الخميس، 21 نوفمبر 2013

حلب تترقّب: 3 جبهات ساخنة تفتح الباب لـ «السقوط المدوّي».. والمعارضة تتوقّع إنهيار المقاتلين!عبدالله قمح

نيوز الاخباري -بعد تحرير “السفيرة” في ريف حلب ومن ثمّ اللواء “80″ في محيط مطار المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لسورية، تستمر القوات السورية تعاونها وحدات من حزب الله بالتقدم في مدينة حلب نحو معاقل ومواقع ميليشيات المعارضة المسلحة بهدف تطهير المدينة منها.
تعتبر معركة “حلب” بالنسبة إلى الجيش السوري وحزب الله “معركة إستعادة سوريا”، حيث تعتبر المدينة العاصمة الاقتصادية لسورية، وتسعى هذه القوات لاستعادتها تماهياً مع التقدم الحاصل في ريف العاصمة دمشق، حيث عادت العاصمة السورية بنسبة 75% تقريباً إلى الدولة مجدداً لتكون بذلك قد حققت قفزة إستراتيجية نوعية بإستعادة المناطق التي خسرتها والتي كان الأمور من شبه المستحيلات، وبالتالي إستعادة سوريا وإنهاء وجود المعارضة المسلحة في المدن الكبرى والرئيسيّة التي تريد إتخاذها كقواعد لها وإقامة حكومة غير شرعية بهدف الاعتراف الدولي الشامل بها كقوة عسكرية على الارض.
تدور المعارك اليوم في ريف حلب الجنوبي الشرقي وفي قلب المدينة أيضاً، حيت تمكنت القوات السورية من السيطرة على مواقع إستراتيجية كانت تابعة للمعارضة، مما أسهم بالتراجع الملحوظ لهذه الميليشيات في المدينة وريفها، حيث ادى ذلك إلى إطلاق الاخيرة للـ “النفير العام” أي إستدعاء جميع المقاتلين إلى المعركة وذلك بهدف صد الهجوم السوري الذي وصف بأنه “الاعنف” منذ بدء مراحل القتال في المدينة.
الأهداف التحضيرية لمعركة حلب..
الاهداف الميدانية الجديدة للجيش السوري وحزب الله اليوم والتي تُعتبر تحضيرية لفتح المعركة الكبرى في المدينة، تتركز على تنظيف منطقة محيط مطار حلب، وأيضاً السيطرة عى حي “الباب” في المدينة، والذي يعتبر حياً إستراتيجياً بسبب تقاطعه مع الاحياء الكبيرة والاساسية في المدينة، والتي تُسيطر عليها ميليشيات المعارضة خصوصاً تلك المرتبطة بالقاعدة، والسيطرة أيضاً على المسجد الأموي التاريخي ذات الموقع الاستراتيجي، وايضاً مطار “النيرب” العسكري أحد أهم المطارات السورية في المنطقة حيث يُعد هذا المطار الباب الغربي لمدينة حلب، والسيطرة عليه تعني فتح باب المعركة لتحرير المدينة من الغرب، حيث ستكون ميليشيات المعارضة هنا بين فكي كماشة القوات السورية من جهتين، وثالثة في الريف الشمالي يُعمل عليها بالتعاون مع الأكراد (وحدات حماية الشعب)، أي انّ سقوط مدينة حلب من يد المعارضة وعودتها إلى الحكومة السورية باتت مسألة وقت نظراً للتطورات الدراماتيكية الحاصلة على أرض المعركة.
المعارك بحسب تقارير المعارضة تدور على 3 جبهات هي جبهة “المسجد الاموي” الذي يشهد محيطة قتالاً عنيفاً منذ أيام ويشهد أيضاً وفق “المعارضة” تراجعاً ملحوظاً لقواتها أمام كثافة النيران السورية، وجبهة “حي الباب” الذي يشهد قصفاً عنيفاً مترافقاً مع تقدم للقوات الحكومية نحوه، وتقدم آخر نحو حي “الصاخور” حيث تشير التقديرات الاولية بأن الخيش السوري أصبح على بعد أقل من 6 كلم عن الحي، حيث تشكل المحاور الثلاث (المسجد الأموي، حي الباب، وحي الصاخور) نقطة الانقضاض على المعارضين في الأحياء الرئيسية وشلّ قدرتهم والإنتشار في قلب مدينة حلب والسيطرة عليها من الداخل بالتوازي مع شلّ أطرافها وذلك تسهيلاً للسيطرة عليها. وايضاً هناك جبهة أخرى على محور “مطار النيرب” العسكري احد الجبهات الاساسية للقوات السورية التي تسعى لفتح الجبهة الغربية للمدينة إنطلاقاً منه، والذي ييشهد على مدار أيام قصفاً مركزاً.
الهدف الاخر ايضاً للقوات السورية في جبهة جنوبي شرق حلب هي فكّ الحصار عن قريتي “نبل” و “الزهراء” المحاصرتين من قبل ميليشيات المعارضة منذ أكثر من عام. أهمية إسقاط الحصار هذه المناطق عسكرياً وإستعادتها، هو فتح الباب لتعزيز نفوذ القوات السورية في المنطقة، وبالتالي أخذ مواقع متقدمة لها تحظى بدعم مدني وعسكري وأهلي، حيث ان إستعادة “نبل” و “الزهراء” يمكنان القوات السورية وحزب الله من فتح نوافذ متقدمة على مواقع هامة تُسيطر عليها ميليشيا المعارضة، وايضاً تدعيم المحاور التي تُنشأ للهدف ذاته.
المعارضة تخشى السقوط المدوّي..
ميليشيات المعارضة المتعددة لا تخفي خشيتها من تقدم القوات السورية، حيث صبّت جام غضبها على “حزب الله” و “الحرس الثوري الايراني” متهمة إياهما بدعم الجيش السوري عسكرياً ما سهّل دخوله وتحريره بعض المناطق الاستراتيجية في حلب متهمة ايضاً هذه القوات بـ “قصف مناطق تواجد المعارضين والمسلحين براجمات الصواريخ والطائرات وإعتماد سياسة الارض المحروقة تسهيلاً لدخولهم هذه المناطق”، وفق زعمها.
المعارضة لم تستثني فصائل المعارضة الاخرى من غضبها، متهمة في السياق “داعش” (الدولة الاسلامية في العراق والشام) بالانشغال بقتل المعارضين، بينما يقوم حزب الله والجيش السوري بالتقدم وإحتلال المواقع الهامة في حلب، حيت بدت المعارضة على لسان “المركز الإعلامي السوري” في حلب مستائة جداً مما وصلت إليه الأمور ولم تخفي إمكانية إنهيار المقاتلين في حلب نتيجة ما يعانوه من من القتال مع قوات حزب الله والجيش السوري المدربة جداً، وما يتلقوه من معاملة من قبل “داعش” والقاعدة.
من الناحية الاستراتيجية يُعتبر سقوط “حلب” سقوطاً لمشروع إسقاط الدولة السورية، وإنتصاراً كبيراً يسجّل لهذه القوات التي ستستعيد السيطرة على نحو 70% من سوريا ما يؤدي لخسارة المعارضة لمعاقل إستراتيجية عوّلت عليها كثيراً من أجل إعطاء الشرعيّة لنفسها وتحويل هذه المناطق لمناطق خاضعة لسيطرتها تكون مركزاً لحكومة إنتقالية وفق نفسه مشروع “بنغازي” الليبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق