الخميس، 19 ديسمبر 2013

  1. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
  2. #47
    الصورة الرمزية kalamntena


     
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    لما تحب تزورنا ابقى قولى
    المشاركات
    13,756
    معدل تقييم المستوى
    10

     رد: قصص الانبياء

    يا فندم جزاك الله خيرا كثيرا
    فيه حاجات مكنتش واضحة عندي
    كده النور جه
    ازاى الاولاد ؟
    arownas غير متواجد حالياً
  3.  
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    2,822
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي قصة سيدنا أيوب

    قصة سيدنا أيوب


    {و َوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنِ الصَّالِحِينَ}[العنكبوت:27]

    تتحدث الآية الكريمة عن خليل الرحمن أبا الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة و السلام كرم الله نبيه إبراهيم بأن جعل النبوة و الرسالة في ذريته فالعالم قد تشعب،و تفرقت ذرية نوح في الأرض، فالدنيا فيها روم وصين وهند، وأجناس أخرى غير ذلك، ومع ذلك فإن النبوة باقية في ذرية إبراهيم عليه السلام
    وهذه أعظم ميزة، فليس هناك بيت يشارك هذا البيت العظيم الشريف في النبوة والكتاب، والنبوة والكتاب هما أشرف ما يكرم الله به أحداً من البشر، أو بيتاً من بيوت البشر.
    و كما علمنا كان لنبي الله إبراهيم اثنان من البنين (إسماعيل و إسحاق) و هما فرعا شجرة النبوة المباركة و لكن فرع إسماعيل عليه السلام أدخر ثمرة الطيب ليخرج لنا أفضل و أكرم البشر و الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم خاتم المرسلين
    و استمر فرع إسحاق عليه السلام في إنتاج الثمر الأزهر الطيب من الأنبياء الكرام ليعلموا البشرية كلها النور

    و قد ذكر أن لإسحاق عليه السلام ولدان هما يعقوب (إسرائيل) و العيص
    و من نسل العيص بن إسحاق موعدنا مع من علم البشرية الصبر
    انه نبي الله أيوب عليه السلام
    قيل في نسبه انه أيوب بن موص بن زراح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل
    وقال غيره: هو أيوب بن موص بن رعويل بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل
    و الثابت انه من نسل إبراهيم عليه السلام لقول الله عز و جل

    {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ}
    [الأنعام:84-85]

    و من أن الصحيح أن الضمير عائد على إبراهيم دون نوح عليهما السلام.
    و قد كان نبيا من أنبياء الروم فمن رحمة الله تعالى انه ما ترك امة من الروم أو العرب أو سائر الأجناس إلا و بعث فيها نبيا منهم ليهديهم و يمشي فيهم بتعاليم الله عز و جل

    و ايوب عليه السلام من الأنبياء المنصوص على الإيحاء إليهم في سورة النساء، في قوله تعالى
    {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ}

    أنعم الله على عبده أيوب بالخير الكثير فقال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم انه كان رجلاً كثير المال، من سائر صنوفه وأنواعه من الأنعام و العبيد و المواشي و الأراضي المتسعة بأرض الثنية من أرض حوران (هي الآن في جنوب سوريا و الله أعلم) وحكى ابن عساكر أنها كلها كانت له، وكان له أولاد وأهلون كثير.
    و قد عرف حق الله في ماله فذكر انه لم يبت ليلة شبعانا و هو يعلم مكان جائع و لم يكن له قميصان قط و هو يعلم مكان عار

    و لكن الله تعالى أراد أن يختبر نبيه أيوب فكان الابتلاء شديدا -على قدر دينه- فكما علمنا رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم « أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ».

    و هذا ليعظم الله لهم الاجر و الثواب
    و لم يقتصر بلاء أيوب على جانب واحد من حياته بل شملها كلها ففقد ماله و أولاده وابتلي في جسده بأنواع من البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه. يذكر الله عز وجل
    كثرت الروايات والأساطير التي نسجت حول مرض أيوب، ودخلت الإسرائيليات في كثير من هذه الروايات وعن مجاهد أنه قال: كان أيوب عليه السلام أول من أصابه الجدري و الله أعلم بما أصاب به نبيه أيوب فقد سكت القرءان عن وصف مرضه وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره وصباحه ومسائه لم يتذمر أو يتضجر
    و كانت مدة بلواه ثمانية عشرة سنة
    و مع طول مرضه عافه الجليس، وأوحش منه الأنيس وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى رجلين من إخوانه كانا يترددان عليه بين الحين و الآخر و زوجته و قيل إن اسمها "ليا" بنت منسا بن يوسف بن يعقوب. وهذا أشهر الأقوال
    فكانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها، وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه، فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته، وتقوم بمصلحته.
    وضُعف حالها، وقل ما لها، حتى كانت تخدم الناس بالأجر، لتطعمه وتقود بأوده رضي الله عنها وأرضاها، وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد، وما يختص بها من المصيبة بالزوج، وضيق ذات اليد، وخدمة الناس بعد السعادة، والنعمة، والخدمة، والحرمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    و من صبر ايوب عليه السلام ما روي من أن زوجته لما طال عليها مدة مرضه قالت: يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك، فقال: قد عشت سبعين سنة صحيحًا، فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة، فجزعت من هذا الكلام
    سبحان الله على هذا الثبات و التحمل من الزوجين الكريمين زوج نبي مبتلى يستحي من الله أن يدعوه بالفرج لان مدة بلواه اقل من المدة التي عاشها صحيحا
    و زوجة لم تطلب من زوجها المريض إلا أن يدعوا الله أن يفرج عنه ما طلبت أن تهجره أو تتركه بل سعت بكل الطرق لتوفير الطعام لزوجها المريض حتى بعد أن ترك الناس طلبها لخدمتهم لعلمهم أنها امرأة أيوب، خوفًا أن ينالهم من بلائه، أو تعديهم بمخالطته، فلما لم تجد أحدًا يستخدمها عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها، بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره. فقالت: خدمت به أناسًا فلما كان الغد لم تجد أحدًا، فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضًا، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام، فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقًا قال في دعائه إني مسني الضر و أنت ارحم الراحمين

    وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى.وقيل أن سبب قسمه أن امرأته أخبرته أنها لقيت طبيبا في الطريق عرض أن يداوي أيوب إذا رضي أن يقول أنت شفيتي بعد علاجه، فعرف أيوب أن هذا الطبيب هو إبليس، فغضب وحلف أن يضربها مئة ضربة.

    و مع استمرا ضعفه و مرضه ظن الرجلان اللذان كانا من اخص إخوانه و يترددان عليه ظنا أن ما به هو بسبب ذنبا أذنبه أيوب عليه السلام ففي الحديث عن انس بن مالك
    « إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: يعلم الله لقد أذنب أيوب ذنبًا ما أذنبه أحد من العالمين.
    قال له صاحبه: وما ذاك؟
    قال: منذ ثماني عشر سنة لم يرحمه ربه فكشف ما به، فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له.
    فقال أيوب: لا أدري ما تقول غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما، كراهية أن يذكر الله إلا في حق »
    .

    و بعدما ظن الناس بمرضه الظنون دعا ربه بدعاء عظيم بعد صبر و احتمال فاق احتمال البشر

    قال الله تعالى: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }
    [الأنبياء: 83-84] .

    دعاء جميل رائع لم يقل يا رب اشفني لم يطلب شيء بصيغه مباشرة و كأنه يستحي من الله أن يطلب منه رفع البلاء لأنه عاش في نعيم سنيين طوال قبل المرض
    نادى ربه أني قد وقع بي البلاء و أنت اعلم بحالي و أنت ارحم الراحمين فلم يحدد أيوب طلبا من الله و لكنه يعلم أن الله ارحم بالبشر من أنفسهم فترك نفسه لمشيئة ارحم الراحمين فكانت الإجابة و الأجر و الثواب

    { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }
    [ص41-44] .

    ويجدر التنبيه بأن دعاء أيوب ربه {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} أن تحمل الباء على معنى السببية بجعل النُّصْب والعذاب مسببين لمسّ الشيطان إياه ، أي مسنّي بوسواس سببه نُصْب وعذاب ، فجعل الشيطان يوسوس إلى أيوب بتعظيم النُّصْب والعذاب عنده ويلقي إليه أنه لم يكن مستحقاً لذلك العذاب ليلقي في نفس أيوب سوء الظن بالله أو السخط من ذلك . أو تحمل البَاء على المصاحبة ، أي مسّني بوسوسة مصاحبة لضرّ وعذاب ، ففي قول أيوب{ أني مسَّني الشيطانُ بنُصببٍ وعذابٍ } كناية لطيفة عن طلب لطف الله به ورفع النُّصب والعذاب عنه بأنهما صارا مدخلاً للشيطان إلى نفسه فطلب العصمة

    و يروي لنا الحديث الشريف قصة شفاء ايوب عليه السلام فعن انس بن مالك ( قال : و كان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكته امرأته بيده حتى يبلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها و أوحى إلى أيوب أن أركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب ) فاستبطأته ، فتلقته تنظر و قد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء و هو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك ، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ، و الله على ذلك ما رأيت أشبه منك إذ كان صحيحا ، فقال : فإني أنا هو : و كان له إندران (والأندر: الخزانة فيها الحبوب والتمر وغيره) : أندر للقمح و أندر للشعير ، فبعث الله سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، و أفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض)

    وقوله {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} أي: اضرب الأرض برجلك. فامتثل ما أمر به، فأنبع الله له عيناً باردة الماء، وأمر أن يغتسل فيها، ويشرب منها. فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض، الذي كان في جسده ظاهراً وباطنا ًوأبدله الله بعد ذلك كله صحة ظاهرة وباطنة، وجمالاً تاماً ومالاً كثيراً، حتى صب له من المال صبّاً مطراً عظيماً جراداً من ذهب
    و عن ابي هريرة قال قال رسول الله :
    « بينما أيوب يغتسل عريانًا خرّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثي في ثوبه فناداه ربه عز وجل: يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى.
    قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك »
    . رواه البخاري


    وعن ابن عباس قال: وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب وجلس في ناحية، وجاءت امرأته فلم تعرفه.
    فقالت: يا عبد الله هذا المبتلى الذي كان ههنا لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب، وجعلت تكلمه ساعة.
    قال: ولعل أنا أيوب.
    قالت: أتسخر مني يا عبد الله؟
    فقال: ويحك أنا أيوب، قد رد الله عليّ جسدي.


    فلما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ (عود دقيق) فيضرب بها زوجته ضربة واحدة لكي لا يحنث في قسمه وبذلك يكون قد بر في قسمه وهذا من الفَرَجِ والمخرج لمن اتقى الله وأطاعه، ولا سيما في حق امرأته الصابرة المحتسبة المكابدة الصديقة البارة الراشدة رضي الله عنها.
    ولهذا عقب الله الرخصة وعللها بقوله {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
    . ثم جزى الله -عز وجل- أيوب -عليه السلام- على صبره بأن آتاه أهله (فقيل: أحيى الله أبناءه. وقيل: آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم، وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة) وذكر بعض العلماء أن الله رد على امرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا.
    قال ابن عباس: ورد الله عليه ماله وولده بأعيانهم ومثلهم معهم.

    كانت تلك هي مكافاة الله عز و جل لأيوب على صبره الكبير
    فقد صبر على الطاعة، و صبر عن المعصية، و صبر على المرض، و صبر على فقد الأولاد
    وصبر على الفقر، و صبر على أذى الناس و بعدهم عنه فاستحق ثناء الله عليه بأن قال عنه نعم العبد
    وعاش أيوب بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية، ثم غيروا بعده دين إبراهيم

    و كانت تلك هي حياة النبي أيوب الذي علم البشر الصبر
    روى ليث عن مجاهد ما معناه: أن الله يحتج يوم القيامة بسليمان عليه السلام على الأغنياء، وبيوسف عليه السلام على الأرقاء، وبأيوب عليه السلام على أهل البلاء، رواه ابن عساكر بمعناه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق