نبيل نعيم: «السيسي» جندى يضعه الشعب حيث يشاء
كتب : الوطنالإثنين 18-11-2013 16:03
هناك حملة تدعو الفريق أول عبدالفتاح السيسى لكى يترشح رئيساً لجمهورية مصر العربية تحت عنوان «كمّل جميلك». وهناك حملات أخرى كبيرة أو صغيرة تدعو الرجل إلى عدم ترشيح نفسه حتى لا يُتهم بأنه قام بانقلاب... إلخ. وقبل أن ندلى برأينا فى الدعوتين يجب أن يترسخ لدينا أن يوم 30 يونيو وما أعقبه كان ثورة عارمة للشعب المصرى أقوى من ثورة 25 يناير، وهذه شهادة كل من شارك فى الثورتين من ملايين المصريين حتى يوم 3 يوليو، يوم إعلان خارطة الطريق. أجمع الكل على أن فرحة المصريين بالإطاحة بالمعزول محمد مرسى الإخوانى كانت أشد من الإطاحة بالمخلوع محمد حسنى مبارك. إذن الادعاء بأن 30 يونيو انقلاب هو إجحاف بشعب عظيم قام بثورة لم يحدث مثلها فى التاريخ؛ حيث خرج 30 مليون مصرى فى جميع شوارع مصر من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها، ثم تأكدت الثورة مرة ثانية يوم 26 يوليو يوم التفويض. والحقيقة التى لا ينبغى أن يزيفها المزيفون أن «30 يونيو» ثورة انحاز لها الجيش المصرى كعادته كما فعل يوم 25 يناير وكان قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسى هو الملقَى على عاتقه مسئولية انحياز الجيش للثورة، فأصبح لدى المصريين بطلاً قومياً.
وقد جرّب المصريون رئيساً مدنياً عاماً واحداً أجمعوا على أنه أنزل وحقّر من شأن مصر ومن شأن منصب الرئاسة ولعنه كل المصريين، وهو مدنى جاء بانتخابات نزيهة، ورجل متدين، ثم يفاجَأ المصريون بأن هذا المدنى المتدين المنتخب كان الذى ينفق على حملته الانتخابية المخابرات الأمريكية بناءً على ترتيبات خيانة للوطن. ونحن نرى حتى الوجوه الإسلامية تجرى وتتسارع للذهاب إلى واشنطن وزيارة البيت الأبيض وتقديم فروض الولاء والطاعة للعم سام.. ففى ظل هذه الأجواء الملوثة وفى ظل عدم الاطمئنان للمرشحين الذين يبيعون أنفسهم فى سوق النخاسة ويعرضون أنفسهم على المخابرات الإسرائيلية كما يفعل ممثل الإخوان فى سوريا «عصام حتيتو» ويفعل قائد الجيش الحر «أحمد الجربا»، كما فعل محمد مرسى ويفعل غيره الآن، فليس أمام الشعب المصرى سوى الاطمئنان لمؤسسته الوطنية العسكرية؛ لأن مصر فى خطر داهم، فلا بد من رئيس يضع المصريون فيه ثقتهم، ولم يجدوا ذلك إلا فى الفريق أول عبدالفتاح السيسى. أما دعاة الديمقراطية والليبرالية فنحن نطمئنهم بأن الجنرال ديجول، محرر فرنسا، أقام أعظم الديمقراطيات فى أوروبا. أليس من حق المسيحيين أن ينعموا بالأمن والأمان فى وطنهم مصر؟ أين يذهبون؟
أليس من حق المصريين جميعاً أن ينعموا بنعمة الأمان فى بيوتهم وشوارعهم بعيداً عن إرهاب جماعة الإخوان ومن باع نفسه لهم فى تهديدهم للمصريين بالويل والثبور وعظائم الأمور؟. إن الشعب من حقه أن يختار من يحكمه، هذه أبسط قواعد الديمقراطية، فلماذا تحرمون الشعب المصرى منها؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق