمية الخاصة من حيث وجود تمعدنات اليورانيوم والثوريوم ، وخاصة موقعى علوجة وأبو ثور حيث أثبتت تحاليل بعض العينات وجود نسب عالية من هذين العنصرين .

وقُدرت مصادر خامات اليورانيوم التقليدية فى مصر بحوالى 15 ألف طن من اليورانيوم مصنفة ضمن فئة المصادر التخمينية (Speculative Resources – SR)[xvii][17] ، بينما قُدرت المصادر غير التقليدية من اليورانيوم والثوريوم  التى يمكن استخلاصها من معادن المونازيت والزكونيوم فى ترسيبات الرمال السوداء بمصبات فرعى رشيد ودمياط الحالية والقديمة بحوالى  1000 طن بتصنيف المجموعة الثانية ضمن فئة الإحتياطيات الإضافية المقدرة (EAR-II)[xviii][18] ، بالإضافة إلى 1000 طن أخرى من فئة المصادر التخمينية (SR)[xix][19] .
هذا بالإضافة إلى مايمكن إضافته من المصادر غير التقليدية بتصنيف المجموعة الثانية من  فئة المصادر الإضافية المقدرة (EAR-II)  من كميات اليورانيوم التى يمكن استخلاصها من خامات الفوسفات المصرية أثناء عملية الإنتاج المباشر لحامض الفوسفوريك .

ويلخص الجدول رقم 13 بالصفحة رقم 27 بالكتاب الأحمر إصدار عام 2008 (الطبعة الإلكترونية)  مصادر مصر غير التقليدية من اليورانيوم التى تم تسجيلها بطبعات الكتاب الأحمر بين عامى 1965 و 1993 ، حيث أبلغت مصر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه يمكن استخلاص مابين 35 ألف إلى 100 ألف طن يورانيوم من صخور الفوسفات كمصدر غير تقليدى لليورانيوم . ولم تبلغ مصر عن مصادرها الأخرى غير التقليدية من الرمال السوداء الحاملة لمعادن المونازيت والزركونيوم التى تمتد على شواطئ البحر المتوسط من رشيد حتى رفح .
كما يعرض الجدول رقم 15 بالصفحة رقم 28 مصادر الثوريوم بمصر بنفس  نظام تصنيف مصادر اليورانيوم كما يلى :


المرحلة الثانية
وهى المرحلة التى تراجعت فيها الحكومة المصرية عن مشروعها النووى فى وقت معاصر لحادثة تشرنوبل ، لأسباب على رأسها كما ذكر الكتاب الأحمر نقص الكوادر المؤهلة لتشغيل المحطات النووية وعدم استيعاب نظمها المعقدة وكذلك لمشاكل التمويل وصعوبته . وكان من أثر ذلك أن تجمد المشروع النووى المصرى فتراجعت أنشطة هيئة المواد النووية فى أعمال البحث والإستكشاف والتقييم بشكل ملحوظ خلال تسعينيات القرن الماضى . وعلى سبيل المثال  فإنه لم يحدث خلال هذه الفترة إضافة إكتشاف لليورانيوم سوى فى موقع واحد ، وبقيت أعمال تقييم مصادر اليورانيوم المكتشفة سابقا على حالها كما كانت عليه فى المراحل المبكرة . ومع ذلك فقد تم عمل تجارب نضدية bench scale tests على بعض عينات المصادر غير التقليدية لليورانيوم مثل رواسب الفوسفات والرمال السوداء بغرض التقييم ، وتم تسجيل نتائج تلك التجارب فى طبعات الكتاب الأحمر السابقة.

المرحلة الثالثة
شهدت تلك المرحلة من عام 2001 تخفيضا ضخما فى ميزانيات الهيئات الحكومية ، وكان من بين تلك الهيئات هيئة المواد النووية التى عانت من تخفيض لايستهان به فى ميزانيتها فى الفترة بين عام 2001 وعام 2005 . وقد أدى هذا التخفيض إلى ضرورة إعادة تنظيم أنشطة الهيئة بحيث تحقق هدفين : الهدف الأول هو التركيز على استمرار الدراسات البحثية والتقييمية  بقدر الإمكان بحيث تقتصر فقط على بعض الإكتشافات القديمة الواعدة ، وحتى هذا  النشاط كان يتطلب تعاونا فنيا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوصول إلى نتائج يمكن تنميتها والإستفادة منها ، ولم يحدث ذلك . والهدف الثانى كان يقتضى لأول مرة تسخير خبرة العاملين بالهيئة التى اكتسبوها من أنشطتهم السابقة فى البحث عن اليورانيوم فى أنشطة أخرى عن طريق التعاقد مثل البحث عن خامات معدنية أخرى أو عن المياه الجوفية ، بحيث تدر تلك الأنشطة الجديدة عائدا مناسبا يغطى مصروفات الهيئة على الهدف الأول ويساهم فى تغطية المصروفات الإدارية ورواتب العاملين . وفيما يلى بيانا بتطور مصروفات هيئة المواد النووية السنوية مقدرا بآلاف الدولارات الأمريكية مستخرجا من الجدول رقم 17 صفحة رقم 31  بالنسخة الإلكترونية للكتاب الأحمر إصدار عام 2008 (ذُكرت تحت عنوان المصروفات الحكومية على أبحاث اليورانيوم  الجيولوجية وتنميتها) موضحا كما يلى :

أبحاث اليورانيوم الجديدة والجارية بمصر
تتوجه معظم إمكانبات وأنشطة هيئة المواد النووية حاليا – فى غياب برنامج حكومى وفى حدود الميزانية المخفضة المخصصة لها – إلى أنشطة أخرى غير متعلقة بالمواد النووية ، مثل البحث عن خامات معدنية أخرى وعن المياه الجوفية والبترول ، وهى أنشطة تتم بنظام التعاقد وتمثل أغلب أعمال الهيئة فى الوقت الحالى . وتركز الهيئة بالنسبة لنشاطها الأساسى والأعمال المتعلقة به فيما يلى :
1)    البحث عن المصادر التقليدية لليورانيوم بالصحراء الشرقية . وتركز جهودها فى هذا الشأن على الجرانيتات الأحدث younger granite   فى التكوينات المماثلة لبعض مناطق التكوين الأفريقى Pan-African type ، وكذلك فى الرواسب المصاحبة لتكوين الوديان ، وذلك بالتعاون الفنى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال مشروع التعاون TC project EGY/03/014 .
2)    تقييم مصادر اليورانيوم فى بعض تواجداته بالصحراء الشرقية . وفى هذا الشأن تجهز هيئة المواد النووية حاليا برنامجا لأعمال الحفر الإستكشافى اللبى core drilling  فى منطقة كب عميرى Kab Amiri ومنطقة السيلا  EL Sella بمثلث حلايب . وقد تم تدبير نظام العمل بهذا البرنامج بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال مشروع التعاون الفنى TC project EGY/03/015 . وقد اتفقت هيئة المواد النووية على تلقى مساعدات فنية إضافية من خلال المشروع السابق لتقييم اكتشافات مصادر اليورانيوم بمصر ذات التواجدات الواعدة . ومن شأن ذلك أن بساعد هيئة المواد النووية بطريقة مؤكدة على إنجاز أعمال التقييم بطريقة ناجحة وموثوق بها إذا ماتوفرت الميزانية المطلوبة لتلك الأعمال .
3)    بالنسبة لرواسب الرمال السوداء (وهى مصادر كامنة potential  واعدة يمكن تنميتها واستغلالها كمصدر من مصادر اليورانيوم غير التقليدية) . فإن رواسب الرمال السوداء كمصدر لمعادن التيتانيوم والزيركونيوم والمونازيت ، تحدد دور هيئة المواد النووية فى الوقت الحالى فى تقييم مخاطر الإشعاع وتخفيف أضراره على البيئة عند استخلاص معادن التيتانيوم والزركونيوم والمونازيت  من الرمال السوداء . ويجرى الآن الإعداد للدراسات المتعلقة بهذا الشأن من خلال برنامج التعاون الفنى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمشروع رقم TC project EGY/9/073 .
§       وذكرت إصدارات الكتاب الأحمر السابقة أن هيئة المواد النووية قد قامت بأعمال تعدين وحفر استكشافى لبعض مناطق رواسب الرمال السوداء الممتدة على ساحل البحر الأبيض بشمال الدلتا حتى رفح بسيناء . وقدرت بـ 6 مليون طن من رواسب تلك الرمال بمحتوى 4.5% من المعادن الثقيلة ، ولم توضح الهيئة أن لديها خططا لإنتاج اليورانيوم من تلك الرواسب .
§       كما نذكر أن هيئة المساحة الجيولوجية قد نشرت تقييما لتلك الرواسب عام 1994 (paper No 67)  ، تأسس على أعمال حفر لبى core drilling وتعدين استكشافى وتخريط تفصيلى ، وأخذ عينات وصلت إلى أكثر من 30 طن ممثلة لمساحتين برشيد 6 كم2 بإسم رشيد 1 و 8.4 كم2 بإسم رشيد 2 ، وجرى معالجتها وتركيزها . وعلى ذلك أثبتت الجدوى الإقتصادية الأولية لمعادن الإلمنيت والجارنت والروتيل والمونازبت والزيركونيوم وأكاسيد الحديد التى يمكن استخلاصها وتسويقها . وأوصت بعمل مصنع تجريبى pilot plant  بسعة إنتاجية تصميمية 100 م3 /ساعة تمهيدا لعمل دراسات الجدوى النهائية وتحديد المخطط التفصيلى للإنتاج على المستوى الصناعى . كما أصدرت الهيئة المصرية للمساحة الجيولوجية بالتعاون مع الإستشارى Shell Winning N.V. مجلدا تعريفيا بخامات التيتانيوم بمصر فى يوليو 1988 ذكرت فيه أن النسبة المئوية بالوزن لمحتوى أكسيد اليورانيوم U3O8  فى المونازيت والزركونيوم بالرمال السوداء التى يمكن استخلاصها  هى 0.48% و 0.04% على الترتيب ، وأن النسبة المئوية بالوزن لمحتوى الثوريوم بالمونازيت التى يمكن استخلاصها هى 6.04% .
§       ويبدو أنه نتيجة للإسترخاء والهروب من وجع الدماغ وعدم الإكتراث باحتياجات أولادنا وأحفادنا أو بمشاكل المستقبل القريب ، بدأنا نبيع الرمال السوداء كما نبيع كل شيئ فى مصر . فقد أعلن المهندس أحمد زكى عابدين محافظ كفر الشيخ ، أن شركة أمريكية تدعى "روش" قدمت عرضا لشراء الرمال السوداء التى تشتهر بها مدينة البرلس لإستخراج مواد نووية ، مؤكدا أن هيئة الطاقة الذرية بوزارة الكهرباء تدرس العرض حاليا ، لافتا إلى أنه سيتم استطلاع رأى أهالى مركز مطوبس الذى يقع المشروع فى دائرته لمعرفة موقفهم منه [xx][20] .
4)    أما بالنسبة للوحدة شبه التجريبية semi pilot plant  التى كانت مخصصة لإنتاج حامض الفوسفوريك النقى ثم استخلاص اليورانيوم من الحامض الناتج ، فقد تحولت تماما تلك الوحدة لإنتاج حامض الفوسفوريك للأغراض الزراعية والصناعية فقط ، وذلك نظرا للصعوبات التى تم اكتشافها من خلال تجارب تشغيلها منذ عام 1997 ، وشملت هذه الصعوبات انخفاض محتوى اليورانيوم فى حامض الفوسفوريك عكس ماكان متوقعا ، والإخفاق الفنى الخطير الذى حدث فى دورة استخلاص اليورانيوم بتلك الوحدة التجريبية .
§       وذكرت إصدارات الكتاب الأحمر السابقة من عام 1999 إلى عام 2003 أن هيئة المواد النووية طورت وحدة تجريبية (السابق ذكرها) لإستخلاص اليورانيوم من حامض الفوسفوريك بسعة إنتاجية تصميمية 15 م3 /يوم لإنتاج حامض الفوسفوريك النقى الذى يحتوى على حوالى 65 جزء فى المليون يورانيوم . وكان من المتوقع أن تبدأ الوحدة التشغيل عام 1999 لإستخلاص اليورانيوم من حامض الفوسفوريك ، ولكن ظهرت بعض المشاكل غير المتوقعة التى تسببت فى تأخير إنتاج العجينة الصفراء U3O8 . وعلى الرغم من ذلك تم الإستمرار فى الإستفادة من تلك الوحدة لإنتاج حامض الفوسفوريك لبعض الإستخدامات الزراعية والصناعية الأخرى .
ونذكر فى هذا المجال أنه قد تم إسناد مشروع بتمويل من وزارة البحث العلمى (أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا) إلى هيئة المواد النووية بعنوان "مشروع استخلاص اليورانيوم من خامات الفوسفات المصرية" وكان الباحث الرئيسى الدكتور حسين عبد المحسن حسين ، وانتهى المشروع  بتقديم تقرير بالنتائج عام 1991. كما كان الدكتور حسين عبد المحسن حسين الباحث الرئيسى أيضا لمشروع آخر  تم إسناده إلى هيئة المواد النووية بالإشتراك مع شركة أبو زعبل للأسمدة الكيميائية وبتمويل من وزارة البحث العلمى ، وكان موضوع المشروع هو "استخلاص اليورانيوم خلال الإنتاج المباشر لحامض الفوسفوربك بطريقة الهيمى هيدرات من خامات الفوسفات المصرية " وانتهى المشروع بتقديم تقرير بالنتائج والتوصيات عام 2000 . ولم يتسنى لنا الإطلاع تفصيلا على التقريرين إلا أنهما انتهيا إلى تأكيد إمكان استخراج اليورانيوم كمنتج ثانوى فى مصنع شركة أبو زعبل للأسمدة والمواد الكيميائية بعد التوصية بمضاعفة الإنتاج السنوى لحامض الفوسفوريك ليصل إلى 10 آلاف طن خامس أكسيد الفوسفور P2O5 ، ومايتبع ذلك من إنشاء وحدات إنتاجية لمشتقات فوسفاتية جديدة تعتمد على الحامض النقى ، علاوة على خط إنتاج اليورانيوم بطاقة إنتاجية تصل إلى 35 كجم يورانيوم سنويا . وهناك أيضا مشروع ثالث تم إسناده إلى هيئة المساحة الجيولوجية بتمويل من وزارة البحث العلمى ،  تحت عنوان "مشروع توزيع رواسب البوتاسيوم والأملاح الأخرى واليورانيوم بمنطقة خليج السويس والصحراء الغربية" ، وكان الباحث الرئيسى لهذا المشروع الدكتور أحمد عاطف دردير ، وانتهى هذا المشروع بتقديم تقرير عام 1990 .
 ويجب فى هذا الشأن التوصية بعمل دراسات جديدة تفصيلية تجريبية ، كما يجب إعادة تقييم الإحتياطيات التقليدية وغير التقليدية لليورانيوم التى سبق ذكرها ، وكذلك  البدأ فى دراسة إمكان استخلاص اليورانيوم من الطفلة الزيتية فى حال إثبات جدوى استخلاص زيت البترول منها كمنتج أولى رئيسى .
وأخيرا يشير الكتاب الأحمر إصدار 2008 إلى أن مصر لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أى بيانات لمصادر معروفة لليورانيوم طبقا لمسميات  فئات المصادر بنظام التصنيف القياسى لمصادر اليورانيوم التقليدية المعتمد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA  ووكالة الطاقة النووية NEA التابعة لمنظمة التعاون الإقتصادى والتنمية OECD . وختم الكتاب الأحمر حديثه عن مصر بقوله أنه لايوجد بها مراكز لإنتاج اليورانيوم ، أو مناجم لإستغلاله ، أو مصانع لتجهيزه وتركيزه.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثورة الغاز الصخري« هل تحقق استقلال أمريكا من سيطرة الشرق الأوسط؟
الشروق يوم 21 - 01 - 2013

عبد الحكيم علم الدين
منذ إعلان استقلالها عن التاج البريطاني في العام 1776، ومن خلال شتى الأساليب، سياسية، دبلوماسية، اقتصادية، تكنولوجية وحتى العسكرية، حاولت الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة ضمان أمن إمداداتها من مصادر الطاقة اللازمة لإدارة عجلة اقتصادها وحماية أمنها القومي، فكان في البداية الفحم، ثم حلت المصادر التقليدية للنفط والغاز، وأخيرًا جاء النفط والغاز الصخري.
وقال مركز الجزيرة للدرسات في تقرير لها عن تلك القضية، أعده الدكتور مصطفي البزركان :" لقد تعرضت الولايات المتحدة على مدى تاريخها إلى أزمات اقتصادية حادة، كان من بين أشدها وطأة أزمة عام 1973، حين قررت الدول العربية النفطية وقف تصدير النفط الخام للغرب، فكان ذلك الحظر النفطي سببًا عظيمًا دفعها إلى التفكير بجدية في متطلبات ضمان عدم تكرار الحظر وتفادي تأثيراته عليها". ويؤكد كثيرون، أن الولايات المتحدة خاضت حروبًا واشتركت في نزاعات مسلحة خلال العقود الثلاثة الماضية، لضمان مصادرها من الطاقة وديمومة موقعها الاقتصادي القيادي العالمي، كما أنفقت الإدارات الأمريكية المتلاحقة والشركات مئات المليارات من الدولارات، لتطوير التقنيات وإنجاز البحوث والدراسات المتعلقة باستغلال مصادر الطاقة المتجددة (الرياح، الطاقة الشمسية، وطاقة الأمواج المائية)، إضافة إلى تعزيز استخدام الوقود الحيوي، ومن جانب آخر، عكفت الشركات النفطية ومراكز البحوث والدراسات والجامعات إلى تطوير وسائل وتقنيات التنقيب عن النفط والغاز، واستخراج مخزوناتها لضمان الحصول على أكبر إنتاج لأطول فترة زمنية ممكنة، واستمرت الولايات المتحدة في استيراد أكثر من نصف حاجتها من النفط والغاز، كما شجعت شركاتها للاستثمار في الرمال النفطية "رمال القار"، إلى جانب الاستثمار في مشروعات لاستغلال "النفط الثقيل"، وكذلك التنقيب عن النفط والغاز في القارة القطبية.
وأضاف التقرير: "واصلت الولايات المتحدة حرصها على ضمان استمرار استراتيجيتها في مجال الطاقة حتى تفجرت "ثورة الغاز الصخري" قبل سنوات قليلة، هذه الثورة التي لا تقل أهمية في تاريخها الاقتصادي عن ثورة استقلالها عن بريطانيا، وقد تؤدي إلى تحقيق استقلالها عن دول الشرق الأوسط النفطية، لقد قلبت ثورة الغاز الصخري كافة الموازين وخالفت كل التوقعات السابقة بالنسبة إلى مصادر الطاقة، وبرزت خلال السنوات الأربع الماضية ريادة الشركات الأمريكية في طرق تحديد مكامن الغاز الصخري والتنقيب عنه واستخراجه، وستبقى على مدى سنوات طويلة قادمة قائدة العالم في هذا المجال التقني المتطور، لقد دفعت ثورة الغاز الصخري الولايات المتحدة للتخلي "عمليًا" عن كثير من ثوابتها البيئية ومطالباتها بتفادي التغييرات المناخية، والحد من انبعاث الكربون، فبعد أن كانت تروج للغاز الطبيعي بأنه أفضل للبيئة، تحولت لترويج "الغاز الصخري" و"النفط الصخري"، رغم أن أساليب استخراجهما يمكن أن تكون ملوثة للبيئة".
وأوضح مركز الجزيرة للدرسات: "الولايات المتحدة تؤكد أن هدفها هو العمل على زيادة المعروض وتفادي شحة الإنتاج والمخزون، مما دفعها إلى الإعلان عن توقعات بزيادة كبيرة في إنتاجها من النفط والغازن خلال العقدين القادمين، بما يمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي من مصادر الطاقة، بل ويخلق القدرة لديها على تحقيق صادرات أكبر من الغاز"، مما يؤكد أن تحققت تلك التوقعات، أنها ستتحول إلى مصدر صاف للغاز بحلول العام 2016، وأكدت إدارة المعلومات الأمريكية أن استيراد النفط والغاز والطاقة المتجددة كان في العام 2007 يمثل 29% من حاجاتها الكلية للطاقة، في حين مثلت كميات استيراد النفط والغاز والطاقة المتجددة في العام 2011 نسبة 19% من حاجتها، كما توقعت أن يزيد إنتاج الغاز الطبيعي المسال على الطلب المحلي في العام 2020.
وتابع التقرير:"الغاز الصخري هو غاز طبيعي يستخرج بطرق دقيقة ومعقدة، ويتم استخدام تقنيات حديثة ومتطورة جدًا لاستخراج الغاز الطبيعي غير التقليدي من طبقات الصخور الزيتية (السجيل الصخري)؛ تتضمن تقنيات الحفر الأفقي وتشقيق الصخور بالسوائل، وتمتاز هذه التقنيات بالدقة والكفاءة العالية، مما أدى إلى خفض تكاليف الإنتاج إلى درجة تدفع البعض للاعتقاد، رغم عدم وجود أرقام موثقة، أن تكاليف مشروعات استخراج الغاز الصخري تكون أحيانًا أقل من تكاليف مشاريع استخراج الغاز الطبيعي التقليدي، ويتم استخدام الضغط العالي للمياه المخلوطة برمال ومواد كيمياوية، لتشقيق وتكسير الصخور الغنية بالغاز في أعماق تتجاوز الكيلومتر، وتؤكد تقارير تتعلق بعمليات استخراج الغاز الصخري، من خلال عملية التشقيق الهيدروليكي، أن ذلك يحتاج إلى حوالي خمسة ملايين غالون من الماء لكل بئر، إضافة إلى ضرورة التخلص من المياه المستخدمة حيث تواجه الشركات مشكلات تتعلق بالمياه المستخدمة في استخراج الغاز الصخري، وأساليب التخلص منها أو معالجتها ".
وأوضح:"لقد تحولت مسألة الغاز الصخري إلى قضية استراتيجية في طروحات الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالولايات المتحدة، وكان ذلك واضحًا ضمن حملات المتنافسين في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، حين أكد المرشح الجمهوري ميت رومني قائلا: "إن فزت بالانتخابات فسأطبق سياسات تهدف إلى خفض اعتماد أوروبا على مصادر الغاز الروسية". وهو بذلك يعني توفير الغاز الأمريكي لسد حاجة أوروبا.
واشار التقرير إلى أنه من المؤكد أن التكنولوجيا المتطورة ستحدث تغيرات كبيرة في أسواق الغاز في العالم، بعد النجاح الذي حققته في تغيير سوق الولايات المتحدة. وستنتقل آثارها من الولايات المتحدة إلى روسيا والصين وأستراليا وسائر الدول، التي تتوفر لديها مخزونات من الغاز الصخري.
وأضاف :" يتوقع البعض حاليًا حدوث ما كان غير محتمل في الماضي، وهو أن تكتفي الولايات المتحدة ذاتيًا، وأن تكون روسيا أول الخاسرين. ولا يخفي البعض شكوكهم بأن موسكو تمول بصورة سرية حملة مضادة للسياسات الاستراتيجية الغربية المتعلقة بالغازط، وتقول فيونا "هل المختصة بالشؤون الروسية بمعهد بروكنغز الاستشاري الأمريكي، إن عهد سيطرة روسيا على أسواق الغاز الأوروبية قد ولى".
وتابع تقرير مركز الجزيرة للدرسات :"لقد أدى ارتفاع إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة إلى إعادة تشكيل أسواق الغاز العالمية كما شجع عددًا من الدول كالصين وأستراليا والأرجنتين على تطوير احتياطياتها من الغاز الصخري، ويعتبر إنتاج الغاز الصخري خارج الولايات المتحدة حاليًا محدودًا، جدًا، ولا يتوقع أن يتم استخراج كميات تجارية منه قبل حلول العام 2020، وفي أوروبا تم تحديد مواقع احتياطيات الغاز الصخري كما في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة. وبدأت الدول الأوروبية المنتجة للغاز الطبيعي تقييمًا جديًا لخياراتها؛ بشأن إنتاجها وصادراتها، وكانت عمليات استخراج الغاز الصخري قد منعت سابقًا في بولندا وفرنسا وأيرلندا وفي أجزاء من ألمانيا. وتقود بريطانيا حاليًا الاستثمارات في مجال الغاز الصخري تليها ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، ومن ثم بولندا، ويحذر مختصون من أن عملية استخراج الغاز الصخري تتسبب في مخاطر بيئية وصحية، من خلال تلويث المياه الجوفية وتلويث الهواء، إضافة إلى إمكانية خلق أوضاع جيولوجية تتسبب في حدوث هزات أرضية، إلى جانب التسبب في التأثيرات المناخية، ويشكك البعض بمدى توافق التقنيات الجديدة، لاستخراج الغاز الصخري مع الضوابط البيئية المطبقة والمعمول بها، ما أثار رفضًا شعبيًا في بعض الدول لمشروعات استثمار الغاز الصخري فيها .
وأكد الدكتور مصطفي البزركان فى تقريره أنه رغم أن استثمار "الغاز الصخري" في الولايات المتحدة ساهم في إعادة رسم خارطة قطاع الطاقة في العالم إلا أنه قد يواجه مشكلات تتسبب في تراجعه في المستقبل ومنها:
أولا: استمرار الأسعار المنخفضة لبيع الغاز في الولايات المتحدة مما يدفع الشركات لخفض عدد الآبار المخصصة لاستخراج الغاز الصخري، وتؤكد إحصائية نشرت في مايو/أيار 2012 أن عدد الآبار العاملة انخفض بنسبة 30% عما كان عليه قبل عام من ذلك التاريخ، وهذا يدفع للاعتقاد بعدم استمرار ثورة الغاز الصخري في الولايات المتحدة لسنوات طويلة.
ثانيا: تصاعد الشكوك بشأن التأثيرات البيئية لعمليات استخراج الغاز الصخري والتي تتوضح من خلال زيادة الاعتراضات الشعبية عبر حملات رفض تقوم بها منظمات أمريكية غير حكومية تطالب فيها بوقف عمليات استخراج الغاز الحجري وإجبار الشركات على الإعلان عن التفاصيل والمكونات الكيمياوية للمواد المستخدمة فيها والتي تهدد بتلويث البيئة، وذلك يشير إلى ابتعاد الولايات المتحدة عن التزاماتها المتعلقة بالتغييرات المناخية وتفادي ظاهرة الاحتباس الحراري.
ثالثا: أسواق الغاز الصخري الأمريكية التي في مقدمتها الأسواق الأوروبية والتي تمتاز بأسعار مرتفعة تدفع المنتج الأمريكي لتفضيل التصدير على البيع في الأسواق المحلية الأميركية (السعر يصل أحيانا إلى 4 أضعاف).
رابعا: قد يتسبب الغاز الصخري في خفض اعتماد الولايات المتحدة على نفط وغاز الشرق الأوسط ما سيؤدي إلى تراجع المصالح الأميركية في المنطقة وهذا ما يعترض عليه كثيرون من السياسيين والاقتصاديين الأمريكيين.
خامسا: هنالك دعوات من الصناعيين الأمريكيين تطالب الإدارة الأمريكية بوقف تصدير الغاز من أجل سد حاجة الطلب المحلي والمحافظة على أسعار منخفضة. ولكن المختصين يؤكدون أن الأسواق وليست الحكومة من لديها السلطة على إقرار جهة وسوق بيع الغاز الأمريكي".
وقال :"لقد أطلقت وكالة الطاقة الدولية تسمية "العصر الذهبي للغاز" على الفترة الحالية التي جاءت معها دلائل على ارتفاع إنتاج الغاز غير التقليدي (الصخري) في الولايات المتحدة وتوقعات بمخزونات كبيرة منه في دول أخرى. ورغم أن الغاز الطبيعي يمثل أحد المحاور الرئيسة لصناعة الطاقة في العالم ولكن في ظل استمرار ركود الاقتصاد العالمي صار البعض يتوقع تراجع نشاطه حتى يعود للنمو مجددًا، وذلك يجعل الدول المنتجة للنفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط عرضة لتراجع الطلب وبالتالي تأثر إنتاجها ما يدفعها لإعادة النظر في برامجها وخططها الاقتصادية متوسطة وبعيدة المدى، وكمثال على ذلك التأثير وإمكانية تفاديه قررت الجزائر وهي رابع أكبر مصدر للغاز في العالم، تطوير مصادر الغاز الصخري فيها. وأكدت مصادر جزائرية أن احتياطيات الغاز الصخري تصل إلى ستمائة تريليون قدم مكعب (17 تريليون متر مكعب) أي نحو أربعة أضعاف احتياطياتها الحالية المعلنة من الغاز. وقد وقعت شركة النفط والغاز الجزائرية (سوناطراك) اتفاقيات مع شركات عالمية لتطوير مصادر الغاز الصخري.. ويناقش البرلمان الجزائري قانونا جديدا للطاقة يشجع عمليات البحث عن مصادر أخرى للغاز والنفط (النفط والغاز الصخري) ، أما قطر التي تعتبر في مقدمة منتجي الغاز في الشرق الأوسط والعالم والتي تشترك بأكبر مكمن للغاز الطبيعي مع إيران فإنها تعول على إقامة مشروعات مشتركة وكذلك المساهمة في مشروعات دولية تتضمن شبكات لنقل الغاز الطبيعي عبر دول الشرق الأوسط إلى جنوب أوروبا وتوسيع أسواق الغاز الطبيعي مع زيادة الطلب في ظل توقعات بخروج الاقتصاد العالمي من الركود. ويبقى الغاز الأمريكي قليل التأثير عليها بالنظر لاختلاف أسواقهما وموقعها الجغرافي، الذي يدفع إلى تفضيل إنتاجها في دول جنوب وشرق أسيا حاليا ودول جنوب وشرق أوروبا مستقبلا، أما المملكة العربية السعودية وهي أكبر بلد مصدر للنفط في العالم فتسعى لتعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي الذي تحتاجه لتلبية طلب محلي متسارع على الكهرباء ولتغذية صناعة البتروكيماويات ذات الأهمية الإستراتيجية. وتشهد السعودية جهودا مبرمجة لتطوير إنتاجها من النفط والغاز حيث قررت تطوير حقل مدين للغاز الطبيعي في البحر الأحمر خلال العام الجاري (اكتشف في الثمانينيات لكن لم يجر تطويره). وسيبدأ الإنتاج خلال فترة قصيرة لإمداد محطات الكهرباء بالغاز بدلا من الديزل إضافة إلى تزويد مناطق صناعية بالكهرباء والغاز.. كما تعمل السعودية على الاستثمار في إقامة محطات لتكرير النفط الخام لسد حاجة الطلب المحلي ولضمان أسواق أوسع لتصدير نفطها الخام مستقبلا".
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                                     

                                                                                   

أهم الرواسب والمؤشرات المعدنية  بجمهورية مصر العربية

يوجد بجمهورية مصر الكثير من الرواسب المعدنية منتشرة بصفة أساسية فى كل من الصحراء الشرقية وسيناء حيث توجد صخور القاعدة وهى البيئة المألوفة لأغلب التمعدنات الفلزية ،   أما الخامات الأخرى من معادن لا فلزية وصخور صناعية ومواد بناء فتنتشر فى مواقع كثيرة فى الصحارى بأكملها شرقية وغربية وسيناء .  وقد سبق تسجيل وجود التمعدنات والخامات الأخرى فى أكثر من 400 موقعا (  الملحق رقم 3 ) . وتبين الأشكال أرقام ( 15 ، 16 ،  17 )  مواقع رواسب الخامات الفلزية واللافلزية وأحجار الزينة ومواد البناء على التوالى .

وفيما يلى عرض موجز لأهم الرواسب المعدنية المكتشفة فى مصر.

 4-1 رواسب الألمنيت ( خام التيتانيوم )

    يوجد الألمنيت فى الصحراء الشرقية المصرية فى مناطق أبو غلقة وأبو ضهر وأم عفين ووادي الرحبة وحمرا دوم وأم جنود ووادي المياة ،  وتحتوى منطقة أبوغلقة على الراسب ذي القيمة الاقتصادية أما ما تحتويه بقية المناطق فليست له قيمة اقتصادية لصغر حجم العدسات المتنأثرة فى صخور الجابرو . ويوجد الخام فى منطقة أبو غلقة على هيئة عدسات وطبقات فى صخور الجابرو المتحول المحيط به كتل جرانيتية ضخمة . وتقدر كمية الخام بحوالى 41 مليون طن بمحتوى من أكسيد التيتانيوم بقدر بحوالى 35%.

    ومما هو جدير بالذكر أن هذا الخام يحتوى على نسبة لا بأس بها من عنصر الفناديوم مما يزيد من الأهمية الإقتصادية للخام .

 4-2 رواسب التانتاليوم والنيوبيوم

    يعتبر معدنى النيوبيوم والتانتاليوم من المعادن القليلة الوجود فى الطبيعة ويتشابهان فى كثير من الخواص ولذا فإنهما متلازمان فى وجودهما فى معظم الرواسب ،  ويوجدان فى الصحراء الشرقية كمعادن ثانوية فى نوع من صخور الجرانيت يعرف بالابوجرانيت على هيئة عقد . وتجرى هيئة الثروة المعدنية  الدراسات المكثفة على هذا الخام لتحديد أهميته الأقتصادية بالتعاون مع الخبرة الأجنبية . ومن أهم هذه المناطق منطقة أبو دباب حيث يغطى جسم الخام مساحة حوالى 06ر0 كم2 ،  على هيئة مخروط بارتفاع 100- 130 مترا ويصل عمقه تحت السطح الى 40 – 70 مترا. وتقدر احتياطيات الخام المحتملة بحوالى 48 مليون طن  بمحتوى أكاسيد التانتاليوم والنيوبيوم 027ر0% ، 011ر0%  على التوالى . كما يوجد الخام فى مناطق أخرى بالصحراء الشرقية مثل منطقة النويبع ويقدر بها احتياطى الخام بحوالى 9ر31 مليون طن ومنطقة أم نقاط باحتياطى حوالى 25 مليون طن ومنطقة أبو رشيد باحتياطى يقدر بحوالى 65 مليون طن.

                                                           4-3 رواسب خامات الحديد

يوجد خام الحديد فى جمهورية مصر العربية فى أماكن متعددة أهمها القصير بالصحراء الشرقية وشرق أسوان والواحات البحرية . حيث يوجد إما على هيئة طبقات ضمن الصخور المتحولة فى مناطق كريم والدباح وأم غميس وأم نار وأم شداد بالصحراء الشرقية ،  أو على هيئة طبقات رسوبية ضمن صخور الحجر الرملى بالكريتاسى السفلى مثل منطقة شرق أسوان . أو على هيئة عدسات وجيوب ضمن صخور عصرى الايوسين والكريتاسى كما هو الحال فى الواحات البحرية بالصحراء الغربية . وتجرى حاليا البحوث والدراسات لإضافه رواسب جديدة من خام الحديد لزيادة الاحتياطيات بما يعادل التوسع فى صناعات الحديد الصلب الجمهورية .

 4-4 رواسب خامات الذهب

تم استغلال الذهب بمواقع كثيرة بالصحراء الشرقية المصرية منذ فجر التاريخ وقد أعيد استغلال الكثير من المناجم القديمة وتشغيلها فى بداية القرن الحالى حتى عام 1958 . ومنذ عام 1983 زاد اهتمام هيئة الثروة المعدنية  بالذهب والبحث عنه فقامت باعادة تقييم المناجم القديمة ونفاياتها واستكشاف رواسب جيدة حاوية للذهب . وقد أسفرت دراسات  الهيئة عن استكشاف مواقع جديدة بجنوب سيناء ،  وفيما يلى أهم مناطق وجود خامات الذهب التى شملتها الدراسة :

-  منطقة عتود شملت الدراسة اعادة تطهير وفتح المنجم وعمل التجهيزات اللازمة للوصول الى واجهات الحش القديمة وقدرت الاحتياطيات كالتالى :

§    خام مؤكد    حوالى   8600  طن يبلغ متوسط محتوى الذهب حوالى 13 جم/طن.
§  خام ممكن حوالى13600 طن يبلغ متوسط محتوى الذهب به حــــوالى 5 ر17جم/طن.
§    خام محتمل حوالى 10900 طن يبلغ متوسط محتوى الذهب به حوالى21ر7جم/طن.
-  منطقة أم الروس وتبين من تحليل العينات السطحية انخفاض نسبة محتوى الذهب  فى عروق المرو،  وبلغت النسبة 13ر5 جم/طن فى نطاقات التحول ،  أما فى المناطق تحت السطحية تتراوح نسبة الذهب بها من 5ر3 – 5ر12 جم/ طن فى عروق الكوارتز وحوالى 30 جم/طن فى نطاقات التحول .

-   منطقة حنجلية وقدرت كمية الاحتياطى فوق السطح بحوالى 460 ألف طن ويبلغ متوسط محتوى الذهب بها 5ر8 جم/طن ، وقدرت كمية التشوينات بالمنطقة حول المنجم  بحوالى 47 ألف طن يبلغ متوسط محتوى الذهب بها حوالى 9 جم/ طن.

-  منطقة أم عود وقدرت احتياطيات الخام الموجودة بالمنطقة بحوالى 16 ألف طن يبلغ متوسط محتوى الذهب بها حوالى 22 جم/ طن وقدرت كمية الذهب الموجودة بحوالى 354 كجم .

-منطقة الصباحية وقدرت الاحتياطيات بحوالى 82 ألف طن يتراوح محتوى الذهب بها بين 5ر – 7ر1 جم/ طن .

-    وادى العلاقى :  تم دراسة الذهب فى الرواسب الوديانية فى ثلاث وديان تصب فى وادى العلاقى ( أم قريات – حيمور – المراحيك )  حيث ثبت وجود الذهب فى منطقة أم قريات . وقدرت الاحتياطيات بحوالى 2ر2 مليون طن يبلغ متوسط محتوى الذهب بها 3ر جم/ طن وتبلغ كمية الذهب فى الحجم أقل من 1 مم حوالى 1 طن وتبلغ نسبة هذا الحجم فى الخام حوالى 38% .

§  تم عمل تقييم للنفايات بالمنطقة وقدرت كمية النفايات بحوالى 22 ألف   طن   وقدرت كمية الذهب بحوالى 102 كجم.
-   منطقة أم عليجة وتبين أن صخور الجابرو المتحولة تحتوى على الذهب بنسبة تتراوح بين 3ر0 – 84ر7 جم/ طن ، وتحتوى الصخور الغنية بأكسيد الحديد ( الجوثان ) على الذهب بنسبة 1 جم / طن .

وقدرت كمية الذهب بحوالى 86 كجم ،  الفضة  41 كجم ،  النحاس 247 كجم ، وذلك فى الحجم أقل من 2 جم فى منطقة تبلغ مساحتها 371 ألف م2 وسمك الخام 5ر1 مترا وكميتة 270 ألف طن .

-     منطقة حرارى يوجد بها نطاقان ،  الشمالى به عدسات من الكوارتز ذات سمك لا يزيد عن متر ،  والنطاق الجنوبى تم استغلاله سابقا وتتراوح نسبة الذهب من آثار الى 8ر جم/ طن .

-    منطقة أم سمرة وتعتبر المنطقة ذات مؤشرات اقتصادية مباشرة حيث تتراوح نسبة الذهب  فى عروق المرو بين 5ر – 12 جم / طن ،  الفضة 6-7ر17 جم / طن وتحتاج مزيدا من الدراسة .

-         4-5 رواسب خامات الرصاص والزنك

يوجد خام الرصاص والزنك في مواقع متعددة أما مصاحبا للصخور الرسوبية الممتدة على الشريط الساحلي للبحر الأحمر بين القصير ورأس بناس على هيئة عدسات داخل صخور الحجر الرملي الذي ينتمي الى الميوسين كما فى منطقة أم غيج أو يوجد فى نطاقات القص مع خام النحاس كما في أم سميوكى بجنوب الصحراء الشرقية حيث يمثل بمعادن سفاليريت وجالينا .

وقد سبق استغلال الرصاص والزنك حتى أواخر الخمسينات فى منطقة أم غيج ،  وتحتوى هذه المنطقة على أكبر احتياطى للخام المعروف بمصر حتى الآن حيث يمتد الخام تحت السطح إلى عمق 50 مترا ،  ويبلغ الاحتياطي حوالي 900 ألف طن بمحتوى من الزنك والرصاص 82ر15% ،  82ر2 %  على التوالي . أما بالنسبة لمنطقة أم سميوكى فنسبة الزنك والرصاص فى الخام الذي تقدر كمياته بحوالى 750 ألف طن تتراوح من 9ر9 الى 8ر21% ومن 5ر1 إلى 3ر2% على التوالي .

وقد أسفرت دراسات  الهيئة عن استكشاف مواقع جديدة بجنوب سيناء.

4-6 رواسب الرمال السوداء

         تمتد رمال التيتان السوداء على طول الساحل الشمالى ابتداء من مصبات فرعى النيل فى الغرب وحتى الحدود الشرقية للجمهورية فى الشرق ،  وقد سبق دراسة رواسب رمال التيتان السوداء فى مصر بمنطقة رشيد حيث كان يتم استغلالها الى أواخر الخمسينات ،  وتقدر كمية ما درس من الخام بمنطقة رشيد (18 من2 )  بحوالى 565 مليون طن بمحتوى من المعادن الاقتصادية يقدر ب 6ر6 كجم / طن ،  كما تبلغ كمية رمال التيتان السوداء الحاوية للمعادن الاقتصادية لعمق 1 متر فى مساحة حوالى 18 كم2 بمنطقة غرب العريش والتى تم دراستها حوالى 44 مليون طن بمحتوى من الركاز تصل الى حوالى 2ر1 مليون طن . وفى منطقة رمانة بشمال سيناء أيضا فى مساحة تقدر بحوالى 18 كم2  تبلغ كمية رمال التيتان السوداء حوالى 44 مليون طن بمحتوى من الركاز يقدر بحوالى 990 ألف طن . وتشتمل رمال التيتان السوداء على الكثير من المعادن ذات القيمة الاقتصادية متمثلة بمعادن الألمنيت والماجنيتيت والهيماتيت والروتايل والزركون والجارنت والمونازيت .

ونظرا لضخامة احتياطى رمال التيتان السوداء على طول الساحل الشمالى ،  يجرى حاليا التفاوض  مع احدى الشركات المتخصصة للاستثمار فى استغلالها ،  ويبين الجدول التالى أهم المعادن الاقتصادية لرمال التيتان السوداء وكمياتها وأهم استخداماتها:

اهم المعادن

النسبة

الاستخدامات

الاحتياطي

برشيد

الاحتياطي

بالعريش

الألمنيت

حوالى 38%

يستخدم فى انتاج البويات وصناعة السبائك المعدنية

1ر2

 مليون طن

724 ألف طن

الماجنيتيت

حوالى 26%

يستخدم فى صناعة الحديد بعد الاختزال

400ر1 مليون طن

18 ألف طن

الزركون

حوالى 5ر1

يستخدم فى صناعة السيراميك

81

ألف طن

26 ألف طن

الروتايل

حوالى 6ر0 %

يستخدم فى صناعة البويات والسبائك المعدنية

29 ألف طن

15 ألف طن

الجارنت

حوالى 3ر1%

يستخدم فى انتاج مواد الصنفره والزجاج والسيراميك

73 ألف طن

66 ألف طن

المونازيت

حوالى 6ر0%

عند فصله يسلم لهيئة المواد النووية للتصرف فيه

21 ألف طن

6ر7 ألف طن

السليكات



يستخدم فى صناعة انتاج مواد البناء





                                             

الأهمية الاقتصادية لمكونات رمال التيتان السوداء :

-         حجم المستورد من معدن الزر كون حوالي 2000 طن سنويا بحوالى 16 مليون جنيه مصري.

-    حجم المستورد من أكاسيد الحديد 3 مليون طن سنويا بحوالى 391 مليون جنيه مصرى ويمكن استغلال خام الماجنيتيت المنتج من رمال التيتان السوداء بديلا عن جزء من المستورد.

-         يمكن استخدام الالمنيت فى انتاج كل من سبيكة الفيروتيتانيوم والروتايل الصناعى للاحتياجات  المحلية والتصدير .

4-7          رواسب القصدير

 يوجد القصدير بجمهورية مصر العربية فى الصحراء الشرقية فى كثير من المواقع من أهمها العجلة وأبو دباب ،  النويبع والويلحة ، ممثلا بمعدن الكاستريت ( أكسيد القصدير) أما على هيئة حبيبات دقيقة منتشرة بالصخور الجرانيتية أو حبيبات أكبر حجما فى عروق المرو مصاحبا لمعدن الولفراميت ( الحاوى للتنجستن ) .  ونتيجة لعوامل التعرية يتم تفتيت الصخور الحاملة للخام حيث يتجمع الفتات فى مجارى الوديان كما هو الحال فى مناطق العجلة وأبو دباب والمويلحة بوسط الصحراء الشرقية .

   ويجرى حاليا استغلال منطقة العجلة بواسطة هيئة الثروة المعدنية  باستخدام وحدة الغسيل التابعة لها والمقامة على شاطىء البحر الأحمر بمرسى علم .  وتعتبر منطقة المويلحة وأبو دباب ضمن خام القصدير المأخوذه فى الاعتبار لاستغلالها باستخدام نفس وحدة الغسيل بمرسى علم.

قدرت الاحتياطيات من الرواسب الوديانية الحاملة للقصدير بمنطقة المويلحة بحوالى 2ر2 مليون طن تحتوى على حوالى 1800 طن قصدير ،  أما مناطق أبو رشيد ، سيكيت  ،   زابارا فتحتوى على معادن القصدير والزركون والايتريوم بنسبة منخفضة وغير أقتصادية .

 4-8          رواسب المنجنيز

يوجد خام المنجنيز فى جمهورية مصر العربية بشبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية .  ويوجد الخام المكون أساسا من ثانى أكسيد المنجنيز أما على هيئة عروق مالئة للشقوق القاطعة لصخور القاعدة وصخور الحجر الرملى النوبى كما فى عش الملاحة ووادى المعاليك بالصحراء الشرقية أو على هيئة عدسات صغيرة وجبوب فى صخور الميوسين كما فى منطقة أبو رماد بالصحراء الشرقية . وتعتبر منطقة أم بجمة بسيناء أهم مناطق وجود المنجنيز بمصر حيث يوجد الخام ضمن طبقات الجزء السفلى من نطاق الصخور الجيرية الدولوميتية الكربونى على هيئة طبقات صفائحية أو عدسات أو أجسام غير منتظمة بسمك يصل الى 8 أمتار وبطول عدة مئات من الأمتار بدرجة انتشار منتظمة لكل من الحديد والمنجنيز وتتركز معادن المنجنيز فى الأجزاء المركزية من جسم الخام فى حين تتركز معادن الحديد على الحواف . ويمثل الخام عالى الجودة حوالى 10% من الاحتياطى المتبقى والذى يقدر بحوالى 8ر1 مليون طن .

                                                                                                 كما يوجد فى منطقة شرم الشيخ بشبة جزيرة سيناء على هيئة مادى لاصقة فى تكوينات الرصيص وفى شقوق الفوالق ،   ويقدر الاحتياطى فى هذه المنطقة بحوالى 30 ألف طن ومتوسط نسبة المنجنيز بحوالى 25%  وبالنسبة للخام فى الاماكن الأخرى مثل عش الملاحة ووادى المعاليك بالصحراء الشرقية فيوجد بكميات قليلة حيث يتم استغلاله بواسطة أفراد.

 4-9          رواسب خامات النحاس

      يوجد خام النحاس فى جمهورية مصر العربية فى مواقع متعددة معظمها فى الصحراء    الشرقية فى نطاق البحر الأحمر وفى شبه جزيرة سيناء .  وقد قام المصريون القدماء باستغلال الأجزاء العليا المؤكسدة من هذا الخام فى الصحراء الشرقية ويتكون خام النحاس من معدن الكالكوبيريت مختلطا بمعادن سفاليريت وجالينا على شكل عدسات فى نطاقات تركيبية محددة تعرف بنطاقات القص ،  وهى مملوءة بصخور التلك وقاطعة صخور القاعدة  كما في مناطق أم سميوكى وأبو سويل فى الصحراء الشرقية ،  أو يوجد الخام مصاحبا لبعض عروق المرو القاطعة فى صخور القاعدة كما هو الحال في منطقة حمش بالصحراء الشرقية ورقيطة وسمرا بسيناء . وتعتبر منطقة أم سميوكى بجنوب الصحراء الشرقية من أهم مناطق النحاس المعروفة في مصر ،  وقد بدأ استغلالها في عام 1930 – 1931 بمعرفة شركة النحاس المصرية ،  ثم توالت الدراسات المكثفة للمنطقة . حيث قدرت الاحتياطيات المحتملة بحوالى  200ر539 طن تتراوح فيها نسبة النحاس من 04ر1 الى 35ر4% .

 4-10     أحجار الزينة

      تتوافر أحجار الزينة بنوعيات وأشكال عديدة لتغطى مساحات كبيرة من الجمهورية . ويختص البعض منها بجمال وخواص فريدة تجعله من النوعيات المتميزة على المستوى العالمى مثل البريشيا الخضراء والحمراء شديدة الصلابة والحجر السماقى الامبراطورى وديورايت خفرع.

ويحتوى كل من الصحراء الشرقية وجنوب سيناء على الجزء الأكبر من أحجار الزينة ذات الأصل النارى والمتحول حيث توجد سلاسل صخور القاعدة . كما يوجد الكثير من صخور أشباه الرخام ذات الأصل الرسوبى ضمن الايوسين فى وادى النيل والجوراسى والكريتاسى فى سيناء .

وتشتمل أحجار الزينة فى جمهورية مصر العربية على النوعيات التالية : -

§  الصخور النارية الجوفية ( جرانيت – ديوريت – جابرو )  وتعرف جميعها بصخور الجرانيت ذات الألوان الأحمر والوردى والرمادى والأسود .
§  الصخور النارية الطفحية ( البركانيات )  ،  وتعرف ببركانيات الدخان والفلسيت وكاترين .
§  الصخور المتحولة ،  مثل البريشيا الخضراء والحمراء وتعرف ببريشيا الحمامات ،  والسربنتين الأخضر والرمادى والنايس والرخام الابيض والأسود.
§  الصخور الرسوبية ( أشباه الرخام )  مثل بوتسينو الزعفرانة ورخام زمزم ورخام الجلالة وفلتو الحسنة والبرلاتو ،   ويدخل ضمن هذه المجموعة الألباستر المصرى المكون من الكلسيت .
ولتوسيع نشاط استغلال احجار الزينة وللتشجيع على الاستثمار فيها فقد قامت هيئة  الثروة المعدنية  بتحديد مواقع جديدة لأحجار الزينة وتصنيف الموجود بها . وقد تم التعرف على مساحات كبيرة حاوية لأحجار الزينة فى الجزء من الجمهورية المحصور بين خطى طول 31º - 35 ºشرقا وخطى عرض 24º  -  30º شمالا . وقد تم اختيار هذه المناطق للدراسة طبقا لما يلى :

§  قربها من النشاط الانتاجى الحالى
§  نوعية الصخر وسهولة استغلاله وصلاحية الموقع لذلك
§  تقبل السوق لنوعية الصخر ولونه وصفاته.
 4-11     رواسب البنتونيت

          توجد الطفلة البنتونيتية بانتشار واسع فى عدة مناطق تمتد من غرب الجمهورية الى شرقها ،  وتتركز بصفة أساسية فى الجزء الشمالى منها. وقد أجريت دراسات استكشافية فى الآونة الأخيرة على رواسب الطفلة البنتونيتية أمكن بواسطتها التحقق من وجودها بكميات كبيرة تقدر بصفة مبدئية بما يزيد عن ½ بليون طن . وتتميز هذه الرواسب فى معظم الأحيان بظروف تعدينية جيدة وخواص جيويولوجية تمكن من اجراء عمليات التنشيط بنجاح للحصول على البنتونيت بالخواص المناسبة للاستخدام فى أهم الأغراض وهو تحضير سوائل الحفر لآبار البترول والمياه . ومن أهم المناطق التى تم استكشاف الخام فيها :

§  منطقة غرب وجنوب غرب منخفض القطارة الصحراء الغربية .
§  منطقة البلقان وبئر الحقيف بشمال الصحراء الغربية
§  منطقة شمال جبل جمظة بمحافظة الشرقية .
§  منطقة شمال الفيوم .
§  منطقة عيون موسى بجنوب سيناء على الساحل الشرقى لخليج السويس .
وتنتمى رواسب الطفلة البنتونيتية فى جميع المواقع التى تم استكشافها الى الميوسين . وقد أمكن الحصول منها على سائل الحفر بحصيلة تصل الى 100 برميل / طن أى ما يعادل 80 % بالنسبة لبنتونيت وأيومنج . وقد بدأ أخيرا استغلال الخام فى المنطقة جنوب غرب العلمين وتنشيطه وتسويقه لشركات حفر آبار البترول والتصدير الى بعض الدول .

4-12     رواسب الجبس

  تنتشر رواسب الجبس والأنهيدريت على طول ساحل خليج السويس والبحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء  ،  وما يظهر منها على السطح تمثل احتياطيات كبيرة تقدر بمئات الملايين من الأطنان . وقد أجريت لأول مرة أعمال الاستكشاف لخام الجبس المائى على ساحل البحر الأحمر فى منطقتى جمسة وجبل الزيت حيث تبين وجود كميات من الخام لأعماق تصل الى 40 متر . ويوجد الجبس فى جنوب سيناء على هيئة طبقات سميكة ضمن رواسب الميوسين . وأهم مناطق رواسب الجبس المكتشفة فى مصر ما يلى:

§  رأس ملعب بجنوب سيناء ،  ويزيد فيها الاحتياطى المقدر عن 200 مليون طن.
§  منطقة وادى الريانة بجنوب سيناء ،  ويبلغ فيها الاحتياطى حوالى 16 مليون طن.
§  منطقة وادى فيران بجنوب سيناء ،  لم يتم حساب الاحتياطى فيها.
§  منطقة الساحل الشمالى فى الحمام والعميد والغربانيات ،  وتبلغ الاحتياطيات حوالى 20 مليون طن.
§  منطقة البلاح على الساحل الغربى لقناة السويس ،  ويبلغ الاحتياطى حوالى 4 مليون طن .
§  منطقة الجحيف جنوب الحمام على الساحل الشمالى ،  ويقدر الاحتياطى بحوالى 100 مليون طن لم تبدأ عمليات استغلاله بعد
 4-13     رواسب رمال السيليكا

    توجد الرمال البيضاء بجمهورية مصر العربية فى مناطق عديدة بالصحراء الشرقية وشبة جزيرة سيناء بكميات كبيرة تفوق احتياجات السوق المحلى.

   ومن أهم مناطق الرمال البيضاء فى الصحراء الشرقية منطقة وادى الدخل جنوب غرب مدينة الزعفران ،  وهو من أكبر الوديان في هضبة الجلالة البحرية . ويوجد قطاع الرمال البيضاء الذي يبلغ سمكه أكثر من 100 مترا فوق الجزء السفلى من الصخور الرسوبية بالمنطقة بدون غطاء صخرى فى كثير من الأحيان . وتنتمي رواسب الخام الى الحقب القديم ،  وتتميز بنقاوتها وحجم الحبيبات المناسب للصناعة .  وتتراوح نسبة السيليكا في الخام من 27ر99 الى 79ر99 وتقل نسبة أكاسيد الحديد فيه إلى 01ر0 % ولذلك فأنها تعتبر من أجود خامال الرمال البيضاء المكتشفة . كما توجد الرمال البيضاء فى وادى قنا بسمك كبير ضمن رواسب الحقب القديم .  ويوجد أيضا العديد من المواقع فى لب جبال يلق والمنشرح بشمال سيناء وشرق منطقة ابو زينمة ومنطقة هضبة الجنة بجنوب سيناء حيث توجد كميات ضخمة ذات درجة جودة عالية .

4-14     رواسب الصخور الزيتية ( Oil Shale )

 توجد الطفلة الزيتية فى محافظة البحر الأحمر فى عدة مناطق أعلى طبقات الفوسفات وذلك ضمن تكوينات    الكريتاسى ،  ويبلغ سمك النطاق الحاوى لها حوالى 25 مترا. وقد قامت هيئة الثروة المعدنية  بالاشتراك  مع جامعة برلين بدراسة هذه الرواسب عام 1981 فى مناجم الفوسفات بسفاجا والقصير وأبو شجيلة على ساحل البحر الأحمر . وقد خلصت الدراسة الى ما يلى :

§  متوسط نسبة الزيت فى الطفلة 19 جالون / طن
§  · تقدر كمية زيت البترول المحتمل وجوده بمناطق مناجم الفوسفات بالقصير وسفاجا بصفة مبدئية بحوالى 5ر4 بليون برميل مأخوذا فى الأعتبار أن متوسط سمك طبقة الخام 25 مترا.
§  يمكن استغلال الطفلة أما عن طريق استخراجها من المناجم أو تقطيرها فى موقعها.
 4-15     رواسب الطفلة الكربونية

   توجد الطفلة الكربونية فى جنوب سيناء على هيئة طبقات ضمن تكوينات الحجر الرملى الكربونى الأسفل ،  وقد قامت هيئة الثروة المعدنية  بدراسة تكوينات الطفلة الكربونية من خلال برنامج البحث عن الفحم بمناطق عدة بغرب وسط سيناء حيث توجد امتدادات وسمك كبير ،  وتقدر احتياطياتها بمئات الملايين من الأطنان . وقد شملت الدراسة مناطق ثورة ودبة الجرى وبدعة والطيبة ،  وتقدر الاحتياطيات بحوالى 75 مليون طن .

 4-16     رواسب الفلسبار

يوجد خام الفلسبار أما على هيئة عروق أو فى الرواسب الوديانية فى كثير من المناطق بالصحراء الشرقية المصرية ،  منها ما هو مستغل ومنها ما لم يتم استغلاله حتى الآن.

   ومن أهم  مناطق عروق الفلسبار فى الصحراء الشرقية روض عشاب ،  السويقات ،  وادى الجمال ،  وادى الجندى ،  أم رشيد ،  أم خيام ،  روض اللقاح ،  أبو مرحل . أما مناطق الرواسب الوديانية المحتوية على خام الفلسبار التى قامت هيئة الثروة المعدنية  بدراستها وتقييمها فى الآونة الأخيرة فهى أبو شمام ورأس العش بوسط الصحراء الشرقية وتقوم الهيئة حاليا بدراسة الفلسبار فى بعض الوديان بسيناء . ويوجد الفلسبار الصوديومى المعروف بالألبيتيت فى منطقة وادى الطر بجنوب سيناء على شكل كتلة ضخمة تتخللها بعض صخور الانديزيت والدوليريت والصخور الكربوناتية.

  وقد قامت هيئة الثروة المعدنية  باجراء الدراسات التفصيلية للخام الذى تم تقسيمه الى ثلاثة أنواع طبقا لحجم الحبيبات ونوع النسيج ( ألبيتيت دقيق التحبب – ألبيتيت متوسط – خشن التحبب وألبيتيت بورفيرى ) . وتتراوح نسبة الألبيتيت فى الخام من 50% الى 5ر97% ، كما تتراوح نسبة أكسيد الصوديوم من 20ر3 – 82ر12% وتقدر الاحتياطيات فى الجزء الذى تم دراسته بوادى الطر بحوالى 26 مليون طن احتياطى مؤكد وما يزيد عن 200 مليون طن احتياطى جيولوجى ،  وجارى استكمال الدراسات التفصيلية لبقية المناطق لرفع درجة تأكيد احتياطيات الخام . وتقوم احدى الشركات الوطنية الآن باستغلاله .                                                                          

4-17رواسب الفوسفات

     يعتبر خام الفوسفات من أهم الخامات المعدنية فى مصر ويمتد حزام الفوسفات من غرب الواحات الداخلة بالصحراء الغربية الى هضبة أبوطرطور بالواحات الخارجة ،  ويظهر فى شرق وغرب النيل فى المنطقة ما بين أسنا وقنا ،  كما يوجد أيضا ضمن صخور الكريتاسى الأعلى فى البحر الأحمر من شمال سفاجا حتى جنوب القصير . ويتم استغلال الفوسفات فى مناطق وادى النيل والبحر الأحمر منذ زمن طويل ويجرى حاليا إعداد فوسفات الصحراء الغربية للاستغلال فى منطقة ابو طرطور بطاقة انتاجية تقدر بحوالى 5ر2  مليون طن سنويا .

 4-18 رواسب الكاولين

     يشكل خام الطفلة الكاولينية أهمية خاصة فى كثير من الصناعات الهامة ،  وتعتبر شبه جزيرة سيناء المصدر الأساسي للطفلة الكاولينية حيث توجد خاماتها فى كثير من المناطق منها مسبع سلامة – وادى نتش – وادى بدرا ( شرق وجنوب أبو زنيمة )  كما تم اكتشاف رواسب جديدة للخام فى جنوب غرب أسوان (  منطقة كلابشة  )  وعلى ساحل البحر الأحمر ( منطقة أبو الدرج وحفاير ) . ويعتبر خام الكاولين شرق وجنوب ابو زنيمة من أجود أنواع الخام الذى يوجد على هيئة طبقات متداخلة مع طبقات الحجر الرملى ضمن صخور الكوبونى فى منطقة شرق أبوزنيمة ومتداخلة مع طبقات الحجر الرملى فى صخور الكريتاسى السفلى منطقة جنوب ابو زنيمة .  وتتراوح نسبة الألومينا فيه من 15% الى 7ر36%  . ويقدر الاحتياطى بمنطقة ابو زنيمة بحوالى 12 مليون طن . ويوجد خام كاولين كلابشة على هيئة طبقات بين طبقات الحجر الرملى النوبى وتتراوح نسبة الألومينا فيه من 0ر20 الى 9ر37% ، ويقدر الاحتياطى بحوالى 5ر16 مليون طن .

     ويوجد الكاولين أيضا فى منطقة ابو الدرج على الضفة الغربية لخليج السويس بين طبقات الحجر الرملى بتكوين المالحة ويبلغ متوسط نسبة الألومينا فى الخام 28ر25% وتشير التقديرات الأولية عن وجود كميات كبيرة.

 4-19 رواسب الكبريت

     يوجد الكبريت في جمهورية مصر العربية في بعض صخور المتبخرات الممتدة على ساحل البحر الأحمر وفى مناطق الساحل الغربي لخليج السويس ومنطقة شرق العريش بشمال سيناء التى تحتوى على الخام ضمن الجزء الأوسط من وحدة المتبخرات التى تنتمى الى الميوسين الأعلى على هيئة جيوب  أو ثنايا مترسبة فى فراغات أو فجوات الحجر الجيرى المسامى .

                                                                                             

    ومن أهم مناطق وجوده على ساحل البحر الأحمر مناطق جمسة ،  رأس شجر ، أم ريجة والرنجة ،  ولكن الكبريت الموجود بهذه المناطق ليس له أهمية تذكر .  ويقدر احتياطى الخام بمنطقة دكلا شرق العريش بحوالى 20 مليون طن .  وقد أبرمت هيئة الثروة المعدنية  اتفاقية مع شركة فريبورت الأمريكية للبحث عن الكبريت واستغلاله فى منطقة شرق العريش ،  ولكن تم تجميد الاتفاقية بصفة مؤقتة نتيجة انخفاض سعر الكبريت العالمى ويجرى حاليا مراجعة هذه الانفاقية وبحث امكانية عرض مناطق للمزايدة العالمية     وتنتج مصر كميات محدودة من الكبريت المصاحب للغاز والبترول من بعض حقول البترول حيث يقدر الانتاج بحوالى 6 الآف طن سنويا.

 4-20 رواسب الكوارتز

     يوجد الكوارتز القابل للاستغلال في الصحراء الشرقية المصرية فى صخور القاعدة أما على هيئة   عروق أو أجسام كتلية مختلفة الأحجام ،  كما يوجد على هيئة فتات فى الرواسب الوديانية .  ويجرى حاليا استغلال الكوارتز في عدة مواقع بالصحراء الشرقية في نطاق محافظة البحر الأحمر أهمها منطقة أم هجليج التي يوجد بها الخام على هيئة جسم مخروطي شديد الانحدار ،  ويغطى سفح التل بالتوضعات الوديانية المحتوية على كسر وفتات الكوارتز بسمك يتراوح من 4ر0 الى  4 مترا . وتضم المنطقة أجسام كتلية أخرى من الكوارتز ولكنها أصغر حجما من الكتلة الرئيسية والمعروفة بمروة أم هجليج . وينتشر بالمنطقة أيضا عروق المرو بامتداد يصل  الى  100 مترا وبسمك يتراوح  من سنتيمترات قليلة الى 8 مترا . ويقدر احتياطى الخام بالمنطقة بحوالى 4ر13 مليون طن . أما بقية المناطق فيوجد بها الخام على هيئة عروق متفرقة ذات أحجام مختلفة لم يتم تقدير الاحتياطى فيها.

     ويتم استغلال الخام منها على نطاق ضيق وأهمها روض عشاب – وادى مبارك – أم رشيد – مروة سويقات – روض اللقاح وادى أم سليمان – وادى خريط – وادى شيت – وادى بيزح – وادى الجمال .

 4-21 رواسب ملح الطعام

     يستخرج ملح الطعام من الملاحات التى تنتشر على الساحل الشمالى للجمهورية على شاطىء البحر المتوسط وبعض أجزاء من سواحل خليج السويس . وتتركز الملاحات الشمسية التى يستخرج منها معظم الانتاج فى مناطق غرب الاسكندرية فى المكس ،  وشمال الدلتا من بحيرات ادكو والمنزلة ،  وشرق الدلتا من ملاحات بورسعيد ومن أمثلة الملاحات الطبيعية الموجودة بسيناء سبخة العمياء وسبيكة فيما بين بئر العبد والعريش على الساحل الشمالى لسيناء ،  وكذلك ملاحة خليج بلاعيم على الساحل الشمالى لسيناء ،  وكذلك ملاحة خليج بلاعيم على الساحل الشرقى لخليج السويس .

           وقد سبق فى الماضى استخراج الملح من ملاحات عديدة بالساحل الشمالى أيضا شرق مدينة مرسى مطروح ،  وتوقف استغلال هذه الملاحات لعدم الحاجة اليها فى الوقت الحالى .

     ونتيجة لذلك فقد أتيحت الفرصة للمستثمرين فى مجال السياحة الى استغلال البعض منها فى انشاء القرى السياحية . وفى الآونة الأخيرة بدأ الاتجاة فى استخراج ملح الطعام من بحيرة قارون بالفيوم كمنتج اضافى مع مجموعة أخرى من الاملاح مثل كبريتات المغنسيوم وكبريتات الصوديوم .

المصدر: المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق