الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

الملف الكامل للسعودية رقم 1

ملفات السعودية
الجزء الثالث من تاريخ آل سعود
 وبموجب هذه القصيدة اغتيل حميدان الشويعر.. اغتاله محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود.. لكن هذه القصيدة بقيت كشاهد اثبات على جرائم اليهود الذين تلبسوا الإسلام لتدميره.. وفي الوقت نفيسه بقيت هذه القصيدة للتشهد بعض كفاح شعبنا كله للدعوة السعودية الوهابية منذ بدأ قيامها الباطل وكانت قبائلنا مع الحضر تقاتل بشدة آل سعود ودعوتهم الخبيثة وكان في طليعة القبائل التي قاومت آل سعود ودينهم الباطل قبائل العجمان وبني خالد وعتيبة وشمر وقحطان والدواسر وبني يام ومطير وحرب وبني مره وبني خالد وبني هاجر وغيرهم.
آل سعود يقطعون الرؤوس البشرية
ويقدمونها مع الطعام
وقد روى حافظ وهبه المستشار السعودي في كتابه (جزيرة العرب) عن الطاغية الملك عبد العزيز الأخير المتوفى سنة 1953 فقال: (قال عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود “لقد قاومت دعوتنا كل القبائل أثناء قيامها وكان جدي سعود الأول قد سجن عدداً من شيوخ قبيلة مطير فجاءه عدد آخر من القبيلة يتوسطون بإطلاقهم ولكن سعود الأول قد أمر بقطع رؤوس السجناء ثم أحضر العداء ووضع الرؤوس فوق الاكل وطلب من أبناء عمهم الذين جاؤوا للشفاعة لهم أن يأكلون من هذه المائدة التي وضعت عليها رؤوس أبناء عمهم و.. لما رفضوا الاكل أمر سعود الأول بقتلهم!.)

ويقول حافظ وهبه في كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين (لقد قص هذه القصة الملك عبد العزيز على شيوخ قبيلة مطير الذين جاؤوا للاستشفاع في زعيمهم فيصل الدويش قبل ان يقتله عبد العزيز ليبين لهم أن عبد العزيز سيقتلهم أيضاً إذا لم يمتنعوا عن طلب الشفاعة لزعيمهم فيصل الدويش).. بعد هذه المقدمة الدالة على أصله اليهودي ووحشيته أمر الملك الطاغية عبد العزيز ـ بقتل فيصل الدويش ـ وتوضأ بدمه ثم قام لاداء الصلاة!.
لماذا؟.. لأن فيصل الدويش قد استيقظ ضميره أخيرا وانقلب عليه بعد أن رأى الدويش أن الملك الطاغية عبد العزيز كان لا يركع الا لأوامر الانكليز، واستيقظ الدويش بعد أن وقع عبد العزيز للإنكليز بإعطاء فلسطين لليهود في مؤتمر العقير عام 1922 مما سيأتي اثباته تاليا.. بهذا الاسلوب سارت الدعوة السعودية الوهابية من أول قيامها لا أهداف لها الا النهب والسلب والسرقة والكذب والدجل والفجور والفسوق كل ذلك باسم الدين، ولكني كما قلت عن شعبنا، انّه لم يقف منها موقف المتفرج، فقد قاومها في كل مكان.
ثورة أبناء يام
… ثورة أهل نجران والعجمان وبني خالد
ففي عام 1178 هـ ـ 1765 م اتفق (أبناء يام) من أهال نجران وقبيلتي العجمان وبني خالد وتحالفوا على مقاومة الاحتلال السعودي، تحالفوا على سحق محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب في جحورهما، تحالف بني يام بأن يسيروا من نجران بقيادة السيد (حسن بن هبة الله) ويسير بني خالد والعجمان من الاحساء بقيادة حاكم الاحساء آنذاك (عرعر الخالدي) وتواعد الجميع على الزحف على الدرعية من نجران والاحساء للقضاء على محمد بن سعود اليهودي وابن عمه محمد بن عبد الوهاب وحصد دعوتهما في مهدها الدرعية، وبالفعل سارت جموع بني يام من نجران والاحساء ولكن السيد حسن هبة الله قد وصل بأهالي نجران إلى ضواحي الدرعية قبل وصول العجمان وبني خالد وتمكن أهالي نجران وحدهم من سحق الجند السعودي الوهابي الباطل شرّ سحقة وأسروا الاحياء منهم واختفى محمد بن سعود وكاد ينتهي أظلم وأقذر حكم دخيل في جزيرة العرب على أيدي أهالي نجران الابطال.
لو لم يلجأ محمد بن عبد الوهاب للمكر والخداع..
محمد بن عبد الوهاب يشهد ببطلان دعوته في وثيقة وقعها امام أهالي نجران والعجمان

لقد كاد يقضى على حكم الدخلاء لو لم يخرج محمد بن عبد الوهاب رافعا راية الصلح على (أن يقف أهالي نجران عند حدهم ويمتنعوا من دخول الدرعية وأن يسلموا ما تحت أيديهم من الاسرى السعوديين ويتعهد كل من محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود بدفع عشرة آلاف جنيه ذهب كتعويض لاهالي نجران عن رحلتهم هذه وأن لا يتعدى محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب حدود الدرعية وأن لا يرفعا راية هذه الدعوة السعودية الباطلة مرة أخرى وقد شهد محمد بن عبد الوهاب ببطلان دعوته أمام أهالي نجران) وهكذا جرى الاتفاق حرفيا بين أبناء يام ومحمد بن عبد الوهاب معترفا في آخر جملة من الاتفاقية ببطلان دعوته أمام أهالي نجران.. اتفق محمد بن عبد الوهاب نيابة عن محمد بن سعود مع أهل نجران الشجعان على ذلك. وما أن وصلت جموع قبائل العجمان وبني خالد من الاحساء بقيادة عرعر الخالدي حتّى فوجئوا بهذا الصلح غير المرضي للعجمان وبني خالد لكنهم اضطروا لقبوله تمشيا مع ما اتخذه ابناء عمهم من بني يام من نجران.
وهكذا فشلت أول خطة ثورية رمزت إلى قوة الاتحاد بين جنوب الجزيرة وشرقها، ولم يكن سبب فشلها الا التصرفات الفردية للشيخ حسين بن هبة الله!.
ولولا ذلك لقضي على الوجود السعودي الوهابي.
حدثت هذه الخطة الثورية في سنة 1178 هـ الموافق 1765 م رغم ما أحدثه محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب من رعب في قلوب المواطنين حيث لم يتمكنا من الخروج لمبارزة أهالي نجران والعجمان وبني خالد الذين أوقعوا الرعب في قلب اليهودي محمد بن سعود وأصيب باسهال ومرض مرضا شديدا من جراء ما انتابه من رعب شديد حينما شاهد (أبناء يام) يحاصرون الدرعية بعد سحقهم للجند السعودي.
وقد تسبب ذلك في وفاة محمد بن سعود من جراء المرض الذي أصابه من هذا الحادث ومات لسبعة أشهر من ذلك الحادث وذلك في عام 1179 هـ ـ 1766 م وهكذا توفي (الامام) محمد بن سعود المؤسس الثاني لدولة آل سعود الخبيثة، وكان المؤسس الأول مردخاي ـ أو مرخان كما قلنا، وبقي الطرف الثاني والشريك محمد بن عبد الوهاب، يدير شركتهما المحدودة وحيدا لتقتيل الآمنين باسم الدين، ولكن أكبر أولاد ـ محمد بن سعود ـ وهو عبد العزيز بن محمد بن سعود ـ قد تمكن من تولي منصب والده محمد بن سعود والسير في (خطة أبيه الأول) في عدم فسخ الشراكة وتأييد فتاوى محمد بن عبد الوهاب شيخ الدعوة الباطلة للشعوذة والحكم الوراثي رافعين راية الباطل لقتل المؤمنين “باسم الله” والله منهم ومن دعوتهم براء، وكان عبد العزيز بن محمد بن سعود قد تزوج ابنة محمد بن عبد الوهاب، وامتزج النسب الباطل ببعضه أكثر من ذي قبل..
وما ان ازداد محمد بن عبد الوهاب قوة حتّى قام بالاتصال بيهود نجران طالبا دعمه ماليا ثم أثارهم ضد الشعب في نجران.. ثم أمر محمد بن عبد الوهاب جده بمواصلة غزواتهم على البلدان المجاورة في نجد وأخذ شعبنا يقاوم ببسالة هذه الدعوة الباطلة، لكن الباطل السعودي كان أقوى على حق الشعب المغلوب ويرجع ذلك لسببين:
الياهو كوهين يدعم محمد بن عبد الوهاب
السبب الأول : هو دعم اليهود في العراق عن طريق تاجر يهودي يدعى الياهو كوهين ساسون ـ لمحمد بن عبد الوهاب وشركاه آل سعود.

والسبب الثاني : هو تفكك الشعب.. فاحتلوا القصيم ومعظم أقطار نجد، ثم احتلوا الاحساء في عام 1208 هـ بعد مقامة طويلة من شعبنا، فقتل آل سعود و محمد بن عبد الوهاب عدداً من شيوخ بني خالد والعجمان، وفي الاحساء المطلة على شواطئ الخليج العربي اجتمع عبد العزيز بن محمد بن سعود و محمد بن عبد الوهاب باثنين من رسل المخابرات الانكليز عاقدين الاتفاق معهم ضد شعبنا، واستمر دعم الانكليز لمحمد بن عبد الوهاب ونسيبه عبد العزيز بن محمد بن سعود وكانت زوجة عبد العزيز بن محمد بن سعود قد ولدت طفلا من ابنة خاله محمد بن عبد الوهاب…
وباسم هذا الطفل واصل محمد بن عبد الوهاب زحفه إلى العراق بقيادة “ابن ابنته” واسمه “سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود” فاحتلوا كربلاء في عام 1216 هـ وهدموا مساجدها ومآذنها وهدموا قبة الحسين.
وصادروا أموال المواطنين واعتدوا على نسائهم وأخذوهن سبايا وبقروا بطون الحوامل منهن ـ وهي طريقة سعودية معتادة ـ ثم عادوا إلى الحجاز فاحتلوا مكة وجدة في 17 محرم 1218 هـ وكانوا قبلها قد احتلوا جدة والمدينة المنورة، ولكن أبناء الحجاز ما لبثوا استعادوا الحجاز وطهروه من رجس الوهابية اليهودية السعودية، وفي 10 رجب 1218 هـ قام أحد الابطال ويدعى محمد بن ناجي اليامي بقتل (الامام) عبد العزيز بن محمد بن سعود بعدة طعنات من خنجره أودت بحياة عبد العزيز، وقد أشاع آل سعود بعد ذلك (أن أحد الأجانب الكفرة المشركين من كربلاء هو الذي اغتال عبد العزيز وهو في الصلاة انتقاما)..
هكذا قال محمد بن عبد الوهاب … ولا نعلم كيف يبيح محمد بن عبد الوهاب وشركاه الاعتداء على الشعب في كربلاء ما دامت كربلاء أجنبية ولا يبيح الطغاة لابناء كربلاء رد العدوان بالقصاص؟.
ان آل سعود لم يقفوا عند هدم قبة قبر النبي محمد بن عبد الله في المدينة وإنما أوقفوا بالقوة. لقد قتل عبد العزيز الأول لانه لا يقل اجراما عن حفيده الاخير الملك الطاغية عبد العزيز جرما وبطشا بالآمنين ودجلا باسم الدين والدين منهم براء. وبعد مقتل (الامام) عبد العزيز بن محمد بن سعود تولى من بعده ابنه سعود الأول (ابن بنت محمد بن عبد الوهاب ) ولكن الشعب أبى أن (يبايع سعود) وقاومه الشعب في العراق حتّى تحررت منه الاجزاء التي استولى عليها من العراق.

الشهيد ناصر السعيد
وبقي يدعمه جده محمد بن عبد الوهاب بالفتاوى الباطلة وأموال اليهود والإنكليز واستمر حكمه الطاغي احدى عشر سنة من عام 1218 إلى 1299 هـ سار خلالها لاحتلال الحجاز مرة أخرى ثم سار لاحتلال الشام والعراق ورأس الخيمة في عمان ولكنه دحر في الشام والعراق وعمان ثم سار لاحتلال اليمن ووصل إلى زبيد ولكن شعبنا المكافح في اليمن دحره وقتل الكثير من جنده الفاسد وهرب مذعورا رغم دعم الانكليز واليهود له، وكانت عقلية سعود الأول سخيفة لا تشابهها إلاّ عقلية بعض أخلافه، لقد كان مغرورا بخيوله.. كان يحب الحريم والرقيق والخيول كان يدعمه الانكليز واليهود، كان لكل ولد من أولاده حرس خياله قدرهم (200) يضاف إلى ذلك عدد من الابل والحريم التي يختطفهن ويسلبهن من ذويهن ظلما وزورا.. وبهذه الطريقة احتل الحجاز مرة أخرى عام 1220 بعد مقاومة قاسية من أبناء الحجاز وراح يهدم في الاماكن المقدسة بحجة (أنه يخشى أن يعبدها الناس)!… وفرض على أبناء الحجاز أن يدرسوا رسائل جده محمد بن عبد الوهاب والكتب السخيفة التي وضعها آل الشيخ أي آل عبد الوهاب والوهابيين وبقي هذا الحكم السعودي يسوم الحجاز من عام 1220 حتّى عام 1228 هـ
والاماكن المقدسة تلاقي من سعود وآله وتجار دينهم في السابق ما تلاقيه الآن من آل سعود وتجار دينهم الباطل..
جيش العروبة في معركة تحرير الجزيرة العربية
وفي سنة 1220 هـ قام (سعود الأول) بعد أن احتل الحجاز بتعاون مع العثمانيين وارتكب أنواع الجرائم في الحجاز غير عابئ بقدسيتها، قام هذا المخبول بأعمال منكرة جدا، الا أنها مضحكة جدا، فقد منع على المصريين والسوريين والعراقيين أن يحجوا، بحجة أنه يخشى منهم وانه لا يعجبه اسلامهم.
ففي سنة 1220 هـ قال الامير سعود الأول بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ـ لاميري الحج المصري والشامي: (ما هذه العويدات التي تأتون بها وتعظمونها؟) “ويقصد بذلك المحمل المصري والمحمل الشامي” فأبلغه بقولهما: “ان هذه العويدات هي المحمل المصري والشامي! وهي قديمة جارية اتخذت لتجميع الناس والحجاج حولها متكتلين متحدين ضد قطاع الطرق ولصد العدوان”..
فأبلغ سعود أهالي مصر والشام قائلا: “انكم يا أهالي مصر والشام إذا فعلتم ذلك عبد هذا العام فاني أكسر المحمل الشامي والمصري، وأقتل جميع الحجاج، وكذلك شروط أخرى عليكم يا أهالي مصر والشام،
أولا ـ أن لا تلحقوا لحاكم
ثانيا ـ أن لا تذكروا الله بأصوات عالية، أو تنادوا بقولكم “يا محمد
ثالثا ـ أن يدفع كل حاج منكم جزيه قدرها عشرة جنيهات من الذهب لجيبي الخاص
رابعاً ـ أن يدفع أمير الحج المصري والسوري كل منهم عشر جواري وعشرة غلمان لون أبيض كل سنة”. انها شروط قاسية ومضحكة قصد بها ابعاد الحجاج.
ويقول السيد دحلان في تاريخه: (ان سعود قد أحرق المحمل المصري والمحمل الشامي وأمر مناديا ينادي بالناس في الحج بأن لا يأتي أي إنسان للحج في العام الاتي من أي جهة من العالم وهو حليق اللحية).
فراح الحجاج المصريون في عام 1220 هـ غاضبين ولكنهم غير آبهين بطلبات سعود الأول المجنونة، وفي عام 1221 هـ كتب سعود الأول إلى أمير الحج الشامي وكان أمير الحج قد وصل بالحجاج إلى قرب المدينة المنورة، يقول له: (لا تدخل الحجاز الا على الشروط التي شرطناها في العالم الماضي)
فرجع حجاج الشام تلك السنة من غير حج، أما حجاج مصر فقد امتنعوا من أنفسهم ولم يحجوا تلك السنة وهم على مضض، مما جعلهم يتضجرون غيظا على الحكم السعودي المتوحش.

ويقول العلامة ابن بشر في تاريخه عن جرائم 1221 هـ السعودية : (ان سعودا حشد جيوشا عظيمة قرب المدينة المنورة وأمرهم أن يمنعوا الحجاج الآتين من مصر والشام فرجع المحمل الشامي إلى وطنه وكان أميره عبد الله باشا العظم، ثم بعد ذلك قام سعود بابعاد آلاف العرب من مكة وأعظمهم من أبناء الحجاز نفسها واليمن والعراق وكذلك سافر إلى المدينة وفعل فيها مثلما فعل في مكة، وقد هاجر عدد لا يحصى من أبناء الحجاز إلى مصر والشام واليمن والسودان وتركيا وأماكن شتى من العالم فأسرعوا في كشف فضائح الوحوش السعوديين، في القوت الذي كان فيه سعود الأول يتبادل هدايا الجواهر والجواري والغلمان مع شاه إيران بهلوي الأول ويأخذ الاموال من اليهود (كاعانة له على خدمة الحرمين) كما يزعم وقد أغضب هذا الفعل السعودي أهالي نجد وعلماء نجد الصالحين من غير آل الشيخ طبعا ـ أي من غير أسرة محمد بن عبد الوهاب ) ..
وما فعله سعود الأول بالحجاج يذكرنا بما تفعله بقية الأسرة السعودية بالحجاج أيضاً فقد أعادت الحجاج السوريين على زمن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 وأعادوا كسوة الكعبة المصنوعة في مصر ورفض آل سعود أن يحج أهالي مصر ما لم يدفعوا عملة صعبة! أما جنيهات استرلينية أو دولارات أمريكية، وما فعله آل سعود مع أبناء مصر فعلوه مع أبناء اليمن فقد منعوهم من الحج حين قامت الثورة ضد حكم الامام المتأخر أحمد بن يحيى الدين، اما أهالي الحجاز فقد مقتوا الحكم السعودي الاجرامي منذ بدايته، وامتنع الكثير من الحجاج العرب في بداية الحكم السعودي عن أداء فريضة الحج ست سنوات مقسمين (أن لا يحجوا حتّى يطهروا قبلتهم من الرجس)،
أما أهالي مصر والشام واليمن فقد امتنعوا عن الحج كليا طيلة ست سنوات، وفي سنة 1226 هـ بدأت حملات التحرير العسكرية من مصر إلى الحجاز بعد أن ضغط أهل مصر على حكامهم الاتراك فاستولت الحملة على ينبع وحررتها في نفس السنة 1226 هـ وبما أن مصر نفسها كانت محتلة للعثمانيين آنذاك فقد أصدر السلطان سليم الامر إلى محمد علي باشا حيث بعث محمد علي بطوسون على رأس حملة التحرير العسكرية المصرية، لكن قادة الحملة العثمانية تآمروا مع سعود الأول بعد أن تبادل معهم الهدايا وأقنعهم أنه سوف ينفذ أوامر خلافتهم على الحرمين كما يريدون على شرط (أن لا يمكنوا أعداء آل سعود المصريين والاشوام من التدخل والانتصار عليه)
فتراجع القائد طوسون وادعى أنه انكسر أمام الجيوش السعودية ولكن هذه الفعلة النكراء أثارت العرب والمسلمين في اليمن وقلب الجزيرة العربية وفي الشام ومصر بوجه خاص فبدأ الضغط العربي على الاتراك من جهة واقتنع محمد علي حاكم مصر من جهة أخرى بأنه لا عزة لهذه المنطقة كلها ما لم تجتث العائلة السعودية والعائلة الوهابية من جذورهما، فجمع قادته في القاهرة ومن بينهم ابنه إبراهيم باشا وطلب منهم إعطاء الرأي بالطريقة التي يرونها للتخلص من الاسرتين الشريرتين.. فأخذ كل واحد يبدي رأيه.. فقام محمد علي وأحضر تفاحة وضعها في وسط سجادة كبيرة مفروشة في مجلسه ثم طلب من كل واحد من الحاضرين أن يأخذ التفاحة دون أن تطأ قدمه على السجادة، فاحتار الجميع الا أن ابنه إبراهيم باشا لم يعجزه الحل فطوى السجادة من طرفها بيديه دون أن تطأ رجليه السجادة حتّى وصل إلى التفاحة فأخذها وأكلها.. فوقف له والده احتراما ثم قال:

حقائق القهر السعودي

(أردت بذلك أن أختبر ذكائك بهذه الطريقة لأقول لك بعد هذا أنت الذي سيكون لك شرف تخليص العرب والجزيرة العربية والمسلمين والديار المقدسة من هذه النكبة بهاتين الاسرتين الوهابية والسعودية) فانطلق إبراهيم باشا يطوي طغاة الجزيرة العربية واحدا تلو الاخر مثلما طوى تلك السجادة التي طواها في القاهرة. وفي سنة 1228 هـ تمكن العرب بقيادة إبراهيم باشا من تحرير مكة والمدينة المنورة والطائف من رجس السعودية (اليهودية)، ويقول السيد دحلان في تاريخه
(لقد حاول سعود هذه المرة أن يخادع العرب وأن يفعل مع العثمانيين ما فعله في المرة الاولى معهم تبادل الهدايا والخضوع لسلطانهم، فأرسل إلى السلطان محمد علي باشا طالبا الصلح وأن يفتدي بالمال عثمان المضايفي عامله السعودي على الطائف، ولكن مساعي الصلح السعودية لم تتم حيث اشترط العرب على رسول سعود الشروط التالية:
أولا ـ أن يقوم سعود بدفع كل المصاريف التي اتفقت على الحملة العسكرية
ثانياً ـ أن يقوم سعود برد كل المجوهرات والأموال التي كانت بالحجرة النبوية
ثالثا ـ أن يكون سعود بدفع الدية لابناء الحجاز وأبناء مصر الذين قتلهم
 رابعا ـ أن يحضر سعود بنفسه لتسليم نفسه للقيادة ليحاكم على ما ارتكبه من جرائم بحق العرب والمسلمين، وبالطبع لم يفعل هذا سعود وانما بقي في الدرعية لا يخرج منها ويحشد جنده للدفاع عن نفسه لانه أمن أنه لا محالة له من الموت وأن العرب قد عزموا على تحرير بلادهم من جرائم ظلمه وما أن تحررت الحجاز وبدأ الزحف العربي المقدس أصيب سعود باسهال شديد وحمى وهو نفس المرض الذي أصيب به جده محمد بن سعود حينما حاصره أهالي نجران في الدرعية عام 1178 هـ 1765 م فمات سعود قبل وصول حملة التحرير العسكرية العربية إلى الدرعية في 7 ربيع الثاني سنة 1229 هـ الموافق 1814 م). توفي سعود ـ من شدة الخوف والهلع ـ بالدرعية على اثر الاسهال وحمى الخوف التي أصيب بها من حملة التحرير العربية رغم ما قاله أصحاب التواريخ عن عظمة هذا “السعود” وقوة شخصيته وجبروته وصلابته، التي هي صلابة الطواغيت والجبناء في عهد الرخاء ضد المغلوبين على أمرهم والضعفاء.. وقبل وصول حملة التحرير العربية، استولى ابنه عبد الله بن سعود على الحكم في الدرعية ووقف إلى جانبه شركاؤهم في الباطل ـ أنفسهم ـ آل الشيخ.
أي آل محمد بن عبد الوهاب غير أن الصالحين من علماء نجد لم يوافقوا على ذلك كعادتهم فوقفوا إلى جانب الشعب والعرب والدين الصحيح لا الدين السعودي اليهودي وحاول ملك اليمن الاسبق أن يتعاون مع آل سعود ويخرج أبناء اليمن لضرب مؤخرة جيش التحرير العربي الا أن أبناء اليمن أبوا ذلك ووقفوا بعيدا ثم عادوا بعد أن انضم عدد كبير من جيش اليمن إلى جيش تحرير الجزيرة العربية، ثم ثار أبناء عمان وقتلوا والي آل سعود وساروا مع جيش التحرير العربي، ووقف علماء الدين الصالحين في القصيم ونجد يعلنون براءتهم من جرائم آل سعود وآل الشيخ عبد الوهاب ويحملون هاتين الاسرتين تبعة كل الجرائم قائلين في المساجد (لن يظهر دين الحق ما لم نطهر هذا الدين من هاتين العائلتين الفاسدتين بالدين والدنيا ورقاب العرب والمسلمين) أما آل الشيخ فقد وقفوا يدافعون عن أنفسهم الضالة بدفع هذه التهمة عنهم ويشتمون علماء نجد والقصيم ويتهمونهم بموالاة المصريين وينسبون كل ما وقع من جرائم وفتن ومحن إلى “ذنوب المواطنين والتقصير في دين الله ولهذا ابتلاهم الله بشتى المحن!!..” وكذلك يزعمون..
أما حملة تحرير الجزيرة فقد سارت ولم توقفها فتاوى اليهود حتّى وصلت الدرعية والقي القبض على عبد الله بن سعود وابعد إلى مصر في عام 1234 هـ وقتل عدد من آل الشيخ الذين أجرموا بحق شعبنا.. وبذلك انتهت الفتنة السعودية انّما إلى حين، لأن هذه الشجرة السعودية الخبيثة لم تستأصل من جذورها بعد، فقد تركت بعض الجذور ونمت من جديد بعد أن عاد جيش مصر إلى بلاده تاركا الجزيرة العربية، فجاء مشاري بن سعود إلى الدرعية في جمادي الأول سنة 1235 هـ وانتزع الحكم، لكنه لم يدم طويلا فقد قتله شعبنا في نجد، الا أنه بعد شهر من قتله خرج من بعده تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في عام 1235 هـ فقتل عددا من أبناء نجد، وأنشأ الدولة الثالثة لسلالة آل سعود وذلك في سنة 1235 هـ فحاصره أهالي نجد ليقتلوه لكنه هرب من الرياض وذهب ليتفق مع العثمانيين على أن يساعدوه لانشاء حكم سعودي يكون فيه خادمهم المطيع فأعاده بنو عثمان، وبقي حتّى عام 1249 هـ حيث قتله أبناء نجد فجاء من بعده مشاري بن عبد الرحمن بن سعود فانخدع به بعض السذج حيث أعلن عن نفسه “بأنه أميرا مؤمنا حرا”، .. كما يعلن الآن بعض الامراء عن أنفسهم، فحاول فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي كان في مدينة القطيف حينما اغتيل والده تركي ـ حاول أن يستولي على الحكم في الرياض، لكنه فشل لانه لم يجد من يناصره من شعبنا الذي تململ من الحكم السعودي وأدرك أي مواطن انّه حينما يقاتل من أجل آل سعود فانما يقاتل من أجل الشيطان لا من أجل وطنه، الا أن فيصل بن تركي بن عبد الله عاد إلى الضحك على العقول الساذجة من جديد فراح يتظاهر بالتقى والصلاح “والايمان بحق الرعية وحق الله” كما يتظاهر أمثاله الآن من بعض الامراء السعوديين، ومع هذا فلم ينخدع به أحد، إلا عبد الله ابن الرشيد، ففي عام 1250 هـ1835 م جاء إليه عبد الله بن الرشيد لرفع مستواه وتحكيمه ف البلاد.
وجاء عبد الله آل رشيد ليعين الظالم على ظلمه
وعبد الله آل رشيد هو مؤسس عائلة آل الرشيد في حائل فعرض فيصل ابن تركي آل سعود على عبد الله بن الرشيد (ان يعينه على قتل ابن عمه السعودي مشاري بن عبد الرحمن ويستولي على الرياض. وسيمنحه ما يريد) فرد عبد الله بن الرشيد على (ابن سعود) بقوله: (انني سأقتل لك ابن عمك مشاري آل سعود وسأقوم بتنصيبك مكانه على الرياض بشرط أن اجعل من الرياض منطلقا لتخليص بلدي حائل من آل علي) فوافق فيصل بن تركي آل سعود على طلب عبد الله بن الرشيد وسار عبد الله بن الرشيد ومعه حارسه الخاص كما زوده فيصل بن تركي بثمانين مقاتلا الا أن الجميع قد تراجعوا في الطريق، ولم يصل مع ابن الرشيد من القطيف إلى الرياض الا حارسه الخاص، فدخلها ليلا واتصل بحارس القصر حيث كانت لعبد الله آل رشيد به معرفة (وهو من بلدة جلاجل) فوضع “راعي جلاجل” لصاحبه السلم الخشبي فصعد ابن الرشيد إلى قصر مشاري آل سعود فوصف له صديقه الحارس مكان نومه مع زوجته ولكنه حذره من “عبده” حارسه الخاص (حمزة) الذي يرابط أمام حجرة نوم سيده مشاري وهو من أشد المقاتلين، فصعد ابن الرشيد ومعه حارسه الخاص إلى حيث يرقد مشاري آل سعود وإذا به أمام العبد السعودي الحارس وجها لوجه وكان المكان مظلما حالك الظلمة فتماسك الاثنان عبد الله بن الرشيد والعبد السعودي وطال التماسك والعراك بينهما في حلكة الظلام الدامس وكان بيد العبد السعودي خنجرا أخذ يضرب به يدي عبد الله ابن الرشيد وكاد أن يسقط ابن الرشيد وكان ظلام المكان الدامس قد جعل حارس ابن الرشيد لا يميز بين عمه وبين العبد السعودي ليساعد عمه على قتل هذا العبد وينقذ حياته من سطوة هذا العبد القوي، فكان حراس ابن الرشيد دائما ما يمسك بقطعة من جسم عمه ابن الرشيد محاولا طعنه ثم يسأل: (هل أقطع هذه اللحمة؟. هل هي من جسمك يا عمي أم من جسم العبد؟) فيصيح به عبد الله الرشيد بقوله (لا تقطعها انها مني)!.. فيذهب الحارس ليمسك بلحمة أخرى وهو يسأل من جديد هل أقطعها؟. هل هي منك؟. فيجب ابن الرشيد لا تقطعها انها مني.. وهكذا مرت الساعات متثاقلة على تماسك العبد وابن الرشيد حتّى كاد يغمى على ابن الرشيد ويسقط، وفي النهاية.. بل في الرمق الاخير!.. سأل حارس ابن الرشيد صاحبه: هل هذه اللحمة منك يا عمي أم من العبد، وهنا أجابه ابن الرشيد قائلا: (إذا كان بيدك لحمة فاقطعها!).. فقطعها الحارس وسقط العبد السعودي ودخل عبد الله الرشيد إلى حجرة نوم مشاري بن عبد الرحمن آل سعود فقتله، وحينئذ صعد عبد الله الرشيد إلى سطح القصر السعودي وأعلن مناديا بالناس (أنا عبد الله آل رشيد تحملت قتل مشاري آل سعود وآتيتكم بفيصل بن تركي آل سعود لحكمكم) وهكذا كان عبد الله الرشيد وفياً بوعده رغم أنه كان بامكانه أن يعلن نفسه حاكما في الرياض ويطرد فيصل بن تركي آل سعود الذي كان يترقب خائفا من بعيد ليهرب في حال فشل عبد الله آل رشيد الذي غامر بحياته من أجل اعادة الحكم السعودي!..، ولكن عبد الله الرشيد لم يخلف الوعد كما يفعل آل سعود بل نادى بفيصل بن تركي آل سعود ليسلمه زمام حكم الرياض. (أسوق هذه الحادثة المعروفة لادحض ما زوره كتاب التاريخ عن تاريخ آل سعود بقولهم أن آل سعود عادوا إلى ملك آبائهم وأجدادهم وأنهم هم الذين عينوا آل الرشيد وغيرهم من الحكام!)… وجاء فيصل بن تركي آل سعود، وحكم الرياض ولم ينكر لابن الرشيد “صنيعه” من اجله، فقد سأله فيصل بعد ذلك مستغربا قائلا: (كيف يا عبد الله بن رشيد لم تغدر بي وتحكم الرياض بدلا مني وأنت الذي فعلت كل ذلك باحثا عن الحكم في حائل وكان بإمكانك أن تحكم الرياض وحائل معا؟) فأجابه ابن الرشيد قائلا: (الغدر ليس من شيم العرب) فسار ابن الرشيد إلى حائل وقتل (ابن علي) حاكمها وأعلن نفسه حاكما عليها. فأيدته حائل وقبائل شمر ولمع نجمه وقوي مركزه، أما فيصل بن تركي آل سعود فقد حكم الرياض بل أعلن نفسه “اماما” وحاكما على نجد فحكم أربع سنوات من عام 1250 إلى عام 1254 حيث استنجد عرب نجد بعرب مصر مرة أخرى لمعاونتهم على اجتثاث حكم المجرمين، فسار جيش مصر العربي ليدك معالم آل سعود وألقى القبض على الامام السعودي فيصل بن تركي آل سعود وشركاءه آل الشيخ (أي الاسرة الوهابية) فأخذوه إلى مصر هو وولديه عبد الله ومحمد وأخيه جلوي ـ والد عائلة آل جلوي الخبيثة ـ وعدد من آل الشيخ فبقي في مصر من سنة 1254 إلى سنة 1259 هـ حيث تمكن فيصل ابن تركي آل سعود من الافلات من رباطه والخروج من مصر مرة ثانية بمساعدة عباس باشا الأول العثماني بعد أن تعهد للاتراك بالولاء والطاعة وحسن التبعية والسير في ركبهم العثماني.. فعاد الشر السعودي إلى حكم نجد من جديد ـ دون أن تكون لهم سيطرة على حائل التي كان يحكمها ابن الرشيد والحجاز التي كان يحكمها الاشراف ـ وقد ساعدت على ذلك أمرين الأول: هو انسحاب الجيوش المصرية من البلاد العربية وذلك نتيجة لمعاهدة لندن سنة 1840 م التي اقتضت أن تعود جيوش مصر إلى مصر استعدادا لبدء الاستعمار الانكليزي بالحلول في بلاد العرب محل الاتراك، والثاني: هو تعهد فيصل بن تركي آل سعود للسير في ركاب آل عثمان واطلاق اسمهم وحكمهم على البلاد. وهكذا عاد الحكم السعودي إلى البلاد، وأصبح الحكم للعبيد والجواري والجواسيس الذين كان يقودهم ابنه عبد الله بن فيصل والعبد “محبوب” (عتيق تركي والد فيصل) وهكذا عاد عودة أخرى ـ حكم أسرة الكهنوت والشعوذة الوهابية بقيادة الشيخ عبد اللطيف ـ الأول ـ حفيد الشيخ محمد عبد الوهاب، وعادت الفوضى والجرائم بقيادة هاتين الاسرتين بعد أن تعمقت تبعيتهما للسلطات التركية مستعينتين بها في ضرب التحركات القبلية والشعبية.
 ولم يكتف هذا الامام فيصل بن تركي
بسيادة السلطنة التركية بل رأى أن يلعب على الحبلين، فذهب سنة 1862 م إلى مفاوضة المستر بيلي المقيم السياسي في “بوشهر” باسم الحكومة البريطانية لعقد معاهدة حماية على البلاد عارضا عليه دعم النفوذ السعودي وتوسيعه في كافة أنحاء الجزيرة العربية على ان يرتبط هذا النفوذ السعودي بالاستعمار البريطاني فوافق المستر بيلي على هذا الاقتراح السعودي وبدأ دعم بريطانيا للاسرة السعودية التي أخذت تنشر الموت في ربوع البلاد بعد تعاملها مع الانكليز، وتحرك فيصل بن تركي للاستيلاء على حائل مرار لكنه لم يتمكن، ورغم فشله إلا أن ما فعله من خطط تدل على أنه ماكر غادر..
فقد أصيب حاكم حائل الامير طلال بن عبد الله الرشيد بانهيار عام نتيجة ارهاق جسمه في عمله المتواصل لتوطيد حكمه طيلة 20 سنة واستطاع خلالها كبح جماح أعدائه وجمع المزيد من أصدقائه بحسن سياسته التي ما سلكها من قبله أحد من حكام آل الرشيد وما سار بعده عليها حكم آل رشيد مثلما سار عليها طلال وشقيقه محمد بن عبد الله الرشيد الذي استولى على حائل بعد ذلك… ونظرا لمكر فيصل بن تركي آل سعود أو بالاصح مكر الانكليز الذي بدأ يتعامل معهم، فانه حينما علم الامام فيصل بن تركي بمرض طلال آل رشيد أخبر الانكليز بذلك عندما كان لديهم في “بوشهر” ، فقدموا له “فارسي” عميل للانكليز يدّعي مهنة الطب واسمه المعروف (محمود زيدان) ليكون في تصرف “الامام” فيصل ابن تركي آل سعود.. فقال له فيصل: (ان لي خدمة تتعلق بمهنتك ان أديتها دفعت لك مائة جنيه ذهب، وان فشلت فليس لك شيئا عندي) فسر الفارسي سرورا عظيماً مبديا كل خدماته!. فقال فيصل (أريدك أن تذهب إلى حائل وتتصل بالامير طلال آل رشيد لتعرض عليه خدماتك زاعما له أنك طبيب جئت من أجله عندما سمعت بمرضه وتعطيه هذا الدواء المسموم ليقتله فتهرب وتعود اليّ لأدفع لك المبلغ) فذهب الفارسي ووصل إلى حائل وقدم خدماته للامير طلال ونال ثفته!.
إلا أن الامير طلال لم يستعمل كل وصفاته لكثرة ما استعمل من أدوية جعلته في حالة يأس من شفائه لا يثق بعدها بأي دواء.. وكان الفارسي على علم بأن الامير لا يستعمل أدويته مما دفعه ذات ليلة إلى تخويف الامير بالجنون قائلا: (أنك لو لم تستعمل هذه الادوية فسوف تصاب بالجنونّ.) دون أن يعلم الفارسي ما كان لهذه الكلمة من وقع سئ في نفس الامير الذي صرخ باعلى صوته قائلا: (أتقصد أنني أنا طلال بن عبد الله الرشيد سأصبح مجنونا بعد كل ما مضى لي من عز وما نلته من سمعة حسنة وما حققته لقومي من كرامة ومجد؟!.. لا .. الموت ولا الجنون!) فأمسك بندقيته وصوبها إلى رأسه وقتل نفسه!.. وهكذا تحققت أمنية فيصل بن تركي بما لم يأخذ له حسبان!.. فعاد الفارسي إلى فيصل ليبلغه بالامر فلم يدفع له أكثر من خمسة جنيهات قائلا له (ان الاتفاق كان على تسميم الامير طلال!.. أما وان الامير قد قتل نفسه بنفسه فان لك بعض المبلغ بصفتك قد تسببت في ذلك!).. وقال للفارسي (انني سأقتلك لو لم تقبل بهذا المبلغ كما أحذرك انك لو عدت إلى حائل مرة أخرى فسوف تقتل أيضاً).. ومع ذلك فقد اغتال ذلك الفارسي!.. أما ما حدث بعد انتحار طلال آل رشيد، فقد أسندت امارة حائل إلى أخيه متعب الذي استمر في مقاومة الحكم السعودي، وفي 2 ربيع الثاني عام 1285 هـ، 23 تموز 1868 م أقدم كل من بندر وبدر آل رشيد على قتل عمهما متعب.. فأديا بذلك خدمة للحكم السعودي الانكليزي.. فتولي الحكم أحدهما وهو بندر. وفي عام 1286 هـ 1871 قام عمه محمد العبد الله آل رشيد (شقيق طلال) بقتل بندر والاستيلاء على الحكم ودام المشهور بالحكمة حتّى 3 رجب 1315 هـ 15 كانون أول 1987 م حيث مات موتا طبيعيا لحكم دام 30 سنة وذلك ما يعتبر معجزة لعدم موته قتلا من أقاربه، كما فعل معظم آل الرشيد..
نعود بعد أن أقحمنا هذا الفصل من حياة الرشيد ـ في سياق الحدي عن الامام فيصل بن تركي آل سعود ـ لنواصل الحديث عن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي توفي سنة 1282 هـ الموافق 1866 م وسرت كل نجد بموته كثيرا، وقد جرت بعد ذلك محاولات كثيرة للقضاء على نفوذ هذه الأسرة السعودية الشريرة غير أنها لم تنجح، وبموته خلف وراءه ولدين هما عبد الله وسعود بن فيصل ولكن هذين الولدين اختلفا كما يختلف الآن امراء الاسرة السعودية الفاسدة على الغنيمة “والغنيمة هي الشعب وممتلكاته” وراح كل واحد من هذين الاميرين عبد الله وسعود يجمع حوله الدلاديل والذيول كما يفعل بعض الامراء الآن تماما، لكن كل شعب نجد ثار ـ في حينه ـ على جور هذه الاسرة اليهودية ولم يبق مع آل سعود الا المرتزقة، فثارت قبلية العجمان بقيادة زعيمها العظيم راكان بن حثلين تناصرهم قبائل آل مرة. فتقدموا إلى الهفوف عاصمة الاحساء وكان فيها أحمد السديري حاكما من قبل عبد الله بن فيصل فحاصروه فيها، واستولوا عليها وحرر العجمان والاحساء من الرجس السعودي، وحاول عبد الله بن فيصل آل سعود أن ينتقم فأرسل عددا من أذنابه لاحراق عدد من بساتين الاحساء ودور الفلاحين ففعلوا وأحرقوا الكثير منها وهرب العديد من الفلاحين إلى العراق، ولكن ما فعله آل سعود قد زاد النقمة وحقد المواطنون عليهم، ثم لم يكتف عبد الله بن فيصل بذلك، بل أرسل الماء المسمى (جودة) حيث كان يقيم عليها العجمان بني مرة بقيادة راكان ابن حثلين، وطلب عبد الله بن فيصل آل سعود من جنده أن يأخذوا العجمان على غرة قبيل طلوع الشمس فيقتلونهم، ولكن العجمان وبني مرة تنبهوا لهذه الخطة الغادرة فدحروا الجند السعودي وقتلوا منهم 2700 مقاتل سعودي مأجور، فسارع سعود وأتباعه (وهو شقيق عبد الله) باحتلال الرياض وطرد أخيه عبد الله منها وذلك سنة 1287 هـ الموافق 1870 م فأعلن سعود الثاني نفسه اماما على نجد، وهكذا يتخاصم أمراء آل سعود الذين زعموا أنهم “أحراراً” على الشعب لسلب قوته والتسلط عليه وقتله، فحاول عبد الله بن فيصل أن يغتال شقيقه ولكنه لم ينجح وبعد ذلك حمل ما سرقه من أرزاق الشعب من ذهب وفضة ونفائس على مائة بعير وراح يتنقل من مكان إلى آخر لعله يجد من ينصره من المرتزقة، ولكنه لم يجد أحداً سوى التافهين المرتزقة والمنتفعين الذين أغراهم بما سرقه من أموال الشعب فأرادوا الانتفاع بها، ولما رأى عبد الله بن فيصل عدم جدوى التافهين في اعادة السلطة السعودية إليه من أخيه، توجه عبد الله بن فيصل إلى زامل السليم حاكم مدينة عنيزة في لواء القصيم ولكن شعبنا المؤمن في عنيزة طلب من عبد الله آل سعود أن يغادرها حالا لأنه لا يمكن للشعب أن يناصر أميرا سعوديا على أخيه ليستولي هذا الامير على الحكم بينما جميع آل سعود ضد مصلحة الشعب وجميع الشعب يريد الخلاص من حكم آل سعود جميعا فاخرج أيها الامير فكل العرب يريدون النجاة من شرور الاسرة السعودية الخبيثة. فغادر الامير السعودي عبد الله بن فيصل عنيزة إلى حائل فاتصل بحاكمها محمد العبد الله الرشيد غير أنه لم يجد صدرا رحبا مه وكان موقف شعبنا في حائل بوجه عبد الله بن فيصل السعودي لا يختلف عن موقف شعبنا في عنيزة، وهو (عدم مناصرة أي أمير سعودي وجميع الناس يريدون التخلص من جرثومة العائلة السعودية كلها)، فرحل عبد الله بن فيصل آل سعود من حائل إلى سلطان الدويش (والد فيصل الدويش) زعيم قبيلة مطير الذي قتله الطاغية الاخير عبد العزيز كما سبق لسعود الأول أن قطع رؤوس شيوخ هذه القبيلة ووضع رؤوسهم على مائدة الاكل وطلب من أبناء مطير الذين جاءوا يطالبون باطلاق شيوخهم أن يأكلوا من مائدة وضعها فوق رؤوس أبنائهم واخوانهم أبناء قبيلة مطير، ولكن مع كل هذا فقد التجأ عبد الله بن فيصل آل سعود آل قبلية مطير واتصل بشيوخها سلطان الدويش والد فيصل الدويش كما اتصل مع عساف أبو اثنين رئيس قبيلة سبيع يستنصرهم على أخيه سعود لمعرفته بأن شيوخ هذه القبائل يكوهون أخاه سعود، ولكن سلطان الدويش وعساف أبو اثنين ابلغا عبد الله آل سعود بأنهما وشيوخ القبيلة يكرهون الحكم السعودي كله لانهم ذاقوا العذاب على أيدي كل آل سعود الدخلاء وانهم سيعملون على تحطيم العائلة السعودية كلها، ولم ينجح عبد الله آل سعود بما حمله معه من ذهب مسروق من الشعب أن يغري به شيوخ مطير وسبيه، حيث رأى أنه لا حياة لآل سعود ما لم يعتمدوا على المستعمرين والاجانب فأرسل صديقه عبد العزيز بن بطبين إلى مدحت باشا العثماني منصوب السلطات التركية في بغداد آنذاك ليستمد منه المعونة لقتل أخيه سعود وتسليم البلاد.
وبهذا الاتصال السعودي القذر وجد مدحت باشا الفرصة سانحة للاستيلاء على الاحساء وسائر البلاد التي لم تخضع لتركيا قبل وجود آل سعود فسار الاتراك يساعدهم ناصر باشا السعدون رئيس قبيلة المنتفق وعبد الله بن صباح حاكم الكويت بجندهما واحتلت القوة التركية الاحساء وأطلقوا عليها اسم (ولاية نجد) وبعد ذلك طرد الاتراك عبد الله بن السعود. هذا ما أوردته كتب التاريخ، كما ورد هذا في كتاب المستشار السعودي حافظ وهبة في صفحة 229 من كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين) الذي صدر بموافقة الطاغية الملك عبد العزيز (الاخير) وأمر له بنفقات طبعه، وحافظ وهبة هو مستشار الملك عبد العزيز والعضو البارز سابقا في (مجلس الربع) الذي كان يرأسه جون فيلبي خالق هذا العرش الاخير. من هذا يتضح حتّى لسذج الناس أن العائلة السعودية الدخيلة لم يقم حكمها في بلادنا ـ قديما وحديثا ـ الا على أعمدة أجنبية يهودية أولا ثم عثمانية انكليزية وأمريكية، ومن ذلك يتضح: أن الامير السعودي كان يقتل أخاه في سبيل ملذاته وشهواته للحكم، وفي سبيل محافظته على هذه الشهوات التي يوفرها له الحكم يبيع آل سعود بلادنا للشيطان الرجيم، وفي هذا العصر يحاول بعض أمراء الاسرة السعودية الفاسدة اعادة نفس التاريخ السعودي القديم بقتل الالاف من شعبنا وقتل حتّى بعض أفراد الاسرة ممن حاولوا شهر نفس السلاح، سلاح (الدين المزيف) بوجه الاسرة فقتل أفراد الاسرة بعضهم، كما حصل للامير خالد بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود الذي قتله أعمامه آل فعهد (فهد وسلطان وسلمان بتهمة أن عدداً من أبناء الشعب حاولوا دفعه لمعارضة فساد أسرته).. وذلك عام 1964.
عودة إلى ماضي الاسرة السعودية…….
 وثيقة الملك فيصل للرئيس جونسون تكشف نوايا آل سعود تجاه الدول العربية المقاومة قبل حرب 1967
  كشفت رسلة وجهها ملك السعودية الأسبق فيصل بن عبد العزيز إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية في عهده ليندون جونسون قبل حرب 1967، عن نوايا نظام آل سعود وأهدافه الشريرة المبيتة تجاه بعض الدول العربية منذ ذلك الحين، فقد طلب فيصل في الرسالة من الرئيس الاميركي توجيه ضربة الى مصر وتأديب سوريا وإنشاء دولة للاكراد بالعراق لتقسيم هذا البلد.
وفيما يلي نص الرسالة المنشورة فى كتاب ( عقود من الخيبات ) للكاتب حمدان حمدان الطبعة الأولى 1995 عن دار بيسان على الصفحات من 489- 491:
تقول الرسالة التى بعثها الملك فيصل إلى الرئيس جونسون ( وهى وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386 ، كما حملت رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودي ) ما يلى:-
من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس ، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هي العدو الأكبر لنا جميعا ، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا ، فلن يأتي عام 1970 – كما قال الخبير في إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشنا ومصالحنا فى الوجود، لذلك فأنني أبارك ، ما سبق للخبراء الأمريكان في مملكتنا ، أن اقترحوه ، لأتقدم بالاقتراحات التالية : -
- أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهم الأماكن حيوية في مصر، لتضطرها بذلك ، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أي مصري رأسه خلف القناة ، ليحاول إعادة مطامع محمد علي وعبد الناصر في وحدة عربية.
بذلك نعطي لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا في مملكتنا فحسب ، بل وفي البلاد العربية ومن ثم بعدها ، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة في الإعلام.
- سوريا هي الثانية التي يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع إقتطاع جزء من أراضيها ، كيلا تتفرغ هي الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.
- لا بد أيضا من الاستيلاء على الضفة الغربية وقطاع غزة ، كيلا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك ، وحتى لا تستغلهم أية دولة عربية بحجة تحرير فلسطين ، وحينها ينقطع أمل الخارجين منهم بالعودة ، كما يسهل توطين الباقي في الدول العربية.
- نرى ضرورة تقوية الملا مصطفى البرازاني شمال العراق ، بغرض إقامة حكومة كردية مهمتها إشغال أي حكم في بغداد يريد أن ينادي بالوحدة العربية شمال مملكتنا في أرض العراق سواء في الحاضر أو المستقبل،
علما بأننا بدأنا منذ العام الماضي (1965) بإمداد البرازاني بالمال و السلاح من داخل العراق ، أو عن طريق تركيا و إيران.
يا فخامة الرئيس
إنكم ونحن متضامنين جميعا سنضمن لمصالحنا المشتركة و لمصيرنا المعلق ، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها ، دوام البقاء أو عدمه.
أخيرا
أنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة ، و للولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو و ارتباط أوثق و ازدهار
المخلص : فيصل بن عبد العزيز
ملك المملكة العربية السعودية
المسيح الدجال ، الفتنة العوراء: الخطر القادم في ضوء القرآن و السنة !
المسيح الدجال ، الفتنة العوراء: الخطر القادم في ضوء القرآن و السنة !
 الحمد لله الذي يمحو الزلل و يصفح ، و يغفر الخطأ و يمسح ، سبحانه سبحانه سبحانه ، كل من لاذ به نجح ، و كل من عامله و تاجره يربح ، سبحانه سبحانه ، تشبيهه بخلقه قبيح ، و نكران وجوده أقبح ، سبحانه جل جلاله ، رفع السماء بغير عمد فتأمل و المح ، و أنزل القطر فإذا الزرع في الماء يسبح ، و أقام الورق على الورق تشكر و تمدح ، سبحانه سبحانه سبحانه ، جل جلاله ، أغنى و افقر ، و الفقر في الغالب أصلح ، هذا قارون ، ملك الكثير و بالقليل لم يسمح ، ليم فلم ينفع لومه ، إذ قال له قومه لا تفرح
أحمده سبحانه ، ما أمسى الزمان و اصبح ، و أصلي و أسلم على النبي محمد و آله ، الذي أنزل عليه ألم نشرح ، و على ابي بكر صاحبه في الدار و في الغار لم يبرح ، و على عمر الذي لم يزل في تقوية الدين يكدح ، و على عثمان ، و لا أذكر ما أقول و ما أشرح ، أتته الشهادة فلم يجزع و لم يقرح ، و على علي الذي كان يغسل رجليه في الوضوء و لا يمسح ، رضي الله عن الصحابة و التابعين ، و الآل و الأزواج و التابعين ، اللهم و عمنا معهم بجودك و كرمك أنت أكرم الأكرمين …
أحبتي في الله ، نقول و بالله التوفيق ، و منه السداد
يا حريصا على الدنيا ، مضى عمرك في غير شيء ، انقشع غمام السماء لا عن هلال الهدى ، ما لذت لذة الدنيا إلا لكافر ، أو قليل العقل لا يعلم مقياس الآخرة ، الدنيا خراب ن و أخرب منها قلب من يعمرها !
الله تعالى يعامل بالعدل ، و إذا عاملك بالعدل ، أحصى عليك الذرة ! اللهم عاملنا بفضلك و كرمك !
حينما كنت أبحث في كتب المفسرين ، و اقوال الأئمة حول هذه الفتنة ، و أثناء استماعي لشرائط مشايخنا الكرام ، ذهلت من العلامات الصغرى التي ذكرت قبل تطرقهم لهذا الموضوع ، باعتبارها ، مبشرات له ، و مقدمات لفتنته ، كمياه يجرفها التيار ليذهب بها إلى مصب شلال عملاق ! و قد أحصى العلماء و الفقهاء ، 57 علامة ، ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم ، تسبق خروج العلامات الكبرى ، كلها تحققت ، و على العيان ن لكل من أراد أن يشاهد ، و اسمحوا لي ايها الأحبة أن أسرد لكم هذه العلامات لنكون على يقين أننا نعيش في الزمان الذي يظله الأعور قبل أن نخوض في تعريفه ، و ذكر أوصافه ، لأن هذه العلامات من الأهمية بمكان ، و منها سنعرف النقاط الكبرى لهذه الفتنة الكبيرة !
1. بعتة النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، و قد كانت بعثة النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، بداية للنهاية ، حيث قال صلى الله عليه و سلم ، بعثت في نسم الساعة ، و هي الريح التتي تسبق العاصفة ، و سبحان الله ، قالها قبل أكثر من 1400 سنة ، فماذا سنقول نحن و الله المستعان !
2. موت النبي صلى الله عليه و سلم ، و كان موته صلى الله عليه و سلم ، أكبر مصيبة أصابت العالم و البشرية ، فبموته ، انقطع الوحي من السماء !
3. فتح بيت المقدس ، و قد حصل في عهد الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه ، و فيه مكمن الأسرار ، و مكاشف الأنوار التي سنتكلم عنها بروية في أحداث هذا التقرير ! القدس هو المكان الوحيد في هذا العالم الذي لم و لن يعرف السلام إلا بنزول روح الله ثانية إلى الأرض صلى الله عليه و سلم ، فعلى مرور الأزمان ، كانت هذه المنطقة مركزا لصراعات العالم و فيها ستقوم الملاحم ، و فيها سيقتل بطل تقريرنا ، عليه من الله ما يستحق
4. طاعون عمواس ، و هو الطاعون الذي قضى فيه الكثير من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قد اخبر به بأبي هو و أمي في حياته في حديثه :
– أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، وهو في قبة من أدم ، فقال : ( اعدد ستا بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ) .
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3176
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
5. استفاضة المال ، و الإستغناء عن الصدقة ، و هي علامة وقعت في عهد الخليفة عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه ، حتى أنه أمر أن تقضى ديون أهل الكتاب في عهده ، من فرط كثرة المال في عهده ، و الكفاف الذي كان فيه المسلمون يعيشون
6. ظهور الفتن ، و هي علامة لا تحتاج إلى تعليق !
((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشرب الخمر، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أوخسفا و مسخا))
و لا أعلم زمانا كثرت فيه الفتن كهذا الزمان الذي فيه نعيش ، و قد ساعد الفتن على مختلف ألوانها التقدم التكنولوجي في تقدمها و انتشارها ، و دخولها لجل الدور و البيوت إلا من رحم الله
7. ظهور مدعي النبوة ، و هي علامة وقعت و تقع إلى اليوم ، و آخرها على ما أعتقد ، ممن اشتهروا قضية الدكتور المصري مدعي النبوة ، الذي كان يعيش بالولايات المتحدة الأمريكية ، و افلت شهرته عليه من الله ما يستحق ، و هم دجاجلة ، تابعون للدجال الأكبر عليه و عليهم من الله ما يستحقون
((لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا كلهم يزعم أنه رسول الله))
8. انتشار الأمن ، و هنا وجب التنويه ، أن علامات الاعة الصغرى تنوعت ، بين آثم آتيها ، و أخرى ذكرت فقط كعلامات صغرى ، و لم ير العلماء على آتيها إثما ، و انتشار الأمن أصبح من البديهيات اليوم ، و قد كانت الطرق على عهد النبي صلى الله عليه و سلم و في الجاهلية تعج بقطاع الطرق ، فاختلف الأمر الآن .
9.ظهور نار الحجاز ، و قد ظهرت النار في المدينة بفعل براكين ، و أضائت لها السماء و الافق بالشام من فرط كبرها نسال الله العافية
10. قتال الترك
11 . قتال العجم
12. ضياع الأمانة ، و أنا و الله ما رايت زمانا أضيع للأمانة من زماننا الذي فيه نعيش ، و لعلكم ترون ما يقع ، فتتذكرون هذه العلامة و لا حول و لا قوة إلا بالله !
13 . قبض العلم ، و فشو الجهل ، و هي علامة ظهرت بشكل مريع ، يرعب القلوب ، و ليس المقصود هاهنا العلم الدنيوي ، فهو في تقدم ، و سيكون هو سبب رجوع الدنيا إلى البدائية ، و سنذكر ذلك بالتفصيل ، بل المقصود هنا ، ذهاب العلم الشرعي ، و ذهاب العلماء بقبضهم ، فيتخذ الناس رؤوسا جهالا فيفتونهم بما لا يعلمون ، فيضلونهم و يضلون ، و أظن أن كل ذي بصيرة منكم ، يستطيع أن يميز ظهور هذه العلامة في زماننا !
14 . كثرة الشرطة و أعوان الظلمة ، و هي علامة أخبر عنها الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث بهذا اللفظ :
صنفان من أهل النار لم أرهما . قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس . ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات . رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة . لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها . وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2128
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و هذه العلامة تحققت في زماننا بشكل كثير ، فترى أعوان الظلمة ن يعذبون ، و يضربون الناس ، و قد توعدهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالنار يوم القيامة ، و وجب الذكر هنا ايضا أن العمل بالشرطة ليس في حد ذاته محرما ، بل المقصود في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حسب تفسير العلماء هم الذين يظلمون الناس ، و يعينون على ظلمهم ، كالذين يأكلون أموال الناس بالباطل ، و يضربون الناس بدون وجه حق ، و يختطفونهم … هؤلاء لهم وعيد شدي في الحديث الذي ذكرناه أعلاه
15. انتشار الزنا
16 . انتشار الربا
17 . ظهور المعازف و الموسيقى ، و استحلال ذلك ، و سنتكلم في هذا التقرير عنه أيضا
18. كثرة شرب الخمر و استحلالها
19 . زخرفة المساجد و التباهي بها
20. أن ترى الحفاة العراة أصحاب الشاة يتطاولون في البنيان ، و هي علامة ظاهرة جلية ، لكل ذي عين و فهم ، فنظرة بسيطة إلى دول الخليج تعلمك كيف أن أناسا كانوا يسرحون الشياه ، اصبحوا من اغنى أغنياء العالم ، و منهم و العياذ بالله يتفتق المبذرون ، الذين يرمون المال رميا ، و هنا وجب التنويه ، بعدم التعميم !
21. أن تلد الأمة ربتها ، و هذه العلامة منتشرة في هذا الزمان انتشارا شديدا ن حتى أنها ألفت بشكل مريع ، و قد فسرها العلماء أن الإبن أو البنت ، يعامل أحد ابويه أو كلاهما بعجرفة ، و يأمرهما ، كأنهما عبدين له ، و هنا نشير إلى أولائك الذين تخدمهم أمهاتهم ، خاصة أولائك الذين يحتجون بالدراسة و التحصيل و الله المستعان ! و هذه العلامة ، هي مدخل للعقوق و العياذ بالله
22. كثرة القتل
23 . تقارب الزمان ، و أترك لحضراتكم التعليق حول هذه العلامة ، و فيها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان, فتكون السنة كالشهر, ويكون الشهر كالجمعة, وتكون الجمعة كاليوم, ويكون اليوم كالساعة, وتكون الساعة كاحتراق السعفة, الخوصة .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الوادعي – المصدر: الصحيح المسند – الصفحة أو الرقم: 1460
خلاصة حكم المحدث: حسن
24 . تقارب الأسواق ، فمع التقدم التكنولوجي ، أصبح التجار ، يقضون مآربهم التجارية ، في سرعة و ضمان ، بفضل التكنولوجيا المعلوماتية ، و الشبكة العنكبوتية الإنترنت
25 . ظهور الشرك في هذه الأمة
26 . ظهور الفحش ، و قطيعة الرحم ، و سوء الجوار و جولة صغيرة في أحيائنا ، تسمعك ما لذ و طاب من فحش الكلام !
27 . تشبب المشيخة ، و هي حينما يلجأ العجائز إلى صباغة شعرهم ، باللون الاسود ، في محاولة للظهور بمظهر الشباب
28 . كثرة الشح
29 . فشو التجارة
30 . كثرة الزلازل
31 . ظهور المسخ و الخسف و القذف ، و كلها وقعت ، و تقع في أيامنا هذه
32 . ذهاب الصالحين ( 1420 هجرية مات فيها 20 شيخا من أكابر العلماء )
33 . ارتفاع الأسافل : و هي أن يرتفع من لا امانة و لا شأن لهم و العياذ بالله فيصبحون الآمرين الناهين في المجتمعات
34. أن تكون التحية للمعرفة
35 . التماس العلم عند الأصاغر
36 . ظهور الكاسيات العاريات و هن في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
صنفان من أهل النار لم أرهما . قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس . ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات . رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة . لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها . وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2128
خلاصة حكم المحدث: صحيح
37 . صدق رؤيا المؤمن ، حينما يرى المؤمن رؤيا و تتحقق ، فهذه ايضا من علامات الساعة الصغرى التي تحققت !
38 .كثرة الكتابة ، و انتشار القلم
39 . التهاون في السنن التي رغب فيها الإسلام
40 . انتتفاخ الأهلة ، و هل من العلامات التي أرعبتني شخصيا ، كني لم اسمع بها من قبل ، و كنت اسائل نفسي خلال أعوام ، لماذا حينما أراقب الهلال ثاني يوم الشهر القمري أراه منتفخا ، كما لو أنه هلال اليوم الرابع ، فجاءت المفاجأة ، أنها علامة من علامات الساعة الصغرى
41 . كثرة الكذب ، و عدم التثبت في نقل الأخبار
42 . كثرة شهادة الزور ، و كتمان شهادة الحق من جراء الخوف
43 .كثرة النساء و قلة الرجال
44. كثرة موت الفجأة
45. وقوع التناكر بين الناس ، فتجد أن فلانا يعرف فلانا ، ثم إذا سئل عنه ، أنكره و قال لا أعرفه
46. كثرة المطر ، و قلة النبات
47 . عودة أرض العرب مروجا و أنهارا ، و هو حاصل اليوم في صحراء الخليج ، في منطقة دبي ، و سيحصل بالتوالي في منطقة المملكة العربية السعودية كما أخبر صلى الله عليه و سلم
48.كلام السباع و الحيوانات و الجمادات للإنس ، و فيها ما وقع ، حينما كلم الذئب الراعي على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حينما سبح الحجر و سمع تسبيحه في يديه صلى الله عليه و سلم
49 . تمني الموت من شدة البلاء
50 . كثرة الروم
51. فتح القسطنطينية
هذه العلامات التي سردت على حضراتكم الآن وقعت ، و تم رصدها ، و تبقى علامات ، صغرى نعم ، لكنها تحدث مباشرة قبل خروج العلامات الكبرى ، و منها انحسار الفرات عن جبل من ذهب حقيقي ، و إن كنت قرأت شخصيا ، أن الأقمار الصناعية ، استطاعت رصد هذا الجبل في جزء نهر الفرات في جزئه العراقي بالتحديد ، و هو ما يفسر دخول الأمريكان ، و حلفائهم إلى أرض العراق مدججين بالأسلحة ، و منها أيضا ، خروج المهدي ، مهدي الارض و السماء محمد ابن عبد الله المهدي و الذي ذكر في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
 " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ، لطول الله ذلك اليوم ، حتى يخرج فيه رجل مني ، أو من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما "
الراوي : عبدالله بن مسعود المحدث: ابن تيمية – المصدر: منهاج السنة – الصفحة أو الرقم: 8/255
خلاصة حكم المحدث: صحيح

و بعده تكون الفتوحات ، و هي ايضا من علامات الساعة الصغرى ، و قتال الروم ، ثم أن هناك من العلامات الصغرى ، ما سيظهر بعد ظهور بعض العلامات الكبرى ، كالريح الطيبة التي تقبض ارواح المؤمنين ، و هدم الكعبة حفظها الله من كل سوء ، غير أن هذه العلامة ستكون في وقت تكون فيه الأرض خالية تماما من ذكر الله ، ثم هناك رفع القرآن و خلو المصاحف و صدور الرجال منه ، و كلها علامات صغرى ستقع كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم

العجيب من كل ما ذكرته أعلاه حول العلامات الصغرى للساعة ، أنها وقعت كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم ، إلا أن الناس تعيش حياة طبيعية ، حياة عادية ، و تعقد الأمل في العيش لسنوات عديدة قادمة ، و كأنهم وثقوا بهذا الأمن ، و هذه الفترة البينية ، التي يسود فيها الأمن بشكل نسبي في العالم ، و بين شعوبه ، لذلك ، فالشيء الذي برع فيه الدجال ، الذي سنعرفه بع قليل في الفقرة التالية ، أن جعل الناس تغوص في بحار خضرة الدنيا ، حتى أغرقهم ، فأعمى أبصارهم عن ما هو آت ، و ما هو جلي في الأفق ، أشياء لا يراها إلا كل من طرح الأسئلة تلو الأخرى أمامه ، و حاول الإجابة عنها ، ثم عرضها على مرآة الواقع ، فرأى ما لم يراه الناس !

لهذا كانت سياسة الدجال أقرب إلى الجريمة الكاملة ن التي ترى فقط في الأفلام الهوليودية ، جريمة ، حاول و يحاول أن يحبك فصولها ، حتى لا يتمكن القطيع النائم ، و المتمثل في سكان الكوكب المائي من حل لغزها ، و حتى إن حاول بعضهم إيقاظهم من سباتهم ، وصفوه بالأحمق و المجنون ، لأن نظام الدجال نجح في ترسيخ تلك الفكرة في عقول أكثر البشر ، أن هذه الأشياء التي نعيشها ، و هذه الحياة التي نراها بأعيننا المجردة ، هي الحياة الحقيقية ، و أن لا مجال لممارسة الشك و التساؤل ، و للأسف نجح إلى ابعد الحدود ، و نجح أيضا في إقناع الألباب ، أن ما يدعو إليه أمثالي من الكتاب ، و أولائك الذين تطلعوا على جزء من الحقيقة يمكنهم من دق ناقوس الخطر ، ما هو إلا هلاوس ، و خرافات لا معنى لها ، و أن لا وجود لهذا المخلوق المسمى بالدجال ، و أن العالم لن يشهد تغييرا شاملا ، على الأقل في السنوات المائة القادمة ، إحساس بالأمان رسخه نظام الدجال ، طريقة عمله ، تشابه تماما عمل اليهود تحت المسجد الأقصى ، يحفرون في صمت ، لا يبالي بهم أحد ، حتى إذا وقعت الواقعة ، ذهل أغلب الناس ، و لم يجدوا أمامهم سوى الإنصياع ، لأن من تلطخ بنظام الدجال ، ووصل هذا النظام إلى قلبه ، فسيكون من الراكعين لا محالة ، و هذا هو الخطر بعينه ، الدجال اللعين و نظامه ، يستخدمان أبشع الأساليب النفسية ، و المتمثلة في اللعب بالمتناقضات ، و إيجاد محل و نقطة التوازن فيها ، لجمع أكبر عدد ممكن من الضحايا !

علامات الساعة الصغرى كما قلنا ، ممهدات أخبرنا بها الله تعالى على لسان نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، رأفة بنا لينير دربنا على المآمرة ، المآمرة التي يستنكر البعض علينا الخوض فيها ، و الحق أن ربنا قال في كتابه ، إنهم يكيدون كيدا ، و أكيد كيدا ! هكذا أخبرنا الله تعالى ، و الله تعالى حينما يخبر بشيء ، فهو العليم الخبير بما خلق ن نعم غنهم يكيدون ، و يتآمرون ، و المسلمون ، منقسمون إلى ثلاث فرق ، لا رابع لها ، فرقة مفرطة في هذه الناحية ، و تقول ، أن لا مآمرة ، و أن هذه الأشياء خرافات بعينها ، لا محل لها في عالم الحضارة ، و هذا الذي يريده الدجال و مريدوه ، فالذي لا يؤمن إلا بما يرى ، سهل عليه أن يركع حينما يرى الخوارق تخرج سراعا من بين أصابع الدجال !!
الفرقة الثانية ، فرقة ، علمت أن هناك مآمرة ، غير أنها وقعت في التفريط ، فانشغلوا بها فحسب ، و لم يعلموا أنهم بذلك ، يخدمون نظام الدجال ، الشبيه بمنشار ذو حدين ، يقطع في كل الجهات ، فالخائف المرعوب ، الذي يعطي الأمر أكثر من حجمه ، يسقط في فخ تقديس الشيء المرعوب منه ، سهل عليه هو أيضا أن يركع ، و أن يتلاعب الشيطان و الدجال به !!
الفرقة الثالثة ، و هي الفرقة التي نقبت ، بحثت ، فوجدت ، ثم حذرت ، لكنها لم تنس أن الدجال في آخر المطاف مخلوق ، لفتنة الناس و ابتلائهم في غيمانهم ، و أنه مهما كاد للبشرية ، فنهايته مكتوبة بسيف روح الله بباب لد الشرقي ! و هؤلاء هم هدف أجهزة الدجال ، هم هدفهم الحقيقي ، لأن الذي يكتف مآمرة تحاك ضده ، ثم يستخدم عقله ، و يفكر ، ثم يعمل ، و لا يرتعب ، و يعلم أن الله أكبر منه و من الدجال و نظامه ، و ان نهايته مكتوبة مقدرة ، و إذا جاءت على يد الدجال أو أتباعه ، فمرحبا بها ، نسأل الله حسن الخاتمة و الإخلاص !
قد يستغرب البعض ، كيف لي ان أتكلم بهذه الثقة ، قد يسال القارئ ، كيف لي أن أجزم أن الدجال يعيش بيننا في كوكبنا المائي ، فأقول بالله التوفيق ، أنا لا أجزم بوجوده ، غير اني أعلم ، اكثر من أن اسمي مهدي يعقوب ، أن الماسونية ، و الموساد ، و اليهود بشكل عام ، مبشرات له ، بل اسسوا نظاما قويا ، ينتظر و يستعجل خروجه و ظهوره ! نظام ، أقل ما يقال عنه ، أنه قوي ، غير أن لكل نظام نقطة ضعف ، باستثناء دين رب العالمين ، و نقطة ضعف نظام الدجال العالمي هو : الغرور ! نعم ، الغرور ، و هذه الكلمة الصغيرة ، كفيلة بشل اركان أنظمة بأكملها إذا تمكنت من السيطرة عليه ، و نظام الدجال ، حُبك ، بسيطرة شديدة ، و إتقان إحترافي ، حتى دخله سوس الغرور ، فأصبح مكشوفا للعيان ، و لمن يستخدمون عقولهم في الإتجاه الصحيح !
من رحمة الله تعالى على الإنسان أن جعل له علامات يستدل بها على قرب وقوع الأحداث ، و هي علامات بادية للعيان ، غير أن العقل يجب أن يعمل ! تماما ، كعدم ذكر الله تعالى للدجال بشكل صريح و مباشر في القرآن الكريم ، و خاصة في سورة الكهف ! من أجل أن نتدبر ، من أجل أن نتابع العلامة تلو العلامة ، ثم نربطها بعضها بعضا ، من أجل أن نحصل في الأخير على رسمة مشوهة ، اسمها : المسيح الدجال !
 منظومة الدجال… ممهدات الدجال ونظامه العالمي قبل خروجه الظاهر كملك يدعي الربوبية
  الدجال كشخص يدّعي الربوبية له زمان قدره أربعون يوم في الأرض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
روى مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال إلى أن قال قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض قال (أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم).
هذا زمن لبث الدجال في الأرض مدعيا الربوبية وحاكما لأتباعه الأشرار من عبدته وعبدة الشيطان وأتباعه انقيادا واغترارا بخوارقه وقدراته. يخرجُ بعد فتح الروم من طرف الامام المهدي عليه السلام.
لكنّ الدجال كمنظومة ونظام ممهّد لخروج الدجال .. هو ما نعيشه اليوم من هذا التلبيس العظيم، والغزو الفكري والثقافي والفضائي .. والعلمنة والهيمنة الصهيوأمريكية على العالم سياسيا وإعلاميا واقتصاديا وعسكريا ..
أرأيت إلى عيون الشاشات : شاشة التلفاز ، وشاشة جهاز الكمبيوتر عبر النت ، وشاشة المحمول .. لاحظها فهي ذات عين واحدة تتجمع على شبكات مراقبه واحدة…فهذه تسمى الممهدات لدولة الدجال ورسل الدجال قبل خروجه ..
فالدجال لا يستطيع الخروج ، حتى ينشر فكره وثقافته وسمومه بين الناس، وخصوصا في أمّة الاسلام ..ولم يكن للدجال صولة وسلطان على النفوس والعقول والقلوب .. بقدر ما كان له ذلك في زمننا ، زمن التكنولوجيا وزمن الفضائيات والانترنت والشاشات التي انتشرت في كل دار وفي كل ركن وزاوية..يستغلّها الماسونيون وعصابة الدجال التي تسعى في الأرض فسادا، وتوجّه الشعوب والنفوس كالدمى، بالقدرات الخارقة للتكنولوجيا .. اضافه الى مدى عناية هؤلاء الماسونيين بالدعايات على القنوات الفضائية، والشعارات واللقطات والافلام .. يدسّون فيها رسائل بالصوت والصورة ..الى اللاشعور والعقل الباطن في الانسان .. يغرسون في الاجيال روح القابلية لفكر الدجال وثقافة الدجال .. وفكر الانحلال ، والتميع والتمرد على كل القيم والأخلاق… كل ذلك بعناية فائقة .. وبصبر كبير يساعدهم الزمان والوقت الذي يعمل في صالحهم ، في ظلّ غفلة عامة وكبيرة من المسلمين ..
إضافة الى نظام العلمنة والعولمة الذي أسسوه وصار لهم به هيمنة شبه كاملة على السياسات والاقتصاد والإعلام وحتى العسكرة فهم المهيمنون في الحقيقة وما من دولة إلاّ وتخشى أمريكا وحلفاءها..وضرب حتى اساسيات الدين بالتطرف والتناحر والبعد عن منهجه السوي ..
قد لا نبالغ اذا قلنا أنّ الدجال وأتباعه الماسونيين يعملون منذ قرون لبلورة العقول، وإعداد المناخ لقدوم دجالهم .. وزعيمهم الموعود الذي ينتظرون بفارغ الصبر حكمه وهيمنته على الارض جمعاء .. وادّعاءه الربوبية فيها ..
ويفعلون ذلك تمهيداً لقيام دولة الدجّال الإبليسية، لأنّ الله جعل قطبين في الحياة، قطب خير وقطب شرّ، قطب الخير هو ما انتمى للجمال الإلهي والقِيَم الإنسانية وعالم التقديس حيث جاء الأنبياء عليهم السلام، وحيثُ يقيمُ الصالحون من عباد الله ويسعون للإقامة في ذلك العالم المثالي الجميل الصالح القائم على كلّ معاني الخير والطيبة والنّقاء والعدل والحقّ.
والقطب الثاني هو قطب الشرّ قطب إبليس زعيم الشياطين الذي توعّد بني البشر أن يُضلّهم ويفتنهم حسداً وانتقاماَ مذ اصطفى الله أباهم سيدنا آدم عليه السلام بالحقيقة الإلهية المودعة فيه. التي أسجد لهُ بسببها الملائكة. ويَحملُ راية الأبالسَة والشياطين والكفر والتمرّد عن القيم السماوية العُليا في العالم الكثيف والواقع الإنساني الدجّال ، فهو أكبرُ حليفٍ لإبليس والشياطين وهم أكبرُ حلفاء له، لأنّ رايتهم وغايتهم واحدة.
فقلنا أنّهم يفعلون ذلك عنادا وكفرا وتخطيطاً .. يضلّون الناس على علم ختم الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم .. يحقّقون وعد الشيطان الذي أقسم أن يضلّ الانسان ويفتنه عن دينه ومعرفة ربّه سبحانه.
ولذلك فهناك المؤمن الذي يرى بنور الله ويرى مخططات هؤلاء الدجاجلة اتباع الدجال .. يرى ذلك بنور الله سبحانه وبعلم الله سبحانه .. ويميّز دجل الدجال وسمومه الثي يبثّها، ويعلم أنّ هذه الآلة الاعلامية الكبرى وهذه الفضائيات والانترنت فيها كثير من سمومه وشروره ويعلمُ أنّها من عين الدجال .. قبل أن يخرج الدجال المسخ ليحكم الارض. خصوصا في زمننا الذي اختلطت فيه الحقائق، وكثرت الشبه والشعارات .. وحاول الأعداء واتباع الدجال أن يقسّموا الأمة فرقا وشيعا، وينشرون بينها العداوة والفرقة ، بل ويؤسسون جماعات كل جماعة تظنّ أنّها على الحق .. (يؤسّسون بفعلٍ وعملٍ دؤوب استمرّ دهور بين تحريفٍ ودسّ واخفاء لتراث النّصوص الأصيلة) .. حتى إنّ المسلم ليتيهُ من كثرة الفرق والجماعات حيرةً أن يعرف راية الحقّ، ويرى كل فرقة تتهم الأخرى، وتزعم أنّها حاملة راية الحق وغيرها هالك .. كلّ هذا من فعل الدجال واتباعه للتشويش على الحقّ وتضييع بوصلته في نفوس المسلمين …
والحكام العرب منذ عقود ليسوا سوى دمى وعرائس أراجوز في يد هؤلاء المهيمنين … يفرضون عليهم شروطهم، ويجعلونهم خدما لهم، فانظر الى البلدان العربية .. ما استطاعت دولة منهم أن تتقدّم برغم ملكهم للثروات والمعادن والخيرات والكنوز .. لكنّهم بقوا في جملة الدول المتخلّفة عقود من الزمن .. في حين دولة كألمانيا خرجت من الحرب العالمية الثانية فقط وأصبحت دولة مصنّعة ومتطورة .. ومثلها اليابان .. برغم فارق الامكانيات والثروات بين البلدان العربية وهذه الاخيرة.
حكامنا كان معظمهم عملاء للغرب والماسون اما بارادتهم واما باللعب بهم وترويضهم، مقابل أن تبقى لهم عروشهم ومصالحهم الخاصة يمنعون الشعوب والبلدان العربية ان تتطوّر وتقفز الى عالم التصنيع والتكنولوجيا والتحرّر من التبعيّة .. كلّ أنواع التبعيات.
حتى التلاعب بحاجات الشعوب واستخدامها في ثورات لاسقاط حلفاء قدماء انتهت مهامهم وخلق مناخ من اعداء ظاهريين ولكنهم حلفاء باطنيين لتكملة المراحل النهائية من المخطط…. وصنع معارضات عميلة جديدة تتبنى التغيير وتسرق جهود الشعوب وثوراتها .. ونعود الى نقطة الصفر وهي التبعية لهؤلاء الأعداء ..
وفي أحسن الظروف .. لو علموا أنّ الأمور قد تفلتُ منهم في بلد ما .. ويخرج الحكم من ايديهم وأيدي عملائهم، فسوف يسعون الى قلب البلدان المسلمة الى فوضى وعداوات وتناحرات.. كلّ ذلك شرّ وتربّص بهذه الأمّة.
وكلّ هذا من أتباع ابليس والدجال .. وإبليس عالم بسياسات الانسان وخبير في الكيد والسيطرة .. بل ما قلناه عن الهيمنة الاعلامية الدجالية من ضمن اهدافها معرفة تفكير هذه الشعوب وصياغة الأجيال على نمط معيّن يتفاعل مع جملة مخطّطاتٍ يسعون اليها وهم يمهّدون لدولة الدجّال الذي يريدُ إقامة دولته برعاية ابليس وشياطينه ليخرج في ثوب الربوبية "ادّعاءً" والسحر والقدرة الخارقة .. فيكونَ أكبر فتنةٍ .. وهو أكبرُ فتنةٍ للعقول والنّفوس الضعيفة والقلوب الخالية من حقائق اليقين. لأنّه ينقضُ دلائلَ النبوّة، التي كانتْ نقطة قوّة يتأيّدُ بها الأنبياءُ عليهم السلام فتقعُ بها لهم المعجزات ليلفتوا النّاس إلى حقائق أكبر وسلطانٍ اقوى من الطبيعة والعوائد، فينتبهَ العقلُ وينفتحَ القلبُ لتلقّي الهداية والإرشاد من هؤلاء الأنبياء عليهم السلام.
قلنا فالدجّال يكسْرُ هذه الدّلائل ويستعملُها ضدّ الحقائق وضدّ الهداية الى الله ليفتنَ بها البشر ويزعمَ فيهم أنّه ربّ قادر خارقٌ … فكان أكبر فتنةٍ في تاريخ بني الإنسان. وما تحقّق لهُ هذا السلطان على العقول والقلوب إلاّ بما ذكرناهُ من تمهيدٍ دامَ عقودا وعقوداً من الهيمنة العالمية والعولمة الصهيوأمريكية والغربية.
فالحاصل .. أنّ الأمّة أغلبها غافلون عن كيد هؤلاء الأعداء، وتربّصهم بنا ..
والكائدون هم الماسون وعصاباتها المنتشرة في العالم التي تتحكّم في السياسات والعالم .. وإذا اضطرت أن تدمّر أكثر العالم لتحقّق أغراضها فسوف تقوم بذلك.
ومهمّتها اذا عجزت أن تسيطر على توجيه الشعوب والبلدان أن تنشر الفوضى والقتل والدمار والفتنة.
ولكنّ الله لهم بالمرصاد، ولذلك قامَت القطبية الثنائية بين الخير والشرّ ليُحقّ الله في الأخير دولة الحقّ وخلافة العدل والإسلام على كامل الأرض وينسف الباطل ويُزهقه ، قال تعالى (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) .
لذلك سوف يقلب الله عليهم الطاولة ويديرُ عليهم الداوئر كما قال سبحانه :
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)
وقال تعالى (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً، وَأَكِيدُ كَيْداً، فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)
وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ.) الأنفال : 36
فَاذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ
قَالَ صلى الله عليه وسلم « هي هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَانَّمَا أَوْلِيَائِيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لاَ تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَاذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ الَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ ايمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ ايمَانَ فِيهِ فَاذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ» .  رواه أبو داود وأحمد والحاكم وقال : صحيح الإسناد .
ومن غريب الحديث :
الأحلاس : جمع حلس وهو كساء يلى ظهر البعير يفرش تحت القتب .
هرب : أى يفر بعضهم من بعض لما بينهم من العداوة والمحاربة ،
حرب : الحرب بالتحريك نهب مال الإنسان وتركه لا شيء له وقيل : الحرب ذهاب المال والأهل ،
السراء : النعماء التى تسر الناس من الصحة والرخاء والعافية من البلاء والوباء ،
دخنها: ظهورها وإثارتها ،
رجل كورك على ضلع : هو مثل ومعناه الأمر الذى لا يثبت ولا يستقيم وذلك أن الضلع لا يقوم بالورك ،
الدهيماء : أى السوداء والمراد بها الفتنة المظلمة .
فدعونا نفهم حقيقة فتنة الدجال .. ولماذا كانت فتنة الدجال أكبر فتنة في الأرض منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام .. هل لمجرّد خروج الدجال في فترة يكون فيها عدد العرب قليل وسكان الأرض نقص عددهم بنسبة ثلثين أو ثلاث أرباع أو أكثر ؟؟؟
أم أنّ فتنة الدجال الحقيقية هي تمهيدات أتباعه وأعوانه الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون؟؟؟
هذا الحديث الشريف الذي بين أيدينا لو قرأناه بتأنٍّ فإنّنا سنفهم أنّ الدجال يخرج بعد وجود جوّ ومناخ … فما هو هذا الجوّ والمناخ الذي وضّحه الحديث هنا قبل أن يقول النبي صلى الله عليه وسلّم : "فَاذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ"
هذا ما سنحاول قراءته …الحديث يتكلّم عن فتن كثيرة .. وما يهمّنا هنا الجوّ والمناخ الذي يسود قبل خروج الدجال.
فتن تعمّ لا تدع أحداً من الناس إلاّ لطمته وأصابته .. حتى يصبح النّاسُ من شدّة الفتن ورقّة الدين وفساد الايمان وضعفه وارتياب اليقين بين فتنة يصبح فيها الرجل مؤمنا ويمسي كافرا .. يتقلّبُ بين الايمان والكفر ..
فهذا حالٌ عظيم .. يدلّ على انفراط عرى الإيمان وعقد الدين وانتشار الجهل مقابل العلم الصحيح .. واستهتار الناس بحقيقة دينهم ايمانهم فيغدون بين ايمان وكفر .. يبيع المرء دينه بعرض من الدنيا قليل .
قال صلى الله عليه وسلم " ويل للعرب من شر قد اقترب فتن كقطع الليل المظلم يصبح المرء مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل فالمتماسك على دينه كالقابض على الجمر "
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح المرء مؤمناً ، ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، يبيع أحدكم دينه بعرض قليل من الدنيا " رواه أحمد ومسلم والترمذي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة أياماً ينزل فيها الجهل ، ويرفع العلم ، ويكثر الهرج ، والهرج : القتل " أخرجه البخاري ومسلم
وعن أنس ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال ، ويكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد " وفي رواية : " يقل العلم ، ويظهر الجهل " متفق عليه
عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن بين يدي الساعة الهرج ، قالوا : وما الهرج ؟ قال : القتل ، إنه ليس بقتلكم المشركين ، ولكن قتل بعضكم بعضاً ، [ حتى يقتل الرجل جاره ، ويقتل أخاه ، ويقتل عمه ، ويقتل ابن عمه ]، قالوا : ومعنا عقولنا يومئذ ؟ قال : إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان ، ويخلف له هباء من الناس ؟ يحسب أكثرهم أنهم على شيء ، وليسوا على شيء " رواه أحمد بإسناد صحيح
فأحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم تبيّن لنا جوّا ومناخا يعمّ الناس وفتنة الدهيماء : التي معناها السوداء .. المظلمة كقطع الليل المظلم تدع الحليم حيران.
ويصيب الناس جهل عظيم وهم يحسبون أنّهم على شيء وهم ليسوا على شيء .. أي أغلبهم وأكثرهم .. هذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وصدقوني فنحن في هذا الزمان الذي يحسب فيه الناس أنّهم على شيء .. وهم ليسوا على شيء.
الكلّ يسعى في أثر نفسه وأناه وحظه .. ولو أن يقال عنه فلان أو علان أو ينال حظا من المدح أو الدنيا قليل .. مقابل تفريطه أن يأخذ الحق، ويطلب الصدق ، ويعقل الأمور على حقيقتها ..
الناس تبيع دينها وتبيع صدقها مع الله وطلبها للحقّ مقابل عرض من الدنيا قليل ..
الناس فرق وأحزاب وجماعات وأفكار وعلوم تسعى في ظاهر الدنيا وأكثرهم عن الآخرة هم غافلون ..
قال سبحانه : (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) (7) سورة الروم
حتى الذين يزعمون الانتساب للدين ، يتسترون بتديّنهم وانتسابهم ولكنّهم عن العبودية الصادقة غافلون ..
عن ذكر الله ، عن محبّة الله ، عن محبّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم …
قال الله تعالى : ( قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )  سورة آل عمران 13
فتن كبرى كقطع الليل المظلم .. والجهل عن الدين وروح الدين وحقيقة الدين .. ذلك الدين الذي يحيي القلب ، ويزكي النفس ، ويطيّب الأخلاق .. ويعرّف الانسان بربّه ويقربّه منه، ومن نبيّه ورسوله صلّى الله عليه وسلّم …
قال الله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الانفال 24/25
وكلّ هذه الفتن والظلمات تسبق الدجال .. وتمهّدُ له : حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ الَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ ايمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ ايمَانَ فِيهِ فَاذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ
حينها .. يكون الدجّالُ قد أعدّ دولته ليخرج فيها .. وحينها يكونُ اغلب الناس قد أشربوا شرّه وسمّه الذي سعى في نشره أتباعه وأعوانه الذين سعوا عقودا وعقودا من أجل ذلك ..
فاسقاط الخلافة الاسلامية ، وتفريق الأمّة الى دويلات ، والى أحزاب وجماعات ، وفرق متناحرة متحاقدة .. ونشر كل أنواع المجون والفسوق والشذوذ والتميّع في العالم والامة والاجيال .. وغرس روح الفسوق وروح التمرّد وبذرة التفلّت يمسي الرجل مؤمنا ويمسي كافرا .. يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل .. كلّ ذلك مراد الدجال وأعوانه حتى تعلو دولته ويخرج ويجد من يتلقّاه بالورود والقبول ..
يخرج على الناس فيزعم فيهم الربوبية فيصدّقونه .. شرّ فتنة ..
ولكن متى صدّقوه ؟؟؟
لقد صدّقوه يوم أن اشربوا فتنه وصاروا الى الجهل وباعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل .. هناك قد أعلنوا استعدادهم لقبول دعواه وشرّه فيهم.
فالحقيقة ان آخر الزمان .. وهو زماننا اليوم
زمان غريب مختلف .. فيه كل المتناقضات .. وتلك المتناقضات من ورائها تتجسّدُ حقائق صراع الحقّ والباطل، وصراع النّفس بين عالم النّور وعالم الظلمة، وعالم الرّوح وعامل المادّة، وبين الطين الجاذب الى الأرض والروح الدافعة الى أعلى .. سنحاول أن نلقي الضوء على بعض هذه المتناقضات في زماننا …
فزماننا يجمع المتناقضات :
أوّلاً : زمانٌ فيه التطور والتكنولوجيا والحضارة المادية التي ما زالت تبهرنا يوما بعد يوم .. وتشدّ العقول والقلوب اليها وتسحر النفوس بجمالها وقدرتها على تطويع الحياة وتقريب المسافات وتسهيل الصعوبات .. خوارق من العلوم وقفزات نوعية في عالم الاختراع والتطوّر والعلوم الدقيقة والتقنيّة .. تكنولوجيا النانو التي فتحت التطّور والتسخير على مصراعيه .. والتسلح العسكري والنووي الرهيب ..ونهم إنسانيّ ورغبة في اقتحام المجهول وتسخير العالم وكلّ ما هو كائن وموجود تسخيرا عظيما ..
والله اعلم ماذا يصلنا نحنُ المسلمين والعرب من عالم التطوّر والتكنولوجيا ؟؟؟
وهل كلّ ما يكتشفه هؤلاء الغربيون يعمّمونه على العالم ؟ أم أنّهم يحتفظون ببعض الاكتشافات التي يستعملونها في الجوسسة علينا كشعوب وأمم ؟ أو أسلحة تدميرية من نوع مباشر وغير مباشر مختلف ممنوعة ؟ يستعملونها في تحقيق بعض الاغراض ؟؟
في الحقيقة شرحنا بعض ما تم تسريبه منها ولكن هذا يعني انها طورت بصورة رهيبة عما هو معلوم..
وما نحن سوى امّعات واتباع لما يقدّمه لنا هذا الغرب في التطوّر والتكنولوجيا والسلاح .. علماً أنّهم يستعملون عقولَ العرب لأنّ بلداننا العربية والمسلمة آثرت التخلّف وقمع شعوبها والتبعيّة للأعداء .. عقول عربيّة وعباقرة عرب يهاجرون من بلدانهم المتخلّفة التي لا تقدّرُ عقول أبنائها وتقهر طاقاتهم قهراً، إلى الحضن الكبير، إلى العدوّ الخبير ..
ثانياً : زمانٌ رغم هذا التطوّر العجيب العرب فيه من آخر الامم تخلّفا وتدهورا ولائستقراراً وفوضى .. سياسيا واقتصاديا واعلاميا واجتماعيا .. وفي كل المجالات تقريبا العرب متخلّفون ولزيادة فجوة التخلّف اختاروا لنا خانة : العالم الثالث .. حتى أنّهم جعلوا بيننا وبينهم خانة فارغة لتعرف كيد هؤلاء الاعداء .. ومعرفتهم بنقاط ضعف النفس لإشعارنا بالهزيمة النفسية والتخلّف .. فهم العالم الأول .. ونحن العالم الثالث .. والعالم الثاني غير موجود .. يريدون القول أنّنا لن ندرك العالم الأوّل حتى في أحلامنا ..
… ثالثاً : أهمّ شيء أوجد الله من أجله الحياة والدنيا : هو الدين
الدين لا أثر له اطلاقا في حياتنا .. الدين غائب عن سلوكياتنا وأخلاقنا وشوارعنا .. بل غائب عن نفوسنا …ليس بالاباحية والالحادية فقط ولكن الاخطر هو ضرب الدين ذاته في مقتل بالتطرف والتجارة به بحسب الاهواء والمصالح وتضليل الناس بلغة الدين ..
قال الله تعالى : ( وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون) قال ابن عباس : ليعبدون أي ليعرفون .
فما أقمنا حقيقة وجودنا ولا عبدنا الله ولا عرفناه حقّ المعرفة … ولا حكّمنا الدين في حياتنا ولا في أحوالنا.
فتجد من يعتلون أئمة الدين يصبح غالبيتهم مغيّبٌ عن الفهم الصّحيح للدّين .. وما أدراك ما الدّين ؟ الدّين الذي جاء يحملُ روح الأنبياء عليهم السلام، وميراثهم وأخلاقهم وفهمهم وعقلهم وحكمتهم
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ). يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة .. هذا هو الدين : إيمان وآيات وتزكية نفوس وعلم من الكتاب وحكمة.
هناك ضياع لحقيقة الدين في نفوس الكثير من المتديّنين .. فتجدُ آلاف خطب الجمعة بل ملايين تعمر الأرض ولكنّها لا تؤثرّ على عشرات الملايين الذين يذهبون للمساجد ويصلون الجمعات وقلوبهم خاوية من روح الدين، وطلب الصدق والبحث عن العبودية لله ..
هناك انفصام واضح بين الدين والشعوب في زماننا .. هذا الانفصام موجود على عدّة مستويات :
أ) – إمّا بالروح العلمانية والبعد عن الطاعات والعبادات والوقوع في المعاصي وتتبّع الشهوات والغفلة .. وهذا تجده في عموم الناس الغافلة عن دينها والغارقة في الماديات والدنيا بلا التفات الى الدين .. وربما المنجرفة الى المعاصي الكبيرة واكل المال الحرام والغرق في الموبقات ..
ب) – وإمّا بجفاف الروح في المتديّنين والواقفين على الطاعات والعبادات لكنّ عباداتهم وطاعاتهم بعيدة عن روح العبودية وبعيدة عن الصّدق ، وقلوبهم تجدها مريضة مملوءة بالامراض والعلل التي ذكرناها .. فتجده يصلي ويصوم وربما يكثر العبادات ظاهرا ولكنّه مريض بالرياء والحسد والعجب وربّما الكبر والغرور … وهو غافل عن تزكية نفسه والله تعالى يقول ( قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها)
ج) – وبما ذكرناهُ من غياب الفهم الصحيح والفكر القويم والأساس الذي جاء من أجله الدّين، الذي تبدأُ قصّته من سيّدنا آدم وقصّة الاستخلاف والخلافة في الأرض.
بغير فهم معنى الخلافة وقصّة الاستخلاف، وفهم ماهية الأسماء وعلومها التي بها استخلف الله سيّدنا آدم عليه السّلام أنّى يكونُ دين؟ أو يقومُ فهم صحيح للدين ؟
عبثٌ ما هو موجود في كثير من طوائف المسلمين وجماعاتهم التي تحتكرُ الدين .. أو تتناقل النّصوص وتفهمها بعاميّة وسطحيّة، ويأخذ الدّين من هبّ ودبّ من العوام والغير مؤهّلين للفقه والفهم والتزكية.
ولذا فهدم صحيح الدين والايمان والوعي في الامم هو اكبر مطوع لقدوم منظومة الدجال وسيطرتها برغم كل تقنياتهم وقوتهم واسلحتهم..ذلك هو التمهيد الحقيقي لمملكته وسيطرته
الحسناء السورية والوحش .. الأساطير تهاجم الأساطير بالسواطير التلمودية
الحسناء السورية والوحش .. الأساطير تهاجم الأساطير بالسواطير التلمودية
 عندما أمرّ على صحف العرب وكتّاب العرب أعرف ماذا يعني أن الأمم الفقيرة بالنخب لاتستطيع خوض المواجهات الفكرية الطاحنة مع الأمم الأخرى ..المواجهات الفكرية تحتاج الى عقول لاتمسك بها العواطف ..وعقول لاتمارس العناد الفكري ..وعقول لاترى امتطاء الحقائق لجياد العقل الجامحة اهانة لها لاتقبلها عزة نفسها فتصرّ على نبذ الحقائق .. ويصل الأمر ببعض الكتّاب أنهم ماعادوا يكتبون عن الواقع بل صاروا يكتبون بطريقة رواية الاساطير ومبالغاتها وقسوتها ومفاجآتها … انفصل المثقفون العرب عن الواقع تماما وأصابهم الربيع العربي بلوثة "التأسطر" .. وصارت قراءة بعض كتابات مثقفي العرب مغامرة لأنها عملية مواجهة بين العقل والأسطورة ..والمشكلة الكبرى أن عددا من القراء العرب أيضا يميلون لتصديق الأسطورة ..لأن العاطفة لا العقل من يعمل ..ولأن العناد يحل محل العاطفة عندما تتنحى للعقل .. فالأسطورة تنتشر لأن الاسطورة يقرأها عشاق الأسطورة والحكايات ..
 لاأدري من أين جاءت الأساطير وكيف ألهم كتّاب الأساطير القديمة فكانت الاسطورة الاغريقية عن حروب وصراعات الآلهة مثل بوسيدون اله البحار وهيرا الهة الزواج وديميتر اله الزراعة والخصب وأريس اله الحرب والانتقام وأفروديت الهة الحب والجمال ووو.. ولاأدري ان كانت قصص الاغريق القدماء هي قصص عن أناس حقيقيين لكن ألبست لبوس الأسطورة عندما حدثت لدى الاغريق "ثورة" .. أو "ربيع" اغريقي وظهر كتاب ثورجيون اغريق فكتبوا الأحداث بلغتهم… لكن ماأعرفه ان ميثولوجيا الاغريق كتبها كتّاب عقلاء نبلاء لتخليص العقل من سطوة الأسطورة المجنونة ولتعليم العامة القيم والأخلاق .. أما كتّاب العرب فيكتبون الأسطورة للسطو على العقل ولتخليص العامة من الأخلاق وزرع الشر والغباء .. وتتميز أساطيرهم بسيلان لعاب برنار هنري ليفي اللزج على كل سطورها ..ووجوه أبطالها .. ولاأملك الا أن أهنئ برنار هنري ليفي على هذه العبقرية في ابتكار أسطورة من الهواء سيسجلها له التاريخ وستجعل هنري كيسنجر تلميذا صغيرا لديه…
كيسنجر كان يعرف هشاشة المجتمع العربي ويصفه أنه مجموعة خيام وفي كل خيمة شيخ ..ونصح بأن يتفق الغرب مع شيخ الخيمة وينسى شعب الخيمة .. فالشيخ هو كل شيء …لكن برنار هنري ليفي أثبت أنه يعرف أكثر من كيسنجر ..فهو يعرف النخبة العربية وأهل الخيمة بحذق ويعرف شقوقها وهشاشتها ويعرف كيف يحول مزاجها ويركبه …ومن يعرف النخب يركب على شعوب النخب … فصمم لهم ليفي أسطورة الربيع العربي  لتأكل أساطير المقاومين العرب من الرئيس عبد الناصر الذي هدم ثورجيو ليبيا نصبه وتمثاله بعدما جرجروا العقيد الجريح كالوعل الجريح وفتكوا به كالضباع الهائجة .. وتمكن برنار هنري ليفي بعبقرية توجيه الاسطورة المجنونة التي صممها ليصدم بها أسطورة عظيمة هي أسطورة المقاومة وأسطورة تحالف الشرق بين الرئيس بشار الأسد والرئيس أحمدي نجاد والسيد حسن نصرالله .. فلحقت بأسطورته غوغاء المثقفين العرب .. تغني للأسطورة .. كي تسحق الأسطورة ..
ان كل مايكتب عن الربيع العربي لايستحق أن يقرأ لأن فيه القليل القليل من العقل والحكمة وفيه الكثير الكثير من "فوضى الحواس" وهياج العاطفة .. ولايستحق أن يرمى بنظرة أو التفاتة .. انها الرثاثة والعبث … انها الكتابة العمياء ..وكتابة الأميين … ويحتاج القارئ الى أن يتوضأ وأن يبسمل ويتعوذ من الشيطان الرجيم بعد كل قراءة عن ربيع العرب والثورة السورية لما فيها من أساطير ووحوش لاوجود لها الا في مخيلات البلهاء وعشاق الأساطير .. فحتى هذه اللحظة كتب الكثيرون عن وحشية الجيش السوري ووحشية الفرقة الرابعة قصصا لم يكتبها قبلهم أي كاتب أساطير .. وكتبوا عن صراخ المدنيين وعن مذابح وقصف مدفعي وبالدبابات وبالسلاح الكيماوي وعن انشقاقات عشرات آلاف الجنود وعن الدولة التي قتلت الجميع وعن تفجيرات نسبوها للدولة التي تفجر مقراتها الأمنية ومدنها وتنسف اقتصادها وعن الدولة المجنونة التي تريد اشعال حرب طائفية لتحمي نفسها وعن مقاتلين لحزب الله يموتون في شوارع الزبداني وعن الآلاف من حرس ثوري ايراني يقاتلون الشعب البائس .. انها فن كتابة الأسطورة المجنونة بكل مافيها من خيال لكنه الخيال القاتل الذي يكتب أسطورة الشيطان .
كي تفهم الأحداث السورية لايستطيع عقلك الذي تعلم الرياضيات والهندسة والجبر والأدب والأخلاق والشعر والتاريخ طوال عقدين على الأقل أن يفهم شيئا من الحدث السوري لخلطه بالأساطير وسيحتاج عقلك الى حرق طن أو طنين من وقود المنطق وأن يكون قد قرأ شيئا كثيرا عن تفكيك الاسطورة كي يعرف التعامل مع هذا الطوفان من الأساطير الذي يجعل كتّابا في مصر مثلا يجلسون في مكاتبهم – بعد انجاز الثورة المصرية – ويستعيدون أمجاد حرب أكتوبر بتوجيه الضربة الجوية "الأولى" على "النظام السوري" بدل اسرائيل وهم لايتزحزحون عن مقاعدهم ولايأتون الى سوريا (لأن سوريا تأتي اليهم عبر الجزيرة وبعض الكذابين المعارضين) ولايعرفون عن الحدث السوري الا كما يعرف منصف المرزوقي (رئيس تونس) عن تقطيع زينب الحصني التي ظهرت حية ترزق بعد أن انفعل وبكى عليها الشيخ المرزوقي بطريقة مخجلة على منصة الجزيرة وهو يتهم الأمن السوري بتقطيعها .. دون أن يعتذر عن تلك التهمة كأي عاقل يحترم نفسه ليصير بعدها رئيسا لجمهورية كما يحدث في الأساطير التي تحكي عن البلهاء الذين صاروا فرسانا ..
عندما نستمع لفنانين أو لنخب مثقفة مثل حمدي قنديل وعبد الحليم قنديل وفهمي هويدي وغيرهم نعرف أن النخب المثقفة العربية لديها ماء.. لكن ماءها ضحل وطيني وعكر .. ليس له عمق فكري ولامنسوب .. وفكرها راكد تعيش فيه الضفادع النقاقة .. وأن أغلبهم يكتب دون أن يفكر ودون حتى أن يغامر بالبحث عن الحقيقة .. فيكتب لجمهوره الاسطورة دون أن يدري..ويحشو عقول قرائه بالماورائيات الثورية.. فقلمه مربوط بحصان عاطفته الذي يجري بعيدا عن حصان عقله.
فهمي هويدي مثلا كتب منذ أيام يعتذر للشعب السوري الذي يذبحه النظام ولايفعل العرب له شيئا .. وكلامه بالطبع فتوى للجهاد ليس لما تضمنه من الأكاذيب والأضاليل بل لما افتقده من الموضوعية والأمانة وزخر به من الدموع .. فهمي هويدي تحول مثل غيره الى راو للأسطورة والى كاتم صوت في أسلحة الثورجيين ..هم يطلقون الرصاص وهو يكتم صوت الرصاص .. بل اجتهد كاتم الرصاص هويدي وطور نفسه ليكتم قلمه صوت انبجاس الدم السوري البريء من الأعناق بسكاكين المكبرين الثورجيين .. وأصيب هويدي بعمى الألوان فالدم الذي يسفكه الأمن السوري أحمر قان لزج ساخن طاهر لاينسى …أما الدم الي سفكه الثورجيون بجنون والذي لو سكب في نهر النيل لتغير اسمه الى نهر "الأحمر" فان فهمي هويدي لايراه لأن دم الأغيار (الغوييم) ماء شفاف يتبخر أو أنه نفط خفيف سريع الاحتراق في الاعلام الخليجي الذي يتأرجح فيه هويدي وينام في سريره قرير العين ..انها نفس طريقة الكتابة الاسطورية للتلمود اليهودي عن الغوييم والشعب المختار ..الثورجيون صاروا الشعب المختار .. وباقي الشعب السوري هو "غوييم" فهمي هويدي ..الذي صرنا نقرأ اسمه فهمي يهودي …انها الاسطورة الجديدة يكتبها لنا برنار هنري ليفي بأقلامنا العمياء …والله أكبر …يا أمة الاسلام..
كتّاب التلموديات الهويدية الذين كتبوا لنا عن الربيع العربي والجيش السوري كانوا في رواياتهم كأنما يكتبون عن اليهود عندما دخلوا أرض كنعان .. فمثلا ذكر سفر يوشع "انهم قتلوا بحد السيف جميع من في المدينة من بشر وحيوانات ثم زحفوا الى مدينة «عاي» الكنعانية فقتل يوشع وقومه كل من في المدينة البالغ عددهم حوالي 12 ألف نسمة"….
لن أتوقع من هويدي أن يعتذر للسيد حسن نصر الله على حملة التزوير والتضليل والافتراء على شخصه والحاق الاهانة به واتهامه بالقتل والاعتداء على انجازات المقاومة .. والعمل المتواصل لقتل اسطورة هذا البطل ..فهمي هويدي الذي بكى بكاء مرا على خذلان الشعب السوري لم يبك على خذلان حلم السيد حسن نصرالله بقهر اسرائيل في عقر دارها..وقد كان قاب قوسين أو أدنى ..فأنقذها ربيع العرب وكتّاب أساطيرهم..
يخطئ من يعتقد أننا نريد من السيد هويدي وأمثاله  أن يعتذروا منا لكننا نطلب منه أن يعتذر من أستاذ اللغة العربية وأستاذ التاريخ وأستاذ الجغرافيا ومدرسي الأخلاق الذين درسوه ..وأن يعيد امتحانات الثانوية عله يعرف شيئا عن المنطق الذي يبدو ان بهجت الأباصيري ومرسي الزناتي هما من يعلّمان المنطق في مدرسة فهمي هويدي الأخلاقية .. ألا تستحق دمعة واحدة من أم شهيد سوري "غوييم" ذبح بيد المسلحين الأشاوس أن يريق عليها هويدي ومثقفو "شعب الله المختار في بابا عمرو" من كتّاب الأساطير حرفا ؟؟ ألا يستحق جدّ رسول الله هاشم الذي يرى هويدي قبره يغرق في الظلام وتنقطع عنه الكهرباء في غزة ولاتستطيع كل جحافل الاسلاميين العرب المنتصرين في شمال افريقيا وعلى تخوم غزة أن تنير عتمته .. ولم تستطع ايقاد شمعة واحدة في غزة ..فيما الثورجيون يشعلون كل النار في محيط اسرائيل .. ويشعلون الجحيم في المشاعر
كنت دائما أقول ان النخب هي التي تقود قاطرة الصراعات ..وأن مايحدث من صراع بين الشرق والغرب هو صراعات النخب مع النخب .. فالنخب هي التي تستطيع بناء المجتمع السليم ..وكنت دائما منحازا الى النخب العربية التي أصغيت لها وهي تشتكي وتثرثرعلى مدى عقود عن الديكتاتوريات لأنها حطمت انسانية الفرد في المجتمع المقهور ولأنها تبني عبودية المواطن المريض نفسيا فيما تحاول هذه النخب اعادة بنائه وشفاءه ..وصفقت لها أكثر مما كان يصفق جمهور أم كلثوم لمقاطع أغانيها وكنت أقول: هذه النخب هي من تستحق أن يقال لها "عظمة على عظمة ياست" وهي تنشد نشيدها المزمن بأن "بلدا لاينعم فيه المواطن بالحرية لايستطيع أن يتحرر من احتلال" ….
لكن ماحدث هو أن هذه النخب كلها كانت نخبا هشة والاستماع لأم كلثوم فيه فائدة أكثر وراحة ضمير .. فقد سقطت هذه النخب في امتحان مواجهة الأمم وتبين أنها نخب لشرب الأنخاب والخطابات وأنها هي السبب في المأساة وأنها مصنع الديكتاتوريات والفشل في الانتقال الديمقراطي وأن شكواها من القمع كانت لأنها تريد هي أن تمارس القمع على طريقتها كما تفعل الآن .. حجم الهزيمة الثقافية المجلجلة هائل واستسلام جنرالات الثقافة العربية بالجملة لهذه الحملة الفكرية الثقافية في الربيع العربي مهين وشائن ومروع ويشبه هؤلاء الجنرالات جنرالات الجيش العراقي الذين كانوا يستسلمون بعد سقوط بغداد دون قتال … لمجرد رؤية تمثال سقط ..
هناك حالة من الطفولة والصبيانية وقلة الوعي من النخب في التعامل مع الربيع العربي ومع الحدث السوري تحديدا .. فهناك نوع من المساهمة ببناء الأساطير ونوع من التكرار لمقولات العامة والرعاع بل وخشية من رفع الصوت بكلمة منصفة …وهناك تحرير لمشاعر الانحطاط ودفع نحو "حيونة الانسان" ..
نعم هناك عملية مقصودة لاطلاق لمشاعر البهيمية .. أنا لاأصدق مثلا كيف أن كل عتاولة الثقافة العربية ومثقفي المجلس السوري الوطني والمثقفين العرب لم يتنبهوا الى خطورة اطلاق مشاعر العامة بتبني لغة الاسطورة ولغة الصورة .. ولغة اليوتيوب ..وباشاعة الأساطير عن تناطح الهلال الشيعي مع السنّة وتوزيع صور الموت والدم حتى على الأطفال وترويجها في مواقع الثورجيين وموبايلات الشباب والمراهقين بحجة فضح نظام قمعي .. بعض فعاليات الثورة كان يباهي بنشره صورا كثيرة لمشاهد الموت البطيء المعذب وللجثث المعذبة دون دليل أو تحقيق عن صحتها … نعم انك بالصورة قد تشنّع على نظام وتدينه لكنها ستحول مشاعر الناس لدى جمهورك نفسه الى غرائز وانفعالات غير منضبطة .. وللأسف دفعت بمؤيدي الدولة في سوريا من منطق الرد بالمثل والصورة بالصورة والدفاع عن النفس الى اطلاق ألبوم مخيف عن صور العنف والفظائع التي يمارسها الثورجيون …
لو كانت الثورة تعنى بشعبها ولديها عقول تفكر لما سمحت على مواقعها وفضائياتها بنشر ثقافة الصورة المرعبة الدموية في مجتمعاتها ولحاولن جهدها ابعاد العنف وثقافته .. فمثلا هل رأيتم صورة واحدة لجثث أو ضحايا تفحمت في أحداث سبتمبر في أميريكا أو بعد تفجيرات لندن أو مدريد لتحرض الغرائز على العرب؟؟ لم تسمح النخب الثقافية الغربية بنشر صور الرعب والموت في مجتمعاتها رغم انها كانت ستزيد من منسوب الكراهية للعرب والمسلمين واكتفت النخب هناك بالحديث المطوّل عن الدمار والموت وصور الغبار وثقافة حكم الشريعة وقطع الرؤوس .. ومافعله الثوار العرب أنهم جعلوا ثقافة صورة الموت والدم جزءا من النفسية الجديدة للجيل الجديد وتم بناء جيل سيكون غير سوي نفسيا وانحرافا نحو العنف والجريمة السهلة لأن التراشق بالصور العنيفة بين الطرفين كان منصة لانشاء الاعتيادية على مشاهد العنف والقبول بها والاستسلام لها كأمر طبيعي بعد أن كانت محط استهجان واستغراب ولاتصديق ان تحدث في سوريا ..
 فعلى هؤلاء المثقفين أن يتوقعوا نهوض مجتمع عنيف اعتاد لغة العنف .. وبدأ ياكل نفسه وأبطاله ..ولن تضبطه عملية ديمقراطية ولاحريات السوربون ورومانسيات سمر يزبك ورزان زيتونة .. وهذا الأمر بالطبع لن يلقى عناية أعضاء مجلس استانبول لأن أبناءهم لن يعيشوا في سوريا مهما حدث بل سيبقون مثل أبناء المعارضين العراقيين الذين بقوا في الغرب ورفعوا دعاوى ضد ترحيلهم بعد سقوط صدام حسين لأنهم يعرفون أي مجتمع أطلقته الحريات المجنونة والتحرير بتفجير المشاعر الانسانية ..
صارت الأسطورة الطليقة المجنونة تأكل الاساطير الحقيقية وتأكل كل أعداء اسرائيل واحدا واحدا .. فثورجيو ليبيا هدموا نصب أسطورة عربية جميلة هي تمثال عبد الناصر ..فيما بدأ ثورجيو سوريا تمردهم من أجل قانون الطوارئ والمادة الثامنة في الدستور وانتهوا الى احراق صور أسطورة عربية هي حسن نصر الله وبدؤوا يذبحون من يخالفهم رأيهم حتى لو كان مؤمنا تقيا مثل الشيخ أحمد صادق خطيب جامع أنس بن مالك في دمشق ..لأن من يشرف على الثورة ليس مؤهلا لقيادة جمهور ولامدرسة ابتدائية ..ولأن النخب التي تكتب للثورة من المحيط الى الخليج نخب جوفاء لاتعرف الفرق بين الكتابة والخطابة والعزف على الربابة
وعمل الحجابة.. ولعل الأهم أن كاتب الأسطورة الحقيقي هو مرشح الرئاسة الاسرائيلي .. برنار هنري ليفي
مافعله كتّاب أساطير الثورة ببعض الناس لايغتفر وستأتي بهم كتب التاريخ للمحاكمة لأنهم حولوا الناس الى وحوش آدمية ..هذه الصور المروعة التي كان الثوار يروجونها والمقالات المنحازة الى دم دون آخر التي كانوا ينشرونها بحجة التشنيع على النظام كثير منها كان مفبركا وكثير منها تم بيد الثورجيين أنفسهم بل ان الانحطاط بلغ حدا أن بعضها كان مسروقا بوقاحة من جرائم صبرا وشاتيلا ودير ياسين الفلسطينية وصارت اسرائيل تلقي بارثها الدامي علينا لتنظفه لها ثوراتنا وتنسب صور جرائمها لنظام الرئيس الأسد حتى تجرأ الثورجيون وقالوا ان الجيش السوري لايساوي رباط حذاء جندي اسرائيلي .. فدارت عنفة العنف ..وكل طرف يلوم الآخر …ولكن ماحدث أن مايسمى "الثورة" ولغياب القيادة الرشيدة والنخب الواعية ولاختراقها من قبل المخابرات الغربية لم تعر بالا الى هذه العملية في بث الأساطير التي تخلق وحوشا لايمكن ضبطها والسيطرة عليها…
والغرب نفسه طبعا يشارك في هذه العملية الهوليوودية الضخمة في صناعة الاسطورة الهوجاء العربية .. ومن الأمثلة الصارخة على تغليف الحدث السوري بالأسطورة هو مقالة صحيفة التايم البريطانية عن "زوجة الطاغية" .. فالصحف الغربية تعرف أن قراءها لاتجذبهم أخبار العالم الخارجي الا اذا تمت صياغتها بطريقة تجعل عين القارئ لاتترك المقال قبل أن تتركه ..ولايوجد مقال عن سوريا لايطعّم بنكهة الأسطورة والعجائبية .. فمن يقرأ مقالة "زوجة الطاغية" يحس أن الصحيفة تعرف أن الحكايات والميثولوجيا هي التي تجذب الناس أكثر من لغة التقارير الرسمية .. ومن يقرأ تلك المقالة يحس أنه يقرأ حكاية "الحسناء والوحش" الشهيرة انما تتلاعب بالقصة وتنزع صفات النبل عن وحش سوريا وتجعله طاغية يكرهه القارئ .. فزوجة الطاغية وهي السيدة أسماء الاسد تقدمها الصحيفة على أنها وديعة رقيقة كالحرير نشأت في بيئة وديعة وتنسمت هواء الحرية والديمقراطية وسط ملائكة المجتمع البريطاني الى أن تزوجت طاغية قاسي القلب ومصاص دماء قلب حياتها وهي الآن تعاني وتكتم في نفسها وتبكي في سرها على حمص ولاتجرؤ على البوح .. ومن يقرأ المقال لايجد الا عبارات غامضة ورواة مجهولين لنقل التفاصيل من مثل "ويقول مقربون منها" ويقول بعض الجيران ..ويقول صديق لايمكن التصريح باسمه الحقيقي  .. رواية عاطفية سخيفة ستقرؤها كل ربات البيوت الانكليزية لانها مسلية ..لكننا نعرف ان الوحش الاسطوري الذي تتحدث عنه التايم هو انسان راق ..وشفاف ..ومتنور ..ويحمل قلبا نقيا …ومع هذا فهو يقاتل بشراسة هكطور الطروادي ..عندما يواجه عدوه أغاممنون المتكبر المغرور…
وأما من يقرأ تقرير صحيفة الايكونوميست البريطانية عن سورية فيعتقد أنه يقرأ من مذكرات جبهات القتال في الحرب العالمية الأولى والثانية حيث فرق الجيوش تسحق المدنيين المسلحين تسليحا خفيفا وتهرسهم الدبابات..أساطير في أساطير في أساطير ….
ولمن يعشق قراءة الأساطير سنحكي له قصصا بابلية عظيمة وكنعانية مليئة بالخير ….سيكتب كتاب الأساطير الحقيقية يوما عن صراع دار بين شعب هدد (أو حدد) .. وهو اله العواصف والأمطار عند السوريين القدماء الذي كان يتجول على عربات السماء ويجلد الغيوم لتمطر ويزمجر فيقصف صوت الرعد ..(وكان معبده القديم في دمشق في مكان الجامع الأموي بالضبط .. وأما معبده الكبير في حلب فكان على أعلى مكان فيها وهو النجد الذي نهضت عليه قلعة حلب الحالية) …هذا الشعب هاجمه هبل (اله الزيت والنفط ) .. وتداعى الى المعركة لنصرة هبل آلهات كثيرات مثل آلهة الخيانة والغدر "غطر"  وآلهة الحقد "بندر" وآلهة الكذب وآلهة الدم .. وآلهة الغاز وآلهة المال وآلهة الفضائيات ..وكان يقودهم يهوه وآلهة الغرب وآلهة الشرق وآلهة بان كيمون …
لكن الاله "أنو" اله السماء السومري والاله آشور والاله انليل (اله الربيع والهواء) .. وعشتار آلهة الحب والجمال ..وآلهة الكوثر ..واله الثلج والبرد القارس السيبيري .. واله اللون الأصفر وأسوار الهيمالايا .. كلهم أطفؤوا الحرائق التي نفخها من فمه اله الزيت والنفط والغاز والدولار … وقامت عشتار بنشر الحب حيثما وقع لهيب النفط والزيت والدم … وكان "انليل" ينظف الربيع الأخضر من الربيع الأسود المتسخ برائحة الدم يساعده اله الثلج والبرد القارس … وكان انليل ينفخ على الغبار والهباب والدخان ويعيد الربيع الأخضر … ظل ينفخ حتى جاء آذار … نعم في آذار.. ستتزوج عشتار .. من اله الرعد والأمطار ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق