الثلاثاء، 11 فبراير 2014

تسجيل صوتي» يكشف حقيقة اغتيال «عمر سليمان».. طبيب «إخواني» حقن «الجنرال» بمادة كيماوية في «دبي» ويقول للطرف الآخر: «متقلقش إديته الحقنة بنفسي».. الإمارات تحبط محاولة هروب المتهم.. وأمريكا تلتزم الصمت 
10 فبراير 2014 م 19:48 
: مشاهدات 13285 

في 19 يوليو 2012 رحل اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة الأسبق نائب رئيس الجمهورية الأسبق، وكما كان الرجل غامضا في حياته أصر أن يضفي على رحيله حالة فريدة من الغموض.

رحيل الجنرال كان مفاجئا وصادما، فالرجل لم يشك يوما من مرض أقعده ومنعه من أداء عمله، كما أنه كان يخضع لفحوصات طبية باستمرار للتأكد من سلامته ولياقته البدنية والذهنية.. إذن ما الذي حدث؟ وهل حقا تم قتل الجنرال؟ أم توفي نتيجة إصابته المفاجئة بمرض عضال لا دواء له؟ وما هي تفاصيل مرضه المفاجئ؟.. أسئلة حائرة تبحث عن إجابات، وبالطبع هذه الإجابات لن ترضي البعض، وستثير أزمات لدى الآخرين، وتضع مجموعة من البشر في لائحة اتهامات لا تنتهي.

"فيتو" حاولت عبر تحقيق صحفي "عابر للقارات" أن تبحث عن حل لغز وفاة اللواء عمر سليمان، وحقيقة الأمر أن شفرات حل اللغز كانت معقدة بصورة مذهلة، فهذه الشفرات تبدأ من دولة الإمارات العربية المتحدة وتنتهي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمر بدولة ألمانيا وصولا إلى دفن الجنرال بمصر!

البداية

هناك في "دبي" تحديدا في فندق "ماريوت دبي" شهد شهر يونيو 2012 لقاء سريا جمع اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية الأسبق، بأحد المسئولين الكبار بجهاز الاستخبارات الأمريكي.

ووفقا للمعلومات فإن اللقاء كان ساخنا بين "سليمان" والمسئول الأمريكي حيث تناول الاجتماع تدخل "أمريكا" في الشئون المصرية، وعرض رئيس المخابرات العامة المصرية الأسبق معلومات عن تورط واشنطن وحلفائها في مصر في أعمال تخريب، الأمر الذي أثار المسئول الأمريكي، الذي فاجأته دقة المعلومات التي عرضها "سليمان".

وكان سليمان في تلك الفترة يعتزم عقد اجتماع سري بين أجهزة المخابرات العربية وبعض الأجهزة الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط لشرح مدى الخطورة التي من الممكن أن تتعرض لها دول المنطقة إذا ما نجح مخطط بعض الأجهزة الاستخباراتية العالمية الرامي لوصول جماعة الإخوان للحكم في معظم دول المنطقة، وأرسل رئيس جهاز المخابرات المصرية الأسبق بعض البرقيات لرؤساء أجهزة المخابرات العربية، وكان الجميع في حالة تأهب لذلك الاجتماع، وفجأة أرسل مرافقو سليمان برقيات جديدة ليعلموا القائمين على هذه الأجهزة بإلغاء اللقاء!

وقتها شعر "سليمان" بألم في ظهره فقرر إجراء فحوصات طبية كان يجريها عادة في مركز طبي بدبي من وقت لآخر، ووفقا للمعلومات فإن "سليمان" دخل هذا المركز الطبي أواخر يونيو 2012 لإجراء بعض الفحوصات الطبية الاعتيادية التي أثبتت سلامة الجنرال.

إلا أنه بعد خروجه من المركز الطبي بأقل من ساعة داهمه ألم رهيب في قفصه الصدري ولم يستطع أن "يتنفس" فتم نقله مجددا للمركز الطبي، وهناك أخبر الأطباء مرافقي "سليمان" أن حالة اللواء متدهورة وأنهم لن يستطيعوا علاجه، دون أن يبينوا طبيعة المرض!
فما كان من مرافقي سليمان إلا أن تواصلوا مع الأجهزة السيادية بالإمارات التي قامت بدورها بتخصيص طائرة خاصة لنقل الجنرال لدولة ألمانيا.

وفي هذه الأثناء طلب "ضاحي خلفان" من مساعديه البحث في تسجيلات المكالمات الهاتفية التي قام بها بعض الأطباء المتواجدين بالمركز الطبي قبل دخول الجنرال إليه والذين ظلوا متواجدين حتى بعد وصول سليمان للمركز في المرة الأولى.. وكانت المفاجأة.
فقد رصدت أجهزة الإمارات اتصالا تم بين طبيب مصري يعمل في هذا المركز الطبي وشخص آخر في مصر.

وقال الطبيب المصري المتواجد في الإمارات للمتصل به "ما تقلقش إديته الحقنة بنفسي"، فما كان من "خلفان" إلا أن أخذ نص المكالمة الهاتفية وعرضها على حاكم "دبي" وبعض كبار المسئولين في جهاز المخابرات الإماراتي، وطلب منهم أن يتم إعلان الأمر فعارضوه وقالوا: إن الإعلان عن هذا الأمر قد يسبب العديد من الأزمات في المنطقة بأسرها نظرا لتورط عدة أجهزة مخابرات في عملية اغتيال "الجنرال".

المثير في الأمر أن الطبيب المصري الذي أعطى الحقنة للجنرال وهو "ع.أ" عضو بارز بالتنظيم الخاص لجماعة الإخوان، وتم القبض عليه أثناء استعداده لمغادرته الإمارات، وما زال يخضع للتحقيق في هذه القضية حتى الآن، وكان الطبيب قد حقن "سليمان" بمادة كميائية شديدة الخطورة، تغلغلت في خلايا رئيس المخابرات الذي كان يعتبره الإخوان "الصندوق الأسود" الذي يجب إسكاته.

الجنرال في ألمانيا

انتقل اللواء عمر سليمان إلى ألمانيا لمحاولة التداوي مما أصابه وكان هو ومرافقوه يجهلون طبيعة المرض وأسبابه، وهناك في ألمانيا جاء أيضا رد أطباء المستشفى بأنهم لن يستطيعوا مساعدة سليمان؛ لأن الفحوصات التي أجروها تشير إلى أن المرض غير معروف لديهم.

"كليفلاند"

ومن ألمانيا سافر "سليمان" إلى الولايات المتحدة الأمريكية ووصل إلى هناك في منتصف يوليو 2012 ومكث بمستشفى "كليفلاند" عدة أيام قبل أن يسلم روحه لبارئها.

"تضارب في توصيف سبب الوفاة"

وحينما تم الإعلان عن وفاة سليمان تضاربت الأنباء عن أسباب الوفاة، فقد قال مساعده «حسين كمال»: إنه كان بخير، وإنه كان يخضع لفحوصات طبية، وإن وفاته كانت فجأة، فيما ذكرت تقارير صحفية أن وفاته كانت في «مستشفى كليفلاند» أثناء خضوعه لعملية جراحية بالقلب.

كما قال مصدر مقرب منه: إنه عانى اضطرابات في صمام القلب، ذهب على إثرها إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، وذكر المصدر أنه عانى مؤخرًا من ألم شديد في القلب، نُقل بعدها إلى مستشفى كليفلاند حيث توفى.

وقالت مجلة التايم الأمريكية: إن وفاة عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية السابق تركت وراءها إرثا من الخوف والوحشية فضلا عن الكثير من التساؤلات عن أسرار الدولة التي أخذها معه إلى القبر.

ووصفت المجلة سليمان بكونه الصندوق الأسود لأسرار نظام مبارك، كما أن حياته ووفاته ظلت محاطة بالسرية والغموض فيما أشارت "التايم" لتوقع عدد قليل من المصريين لوفاته حيث كان البعض من خارج دائرته من المقربين يعرف معاناته من مرض بالقلب والذي تفاقم بشكل كبير قبل وفاته كما كان اللواء سامح سيف اليزل قد كشف إصابته بورم بالمخ وإجراؤه عملية لإزالته قبيل وفاته بسنوات.

وعلى النقيض صرح حسين كمال مساعد سليمان عقب وفاته لوكالة "رويترز" الإخبارية أنه لم يكن يتوقع حدوث ذلك، وأن اللواء كان في حالة جيدة كما أن زيارته لمستشفى كليفلاند التي توفي بها كانت بدافع إجراء بعض الفحوصات الطبية، بينما أكدت ريم ممدوح العضو بفريق الحملة الانتخابية له لوكالة فرانس برس أن حالته الصحية كانت في تدهور مستمر في الفترة الأخيرة، كما أكدت أن عائلته كانت تصاحبه في أمريكا.

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن سليمان قد سافر إلى "أبو ظبي" عقب فشله في تجميع عدد كاف من التوقيعات للترشح للرئاسة والتي غادر منها إلى ألمانيا ثم إلى أمريكا لتلقي العلاج حيث توفي هناك، فيما علقت التايم الأمريكية على وفاته قائلة: "قد يكون سليمان انتهى لكن ما تركه من إرث لا يمكن للسنين محوه مهما حدث".

ومن جانبها نفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وجود أية تقارير عامة عن تدهور حالة اللواء الصحية قبيل وفاته أو أنه ذهب للولايات المتحدة لتلقي العلاج، واصفة خبر وفاته بالمفاجأة، ومشيرة لما أوردته وكالة رويترز عن نبأ وفاته أثناء خضوعه للفحص الطبي دون الإشارة لأسباب الوفاة.

بينما قالت صحيفة هوفنجتون بوست الأمريكية: إنه توفي إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة مشيرة لعدم تعرضه لأية إجراءات قانونية كباقي رموز نظام مبارك بعد الثورة بالرغم من إدلائه بشهادته في محاكمة مبارك ونفيه لأية أوامر باستخدام العنف ضد المتظاهرين.

وفي نفس السياق نقلت صحيفة هوفنجتون بوست الأمريكية تأكيدات مصدر استخباراتي مصري رفض ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث للصحافة على أن سليمان كان في صحة جيدة جدا ولعب معه الإسكواش قبيل سفره إلى ألمانيا للخضوع لفحص طبي والتي غادر منها إلى الإمارات ثم إلى أمريكا حيث توفي.

لكن مجلة فورين بوليسي الأمريكية أشارت لأقاويل حول إصابة سليمان بمرض وصفته بـ "النشواني" وهو مرض ذات صلة بتراكم البروتينات الليفية الشاذة غير الذائبة وينتج من خلايا نخاع العظم ليتراكم في أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة كالقلب والطحال والجهاز العصبي والهضمي وغالبا ما يؤثر بشكل كبير فيمن يزيد عمرهم عن 60 عاما.

وأوضح الموقع الأمريكي "كليفلاند تشالينجار" أن المستشفى لم تنشر أية تقارير عن حالة سليمان الصحية، كما امتنعت الإدارة الأمريكية عن إصدار أية تعليقات حول وفاة الرجل على أراضيها فيما أكد باتريك فنتريل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية حينها للصحفيين أن دولته لا تملك إجابات على أسئلتهم لأن "القانون الأمريكي ليس من شأنه أن يجبر كليفلاند على إصدار تقارير حول التشخيص الطبي لسليمان أو سبب وفاته" - على حد قوله-.

وأكد الموقع أن "سليمان" توفي إثر تصاعد في إصابته بالمرض النشواني كما قال مسئولون لوسائل الإعلام: إن المرض قد تم اكتشافه بعد وصول المريض إلى كليفلاند، مشيرة لدراسات طبية أنتجتها مستشفى شاريتيه في جامعة هومبولت في برلين بألمانيا أن معدل بقاء من يعانون من هذا المرض على قيد الحياة هو 13 شهرا منذ لحظة تشخيص المرض فيما تتسبب أمراض القلب في التقليل من هذا المعدل بمقدار خمسة أشهر كما أنه مرض نادر يصيب 8 من أصل كل مليون شخص سنويا، كما أن أسبابه غير معروفة، ولكن يصيب من هم من أصل برتغالي وسويدي وياباني بصورة وراثية.

ونقل الموقع عن حسين كمال مدير مكتب اللواء سليمان أن رئيسه كان في حالة جيدة جدا قبل وفاته، والذي أكد أنه كان قد توجه لألمانيا لتلقي العلاج من مياه على الرئة قبل توجهه لكليفلاند.

"المرض النشواني"

"فيتو" توجهت لأطباء باطنة وكبد وجراحة لسؤالهم عن المرض "النشواني" الذي أشيع أنه كان سببا في وفاة الجنرال "عمر سليمان".
فالدكتور محمد عز العرب أستاذ الكبد والجهاز الهضمي يرى أن داء "النشواني" أو "المرض النشواني" ينتج عن ترسب بروتين في مختلف أنسجة الجسم، كل أجزاء الجسم معرضة للإصابة به في العين أو الأعصاب أو الكبد أو اللسان أو الجهاز الهضمي، ومن أسبابه اختلال معين في المعالجة لعمليات التمثيل الغذائي تؤدي لترسب نوع معين من البروتين وفي أسباب ثانوية نتيجة التهابات مزمنة على الزمن الطويل نتيجة الدرن المزمن أو الروماتويد أو حمى البحر المتوسط أو التهابات المناعه المزمنة، أما عن علاجه فيأتي باستخدام "كوليستين"، وأحيانا يتم حقن المريض بمادة اميلويد.

فيما قال الدكتور خالد سمير أستاذ أمراض القلب بكلية طب جامعة عين شمس أن مرض "النشواني" من الأمراض الوراثية التي تصيب الإنسان نتيجة نقص في أنزيمات التمثيل الغذائي والسكريات في الجسم ويتم توريثها.

وأضاف: توجد أربعة درجات للمرض، منها درجات خطيرة لو أصيب بها الطفل لا يكمل عمره لنقص بعض الأنزيمات في الجسم، ودرجة بسيطة في البالغين.

وقال: إنه طالما المرض أصاب البالغين فإنه يعتبر من الدرجتين الأولى والثانية، أما الدرجات الثالثة والرابعة تصيب الأطفال وتؤدي إلى وفاتهم.

ويرى "خالد" أن هناك أدوية ونظما غذائية معينة يتم الاعتماد عليها لعلاج المريض!

فيما رأى أطباء آخرون أن أهم أسباب هذا المرض تتمثل في الإصابة بالورم النقوي المتعدد، والعدوى المزمنة والأمراض الالتهابية كالتدرن الرئوي والتهاب المفاصل، غسيل الدم لمدة زمنية مطولة.

أما عن الأعراض والعلامات فتتمثل في تورم الساقين والكاحلين، الضعف العام، فقدان الوزن الملحوظ، الوخز والخدران في اليدين والقدمين، الإسهال أو الإمساك، الإعياء الشديد، صعوبة البلع، عدم انتظام دقات القلب، تضخم اللسان، ظهور البقع الأرجوانية حول العين، خروج البروتين مع البول، الشعور السريع بالشبع.

أما عن تشخيص المرض فرأى الأطباء أن تشخيص الإصابة بالداء النشواني يعتمد على الفحص المخبري للخزعة النسيجية للأنسجة المتأثرة ( الفم، القلب، الرئتين، الكليتين، ودهون البطن ) الذي يكشف عن وجود البروتين النشواني.

ورأوا كذلك أن علاج هذا المرض قد يشمل السيطرة على الفشل العضوي المرتبط بالإصابة به وعلاج العامل المرضي المُسبب له باتباع التدابير التالية: العقاقير الدوائية المُخصصة للعلاج الكيميائي للقضاء على الخلايا الشاذة المنتجة للبروتين النشواني، العقاقير الدوائية المُضادة للالتهاب، زراعة خلايا الدم الجذعية، زراعة الكبد في النمط الوراثي من الداء النشواني.

هذا كان رأي الأطباء، وهو ما لم يتوافر في حالة الجنرال "عمر سليمان" فالرجل لم يشتك من أعراض هذا المرض الذي أكد الأطباء أن علاجه سهل إذا ما اعتنى المريض بنفسه، ورأوا كذلك أنه من السهل اكتشاف المرض منذ بدايته، والجنرال كان يجري فحوصات طبية دورية وهو ما يدحض إمكانية وفاته بهذا المرض!

"لجان الشاطر"

المثير في الأمر أنه بمجرد الإعلان عن وفاة اللواء "عمر سليمان" سربت اللجان الإلكترونية للمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان أخبارا تفيد أن اللواء عمر سليمان قتل أثناء حضوره اجتماعا أمنيا لمعاوني الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق!
فيما نفى وقتها رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر ما نسبته مواقع إلكترونية للجيش السوري الحر حول مقتل نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان في تفجير مقر الأمن القومي أثناء اجتماع كان يحضره عدد من كبار القادة الأمنيين السوريين، موضحا أن سليمان لم يكن موجودا في ذلك الاجتماع.

وعلى الرغم من هذا النفي إلا أن لجان "الشاطر" أصرت على أن "سليمان" قتل في سوريا، فيما بدا أن هذه اللجان تريد أن تصرف الجميع عن أي اجتهادات أخرى في قضية وفاة الجنرال!

محاولات اغتيال سابقة

ووفقا للمعلومات فإن "سليمان" تعرض لـ 5 محاولات للاغتيال منذ ثورة 25 يناير حتى يوم وفاته، إلا أن القدر حال دون نجاح تلك المحاولات، وفي إحدى هذه المحاولات الفاشلة قام أحد حراس رئيس المخابرات العامة الأسبق، بإنقاذ حياة اللواء عمر سليمان وتلقى طلقتين في صدره ما أودى بحياة الحارس الشخصي لسليمان.


اخبار اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق