الخميس، 13 فبراير 2014

ماذا لو لم يترك مبارك السلطة في 11 فبراير؟

مبتدا | منذ 22 ساعة

مبارك
ماذا لو لم يتنحّ مبارك في 11 فبراير 2011؟ رغم أن ذلك السيناريو كان وارد الحدوث بنهاية الثمانية عشر يومًا، التي أشعلت ميدان التحرير، وغيره من ميادين الحرية في مصر، فإن أحدًا لم يتوقف طويلاً أمام تأثيراته ونتائجه الخطيرة، لو كان قد تحقق على أرض الواقع.

السيناريو الأول.. مبارك يرفض ترك الحكم والجيش ينحاز إليه

السيناريو الثاني.. مبارك يرفض ترك الحكم والجيش يقف على الحياد

السيناريو الثالث.. مبارك يرفض التخلي عن الحكم والجيش ينحاز للشعب

إن قرار تخلّيه عن سدّة الحكم، حال دون استمرار حمّامات الدماء بين أبناء الوطن، فإن حسابات الموقف وتعقيداته قبل 3 سنوات، أجبرته بلا شكّ على ترك السلطة،، ورغم كل المحاولات اليائسة من جوقة المصالح التي كانت تحيط به، والتي اجتهدت بشتى الطرق لتسكين الوضع، على أن تمرّ العاصفة على أي نحو، بما يحفظ فرص إقرار سيناريو التوريث .
كما أن بطء مبارك في اتخاذ قرارات تهدئ من ثورة الغضب في الشارع آنذاك، حوَّل مطالب المنتفضين ضد النظام، وضد الحزب الوطني، من مجرد الدعوة إلى الإصلاح، والرغبة في إقالة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وتطهير جهاز أمن الدولة السابق، وتحسين الظروف المعيشية للمصريين، فضلاً عن ضمان حريتهم وكرامتهم الإنسانية، بإقرار منظومة فعّالة للعدالة الاجتماعية، إلى تصميم تام على إزاحته هو نفسه من الحكم. الموجة الثورية العاتية في 25 يناير بدأت أقرب للانتفاضات الحالمة، وانتهت بفيضان سياسي جارف، غيّر شكل نظام الحكم.
رفع يد الأمريكان رويدًا رويدًا عن مبارك، وتبدّل موقف واشنطن خلال الـ18 يومًا، من الدعم العلني له، إلى الدعوة لإجراء إصلاحات، وتنقية الحكومة من الفاسدين والقمعيين، وصولاً لضرورة مغادرة قصر الحكم على الفور (أغلب الظن بعد أن استقر الرأي في البيت الأبيض على وجود حليف بديل آنذاك، يتمثّل في الإخوان)، أسهم بالقطع في انهيار الغطاء الخارجي عن نظام ما قبل 25 يناير بالكامل. الرئيس الأسبق كان على درجة من الوعي بأنه بات غير مرغوب فيه، في أروقة الإمبراطورية التي تحكم العالم، وتوزّع صكوك الشرعية والديمقراطية على هذا، وتسحبها من ذاك، فكان قراره بالتنحي.
عدم حكمة السلطة في إدارة الـ18 يومًا خلال ثورة 25 يناير، وعدم تبنّيها أي خطط مبتكرة وعاجلة لتحييد الناس في معادلة الصراع، فاقم غضب الشارع. لا نتحدّث هنا عن الملايين الذي توافدوا على الميدان، المقصود هو أن جميع الربوع المصرية بعد 2 أو 3 فبراير، دخلت حيّز الحنق من السلطة، ولكن هذه المرة تحت شعارات فئوية.
قبل رحيل مبارك عن القصر الرئاسي بأيام قليلة، قطعت معظم الطرق السريعة الرئيسية في البلاد، كمصر إسكندرية الصحراوي، والقاهرة أسيوط، والقاهرة الإسماعيلية، وغيرها، من قبل مجموعات غاضبة غير مسيّسة في أغلبها، ترفع شعارات تهدف لتحسين الظروف المعيشية والأجور. لم تكن هناك مصلحة حكومية واحدة تقريبًا لم يتجمهر العاملون فيها أمام مقرّاتها، طلبًا لإجراء تغيير إيجابي بوظائفهم. العمّال ظهروا في الخلفية أيضًا. إعلان العصيان في عدد من المناطق الصناعية والإنتاجية في مختلف المحافظات، لأجل الحصول على حقوقهم المسلوبة، تصاعد بقوة وتصميم.
البلاد باتت في تلك اللحظة في نوبة شلل تام. مطالب التحرير برحيل مبارك وحزبه، أصبح حلاً سحريًا للأزمة السياسية من جانب، وللغضب المتنامي جرَّاء سوء الأحوال الحياتية من جانب آخر.
الألاعيب القذرة التي مارستها بعض الأطراف الإقليمية والدولية، بالتنسيق مع تنظيمات مصرية داخلية، وعلى رأسها الإخوان، في أثناء أحداث الثورة، كما تشير قضيتا اقتحام السجون والتخابر، المنظورتان حاليًا، والمتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وعدد من قيادات جماعته، أسهمت بلا شكّ في خلخلة نظام مبارك، بعد أن عكست عجزًا أمنيًا غير مسبوق في الشارع، يستحيل على أي سلطة الاستمرار في ظله.
صراعات السلطة التي تنامت خلال الـ18 يومًا بين أركان النظام. وعدم رضا البعض عن تصعيد مبارك لمدير المخابرات العامة الراحل، اللواء عمر سليمان، لموقع نائب الرئيس، أغضب دعاة توريث الحكم لجمال مبارك. انعكاسات تناحر الفريقين بدت في إجهاض مجموعة نجل الرئيس الأسبق لأي حلول سياسية، تنضوي على احتواء الغضب الشبابي، أو إحلال الحزب الوطني، قبل أن تؤشر محاولة الاغتيال الفاشلة لسليمان نفسه، بمنطقة منشية البكري، إلى أن طائفة ما في السلطة، تريد إقصاءه عن المشهد بأي ثمن، حتى لا يرثه بعد غياب مبارك عنه.
كل العناصر السابقة تضافرت لإجبار مبارك على ترك الحكم، إلا أن جميعها لم تكن لتزحزحه شبرًا واحدًا خارج القصر الرئاسي، لو أن الجيش لم ينحز لصوت الثورة.. القوات المسلحة، وهي كيان وطني بامتياز، غلب ولاؤه للدولة المصرية. لولا خيار خير أجناد الأرض بالوقوف إلى جانب المصريين، لكان سيناريو تخلي مبارك عن الرئاسة، ضربًا من الخيال، وإذا ما تحقّق تحت أي ظرف، بالقطع كانت ستكتب فاتورته بالدمّ، ولا شيء آخر.
إن سيناريوهات 25 يناير، رسمت وفق موقف الجيش بالأساس، وقبل كل شيء. وعليه فإن الإجابة عن سؤال: ماذا لو لم يتخلّ مبارك عن الحكم؟ يجب ألا تكون بعيدة عن قراءة انحيازات المؤسسة العسكرية آنذاك، وبالتالي فهناك 3 إجابات، أو إن تحرّينا الدقة 3 مشاهد للإجابة عن السؤال.
المشهد الأول- مبارك يرفض التنحي عن السلطة.. والجيش ينحاز إليه: النتيجة البديهية المتوقعة هنا، وبلا أدنى مواربة، ستكون حملات قمع وعنف واعتقال غير مسبوقة، ضد ثوار التحرير. إعلان الأحكام العرفية في البلاد، وتشكيل حكومة عسكرية، وتغيير المحافظين، ليحلّ محلّهم الحكام العسكريون. حملة اغتيالات واسعة لرموز 25 يناير، والأحزاب والتيارات المساندة لها، على يد أركان نظام الرئيس الأسبق. وداعًا لحرية الصحافة والإعلام. تنحية القضاء العادي والاعتماد فقط على نظيره العسكري. جرّ مصر لساحة التدخلات الخارجية بدعوى الدفاع عن حرية التعبير ومواجهة الحكم العسكري. القوى السياسية التقليدية ستنزوي تمامًا.. جماعة الإخوان ستعود للجحور خوفًا من التنكيل بها. الصوت الشبابي الاحتجاجي سيُضرب بلا رحمة.
المشهد الثاني- مبارك يرفض التخلي عن الحكم.. والجيش يقرّر أن يبقى على الحياد: الثوار لن يتركوا الميدان.. والنظام لن يترك السلطة. اقتتال الأهالي على نطاق واسع. الإخوان، وكما حدث في أثناء الثورة فعليًا، سيتفاوضون سرًا مع عمر سليمان، للتخلّي عن الغاضبين في التحرير، مقابل مجموعة من المكاسب. الأحزاب المدنية الكارتونية ستكتفي بعبارات شجب السلطة. الإعلام الحكومي سيتحدث عن نكران جميل مبارك، وسيسرد قصصًا مختلقة عن المؤامرات الداخلية والخارجية. قمع الأمن سيعود بشراسة وبانتقام مجنون. الانبطاح أكثر للأمريكان لحماية أركان الحكم. سيناريو التوريث سيمضي في طريقه.
المشهد الثالث- مبارك يرفض التخلي عن الحكم.. والجيش ينحاز للشعب: القوات المسلحة ستخلع مبارك بلا أدنى تردد. سيحاكم وأركان حكمه. سيتم التوافق، بعيدًا عن القوى السياسية في الأغلب، وربما بمشاركة رمزية من التيارات الثورية، على شكل النظام الجديد، بعد رحيل الرئيس الأسبق عن السلطة. كلمة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ستكون العُليا. حكم الجنرالات سيكون مطروحًا في المعادلة. القوى الانتهازية –كالإخوان- ستسانده في الشارع.
ما حدث في النهاية أن الجيش انحاز للجماهير، فأُجبر مبارك على التنحي. والحقيقة الدامغة على الأرض، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أدار شئون البلاد بعد 25 يناير، سلّم السلطة، ولم يتشبّث بها.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأى موقع مبتدا، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط
إقرأ أيضاً

المنيا - أحمد عبد السميع | منذ ساعة

ضبط 3 قمصان واقية للرصاص وعلب مسامير وشماريخ عقب فض مسيرة إخوانية

نجحت أجهزة الأمن بالمنيا في فض مسيرة لأنصار الرئيس المعزول بحي أبو هلال بجنوب مدينة المنيا، وتم ضبط توك توك يحتوى على مكبرات صوت تستخدم للهتافات المناهضة للجيش والشرطة.

مبتدا - مؤمن أبوالخير | منذ ساعتين

الأوقاف تستبعد عناصر إخوانية في حركة تنقلات جديدة

تجري وزارة الأوقاف بعض التعيينات ونقل العديد من القيادات على مستويات مديري العموم ووكلاء المديريات الفرعية والديوان العام بالوزارة والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

مبتدا - عبدالوهاب أبو النجا | منذ 15 ساعة

تحقيقات كرداسة: برلماني سابق حرض الأهالي على قتل المأمور و13 ضابط

أمر النائب العام المستشار هشام بركات بإحالة 188 متهمًا من أنصار جماعة الإخوان "الإرهابية"، المتهمين في أحداث مجزرة كرداسة، التي راح ضحيتها مأمور المركز ونائبه و 12 من ضباط وأفراد القسم إلى المحاكمة، وذلك بعد الانتهاء من التحقيقات.

مبتدا - احمد سعيد | منذ 16 ساعة

حمدين صباحي: الثورة لن تحقق أهدافها دون الجيش

قال حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، انه يتفهم اراء متعددة بعضها مع ترشيحه لرئاسة الجمهورية و بعضها ضد ترشحه.

مبتدا - محمد أبو ستيت | منذ 18 ساعة

شباب الإنقاذ: «مراجعات الإخوان» لن تجدى ويجب تطبيق القانون

قال شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، وعضو المكتب السياسى لشباب جبهة الإنقاذ الوطنى، إن مبادرة الجبهة الوسطية التى تنادى شباب جماعة الإخوان الإرهابية بعمل مراجعات فكرية لن تجدى فى الوقت الراهن لأن الأمر الآن لا يتطلب مصالحة...

مبتدا - محمد أبو ستيت | منذ 18 ساعة

قيادى وفدى: مبادرة «الجبهة الوسطية» لن تؤثر فى شباب الإخوان

قال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، حسين منصور، إن المبادرة التى أطلقتها الجبهة الوسطية التى تضم عدد من شباب جماعة الإخوان المنشقين وجهاديين سابقين وعدد من رموز الدعوة السلفية والتى تدعو شباب الإخوان لعمل مراجعات فكرية لن تأتى بنتيجة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق