الأربعاء، 13 نوفمبر 2013
وثيقة : قنبلة هيدروجينية
وثيقة : قنبلة
هيدروجينية
كادت أن تنفجر في
أميركا في 1961
كشفت وثيقة سرية أميركية نشرتها صحيفة الغارديان
البريطانية عن أن القوة الجوية الأميركية أوشكت أن تفجر قنبلة ذرية فوق ولاية
كارولاينا الشمالية الأميركية بعد ثلاثة أيام من تنصيب جون كينيدي رئيسا للولايات
المتحدة عام 1961. وأشارت الوثيقة إلى أن قنبلتين هيدروجنيتين سقطتا عرضا نتيجة
حادث فوق منطقة غولدسبورو في ولاية كارولاينا الشمالية في كانون الثاني عام 1961 .
وقعت الحادثة نتيجة عطل في طائرة قاذفة للقنابل من نوع بي 52 أثناء تحليقها. ويرجع
تاريخ الوثيقة التي كشف عنها الصحفي الاستقصائي أريك شلوسر، بعد أن حصل عليها عبر
قانون حرية المعلومات، إلى 22 تشرين الأول 1969 . وقد كتبها باركر أف جونز المشرف
على مديرية إجراءات السلامة والأمان للأسلحة النووية معلقا على فقرة في كتاب
الدكتور رالف لاب الفيزيائي المشارك في مشروع منهاتن لتطوير أول قنبلة نووية
أميركية التي يتكلم فيها عن هذه الحادثة. وأشارت الوثيقة الى أن إحدى القنبلتين
كادت تنفجر فوق ولاية نورث كارولينا، بعد أن تعدت خمسة من ستة إجراءات سلامة فيها،
الأمر الذي كان سيعرض حياة ملايين البشر للخطر. وأوضحت الوثيقة ان روبرت ماكنمارا
الذي كان تولى وزارة الدفاع للتو، قد ذعر من هذه الأنباء حينها. ويقول الصحفي
شلوسر، إن هذه الحادثة مجرد واحدة من حوادث عدة تشمل أكثر من ألف سلاح نووي.
إسرائيل: الديبلوماسيّون
الأوروبيّون إستفزّوا
الجيش
ردت وزارة الخارجية الاسرائيلية بغضب على
الانتقادات التي وجهها لها الاتحاد الاوروبي بعد ان اعتدى جنودها على دبلوماسيين
اوروبيين كانوا يوصلون مساعدات انسانية لفلسطينيين في الضفة الغربية، وقالت إن
الدبلوماسيين خالفوا امرا قضائيا وان واحدا منهم صفع شرطيا اسرائيليا. وجاء في
تصريح اصدرته الوزارة أمس «ان الدبلوماسيين ترسلهم حكوماتهم ليعملوا كجسور (بين
دولهم والدول المضيفة) وليس لكي يتصرفوا كمحرضين». ومضى التصريح للقول «نطالب
الدبلوماسيين الاوروبيين وحكوماتهم بتفسير لهذا الانتهاك الصارخ للاعراف
الدبلوماسية». وجاء في التصريح ايضا «لقد اوضحت اسرائيل (للدول المعنية) رفضها
لهذه التصرفات. ان الرد الاسرائيلي كان متماشيا مع خطورة هذه الانتهاكات». وكان
الجيش الاسرائيلي قد استخدم القوة يوم الجمعة الماضي لمنع مجموعة من الدبلوماسيين
الاوروبيين من توزيع معونات وخيام لبدو عرب كان الاسرائيليون قد هدموا مسـاكنهم.
وقال مصدر دبلوماسي اوروبي إن الجنود الاسرائيليين ازاحوا الدبلوماسية الفرنسية
ماريون فينو كاستان عنوة مــن الشاحنة التي كانت تقودها ثم صادروا الشاحنة
بحمولتها. واظهرت الصور الدبلوماسية وهي مطروحة ارضا، ولكن الناطق باسم وزارة
الخارجية الاسرائيلية بول هيرشسون قال إنها استلقت على الارض بمحض ارادتها كتعبير
عن «المقاومة السلبية» ضد القرار الذي اصدره القضاء الاسرائيلي بهدم مساكن البدو
في غور الاردن. وقال الناطق في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس «ازيحت من الشاحنة،
ثم رمت بنفسها ارضا. لم يرمها احد على الارض. كان العنف من جانبها، إذ صفعت احد
الضباط». وكان الموقع التابع لصحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية قد نشر شريطا يظهر
امرأة قال إنها فينو كاستان تصفع شرطيا. وكان الناطق باسم مسؤولة العلاقات
الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتن قد قال السبت إن بروكسل طالبت اسرائيل
بتفسير حول قيامها بمصادرة الخيام التي كان الدبلوماسيون بصدد ايصالها للبدو.
هل صحيح ان الجيش الحر
اجرى مفاوضات مع الجيش النظامي في دمشق
المعلومات التي
تداولتها وسائل الاعلام عن اجتماع سري عُقد في دمشق بين ممثلين عن الجيش النظامي
والجيش السوري الحر تصدر عناوين الصحف ووكالات الانباء، خصوصا انه بعد الاتفاق
الاميركي الروسي بالذهاب الى جنيف 2 لحل الازمة السورية ترك مفاعيله على المعارضة
السورية التي شهدت انقسامات حادة واعلان الفصائل الاسلامية الـ13 بقيادة جبهة
النصرة انفصالها عن الجيش السوري الحر، وحصلت مواجهات عنيفة بين الطرفين ادت الى
انسحاب الجيش السوري الحر من معظم مناطق ريف حلب وسيطرة النصرة.
كما ان موافقة الائتلاف
الوطني المعارض برئاسة رياض الجربا على المشاركة في جنيف 2 فاقم من خلافات
المعارضة.
هذا مع العلم ان الجيش
السوري الحر يتكون في معظمه من ضباط وجنود انشقوا عن الجيش النظامي، فيما القوى
الاخرى لها اجندتها الخاصة.
وأدت سيطرة النصرة في
ريف حلب ودير الزور الى انزعاج الجيش الحر، وكانت معلومات قد اشارت سابقا الى
تواصل بين ضباط في الجيش النظامي والجيش الحر، بعد تذمر ضباط الجيش الحر من سيطرة
النصرة ورفضهم لممارساتها البعيدة عن عادات وتقاليد الشعب السوري.
صحيفة الانديبندنت
من جهته تساءل الكاتب
البريطانى المخضرم روبرت فيسك فى مقاله اليوم في صحيفة الانديبندنت البريطانية عما
إذا كان هناك حل للصراع السورى، مشيرا إلى أن الجيش السورى الحر يجرى محادثات مع
كبار المسئولين فى نظام الرئيس بشار الأسد، فيما وصفه الكاتب بالتقرب السرى من الأسد
الذى يمكن أن يعيد تشكيل الحرب كلها.
ويقول فيسك إنه قبل ستة
أسابيع وصل رجلين سرا على دمشق، وهما مدنيين من حلب يمثلان عناصر من الجيش السورى
الحر، الذى تمثل أغلبية المقاتلين الذين انشقوا عن النظام فى العام الأول لهذه
الحرب. وجاءا وفقا لضمان بسلامتهما والتقيا بمسئول رفيع من الدائرة المقربة لبشار
الأسد، وحملا معهما مبادرة استثنائية، تقضى بأنه يمكن أن يكون هناك مفاوضات بين
الحكومة والجيش الحر الذى يؤمن بالحل السورى للحرب.
وركز الوفد على أربعة
نقاط، ضرورة أن يكون هناك حوار داخلى سورى، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة،
وضرورة إنهاء وإدانة الصراع الأهلى الطائفى العرقى، ويجب أن يكون هذا أساس لسوريا
ديمقراطية يكون السيادة فيها للقانون. ولم يكن هناك مطالب على الأقل فى هذه المرحلة
برحيل الأسد.
ويتابع فيسك قائلا: إن
الرد جاء سريعا على ما يبدو: يجب أن يكون هناك حوار داخل الوطن السورى، وبدون شروط
مسبقة، وضمان رئاسى بسلامة أى من رجال الجيش السورى الحر المشاركين فيه. والآن،
يتابع فيسك، يبدو أن هناك تطورا آخر يجرى، وهو أنه فى سبعة مناطق يسيطر عليها رجال
المعارضة فى حلب، التى تقع أغلبها تحت سيطرة الجيش السورى الحر، عاد العاملون
المدنيون إلى العمل فى مكاتبهم، وافتتحت من جديد المدارس والمؤسسات الحكومية.
والطلاب الذين أصبحوا رجال ميليشيات فى العامين الماضيين سيتم نزع سلاحهم ويعودون
لدراستهم.
ويمضى الكاتب البريطانى
قائلا: إنه منذ عدة أشهر فإن المسئولين المؤيدين للنظام استكشفوا كيفية استعادة
المنشقين عن الجيش لجانبهم، وقد أدى صعود جبهة النصرة الإسلامية المتشددة إلى شعور
الآلاف من الجيش الحر بأن ثورتهم قد سرقت منهم. وفى مناطق بحمص، أصبح حقيقة أن الصراع
بين الجيشين الحر والنظامى توقفت تقريبا.
والمزايا التى سيستفيد
منها الأسد واضحة، فلو كان من الممكن إقناع رجال الجيش الحر بالعودة على صفوف
الجيش النظامى بسلامة تامة، فإن مناطق كثيرة من التى يسيطر عليها المعارضة ستعود
لسيطرة الحكومة دون إطلاق نيران، ووجود جيش معزز لمن فروا منه من قبل سيمثل تحولا
ضد النصرة والجماعات المرتبطة بالقاعدة باسم الوحدة الوطنية.
لافروف: المعارضة
السورية تمتلك اسلحة كيميائية
قال وزير الخارجية
الروسي سيرغي لافروف في نيويورك، إذا أراد أحد أن يستخدم القوة، فلن يستطيع.
القرار حول ليبيا اتُّخذ على أساس الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يذكر
عددا من الإجراءات الملزمة ابتداء من إطلاق التحذيرات حتى فرض العقوبات واستخدام
القوة، إذا تطلب الأمر. وقد اقترح شركاؤنا الأوروبيون والأمريكيون بالحاح جعل
الفصل السابع «مظلة» للقرار الذي اتفقنا عليه . ونحن نعارض ذلك بشدة، لأننا، بعد
أن تعرفنا على التجربة الليبية وعلى قدرة شركائنا على تفسير قرارات مجلس الأمن
الدولي، لم نرد أن تكون هناك أية ذرائع أو مبررات لتنفيذ نفس السيناريو في سورية.
هذا القرار يستبعد بشكل مطلق استعمال القوة وأي استخدام للفصل السابع لميثاق الأمم
المتحدة بشكل عام. ومما يؤكد ذلك أن الجزء الختامي (من القرار) ينص على أنه في حال
قامت الحكومة السورية أو المعارضة بوضع العراقيل أمام عمل المفتشين أو في حال
استخدام أي طرف للسلاح الكيميائي سيتم تقديم تقرير إلى مجلس الأمن فورا كي ينظر
فيه. وإذا تم إثبات أن أحد الأطراف تصرف بشكل غير صحيح، فسيرد مجلس الأمن وفق
الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. إذن، إمكانية الرد وفق الفصل السابع تعود
للمستقبل، هذا بلا شك يفرض اتخاذ قرار جديد، إذا، أكرره مرة أخرى، تم إثبات
الوقائع بشكل مقنع وصريح. س - ما هي الإجراءات التي من المفترض اتخاذها حيال
المعارضة ، فإنها، كما يرى البعض، قد تمتلك هي الأخرى السلاح الكيميائي؟ ج - لا
مجرد قد تمتلك ،بل إنها تمتلك هذا النوع من السلاح، وهناك أدلة متزايدة على ذلك.
قبل أيام عرفنا عن التقاط مكالمة هاتفية بين اثنين من المسلحين، وكتبت عن ذلك
صحيفة «كوميرسانت». طرحنا هذا الموضوع أمام زملائنا الأميركيين والأوروبيين والدول
الأخرى الداعمة للمعارضة السورية، وطلبنا منهم إلزام «تلاميذهم» بالامتناع عن أية
محاولة جديدة للاستيلاء على السلاح الكيميائي أو مكوناته، ولا سيما عن استخدامه،
ونحن نعرف أن المعارضة حاولت القيام بمثل هذه الأعمال الاستفزازية في سورية أكثر
من مرة. إذن، تتحمل الأطراف التي تدعم المعارضة وترعاها بشكل مباشر مسؤولية خاصة عن
عدم السماح بتكرار مثل هذه الأعمال. وأقول مرة أخرى إن القرار يحمل المسؤولية عن
منع استخدام السلاح الكيميائي على كل الأطراف السورية بلا استثناء، حكومة ومعارضة.
بل يشدد هذا القرار على أن وقوع السلاح الكيميائي في أيدي الأطراف غير الدول،
والتي من بينها في الواقع المعارضون السوريون، أمر غير مقبول. كما يشدد القرار على
أنه يجب على جميع الأعضاء في الأمم المتحدة، وفي مقدمتهم دول جوار سورية، اتخاذ كل
الإجراءات اللازمة كي لا تُستخدم أراضيها لتوريد السلاح الكيميائي ومكوناته
للمعارضة السورية. س - لنعد إلى موضوع المعارضة. لقد أكدت روسيا مرارا أن لديها
معلومات عن امتلاك المعارضة للسلاح الكيميائي، وقدمت الأدلة للأمم المتحدة. هل
نشرت هذه المعلومات؟ ج - نعم، إنها نشرت. إن المعلومات عن التحقيق الذي أجريناه في
حادثة 19 اذار قرب حلب(خان العسل) هذا العام متاحة لجميع أعضاء مجلس الأمن، وكما
أعتقد، يمكن الحصول عليها بحرية . تم عرض القضية هناك بشكل محترف، ولا نشك في أن
مادة الزارين التي استُخدمت يوم 19 اذار قرب حلب أُنتجت بطريقة غير صناعية. كما
لدينا معلومات عن أن المادة التي استُخدمت في حادثة 21 آب المعروفة (الغوطة) هي
السارين أيضا وتأتي تقريبا من نفس المصدر التي أتت منه المادة المستعملة يوم 19
مارس، لكنها أكثر تركيزا. وقد سلمت هذه المعلومات لشركائنا الأمريكيين وللأمانة
العامة للأمم المتحدة. كما زودتنا الحكومة السورية بما لديها من مواد تشير الى
علاقة المعارضة بعدد من حوادث استخدام السلاح الكيميائي. يجب إجراء تحقيق دقيق في
كل هذا. لا نحاول اغتصاب الحق في امتلاك الحقيقة. يجب أن يتم إثباتها على أساس
التحقيق المحترف في كل مشهد، ويجب إطلاع مجلس الأمن الدولي على نتائج هذا التحقيق.
هذا الأمر قد اتفق عليه زعماء دول «مجموعة الثماني» في قمتها بإيرلندا الشمالية في
حزيران الماضي. لذلك نستغرب عندما نسمع من رؤساء بعض الدول الأعضاء في «مجموعة
الثماني» تأكيدات مباشرة أن الحكومة السورية هي التي استخدمت السلاح الكيميائي يوم
21 آب وارتكبت بذلك جريمة ضد الإنسانية، وأنه لا حاجة إلى إجراء أي تحقيق لإثبات
هذا الأمر. هذا يعتبر تراجعا عن الاتفاق الذي أحرزه رؤساء دول وحكومات جميع أعضاء
مجموعة الثماني في حزيران، وهم التزموا بإجراء دراسة مشتركة لأي تقرير عن استخدام
السلاح الكيميائي في سورية في إطار مجلس الأمن الدولي.
ما مدى استفادة
"اسرائيل" من انضمام سوريا لمعاهدة حظر انتشار الكيميائي؟
تغييرات ربما تكون جذرية طرأت على منطقة الشرق
الأوسط مؤخراً لاسيما في اعقاب التهديد الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية على سوريا،
هذا التهديد الذي أوقف تنفيذه مساعي الدبلوماسية الروسية التي نجحت في
"اقناع" الولايات المتحدة بالتوصل الى اقتراح يقضي بمراقبة الأسلحة
الكيميائية السورية وانضمام سوريا الى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية ووضع
ترسانة أسلحتها تحت الرقابة الدولية.
وعلى الرغم من أن
الضربة أحجمت عسكرياً الا ان تردداتها أرخت بظلها على المستوى السياسي وفتحت
مجالاً جديداً أمام تحولات سياسية اقليمية أهمها دخول سوريا الى تلك المعاهدة التي
رفضت على مر الزمن ان تنضوي تحت سلطتها التي لا تصب الا في خدمة
"اسرائيل" وقد تجلى الامتناع السوري خلال العقد الماضي كرد فعل ازاء
كيان العدو الاسرائيلي لاسيما وقد سبق أن هددت "اسرائيل" باستخدام
الكيميائي ضد الجيشين المصري والسوري خلال حرب أكتوبر 1967.
ولأن المصلحة الدولية
العليا تأخذ دائماً بعين الاعتبار أمن "اسرائيل"، فلم تتخذ الخطوات
المناسبة لضم كيان العدو الى المعاهدة التي رفض دخولها متذرعاً بحماية امنه القومي
الذي تتهدده الترسانات الكيميائية لدول تعتبر "اسرائيل" عدواً، بالإشارة
الى "سوريا" سابقاً، و "ايران" حالياً التي تأثرت أيضاً
بتبعات الضربة والتي فتحت مجالاً للتواصل الأميركي المباشر معها وتحديداً غداة
اعلان ايران ضرب "اسرائيل" في حال ضربت أميركا سوريا.
ومع تحوّل العلاقات
الدولية التي بدأت تأخذ منحاً جديداً على مستوى العلاقات الايرانية –الأميركية،
أشار الرئيس الايراني الجديد الشيخ حسن روحاني الى أن بلاده ستعيد النظر بالملف
النووي الايراني وذلك في اطار تحسين العلاقات الدولية ، على رأسها العلاقات مع
الولايات المتحدة الأميركية، التي يقف النووي الايراني "عقبة" في
طريقها.
وعلى الرغم من أن
"اسرائيل" انتقدت الغزل الايراني-الأميركي الا ان في تحولات العلاقات
اقليمياً خدمة لأمنها الذي يهدده "النووي الايراني" ومع انحسار
"خطره" لربما تنضم "اسرائيل" الى المعاهدة، بحسب ما لفت رئيس
كيان العدو شيمون بيريز الذي ألمح الى أن التطورات الاقليمية لا سينا على صعيد
الطاقة النووية الايرانية من شأنها تمهيد الطريق أمام وضع الترسانة الكيميائية
الاسرائيلية تحت الرقابة الدولية.
الا ان هذا التوجه
يسبّب شرخاً في الداخل "الاسرائيلي" تحديداً بين "الرئاستين"؛
ففحين يرى بيريز ايجابيةً في حلحلة الملف النووي الايراني المنسحب على العلاقات مع
أميركا، تزامناً مع اعلان الرئيس الايراني عدم استخدام ترسانة ايران الكيميائية
بما يتعارض مع الأخلاقيات الانسانية، ما يطمئن "اسرائيل"، الا أن رئيس
حكومة كيان العدو بنيامين نتنياهو يعرب عن قلقه تجاه التحول الاقليمي؛ لاسيما بعد
الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الايراني وهذا
ما دفعه للتوجه الى الولايات المتحدة الأميركية مبدياً خشيته من النووي الايراني
في محاولة للضغط على أميركا لألا ترضخ للشروط الايرانية التي فرضتها قوة التوازن
في المنطقة .
قوة التوازن هذه التي
كانت السبب الأول –ربما- في اعلان الحرب على المنطقة وما رافقها من سباق للتسلّح.
هذا المنحى العمومي
لتطور الأمور في المنطقة يفسّره العميد المتقاعد أمين حطيط الخبير في الشؤون
الاستراتيجية والعسكرية، بأسلوب اكثر تفصيلي يبدّل من المفهوم السائد ، ففي حين
تطرح التساؤلات عن الجهة المستفيدة من انضمام سوريا لمعاهدة حظر نقل وانتشار
الأسلحة الكيميائية وتأثيراتها على سوريا والمنطقة، يوضح العميد حطيط أن سوريا هي
المستفيد الأول من هذه الخطوة التي انتظرت لحظتها المناسبة منذ زمن، فامتلاك سوريا
- يقول العميد- للترسانة الكيميائية ليس سوى عبء يثقل كاهل النظام السوري الذي
يفضّل الأسلحة النارية لتطويق "اسرائيل" ومحاربتها.
وفي عودة تاريخية خاطفة
تفسّر "تخلي" سوريا عن ترسانتها الكيميائية يلفت العميد حطيط الى أن
الجمهورية العربية السورية برئاسة حافظ الأسد، ومنذ عقدين، امتلكت الكيميائي في
ظروف صعبة تشكلت بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد وتفاقمت غداة انهيار الاتحاد
السوفييتي، فسعى الأسد حينها، الذي كان بوضع استراتيجي صعب، الى تحقيق توازن
استراتيجي مع كيان العدو الاسرائيلي عبر مساع ثلاث:
المسعى الأول كان في
امتلاك السلاح الكيميائي والذي يطلق عليه "السلاح النووي للفقراء" ،
والمسعى الثاني كان عبر ارساء المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في لبنان ، أما
المسعى السوري الثالث فكان بالتّحالف الاستراتيجي مع ايران.
وقد ساهمت هذه المساعي
الثلاث ، يشير العميد حطيط، الى طمأنة حافظ الأسد تجاه صمود سوريا بوجه التحولات
الدولية .
لكن، يشير حطيط، الى أن
السلاح الكيميائي يُملك لكن لا يستخدم؛ فاستخدام السلاح الكيميائي يرتد على
مستخدمه كما يشكل عبئاً في تخزينه ، لافتاً الى أن امتلاك الكيميائي له ايجابيات
منها تخويف كيان العدو الاسرائيلي، بالإشارة الى تحقيق "توازن قوة".
وخلال العقدين الماضيين،
تحديداً في العام 1993 ، سعت سوريا ومعها محور المقاومة الى تغيير عوامل المعادلة
الاستراتيجية بالاستناد الى الأسلحة النارية بدلاً من الأسلحة الكيميائية غير
المستعملة، وذلك بسبب قدرات السلاح الناري الفعالة لاسيما بتخويف
"اسرائيل".
ويتابع العميد انه وخلال
عشرين عاماً قامت سوريا بتطوير قدراتها ومنظومتها المقاومة لدرجة استطاعت معها أن
تصل بإمكانياتها الى تغطية "اسرائيل" بالنار، كما استطاعت أن تخرجها من
فكرة الحرب على أرض الخصم الى فكرة "اسرائيل كلها تحت النار" .
وقد ساعد سوريا الى
جانب ذلك، تحالفها مع ايران في العام 2010 مع اطلاق الحرب الشاملة والجبهات
المتعددة ، التي أرست معادلة جديدة لا مكان للسلاح الكيميائي فيها.
وبحسب الخبراء
الاستراتيجيين، يقول العميد حطيط، أن الردع المتبادل قائم على القدرات النارية لا
الكيميائية التي تشكل عبئاً لا فائدة منه، لذلك انتظرت سوريا الوقت المناسب للتخلي
عنها مقابل "ثمن" فكان اقتراح روسيا بضم سوريا للمعاهدة الوقت المناسب
للتخلي عن عبء الكيميائي.
ويوضح العميد حطيط أن
الاتفاق الروسي-الأميركي بهذا الشأن يصب بمصلحة سوريا، وقد تم الاتفاق بين
الجانبين "كمحورين" - وفي مقدمتهما سوريا- ولم يكن أحادي الجانب ، كما
لفت الى أن الاتفاق تضمن أبعاداً عدة منها ما هو معلن ومنها ما لم يعلن، واحد
الأبعاد كان التأكيد على مرجعية مجلس الأمن الدولي بالنسبة لسوريا واسقاط
المحاولات الأميركية بضمانة روسية؛ هذه الضمانة وصلت رسالتها الى الجانب السوري
حاملة معها كل القدرات الروسية الشاملة.
وفي الأبعاد غير
المعلنة كان الاتفاق الضمني للسعي نحو شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل بمن
فيه "اسرائيل" وهذا ما طرحته روسيا للنقاش عبر المطالبة بضم كيان العدو
الاسرائيلي الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة الكيميائية، وهذا ما اعتبره العميد حطيط
تحولاً مهماً.
ويرى حطيط ان سوريا لم
تخسر في هذه المعادلة "عامل ردع" بالتخلي عن سلاحها الكيميائي بل
استبدلته بـ"رادع ناري" وبالتالي دفعت "اسرائيل" الى تسليم
وتفكيك ترسانتها الكيميائية ولو بعد حين قد يمتد لسنوات.
أما على صعيد العلاقات الأميركية
- الايرانية وقلق "اسرائيل" منها فسببه تخوفها من تغليب أميركا لمصالحها
على حساب العلاقات الاسرائيلية-الأميركية، أما تذرعها بالقلق من السلاح الايراني
النووي فيرى العميد حطيط أن "اسرائيل" تكذب حيال نفسها أولاً ؛ بتذرعها
بالسلاح النووي الايراني الذي ليس حقيقة ملموسةً بعد ، وهذا ما تعرفه
"اسرائيل"، بل تتخذ منه ذريعةً تقوم من خلالها على ابتزاز الولايات
المتحدة لتحصل على "ثمن" معين من تلك "المصالحة
الاستراتيجية". بالإضافة الى محاولة "اسرائيل" احتضان الخليج
باستغلال عداوته مع ايران لوقوفه الى جانبها في المنطقة، هذا على الصعيد
الاقليمي-الدولي، اما على الصعيد الداخلي فإن تباين الآراء الاسرائيلية بالنسبة
لتبدّل العلاقات بين أميركا وايران فيكمن في الصراع على السلطة ومحاولة لإثبات
الوجود بين الخصوم.
ويرى الخبير
الاستراتيجي والعسكري العميد حطيط أن حاجة اميركا للتفاهم مع ايران يصب في مصلحة
الولايات المتحدة أولاً وأخيراً لكنه يلفت أيضاً الى مصلحة ايران لاسيما لجهة رفع
العقوبات عنها وتثبيت وضعها في المنطقة كدولة اقليمية أولى، وهذا ما يثير غضب دول
الخليج الذي تستغلها "اسرائيل" لخدمة وجودها.
اذاً يؤكد العميد
المتقاعد أمين حطيط ان "مراجعة ايران لملفها النووي" لا يخسرها شيئاً
فليس لديها شيء فعليّ تخسره، مع الاشارة الى أن تصرف الرئيس الايراني الذي هاجمه
البعض يصب بصالح ايران وهو يتحرك ضمن "المؤسسة الايرانية وادارتها" التي
تخضع لتوجيهات الدستور والقانون في ظل قائد الثورة الايرانية الامام الخامنئي.
أما سوريا فهي الرابح
الأكبر من تسليم ترسانتها الكيميائية مقابل تحقيقها لما هو أثمن ومن ضمنه تسليم
"اسرائيل" لترسانتها وبمطلب دولي.
وفي الختام، يعتبر
العميد حطيط أن في التبدلات السياسة والتحولات الجديدة، تمهيد لحل الأزمة السورية
بدخول مرحلة انتقالية من شأنها التوصل الى بشائر لحلحة الأزمة القائمة منذ أكثر من
عامين.
الامم المتحدة تخترق نفسها
اسرائيل الكيان الذي اعطى علمه اللون الابيض ,
لون السلام وظن الكثير انها تريد السلام وانها دائمة البحث عن السلام و الامن
لشعبها على حساب شعب آخر .
الكيان الذي صبغة يده
باللون الاحمر و هو اللون الدم فمن حيفا الفلسطينية الى حولا اللبنانية
,من بيروت و ضاحيتها
الجنوبية الى شواطئ غزة . من مذبحة بحر البقر المصرية الى اقتحام المسجد الاقصى .
اخيرا و ليس اخرآ محرقة غزة و الجرائم المستمرة التي اعمى العرب اعينهم عنها و
العالم بأسره الذي اعترف بشرعية هذا الكيان المغتصب . وهذا هو الكيان الذي ارتكب
ابشع المذابح و المجازر ضد الابرياء شعب ينظر الى الدم كالماء ليروي عطشه الاجرامي
وكل ما سالت دماء زاد شعوره باللذة اكثر .
ان بداية نشأت الكيان
الصهيوني قائم على العصابات المسلحة التي بدأت بالمجازر من عام 1937 حتى عام 1948
عام النكبة ارتكبت سلسلة من الاعمال الاجرامية بحق شعب اعزل قام ببث الرعب في نفوس
الشعب الفلسطيني و اجبارهم على ترك منازلهم و تشريدهم من وطنهم ومدنهم و قراهم ووزع
المجازر الاسرائيلية في كل المناطق الفلسطينية من شمالها الى جنوبيها و امتدادا
الى الدول المجاورة . حيث وزعت السيارات المفخخة بين المناطق السكنية و الاسواق و
وصل حد الاجرام الى التمثيل بالجثث و فتح بطون الحوامل و اخراج الاطفال.
ومع عرض اللائحة
السوداء التي تتضمن جزء من هذه المجازر المرتكبة بأيدي عصابات صهيونية بحق كل من
الشعب اللبناني و الفلسطيني الذين لهم الحصة الكبرى من هذه المجازر و المذابح
مرتكبة بحق شعوب العالم العربي . مجازر ارتكبها من يتحدث عن الديمقراطية ويعطي
دروسا فيها
بعض المجازر المرتكبة
بحق الشعب الفلسطيني :
1_ "مجزرة حيفا
" : وقعت بالسادس من اذار / مارس سنة 1937 في سوق حيفا , حيث القت عصابتي
" الانسل" و " ليجي" القنابل في السوق و استشهد اكثر من 18
فلسطيني .
2_ " مجزرة
القدس" في31/12 من عام 1937 بسوق الخضار بالقدس وذلك بألقاء القنابل من قبا
عصابة " الانسل" واستشهد العشرات
3_ " مجزرة بلد
الشيخ" وقعت ( 6/12/ 1939 ) في قرية بلد الشيخ حيث هاجمت عصابة"
الهاجاناه" القرية الواقعة جنوب حيفا و قتلت العشرات .
و مجازر كثر و لكن مع
عام 1948 و هو عام النكبة بدأت المذابح تكثر و تزيد بشاعة وذلك لتمكن القوات
الاسرائيلية من بسط سلطتها على اكبر مساحة ممكنة من الارض الفلسطينية .
حيث وقعت مجزرة"
دير ياسين" في (9/4/1948) وهي قرية فلسطينية تبعد حوالي 6 كلم للغرب من مدينة
القدس . حيث باغتت عصابتي " لارغون و شتيرن " سكان دير ياسين و فتكوا
بهم دون تميز بين الاطفال و النساء و الشيوخ و مثلوا بالجثث و القوهم بالبئر و وصل
عدد الضحايا الى 254 و لايزال السكان يذكرون هذه المذبحة .
واستمرت المذابح
الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وصولا الى مذبحة جنين وهو الاسم الذي يطلق على
عملية التوغل التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جنين في الفترة من 1 إلى 12
أبريل/نيسان 2002. وتشير مصادر الحكومة الإسرائيلية وقوع معركة شديدة في جنين، مما
اضطر جنود الجيش الإسرائيلي إلى القتال بين المنازل. بينما تشير مصادر السلطة
الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات دولية أخرى أن القوات الإسرائيلية أثناء
إدارة عملياتها في مخيم اللاجئين قامت بارتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام
الدروع البشرية، والاستخدام غير المتناسب للقوة، وعمليات الاعتقال التعسفي
والتعذيب، ومنع العلاج الطبي والمساعدة الطبية.
وقد كانت هذه العملية
ضمن عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، أعقبت تنفيذ عملية تفجير في فندق في مدينة
نتانيا، وقد هدفت عملية الاجتياح القضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة التي
كانت تقاوم الاحتلال، وكانت جنين وبلدة نابلس القديمة مسرحاً لأشرس المعارك التي دارت
خلال الاجتياح، حيث قرر مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين محاربة القوات
الإسرائيلية حتى الموت، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر جسيمة في صفوف القوات
الإسرائيلية، ومن ثم قامت باجتياح مخيم جنين في محاولة للقضاء على المجموعات
المقاتلة حيث تم قتل واعتقال الكثير منهم، كما قامت القوات الإسرائيلية بعمليات
تنكيل وقتل بحق السكان - حسب المصادر الفلسطينية ومعظم المصادر الأخبارية العالمية
المحايدة والجمعيات الدولية أدى إلى سقوط العشرات، فيما حملت إسرائيل المقاتلين
الفلسطينيين مسؤولية تعريض حياة المدنيين للخطر
وعادت إسرائيل مجددا
لترتكب مجازر دموية بحق الفلسطينيين وتتغذى على دماء الشعب الفلسطيني، كما تغذت
على دماء شعوب العالم قبل.
ففي صباح يوم السبت
27/12/2008 كشفت إسرائيل عن أنيابها وأطلقت صواريخها الإبادة على مليون ونصف
المليون نسمة يسكنون قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 271 مواطن فلسطيني وجرح
حوالي 700 آخرين بينهم أكثر من 120 حالة حرجة جدا. وكانت هذه محرقة غزة الاولى
اما المحرقة الثانية في
غزة هي عملية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ، يطلق عليها الجيش الإسرائيلي عامود
السحاب و الفصائل عرفتها بعملية حجارة سجيل.
ولبنان البلد الجار
لدولة فلسطين كان له حصة من الانتهاكات الاسرائيلية اليومية و من المجازر الكثيرة
التي لا ينساها الشعب اللبناني لو مهما مضى عليها الزمان . ومسلسل المجازر بدأ عام
1948 ب " مجزرة صلحا " الجنوبية عندما جمع الاهالي في مسجد البلدة و تم
تصفيتهم رمينا بالرصاص فأصبح المسجد حمام من الدماء وامتزج ماء الوضوء بدماء
الشهداء .
و مجزرة بلدة
"حولا" التي ارتكبتها إسرائيل عام 1949 وأودت بحياة 90 لبنانيا. آنذاك
هاجمت قوات إسرائيلية بلدة حولا فجر 31/10/1948، بقيادة " مناحي بيغن"
على رأس فرقة من "الهاغانا"، وقامت باعتقال النساء والرجال وعمدت إلى
إعدام الرجال والمسنين، ودمرت المنازل التي جمعتهم فيها، فوق رؤوسهم أو رميهم
بالرصاص. وتم دفن العشرات في قبور جماعية حيث قتلوا، ثم نقلت جثثهم إلى مقبرة يطلق
عليها اليوم اسم "تربة الشهداء". تسببت المجزرة بنزوح معظم الأهالي
باتجاه بيروت حيث أقامت لهم الدولة بيوتاً من صفيح في مخيم ضبيه مكثوا فيها نحو
ستة أشهر، ثم عادوا إلى حولا في أوائل أيار من عام 1949، بعد فترة من توقيع اتفاق
الهدنة بين لبنان وإسرائيل.
. شهدت بلدة حولا مجزرة
ثانية عام 1967، وذهب ضحيتها 5 قتلى من النساء.و
_مجزرة الأوزاعي عام
1978 حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف وحدات سكنية ومؤسسات تجارية في منطقة
الأوزاعي المتاخمة للعاصمة بيروت مما أدى إلى قتل 26 مواطناً وجرح آخرين وتدمير 30
وحدة سكنية تدميراً كاملاً
- _مجزرة صبرا وشاتيلا
عام 1982 ارتكبت القوات الإسرائيلية وميليشيات لبنانية متعاونة معها هذه المجزرة،
وذهب ضحيتها 800 شخص من فلسطينيين يقطنون في المخيمين، إضافة إلى عدد من
اللبنانيين.
و لم تتوقف المجازر و
كان اشدها في . مذبحة قانا عام 1996 : في 18/4/1996 أطلقت قوات الاحتلال
الإسرائيلي قذائف من عيار 155 ملم محرمة دولياً (تنفجر قبل ارتطامها بالأرض) على
مقر الكتيبة الفيجية التابعة لقوة الأمم المتحدة في بلدة قانا مستهدفة مقر الامم
المتحدة الي كان يلجأ إليه الأهالي من بلدة قانا والقرى والبلدات المجاورة من
القصف الإسرائيلي خلال عملية عناقيد الغضب، ذهب ضحية هذه المجزرة 105 أشخاص من
المواطنين بينهم 33 طفلاً.
و مجزرة قانا الثانية
30-7-2006 حدثت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006، سقط جراءها حوالي 55
شخصا، عدد كبير منهم من الأطفال الذين كانوا في مبنى مكون من ثلاث طبقات في بلدة
قانا حيث انتشلت جثة 27 طفلا من بين الضحايا الذين لجؤا إلى البلدة بعد أن نزحوا
من قرى مجاورة تتعرض للقصف بالإضافة إلى سكان المبنى، وقد قصفت إسرائيل المدينة
للمرة الثانية بحجة أنها كانت منصة لاستخدام الصواريخ التي كانت تطلق على إسرائيل
من حزب الله خلال عملية الصيف الساخن في لبنان و بالرغ من تأكيد حزب الله أن
المبنى لم يكن فيه مقاتلين من حزب الله وأن جل من قتلوا هم من النساء والأطفال
والشيوخ، فيما حمّلت إسرائيل على لسان الناطق باسم الجيش المسؤولية لحزب الله.
و لم يكن لبنان و
فلسطين فقط عرضة للمجازر الاسرائيلية بل امتدت لعدد من الدول مثل مصر و الاردن .
شهدت مصر مجزرة اسرائيلية في مجزرة بحر البقر هي عملية إرهابية قامت بها القوات
الجوية الإسرائيلية حيث قصفت مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز
الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر، حدثت في 8 أبريل 1970 م، وأدت إلى مقتل 30 طفلا
وإصابة 50. رجلا .
و الكثير من انتهاكات
على سيناء و المراكز الحدودية المصرية ولكن الحكومة المصرية في حكم الرئيس السادات
تناست كل هذا و وقعت اتفاقية كامب ديفيد في (17/9/1978) و اعطت شرعية لهذا الكيان
و ارتضت ان تكون في قبضة هذا العدو بعد ان كانت حكومة ممانعة و الحكومة الاردنية
وقعت اتفاقية سلام مع هذا الكيان و هناك مكاتب تجارية بين اسرائيل و بعض الحكومات
العربية .
ليس فقط الدول العربية
اعترفوا بشرعية هذا الكيان. ان الامم المتحدة و هي المنظمة العالمية " لحفظ
الامن و السلام " والتي نصت في ميثاقها على الغاية التي وجدت من اجلها و هي
حفظ السلم والأمن الدولي مشددة في ميثاقها على ضرورة ان تكون الدولة المنضمة الى
منظمة الامم المتحدة محبة للسلام راغبة فيه و هذا ما يتنافا مع وضع الكيان
الاسرائيلي الذي يعد من اهم الاعضاء المنضمين في هيئة الامم المتحدة و لم تفرق
الامم المتحدة بين دولة المحبة و دولة محاربة
و هذا اكبر دليل على ان
الامم المتحدة و القانون الدولي خاضعين للهيمنة الصهيونية العالمية
توتر في مسجد الأقصى حيث يقوم اليهود بشعائر
خاصة
في خطوا يومية متكررة، لاسيما مع قدوم الأعياد
اليهودية، قام صباح اليوم عشرات المستوطنين اليهود باقتحام سوق القطانين التاريخي
المُفضي إلى المسجد الأقصى المبارك حيث شرعوا بأداء طقوس وشعائر
"تلمودية" خاصة بـ"عيد العرش" اليهودي في يومه الأول وذلك وسط
حراسات معززة من جنود وشرطة الاحتلا الاسرائيلي..
وكانت الجماعات
الاستيطانية نصبت العديد من العرائش الخاصة بعيد العرش اليهودي في البؤر
الاستيطانية في البلدة القديمة، ولأول مرة تنصب "مظلة خشبية" في شارع
بحارة النصارى، فضلاً عن نصب العديد منها في شوارع حارة الشرف "حارة
اليهود".
وقد أكدت مصادر اعلامية
ان "المستوطنين أدوا طقوسهم على باب الأقصى "باب القطانين" الذي
تغلقه شرطة الاحتلال، في حين جرت الاقتحامات وسط إغلاق قسري للمحال التجارية
التابعة للأوقاف الإسلامية في المنطقة بأمرٍ من شرطة الاحتلال لإتاحة المجال
للمستوطنين لأداء طقوسهم بحرية".
تزامناً، تجمع عشرات
المقدسيين من سكان البلدة القديمة ومنطقة القطانين فيما تحول عناصر قوات الاحتلال
بينهم وبين المستوطنين
وقد أفاد شهود عيان عن
اعتداء قوات الاحتلال على تجمهر مقدسي في المنطقة.
وفي سياق مشابه، اقتحم
عدد من المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، هذا في حين تتواجد أعداد
كبيرة من المصلين وطلبة حلقات العلم في باحات وساحات ومرافق المسجد الأقصى
الى ذلك، يتجمع مئات
المستوطنين اليهود في باحة حائط البراق "حائط المبكى"، كما يسميه الاحتلال،
في الوقت الذي تصاعدت فيه الدعوات التي تطلقها قيادات المستوطنين والجماعات
اليهودية للمستوطنين وتقديم الضيافة لهم في القدس تشجيعاً لهم للمشاركة في
الفعاليات المختلفة المُصاحبة لعيد العرش في القدس، وخاصة في الثالث والعشرين من
الشهر الجاري حيث تنتهي هذه الفعاليات، بحسب ما يفيد اعلانهم، باقتحامٍ جماعي
للمسجد الأقصى بهدف "إقامة طقوس خاصة بالعيد التلمودي".
آلون: "الربيع
العربي" لا يشجع الفلسطينيين على المقاومة.. وحماس دخلت في مأزق
رأى قائد المنطقة
الوسطى في جيش الاحتلال الاسرائيلي الجنرال نيتسان ألون ان كيان الاحتلال" لا
يمكن أن يركن الى قوات دولية في غور الاردن في الحفاظ على امنه"، مشيراً في
حديثه الصحفي لجريدة "يديعوت احرونوت" العبرية الى "رفض الاقتراح
الفلسطيني الداعي للانسحاب من منطقة الأغوار الواقعة على الحدود مع الأردن ونصب
قوات دولية هناك".
وأضاف الجنرال ألون ان
"قواته تتحكم بكل ما يدخل ويخرج من الضفة الغربية من جهتي الشرق أي الحدود مع
الاردن، والغرب أي الجدار الفاصل، لافتاً الى "مساهمة هذا الجدار في تعزيز
أمن "اسرائيل"".
وعلى الصعيد الاقليمي،
اعتبر ألون ان" ما يجري في سوريا ومصر والعراق لا يشجع الفلسطينيين على
المقاومة" معللاً السبب أنهم " لا يرغبون في وضع مشابه لما يحدث هناك،
وهذا ما يضفي مصداقية لعمليات قوات الأمن الفلسطينية ضد حماس وتنظيمات أخرى اكثر
من الماضي".
وأشار قائد المنطقة
الوسطى الى "عدم وجود علاقة بين التنسيق الامني والمفاوضات الدائرة هذه
الايام" زاعماً أن " التنسيق الأمني جيد للطرفين ولذلك هو قائم"
وشدد على ضرورة" ان ينظر الى التنسيق الامني من زاوية الصراع الدائر في
المجتمع الفلسطيني بين الاسلام الراديكالي وبين العلمانيين".
وعزا الون أحد عوامل
الاستقرار الأمني الى" تحسن الوضع الاقتصادي والتسهيلات التي قام بها كيان
الاحتلال الاسرائيلي على حركة عبور الناس والبضائع من الضفة واليها والتي توجت
بدخول مليون فلسطيني الى "اسرائيل" كسائح، خلال فترة شهر رمضان وعيد
الفطر بالاضافة الى دخول المواطنين العرب من "اسرائيل" الى الضفة
الغربية باعداد كبيرة للتسوق والتنزه"
وفي سياق آخر، رأى
الجنرال الون ان "حركة حماس دخلت في مأزق عندما تخلت عن الدعم المالي
واللوجستي، من قبل ايران وسوريا وراهنت على النظم الاسلامية المقبلة مع رياح
الربيع العربي والضربة التي تلقتها باسقاط نظام الاخوان المسلمين في مصر وقدوم
نظام معاد لها" لافتاً الى "استغلال الرئيس الفلسطيني محمود لهذا
التراجع لاعادة بسط سلطته على قطاع غزة عبر اجراء انتخابات أو الحصول على مصالحة
بشروطه".. علماً ان حماس ما زالت ترفض حتى الان.
اتفاقية أوسلو.. تحصد
التهير والقتل
لمناسب الذكرى العشرين لتوقيع اتفاقية أوسلو بين
كيان الاحتلال الاسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية ، قامت "منظمة العفو
الدولية" بإطلاق ملصق يبيّن ما وصفته "مكتسبات السلام" التي تحققت
للفلسطينيين من خلال الأرقام.
وقد أظهر الملصق
استشهاد أكثر من 7000 فلسطيني وتدمير ما يزيد على 12000 منزل وأكثر من 250 ألف
مستوطن فضلاً عن جدار الفصل العنصري الذي يمتد على مدى 440 ميلاً أي حوالى 708
كلم.
ويذكر أنّ الإتفاقية قد
وقعت في واشنطن بتاريخ 13 أيلول /سبتمبر في العام 1993، و قد سميت الاتفاقية نسبة
إلى مدينة أوسلو التي جرت فيها المحادثات السرّية في عام 1991.
وتعرف الاتفاقية رسميا
بإسم "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الإنتقالي" ، وقد وقعت
الاتفاقية بحضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.
وتعتبر اتفاقية أوسلو،
أول اتفاقية رسمية مباشرة بين "إسرائيل" ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك
شيمون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود
عباس.
وتنص الاتفاقية على
التالي:
إلتزمت منظمة التحرير
الفلسطينية على لسان رئيسيها ياسرعرفات بحق" دولة إسرائيل "في العيش في
سلام وأمن والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال
المفاوضات، وأن إعلان المبادئ هذا يبدأ حقبة خالية من العنف، وطبقا لذلك فإن منظمة
التحرير تدين إستخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وستقوم بتعديل بنود الميثاق
الوطني للتماشى مع هذا التغيير، كما وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد
منظمة التحرير بها ومنع إنتهاك هذه الحالة وضبط المنتهكين.
قررت حكومة
"إسرائيل "على لسان رئيس وزرائها إسحق رابين أنه في ضوء إلتزامات منظمة
التحرير الفلسطينية، الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل للشعب
الفلسطيني، وبدء المفاوضات معها.
وينص إعلان المبادئ
أيضاً على "إقامة سلطة حكم ذاتي إنتقالي فلسطينية -أصبحت تعرف فيما بعد
بالسلطة الوطنية الفلسطينية- ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية
وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات، للوصول إلى تسوية دائمة بناء
على قراري الأمم المتحدة 242 و338 بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة
الانتقالية.
كذلك، نصت الاتفاقية،
عل أن هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون،
المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.
«الامن قبل الرغيف»
شعار سركيس في عهده و«امن لبنان بتحييده» اعلان سليمان
الخطط الامنية توضع على
قياس «المربعات» و«الهواجس الحزبية» و«رغبات المسلحين» كمال ذبيان رفع شعار في عهد
الرئيس الياس سركيس «الامن قبل الرغيف» لان المواطن اللبناني لم يكن يستطيع تأمين
الرغيف بسبب التدهور الامني، واشتعال حرب اهلية، اقامت خطوط تماس بين المواطنين،
فبات الانتقال للحصول على الرغيف يكلف حياة المواطنين قنصا او قصفا او اقفالا
للافران والمحلات، او نقصانا في مادة الطحين. وهذا الشعار يصلح لواقع لبنان اليوم
الذي يعيش ابناؤه حربا اهلية باردة منذ العام 2005، وهي تتصاعد وتيرتها، مع ارتباط
الازمة اللبنانية بالازمة السورية لا بل في صراع المحاور العربية والاقليمية
والدولية وبات الشعار المرفوع من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي
اطلق «اعلان بعبدا» تقول مصادر سياسية ونال موافقة القوى السياسية الاساسية على
طاولة الحوار «امن لبنان بتحييده» وهو ما لم يطبق، وهذا ما فتح الساحة اللبنانية
للسيارات المفخخة، ولسقوط قذائف على البلدات المحاذية للحدود اللبنانية مع سوريا
والى عمليات قتل وخطف على خلفيات الاحداث في سوريا التي اشعلت حرب خطوط تماس بين
باب التبانة وجبل محسن ولكل من المنطقتين الطرابلسيتين هويته المذهبية والسياسية،
مما زاد من عمق الصراع الدموي الذي استهلك حوالى 15 خطة امنية، وما زالت النار تحت
الرماد، وان اشتعال المعارك لا يحتاج الا الى رمي قنبلة يدوية، او اطلاق نار، او
خطف مواطن واحراق محل، او موقف سياسي تصعيدي، او تطور الوضع الميداني في سوريا.
وبات لبنان تضيف المصادر يعيش حروبه الداخلية المتنقلة، من جرود عرسال الى بعلبك
والهرمل وعبرا وصيدا ومخيم عين الحلوة الى الضاحية الجنوبية والطريق الجديدة في
بيروت وصولا الى طرابلس ومحاورها والفلتان الامني فيها وما تتعرض له بلدات في عكار
المرابطة عند الحدود مع سوريا من قصف. هذه الحروب والحوادث الامنية التي تنتشر على
كل الجغرافية اللبنانية، لم يعد في مقدور الدولة ان تحتويها، الا بخطط امنية،
تعالج حالة كل «مربع امني»، او «جزيرة امنية» او محاور امنية، اذ يكشف مصدر امني
ان الامن في لبنان بات على «القطعة» وتفصل الحلول له، على مقياس الجماعة المسلحة
الموجودة فيها، في حين ان المطلوب خطة امنية واحدة موحدة لكل لبنان، تحت عنوان
واحد سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني، وقد يكون هذا الكلام مثاليا كما يؤكد
المصدر، الا ان هذا الواقع، ولم يتستر عليه وزير الداخلية مروان شربل، الذي كان صريحاً
مع اللبنانيين، وشخص لهم ما يحصل، وهو كان واضحا بعد اجتماع مجلس الامن المركزي
امس الاول، لوضع خطة امنية لطرابلس، عندما اكد ان لا خطة جدية وناجحة من دون
انسحاب المسلحين من امام القوى الامنية. ففي طرابلس الامن معقد، والحلول تدور في
حلقة مفرغة لان القرار السياسي ليس واحداً، بل ثمة مراكز قرار متعددة سواء على
المستوى السياسي، او لدى قادة المحاور، وهذا ما نلمسه في باب التبانة يقول المصدر،
ولا نلحظه في جبل محسن الذي توجد جهة حزبية واحدة يتم التعاون والتنسيق معها، وقد
نجحت الخطة الامنية في جبل محسن وانتشر فيها الجيش، حيث يؤكد المسؤول السياسي في
الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد، ان احداً لم يتحدث معه في موضوع الخطة الامنية
لطرابلس، وان المشكلة ليست في المحاور التي يشعلها دائما مسلحون من باب التبانة،
بل ان هؤلاء المسلحين ومن يقودهم، نقلوا معاركهم الى داخل طرابلس، من خلال الظهور
المسلح في الشوارع وقطع الطرقات واطلاق النار واعمال الخطف والابتزاز وفرض الخوة،
وباتت عاصمة الشمال تحت قبضتهم، وابناء المدينة مسجونون لدى هؤلاء المسلحين الذين
تتحدث الخطة الامنية لطرابلس عنهم كما يؤكد عيد الذي لا يرى جدية في تنفيذها.
فقاعات الدجــالين
ثريا عاصي مضى عامان
ونصف العام ومفكرو وكتبة ما يسمى بالثورة في سوريا ما يزالون ينتقدون السلطة،
دأبهم منذ الحقبة الممتدة من تاريخ بدء ولاية الرئيس السابق حافظ الأسد سنة 1970،
وحتى يومنا هذا. ربما تعويضا عن تقصيرهم في انجاز ما يشعل «الثورة الشعبية». فهناك
اعتقاد بأن هذه الأخيرة انطلقت في سوريا بسبب انتشار عدوى «الثورات» في تونس ومصر
وليبيا واليمن، وليس نتيجة للعوامل الداخلية كالنشاط السياسي وتنامي الوعي الوطني
ووضوح الرؤية والشعور بالثقة بالنفس وامتلاك القوة والأدوات النضالية. مجمل القول
إن ظاهر الأمور يدل على ان «الثورة» في سوريا، سبقت المفكرين، أو قل إنها «ثورة»
من غير فكر سياسي أو رؤية وطنية. ومهما يكن فإننا لا نعرف شيئا يذكر عن أدبياتها.
ما تناهى إلى العلم والسمع هو أن مجالس وطنية وائتلافات لقوى المعارضة السورية
تتشكل ثم ينفرط عقدها بين الفينة والفينة، في عواصم أجنبية. أكتفي بهذه التوطئة
لأمهّد لموضوع يثير حيرتي في أمر هذه «الثورة» التي غطت المشهد بضباب كثيف، فصار
كل يغني على ليلاه، دون الرجوع الى الوقائع أو الاحتكام إلى منطق عقلاني. أعني
مسألة الكتاب والمفكرين الذين يرافقون الحرب على سوريا ويدّعون أنهم يرافقون «ثورة
شعبية ديموقراطية سلمية». أن الفرق واضح بين المقالات التي يدبجونها من جهة وبين
الوقائع على الأرض من جهة ثانية. فمتى حار المدّاح في أمر ممدوحه، فلجأ الى
التصنّع والتحايل كان ذلك دليلا على صغر الممدوح وتفاهته، والمدّاح مجرّد مرتزق..
ما نعلمه أن في سوريا عشرات التنظيمات المسلحة، التي تضم في صفوفها عناصر غير
سورية، تقاتل ضد قوى الأمن بقصد إسقاط «النظام». أنا لا أعتقد أن عاقلا مفكرا
يستطيع أن يصف الجيش السوري الحر بالثوري أو الجماعات الإسلامية الأخرى كمثل جبهة
النصرة، والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بالثورية. لا سيما أن قائد
الجيش السوري الحر يتردد كما هو معروف، كثيرا على العاصمة الفرنسية ويكرر بين آونة
وأخرى نداءاته إلى الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها في اوروبا طالبا أن تمده
بالعتاد العسكري تارة وأن تضرب مواقع الجيش العربي السوري من بوارجها وقاذفاتها
تارة أخرى. وما يدل على خيانة هذا العسكري السوري لبلاده هو ظهوره إلى جانب
السيناتور الأميركي ماكين في المناطق السورية المحاذية لتركيا. عسكري سوري زائد
سيناتور أميركي جمهوري! من البديهي القول إن الجماعات الاسلامية التي تنضوي تحت
راية القاعدة لا تمثل ثورة على الإطلاق. بل هي أدوات ترويع وتخريب تتلاعب بأهوائها
الولايات المتحدة الاميركية مباشرة أو بواسطة أمراء الدول النفطية الخليجية. ما
هذه الثورة التى تكفل بها منذ ولادتها أمير قطري وأمين عام جامعة الدول العربية التي
ارتهنها كما يبدو مجلس التعاون الخليجي، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، واللوبي
الإسرائيلي في فرنسا؟ هذا والكتبة ما انفكوا يكتبون عن الثورة. غاب عنهم اننا لا
نعرف من هي القوى التي تخوض هذه الثورة على الأرض، فضلا عن الأهداف التي تسعى إلى
بلوغها. هذا دليل آخر على ان الثورة التي يؤيدها هؤلاء الكتبة هي ثورة انتقامية
ثأرية دموية تخريبية، تخنق مستقبل البلاد. وعليه، إن الجرائم الوحشية التي يرتكبها
الثوار في سوريا، هي سياسة وغاية، وليست كما جاء مؤخرا في مقال لاحد كتاب الثورة،
مجرد فقاعات «دموية ووحشية تسللت إلى الثورة» ولا تشكل خطورة على صيرورتها. يحسن
في هذا السياق التذكير، لعل الذكرى تنفع أن السلطة في سوريا اساءت إلى الكثيرين من
السوريين واللبنانيين، ولكن هذا لم يمنع الأخيرين من الوقوف إلى جانبها في هذه
الظروف، لان البلاد تتعرض لحرب عدوانية تقودها الولايات المتحدة الأميركية، ولأن
هذه السلطة لم تستسلم ولم تخل مواقعها بل تتصدى للعدوان بأقصى طاقتها. تفجير
السيارات الملغمة في الساحات العامة، إعدام جنود وضباط الجيش على حافة الطرقات،
قطع رؤوس الأسرى وسط هرجة جماهيرية هيستيرية، مقتل الصبي بائع القهوة في حلب،
تحطيم تمثال أبي العلاء المعري، الهجوم على معلولا، استخدام قذائف « كيماوي»، هذه
الأعمال البربرية جميعها، هي في نظر أحد كتاب «الثورة».. فقاعات دموية ووحشية،
ستتخلص منها الثورة. هو على يقين من ذلك! الغريب أن هؤلاء الكتبة يلحقون «الثورة».
ليس الثورة من اجل العدالة ولكن مظاهر الثورة، عباءة الثورة، منابر للخطابة في
الثورة. من المعروف انهم كانوا مع ياسر عرفات في بيروت، رغم أن هذا الأخير لم يكن
ثوريا في بيروت. كما رافقوا الحركة الوطنية اللبنانية. من نافلة القول انها لم تكن
نموذجا ثوريا يحتذى به. أما موقفهم من التدخل السوري في لبنان فلقد تراوح بين
المعارضة باللسان وبين الصمت. وبعض منهم لم يعترض لا باللسان ولا بالفؤاد! ليس
مفاجئا إذن أن يتحلق هؤلاء حول «الثورة» التي انطلقت من درعا، تندد «بإيران وبحزب
الله»، ربما لانهما حلفاء للسلطة السورية ضد اسرائيل. تلزم الإشارة هنا الى أن هذه
الثورة تلقت منذ اليوم الأول بحسب معارض سوري، باريسي، عروضا من دول أجنبية من أجل
تزويدها بالسلاح! لا منأى في الختام عن التذكير بأن حكم حزب البعث في سوريا مستمر
منذ سنة 1963. من المرجح أنه لم يطرأ تبدل جوهري على بنية السلطة الفردية منذ ذلك
التاريخ. وهذه لا تترك إلا ثلاث طرق: إما الصمت والمراوحة في المكان، وإما الحراك
من أجل الحوار كسبيل إلى التقدم، وإما أخيرا الانتحار. هل اختار السوريون هذه
الطريق، أم اجبروا على سلوكها، ولماذا يصفق لهم الكتبة الدجالون؟
ماذا يقال في مكتب
اردوغان؟
نبيه البرجي الصدر
الاعظم حين يهبط من عليائه... خلال اجتماع اخير لقيادة الحزب الحاكم سئل عن
المكاسب التكتيكية والاستراتيجية التي حققتها حكومته من خلال المشاركة المتعددة
الابعاد في الاحداث السورية، وما اذا كان من مصلحة تركيا ان تتحول الى باكستان
اخرى بالفوضى والتصدع واحتمالات التفكك، لا بل ان السؤال الاكثر حساسية كان «هل ان
بلدنا الآن بالفاعلية إياها، وبالوحدة إياها، التي كان عليها قبل الانخراط في
الدوامة السورية؟». من داخل مكتب رجب طيب اردوغان نقل الينا زميل عربي موثوق ويعمل
في اسطنبول هذه المعلومات، ليؤكد مرة اخرى انها من مكتب اردوغان، ويقول ان الرجل
الذي طالما اعتبر انه يقوم بالخطوة الاولى في اتجاه اعادة السلطنة العثمانية عبر
الشرق الاوسط وآسيا الوسطى، يشعر الآن بالاحباط العميق، لا وبل بالهلع ايضا لان
الخارطة الداخلية في تركيا تنبىء باحتمالات خطيرة بعدما بدأت تطفو على السطح
شعارات ومواقف مذهبية لم يكن لها وجود من قبل، ناهيك عن ان محاولة اللعب على
الاكراد باءت بالفشل ليعود الدوران في الحلقة المفرغة... وبالرغم من ان اردوغان
الذي لم يبارحه منذ ان كان يافعاً هاجس السلطنة، وقد تخيل نفسه على صهوة حصان شبيه
بحصان السلطان سليم الاول، هو الذي يتولى الاشراف على هندسة السياسات الخارجية
لبلاده، فقد اتخذ قراراً بترحيل احمد داود اوغلو عن وزارة الخارجية بعدما اخفق في
تسويق نظرية النيو عثمانية ونظريات اخرى وصفها احد الصحافيين الاتراك بأنها اقرب
الى نوادر جحا منها الى الطروحات السياسية والاستراتيجية... لا ريب ان اوغلو كان
مبهوراً بذلك الوصف الفضفاض الذي اطلق عليه الاعلام الغربي (كيسنجر التركي)، لكن
الخطأ الذي اقترفه هو انه اوحى لجهات عربية دفعت اموالاً طائلة للخزينة التركية،
بأن بلاده هي وحدها التي تستطيع ازالة النظام السوري وحدد مواعيد بدت كاريكاتورية
في نهاية المطاف، قبل ان يتذرع بأن الذي حال دون تحقيق ذلك هو ان الدببة القطبية
اصبحت عند حدود تركيا دون ان يحرك «الاشقاء» في الاطلسي ساكناً، لا بل ان ادارة
باراك اوباما بدت وكأنها تعد العدة لابرام صفقة كبرى مع ادارة فلاديمير بوتين ومن
خلال المسرح السوري... وتقول المعلومات ان اردوغان يعتزم التخلي، قريباً، عن اوغلو
لكي يوحي للجمهور التركي بأن هذا الاخير مسؤول عن كل العثرات التي واجهت انقرة في
العامين الفائتين، بما في ذلك التعامل الفظ مع التطورات في مصر، وهو ما حمل محمد
حسنين هيكل على ابداء دهشته، متسائلاً بسخرية ما اذا كان «الرجل المريض» (اي
السلطنة العثمانية) قد عاد الى الحياة بمعجزة «نبي» يدعى رجب طيب اردوغان...
المعلومات، ومن مكتب رئيس الوزراء، تذهب الى ابعد من ذلك. انه يتجه الى اعادة
النظر في سياساته حيال سوريا. هنا المشكلة، فاسطنبول تستضيف من باتوا فعلاً، لا
قولاً، تماثيل الشمع بعد التطورات الاخيرة على الارض السورية، ولا يدري اردوغان
اين يلقي بهم. حتما لن يلقي بهم في مياه الدردنيل كما فعل اجداده من السلاطين،
وحين استشير الملك عبد الله الثاني باستقبالهم اعتذر عن ذلك بحجة ان بلاده لا
يمكنها ان تتحمل كمية اضافية من اللاجئين، لا سيما وان هؤلاء لاجئون بخمس نجوم،
والكثيرون منهم اعتادوا على الكافيار والملاهي الليلية... اعادة وصل ما انقطع مع
النظام السوري هي الآن قيد البحث في انقرة، وان كانت دون ذلك عقبات كثيرة، منها
مواقف بعض الدول العربية واصرارها القبلي على اجتثاث النظام ولو لم يبق في سوريا
او في المنطقة حجر على حجر. وتبعاً للمعلومات فإن الاستخبارات التركية التي لها
حضور كثيف وواسع النطاق في سوريا بدأت تقدم تقارير سوداوية الى اردوغان، وهي تلقي
باللائمة في ذلك على العشوائية التي تحكم تدخلات بلدان عربية واجنبية في سوريا ما
حال دون التواصل الى التنسيق العملاني الحقيقي ليتحول المسرح السوري الى مسرح
بابلي وبكل معنى الكلمة.. ولكن من لا يعرف ان الاستخبارات إياها هي التي اقامت
معسكرات التدريب والاقامة للمجموعات الاصولية الوافدة من الشيشان وداغستان
واوزبكستان وطاجستان وباكستان، وحتى من دول اوروبية، كما انها هي التي قدمت
المساعدات اللوجستية لهذه الجماعات للدخول الى سوريا والتموضع في نقاط محورية
بعدما تولى ضباط اتراك، وفي دورات تستغرق ما بين الاسبوع والاسبوعين، تعريفهم ومن
خلال الخرائط الالكترونية، على كل المناطق والتضاريس والمدن السورية بما في ذلك
الاحياء الداخلية، حتى انه كان يتم تخصيص كتائب معينة لكل منطقة ولكل مدينة لان
ذلك يأتي بنتائج افضل على الصعيد الميداني... الآن تتعالى الصيحات التركية
«البرابرة على ابوابنا»، تماما كما كانت الصيحات الاوروبية عندما كانت الخيول
العثمانية على ابواب فيينا، اذ ان جحافل دولة العراق والشام (داعش) باتت على مسافة
بضعة كيلو مترات من الحدود التركية، في حين تبدو انقرة حائرة حيال اسئلة اوروبية
عن الجهات السورية المعارضة التي ترى مشاركتها في مؤتمر جنيف-2، كما لو ان
المبادرة لم تصبح في يد ابي محمد الجولاني وابي بكر البغدادي وابي مصعب الاردني.
اي من هؤلاء ينصب رئيسا للجمهورية او اميرا على سوريا؟.. من اشهر طويلة. كان ثمة
اتراك يتوقعون ان تصل الحرائق السورية الى بلادهم، ودائما بسبب اللوثة العثمانية
التي تسكن خيال رجب طيب اردوغان. لاحظوا كيف ينكفىء الآن. بعد حين قد تلاحظون،
مذهولين بطبيعة الحال، في اي اتجاه يمد يده!
حلفاء الولايات المتحدة
الأميركيّة في لبنان والمنطقة في «عزلة»
لهذه الاسباب حزب الله
غير محرج من التقارب الايراني مع «الشيطان الاكبر» التقارب الخليجي
الاسرائيلي يضع 14 اذار امام «مأزق» والمقاومة امام
تحدي
صوتان يصدحان في البرية
دون ان يلتفت لهما احد بحسب اوساط سياسية مراقبة، رئيس القوات اللبنانية سمير
جعجع، ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. الاول «اخترع» مؤتمرا صحافيا
«هزليا» قبل ايام تحدث فيه عن الحكومة وقدم اقتراحات «فنية»، محمساً رئيس
الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام للاقدام على «قلب
الطاولة». النتيجة «صفر»، وكأن احدا لم يتكلم، الرئيسان يدركان انه «يتسلى» في
الوقت الضائع، الخصوم لم يأخذوا كلامه يوما على محمل الجد، لكن المفاجأة كانت من
الحلفاء، فتيار المستقبل استغرب كلامه الذي كان خارج السياق السعودي الداعي
للتريث، فكان «التطنيش» افضل الحلول عند التيار «الازرق»، أما القيادة الكتائبية
فكانت تضحك في السر والعلن على «التفليسة» التي يمر بها جعجع، وحتى التيار المسيحي
«المستقل» في 14 اذار لم يتلقف كلامه هذه المرة. والخلاصة ان جعجع يشعر اليوم انه
معزول من اقرب المقربين، وبإمكانه بين الفينة والاخرى تكرار «معزوفة» رفض الحوار
على قاعدة «أنا اعارض فأنا موجود». هذه العزلة يشعر بها ايضا رئيس الحكومة
الاسرائيلية بنيامين نتانياهو هذه الايام، وقد حفلت الصحف الاسرائيلية بعبارات
التندر «والشفقة» على حاله في نيويورك، فحين اعتلا منصة الامم المتحدة في مهمة
محددة لتشويه صورة الرئيس الايراني حسن روحاني، لاقناع المجتمع الدولي بأن ايران
تكذب بشأن ملفها النووي، انتبه متأخرا ان القاعة شبه فارغة، ولا احد يكترث لكلامه،
فقد فعلت «آلو» اوباما لروحاني فعلها، والرئيس الاميركي منشغل مع ادارته بأزمة
الموازنة والمعركة مع الجمهوريين، فاكتشف أنه يقوم بمعركة خاسرة في التوقيت
الخاطىء، وانطبق عليه ايضا المثل القائل «أنا اعارض فانا موجود». هاتان الواقعتان
تضيف الاوساط تشرحان الواقع الصعب لحلفاء واشنطن في المنطقة، وهما تقدمان عينة
اولية مبسطة عما يمكن ان تفضي اليه التسوية الاميركية - الايرانية من نتائج، واذا
كانت السعودية قد هالها وجود وزير الخارجية السوري وليد المعلم ممثلا للدولة
السورية في الامم المتحدة، واختارت التعبير عن «سخطها» من التقارب الاميركي -
الايراني باللجوء الى «الصمت» عبرالغاء كلمة مندوبها المقررة امام الجمعية العامة،
فان «الثرثرة» الاسرائيلية كشفت المستور، وما كان يحكى عنه «همسا» بات على الملأ،
فالتنسيق قائم على قدم وساق بين اسرائيل ودول الخليج لمواجهة الخطر الايراني،
زيارات متبادلة ودعوة صريحة من نتانياهو الى هذه الدول لتعميق اواصر التحالف
لمواجهة العدو المشترك. ماذا يعني هذا؟ ببساطة نحن مقبلون على تداعيات
«دراماتيكية» بفعل خلط «الاوراق»، وهذا يعني ان الكثير من «الاقنعة» ستسقط، ويبقى
السؤال كيف سيتعامل حلفاء ايران في لبنان مع المستجدات اذا ما تمت التسوية الايرانية
مع «الشيطان الاكبر»، والاهم كيف سيتعامل حلفاء السعودية مع المستجدات اذا ما
تطورت العلاقات الاسرائيلية - الخليجية لمواجهة الخطر «الفارسي»؟ الاوساط السياسية
المطلعة تؤكد، ان حلفاء طهران في لبنان وسوريا، وخصوصا حزب الله يواكبون لحظة
بلحظة الاتصالات الايرانية - الاميركية، ولدى المقاومة اطلاع كامل على مسار هذا
الملف بخطوطه العامة، وبالسقوف الايرانية التي تضع حدودا واضحة وواقعية لمسار هذه
الاتصالات. ويمكن القول ان اتصال اوباما بروحاني هاتفيا كان التفصيل الوحيد غير
المتوقع لدى الحزب ولدى الايرانيين انفسهم، أما القواعد التي تم ارساؤها قبل زيارة
الرئيس حسن روحاني الى نيويورك خلال وجود مساعد الامين العام للامم المتحدة جيفري
فيلتمان في طهران، وخلال تبادل الرسائل عبر وساطة السلطان قابوس، فهي واضحة لدى
الحزب، وتشير الى أن ما يحصل بين طهران وواشنطن الان هو تجزئة للملفات الشائكة بين
الطرفين، مع وجود ثابتة ايرانية غير قابلة للبحث او النقاش وهي ملف العلاقة مع
اسرائيل، وربطا بها ملف المقاومة فهو ايضا خارج اطار اي بحث مباشر او غير مباشر.
ومن الواضح الان أن النقاش الاساسي يدور حول ابداء ايران تعاونها في الملف النووي
مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، وعندها سيبنى على الشيء مقتضاه بما يتعلق بتنظيم
الانسحاب الاميركي من افغانستان عام 2014، وهي القضية التي تشكل اولوية بالنسبة
للادارة الاميركية، ولذلك تم فصل هذا الملف عن ملف الازمة السورية الذي تشوبه
الكثير من التعقيدات والعثرات بفعل تداخل المصالح الاقليمية والدولية. وازاء ما
تقدم، تضيف الاوساط، لن يتغير شيء في استراتيجية حزب الله على الساحة اللبنانية،
ولن يكون محرجا ابدا ازاء «التقارب» الايراني - الاميركي، فمن تغير هو الولايات
المتحدة وليس ايران، فاوباما يبدو اليوم اكثر واقعية ويريد ترتيب الملفات قبل
انسحابه من المنطقة، وهو يعترف اليوم بأهمية ايران كدولة اقليمية في المنطقة، بعد
ان اخفق حلفاؤه في خلق التوازن المطلوب مع خصومهم، واصيبوا بخيبات أمل متتالية في
لبنان وسوريا والعراق، واي اتفاق يعترف لايران بحقوقها النووية ويقر بدورها الاقليمي،
سينعكس ايجابا على المقاومة في لبنان وعلى الحلفاء في المنطقة، وهذا الامر لا يزعج
حزب الله أبدا، فهو فرض نفسه لاعبا اقليميا رئيسيا في ظل الحصار المفروض على
الجمهورية الاسلامية، فكيف اذا فك هذا الحصار؟ وعادت ايران بقوتها الاقتصادية
والعسكرية وموقعها الجيوسياسي كلاعب «متحرر» من القيود؟ واذا كان تيار المستقبل
ومعه قوى 14 اذار قد التحقوا مبكرا في الحلف العربي المعادي لايران، فثمة اسئلة
مهمة تطرحها تلك الاوساط عن موقفهم اذا ما تبلور علنا التقارب الخليجي مع اسرائيل.
هل ستعلن «النأي بالنفس»؟ وهل بمقدورها ذلك؟ واذا ما اختارت البقاء ضمن هذا
التقارب؟ كيف ستبرر للبنانيين ذلك؟ وكيف يمكن ان تكون شريكا في العملية السياسية
وهي جزء من اعضاء «نادي» واحد مع عدو يتفق الجميع، اقله علنا، على توصيفه بدولة
احتلال؟ ثمة انقسام واضح لدى هذا الفريق تضيف الاوساط الذين لم يستفق بعد من صدمة
انقلاب واشنطن على وعودها السورية، فهناك غلاة المتطرفين الذي لا يجدون حراجة في
الحديث عن مساواة اسرائيل بإيران، ولا يرون حراجة في التعامل مع «الشيطان» لمواجهة
ما يسمونه المشروع «الصفوي» في المنطقة، أما الاكثر ميلا الى «الاعتدال» فيقرون
«بحراجة» الموقف، ويفضلون لو يبقى هذا الامر بعيدا عن الاضواء، لكنهم يؤكدون صعوبة
الخروج عن الاصطفاف الراهن وراء السعودية ودول الخليج التي نجحت في استقطاب مصر
وضمتها الى الحلف الجديد، لمواجهة ايران، لكن دخول اسرائيل على الخط سيعقد الموضوع
حكما، لكنه لن يمنع «منظري» هذا التحالف في لبنان من ايجاد المبررات وخلق
«الذرائع». اذا التسوية الاميركية - الايرانية، والتقارب الخليجي - الاسرائيلي،
اذا ما تبلورا بشكل واضح، سيضيفان عبئا جديدا على المشهد السياسي اللبناني، حكما
ستكون هناك تداعيات وتعقيدات، وماهية التطورات ستكون مرهونة بحكمة تعامل قوى 14
اذار مع المستجدات والتحولات، فهي ستكون أمام «مأزق» جدي غير مسبوق، وثمة من يعتقد
ان تجاهل المقاومة للكثير من «طعنات الظهر» خلال السنوات الماضية لن يكون بالامر
اليسير في المرحلة المقبلة، وهي ستكون امام تحد جدي اذا ما وصلت «وقاحة» البعض الى
تبرير «النجاسة» نكاية «بالطهارة».
لبنان يرقب يقظة جهادية
جورج ابو معشر كل
احزاننا تعود الى أمر من اثنين: افتقار الى حب او افتقار الى مال. فالافتقار الى
الحب زاد فقراً وتحوّل الى حقد. والافتقار الى المال: مال الى خليج مملوك عائلياً،
يتحرك مذهبياً، هنا وطائفياً هناك. ويصل الى لبنان مشروطاً بقيود «بندرية» مع
فوقية تتساوى فيها الكرامة مع الحاجة المادية. بالمال ترتفع القصور، وبالحب تبنى
الاوطان، وان غلب المال وبات مرجعاً سياسياً وطائفياً ومذهبيا. ولكنه يبقى في خانة
الاستزلام والرأي المدفوع... بالمال. والأخذ به ولو على مضض كما حال لبنان اليوم.
فالخطورة في الأمر الواقع لبنانياً كون التحريض المذهبي المتداخل والمتزورب
بالامكان انتقاله الى الشوارع التي لا تحتاج الى اكثر من خلاف شخصي على افضلية
المرور، او لسبب تافه، حتى تتحول المنطقة او الشارع، الى جبهة قتال جهادية، او
عائلية، او حزبية ولا تنتهي دون تدخل للجيش اللبناني «الحامل قلبه على كفه» خوفاً
من تحريض عليه، او ادعاء لسوء معاملة لصاحب مقام.. وأي مقام..! لن نبحر في خضم
الاوقيانوسات والخلجان، والزيارات المؤجلة لنبقى في بؤرة الداخلية الملأى بالحقد
«والأنا والمصالح الخاصة لنقول بالفم الملآن ان البلد على «صوص ونقطة». وإن صامت والتكفيريين،
والانصار، والقاعدة، والمقاتلين غبّ الطلب في سبيل الله وفي كل حدب وصوب ومخيم، او
عرزال، وعرسال وقبة وميناء وجنوب، بانتظار ساعة الصفر، ليصار في ضوئها على اجراء
المقتضى، المقرر سلفا في العواصم الغربية، والعربية الخاضعة للمشيئة الصهيونية.
فالوارد في خريطة الشرق الاوسط الكبير، والملحق بها الربيع العربي توجد خريطة
لبنان المركّب من كل الطوائف والمذاهب والاثنيات ويتصف بحرية مالية واقتصادية
واباحة سياسية امر خطر جدا تستوجب معالجته فورا، مع من بيده الدينار واسلحة النار
والدمار، وبعض من قلة معروفة من اصحاب العمامات في لبنان، لتجنيبه مزالق الحرب
الجهادية التي دخلت مراحل التصفيات الذاتية في سورية والتي يؤمن أمراؤها
المتقاتلون هناك بوحدة الارض الاسلامية ولا هم ان انتقل القتال... الى لبنان حيث
الجهاديين نياما... لحين تستوجب اليقظة الجهادية. في المعلومات المؤكدة، ان الحرب
على سورية ستترك اثارها في لبنان الشمالي، وتحديدا في طرابلس «الشام» حيث يتعذر
حاليا بسبب وضعها المنقسم الى بؤر جهادية، تطبيق مرحلة ما بعد الضاحية الجنوبية
لفرض الامن الرسمي، لان التطورات القتالية، والانقسامات بين الثوار في الشمال
السوري، قد تستوجب خطة امنية وقائىة فاعلة لاحباط المؤامرة التكفيرية المكملة
للمؤامرة الصهيونية على لبنان. لذلك يركز بطاركة المذاهب المسيحية في لقاءاتهم
المتواصلة مع الفاتيكان على وجوب رص الصفوف الاسلامية - المسيحية للحفاظ على لبنان
ليبقى على الاقل مرقدا للعنزة ولا يصبح مرقدا... لداعش وعلوش وابو بكر البغدادي.
شف أبرز غرائب العالم
1- على عس اعتقاد معظم الناس، أن الرقم ال13 هو
رقم يجلب "النحس" إلى أن هذا الأعتقاد يختلف في إيطاليا، حيث يعتبر رقم
جالب للسعادة حتى أن النساء تزين نفسها بطلاسم كنوع من الحماية من الشر.
2- في معلومات فلكية أن
الشمس حين تشرق فوق كوكب أورانوس وتحديدا فوق القطب الشمالي له، يبقى الضوء لمدة
42 عاما نهارا، وحين تغيب الشمس يستمر الظلام لمدة 42 سنة أخرى.
3- لكي تستطيع البقرة
انتاج حوالي 454 غراما من الزبدة، تحتاج إلى ما يقارب ال75 كيلوغراما من الماء
والعلف.
4- من الغريب أن البومة
لديها إمكانية في لف رأسها بالإتجاهين بزاوية 270 درجة.
5- كأغرب هدية ممكن
لشخص أن يهديها إلى شخص آخر، هي الهدية التي قدمها ملك إيطاليا "فيكتور
ايمانويل" الثاني، حيث قام بإهداء صديقه إطار من الذهب ومرصعا بالألماس يحتوي
ظفر من أظافر قدمه.
6- هناك قانون في
النيوزيلد يُجبر الناس أن يصطحبوا كلابهم كل 24 ساعة بنزهة واحدة على الأقل.
7- في أوستراليا، عندما
يصبح سرطان الرمل على الأرض الجافة يلجأ غلى التنفس من خلال أرجله.
8- يُمنع في ولاية
أوهايو الأميركية الأهالي من اصطياد الفئران إلا برخصة صيد رسمية.
9- من الغريب في عالم
البحار وخصوصا الأخطبوط، أن أنثاه تلد 60 ألف بيضة قبل ان تدخل مخبأها ولا تخرج
منه إلى أن تموت من الجوع.
10- يوجد بالقرب من
السواحل الاسترالية أخطر نوع من القناديل في العالم، يستطيع هذا القنديل أن يفرز
سما يقضي على حياة إنسان خلال أقل من 4 دقائق، على الرغم من أن هذا القنديل هو من
وجبات السلاحف البحرية من دون أن يؤذيها.
11- والغريب أيضا في
عالم الحشرات، أن الصرصور يركض إلى تنظيف نفسه بعد أن يحتك بالإنسان.
12- في تقليد قديم
غريب، أنه منذ القدم وتحديدا عند الإغريق كانوا يكتبون على رأس شخص ضخم يختاروه
بعد أن يقصون شعره، ويرسلوه إلى المكان المقصود بعد أن يطول شعره، وفي حال وصل إلى
ذلك المكان يتم قص شعره من جديد لكي يقرأوا الرسالة.
13- ولد أصغر طفل في
العالم في أميركا وتحديدا في ولاية "إيلينوي" بوزن 9,9 أونصة وذلك في 27
حزيران (يونيو) 1989.
14- يتواجد نوع من
النمل في شرق أفريقيا يتميز بأن ملكته تبيض ما يقارب 43 ألف بيضة يوميا، إضافة إلى
أنها تعيش 50 عاما.
15- يبتعد القمر عن
كوكب الأرض حوالي
16- اكتشف ديناصور سمي
" ستيجوسوروس" يملك دماغان، واحد في رأسه والثاني في ذيله، وبلغ طوله 80
ألف رطل.
17- شاعت عادة غريبة
قديما في تركيا وبالتحديد في الاناضول، تقضي بإطعام الأطفال الذين تأخروا في النطق
أطباقا من ألسنة العصافير.
18- أجرى جراح هندي
"مودي" 833 عملية جراحية في العيون (عمليات كتراكتا) في يوم واحد.
19- وفي سابقة نادرة
جدا، رُزقت "روث أليس كيستلر" الأميركية بطفلة، وهي بالغة 57 عاما و4
أشهر.
20- حصلت السيدة
الروسية "فاسيليف" على لقب أكثر أم أنجابا، حيث أنجبت 69 طفلا بقي 67
منهم على قيد الحياة.
أنجبت هذه السيدة التي
تزوجت سنة 1725 وهي في سن الثامنة العشر توأمين 16 مرة، وثلاث توائم 7 مرات، وأربع
توائم 4 مرات.
21- حصل الكندي
"فيفيان سيمون" على لقب أكثر الأجسام التي تحتوي على أعداد كبيرة من
الأوشمة، إذ وصل عددها إلى 4831 موزعة على كل جسمه .
22- حصلت المكسيكية
" لوشيا زاراتي" على لقب الفتاة الأف وزنا، إذ بلغ وزنها
23- يعتبر ذباب
"تسي تسي" من أخطر أنواع الذباب وليس له طعم لتجنبه، إذ تؤدي لدغته إلى
إصابة جهاز الإنسان أو الحيوان العصبي بمرض يسمى مرض النوم وبالتالي إلى الموت،
يبلغ عدد المصابين سنويا 20000 إصابة.
24- يعتبر الإيطالي
"ريشارد مارينو"(66 عاما) من أكثر الأشخاص الذين تبرعوا بدمائهم، إذ
تبرع 1256 مرة خلال حياته.
25- يعتبر أهل رواندا
الافريقية، والدينكا السودانية، وبتاجونيا الأرجنتينية، ومونتنجيرو اليوغوسلافية
والإنجليز في سوذرلاند، من أكثر السكان طولا من مجمل سكان العالم(200-245
سنتيمترا).
26- حاز الياباني
" شيجو شيو إيزومو" على لقب أكبر معمر في العالم من فئة الرجال، بلغ
عمره 114 سنة قبل أن يتوفى سنة 1986.
27- يملك الأوسترالي
" توماس فايس" القط الأضخم في العالم، حيث يبلغ وزنه 21,300 كيلوغرام،
وطولها 96,50 سنتيمترا، أما محيط رقبته وصل إلى 38 سنتيمترا ومحيط خصره 84
سنتيمترا.
28- أخذ الكلب
"زوربا" الذي يملكه البريطاني "موزويل ايراكاليد" لقب أضخم
كلب، بلغ وزنه 160 كيلوغراما،يأكل من اللحم ما يقارب
29- يبلغ مجمل عدد
الحشرات حوالي 30 مليون موزعين على عدة أصناف.
30- عين ملك النروج
كلبه "سور" كحاكم على سكان مقاطعته وذلك بسبب لجوئهم إلى افتعال ثورة
ضده، الأمر الذي أثار غضبه.
31- حصل "برجر
بيلاس مالمو" السويدي على لقب أطول شارب، حيث بلغ طول شاربه 2,86 مترا، بعد
أن رفض قصه طيلة الفترة الممتدة من سنة 1973 حتى سنة 1989.
32- ولد عدد من الأطفال
بأسنان كسابقة نادرة منهم عدد من أولاد المشاهير مثل : بروكا , مازارين , ميرابو،
ريتشارد الثالث، ولويس الرابع عشر الذي كان يعمد على عض صدور المرضعات مما دفع
بالأهل بتغيير 7 مرضعات له.
33- يعد بحر الصين من
أكبر بحار العالم، بمساحة
34- أصدرت المحكمة
العسكرية في انجلترا قرارا بإعدام قرد اتهم بالتجسس لحساب فرنسا، كان قد بلغ
الشواطىء الإنكليزية عام 1705.
أغلى سيارة في العالم..من الذهب!!
صممت الشركة الإيطالية "لامبورجيني"
السيارة الأغلى في العالم التي أُطلق عليها اسم "أفينتادور"، حيث بلغ
ثمنها 5,5 مليون يورو، وهي تتواجد حاليا في الإمارات بملكية الشركة الألمانية
المشهورة بالسيارات "آر جي إي روبرت جولبين إنجينيرينج".
وفي التفاصيل، إن هذه
السيارة صُنعت من الذهب والبلاتين ومرصعة بالمجوهرات والأحجار الكريمة، ومبنية على
قاعدة من ألياف الكربون.
إضافة إلى أن كل كرسي
يحتوي على 700 حجر كريم محبوك على القماش الخاص بكل واحد، هذا وتم ترصيع الكشافات الأمامية
للسيارة بالألماس.
سفينة المعارضة السورية تتلاطم بأمواج التطرف
الإسلامي ودبلوماسية جنيف وخيبة "كيماوية"
سوريا أطول حلقة في
مسلسل "الربيع العربي" لاستمرارها أكثر من عامين ونصف من دون أن يلمع
الضوء في نهاية نفقها.
بوتين: تنسيق التحركات
الدولية تجاه سوريا سيسمح بتفادي المزيد من الضحايا
برلين سمحت ببيع منتجات
كيماوية إلى سوريا حتى عام 2011
كيري يستبعد
"انتصارا عسكريا" لأي طرف في سوريا
المالكي وأوباما يبحثان
في أميركا وقف تسليح المعارضة السورية قريبا
لافروف: المعارضة
السورية تمتلك النوع الكيماوي من الأسلحة
فرنسا مستعدة لتسليح
المعارضة السورية في "إطار منظم"
"أنباء
موسكو" – ريما ميتا
وعلى عكس بلدان
"الربيع العربي" الأخرى، يبدو النظام السوري مقاوما سياسيا وعسكريا وان
كانت الهزات التي لحقت به الفترة الأخيرة قوية، في إشارة إلى التهديد بضربة عسكرية
إذا ما تبين أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن كارثة الغوطة حيث
أودى استخدام السلاح الكيماوي بحياة أكثر من ألف و500 مواطن سوري.
أضواء "الثورة
السورية" في ظل المجموعات الإسلامية
في سوريا اليوم، تدهور على كافة الأصعدة
السياسية والاقتصادية والإنسانية، غير أن هذه المأساة الإنسانية لم تعد في تقارير
المنظمات الدولية مجموعة اتهامات للنظام السوري.
فالتقرير الأخير الذي
أصدرته الأمم المتحدة حول الاوضاع الراهنة في سوريا في الحادي عشر من أيلول/
سبتمبر الماضي لم يكن مطابقا لتوقعات الدول المثابرة على اسقاط نظام الرئيس السوري
الحالي بشار الأسد.
في هذا التقرير كان لكل
من أطراف الصراع حصته في التهم بالعنف وبالتعذيب وبالقتل.
ولم يعد يخفى على أحد
في الآونة الأخيرة، وجود مجموعات إسلامية متشددة تقتل تحت شعارات "الله
أكبر" أو تحت نداءات "التكبير" لأن ما نشرته من شرائط مصورة على
صفحات الانترنت هو في متناول الرأي العام ما أثار جملة من الشكوك حول مصير التغير
الديمقراطي في سوريا.
وإن اختلفت مواقف أطياف
المعارضة بين بعضها البعض من تفاصيل التغيير، وان رفضت المعارضة الاقرار بأن صراع
الأسد هو صراع محض ضد الارهاب، يبقى الواقع الأليم هو وجود هذه المجموعات المتشددة
وخطفها شيئا فشيئا لأضواء "الثورة" السورية.
وحتى اللحظة الأخيرة
كانت أطراف المعارضة تغض النظر عن هذا التكاثر الإسلامي المتشدد على الأراضي
السورية خاصة وأن جزءا لا بأس به يمثل مرتزقة حضروا إلى سوريا للقتال إلى جانب
الجيش السوري الحر الذي يرى اليوم قوته تنشطر بين القتال ضد الجيش النظامي من جهة
وضد المتشددين الإسلاميين من جهة أخرى، ومنها ما عاشته مدينة أعزاز.
وفي وقت يبذل فيه
المجتمع الدولي الجهود لمنح ثقته التامة للمعارضة السورية، يأتي إعلان حوالى 13
مجموعة إسلامية من مقاتلي المعارضة الأسبوع الماضي عدم "اعترافها بأي تشكيلات
معارضة في الخارج بما فيها الائتلاف الوطني السوري المعارض" و"الحكومة
المؤقتة" التي انتخب أحمد طعمة رئيسا لها" في 14 أيلول/سبتمبر الماضي،
ليزعزع هذه الثقة ويطرح التساؤلات حول حقيقة المشهد السوري.
فهذه التجمعات التي
أعلنت نفسها جسما مستقلا دعت في بيان نشرته على الانترنت إلى التوحد في إطار
إسلامي يقوم على أساس جعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع.
قال ميشل كيلو، الأمين
العام للاتحاد الديمقراطي للسوريين، لـ"أنباء موسكو" :" هذه
المجموعات الإسلامية التي أعلنت عدم اعترافها بالائتلاف هي مجموعات متفرقة أصدرت
البيان وليست كلها من طبيعة واحدة. نحن سننتظر ما سيترتب على التقاء هذه المجموعات
على أرض الواقع، وقد لا يكون لقاؤها موجها ضد الائتلاف، سننتظر أسبوعين لنرى ضد
مَن".
وأضاف كيلو :"هذه
المجموعات ترى أن الائتلاف غير ممثل لها وليس للشعب السوري، والائتلاف لم يقل يوما
أنه ممثل لـ"جبهة النصرة" أو لـ"أحرار الشام" علما أن
"أحرار الشام" تراجعوا عن التوقيع وكذلك أربع كتائب أعلنت أنها سحبت
توقيعها على البيان".
وتابع مشيرا إلى أن
"هذه المجموعات اغتالت في تموز/يوليو 29 ضابطا من الجيش الحر ولم تقتل عنصرا
من النظام ".
وقال:" لا شك في
أن هذه المجموعات الارهابية هي إرهاق للجيش السوري الحر".
وبغض النظر عن مصادر
هذه المجموعات المتشددة يبقى واقع تعاظم نفوذها مثيرا للقلق لكل معني بالأزمة
مباشرة أو في معالجتها.
وكان توضيح موقف هذه
المجموعات الإسلامية الـ13، ذا طابع آخر على لسان رئيس المجلس الوطني السوري جورج
صبرا الذي قال لـ"أنباء موسكو":"هذا الأمر هو أحد تعبيرات الشعب
السوري عن خيبته من المجتمع الدولي. هو رد على قرار مجلس الأمن 2118 وعلى ما يجري
الحديث عنه في جنيف".
وأردف أن "استمرار
النظام باستخدام أدوات القتل هو المولد الأساسي للتطرف و للعنف، وطالما أن قرار
مجلس الأمن لم يعاقب المجرم لا من قريب ولا من بعيد، وأن مشروع مؤتمر جنيف والحل
السياسي الموعود الذي يجري التحدث عنه لا يفتح الباب أمام صيرورة جديدة تسمح
للسوريين ببناء حياتهم وبلادهم من جديد، يبقى هذا الواقع هو المولد الأساسي للتطرف
وما جرى ويجري في الداخل السوري هو تعبير عن رفض الاستكانة لإرادة الآخرين الذين
يحاولون فرضها على المجتمع السوري".
وأضاف:"دخول
العناصر الاسلامية إلى البلاد لم يكن بخيار السوريين حتى أن حمل السلاح لم يكن
خيار السوريين، ولكن اضطرت إليه الثورة تحت واقع العنف وفي ظل صمت المجتمع الدولي،
أما بالنسبة لهؤلاء الإسلاميين فهم بالتأكيد عقبة أمام بناء الديمقراطية في بلدنا
ونعرف أنها جزء من الصعوبات التي تكاثرت على طريق الثورة واستمرار النظام هو من
استجلب هؤلاء إلى البلاد".
اما الناطق الرسمي باسم
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لؤي صافي فكان أكثر دقة بتعبيره عن
محدودية عدد الإسلاميين في سوريا وقال لـ"أنباء موسكو" :" عدد
الإسلاميين محدود ومعظمهم أتوا من العراق ومن سجون المالكي وسجون النظام الذي أفرج
عنهم من أجل تعقيد الصورة".
ولكن التساؤل الذي
يطرح: بغض النظر عن هوية الطرف المشكل لهذه القوى الإسلامية أو الداعم لها ألا
يبقى الخطر محدقا بمصير بلاد أرادت التحول إلى الديمقراطية؟
أكد صافي ردا على هذا
التساؤل أنه حاليا "يجري العمل على ضبط المجموعات خاصة، هذه المجموعات لا
تتحكم بمؤسسات المجتمع"، مشددا على
تنديد الائتلاف الوطني بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام" التي
تحاول أن تؤسس مشروعها الخاص وقال:" نعمل للجم جناح هذه القوى لمنعها من
التأثير سياسيا لذلك ألفنا حكومة وعينا رئيس وزراء مكلفا بضبط الأمور السياسية على
الأرض".
أكثر التوقعات تفاؤلا
كانت على لسان المنسق العام لهيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي السورية، حسن
عبد العظيم الذي قال لـ"أنباء موسكو" :" هيئة التنسيق السورية
تعتبر أن استمرار العنف والقتل والاقتتال يشكل خطرا على سوريا وطنا وشعبا. والوضع
الأمني في سوريا سمح في الفترة الأخيرة بدخول مجموعات مسلحة إلى سوريا ولكننا نؤمن
بانه ليس بامكان المجموعات المسلحة حسم الصراع في سوريا لصالحها فآفاق الحل
العسكري أو الصراع المسلح مسدودة وتؤدي إلى دمار وخراب ونزوح داخلي ولجوء إلى
الخارج".
وأضاف:" مع التوصل
إلى حل سلمي ستجد المجموعات الإسلامية المتشددة غير السورية نفسها محاصرة وعندما
يتوقف العنف في البلاد ستفقد شعبيتها وتنعزل".
الترسانة الكيماوية حل الأزمة؟
منح التوافق حول ائتلاف
الترسانة الكيماوية السورية نفسا جديدا للحل الدبلوماسي والسياسي في سوريا، أو على
الأقل هذا ما حاولت الدول الكبرى التي تدير ملف الأزمة السورية أن تقنع السوريين
والمجتمع الدولي به.
وهنا قال حسن عبد
العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي السورية،
لـ"أنباء موسكو" :" تبين من تطورات الأحداث الأخيرة أن السبب في
توتر الأوضاع كان مسألة الكيماوي. وبعد اتفاق كيري ولافروف في السابع من أيار/
مايو الماضي على تحديد موعد لـ"جنيف 2 " قوبل الاتفاق بالكثير من
العراقيل والعقبات ولكن بعد موافقة السلطة السورية على وضع السلاح الكيماوي تحت
تصرف الأمم المتحدة تم ربط هذا الموضوع بعقد المؤتمر الدولي حول سوريا. العقبة
الوحيدة أمام عقد المؤتمر كانت الكيماوي لأن الدول الغربية تخشى من وضع اسرائيل
تحت أي خطر قد يخرج من الدول المجاورة لها ومنها سوريا".
إلا أن موقف عبد العظيم
لا يمثل كافة المواقف التي اتخذتها أو قد تتخذها أطراف المعارضة السورية الأخرى
التي وإن كانت في ضمن تيار واحد إلا أنها تنظر إلى الأمور بعيون مختلفة، وتختلف في
تقييمها لهذه الخطوة.
والتقييم الأكثر حدة
وقطعا كان تقييم ميشيل كيلو الذي قال :" ائتلاف الكيماوي في سوريا لن يعالج
الأزمة السورية. استعمال الكيماوي هو أحد تعبيرات هذه الأزمة وليس جوهر الأزمة.
فجوهرها هو وجود نظام يمثل أقلية استبدادية تحكم البلد بالحديد والنار ولا تريد أن
تصلح الأوضاع أو تتخلى عن السلطة رغم أن شعبها يرفضها".
ماذا تقدم إذا خطوة سحب
الترسانة الكيماوية من النظام السوري؟ هل هي بالفعل مناورة أم حقيقة تعتبرها
المعارضة السورية غير كافية لانصاف ما بدأوا به من تغيير؟
قال جورج صبرا، رئيس
المجلس الوطني السوري، لـ"أنباء موسكو" :"الشعب السوري والمعارضة
السورية أصيبا بخيبة أمل من المجتمع الدولي الذي تعلق بأداة الجريمة وترك المجرم
يفلت من العقاب ".
وأضاف :" بل تركه
حرا أيضا ليتمكن من إعادة استخدام نفس الأدوات أو غيرها لجرائم أخرى ثم تمسك
بموضوع الكيماوي في وقت لم يسقط قتلى بهذا السلاح إلا أقل من واحد في المائة من
مجمل الضحايا من الذين سقطوا ويسقطون كل يوم منذ عامين ونصف".
وأردف:" حقيقة نحن
نرى أن قرار مجلس الأمن 2118 يعتني بمجموعة من دول المنطقة وكذلك مع المجتمع
الدولي أكثر مما يعطي عناية واهتماما للشعب السوري. هذه التوافقات الاقليمية
والدولية التي تكشف أن السلاح الكيماوي والقبض عليه أصبح أثمن من حياة السوريين
التي تهدر كل يوم ".
من جهته يعتبر لؤي
صافي، الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري ان اتلاف الكيماوي السوري ووضعه تحت
رقابة دولية "ليس خطوة نحو الحل الأساسي ، إنما للتعامل مع شيء حدث. إذ كان
غير متوقع أن يستخدم النظام السلاح الكيماوي ضد المعارضة ولهذا اضطرت إلى دعم
الاتفاقية الأميركية الروسية".
وشدد صافي على أن
" المشكلة الأساسية بالطبع هذ القتل المستمر فالعديد من المواطنين قتلوا في
قراهم وأراضيهم بالسلاح التقليدي وليس الكيماوي".
مسألة اتهام النظام
بشكل عام في المأساة التي يعيشها السوريون اليوم غير مفاجئة إن وردت على لسان
المعارضين الذين منذ عامين ونصف بدأوا مسيرتهم على طريق التغيير إلا أن هذا السلاح
التقليدي الذي يرد في حديثهم للتقليل من أهمية خطوة الكيماوي، فيه لغط كبير لأن
هذا السلاح التقليدي لا يقع فقط بأيدي الجيش السوري "النظامي" أو بيد
السلطة، فكما ذكر سابقا، تستحوذ مجموعات إسلامية على كميات كبيرة من السلاح
التقليدي والذي في بعض الأحيان يوجه نحو الجيش السوري الحر الذي يرهق في مواجهة
جبهتين والمشاركة في معركتين في آن.
المؤتمر الدولي حول سوريا يعقد.. لا يعقد
إذا ما كان تسليم
الترسانة الكيماوية يعجز عن وضع نقطة النهاية في الأزمة السورية، ربما تكون هذه
النهاية السعيدة من نصيب "جنيف 2".
غير أن هذا المؤتمر
يبدو هو الآخر بعيدا عن طموحات ومطالب المعارضة.
وحتى اللحظة لم يحسم
الائتلاف الوطني السوري قرار المشاركة أو المقاطعة، وفي هذا الصدد قال صبرا
لـ"أنباء موسكو":" لم يصدر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة
السورية حتى الآن الموافقة والذهاب إلى "جنيف2"، هذا القرار ستتخذه
الهيئة العامة للائتلاف في اجتماعها المقبل خلال هذا الشهر لكن من الواضح أن مؤتمر
جنيف سيكون على غرار قرار مجلس الأمن 2118 وستكون سوريا والسوريون في آخر القائمة
عند ذلك نقول إن هذا المؤتمر لن يكون منه جدوى لايقاف القتل في سوريا ولا لفتح الباب
أمام مرحلة جديدة تتسم بإعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية مدنية
تعددية".
في موقف الائتلاف ربما
ملامح حكم مسبق على فعاليات المؤتمر، وإشارات عدم ثقة بنوايا المجتمع الدولي إزاء
الأزمة السورية.
وكان تصريح صافي تكملة
لما بدأه صبرا، بل وتفصيلا أوسع لما قد يدفع قوى المعارضة إلى الاصابة بخيبة أمل
قبل عقد المؤتمر وقال:" الكيماوي كان مناورة من النظام من أجل الحفاظ على
نفسه من ضربة كان من الممكن أن تكون قاصمة ليس له".
وأضاف:"مسألة جنيف
هي موضوع آخر هي مفاوضات لنقل السلطة إلى حكومة ديمقراطية وتشكيل حكومة انتقالية تملك
كافة الصلاحيات. وفي الواقع، طرح الائتلاف أسئلة خلال اللقاء مع المبعوث الدولي
الأخضر الابراهيمي حول قضايا تتعلق بجنيف وسألنا، هل يوافق النظام على أن يكون
"بيان جنيف" قاعدة للتفاوض، فقال لاـ سألنا هل الحديث في جنيف سيكون حول
التحول الديمقراطي؟ فقال لا. هناك أمور كثيرة
يجب البحث بها قبل أن يتم عرض الموضوع على الهيئة العامة لاتخاذ
القرار".
ويضاف إلى هذه المواقف
تصريح كيلو الذي كان الأكثر تحديدا وأكثر
دقة في عرض الأسباب التي قد تدفع إلى المقاطعة :" يمكن أن يكون مؤتمر
جنيف 2 الحل إذا ما كان هناك رغبة دولية صادقة بتطبيق "جنيف 1" الذي
يقول بوقف إطلاق النار، وبسحب الجيش من المدن وإطلاق سراح المعتقلين والسماح
بالتظاهر السلمي مع اشراف على سير المظاهرة
السلمية، ووجود رقابة دولية وحكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة تشمل الجيش
والأمن والقضاء والانتقال إلى النظام الديمقراطي. إذا كان هناك إرادة دولية لتطبيق
"جنيف1 " بهذه البنود فأعتقد سيكون هناك حل. أما إذا انتفت هذه الإرادة
فلن يكون هناك حل لأن النظام لا يريد أن يحل الأزمة سلميا. ولا يريد أن يحلها وفق
جنيف، لأن جنيف يؤذيه. فتشكيل حكومة انتقالية يعني تنحي الأسد، والانتقال إلى نظام
ديمقراطي يعني تنحي حزب البعث.نحن مستعدون للذهاب إلى جنيف إذا ما كان هناك التزام
دولي بتطبيق "جنيف1".
هل تعود الأزمة إلى
مأزق الحل العسكري أمام احتمال فشل الحل السلمي من شق طريقه إلى دمشق؟
يرى عبد العظيم أن
" التوافق الدولي وخاصة الروسي الأميركي سيؤدي إلى عد عكسي نحو تهدئة الأوضاع
والاقتراب أكثر من الحل السلمي والسياسي لأن النظام أخيرا وبعد مسألة الكيماوي
والتهديد بتسديد ضربة غربية له بدأ يميل إلى الحل السلمي ويقبل بالتفاوض".
الحل السلمي لم يلفظ
أنفاسه الأخيرة إلا أن موزاييك المشهد السوري والدولي الذي يحوم من حوله، يترك
زاوية من الخوف والألم والقلق من معركة كبيرة اختلطت فيها البنادق وتحول مطرها
رصاصاَ لا مصدر له ولا هدف.
صحيفة: المخابرات
الأميركية توسع نطاق تدريب المعارضة السورية
كشفت صحيفة
"واشنطن بوست" الأميركية اليوم الخميس، عن أن وكالة المخابرات المركزية
"سي.أى.إيه" توسع نطاق جهود سرية لتدريب عناصر المعارضة المسلحة في
سوريا، وسط حالة من القلق من أن تفقد العناصر "المعتدلة" قوتها في
الصراع بشكل سريع.
Tags: المخابرات الأميركية,
سوريا
سفينة المعارضة السورية
تتلاطم بأمواج التطرف الإسلامي ودبلوماسية جنيف وخيبة "كيماوية"
المالكي وأوباما يبحثان
في أميركا وقف تسليح المعارضة السورية قريبا
لافروف: المعارضة
السورية تمتلك النوع الكيماوي من الأسلحة
أنباء عن قطع قوات
المعارضة السورية خطوط الإمداد الى مطار حلب
فرنسا مستعدة لتسليح
المعارضة السورية في "إطار منظم"
وذكرت الصحيفة في تقرير
لها اليوم الخميس، أن برنامج "سي.أى.إيه" يظل رغم ذلك محدودا للغاية،
موضحة أن البرنامج سيقوم بإعداد بعض مئات شهريا من المقاتلين المدربين حتى بعد
توسيعه.
وأشارت إلى أن هذا
التدريب، وفقا لمسؤولين، لن يفعل شيئا يذكر لدعم قوات المعارضة، التي طغت عليها
جماعات متطرفة في القتال ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد".
ونقلت الصحيفة عن
المسؤولين قولهم "إن مهمة وكالة المخابرات المركزية تحددت من خلال رغبة البيت
الأبيض، في التوصل إلى تسوية سياسية، وهو سيناريو يعتمد على وصول الفصائل
المتحاربة إلى طريق مسدود في نهاية المطاف بدلا من انتصار واضح.
وتابعت "انه نتيجة
لذلك ستضمن الوكالة أن الميليشيات المعتدلة سياسيا، التي تدعمها الولايات المتحدة،
لن تخسر القتال، لكنها لن تحقق الانتصار الكافي.
وأن
"سي.أي.إيه" أرسلت فرقا إضافية شبه عسكرية، إلى قواعد سرية في الأردن
خلال الأسابيع الماضية، في محاولة لمضاعفة عدد المقاتلين، الذين يحصلون على
تعليمات وأسلحة من وكالة المخابرات قبل عودتهم مرة أخرى إلى سوريا. كما أن هناك
تقديرات محللين في المخابرات، تشير إلى أن أكثر من 20 ألف شخص تم تدريبهم للقتال
في صفوف المسلحين، الذين تدعمهم الحكومة السورية على أيدي إيران حليفة الأسد
وجماعة "حزب الله" اللبنانية.
ولفتت الصحيفة إلى أن
مساعى "سي.أي.إيه" تم وصفها على أنها محاولة عاجلة لدعم الميليشيات
السورية المعتدلة، التي لا تتمكن من تشكيل تحد خطير للأسد، أو تضاهي القوة
المتنامية للحركات الثورية المتحاربة، التي لديها أجندات متشددة، وترتبط في بعض
الأحيان بتنظيم القاعدة.
الدستور المصري الجديد
يتفوق على دستور الملك الفرعوني "لا يا راجل الثالث"
يقول العرب شر البلية
ما يضحك، ولاشك أن حالة الكوميديا السوداء الساخرة التي تعيشها مصر في ظل حكم الرئيس
الإخواني محمد مرسي، تكشف عن عبث سياسي لا يمكن إلا أن يثير السخرية!!
الرئي مرسي ومعضلة إعلانه الدستوري
مرسي يدعو المصريين
للاستفتاء على الدستور 15 ديسمبر المقبل
مرسي يحاول احتواء
الميدان.. والمعارضة تحمل الرئيس المسؤولية
صراع بين جماعة مرسي
والمعارضة المصرية
القضاء المصري يصعد
رفضاً لقرارات مرسي
لم يجد الرئيس المصري
مرسي مخرجا من أزمته السياسية التي تسبب فيها هو نفسه بإصدار إعلانه الغير
الدستوري الشهير، الذي حصن قراراته منذ توليه الرئاسة باعتبارها أصبحت غير قابلة
للطعن بأي شكل وأمام أية جهة، كما لا يجوز التعرض لقراراته بوقف التنفيذ أو
الإلغاء، وتنقضي جميع الدعاوى المتعلقة بها والمنظورة أمام أية جهة قضائية... خاصة
بعد أن أصبح قرار إلغاء هذا الإعلان الغير دستوري علامة واضحة علي فشله كرئيس
وانهيار نفوذه، لأنها ستكون المرة الثالثة التي يصدر فيها قرارا يخترق القوانين
والمبادئ الدستورية وينسفها، ويتراجع عنه الرئيس الإخواني.
وكان المخرج من الأزمة
الذي حدده مكتب إرشاد جماعة الإخوان سرعة طرح مشروع الدستور الجديد، كخطوة نحو
امتصاص غضب الشارع المصري.
وكما يقولون في مصر "جاء يكحلها
عماها".. فالمسألة ليست إقرارا لأي دستور ينقذ الرئيس مرسي من الأزمة
السياسية التي تهدد نفوذ جماعة الأخوان السياسي.. وإنما هي إعداد لدستور مصري
يستجيب لطموحات الشعب وثورة 25 يناير..
ولنحدد في البداية
لماذا طالب الشعب تعطيل دستور مبارك، وإقرار دستور جديد؟ لان دستور مبارك تضمن:
- صلاحيات واسعة
وأحيانا مطلقة لرئيس الجمهورية.
- تناقض العديد من
المواد الدستورية مع قوانين فرض إقرارها مسار التطور المجتمعي.
- تعديلات الدستور عام
2005 وهي المواد 76 و77 السيئة الصيت، ومواد أخري فرضت هيمنة الرئيس المخلوع وحزبه
المنحل علي مقاليد السلطة التشريعية والقرارات السيادية.
وكانت مطامح الشعب في
دستور يقلص من صلاحيات الرئيس وفترات توليه الرئاسة ويتضمن ضوابط للعقد الاجتماعي
الجديد تقوم وتؤسس علي حق المواطنة في ظل دولة مدنية ديمقراطية.
وجاء الدستوري الإخواني
الجديد عكس ذلك تماما، بل انه كان مليئا بالتناقضات والضبابية. ونسف دستور الإخوان
نظام الدولة الديمقراطي الذي يقوم علي حق المواطنة، ليربط حق المواطنة بالنظام
السياسي فقط، وليس كأساس في تأسيس الدولة المصرية. كما تم تعديل المادة الثانية بشكل
ملتوي حيث أضيفت المادة 219 لشرح ماهية مبادئ الشريعة في المادة (219)، لنجد أنفسنا
أمام أحكام الشريعة المختلف عليها بين الفقهاء والمذاهب والمتغيرة بحسب الظروف
والزمان والمكان، ما وضع مؤسسات الدولة الديمقراطية تحت ولاية الفقيه، لأنه جعل
رأى الفقيه فوق الدستور والقانون ليهدم مرجعية الدستور والقانون، وليمكن الفقهاء
سواء القانونيين أو الإسلاميين من التحكم في السلطة ومصير البلاد.
ثم يكرس في مادته الثالثة انقسام الشعب إلي
طوائف دينية. دستور الإخوان لم يلزم الدولة بحماية الأسرة المصرية ومتطلباتها،
واكتفي بأعراب عن حرص الدولة، ما شكل تراجعا عن اغلب الدساتير المصرية السابقة.
الدستور الجديد لم يحظر إنشاء أحزاب سياسية على أساس ديني أو جغرافي، كما لم يحظر
إنشاء أحزاب سياسية أو جمعيات أو مؤسسات أهلية يكون نشاطها سريا أو ذا طابع عسكري
تتعارض مع المبادئ الأساسية والحقوق والحريات الواردة فيه.
باختصار الدستور الجديد
متخم بالتناقضات، فتارة يضمن الحريات والحقوق وينفي حق أي قانون في تنظيمها، ثم
يعود في المادة 81 لينسف هذا معتبرا أن ممارسة الحريات والحقوق يجب أن لا تتعارض
مع مقومات الدولة وفق ما جاء في باب الدولة والمجتمع، ويقيد الحريات العامة، لتصبح
المرجعية في حماية هذه الحريات ليس الدستور وإنما أراء الفقهاء.
وحتى ختام هذا العبث
المسمي بالدستور جاء ليحصن قرارات وقوانين أصدرها الحاكم بأمر الله محمد مرسي، حيث
نصت المادة الأخيرة 234 علي إلغاء جميع الإعلانات الدستورية الصادرة من المجلس
الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية منذ الحادي عشر من شباط/ فبراير عام2011،
وحتى تاريخ العمل بالدستور، لكن ما ترتب عليها يبقي صحيحا ونافذا، ولا يجوز الطعن عليها بأي وجه من
الوجوه. ومنها تعديل القانون 35 للنقابات العمالية لسنة 1976، الذي يسقط عن أي
عامل عضوية النقابة أذا أصبح بلا عمل أو أصيب بعاهة أو بلغ سن التقاعد. وأخيرا وليس
آخرا.. زاد هذا الدستور من صلاحيات رئيس الجمهورية بشكل واسع، إذ احتفظ بكل سلطات
الرئيس السابق في دستور 1971، وزاد عليها سلطة تعيين رؤساء الهيئات والأجهزة
الرقابية، التي تراقب الرئيس، دون أن يتضمن مشروع الدستور شرط موافقة السلطات
التشريعية علي تعيين الرئيس لرؤساء الهيئات الرقابة!!!
يعني سمك لبن تمر هندي،
والتناقض بين مواد وبنود هذا الدستور يصل أحيانا لحد التضارب ما يطعن في شرعية هذا
الدستور حتى لو اقر في الاستفتاء القادم.
إذا افترضنا جدلا أن
عدوا شرسا متآمرا من الفلول في الشارع السياسي المصري أراد ضرب جماعة الأخوان
والإساءة لها، فلا شك أن أفكاره وخططه التآمرية لما تكن لترتقي لما فعله الرئيس
مرسي ومكتب إرشاد الجماعة.. سواء بإصدار إعلان غير دستوري أو طرح هذا المسخ -الذي
تسميه قوي الإسلام السياسي- دستورا علي الاستفتاء الشعبي.
عقم انتظار تدخل أميركا
لإنقاذ المفاوضات على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي
المعلومات المسربة عن
المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية برعاية أميركية؛ تؤكد أنها ما زالت تدور في
حلقة مفرغة، قد تنتهي فيها مهلة الأشهر التسعة التي منحها وزير الخارجية الأميركي
جون كيري للجانبين المتفاوضين، لبلورة رؤية لحل القضايا الجوهرية في الصراع، مع
تحذير بأن إدارة أوباما ستتدخل بقوة إذا فشل الطرفان. والسؤال هل سيجدي التدخل
الأميركي في وقت متأخر؟
Tags: مفاوضات, كيري,
إسرائيل, فلسطين
عباس: لا توجد إسرائيل
على الحدود بين فلسطين والأردن في الحل النهائي
"اللجنة الرباعية"
تدعو إلى دعم المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
عباس: المفاوضات مع
إسرائيل يجب أن تفضي فورا إلى تشكيل دولة فلسطينية مستقلة
انكفاء العلاقات
الأميركية- الإيرانية.. خط الرجعة يبقى قائما
التنظير لإعادة تقسيم
البلدان العربية من برنارد لويس إلى روبرت رايت
أوسلو بداية غامضة
لمجهول تفاوضي (الجزء الثاني)
دأب الجانب الفلسطيني
منذ العودة إلى طاولة المفاوضات مع حكومة بنيامين نتنياهو، برعاية أميركية، على
تسريب معلومات تصب كلها في خانة التأكيد أن المفاوضات تدور في حلقة مفرغة، وأنه لم
يحقق فيها أي تقدم يذكر. وجاءت التسريبات على شكل تصريحات صدرت عن مصادر رفيعة في
قيادة السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، منها تصريحات لأمين سر اللجنة التنفيذية
لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، انتقد فيها تركيز الفريق الإسرائيلي
المفاوض على موضوع الأمن والمماطلة في الدخول بمناقشة القضايا الجوهرية الأخرى.
الجانب الإسرائيلي من
جهته شكا، قبل شهر تقريباً، لجون كيري ما وصفه بتسريبات الجانب الفلسطيني عن سير
المفاوضات، وذلك في رسالة أرسلها نتنياهو لكيري. إلا أن تصريحات الوزير كيري في
لقاءاته مع نظراء له، على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في
نيويورك، أشارت ضمنياً إلى أن المفاوضات لم تحقق حتى الآن نتائج إيجابية يمكن
البناء عليها، في تقاطع مع تسريبات الجانب الفلسطيني.
الوزير كيري كشف
لنظرائه الذين التقاهم، أن الإدارة الأميركية بصدد التدخل في كانون الثاني/يناير
2014، بتقديم اقتراحات محددة في حال فشل الفريقان المفاوضان، الفلسطيني
والإسرائيلي، في بلورة اتفاق ثنائي بشأن "القضايا الجوهرية" في الصراع،
(الحدود، القدس، اللاجئين، الترتيبات الأمنية، سيادة الدولة الفلسطينية، المياه..
الخ)، كي لا تنتهي المهلة الممنوحة للمفاوضات.
تأكيد آخر ومهم على أن
المفاوضات تعاني من مأزق كبير، تمثل في طلب أوباما، من الجانبين الفلسطيني
والإسرائيلي، الدخول مباشرة في معالجة "القضايا الجوهرية"، وطلبه من
نتنياهو أن يحدد موقفاً واضحاً إزاء حدود الدولة الفلسطينية، الأمر الذي ما زال
محل مراوغة إسرائيلية، حيث يركز الفريق الإسرائيلي على حسم الملف الأمني أولاً،
قبل الدخول في أي ملف آخر من ملفات "القضايا الجوهرية"، ضمن توجه تفاوضي
إسرائيلي يسعى إلى معالجة كل الملفات من منظور أمني.
ضمن هذا المنظور تدعي
إسرائيل بأن ضم الكتل الاستيطانية الرئيسية لا غنى عنه لـ(ضمان الأمن الإسرائيلي)،
وكذلك ضم القدس الشرقية، وإبقاء السيطرة العسكرية الإسرائيلية على منطقة الغور،
على امتداد الحدود الأردنية مع الضفة الفلسطينية، والسيطرة على كامل الجهة الغربية
للبحر الميت، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وأن تبقى الأجواء
الفلسطينية والمياه الإقليمية لقطاع غزة مشرعة أمام الطائرات والسفن الحربية
الإسرائيلية، ومنع الدولة الفلسطينية من توقيع أي اتفاقيات أو معاهدات تتعارض على
نحو أو آخر مع (المصالح الإسرائيلية)، وهو مصطلح يمكن أن يضيق أو يتسع حسب التفسير
الإسرائيلي له.
واستخدم المفاوض الإسرائيلي
في السابق، الملف الأمني لإغراق المفاوضات في تفاصيل متشعبة، وسعى عبر ذلك لحل كل
الملفات الأخرى، من خلال تطبيقات هذا المفهوم حسب وجهة النظر الإسرائيلية، سواء
لجهة الحدود وارتباطها بما يسمونه في المصطلحات السياسية والعسكرية الإسرائيلية
"تأمين عمق الأمن الإسرائيلي"، ويترتب عليه مصادرة مناطق واسعة من أراضي
الضفة الفلسطينية المحاذية للخط الأخطر. بما يعني رسم الحدود المستقبلية بين
إسرائيل والضفة الفلسطينية، ومستقبل الوجود الإسرائيلي في غور الأردن، والسيطرة
على المعابر. ويدخل في هذا النطاق أيضاً ملف اللاجئين الفلسطينيين، حيث تعتبر
إسرائيل عودة أي منهم غير ممكنة، لأنها تمس بالتركيبة الديمغرافية الإسرائيلية،
على نحو يهدد مستقبل دولة إسرائيل وهويتها.
وبالعودة إلى حديث
الوزير كيري عن أن الإدارة الأميركية ستتدخل في كانون الثاني/يناير 2014، إذا فشلت
المفاوضات الثنائية بين فريق رئاسة السلطة الفلسطينية وحكومة بنيامين نتنياهو في
إحداث اختراق في ملفات "القضايا الجوهرية"؛ تفيد تجارب المفاوضات
السابقة أن التدخل الأميركي لإنقاذ المفاوضات كان عقيماً. وقع ذلك في كامب ديفيد2
عام 2000، ومفاوضات طابا مطلع عام 2001، عندما حاولت إدارة بيل كلينتون في أيامها
الأخيرة انتشال العملية التفاوضية من الغرق، بإعادة قولبة المشاريع الإسرائيلية
ومحاولة تسويقها ببصمة أميركية.
ووقع ذلك أيضاً في
"مؤتمر انابوليس" 2007، عندما حاولت إدارة بوش الابن إنقاذ المفاوضات
الفاشلة، من خلال التحايل على الاستعصاء بما أسمته (آنذاك) وزيرة الخارجية
الأميركية كونداليزا رايس (اتفاق رف)، يتم فيه إجمال القضايا المتفق عليها بين
الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ووضع القضايا الخلافية جانباً.
وتكشفت خطورة هذا
التوجه في أن القضايا المتفق عليها عديمة الشأن بالقياس إلى القضايا الخلافية
المعلقة، فالمتفق عليه يكاد يكون فقط مواصلة العملية التفاوضية، كنقطة وحيدة
تتماشى مع مصلحة الفريق الفلسطيني المفاوض، الذي لا يمتلك خيارات بديلة، ومصلحة
الحكومة الإسرائيلية التي تستغل العملية التفاوضية لإضاعة الوقت على الجهود
الدولية، والتغطية على مشاريعها الاستيطانية المتواصلة في القدس الشرقية، وباقي
المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967. في حين القضايا الخلافية بين الجانبين
الفلسطيني والإسرائيلي تطال أسس المفاوضات ومرجعيتها وهدفها النهائي، بما في ذلك
مصير القدس والحدود واللاجئين والسيادة والمياه والأمن، أي أن الخلاف يطال كل
القضايا الجوهرية في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وهذه فجوة لا يمكن ردمها
"باتفاق مبادئ عامة" يخلو من معالجه هذه القضايا.
ومن التجربة، ان التدخل
الذي يعد به كيري لن يخرج المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية من الطريق المسدود
الذي وصلت إليه، ومن الدوران في حلقة مفرغة من المطالب الأمنية الإسرائيلية؛
فالمشكلة تكمن في أن الإدارات الأميركية منذ "مؤتمر مدريد" خريف عام
1991 تصر، إلى جانب الحكومات الإسرائيلية، على أن مرجعية المفاوضات هي المفاوضات
نفسها.
وإذا لم يصحح هذا
المفهوم المدمر بإعادة الاعتبار لمرجعية القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع
العربي والفلسطيني- الإسرائيلي لن تخرج المفاوضات من طريقها المسدود. ومن العبث
انتظار التدخل الأميركي والتعويل عليه، لأن المطلوب تدخل دولي ينهي الاستفراد
الأميركي، بجهود التسوية السياسية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
عودة إلى "جنيف –
2" وملف نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة
توافق مجلس الأمن
الدولي على القرار بشأن الأسلحة الكيماوية السورية لن يغير جوهرياً مجرى الصراع في
الأزمة السورية إلا إذا نجح المجتمع الدولي في التوافق على عقد مؤتمر "جنيف –
2"، وتأمين مقومات نجاحه، وفتح ملف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار
الشامل، وتسوية الصراع العربي- الإسرائيلي لاحقاً.
لأول مرة منذ نشوب
الأزمة السورية يصدر عن مجلس الأمن الدولي قرار حول سوريا، لكن القرار المشار إليه
لم يتطرق إلى جذور الأزمة، بل عالج أحد تداعياتها المتمثل باستخدام أسلحة كيماوية
في الحرب بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة.
وبقطع النظر عن الآراء
العديدة حول مضمون القرار وما قد يترتب عليه، من المؤكد أن أهمية التوافق الدولي
تتوقف على أن يفتح القرار الطريق أمام توافق دولي أهم بخصوص عقد مؤتمر "جنيف
– 2" لتسوية الأزمة السورية بوسائل دبلوماسية - سياسية، وفتح ملف إخلاء منطقة
الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، النووية والكيماوية والبيولوجية، وتكريس
الجهود الدولية وتوحيدها من أجل إيجاد تسوية شاملة ومتوازنة للصراع العربي-
الإسرائيلي.
ويُسجَّل على المجتمع
الدولي أنه أخفق حتى الآن في بلورة وجهة موحدة لمعالجة الأزمة الدموية السورية،
رغم عشرات آلاف القتلى، ومئات آلاف الجرحى، وملايين النازحين واللاجئين السوريين،
ودمار البنية التحتية ومخاطر انهيار الدولة السورية، وتداعيات الأزمة على دول الجوار،
وشبح اندلاع صراعات إقليمية طائفية تفتت دولها إلى دويلات طائفية- مذهبية- إثنية
متحاربة.
مرّد ذلك إلى الخلافات
الواسعة بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إزاء رؤية التسوية السياسية
الممكنة للأزمة السورية، والأسس والشروط التي يجب البناء عليها، وتفسير البيان الختامي
لمؤتمر "جنيف – 1" الصادر في 30 حزيران/يونيو 2012، حول مهام الحكومة
الانتقالية المقترحة وصلاحياتها، ودور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية،
والخطوات الدستورية والإجرائية الواجب اتخاذها.
ولا توجد مؤشرات حتى
الآن تؤكد تذليل الخلافات بهذا الشأن، أو التقليل منها، فتصريحات وزراء خارجية
الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وكذلك تصريحات قادة "الائتلاف
الوطني" السوري المعارض، وتصريحات العديد من قادة دول المنطقة المؤثرة في
الأزمة السورية، مازالت عند تبني التفسير الأميركي لنص بيان "جنيف – 1"،
باعتبار أن تنفيذ البيان يعني الشروع في انتقال السلطة، بخطوات عملية وسريعة،
وانتهاء دور الرئيس الأسد. بينما ترفض الحكومة السورية، وكذلك روسيا والصين
وإيران، والعديد من القوى الدولية، هذا التفسير، وترى أن السوريين هم وحدهم من يجب
أن يقرروا مصيرهم من خلال تسوية سياسية تحظى بموافقة جميع أطراف الأزمة الداخلية،
وتحظى بدعم دولي.
غير أن التوافق الروسي-
الأميركي على معالجة ملف الأسلحة الكيماوية السورية، وصدور قرار عن مجلس الأمن
الدولي، يمنع استخدام القوة العسكرية من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها
دون الرجوع إلى مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بملف الأسلحة الكيماوية السورية لاحقاً،
يجعل من إمكانية الوصول إلى توافق دولي بشأن مؤتمر "جنيف – 2" أمراً ليس
بالمستبعد، وإن كانت هذه الإمكانية ستبقى محل تجاذب ومناورات كبيرة.
لكن ذلك يتوقف كل قبل
كل شيء على مواقف الأطراف السورية من مؤتمر "جنيف – 2"، وطبيعة التسوية
السياسية المقبولة التي يمكن أن يخرج بها المؤتمر، وآليات التنفيذ والمتابعة لها،
والاختبار الأول والحاسم فيها وقف العنف، واعتماد الوسائل الدبلوماسية السياسية
كأساس لحل الأزمة. ومما لا ريب فيه أن ذلك يحتاج إلى جهود كبيرة ومضنية، وقناعة
راسخة لدى كل الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية بأنه لا بديل عن التسوية
السياسية، وأن تكلفتها تظل أقل من المضي في استخدام الخيار العسكري، الذي دفع
السوريون ثمنه بعشرات آلاف القتلى، ومئات آلاف الجرحى، وتشريد ملايين النازحين
واللاجئين، ودمار البنية التحتية لبلدهم.
مسألة ثانية تتعلق، في
شكل غير مباشر ولكن على نحو أصيل، بقرار مجلس الأمن الدولي حول الأسلحة الكيماوية
السورية، وهي ضرورة أن يشكِّل هذا القرار سابقة لمعالجة ملف أسلحة الدمار الشامل
في منطقة الشرق الأوسط، من خلال إحياء مبادرات إخلاء المنطقة من هذه الأسلحة، تنفيذا
للقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 9/12/1974، والذي تم التأكيد
عليه دورياً في قرارات الجمعية العامة ووثائقها، وفقاً لتنفيذ بنود معاهدة حظر
انتشار الأسلحة النووية عام 1968، ومعاهدة حظر انتشار وإنتاج الأسلحة البيولوجية
عام 1972، ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية عام 1992. وكخطوة أولى ضرورة أن
تضع دول المنطقة منشآتها النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن
توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، والمعاهدات الدولة الأخرى الخاصة
بالأسلحة الكيماوية والبيولوجية.
ويجب أن يفهم من قرار
مجلس الأمن الدولي، بخصوص ملف الأسلحة الكيماوية السورية، أنه يسلط الضوء على
خطورة استمرار تجاهل ملف أسلحة الدمار الشامل في المنطقة ككل، في ظل بروز دلائل
سابقة على عدم وجود ضمانات تمنع استخدام هذه الأسلحة في أي مواجهات عسكرية قد تشهدها
المنطقة، بما يدفعها إلى جحيم دمار يوقع مئات آلاف الضحايا.
ومن أجل دعم استقرار
منطقة الشرق الأوسط، ومنع المزيد من الكوارث والحروب فيها، على المجتمع الدولي أن
يولي أهمية قصوى لتسوية الصراع العربي- الإسرائيلي، لاسيما في ضوء ما تشهده
المنطقة من تغيرات عاصفة تساهم في عدم استقرار دول المنطقة، واندلاع صراعات محلية،
مرشحة للتحول إلى صراعات إقليمية واسعة، يمثل الصراع العربي- الإسرائيلي أحد
أركانها الرئيسية، إذا لم نقل ركنها الرئيس.
ما يقتضي تدخلاً
دبلوماسياً دولياً نشطاً، لانتشال المسار التفاوضي الفلسطيني- الإسرائيلي من
الطريق المسدود الذي وصل إليه، وإنهاء الاستفراد الأميركي وتأثيراته السلبية على
جهود التسوية، والتوافق على رؤية دولية موحدة لتسوية شاملة ومتوازنة للصراع
العربي- الإسرائيلي، مرجعيتها القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع، وتمكين الشعب
الفلسطيني من حقوقه الثابتة والمشروعة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق