الأربعاء، 19 فبراير 2014


تاريخ نوادي الروتاري
تفاصيل الإستشارة
الاسم:                                              حسين المصري
السؤال:                                            نسمع عن تشكيل يطلق عليه اسم " الروتارى " فهل فيه تعاليم تخالف تعاليم الإسلام ؟
تاريخ النشر:                                       2000-06-11
الاجابه
جاء فى المصادر التى كتبها المنتسبون إلى الروتارى ، والمعلقون عليه أن المحامى اليهودى " بول هاريس " الذى كان يعيش فى شيكاغو أحس بالوحدة وبحاجته الملحة إلى الزمالة والصداقة ، ففكر فى جمع بعض الأصدقاء فى مكتبه فى روح أخوية، ليتدارسوا كيفية رفع مستوى كل منهم .‏
وأول اجتماع كان فى ‏23 من فبراير سنة ‏1905 م حضره أربعة من الأصدقاء ، واتفقوا على أن يكون الاجتماع أسبوعيا فى مكان عمل واحد منهم ، ومن هنا جاء اسم :‏ " الروتارى " .‏ ولما كثر عددهم وضاقت بهم أماكن العمل أصبحت اجتماعاتهم حول موائد للطعام ، مع مناقشة ما يرون من مسائل .‏
ثم أنشأوا ناديا ثانيا فى " فرنسيسكو " سنة ‏1908 م ، وتكونت نواد خارج أمريكا ، كان أولها نادى " وينينج " فى كندا سنة ‏1912 ، ثم انتشرت فى كثير من البلاد ، حتى صار عددها ‏17800 فى ‏154 دولة ومنطقة جغرافية حسب إحصاء نوفمبرسنة ‏1978 م .‏
وهذه النوادى تعقد مؤتمرات كان أولها فى شيكاغو سنة ‏1910 م وكان أول مؤتمر خارج أمريكا سنة ‏1921 م فى " أدنبرة " باسكوتلاندا حيث أطلق عليه اسم :‏ الروتارى الدولى .‏ وفى سنة ‏1922 م عقد المؤتمر فى " لوس أنجلوس " بأمريكا ، واستمرت المؤتمرات تنعقد سنويا منذ ذلك التاريخ ، وكان آخرها رقم ‏69 فى طوكيو سنة ‏1978 م .‏
ونوادى الروتارى تعتبر أعضاء فى مؤسسة الروتارى الدولية ، ومقرها مدينهَ " أفنسنون " بولاية " ألينوى " بالولايات المتحدة الأمريكية .‏
تبين أن فكرة النادى نبعت من الحاجة إلى، طرد شبح الوحدة والعزلة وإلى الاندماج مع الناس ، والتفكير فى تحسين حال الزملاء الذين يجمعهم النادى ، ثم وضح نادى الروتارى فى مصر الغرض من إنشائه وركزه فى أمور أربعة :‏
‏1 -‏ توسيع مدى التعارف لإتاحة الفرصة للخدمة .‏
‏2-‏ بلوغ مستوى خلقى سام فى الأعمال والمهن .‏
‏3 -‏ تمسك كل روتارى بمبدأ الخدمة فى حياته الشخصية العملية والاجتماعية .‏
‏4 -‏ تعزيز روح التفاهم الدولى والنية الصادقة وحب السلام ، وذلك بتوثيق أواصر الزمالة فى العالم بين الروتاريين أصحاب الأعمال والمهن .‏
وهذه الأغراض فى شكلها وفى جملتها قد تغرى بالانضمام إلى هذه النوادى ، أو على الأقل عدم التعرض لنشاطها ما دام يستهدف تحقيق هذه الأغراض .‏
ومن المعلوم أن هناك صلة بينها وبين الماسونية ، ومن شواهد ذلك :‏
‏1 -‏ أن شعار جميع الأعضاء هو " الأديان تفرقنا و الروتارى يجمعنا" وهو شعار الماسونية .‏ وقد قرر مجلس إدارة الروتارى الدولى فى اجتماع عام ‏40 / ‏1941 م أن نوادى الروتارى تضم أعضاء من مختلف الأديان والمبادئ ، ولكل أن يتمسك بعقيدته الدينية ، مع الاحترام الكامل لعقيدة الآخرين .‏
وقد وضع الأديان كلها فى مستوى واحد من الاحترام ، بصرف النظر عما هو سماوى أو أرضى ، وفى ذلك -‏كما يقال -‏غسل القلوب والعقول تمهيدا لغرس ما يراد فيها مما تخطط له الماسونية من سيطرة الدين اليهودى وأفكار التلمود التى استغنوا بها عن التوراة .‏
‏2 -‏ أن المجموعة الأولى التى اشتركت مع "بول هاريس " فى تأسيس الروتارى كانت أعضاء فى المحافل الماسونية ، بل إنه فى بعض الحالات قصرت عضوية النادى على الماسون فقط مثل نادى "أدنبرة " فى بريطانيا سنة ‏1921 م .‏
‏3 -‏ يقول الصحفى التركى (‏ شهاب طان )‏-‏كما جاء فى كتاب "فى زنزانات إسرائيل " -‏ .‏ ولكن المحافل الماسونية غيرت اسم بعضها إلى جمعيات الروتارى بعد أن عرفت أسرارها وأهدافها .‏
‏4 -‏ حذر الفاتيكان من خطر هذه الأندية ، فصدر مرسوم من المجلس الأعلى فى ‏0 ‏2 من كانون أول سنة ‏1950 م قرر فيه الكرادلة ما يأتى :‏ " دفاعا عن العقيدة والفضيلة تقرر عدم السماح لرجال الدين بالانتساب إلى الهيئة المسماة بنوادى الروتارى ، وعدم الاشتراك فى اجتماعاتها " .‏
‏5 -‏ أن بعض الجمعيات والتنظيمات الحديثة التى دخلت المحيط الإسلامى ظهر أن لها صلة قوية بتنظيمات غربية تستهدف مصالح الغرب وبخاصة اليهود ، كجمعية :‏ " أصدقاء الشرق الأوسط الأمريكية " التى يعمل " هوبكنز " نائبا لرئيسها ، وقد كان قسيسا ومنتسبا لطائفة خطيرة ، وله نشاط واسع فى السياسة لصالح أمريكا وبريطانيا ، وقد قاطعت شخصيات إسلامية هامة مؤتمره الذى عقد سنة ‏1954 م .‏ فى " بحمدون " بلبنان ، معلنة أن الإسلام ليس فى حاجة إلى توجيهات أجنبية .‏
إن أقل ما يقال فى الروتارى وأمثاله أنها تشكيلات تحوم حولها الشبهة لما يأتى :‏
‏1 -‏ أن المؤسسين الأول يهود ، ونحن نعرف ماضيهم وما ارتكبوه من جرائم فى حق الإنسانية كلها ، وسجل القرآن كثيرا منها ، وما يزال العرب والمسلمون يعانون منهم إلى اليوم .‏
‏2 -‏ هل عقمت تعاليم الإسلام وأفكار المسلمين أن تضع أهدافا إنسانية كالتى يدعيها المؤسسون للروتارى ؟ وهل نحن فى حاجة إلى ما يضعه لنا الأجنبى المعروف بعدائه ، والذى يصبغه بألوان ينخدع بها المصابون بعقدة الخواجة ؟ .‏
‏3 -‏ إن اللمسة الروحية تنقص هذه النوادى فالاهتمام كله فى الخدمة بالمفهوم الذى يعرفه من تورط فيها وقتا أو راقب نشاطها ، دون اهتمام بالثواب الأخروى فهو أمر ثانوى ، وقد فطن لخطرها آباء الكنيسة المسيحية ، فقد خطب " تشيسترون " فى حفل أقيم سنة ‏1931 م فى نيويورك ، ووصف منظمة الروتارى بأنها تنقصها اللمسة الروحية وأن شيئا غير أخلاقى يهيمن عليها وعلى علاقات أفرادها .‏ انتهى .‏
‏4 -‏ جاء فى جريدة "الشهاب " بتاريخ ‏13 / ‏5 / ‏1964 م أن أول مؤتمر ماسونى روتارى عقد فى " رامات غان " بفلسطين المحتلة ، وامتدحوا فيه إسرائيل .‏

هذه هى نوادى الروتارى من كلام أعضائها والمتصلين بها ، والمسلمون بالذات ليسوا فى حاجة إليها ، وإذا كان لبعض أعضائها نشاط دينى فهو ليس نتيجة الانتساب إليها ، وإذا كان لبعض الشخصيات اتصال بها فى مناسبة ما فليس ذلك شهادة بأنها بعيدة عن الشبهة ، ومن أراد أن يباشر نشاطا اجتماعيا لا شبهة فيه فما أكثر ميادينه البريئة ، ولتكن لنا شخصية مستقلة فى فكرها وسلوكها ، تتخذ مقوماتها من الدين الذى أكمله الله وأتم به النعمة ، ووعد على التمسك به حياة طيبة فى الدنيا والأخرى .‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق