الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

بعد سقوط العراق واحتلاله والعناء الذي قاسى منه الفلسطينيون المقيمين في العراق وطردهم إلى مخيمات على الحدود السورية بَرّرَ احد الكتاب العراقيين ذلك بقوله عنهم ( هذا الشعب الوضيع الذي باع أرضه لليهود ) في حملة مسعورة لملاحقة الفلسطينيين في بلاد الشتات خدمة واستمرارا لحملة سابقة رافقت طردهم من أراضيهم من اجل السيطرة على عقلية المواطن العربي الذي استضافهم على أراضيه وعدم الشفقة عليهم ودعمهم من اجل استرداد حقهم المسلوب فقد قيل في حينه ان الفلسطينيون يأسرون جنود قوات ألإنقاذ العربية ويبيعون الجندي منهم بجنيه واحد ويبيعون الضابط بخمسة جنيهات فمن يفعل ذلك ويبيع أرضه فلا يستحق الدعم ولا الحماية ولا حتى ألاحترام . واليوم بتنا نسمع هذه النغمة تتكرر من جديد من كتاب مصريين وفي الشارع الخليجي وحيثما يوجد فلسطينيون في العالم العربي والغرض منها هو نفس الغرض تشويه السمعة من اجل عدم دعمه في قضيته العادلة ويجب ان يلاحق كمجرم لأنه باع أرضه لليهود وهاجر منها ليستغل الشعوب العربية ويمتص خيرات بلادها .
ان هذه النغمة النشاز ليست وليدة الساعة بل قيلت من أول يوم وبعد احتلال فلسطين مباشرة ليبقى الفلسطيني ملاحق ولسد سبل الحياة الكريمة في وجهه ليبقى يعيش على فتات الشعوب ومنظمة ( أنروا ) ولا يفكر إلا بإطعام نفسه وأولاده . وبسبب عدم وجود إعلام وصحافة ومؤسسات وطنية فلسطينية تدافع عنهم فقد رسخ في ذهن بعض العرب هذا القول وباتوا ينتظرون الفرصة للبوح به وإظهاره خدمة لمن قالوه وروجوه سابقا وهي الحركة الصهيونية وفلول ألاستعمار وألاسياد الجدد وانبرى عدد من الكتاب للخوض في هذا المجال والتأكيد ان من باع أراضي فلسطين لليهود هم الفلسطينيون انفسم والحقيقة كما أظهرها العارفون أن ما كان يملكه اليهود من أراضي فلسطين عشية الحرب العالمية ألأولى هو ( 418 ) إلف دنم وأن ما امتلكه اليهود سنة ( 1948 ) أي سنة النكبة هو ( 173400) دونم ، ولم تزد ملكيه اليهود عند صدور قرار التقسيم بتاريخ ( 29 / 11/ 1947) عن ما نسبته ( 5,7 % ) من أراضي فلسطين شروها من فلسطينيين كانوا يعيشون خارج فلسطين من مدة طويلة وحتى أنهم لم يكونوا يحملون ألجنسية الفلسطينية وعن طريق سماسرة عرب وبعض ضعيفي النفوس من أهالي البلاد ممن لهم علاقة بألإستعمار قبل النكبة . 
بعد هذه المقدمة أورد أسماء العائلات العربية من غير الفلسطينيين ومن دول عربية مجاورة التي كان لها أملاكا في فلسطين وباعوها لليهود وهم:ـ
1 ـ عائلة ( سرسق ) من لبنان وليس بينهم أي فلسطيني فقد باعوا أراضي خصبة مروية في شمال فلسطين وكذلك أراضي سهل ( مرج ابن عامر ) أخصب أراضي فلسطين وأكثرها سكانا ما بين سنة ( 1910 ) إلى سنة ( 1925 ) ومجموع المساحة التي باعوها تساوي ( 400 ) إلف دنم .
2 ـ عائلة ( سلام ) من لبنان وليس بينهم أي فلسطيني وقد باعوا منطقة ( ألحوله ) في شمال فلسطين ومساحتها ( 165 ) إلف دنم 
3 ـ آل تيان من لبنان باعوا منطقة ( وادي الحوارث ) وهي من أهم أراضي فلسطين الخصبة ومساحتها ( 308 ) ألف دنم . 
4 ـ آل تويني من لبنان وقد باعوا باقي أراضي ( مرج ابن عامر ) وأراضي في عكا وحيفا . 
5 ـ آل ألخوري من لبنان باعوا ( جبل الكرمل ) في حيفا ويشرف على الميناء ومساحته ( 3850 ) دنم . 
6 ـ آل العيتاني من لبنان باعوا منطقة ( غرب طولكرم ) سنة ( 1929 ) بمساحة 
( 4000 )  دنم .
7 ـ مدام عمران من لبنان باعت سنة ( 1931 ) أراضي غور بيسان وحتى نهر ألأردن بمساحة ( 3500 ) دنم . 
8 ـ آل الصباغ من لبنان باعوا أراضي في السهل الساحلي. 
9 ـ محمد بيهم من لبنان باع باقي أراضي منطقة ( ألحوله ) .
10 ـ أسس أعضاء من الحكومة اللبنانية بما فيهم رئيس الحكومة وبعض مشاهير عائلات لبنان شركة لبيع وشراء وسمسرة للأراضي في جنوب لبنان وشمال فلسطين بغرض شراء ألأراضي من أصحابها العرب وإعادة بيعها للشركات اليهودية وللوكالة اليهودية وذلك بتاريخ ( 19 / 1 / 1935 ) وقد كشفت بعض الصحف المحلية في حينه .
هذا في لبنان أما من سورية فقد باع عدد من أصحاب ألأملاك السوريين بعض أراضي ( الجولان وشمال فلسطين ) للشركات اليهودية وهم :ـ 
1 ـ آل اليوسف وهم سوريون باعوا بعض أراضي الجولان وشمال فلسطين لليهود .
2 ـ آل المارديني وهم سوريون باعوا أملاكهم لليهود في منطقة صفد .
3 ـ آل القوتلي ،سوريون باعوا أملاكهم في فلسطين لليهود .
4 ـ آل الجزائري سوريون باعوا أملاكهم في فلسطين لليهود. 
5 ـ آل الشمعة سوريين باعوا أملاكهم في فلسطين لليهود.
6 ـ آل العمري سوريون باعوا أملاكهم في فلسطين لليهود .
وللمساعدة في سرقة باقي ارضي فلسطين فتحت سلطة ألانتداب البريطاني امتيازات لشركات يهودية وملكتها أراضي في فلسطين ومن هذه الشركات :ـ 
1 ـ شركة بوتاس البحر الميت تملكت ( 75 ) ألف دنم . 
2 ـ شركة كهرباء فلسطين ( مشروع روتمبيرغ ) تملكت ( 18 ) ألف دنم . وقد كانت الدولة العثمانية منحت اليهود أراضي كعقود مزارعة وحق استنفاع ما مساحته ( 650 ) ألف دنم . 
يلاحظ من ذلك ان الفلسطينيين لم يبيعوا هذا ألكم الهائل من أراضي فلسطين ومجموع ما سرقه منهم السماسرة لا يتعدى ( 70 ) ألف دنم . والسؤال كيف آلت أراضي فلسطين لهذه العائلات والأشخاص من لبنان وسوريا ومن خارج فلسطين ، والجواب أنها آلت إليهم عن طريق حق المزارعة وألإنتفاع الذي كانت تعمل به الدولة العثمانية وبعد ذهابها بقوا هم المتحكمون بالأرض ومن عليها من سكان وبالتسهيل من حكومة ألانتداب قاموا ببيعها للشركات اليهودية رغم عدم ملكيتهم لها شرعا وقانونا . يتضح من ذلك ان عائلة لبنانية واحدة قد باعت من أراضي فلسطين أضعاف ما باعه أهل فلسطين جميعهم قبل النكبة. أما بعد سنة ( 1967 ) فأن من باع ارض فلسطين وفي القدس بالذات هم ممن يحملون الجنسية ألأمريكية هاجر أجدادهم في بدايات القرن الماضي وحصلوا على الجنسيات ألأجنبية وبقيت ألأملاك في فلسطين باسمهم وورثها ألأحفاد ألأمريكا ن وغيرهم من الجنسيات ومعظمهم لا يعرف حتى أين فلسطين وتوصلت لهم الشركات اليهودية وقامت بإغرائهم بالمال فباعوا وهم في الحقيقة أجانب لا يحملون الجنسية ولا الهوية الفلسطينية ، وإنما فقط آبائهم او أجدادهم من أصول فلسطينية كعامة الشعب ألأمريكي والذي هو من أصول مختلفة . وباقي ألأراضي استولت عليها إسرائيل بأوامر عسكرية للأغراض ألعسكرية وألامنية وحولتها إلى مستوطنات .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
"دولة يهودية" جنين تزاوج المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية 
"ثمانية أشهر" مهلة اعطاها عراب السلام في الشرق الاوسط لإنهاء مفاوضات اسرائيلية فلسطينية، ولاستكمال نهج" الفوضى الخلاقة" بنشر مبادئ الديمقراطية والحرية التي هدمت الحضارة والفكر والثقافة في البلاد التي اجتاحتها، هي مهلة لتقريب وجهات النظر والمواءمة بين احتياجات إسرائيل الأمنية و"تهويد" دولتها وتطلعات الفلسطينيين، فهو لم يتحدث عن حقوق فلسطينية ولا عن دولة، تحدث عن تطلعات، وهي كلمة هائمة تحتاج إلى تفاصيل كي تصبح واضحة أو مفهومة، وغير ملغومة، لكنه تحدث عن احتياجات إسرائيل الأمنية، وهي كلمة واسعة ومطاطة، قد تلتهم كل حقوق الفلسطينيين بما فيها دولتهم الموعودة، ومع ذلك، فإن إسرائيل ترفض..فماذا تريد؟، والعرب يهللون..فعلى من تقرع مزاميرك ياداوود؟ "إسرائيل" تريد مفاوضات بشروطها، وهي شروط تؤدي إلى استسلام الفلسطينيين لها، فهي لن تعطيهم لا أمناً، ولا حدوداً، ولا دولةً، وتريد منهم مقابل ذلك أن يعترفوا بها كأمر واقع، دولة يهودية عاصمتها القدس الشريف، وتريد منهم عدم الاعتراض على تهويد القدس والضفة الغربية، فإذا قبلوا بذلك، عندها يمكن أن تتفاوض معهم من دون أن يحق لهم الاعتراض على شيء. رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يريد اعتراف الفلسطينيين بيهودية ''إسرائيل'' شرطاً لموافقة حكومته على قيام دولة فلسطينية على ما تبقى من أراضي 67 المحتلة بعد إسقاط القدس وحق العودة والمستوطنات، ما يعني اعتذار الفلسطينيين عن الادعاء بأنهم أصحاب حق في فلسطين التاريخية، وتقرير مصير فلسطينيي ال 48 سواء بالطرد أو بالعبودية والاضطهاد، فالقول "بيهودية الكيان" يعني أولاً وقبل أي شيء أنه يتأسس على حامل عرقي وديني، وهذا يقوض أحد أهم الأكاذيب التي سوقتها "الحركة الصهيونية" والتي تدعي أنها دولة ديمقراطية تقوم على مبدأ المواطنة الإسرائيلية وليس الدين اليهودي، كما انتقلت القيادة الصهيونية في إسرائيل من مرحلة شعار "يهودية الدولة" إلى تطبيقه على أرض الواقع بشكل نهائي، فقد أقر الكنيست في في قراءته الثانية والثالثة مشروع بيع أراضي اللاجئين إلى أفراد وجهات يهودية فقط، وبذلك تنقطع العلاقة حسب القانون "الإسرائيلي"، بين صاحب الأرض الفلسطيني وأرضه، وهو ما لم تجرؤ إسرائيل على القيام به، بشكل قانوني معلن، منذ عام 1948. ويبقى السؤال: ما معنى الاعتراف بيهودية اسرائيل؟، و هل يبحث نتانياهو من خلاله عن موقف يعزز وضعه السياسي محلياً؟، أم أن هذا التصريح يمثل موقفاً إسرائيلياً قديماً، ولكن إطلاقه كشرط للتفاوض مع الفلسطينيين، كان مؤجلاً، وينتظر لحظته التاريخية المناسبة؟، وإذا كان الأمر كذلك، فما مصير حقوق الفلسطينين التاريخية في فلسطين؟ كما لم يكن التفهم والعطف والتأييد الأمريكي والأوروبي لفكرة "الدولة اليهودية" منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الاول في العالم، إلا للحفاظ على مصالح الدول الاستعمارية في هذه المنطقة الحساسة والإستراتيجية من العالم. لذلك نجد أن هذا الدعم قد استمر بغض النظر عن تبدل الدول الغربية المسيطرة والمهيمنة دولياً، والملفت للانتباه انه ومنذ الإعلان عن قيام دولة ''إسرائيل'' سنة 1948, وطبقاً لقرار تقسم فلسطين 181 عام 1947 ، لم تكن هناك مطالبة إسرائيلية بالاعتراف بها كدولة يهودية لا من العرب ولا من الفلسطينيين ولا من غيرهم ، لان ذلك بالضرورة سيعيد الصراع إلى بداياته، ،وبالتالي صرف قادة إسرائيل النظر عن الموضوع إلى حين توفر الظروف وباعتباره أمر مفروغ منه. أما الولايات المتحدة، المفترض أن تكون راعية للمفاوضات وشريكة فيها وشاهدة عليها، فلن تكون أكثر من "شاهد زور"، فمن يسلّم رقبته "لإسرائيل"، عليه ألا يسأل عن النتائج، وعندما يتم تخيير الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين، فإنها بالتأكيد سوف تختار إسرائيل، لأنها حامية مصالحها، واستثمارها الاستراتيجي الناجح في المنطقة، لذلك، عندما ترفض إسرائيل مقترحات كيري، أو غيره من أركان الإدارة الأميركية، فإن كلمتها هي التي تعلو.
فراس بديوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق