الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الفصـل الثالـث - محمد على وتأسيس الجيش المصر الحديث

أولا : مراحل تأسيس الجيش المصرى
يقترن اسم محمد على باشا بنهضة عظيمة للجيش المصرى ، اخذ فيها بأسباب التقدم والارتقاء حتى طالت شهرته الآفاق ، وقضت انتصاراته الباهرة المتوالية مضاجع الدول العظمى ، فحسبت لمصر ألف حساب ، وأخذت تنظر اليها نظرة ملؤها الرهبة والاحترام ، وراحت تخطب ودها وصداقتها ، ثم ناصبتها العداوة حينما خشيت على كيانها .
ولقد أدرك محمد على باشا بثاقب فكره ، وسديد نظرته للأمور ، أهمية وجود جيش قوى للدفاع عن مصالح الأمة وحماية منجزاتها والحفاظ على مكانتها وكرامتها، ومن ثم قاد محمد على نهضة شاملة وغير مسبوقة فى الجيش كانت بمثابة رأس الحرية لنهضة شاملة فى كل جوانب الحياة فى مصر .
 
الجيش قبل محمد على :
كان الجيش  قبل محمد على مؤلف من عناصر تميل بطبيعتها الى الشغب والفوضى ، فمعظمها من الأكراد والألبان والشراكسة الذين يطلق عليها لفظة ( باشبوزق ) اى الجنود غير النظاميين ، ولم تكن لمثل تلك المجموعة المختلطة من الأجناس الغربية عن مصر الشعور القومى الذى يشعر به أبناء البلاد ، وكان تنظيم هذه القوات خاضعا للانقلابات السياسية التى أملتها الثورات فى الولايات العثمانية والمعارك والاختلافات التى الفتها حياة المماليك أثناء القرن الثامن عشر .
ويضاف الى تلك القوات جماعات من الأعراب الذين كانوا يهددون الأمن فى بعض الأقاليم، ولم تكن هذه القوات فى مجموعها خاضعة لنظام عام او تدريب ثابت منسق ، وإنما كانت أعمالها عبارة عن حرب عصابات وحرم كر وفر .
 
تأسيس الجيش الحديث:
رأى محمد على ان هذا الجيش لا يعتمد عليه فى تحقيق مشروعاته العظيمة لتأسيس ملكه الجديد ، فبذل جهده فى إنشاء جيش من الفلاحين أبناء البلد ، وقد أتيحت لمحمد على الفرصة ليشهد الجيوش الأجنبية فى قتالها ، فقاتل الفرنسيين فى معركة الرحمانية ، واستطاع ان يشهد نظامها الحديث ، وتكتيكاتها وقارن بين هذا وبين الحالـة التى عليها الجيش ، فصمم على ان يستبدل جنـوده غير النظامية بجيش على النظام العسكرى الحديـث متى سمحت الفرصة لذلك ، وقد كان يعلم تماما صعوبة هذه المهمة لتغلغل الروح الرجعية فى الاهالى ورفضهم لكل جديد وخصوصا اذا جاء على يد الأجانب ، أضف الى ذلك ان حالة أهل مصر كانت تدب فيها الفوضى والإهمال منذ عهد طويل تحت حكم الأتراك والمماليك ، ولذلك لم ير من الحكمة التعجل فى تنفيذ مشروعة .
 
مدرسة أسوان الحربية :
بعد عام 1815 كانت حروب نابليون قد انتهت وسرحت جيوشه ، وأصبح كثيرون من ضباطه بلا عمل ، فأستقدم محمد على منهم كثيرين وأشهرهم " سيف " الذى أصبح فيما بعد " سليمان باشا الفرنساوى " .
اخذ سيف على عاتقه إنشاء جيش مصرى حديث، فأستصدر امرا من محمد على باشا فى 8 أغسطس سنة 1821 بإنشاء مدرسة أسوان الحربية، بدأ فيها بتعليم العدد الضرورى لتولى مهمة ضباط الجيش، وجمع له محمد على لهذا الغرض الفا من المماليك الشبان الذين تألفت منهم نواة الجيش المصرى، وكان برنامج التعليم الموضوع يستغرق ثلاث سنوات تقريبا، وليس ادل على اهتمام محمد على بأمر هذه المدرسة وعلى مقدار ما كان يعلقه عليها من امال من هذه الرسالة التى وجهها فى 12 محرم سنة 1238 هـ (29 سبتمبر 1822) الى نواة ضباط جيشه الجديد بأسوان والتى تنبئ عما فى مكنون نفسه للنهوض بدولته الجديدة .
(اليكم يا مفاخر الأماثل والأقران بكباشية جنودنا الجاهدية المقيمين فى اسوان وضباطهم من رتبة الصاغ قول اغاسى واليوزباشى والملازمين وحاملى الأعلام والضباط الاخرين : نبلغكم ان سلك الجهادية الشريف هو اعز المسالك وأكرمها من الوجهتين الدينية والشعبيـة، وان الشئون الحربية هى اهم الشئون والمصالح بالنسبة للحكومة والوطن، وقد اثنى الله سبحانه وتعالى احسن الثناء على من سلكوا هذا المسلك القويـم، لقد واتاكم السعد ونالكم الحظ الأوفر وأمدكم التوفيق الازلى ، فجاء كل منكم وأصبح مظهرا للعطف والعناية، ومصدرا للشرف والسعادة كل على قدرها، وتراعوا حقوقها، لهذا التقدير وهذه المراعاة لايكونان مرة أخرى الا اذا تركتم عاداتكم التى كنتم مطبوعين عليها ونبذتموها ظهريا، وتشبثتم بقواعد المسلك الجديد والحمد لله، فكل منكم محترم الجانب مرعى الخاطـر، وكل قوانينكم ونظمكم موافقـة، فأرجعـوا الى أنفسكم، واقـرأوا ضمائركم واعملوا بمقتضى الرجولة، وليقم كل منكم بذل همته فى أمور تعليم وتدريب الموجودين فى اورطتكم، ولا يهملن فى ذلك، وليسع الى أن يكون كل شيء منظما أحسن نظام وفقا لقوانينكم وقواعدكم المقررة، أما ناظركم محمد بك فهو رجلى الأمين الوفى، وهو ناظركم الرؤف بكم كأنه أبوكم، فرضاؤه رضائي وإرادته إرادتي، فلا تخرجوا عن رأيه ولا تنحرفوا عن طاعته ولا تحيدوا عن ادراته بأي حال من الأحوال ...... الخ ).  
وقد ضرب محمد على مثلا عاليا اذ الحق ابنه إبراهيم بهذه المدرسة ليتعلم كواحد من طلبتها ، وكان هذا من اكبر عوامل نجاح المشروع، ولا يفوتنا ان نذكر ان هناك حادثة صغيرة كان فيها إبراهيم مثلا للطاعة والنظام ، فقد اتفق ان (سيف) كان يمر ذات يوم هو ومن معه من الضباط فأتخذ إبراهيم موقفه فى اول الصف مع انه كان أقصرهم قامة ، فأمسك سيف يده وأرجعه الى اخر الصف الذى يتفق مع قامته، فأمتثل ابراهيم ولم يعترض، فضرب بذلك مثلا فى تقبل الروح العسكرية الحديثة .
وقد نقلت هذه المدرسة من اسوان الى اسنا ثم الى اخميم ثم الى بنى عدى ثم الى اثر النبى، واستدعى محمد على باشا نخبة من الضباط الفرنسيين ، منهم الجنرال بواييه والكولونيل جودان ، وكان لهم اثر واضح فى التدريب الحديث على نمط الجيش الفرنسى فى اداء الحركات والسير والمناورات فيما عدا النداء فكان يصدر باللغة التركية، وطبقت على الجيش المصرى قوانين الجيش الفرنسى بعد ترجمة القوانين العسكرية الى التركية للعمل بموادها .  
 
التجنيــد
كانت حركة التجنيد قائمه على قدم وساق فى جميع أنحاء البلاد ، ولم يأت عام 1823 حتى تألفت الاورط الست الأولى فى الجيش المصرى، وعين الألف ضابط الذين تم تدريبهم بمدرسة اسوان الحربية ضباطا فى هذه الاورط .
استمرت سياسة التجنيد والتعليم فى تزايد واتساع حتى وجد فى معسكر بنى عدى فى يوم من الأيام المجيدة ثلاثون أورطة بكل واحدة منها 800 جندى .
وقد برهن الجنود المصريون فى جميع المعارك الأولى التى اشتركوا فيها على انهم مقاتلون أكفاء من الطراز الاول، وابدوا من البسالة والإقدام والصبر ما كان حديث المؤرخين، وشهد به الأجانب والقناصل .
وقد أراد محمد على باشا ان يعرب عن تقديره لهم فأنعم بالميداليات الذهبية والفضية على كثير من جنود الالاى الثانى بعد عودته من حرب الحجاز فى اكتوبر 1826 تشجيعا لهم وتقديرا لبسالتهم، وامر بأن يقيم الالاى فى القاهرة ليكون حامية لها .
 
المعاهد العسكريـة:
رأى محمد على باشا ان ينظم التعليم العسكرى فى مصر ، فأمر بتأليف مجلس يشرف على شئون التعليم والتدريب وسماه ( قومسيون المدارس العسكرية ) وكان يتألف من ناظر الجهادية رئيسا وعضوية قادة الالايات وغيرهم .
 
مدرسة القصر العينى :
ووجه محمد على باشا نظره الى ناحية الإعداد والتجهيز، فأنشأ مدرسة قصر العينى سنة 1825، وكان عدد تلاميذ هذه المدرسة يتراوح بين الخمسمائة والستمائة من أبناء الأتراك والمصريين، وتتفاوت أعمارهم بين الثانية عشر والسادسة عشر، وكانت هذه المدرسة تقوم بمرحلة التعليم الاعدادى، يتلقى فيها الطلبة اللغات العربية والتركية والايطالية والرسم والحساب والهندسة، وبعد اتمام الدراسة فيها يوزع الخريجون على مختلف مدارس الجيش العالية، وقد توسع محمد على فى هذه المدارس وزاد عدد طلبتها لإجابة مطالب الجيش حتى بلغ عدد تلاميذها فى عام 1834 الف ومائتين .
 
مدرسة البياده بالخنقاه :
علاوة على مدرسة أسوان الحربية السابق ذكرها ، انشأ محمد على فى عام 1832 فى الخانقاه هذه المدرسة ، وذلك تبعا لمقتضيات التوسع فى الجيش ، وانتقلت بعد سنتين الى دمياط ، وكان عدد طلبتها 400 من المصريين يمكثون فيها ثلاث سنوات، ويتعلمون فيها التمرينات والإدارة العسكرية واللغات العربية والتركية والفارسية والطبوغرافيا ورسم الخطط والأسلحة والشئون الإدارية والرسم والهندسة والرياضة البدينة، وقد عهد بإدارتها الى الضابط (يولونينو) من ضباط نابليون ، ثم تولى إدارتها بعده يوسف اغا .
 
مدرسة أركان الحرب :
انشئت هذه المدرسة فى 15 اكتوبر 1825 للدراسات العليا بقرية جهاد اباد بقرب الخانقاه بمشورة عثمان نور الدين افندى، وقام على تأسيسها الكابتن ( جول بلانا ) الفرنسى، واقيم للمدرسة بناء جميل ومنازل على النمط الحديث، وكانت نواتها الاولى 18 ضابطا، وكان بها بعض المدرسين الاجانب ، وكانت مدة الدراسة ثلاث سنوات، ويعين خريجوها اركان حرب فى الوحدات الفنية فى الجيش .
 
مدرسة المدفعية بطره :
تأسست عام 1831 وانتخب لها 300 من خريجى مدرسة قصر العينى التجهيزية لدراسة فن المدفعية والتدريب على مختلف انواع مدافع الميدان والهاون، وكانت المواد التى تدرس فى المدرسة هى الرياضيات والكيمياء والرسم والاستحكامات ولغة اجنبية واللغة العربية والتركية علاوة على فن المدفعية والمساحة .
وقد وزع خريجو هذه المدرسة على وحدات المدفعية بالجيش وخصص بعضهم للعمل بمدفعية الأسطول.
 
مدرسة السوارى بالجيزة :
أنشئت فى الجيزة عام 1831 وعهد بها الى المسيو ( فاران ) الذى كان ضابط اركان حرب المارشال ( جوفيون سان سير ) وكان عدد طلبتها 200 من خريجى المدرسة التجهيزية وغيرهم ، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات او اربع ، يتلقى فيها الطلبة فنون الفروسية وركوب الخيل واللغات علاوة على باقى العلوم العسكرية المتقدمة ، وكان لهم مدرب المانى اسمه ( الهر . م . بير ) لتدريبهم على فنون الفروسية .
 
مدرسة الطب والمستشفى العسكرى :
شيدت بين الخانقاه وأبى زعبل، وعهد بشئونها الى الدكتور ( كلوت بك ) رئيس أطباء الجيش، والتحق بها 140 طالبا يدرسون الطب، وخمسون لدراسة فن الصيدلة، وكان بالمستشفى 730 سريرا للمرضى من رجال الجيش، وأنشئ مجلس صحى للإشراف على الصحة العامة، واختيار الأطباء والصيادلة للجيش بعد امتحانهم .
 
مدرسة الطب البيطرى :
شيدت بجوار المستشفى العسكرى لدراسة الطب البيطرى عام 1837 ، والحق بها 120 طالبا ، وقد تولى ادارتها مصريون بعد المسيو ( هامون ) وحتى عام 1849 ، ونقلت هذه المدرسة فيما بعد الى شبرا .
 
مدرسة الهندسة العسكرية :
انشئت فى عام 1844 فى بولاق ، وكان طلبتها يتخصصون فى اعمال هندسة الترع والألغام والكبارى والطرق والاستحكامات .
 
مدرسة الموسيقى العسكرية :
أنشئت فى قرية جهاد اباد، وكان عدد طلبتها 200 ، ثم نقلت الى الخانقاه ، وأنشئت مدرس أخرى للموسيقى فى القلعة واثر النبي .
 
مدارس الوحدات .... محو الأمية :
عنى محمد على بأمر تعليم جنود الجيش، فألحقت مدارس بوحدات الجيش المختلفة والأسطول لتعليم القراءة والكتابة والحساب للجنود، وكانت الحكومة تشجع المتفوقين منهم بترقيتهم قبل أقرانهم .
 
البعوث العسكرية:
وجد محمد على بعد خلق النظام العسكرى الحديث فى مصر وتأسيس هذه المدارس الحربية والمؤسسات التى لا غنى عنها لجيش وطنى ، انه لا يزال فى حاجة ماسة الى الأجانب الذين استقدمهم لمعاونته فى هذا الشأن ، ولكن نفسه الطموحة دفعته الى التفكير فى تمصير التعليم فى الجيش المصرى ، فعمل على إيفاد البعوث من الشبان الذين أهلتهم معاهد العلم فى مصر الى اوربا ليتموا دراستهم بها ، ويعودوا لتولى المراكز الهامة فى التعليم العسكرى .
 
الصحافة العسكرية:
عنى محمد على بالصحافة العسكرية والمطبوعات فأنشأ المطبعة الأميرية او مطبعة صاحب السعادة فى عام 1819 ، وكانت تقوم بطبع ما يحتاج إليه الجيش من الكتب اللازمة للتعليم ونشر ما ينبغى نشره من القوانين والتعليمات العسكرية ، ومن اجل هذه المطبعة حاول محمد على ان ينشئ صناعة الورق على ضفاف النيل كما كان أيام الفراعنة، واستطاع ان يجعله صناعه وطنية فيما بعد ، وكان المصنع ( الكاغدخانة ) يخرج بعض أصناف الورق ، وكانت مصر تصدر منه الى المغرب واليمن والحجاز ، وبجانب مطبعة بولاق كانت للجيش مطابع خاصة وأهمها مطبعة المدفعية بطره ، وأخرى لمدرسة الطب فى أبى زعبل وثالثة فى مدرسة الفرسان بالجيزة ، ومطبعة القلعة الخاصة ( بجرنال الخديوى ) ، ثم اصدر محمد على الوقائع المصرية فى عام 1829 وكانت توزع على ضباط الجيش .
 
 
الصناعات الحربية:
رأى محمد على ان إنشاء جيش مصرى حديث لا يقام الا بأن يجد كفايته من السلاح والذخيرة والمعدات فى داخل البلاد ، لأن الاعتماد على جلب العتاد من الخارج يعرض قوة الدفاع الوطنى للخطر ، ويجعل الجيش والبلاد بأسرها تحت رحمة الدول الأجنبية التى تتحكم فى تموينه بهذه المستلزمات الضرورية لكيانه .
لذا هدفت سياسته الى إنشاء مصانع الأسلحة فى مصر كى تكون مطالب الجيش منها متوفرة دواما ومناسبة لما يتطلبه التسليح .
 
ترسانـة القلعـة :
وكان اول ما اتجه إليه التفكير هو انشاء ترسانة القلعة لصناعة الأسلحة وصب المدافع، وقد اتسعت ارجاؤها ولاسيما بعد عام 1827، وكان اهم مصانع الترسانه وأكثرها عملا هو معمل صب المدافع الذى كان يصنع كل شهر ثلاثة مدافع ميدان او اربعة من عيار ثمانية أرطال، وصنعت فيه مدافع الهاون عيار 8 بوصة وعيار 24 بوصة، وكان يشرف على ادارة هذه الترسانة العظيمة احد ضباط المدفعية الأكفاء وهو اللواء إبراهيم باشا ادهم، وقد اشتغل 900 عامل فى معامل الأسلحة وكانت تنتج فى الشهر الواحد من 600 الى 650 بندقية، وكانت البندقية الواحدة تتكلف 12 قرشا .
 
وفى مصنع آخر كانت تصنع زنادات البنادق وسيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج وملحقاتها من صناديق المفرقعات ، ومواسير البنادق ، ولما زار المارشال (مارمون) هذه الترسانة عام 1834 أعجب بنظامها وأعمالها وقال عنها (ان معامل القلعة تضارع احسن معامل الأسلحة فى فرنسا من حيث الأحكام والجودة والتدبير) .
 
مصنع الأسلحة بالحوض المرصود :
لم يكتف محمد على بمصانع القلعة بل انشأ فى الحوض المرصود عام 1831 معملا لصنع البنادق بلغ عدد عماله 1200 ، وكان ينتج 900 بندقية فى الشهر الواحد على الطراز الفرنسى، وقد انشىء مصنع ثالث للأسلحة فى ضواحى القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع فى السنة 36.000 بندقية عدا الطبنجات والسيوف .
 
ترسانة السفن الحربية بالإسكندرية :
لم يغفل محمد على مصر عن ضرورة إنشاء ترسانة لصنع السفن الحربية ومعدات الأسطول ، فأنشأ ترسانة بولاق لصنع السفن الكبيرة ، ثم أعقبها دار الصناعة الكبرى للسفن الحربية بالإسكندرية .
 
معمل البارود ... الكهرجالات :
اقام محمد على معملا للبارود بطرف جزيرة الروضة بعيدا عن العمران ، وقد تعددت معامل البارود فى مصر بعد ذلك ، وكان انتاجها عام 1833 كالاتى :
 
معمل القاهرة
9621 قنطارا
معمل الاشموتين
1533 قنطارا
معمل اهناس
1250 قنطارا
معمل البدرشين
1689 قنطارا
معمل الفيوم
1279 قنطارا
معمل الطرانة
412 قنطارا
مجموع الانتاج
15.784 قنطارا
 
وقد اعد محمد على باشا مكانا لخزن البارود والقنابل فى سفح المقطم .
 
 ثانيا : معارك الجيش المصرى مع الجيش التركى
 اعتبارا من عام 1831م نشبت الحرب بين مصر وتركيا على أراضى الشام والتى كانت تمثل جزءاً من الإمبراطورية العثمانية  واسعة الأرجاء ، ولقد اختلف المؤرخون فى ذكر أسباب ودوافع هذه الحرب .. وان اتفقوا جميعا على أن السبب الرئيسي لها كان ينحصر فى النوايا السيئة التى كان يكنها سلطان تركيا لمصر ممثلة فى شخص واليها محمد على .
وقد بلغت القوات البرية المصرية التى خصصت لحملة الشام نحو 25 الفا من الجنود إضافة إلى 3000 من الخيالة، كما تألفت القوات البحرية المصرية من 23 سفينة حربية . فى حين بلغ تعداد الجيش العثمانى نحو 60 ألف جندي من بينهم 45 ألف من وحدات النظام الجديد يمثلون آلة القتال الفعالة.
 
 الخطة المصرية للحرب على الشام :
وكشفت الخطة المصرية للحرب على دول الشام بأنها تشبه خطة نابليون فى حربه على المنطقة العربية ومصر مع الفارق بأن تلك الخطة لم تشمل السيادة البحرية التامة فى الشرق الأوسط (البحر المتوسط) لوجود الأسطول الانجليزى بالمنطقة. وتم تقسيم الحملة المصرية إلى قسمين الأول اتجه للبحر بقيادة ابراهيم باشا والقسم الثانى براً بقيادة ابراهيم يكن وبعد تحديد ميعاد الحملة فى بداية شهر يناير 1831 م انتشر وباء الكوليرا فى مصر وقتل 5 آلاف جندى من الجيش المصرى، وانشئت الحكومة المصرية جسراً بحرياً لتضمن وصول الامدادات للقوات المتجهة للشرق. وتم مد الجيش بالذخائر والتموين عن طريق السفن المصرية إلى الشام.
 ومع اقتراب ميعاد الحرب أصدر السلطان العثمانى أوامره للقائد التركى حسين باشا بأن يقوم بتنظيم الجيش فى الأناضول وعين عثمان باشا اللبيب حاكماً على طرابلس، وكانت القوات المصرية الموجودة فى طرابلس لحمايتها لا تزيد عن 3 آلاف جندى.
 
نصر القوات التركية:
حقق القائد التركى عثمان باشا نصراً حينما تقدم القائد المصرى ادريس بك على رأس قواته إلى السهل المكشوف خارج المدينة لمهاجمة القوات التركية المتفوقة فى العدد والعتاد والأمر الذى نتج عنه إبادة الكتيبة، وتقهقره مع فلوله للخلف.
وبعد النصر الذى حققه القائد عثمان التركى واصل التقدم إلى طرابلس وخرجت الحامية المصرية بقيادة مصطفى بربر ومعهم 400 من الدروز بقيادة الأمير خليل، وانزل المصريون بالأتراك هزيمة منكرة فرت على اثرها القوات التركية خارج طرابلس. واستولى الجيش المصرى على طرابلس ، وتم أسر القائد التركى عثمان باشا .
 
معركة الزراعة
 انتهت معركة الزراعة فى 14 ابريل 1832م بانتصار القوات المصرية على التركية وقرار القائد التركى عثمان باشا إلى حماه بعد أن صبت القوات المصرية على الأتراك نيران المدافع واصيبت القوات التركية بخسائر فادحة فى الأرواح والعتاد والذخائر وفى جولة جديدة احتل الجيش المصرى مدينة بعلبك ، التى تعتبر ذات موقع هام يسيطر على مدن الشام بالكامل.
 
معركة عكا فى 27 مايو 1832
رأت القيادة المصرية بعد تأمين بعلبك و شمال سوريا أن تقوم بالهجوم على عكا . وبالفعل وفى 27 مايو 1832 هاجمتالقوات المصرية المدينة ودافع حاكمها عبد الله الجزار باشا دفاعاً مميتاً إلا أن حصون المدينة تهاوت مع دخول الليل ودكت القوات المصرية حصون عكا حصناً حصناً وكانت خسائر عكا بعد الحرب مقتل نحو 2600 جندى، وكانت خسائر القوات المصرية نحو 512 قتيل و1429 جريح.
 
الاتجاه إلى دمشق:
وبعد تحقيق الانتصارات وفتح المدن ارتفعت الروح المعنوية للجنود والضباط وقامت الحكومة المصرية بتدعيم قواتها بالشام بالآليات المدربة والجنود ثم قررت قيادة الجيش الاتجاه إلى دمشق فى 9 يونيو 1832 بجيش قوامه نحو 18 ألف جندى حتى يتم تأمين الشام بالكامل، وانتصرت القوات المصرية واحتلت الشام يوم 16 يونيو ، وتم اختيار دمشق مقراً للحكومة المصرية بالشام وعين ابراهيم باشا يكن حاكماً عليها.
 
معركة حمص
استغلت القوات المصرية خطأ القادة الأتراك فى عدم تأمين مدينة حمص بالقوات التركية، لذا قامت بالهجوم عليها , ومقابلة القوات التركية التى تصل إلى نحو 30 ألف مقاتل وكان محمد باشا قائد الحامية العثمانية بحمص واثقاً من الانتصار على الجنود المصريين وأنه سيفوز فى معركة حمص وفى يوليو عام1832  قامت القوات المصرية بالهجوم على الجيش التركى وهزيمته هزيمة فادحة . واحتلت القوات المصرية مواقع الأتراك ، وقد عرف المصريون  هزيمة الأتراك فى حمص بأنها يوم هزيمة الباشوات.
وكانت خسائر القوات التركية فى معركة حمص ما يقرب من ألفين قتيل و 2500 أسير واستولى الجنود المصريين على 20 مدفعاً وعدد من الذخائر والعتاد. أما خسائر القوات المصرية فبلغت 102 قتيل و162 جريحاً.
 
معركة بيلان 30 يوليو 1832
تقدمت الجيوش المصرية إلى حلب عقب انتصارها على القوات التركية فى حمص وطاردت القوات التركية فى بلاد حماه ثم ماهينكة ومعار ونعمان وتل سلطان وزيتان حتى وصلت إليها يوم 15 يوليو.
ووصل الجيش المصرى إلى حلب يوم 7 يوليو ثم تقدم يوم 25 يوليو إلى انطاكية وفى يوم 28 يوليو وصلت القوات المصرية تجاه انطاكية ووقف يوم 29 يوليو أمام جبال (أمانوس) واتخذت القوات المصرية من مضيق بيلان قرب كمليس وانطاكية موقعاً لها وكان خلفها المدفعية والخيالة وخلفهم مهمات الجيش وعتاده ، أما القائد العثمانى حسين باشا فكان لديه نحو 45 ألفاً من الجنود
ومعهم 160 مدفعاً وكان الجيش مرابط فى مواقع على قمم جبال بيلان وفى المؤخرة المشاة.
وقررت القيادة المصرية بحث الخطة وتقدير الموقف واستقر الرأي بالهجوم ،  وقام الجنود المصريين بصب نيران المدفعية على القوات العثمانية ، وأخيرا سيطرت القوات المصرية على بيلان وهربت القوات التركية.
وخسر الجيش التركى فى معركة بيلان نحو 2500 قتيل وألفين جريح بينما قتل للجنود المصريين نحو 25 قتيلاً وتدمير 25 مدفعاً. ودخلت القوات المصرية بيلان واستولت عليها بالكامل فى 30 يوليو 1832، كما احتلت القوات المصرية ميناء الأسكندرونة وباباس واسرت نحو 1400 تركى، وسلمت أنطاكية واللاذقية والسويدية، واحتلت القوات المصرية كذلك كلاً من أدنه، طوروس وارتفع علم مصر خفاقاً على مرتفعات أورفا وعينتاب ومرعش وقيصرية.
 
معركـة قونيـة
عقب الهزيمة الساحقة للأتراك فى موقعة بيلان عادت القوات التركية لتنظيم نفسها مرة أخرى فى أواخر أكتوبر للدخول فى جولة جديدة ضد الجيش المصرى.
وبلغ تعداد الجنود الأتراك فى هذا التاريخ نحو 80 ألفاً من الجنود موزعين على أربعة أقسام بينما كان الجيش المصرى يتكون من 10 آلايات من المشاة
و12 آلايا من الفرسان وبعض وحدات المدفعية و5 آلاف جندى و2000 من البدو. وبلغ إجمالى الجيش المصرى فى هذه المعركة 27 ألفاً.
واستولت القوات التركية على مضيق طوروس بينما قامت القوات المصرية بالاستيلاء على هرقلة واركلى يوم 15 أكتوبر 1832 . وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة للجيش التركى وبلغت خسائره 6 آلاف أسير و3 آلاف قتيل و46 مدفعاً، وأما خسائر المصريين فلم تزيد عن 262 قتيل و530 جريحاً. وأصبحت العاصمة التركية فى متناول القوات المصرية.
 
اتفاقية (كوتاهيه) فى 14 مايو 1833
عقدت اتفاقية كوتاهيه فى 14 مايو 1833 لوضع حد بين النزاع المصرى التركى وبموجبه تولى محمد على مصر والحجاز وكريت وولى ابراهيم باشا سوريا وعكا ودمشق وطرابلس وحلب وتم رفع العلم المصرى على تلك الأقاليم. وكانت اتفاقية كوتاهيه ما هى إلا هدنة مؤقتة لاستئناف القتال بين الطرفين من جديد .
 
معركة نزيب (نصيبين) 24 يونيه 1839
لم تكن إتفاقية كوتاهية رادعة لوضع حد للنزاع بين تركيا ومصر وظل الأتراك والمصريون يتأهبون للقتال، وحاولت مقدماً القوات التركية تقوية جيوشها وإشعال نيران الحرب فى الولايات الشامية للخروح على الحكم المصرى، ووسط هذه الدسائس قررت الحكومة المصرية إعلان الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية، واستدعى محمد على سفراء الدول الأجنبية فى مصر وأعلمهم بذلك، وفى يناير 1839 عقد الباب العالى مجلساً حربياً قرر إعداد جيش قوى تحت قيادة حافظ باشا.
 
القوات المتحاربة :
ضم الجيش التركى 80 ألف مقاتل و300 مدفع ، وبلغ المجموع الكلى لقوات الجيش المصرى 50 ألف و73 ضابطاً وجندياً و162 مدفعاً.
 
المعركة:
صدرت الأوامر إلى 7 آليات مصرية من الخيالة تدعمها 11بطارية لمواجهة الاعتداءات وتحركت من حلب، وكلف سليمان باشا الفرنساوى باللحاق بها على رأس قوات المشاة ، وفى ويوم 6 يونيو 1839 أصدرت الحكومة المصرية تعليماتها إلى قائد القوات المصرية بالهجوم على قوات العدو وطردها من الأراضى السورية.
وفى 23 يونية 1839 قررت القيادة المصرية مهاجمة الجيش التركى عند فجر اليوم التالى، وصدرت التعليمات للقوات المصرية الرئيسية بالاستعداد للهجوم بعد أن تم حشدها على ضفاف نهر ساجور.
عادت القوة المصرية التى كلفت بالاستكشاف والتى قوبلت بمقاومة شديدة من القوات التركية، بمعلومات تؤكد صعوبة إجراء الهجوم بالمواجهة نظراً لمناعة مواقع العدو، كذلك تبين صعوبة إجراء الهجوم من الأجناب الأمر الذى دعى القيادة المصرية لوضع خطة جديدة من أجل الوصول إلى مواقع العدو من الخلف لإجبار الجيش التركى على الدوران وترك مواقعه الحصينة والقتال فى الأراضى المكشوفة.
وفى 18 يونيه تقدمت قوات الجيش المصرى بقيادة سليمان باشا نحو توزل وعبرت نهر ماجور الكبير ، وفى يوم 20 يونية احتشد الجيش المصرى فى مزار يوم وأصبح على مسيرة ساعتين من مواقع العدو.
وفى صباح يوم 22 يونية انتقل الجيش المصرى من معسكره (فى مزار) إلى الجنوب ومع بزوغ فجر 24 يونيو كان الجيش المصرى قد تم تشكيله فى ترتيب القتال، وتمت هزيمة الأتراك وشتت الجيش التركى الذى لم يبق له أثر فى ميدان المعركة.
 
خسائر الجانبين:
استولت القوات المصرية على مقر قيادة القائد التركى حافظ باشا بكامل معداته ومهماته، كما قام الجيش المصرى بالاستيلاء على 20 ألف بندقية و140 مدفعاً بذخائرها. وفى اليوم التالى تم الاستيلاء على 34 مدفعاً فى حصن (بيرة جك) وقد بلغت خسائر الأتراك فى هذه المعركة نحو 4500 قتيل وجريح و5 آلاف من الجنود علاوة على الاستيلاء على خزينة حافظ باشا والتى كانت تحتوى على عدة آلاف من الجنيهات علاوة على الأوراق والخطط والأوسمة، أما خسائر المصريين فبلغت نحو 3 آلاف ما بين قتيل وجريح.
 
نتيجــة المعركــة:
بانتصار الجيش المصرى فى معركة نزيب (نصيبين) أصبح الطريق مفتوحاً إلى (استانبول) دون اية عوائق من الحاميات العسكرية التركية .
 
تعــلـيق :
تمثل معركة (نزيب) صفحة من أمجد صفحات العسكرية المصرية المشرقة، والتى يمكن أن نضعها فى مستوى معركة (أوسترلتز) التى قضى فيها (نابليون بونابرت) على زهرة الجيوش النمساوية القوية حيث تمكن الجيش المصرى خلال تلك الموقعة من مفاجأة العدو عقب سير اقتراب طويل مع تنفيذ حركة التفاف واسعة النطاق بما صاحبها من اجراء عمليات عبور عديدة للأنهار التى تمت فى سرية تامة ونظام دقيق.
 
دور المدفعية المصرية:
الدور الذى لعبته المدفعية المصرية خلال المعركة لا يمكن أن ينسى أو يطويه الزمن، وقامت بالدور الرئيسى فى المعركة منذ بدايتها حتى النهاية وكان لقصفها العنيف أكبر الأثر فى احراز النصر على الجيش التركى، وكانت السبب فى استكمال الضربة القاضية للجيش التركى وبث الذعر والفوضى بين تشكيلاته الكبيرة.
 
استسلام الأسطول العثمانى فى الاسكندرية:
لازم  سوء الحظ الأتراك وكانت الهزيمة تلاحقهم فى كل مكان، وفى يوم 14 يوليو 1839 قام أمير البحر أحمد فوزى باشا بتسليم الأسطول العثمانى الذى كان تحت قيادته بكامل قطعه للحكومة المصرية فى الميناء الغربى بالاسكندرية وكان  يتألف من 20 بارجة تحمل 21 ألفاً من البحارة و16 ألفاً من المشاة.
وعقب هزيمة الجيش التركى من القوات المصرية فى معركة نزيب، بدأت مطامع دول أوروبا فى الاستيلاء على ممتلكات الأمبراطورية العثمانية فعقدت تلك الدول اجتماعات فى لندن وأصدرت مذكرة يوم 7 يوليو 1839 جاء فيها ضرورة أن تساعد تلك الدول عند اتخاذ أى قرار حتى يكون هناك فائدة للامبراطورية.
وكانت تلك المذكرة بمثابة تدخل أوروبى جماعى فى امبراطورية الدول العثمانية ورحب الباب العثمانى بهذه المذكرة من أجل انقاذه عن طريق تلك الدول واستنكرت مصر هذا التدخل الأوروبى.
ودارت مفاوضات بين الدول الأوروبية (انجلترا – النمسا – فرنسا – روسيا) ودعت انجلترا إلى حرمان مصر من ثمار انتصاراتها وعودتها للحدود الأصلية وإعادة الأسطول العثمانى إلى تركيا.
وكشفت الرسائل المتتالية للدول الغربية عن سوء نية تلك الدول تجاه مصر.
 
قـرارات لنـدن:
بعد مفاوضات طويلة ووقوف فرنسا إلى جانب مصر طالبت بإعطائها سوريا وولاية عكا، صدرت معاهدة لندن فى 5 يوليو 1840 ونصت على اتفاق السلطان العثمانى مع الدول الأوروبية على أن تمنح لمصر شروط التسوية، وإذا رفضت مصر تلك التسوية فإن تلك الدول تتخذ ما تم الاتفاق عليه مع الباب العالى.
 
مصر ترفض معاهدة لندن:
فى 14 أغسطس 1840 وصل مندوب الباب العالى الاسكندرية ومعه نص المعاهدة وملحقها لابلاغ الحكومة المصرية، والتى قررت رفضها وأعلنت ما اتخذته بالسيف لا تسلمه إلا بالسيف. وطالب محمد على من الدول حل الخلاف مع الحكومة العثمانية بعودة أطنة وكريت وبلاد العرب للسلطان، وأن تكون مصر ولاية وراثية مع حكم سوريا طوال حياته وسلم تلك الاقتراحات لمندوب السلطان السامى.
 
الدول الأوروبية ترفض الاقتراحات:
وسلم السلطان العثمانى سفراء الدول الغربية هذه الاقتراحات ولكنهم اجمعوا على رفضها وأن يتم إقالة محمد على من حكم مصر بمرسوم من الباب العالى.
 
احتلال موانئ الشام:
احتلت قوات التحالف الأوروبى ثغر (جونيه) شمال بيروت حتى يتم إرسال الأسلحة للموالين لهم وحاولوا السيطرة على المدن المجاورة مثل جيبل التى تقع بين بيروت وطرابلس.
 
اتفاقية (نابيار – بوغوص)
وقعت الاتفاقية بين الكوماندور نابيار قائد القوات البحرية بالاسكندرية
مع بوغوص يوسف وزير خارجية مصر وقرر إعادة حكم مصر الوراثى إلى عهدته وتفادياً لمنع اشتعال الحرب لابد من الجلاء فوراً من سوريا وإعادة الأسطول العثمانى وأن يتعهد الكوماندور نابيار بألا تتعرض مصر إلى حركات عدائية من جانب الانجليز وللجيش المصرى الحق فى الانسحاب من سوريا بكامل أسلحته ومعداته. ويوم 29 ديسمبر 1840 أصدر ابراهيم باشا أوامره بالجلاء التام للقوات المصرية من سوريا.
 
الجيش المصرى يبدأ فى رحلة العودة:
 استراح الجيش المصرى لمدة 3 أيام شرق بحيرة طبرية لوضع خطة الجلاء وتم تقسيم العودة إلى 3 أقسام تحت قيادة القيادات العثمانية.
الجيش المصرى يحرز الانتصارات فى المكسيك أراد نابليون الثالث تحقيق التوازن مع النفوذ الأمريكى خلال القرن الـ 19 فقام وذلك بتأسيس حكومة ملكية كاثوليكية فى المكسيك فاتفق مع حكومتى انجلترا وأسبانيا على استخدام القوة المسلحة لإخضاع المكسيك عام 1861 م، وانفردت فرنسا بالقتال بعد انسحاب انجلترا وأسبانيا، حينئذ طلب نابليون الثالث من صديقه سعيد باشا حاكم مصر إرسال أورطة مصرية سودانية مكونة من453 جنديا للحرب معه فى المكسيك وتعد معركة 25 يوليو 1866 مفخرة للاورطة المصرية – السودانية حيث انسحب العدو المؤلف من 200 جندى مكسيكى حينما قام بالاعتداء على الأورطة المصرية السودانية المكونة من 26 جندياً بعد قتال طوال الليل حتى الفجر وترك عدد كبير من القتلى والجرحى وانسحبت الأوروطة المصرية – السودانية من المكسيك فى تاريخ 13 يناير 1867 وقام الأمبراطور نابليون الثالث باستقبال القوات المصرية – السودانية، وأصدرت السلطات المصرية قرارات بترقية ضابط وجنود الأورطة تقديراً لبسالتهم بمرسوم من الخديو اسماعيل إلى وزير الحربية.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق