تاريخ
نوادي الروتاري
تفاصيل
الإستشارة
الاسم:
حسين المصري
السؤال:
نسمع عن تشكيل يطلق عليه اسم " الروتارى " فهل فيه تعاليم تخالف تعاليم
الإسلام ؟
تاريخ
النشر:
2000-06-11
الاجابه
جاء
فى المصادر التى كتبها المنتسبون إلى الروتارى ، والمعلقون عليه أن المحامى
اليهودى " بول هاريس " الذى كان يعيش فى شيكاغو أحس بالوحدة وبحاجته
الملحة إلى الزمالة والصداقة ، ففكر فى جمع بعض الأصدقاء فى مكتبه فى روح أخوية،
ليتدارسوا كيفية رفع مستوى كل منهم .
وأول
اجتماع كان فى 23 من فبراير سنة 1905 م حضره أربعة من الأصدقاء ، واتفقوا على أن
يكون الاجتماع أسبوعيا فى مكان عمل واحد منهم ، ومن هنا جاء اسم : "
الروتارى " . ولما كثر عددهم وضاقت بهم أماكن العمل أصبحت اجتماعاتهم حول
موائد للطعام ، مع مناقشة ما يرون من مسائل .
ثم
أنشأوا ناديا ثانيا فى " فرنسيسكو " سنة 1908 م ، وتكونت نواد خارج
أمريكا ، كان أولها نادى " وينينج " فى كندا سنة 1912 ، ثم انتشرت فى
كثير من البلاد ، حتى صار عددها 17800 فى 154 دولة ومنطقة جغرافية حسب إحصاء
نوفمبرسنة 1978 م .
وهذه
النوادى تعقد مؤتمرات كان أولها فى شيكاغو سنة 1910 م وكان أول مؤتمر خارج أمريكا
سنة 1921 م فى " أدنبرة " باسكوتلاندا حيث أطلق عليه اسم : الروتارى
الدولى . وفى سنة 1922 م عقد المؤتمر فى " لوس أنجلوس " بأمريكا ،
واستمرت المؤتمرات تنعقد سنويا منذ ذلك التاريخ ، وكان آخرها رقم 69 فى طوكيو سنة
1978 م .
ونوادى
الروتارى تعتبر أعضاء فى مؤسسة الروتارى الدولية ، ومقرها مدينهَ " أفنسنون
" بولاية " ألينوى " بالولايات المتحدة الأمريكية .
تبين
أن فكرة النادى نبعت من الحاجة إلى، طرد شبح الوحدة والعزلة وإلى الاندماج مع
الناس ، والتفكير فى تحسين حال الزملاء الذين يجمعهم النادى ، ثم وضح نادى
الروتارى فى مصر الغرض من إنشائه وركزه فى أمور أربعة :
1
- توسيع مدى التعارف لإتاحة الفرصة للخدمة .
2-
بلوغ مستوى خلقى سام فى الأعمال والمهن .
3
- تمسك كل روتارى بمبدأ الخدمة فى حياته الشخصية العملية والاجتماعية .
4
- تعزيز روح التفاهم الدولى والنية الصادقة وحب السلام ، وذلك بتوثيق أواصر
الزمالة فى العالم بين الروتاريين أصحاب الأعمال والمهن .
وهذه
الأغراض فى شكلها وفى جملتها قد تغرى بالانضمام إلى هذه النوادى ، أو على الأقل
عدم التعرض لنشاطها ما دام يستهدف تحقيق هذه الأغراض .
ومن
المعلوم أن هناك صلة بينها وبين الماسونية ، ومن شواهد ذلك :
1
- أن شعار جميع الأعضاء هو " الأديان تفرقنا و الروتارى يجمعنا" وهو
شعار الماسونية . وقد قرر مجلس إدارة الروتارى الدولى فى اجتماع عام 40 / 1941
م أن نوادى الروتارى تضم أعضاء من مختلف الأديان والمبادئ ، ولكل أن يتمسك بعقيدته
الدينية ، مع الاحترام الكامل لعقيدة الآخرين .
وقد
وضع الأديان كلها فى مستوى واحد من الاحترام ، بصرف النظر عما هو سماوى أو أرضى ،
وفى ذلك -كما يقال -غسل القلوب والعقول تمهيدا لغرس ما يراد فيها مما تخطط له
الماسونية من سيطرة الدين اليهودى وأفكار التلمود التى استغنوا بها عن التوراة .
2
- أن المجموعة الأولى التى اشتركت مع "بول هاريس " فى تأسيس الروتارى
كانت أعضاء فى المحافل الماسونية ، بل إنه فى بعض الحالات قصرت عضوية النادى على
الماسون فقط مثل نادى "أدنبرة " فى بريطانيا سنة 1921 م .
3
- يقول الصحفى التركى ( شهاب طان )-كما جاء فى كتاب "فى زنزانات إسرائيل
" - . ولكن المحافل الماسونية غيرت اسم بعضها إلى جمعيات الروتارى بعد أن
عرفت أسرارها وأهدافها .
4
- حذر الفاتيكان من خطر هذه الأندية ، فصدر مرسوم من المجلس الأعلى فى 0 2 من
كانون أول سنة 1950 م قرر فيه الكرادلة ما يأتى : " دفاعا عن العقيدة
والفضيلة تقرر عدم السماح لرجال الدين بالانتساب إلى الهيئة المسماة بنوادى
الروتارى ، وعدم الاشتراك فى اجتماعاتها " .
5
- أن بعض الجمعيات والتنظيمات الحديثة التى دخلت المحيط الإسلامى ظهر أن لها صلة
قوية بتنظيمات غربية تستهدف مصالح الغرب وبخاصة اليهود ، كجمعية : " أصدقاء
الشرق الأوسط الأمريكية " التى يعمل " هوبكنز " نائبا لرئيسها ،
وقد كان قسيسا ومنتسبا لطائفة خطيرة ، وله نشاط واسع فى السياسة لصالح أمريكا وبريطانيا
، وقد قاطعت شخصيات إسلامية هامة مؤتمره الذى عقد سنة 1954 م . فى " بحمدون
" بلبنان ، معلنة أن الإسلام ليس فى حاجة إلى توجيهات أجنبية .
إن
أقل ما يقال فى الروتارى وأمثاله أنها تشكيلات تحوم حولها الشبهة لما يأتى :
1
- أن المؤسسين الأول يهود ، ونحن نعرف ماضيهم وما ارتكبوه من جرائم فى حق
الإنسانية كلها ، وسجل القرآن كثيرا منها ، وما يزال العرب والمسلمون يعانون منهم
إلى اليوم .
2
- هل عقمت تعاليم الإسلام وأفكار المسلمين أن تضع أهدافا إنسانية كالتى يدعيها
المؤسسون للروتارى ؟ وهل نحن فى حاجة إلى ما يضعه لنا الأجنبى المعروف بعدائه ،
والذى يصبغه بألوان ينخدع بها المصابون بعقدة الخواجة ؟ .
3
- إن اللمسة الروحية تنقص هذه النوادى فالاهتمام كله فى الخدمة بالمفهوم الذى
يعرفه من تورط فيها وقتا أو راقب نشاطها ، دون اهتمام بالثواب الأخروى فهو أمر
ثانوى ، وقد فطن لخطرها آباء الكنيسة المسيحية ، فقد خطب " تشيسترون "
فى حفل أقيم سنة 1931 م فى نيويورك ، ووصف منظمة الروتارى بأنها تنقصها اللمسة
الروحية وأن شيئا غير أخلاقى يهيمن عليها وعلى علاقات أفرادها . انتهى .
4
- جاء فى جريدة "الشهاب " بتاريخ 13 / 5 / 1964 م أن أول مؤتمر
ماسونى روتارى عقد فى " رامات غان " بفلسطين المحتلة ، وامتدحوا فيه
إسرائيل .
هذه
هى نوادى الروتارى من كلام أعضائها والمتصلين بها ، والمسلمون بالذات ليسوا فى
حاجة إليها ، وإذا كان لبعض أعضائها نشاط دينى فهو ليس نتيجة الانتساب إليها ،
وإذا كان لبعض الشخصيات اتصال بها فى مناسبة ما فليس ذلك شهادة بأنها بعيدة عن
الشبهة ، ومن أراد أن يباشر نشاطا اجتماعيا لا شبهة فيه فما أكثر ميادينه البريئة
، ولتكن لنا شخصية مستقلة فى فكرها وسلوكها ، تتخذ مقوماتها من الدين الذى أكمله
الله وأتم به النعمة ، ووعد على التمسك به حياة طيبة
فى الدنيا والأخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق