الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

تضارب في الصحف الاسرائيلية حول اعترافات "منصوري"

التضارب في الصحف الاسرائيلية حول اعترافات "منصوري"

بينما تحدثت هآرتس عن اعترافات واسعة الاطار بدت متضاربة مع ما سردته عن التاريخ الاستخباراتي العريق للرجل. فقالت ان منصوري اعترف بعزمه على اقامة شركة وهمية تمهيداً لتنفيذ عملية مسلحة ضد مصالح اسرائيلية غربية أبرزها السفارة الاميريكية، حيث وجدوا بحوزته "صور للسفارة الاميريكي في تلأبيب في شارع هيركون"

بالمقابل اشار تقرير واللا العبري المقرب من جهاز الامن الاسرائيلي، تحت عنوان "حرب الارادات السرية بين الشاباك واستخبارات حرس الثورة الايراني"

الى ان منصوري يبذل جهودا حثيثة من اجل خداع محقيقيه حيث يصر على انه رجل اعمال اراد الاستثمار وان لا علاقة له باجهزة الامن الايرانية حيث يؤكد انه غادر ايران قبل سنوات ولا يحمل اي مواقف عدائية اتجاه اسرائيل.

ويبقى على الصحف الاسرائيلية التحديد، هل السلطات التي تتبع لها تتعامل مع رجل أعمال لا يرتبط بالجاسوسية الايرانية، أو حتى بدولته الايرانية الا بالجنسية التي اكتشفتها الاجهزة الامنية الاسرائيلية لتستخدمه كمادة دسمة في هذه الظروف بوجه الخطاب الايراني، أم أنه رجل استخباراتي مخضرم لا يسهل استدراجه الى البوح بالمعلومات والايشاء بالاشخاص اللذين يشغلونه.

يبقى اللافت في جميع ما نشر الاجماع على مسألة استهداف السفارة الأميريكية في اسرائيل، ما يجعل الحديث عن رواية استخباراتية أسرائيلية أقرب الى الواقع من أخذ الخبر على محمل الجد، حيث اجتمعت فيها بصدفة تبدو قمة في "الغباء" السفارة الاميريكية المستهدفة من قبل الاستخبارات الايرانية في عقر الدار الصهيونية، بعد خطاب روحاني الذي لم يعد من الخفي مدى استفزازه للكيان الاسرائيلي، وبالتزامن مع المساعي الاسرائيلية باقناع أميريكة ب"الخبث" الايراني.

وبانتظار أن يلقي الرئيس الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته اليوم امام الجمعية العامة للامم المتحدة، تبقى العديد من الاجابات والتوقعات معلقة الى حين سماع اللهجة الاسرائيلية من على المنبر الاممي .

اين تشريعات الامم المتحدة من حمايةلطفل ا

"كل الناس يولدون أحرارا متساوين في الكرامة و الحقوق وقد وهبوا عقلا و ضمير و عليهم ان يعمل بعضهم بعضا بروح الاخاء " هذا هو نص المادة الاولى من الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر عام 1948. جاء هذا الاعلان لحماية الانسان و الانسانية دون التفريق بين الجنس و اللون و الدين او حتى العرق فالكل سواسية امام القانون الدولي .

وتوالت الجهود الدولية لتحويل المبادئ التي تضمنها الإعلان إلى التزامات قانونية بصورة عامة، فصدر العهدان الدوليان الخاصان بالحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966م. هذا بالإضافة إلى جملة من الإعلانات والاتفاقيات الخاصة بحماية فئة من الفئات التي تعاني تهميشاً في مجتمعاتها كالنساء والأطفال. فالأطفال خصهم القانون الدولي بالإعلان العالمي لحقوق الطفل الصادر عام 1959و الذي تضمن ان الطفل له الحق التمتع بطفولته يسعد بها ، وذلك لخيره وخير المجتمع. ودعت المنظمات الطوعية والسلطات المحلية والحكومات القومية إلى الاعتراف بهذه الحقوق والسعي لضمانها ومع مراعاتها التدابير تشريعية وغير تشريعية. وأشار المبدأ الثاني من هذا الإعلان إلى ضرورة أن يتمتع الطفل بحماية خاصة وأن يمنح الفرص والتسهيلات اللازمة لإتاحة نموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نمواً طبيعياً سليماً في جو من الحرية والكرامة. فيما أشار المبدأ السابع إلى حق الطفل في تلقي التعليم والتمتع بالفرصة الكاملة للعب واللهو. تضمن المبدأ الثامن وجوب أن يكون الطفل من أوائل المتمتعين بالحماية، التي تشمل الحماية من جميع صور الإهمال والقسوة والاستغلال حسب ما أشار المبدأ التاسع، ومن جميع الممارسات التي قد تدفع إلى التمييز العنصري أو الديني أو أي شكل آخر من أشكال التمييز، وفق ما تضمنه المبدأ العاشر.

و في البروتوكولان الإضافيان إلى اتفاقات جنيف لعام 1977 المعاهدتين الدوليتين الأولين اللتين حاولتا معالجة تلك الأوضاع. فقد نص البروتوكولان على حظر تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة وإشراكهم في الأعمال العدائية. واشترط البروتوكول الأول في حالة التجنيد العسكري للأطفال الذين بلغوا سن الخامسة عشرة ولم يبلغوا بعد الثامنة عشرة في النزاعات الدولية المسلحة، إعطاء الأولوية لمن هم أكبر سنا

و لكن اهم اتفاقية صدرت لحقوق الاطفال هي اتفاقية عام 1989

التي تعتبر هذه الاتفاقية من أهم الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الاطفال، وذلك لما تمتاز به عن غيرها من الاتفاقيات بسرعة اعتمادها وتوقيعها وتصديقها من قبل الكثير من دول العالم .فعدد الدول التي صادقت عليها بلغ حوالي 192 دولة حتى نهاية شهر كانون أول/ ديسمبر من عام 2000. ووقعت إسرائيل على هذه الاتفاقية في 3 تموز/ يوليو 1990. ما يعني وجوب أن تقوم إسرائيل باحترام الحقوق الواردة فيها كافة والعمل بموجبها. وهذا ما لم تفعله اسرائيل فهي لم تحترم الانسانية لكي تحترم الطفل . وجاء في مضمون هذه الاتفاقية " التي كاد أن يكون التصديق عليها عالمياً، سن الخامسة عشرة كحد أدنى. وأُضيف بروتوكول اختياري إلى هذه الاتفاقية في أيار/مايو 2000، رفع سن التجنيد الإجباري إلى الثامنة عشرة ودعا الدول إلى رفع الحد الأدنى للتجنيد الطوعي إلى ما يزيد على 15 سنة. وشدد على أن الجماعات المسلحة لا ينبغي لها أن تستخدم الأطفال دون سن الثامنة عشرة في أي حال من الأحوال ودعا الدول إلى معاقبة هذه الممارسات جنائياً."

و تضمنت ايضا يجب التعرف على الأطفال الذين تيتّموا أو انفصلوا عن عائلاتهم وحمايتهم بالإضافة إلى توفير المرافق الخاصة التي تضمن سلامتهم البدنية. كما يجب تلبية احتياجاتهم في مجال التعليم. ومن الضروري، في الوقت ذاته، اتخاذ كل التدابير الملائمة لتسهيل لمّ شمل العائلات التي انفصلت مؤقتاً.

ويجب معاملة الأطفال المحتجزين بسبب نزاعات مسلحة معاملة إنسانية. كما ينبغي عدم تفرقتهم عن أفراد أسرتهم. وفي حال تعذر ذلك، ينبغي عزلهم عن كبار السن من الأسرى أو المحتجزين.

و أوجدت هيئة الامم المتحدة منظمة اليونسف التي تأسست في 11 كانون الأول / ديسمبر 1946 بفضل تصويت بالإجماع من قبل الدول المشاركة في الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة.. وتقرر وقتئذ أن يقدم صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة، كما كان يعرف آنذاك بتقديم إغاثة قصيرة الأجل للأطفال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

و السبب من نشـأة هذه المنظمة إن الأطفال في مختلف أنحاء العالم يواجهون دوامة مستمرة من المرض والفقر تحبط التنمية العالمية،و كانت اليونيسف هى القوة المحركة التى تساعد فى بناء عالم تتحقق فيه حقوق كل طفل. ولديها السلطة العالمية للتأثير على صناع القرار، وتشكيلة متنوعة من الشركاء على المستوى الجماهيري لتحويل أحدث الأفكار المبتكرة إلى واقع، الأمر الذى يجعلنا منظمة فريدة وسط المنظمات العالمية، والهيئات العاملة مع الشباب.. :

وتنادى بالإجراءات التي توفر للأطفال أفضل استهلال للحياة، لأن الرعاية الملائمة فى الصغر تشكل أقوى أساس لمستقبل الفرد. إنها تعمل على النهوض بتعليم البنات ـ لضمان استكمالهن مرحلة التعليم الابتدائي كحد أدنى ـ لأن ذلك يفيد الأطفال كلهم،. فالبنات اللاتي يتعلمن يكبرن ليصبحن مفكرات ومواطنات، وأمهات أفضل لأطفالهن.

انها تعمل على منع انتشار فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/ الإيدز فى أوساط الشباب إنها تشارك الجميع فى خلق البيئات اللازمة لحماية الأطفال. و تحاول حماية الطفل من سوء المعاملة و جرائم العنف

وتلتزم اليونيسف باتفاقية حقوق الطفل. و تعمل على ضمان المساواة لأولئك الذين يعانون من التمييز، خاصة البنات والنساء. تعمل من أجل تحقيق أهداف الألفية الإنمائية ومن أجل التقدم الذى وعد به ميثاق الأمم المتحدة. إننا تجاهد من أجل السلام والأمن. إننا نعمل على جعل الجميع خاضعين للمساءلة عن الوعود التى وُعد بها الأطفال. ولكن اين مبادئ هذه المنظمة التي اعتبارها البعض مجرد كلام على ورق لم ينفذ بحق الاطفال العرب بشكل عام و الاطفال فلسطين بشكل خاص و حتى اطفال سوريا الابرياء. اين من تلا الازمة التي يعانون منها

ان الاطفال جل ما يتمنوه هو العيش بسلام و اللعب مع اقرانهم و ان لا يكونوا عرضة للاعتقال . نعم الاعتقال الذي تمارسه بعض الجماعات و حتى ما يمارسه الكيان الصهيوني بحق اطفال فلسطين الذين حرموا من كل حقوقهم و لم تلتفت المنظمات الدولية . حيث ان الاطفال الفلسطينين عرضة للاعتقال بشكل شبه يومي و هناك محاكمات تجري بحقهم بالرغم ان السجان هو الذي بحاجة للسجن .".

و في احدث انتهاكات العدو الاسرائيلي كان القرار الذي اصدرته المحكمة المركزية في القديس يوم الاثنين الماضي ب (16/9/2013 ) بحق 13 طفل فلسطيني وذلك بتهمة القاء الحجارة و زجاجات المحرقة على جنود الاحتلال الاسرائيلي في القدس

وهناك الكثير من الاطفال اصدرت المحاكم الإسرائيلية احكام بوضعهم تحت الاقامة الجبرية و احكام ابعاد خارج القدس و يتعرض الأسرى الأطفال والتنكيل منذ لحظة اعتقالهم، حيث أن نسبة 95% منهم تعرضوا للاعتداء خلال اعتقالهم، وغالباً ما يتم اعتقالهم من الثانية حتى الرابعة صباحاً، حيث يدخل عدد كبير من الجنود إلى بيوتهم ويقومون بتكسير الأبواب وتخريب الممتلكات والاعتداء على المعتقل وأسرته بالشتم والسب بأسوأ الألفاظ، ثم يقومون بجر المعتقل وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين إلى مكان مجهول دون أمر اعتقال أو إخبار أرته بالمكان الذي سيقتاد إليه.

أغلب الأسرى الصغار يتعرضون للتعذيب الجسدي أثناء الاعتقال، يتم ضربهم من قبل الجنود بأحذيتهم ذات النعل الحديدي وبواسطة البواريد التي بحوزتهم، وأحيانا بعصي بلاستيكية تكون معهم ، ناهيك طبعاً عن المسبات والشتائم التي يسمعوها من الجنود وعن الإهانة التي يتعرضوا لها، حيث لا يتوانى الجنود أحياناً من إطلاق الرصاص على هؤلاء القاصرين الذين لا حول لهم ولا قوه بعد محاصرتهم

اما في مراكز التحقيق يتم تعذيب الأسرى الصغار بأقسى انواع التعذيب وذلك بضربهم وتخويفهم ليعترفوا بتهم لم يقوموا بها، كذلك يتم تهديدهم بالتعذيب أكثر وأكثر ليعترفوا ويشهدوا ضد أصدقائهم ومعارفهم، فيخضع المحققون الإسرائيليون الأسرى الأطفال لجولات تحقيق مستمرة وعديدة لساعات طويلة وهم جالسين على كرسي قصير مقيدي الأيدي للخلف ومكبلي الأرجل وأحياناً معصبي العينين، وفي بعض مراكز التحقيق يقوموا بشبحهم واقفين لساعات طويلة تحت المطر في أيام الشتاء وفي أجواء البرد القارص، وفي النهاية لا بد من أن تعرض المخابرات الإسرائيلية على أغلب الأسرى الأشبال التعامل معها كمخبرين أو كعملاء لصالح الاحتلال .

ولا يتوانى المحققين من استخدام الصقعات الكهربائية والكي بالجائر وإجبار الأسير على شرب الماء الساخن خلال التحقيق .

 

ويعاني الأطفال الفلسطينيون الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى. فهم يعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، نقص الملابس، عدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، الانقطاع عن العالم الخارجي، الحرمان من زيارة الأهالي، عدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، الاحتجاز مع البالغين، الاحتجاز مع أطفال جنائيين إسرائيليين، الإساءة اللفظية والضرب والعزل والتحرش الجنسي، والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض. كما أن الأطفال محرومون من حقهم في التعلم.

و مع هذا العرض لحال اطفال فلسطين و من منا ينسى كيف قام الاطفال الإسرائيليين بالتوقيع على الصواريخ كهدية الى اطفال لبنان في حرب تموز 2006 هدية فتكة بأجساد الاطفال اللبنانيين و حولتهم الى اشلاء و اليوم لا يمكن لنا ان نسى ان اطفال سوريا الذين يعانون من الحرب و التشرد و الجوع و الفقر و الحرمان وحرموا من ابسط حقوقهم و هو التعليم و من المخاوف اليومية من الاعتقال على ايدي الجماعات المسلحة و الاعتداءات المتكررة عليهم.

، و فقا للقانون الدولي و بالأخص اتفاقية حقوق الطفل التي جاءت لتحمي الاطفال حيث نصت بعض البنود الاتفاقية مثل" اﻟﻤﺎدة ٣٧

ﺗﻜﻔﻞ اﻟﺪول اﻷﻃﺮاف:

أ) أﻻ ﻳﻌﺮض ﻃﻔﻞ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ أو ﻟﻐﻴﺮه ﻣﻦ ﺿﺮوب اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔأو اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔأو

اﻟﻼإﻧﺴﺎﻧﻴﺔأو اﻟﻤﻬﻴﻨﺔ. وﻻ ﺗﻔﺮضﻋﻘﻮﺑﺔاﻹﻋﺪامأو اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪي اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺴﺒﺐ ﺟﺮاﺋﻢ

ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ أﺷﺨﺎصﺗﻘﻞ أﻋﻤﺎرهﻢ ﻋﻦ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔدون وﺟﻮدإﻣﻜﺎﻧﻴﺔﻟﻺﻓﺮاج ﻋﻨﻬﻢ،

(ب) أﻻ ﻳﺤﺮمأي ﻃﻔﻞ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪﺑﺼﻮرة ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔأو ﺗﻌﺴﻔﻴﺔ. وﻳﺠﺐ أن ﻳﺠﺮى

اﻋﺘﻘﺎل اﻟﻄﻔﻞ أو اﺣﺘﺠﺎزﻩ أو ﺳﺠﻨﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن وﻻ ﻳﺠﻮز ﻣﻤﺎرﺳﺘﻪإﻻ آﻤﻠﺠﺄ أﺧﻴﺮ

وﻷﻗﺼﺮ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔﻣﻨﺎﺳﺒﺔ،

(ج) ﻳﻌﺎﻣﻞ آﻞ ﻃﻔﻞ ﻣﺤﺮومﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪﺑﺈﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﺣﺘﺮامﻟﻠﻜﺮاﻣﺔاﻟﻤﺘﺄﺻﻠﺔﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن،

وﺑﻄﺮﻳﻘﺔﺗﺮاﻋﻰ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻷﺷﺨﺎصاﻟﺬﻳﻦ ﺑﻠﻐﻮا ﺳﻨﻪ. وﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص، ﻳﻔﺼﻞ آﻞ ﻃﻔﻞ

ﻣﺤﺮومﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ،ﻣﺎ ﻟﻢﻳﻌﺘﺒﺮ أن ﻣﺼﻠﺤﺔاﻟﻄﻔﻞ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺧﻼف ذﻟﻚ،

وﻳﻜﻮن ﻟﻪاﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﻣﻊ أﺳﺮﺗﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻤﺮاﺳﻼت واﻟﺰﻳﺎرات، إﻻ

ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ،

(د) ﻳﻜﻮن ﻟﻜﻞ ﻃﻔﻞ ﻣﺤﺮومﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪاﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ

وﻏﻴﺮهﺎﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪﻣﻦ

اﻟﺤﺮﻳﺔأﻣﺎمﻣﺤﻜﻤﺔأو ﺳﻠﻄﺔﻣﺨﺘﺼﺔﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وﻣﺤﺎﻳﺪة أﺧﺮى، وﻓﻰ أن ﻳﺠﺮى اﻟﺒﺖ

ﺑﺴﺮﻋﺔﻓﻲ أي إﺟﺮاء ﻣﻦ هﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ.

اﻟﻤﺎدة ٣٨

. ﺗﺘﻌﻬﺪاﻟﺪول اﻷﻃﺮاف ﺑﺄن ﺗﺤﺘﺮمﻗﻮاﻋﺪاﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻤﻨﻄﺒﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ

اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ وذات اﻟﺼﻠﺔﺑﺎﻟﻄﻔﻞ وأن ﺗﻀﻤﻦ اﺣﺘﺮام هﺬﻩ اﻟﻘﻮاﻋﺪ.

. ﺗﺘﺨﺬاﻟﺪول اﻷﻃﺮاف ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻀﻤﻦ أﻻ ﻳﺸﺘﺮك اﻷﺷﺨﺎص

اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢﻳﺒﻠﻎ ﺳﻨﻬﻢ ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة ﺳﻨﺔاﺷﺘﺮاآﺎﻣﺒﺎﺷﺮا ﻓﻲ اﻟﺤﺮب."

..

و للتذكرة فقط .ايها القانون الدولي كيف سلبت اطفالنا الحماية و الحق بالعيش الكريم و كيف اصبح قانون حماية الطفل و الاتفاقيات الدولية مجرد كلام قامت الدول بتنفيذه بطريقة خاطئ ادت بالأطفال لكي يصبح" كبش المحرقة " في لعبة الكبار .

النووي والكيماوي ، حلال لإسرائيل وحرام لسوريا ولإيران

إتهم النظام السوري بإستخدام الأسلحة الكيماوية في مناطق قريبة من دمشق بتاريخ 21- آب / أغسطس 2013 ، فتحرك العالم باسره يبحث عن طريقة يطبق فيها العقاب ضد الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه ، وكان الهجوم العسكري المباشر واحدا من الحلول المطروحة ، حتى تدخلت الحنكة السياسية للنظام الروسي وأنقذت الموقف ، وبدأت خطوط الحل تظهر في 10 – أيلول / سبتمبر 2013 ، وبعد ايام قليلة إتفق الأميريين والروس على حل سلمي للأزمة وكان من بين بنوده دخول سوريا لمنظمة حظر إستخدام الأسلحة الكيميائية .

بالمقابل ، بدأت إسرائيل ببناء مفاعل ديمونا النووي منذ عام 1958 بمساعدة فرنسية ، وانتهى العمل بالبناء ويبدأ الإنتاج ما بين عامي 1962 و 1964 ، وكان الهدف منه إنتاج الطاقة لتشغيل منشآت تعمل على إستصلاح أراضي الصحراء في النقب ، حتى إفتضح الأمر على يد التقني السابق في المفاعل ، موردخاي فعنونو ، الذي نشر بعض من أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي والذي يعتقد أن له علاقة بصنع رؤوس نووية ووضعها في صواريخ بالستية أو طائرات حربية أو حتى في غواصات نووية موجودة في ميناء حيفا ، ويذكر أن فعنونو عوقب بعد إعتقاله في إيطاليا على يد المخابرات الإسرائيلية هناك . وقبل ذلك كانت الدولة العبرية تسعى لإمتلاك هذا السلاح ، وفي العام 1947 أنشأ أول مركز للأبحاث النووية في الأراضي المحتلة المسماة إسرائيل ، وبدأت صناعة النووي الإسرائيلي تتسارع حتى أصبحت المفاعلات النووية الإسرائيلية تناهز التسع مواقع .

منذ ذلك الحين وإسرائيل تمتلك السلاح النووي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط ، هذه المنطقة المشتعلة ، هذه المنطقة التي تعيش صراعا مستورا منذ العام 1948 حتى يومنا هذا ، وكانت كل الدول العربية المعادية لهذا الكيان وحتى غير المعادية له ولا زالت لا تملك هذا النوع من السلاح .

وكي لا تبقى إسرائيل وحيدة في الشرق من حيث إمتلاك السلاح النووي ، بدأت الولايات المتحدة الأميركية في خمسينيات القرن الماضي بمساعدة إيران الفارسية على بناء برنامجها النووي الخاص ، في إطار ما عرف آنذاك برنامج "الذرة من أجل السلام" ، وفي تلك الفترة كانت إيران خاضعة لحكم الشاه المؤيد للولايات المتحدة الأميركية ، ومع إندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 أمر قائد الثورة روح الله الموسوي الخميني بإيقاف البرنامج النووي الإيراني خاصة في ما يتعلق بالأسلحة ، حيث مبادئ الإسلام تحرم ذلك هذه السلحة الخطيرة على الإنسانية ، ومن ثم عاد وسمح ببحوث صغيرة النطاق في الأسلحة النووية ( هذا ما أكده الإمام الخامنئي بعد أكثر من 36 عاما على الثورة ، في حديثه عن الملف النووي الإيراني ) ، وسمح بإعادة تشغيل البرنامج خلال الحرب الإيرانية العراقية ، وبعد وفاة القائد عام 1989 خضع هذا البرنامج لتطوير في كل المجالات .

لم تكتب السطور السابقة لسرد أخبار تاريخية فحسب ، فكل متابع يعرف هذه الأمور ، إنما لتوضيح العامل الدولي مع ملفات من هذا النوع ، فشعار جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي ، لا تشمل لإسرائيل لا بل أكثر من ذلك هي لا تشمل كل حلفاء الولايات المتحدة الأميركية .

فاليوم مثلا أصيب العرب بخيبة أمل جديدة ، وما أكثرها في التاريخ العربي ، خاصة في الصراع مع الكيان الصهيوني ، فبعد ان تقدمت الدول العربية لأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد رفض مشروع قرار كانوا قد تقدموا به ينتقد البرنامج النووي الإسرائيلي ، ويذكر أن إسرائيل عضو في الوكالة لكنها غير منضمة (لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية (NPT) للعام 1968 ) وغير موقعة على (البروتوكولات الإضافية للوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بحظر استعمال وإنتاج وتطوير الأسلحة البيولوجية للعام 1972 ، و القانون الدولي للتعامل ضد انتشار الأسلحة الباليستية للعام 2002 ) وهي عضو في (منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) ولكنها لم تصادق على الاتفاقية ) . لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا في مواجهة إستخدام هذا الكيان للسلاح الكيماوي في جنوب لبنان إبان حرب تموز للعام 2006 ، وكذلك في غزة في حربي 2008-2009 وحرب عام 2012 التي أطلقت عليها إسرائيل إسم عامود السحاب . ويذكر أن المشروع المقدم للوكالة الدولية أتى كرد فعل عربي على إلغاء مقررا عقده في هلسنكي في ديسمبر الماضي حول جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي تم إلغاؤه بسبب الوضع الراهن في المنطقة وعدم وجود اتفاق بين الدول المعنية . وقد أكدت إسرائيل من جانبها أن المسعى العربي سيوجه "ضربة خطيرة" لأي محاولة لإجراء محادثات أمنية إقليمية.

هذا وتمتلك إسرائيل اليوم عدا ترسانتها التقليدية الثقيلة من صواريخ ومدمرات بحرية وجوية وبرية ، ما يزيد عن 1400 طن من اليورانيوم الخصب ، وعدد من الرؤوس النووية .

في حين وقف العالم الغربي وقفة رجل واحد في مواجهة الشروع النووي الإيراني ، الذي أكدت إيران مرارا وتكرارا أهدافه السلمية ، ولم يظهر يوما السلاح النووي إلى واجهة الحروب مع إيران ، ولكن التخوف السياسي الدولي من هذه الدولة جعل العالم يتوحد ضدها ، وجعل الولايات المتحدة الأميركية تسعى لإتخاذ قرار دولي بفرض عقوبات إقتصادية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران بدء منذ العام 2006 ، وحظر القرار على كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إمداد و بيع أو نقل كل المواد والمعدات والبضائع والتكنولوجيا التي يمكن أن تساهم في الأنشطة المتعلقة بالتخصيب أو المياه الثقيلة " . وتخضع إيران لهذه العقوبات منذ ذلك الحين .

أما في ما خص سوريا فلمجرد الإتهام المذكور أعلاه الموجه للنظام السوري ، تحرك العالم الغربي كله ضده وبدأت المطالبة بالعقوبات العسكرية وكانت الولايات المتحدة الأولى من بين الذين طالبوا بذك ، كاد مجرد الإتهام يودي بالمنطقة والعالم إلى حرب طاحنة . لم تجزم التقارير الدولية بعد بأن الرئيس الأسد ونظامه هم من إرتكبوا هذه الجريمة ، وقد تقدمت روسيا بتقارير للأمم المتحدة تثبت وجهة نظرها بأن المعارضة هي من تقف وراء إستخدام هذا السلاح ، لم يعر الغرب هذه التقارير الأهمية ولم يتطرق أحد لنوع العقوبات التي سوف تتعرض لها المعارضة السورية في حال ثبت تورطها في الأسلحة الكيماوية حسب التصريح الروسي اليوم الجمعة ، وجل ما يركز عليه العالم اليوم هو كيفية تدمير السلاح الكيمائي السوري ، تمهيدا لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا . واجبرت سوريا على الموافقة على وضع أسلحتها الكيماوية تحت الرقابة الدولية ، تمهيدا لتدميرها بشكل نهائي ، والدخول في منظمة حظر إستخدام الأسلحة الكيماوية .

لم تكن الإنسانية هي الدافع وراء مكافحة الأسلحة الكيماوية والنووية ، في الشرق الأسوط ، وليس ذلك بالسر لكن هذا ما يريد البعض أن يَفهموه وأن يُفهموه للعالم أجمع ، وإلا لكانوا حاربوا النووي الإسرائيلي الذي يعتبر الخطر الأكبر على المنطقة ، ما كان السلاح النووي والكيماوي حلال لإسرائيل وحرام لسوريا وإيران

"الراي": الولايات المتحدة وضعت الملف النووي الإيراني على "نار هادئة"

إضافةً إلى الملف السّوري الذي يأخذ حيّزًا كبيرًا على السّاحة السياسية الدّوليّة، فإن الملف النووي الإيراني يأتي في السّياق ذاته ويستقطب إهتمام الدذول الكبرى وبالأخص الولايات المتّحدة الأميركيّة والكيان الإسرائيلي.

وقد كشفت مصادر دبلوماسية غربية رفيعة المستوى لصحيفة "الراي" الكويتية ان "الولايات المتحدة وضعت الملف النووي الايراني على نار هادئة سعياً الى حلٍّ يكون انجازاً لإدارة الرئيس باراك اوباما في ولايته الثانية".

ولفتت المصادر الى ان "الولايات المتحدة وضعت حليفتها (اسرائيل) في أجواء التحضير لأسس حلّ الملف النووي الايراني المفترض"، معتبرةً الى ان "روسيا ستكون شريكة في الحلّ، والحلفاء الغربيون لأميركا كذلك الأمر وفي مقدمهم المملكة المتحدة وفرنسا".

وصرّحت المصادر الغربية عن ان "تفاهم الولايات المتحدة مع حلفائها الدوليين والاقليميين يهدف الى فتح الطريق أمام الجهود الدبلوماسية التي ستُبذل لإقناع ايران بممارسة الليونة المطلوبة وتقديمها الضمانات الكافية لطمأنة العالم بسلمية برنامجها النووي".

وشدّدت هذه المصادر الرفيعة لـ"الراي" ان "الدول العربية الحليفة لواشنطن، لا سيما دول الخليج وُضعت في الصورة، ومن غير المستبعد ان تكون خطوة السعودية بدعوة الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني لتأدية فريضة الحج كضيف على الملك عبدالله بن عبد العزيز اولى خطوات التقارب الذي تباركه واشنطن".

وتوقّعت تلك المصادر ان "يفضي هذا المناخ من كسر الجليد الى لقاء مقتضب بين الرئيسين اوباما وروحاني على هامش جتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بعدما أعطى الرئيس الايراني الجديد إشارات عدة بعدم نيّته معاداة الغرب على النحو الذي كان يتبعه سلفه الرئيس احمدي نجاد".

إضافة إلى ذلك، أشارت المصادر عينها الى ان "الولايات المتحدة طلبت من اسرائيل تخفيف اللهجة حيال ايران وعدم استفزازها بالتصريحات او التهديد بضربها، كي يتسنى إشاعة أجواء مؤاتية بين جميع الدول المعنية بالملف النووي الايراني وتلك التي تعتبر نفسها متضررة او متخوفة من هذا البرنامج، إفساحاً امام الرئيس اوباما لتعزيز فرص الحل".

وكشفت المصادر عن ان "الولايات المتحدة ستطرح بالتنسيق مع روسيا تمكين الامم المتحدة من القيام بزيارة مراقبة للمنشآت النووية في ايران، ليتسنى التثبت من أهداف مشروعها النووي، وفي شكل لا يستفزّ طهران ويحضها على الموافقة".

ولاحظت هذه المصادر ان "الولايات المتحدة لا تهدف ولا ترغب بالانجرار وراء حروب الشرق الاوسط، وهو الامر الذي لا بد ان يدفع الاطراف المتخاصمة في هذه البقعة من العالم الى البحث عن حلول في ما بينهم دون الاعتماد على مبدأ كان تَكرّس في الادارات الاميركية السابقة ويقوم على استعداد الولايات المتحدة لدفع جنودها الى الحرب في الشرق الاوسط".

ورأت المصادر نفسها ان "من الافضل للاعبين الاقليميين البحث عن حلول او أنصاف حلول لايجاد ارض مشتركة يلتقون عليها في إدارة أزماتهم والحد منها وايجاد المخارج الملائمة لها، فثمة تبدلات في مقاربة الولايات المتحدة للأمور يجب أخذها من الآن وصاعداً في الاعتبار".

وعن الوضع في سوريا، قالت المصادر الدبلوماسية انه "من المستبعد ان تؤدي الحرب الدائرة في سوريا الى غالب ومغلوب"، مرجحة ان "يكون التعاطي الجديد مع الملف النووي الايراني خريطة طريق تدفع في اتجاه حلّ الازمة السورية ايضاً".

نتائج المؤتمر الدولي بشأن اللاجئين السوريين في لبنان

دخلت الأزمة السورية في عامها الثالث، وما زالت تفرز وجوه بائسة، واحلام ضائعة، ونفوس مشردة لا تعرف طريقها، هربت من النزاعات المسلحة والصرعات القائمة في سورية الى الدول المجاورة بحثاً عن الاستقرار والامان.

وتعتبر اليوم الازمة السورية من اشد الازمات الانسانية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وقد كشفت هذه الازمة عن فشل المجتمع الدولي في مواجهة المخاطر التي تواجه النازحيين السوريين، فكافة الدول التي تتظاهر بالحرية والديمقراطية من دول الغرب، للأسف لم تستطع ايقاف المأساة التي يعيشها السوريين.

فالشعب السوري بات الآن يشهد ظروف صعبة وحساسة اثقلت كاهله، حيث تحولت ارضهم الى ساحة قتال، وما كان أمامهم سوى النزوح الدائم والمستمر، هرباً من الرعب الذي يسيطر على قلوبهم، الا انهم ما لبثوا ان وجدوا انفسهم امام مخاطر جديدة في الدول التي لجئوا اليها، ذلك بسبب افتقارهم الى المال، فضلاً عن ارتفاع اسعار الخدمات والسلع المختلفة، وكان للبنان حصة الاسد من اللاجئين من بين هذه الدول التي استقبلت اعداد اللاجئين الهائلة، ووقف عاجز عن معالجة هذه المشكلة المتصاعدة، حيث يواجه لبنان مشاكل اجتماعية حادة بسبب هذا التدفق للاجئين السوريين على أراضيه، وكانت الامم المتحدة قد وجهت انذار شديدا الأربعاء وحذرت من أن لبنان سيواجه "توترات اجتماعية إذا لم تساهم الجهات الدولية في التعامل مع مئات آلاف اللاجئين السوريين الوافدين على أراضيه".

وقد تعددت المطالب اللبنانية لحث المجتمع الدولي للتحرك والعمل على تمديد لبنان بالتمويلات المالية، حيث أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمام وزراء خارجية الدول الكبرى في العالم أن لبنان يواجه "أزمة بقاء" هربا من المعارك الدائرة في سورية منذ أكثر من سنتين ونصف، وشددعلى الحاجة إلى تأمين تمويل ضخم لتلبية حاجات اللاجئين وتعزيز الخدمات العامة.

وفي الاجتماعات المكثفة التي اجراها سليمان في اطار المؤتمر الدولي المخصص لدعم اللاجئين السوريين في لبنان والذي تم عقده في نيويورك بمشاركة فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالاضافة الى مشاركة مؤسسات دولية ومنهم البنك الدولي والهيئات المعنية بالإغاثة واللاجئين، والتي بحثت في سبل دعم لبنان على الصعد المتنوعة، سياسيا واقتصادياوعسكرياً، حيث تم التوصل الى تلقي لبنان دعماً دولياً لهؤلاء النازحين.

وقد افتتح الاجتماع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ثم كانت كلمة سليمان اعتبر فيها ان الاجتماع "يكتسب أهميّة خاصة في توقيته ورمزيّته، وفي ما يسعى لتحقيقه من مقاصد وأهداف، فهو من جهة رسالة دعم سياسي ومعنوي استثنائيّة للبنان في هذه الظروف الصعبة والخطرة التي تمرّ بها منطقة الشرق الاوسط".

ورأى سليمان أن "الاجتماع يشير أيضاً إلى حرص دوليّ مواز على تقديم دعم مادي ومالي ممنهج للبنان، وفقاً لآليّات محدّدة، بهدف دعم اقتصاده ومؤسساته وجيشه والجهد القائم لمواجهة العبء المتزايد جرّاء تفاقم أعداد اللاجئين الوافدين من سوريا إلى لبنان"، واشار في حديثه الى أولويّات لبنان وعن أبرز الاحتياجات والمطالب "التي نأمل في أن تلقى استجابة لها في الخلاصات التي سيصدرها الأمين العام في نهاية هذا الاجتماع التأسيسي المهم".

وقد انتهى الاجتماع الى تأكيدات من ابرزها "انها مجموعة ستستمر حتى يتعافى لبنان كلياً، ولها ايضاً تقريبا صفة الدوام والمواكبة للبنان، وهدفها هو احداث تأثير معنوي، عبر الاتفاق الدولي على الاستقرار وان لبنان ليس خارج الاهتمام الدولي، وهذا يعني ان لبنان تحت مظلة الرعاية الدولية للاستقرار" وتم التأكيد على مساعدة لبنان في مواجهة عبء النازحين، وقدم الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي" رؤية عن الجامعة، والتي تمثلت في التأكيد على دعم لبنان في هذه الظروف الصعبة التي مرّ بها جراء تداعيات الازمة السورية، ووجود هذا العدد الكبير من النازحين السوريين في لبنان يشكل عبئاً ثقيلاً لا يمكن للبنان تحمله، سواء من الناحية المادية او من ناحية تركيبة لبنان المعروف بتركيبته الاجتماعية، لهذا اكد الامين العام على الدعم المالي وعلى الوفاء بالالتزامات التي قطعتها دول عدة على نفسها لمساعدة لبنان.

وكان سليمان قد التقى خلال اليومين الماضيين وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" و ايضاً "الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي عبدالله غل وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وقد عبر الجميع أمام سليمان عن دعمهم لاستقرار لبنان وتجنيبه تداعيات الأزمة السورية.

حيث اكد لافروف في حديثه للرئيس اللبناني بأن روسيا تؤيد إعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس، ودعم ايضاً فكرة مشاركة لبنان في "مؤتمر جنيف ٢" من اجل البحث في الحل السياسي لسورية. وأشار لافروف الى "إمكان عقد المؤتمر في تشرين الثاني المقبل"

ومن جهة اخرى دعم الرئيس التركي سليمان بخصوص "اعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس"، واعتبر غل أن "الخطر من تداعيات الأزمة السورية مشترك بين لبنان وتركيا".

أما روحاني فأكد لسليمان"دعم إيران لبنان وجيشه"، مضيفاً أن بلاده "تنظر بقلق شديد الى الوضع في سورية"، وشدد على ضرورة "التوصل الى حل سياسي".

وذكرت احدى المصادر أن الوزير لافروف أبلغ سليمان أن روسيا ستقدم مبلغ 5 ملايين و600 ألف دولار الى لبنان لمساعدته بشان النازحين السوريين،وقد كان لافروف إيجابياً جداً في موقفه، وأكد أن موسكو ستبذل كل جهودها مع الأطراف المعنية من أجل ضمان الاستقرار في لبنان.

كما أكدت مجموعة الدعم الدولية للبنان، على "الضرورة الملحّة لتشكيل حكومة قادرة في لبنان"، وشدد المجتمعون على "أهمية ذلك من أجل معالجة التحديات الأمنية والإنسانية والتنموية المتعددة التي تواجه لبنان".

ومن جهة ثانية "تطلع المجتمعون إلى الجلسة العليا للجنة التنفيذية للمفوضية السامية للاجئين حول التضامن ومشاركة الأعباء مع الدول التي تستضيف لاجئين سوريين والتي ستعقد في 30 أيلول الجاري في جنيف، حيث يتوقع أن تشهد التزامات إضافية من الدعم المالي وتعزيز إعادة التوطين الى بلدان أخرى وأنواع أخرى من الدعم الدولي".

ورحّب المجتمعون بالتقويم الذي قام به البنك الدولي بالشراكة مع الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة حول آثار الأزمة السورية على لبنان، "والذي يظهر الأثر السلبي الشديد لتدفق اللاجئين".

وأثنوا على المباحثات بين البنك الدولي والحكومة اللبنانية والأمم المتحدة حول تشكيل آليات إضافية للتمويل، قد تتضمن صندوقاً ائتمانياً للمانحين، للمساعدة في معالجة حاجات لبنان التنموية الفورية والطويلة الأمد".

وكان وزير الشؤون الاجتماعي اللبناني قد طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته اتجاه قضية اللاجئين، وقد بدأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين البحث عن اقامة مخيمات مؤقتة للاجئين احدهما في الشمال والاخر في البقاع ، الا ان هذه التجمعات تعد مساكن مؤقتة، حيث ان المخيمات بالمعنى الرسمي ما زالت تحتاج الى توافق لم يتوافر حتى الآن، وبين المخاواف من بقاء اللاجئين في لبنان والمطالبة بمساعدتهم إنسانياً واجتماعياً وامنياً، تتراوح المواقف السياسية، بينما تقر السلطات بأن المخيمات هي شرٌ لا بد منه.

ومن الناحية الانسانية، تقر منظمات الاغاثة رغم جهوزيتها بإنها تجد ايجابيات وسلبيات في لهذا الموضوع ، بينما يؤكد الناشطون بان اقامة المخيمات تحتاج لإستيفاء الشروط لكي تنجح، حيث تقول الناطقة الاعلامية بإسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ، ان " الازمة السورية اعمق من ذلك فعدد اللاجئين السوريين المسجلين لامس اكثر من مليون وقد لا يقف عند هذه الحدود وهذا الامر قد يعجز لبنان عن مواجهته بفرده.

كما اعلنت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين»، والثاني من «منظمة اليونيسيف»، عن استعدادهما لتقديم مساعدات مالية للتلامذة النازحين السوريين.

وتأتي مساهمة هاتين المنظمتين بعد ما كشفته ، من أن وزارة التربية، لم تعد قادرة على استيعاب أعداد التلامذة النازحين في المدارس الرسمية، نظراً لعدم وجود أي اعتماد مالي إضافي لدى الوزارة لتغطية نفقات رسوم التسجيل وثمن الكتب لمرحلة التعليم الأساسي.

فنأمل ان تكون هذه الموافقة الاممية على تقديم الدعم لمساعدة النازحين في لبنان ان تخفف من حدة الازمة التي يمرون بها، وان تكون جدية، خصوصاً لجهة قدرة لبنان المحدودة على الاستيعاب في ظل حقيقة راسخة لم يتمكن الوفد اللبناني اقناع الدول بها، وهي أن عدد الطلاب السوريين يفوق بكثير أعداد الطلاب اللبنانيين، وكذلك ان المستشفيات الحكومية عاجزة عن استقبال اللبنانيين، فكيف لها ان تقوم بالتعاطي مع المشاكل الصحية المنتظرة على أبواب الشتاء، هذا فضلاُ عن الخلل السياسي والديمغرافي الذي نتج عن هذا النزوح المتزايد...

التهديد بالتدخل العسكري... فصل سابع أم عدوان؟

تطبيق الفصل السابع على النزاع الدائر في سوريا، بات حديث الساعة والعبارة الأكثر تكراراً في النشرات الاخبارية، المحلية منها والدولية... فما هو الفصل السابع ؟ وكيف للدول أن تستند اليه في عمل عسكري "لمعاقبة" أو "ردع " السلطات داخلياً؟ وهل يشرع هذا الفصل استخدام القوة بين الدول لحل نزاعات داخلية؟

قبل الدخول بالتفاصيل المتعلقة بمضمون الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة المطروح هذه الأيام امام مجلس الامن، لا بد من التطرق لنشأة الأمم المتحدة، مبادئها وأهدافها.

نشأت الأمم المتحدة على أنقاض الحرب العالمية الثانية، فخرجت الدول الكبرى للعالم في 24 تشرين الثاني من عام 1945 بمنظمة عالمية تعمل للحفاظ على حالة من السلام بين الدول، حيث تم في التاريخ نفسه التصديق على ميثاق الأمم المتحدة من قبل الدول المنتصرة والدول المؤسسة.

ينص هذا الميثاق في المادة الأولى منه على الأهداف التي تسعى الامم المتحدة لتحقيقها وأهمها،

حفظ السلم والامن الدوليين. ويكون على المنظمة الدولية لهذا الغرض اتخاذ التدابير المشتركة لحل المنازعات الدولية التي قد تؤدي الى الاخلال بالسلم والامن الدوليين من خلال التذرع بالأساليب السلمية وذلك وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي .

أما عن مبادئ الهيئة الدولية، المنصوص عليها في المادة الثانية من الميثاق، فيمكن تلخيصها بالاعتراف بسيادة الدول الأعضاء على أساس المساواة وحسن النية في تطبيق الالتزامات من خلال التزام الطرق السلمية في فض النزاعات والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها سواء ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة.

كما وتلتزم الدول الاعضاء، بتقديم العون للأمم المتحدة في أي عمل تتخذه وفقاُ لميثاقها من جهة، والامتناع عن مساعدة أي دولة تتخذ الامم المتحدة اجراء تجاهها من ناحية أخرى.

وأخيراً، فانه وفي جميع الأحوال تبقى سيادات الدول محمية بموجب مبدأ عدم التدخل في الشؤون بصميم السلطان الداخلي للدولة، " على أن هذا المبدأ لا يخل بتطبيق الفصل السابع "، كما ورد حرفياً في الفقرة الأخيرة من المادة الثانية.

مجلس الامن هو السلطة التنفيذية في الأمم المتحدة ،والمسؤول عن حفظ السلم والأمن الدوليين وفقاً للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، حيث تتميز قرارته بالقوة الالزامية تجاه حكومات الدول خلافا للقرارات التي تصدر عن الهيئات الاخرى كالجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي لا تتعدى كونها مجرد توصيات.

ويتم التصويت في المجلس بأغلبية تسع أصوات، تكون من ضمنها أصوات الدول الخمس الدائمة العضوية متفقة، في المسائل،المتعلقة بالسلم والامن الدوليين.

ويأتي الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ليضع الحدود والاطر التي يتخذ مجلس الأمن قراراته ضمنها لحفظ السلم والأمن، فيعطيه سلطة استنسابية في التقدير ما اذا كان قد وقع تهديد للسلم والأمن الدوليين.

ومفهوم السلم الدولي المبني يرتبط ، بنبذ الحروب والنزاعات المسلحة واعتماد المفاوضات لحل النزاعات بين الشعوب والاستخدام السلمي للعلم والتكنولوجيا.

أما الامن الدولي فيتبلور مفهومه في حالة من الاستقرار الدولي الذي ينتفي فيه الخطر من شن هجوم عسكري أو ممارسة ضغط سياسي أو اكراه اقتصادي بحيث تتمكن من المضي قدماً نحو العمل بحرية على تحقيق تنميتها الذاتية وتقدمها.

ويعطي الفصل السابع من الميثاق لمجلس الأمن أن يقرر ما اذا انتفت هذه المعايير ليتخذ احدى الاجراءات المنصوص عليها في المادتين 41 و42 من الفصل نفسه.

وتنص المادة 41 على أنه لمجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوة المسلحة، حيث يكون له أن يطلب من الدول الأعضاء تنفيذ قراراته التي يجوز أن يكون من ضمنها قطع الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والبرية والبرقية وغيرها من العلاقات، ما يخرج المادة من اطار التعداد الحصري لتكونه جميع هذه الاجراءات السلمية على سبيل المثال ما يسمح للمجلس بالتوسع بها في الاطار الذي يراه مناسباً.

وتضيف هذه المادة أن الاجراءات المتخذة يمكن أن تكون ذات طابع جزئي أو كلي ويمكن أن تصل الى قطع العلاقات الديبلوماسية.

أما المادة 42 من هذا الفصل فتتيح لمجلس الأمن ان يلجأ الى استعمال القوة العسكرية في حال لم تفي الاجراءات السلمية المنصوص عنها بالغرض. ويجوز لمجلس الامن وفقاً للمادة اتخاذ ما يلزم من اجراءات حفظ الامن، سواءً بطريق القوات البحرية أو البرية او الجوية.

في قراءة مختصرة لكل ما تقدم يتبين لنا أن ميثاق الأمم المتحدة أعطى مجلس الامن مسؤولية حماية السلم والأمن الدوليين تحت الفصل السابع من الميثاق، وذلك مع احترام تراتبية معينة في الاجراءات المتخذة، تبدأ باتخاذ التدابير السلمية وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي احتراماً لأهداف الأمم المتحدة المنصوص عنها في الميثاق، من ثم التدابير السلمية الاخرى المتعلقة بالمقاطقة وأساليب الضغط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، لتنتقل بعد ذلك الى امكانية اللجوء الى القوة العسكرية الدولية حيث تصبح الدول الأعضاء ملزمة بتقديم العون للأمم المتحدة لشن عمل عسكري دولي.

ان وضع الحالة السورية في اطار الفصل السابع يتيح لحلفائها من الدول دائمة العضوية أولاً استخدام حق النقض "الفيتو"، بوجه اي قرار باتخاذ اجراءات عسكرية في سوريا.

وثانياً، فان ارتباط الفصل السابع الوثيق بالمبادئ والاهداف التي تفترض سعي الأمم المتحدة لتكريسها، تجعلنا نقف أمام الموقف الدولي من الحالة السورية لنسجل غياب المنطق المطروح في المعاهدات والاستغلال الأميريكي للقانون من الناحية التي تناسبه في حين لا يجوز الأخذ بالقوانين الا كوحدة كاملة لا تتجزأ.

ففي حين تتهم روسيا من قبل أميريكا وحلفائها "بالسباحة عكس التيار"، فان الحقيقة تظهر كيف تتحدى هذه الدول جميع التيارات القانونية لتفصل على مقاسها مشروعية وهمية لهدف وحيد هو الضربة العسكرية.

فروسيا اليوم تسلك الطريق القانوني وتكرسه في انطلاقتها من الحل السلمي والمؤدي الى توسيع حالة السلم العالمي من خلال حث الدول على الانضمام للمعاهدات الدولية الاكثر أهمية، في دفعها لسوريا للانضمام الى اتفاقية حظر استخدام الاسلحة الكيميائية.

كما ان أهم ما تطالب به روسيا هو تحقيق العدالة الدولية باحالة المسألة السورية الى المحاكم الدولية،ما يتوافق مع مبادئ الأمم المتحدة قبل الوصول الى أحكام لفصل السابع، ما ترفضه أميريكا رفضاً قاطعاً، .

في المقابل تستمر فرنسا وأميريكا بالبحث عن ثغرة ينطلقون منها للقيام بضربة عسكرية، مصرِّحين أن الانضمام السوري الى الاتفاقية المذكورة ليس الا الخطوة الأولى بالحل الذي لن يتم الوصول اليه الا بتنازل الرئيس "بشار الاسد" عن السلطة، ضاربين بذلك عرض الحائط مبادئ الامم المتحدة التي تحرم استخدام القوة ضد "الاستقلال السياسي" للدول.

وبالرغم من ان هذا المبدأ لا يمنع اللجوء الى الفصل السابع، الا أن هذا الفصل حصر أي قرار بالتدخل بمجلس الامن وتقديراته، ولم تعطي أي اشارة بامكانية القيام بتدخل أحادي من قبل اي دولة لأي سبب كان، لا بل، فان أي تدخل عسكري أحادي يشكل فعل عدوان تجاه سيادة دولة اخرى، ما يضع مجلس الامن أمام استحقاق اتخاذ الاجراءات اللازمة بوجه الدولة المعتدية، وفقاً للفصل السابع نفسه الذي يتناول بالاضافة الى خرق السلم والامن الدوليين، العدوان. ذلك الى أن مجلس الأمن ليس مكبلاً "بالفيتو الأميريكي حينها"، حيث أن الدولة المعنية بالاجراء لا يعود لها حق التصويت في مجلس الامن بالنسبة للقرار الذي سيتخذ بوجهها.

العلاقات الإيرانية – العراقية ... بين السيطرة والتعاون!

ترجع أصول الخلافات العراقية-الايرانية إلى قرون من الزمن حيث كانت هناك باستمرار نزاعات و خلافات حول الهيمنة على المنطقة بين الممالك المتعاقبة في بلاد ما بين النهرين العراق والإمبراطورية الفارسية، وكان أحد الأسباب الرئيسية للخلافات بين العراق و ايران حول السيادة الكاملة على شط العرب إلا أن الدولتان تقاسمتا السيادة على شط العرب بعد اتفاقية الجزائر عام 1975. والتي كف على أثرها الشاه في إيران عن مساعدة الثوار الأكراد في العراق، في مقابل تنازل العراق عن بعض حقوقه في شط العرب، واستفاد العراق من هذه الاتفاقية في إيقاف المساعدات الإيرانية لحركة التمرد الكردية التي قادها مصطفى البارزاني ، ونجاح النظام العراقي في القضاء على الثورة الكردية.

وتصاعدت التوترات بين البلدين وبدأت نذر الحرب تلوح في الافق مع تصاعد التدخلات في الشؤون الداخلية بينهما تقديم بغداد وطهران دعما لأطراف المعارضة في البلد الاخر، فضلا عن الحملات الإعلامية. فقد دعت ايران إلى اسقاط نظام صدام حسين وتصدير ثورتها الاسلامية الى العراق، كما حدثت اشتباكات حدودية بين البلدين واتهامات متبادلة بقصف المدن والمناطق الحدودية،

عند مجيئ صدام حسين للسلطة في العراق عام 1979م كان الجيش الايراني جيشا ضعيفا فبعد ان كان مصنفا كخامس جيش في العالم و بسبب إعادة الهيكلة و تعرض القياديون السابقون في الجيش إلى حملة اعتقالات على يد صادق خلخالي حاكم شرع ايران بعد وصول الثورة الإسلامية إلى سدة الحكم في ايران إضافة للعقوبات الأمريكية مما جعل الجيش الايراني جيشاً ضعيف التسليح مقارنة بالجيش العراقي. وعندما بدأت بوادر "تصدير الثورة الإسلامية" إلى الشرق الأوسط حسب تعبير البعض بدأت دول المنطقة ذو الأقلية الشيعية مثل الكويت و السعودية إبداء القلق من احتمال امتداد الثورة الإسلامية الشيعية إلى مناطقهم, كل هذه العوامل بإلاضافة إلى عوامل أخرى لعبت دوراً كبيراً في إشعال الشرارات الأولى لفتيل الحرب

وبعد أن ألغى صدام حسين اتفاقية الجزائر التي وقعها مع الشاه عام 1975 داعيا الى عودة السيادة العراقية، قام بدفع بقواته إلى داخل الاراض الايرانية في 22 أيلول 1980 لتبدأ حرب ضروس بين البلدين استمرت حتى عام 1988 عدت الأطول في القرن العشرين وأحد أكثر حروبه دموية.

لقد استغل الرئيس صدام حسين أنداك الوضع في إيران بعد انهيار الشاه وضعف القوات الإيرانية، وبعد قيام الثورة الإسلامية في ايران بدأت العلاقات الإيرانية-الأمريكية بالتدهور وبدأت الإدارة الأمريكية تفكر بأن التعامل مع الرئيس العراقي صدام حسين هو "أهون الشرين" حسب تعبير الخارجية الأمريكية وخوفاً من فكرة "تصدير الثورة الإسلامية" قام الغرب بدعم العراق وتجهيزه بمعدات يحتاجها في خوض هذه المعركة.

انتهت الحرب ولكنها تركت أثرها على العلاقات الإيرانية – العراقية ما زالت تداعياتها على المنطقة حتى يومنا هذا، حيث أن إيران لم تتوانَ في البحث عن الاعتراف بها كقوة إقليمية فاعلة ومرجع في صناعة القرار الدولي في المنطقة والعالم. فأنشطة إيران الخارجية تثير مزيدا من القلق والريبة لاسيما بتدخلها في العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003، فبالرغم من ظهور العلاقات الاميركية – الإيرانية العاصفة إلا أنه وفي خبايا تلك العلاقة يجري تمرير لمصالح مشتركة من كلا الطرفين. فبعد دخول الولايات المتحدة الاميركية الأراضي العراقية برز الدور الإيراني، فالتقارب الأميركي - الإيراني في العراق لم يعد سراً و إبان أزمة مقتدى الصدر أعلن وزير الخارجية الإيراني "كمال خرازي" أن الولايات المتحدة الأميركية طلبت من طهران مساعدتها في تسوية الأزمة العراقية وقد أرسلت الأخيرة بالفعل وفدا إلى العراق وبدأ يقوم بجهود تهدف إلى التأثير على الشيعة العراقيين باتجاه التهدئة أي في الحقيقة حل الأزمة الأميركية في العراق. وقال السفير محمد حسين عادلي في منتدى نظمته وكالة رويترز إن طهران مستعدة للعمل مرة أخرى مع الولايات المتحدة لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط حينما تتلاقى مصالحهما. غير إن عادلي قال إنهما تعاونتا من خلال القنوات الدبلوماسية لدول أخرى بينها بريطانيا لتعزيز مصالحهما المشتركة في إجراء انتخابات ناجحة في العراق. وقال عادلي «من اجل الانتخابات الأخيرة كان هناك تعاون ضمني وصريح مباشر وغير مباشر بين البلدين إيران والولايات المتحدة من اجل إبقاء الأغلبية هادئة ولمصلحة الانتخابات».

و يبدو أن لكل طرف أوراقه التي يحب أن يظهرها في الوقت المناسب لكي يجعل الطرف الآخر يقبل مصالحه و يمررها في المنطقة فإيران لها مشروعها النووي الطموح، ولها مشروعها الإمبراطوري، ولن تتخلى عنهما بسهولة؛ ولذلك تسعى إيران بكل قوة لامتلاك أوراق على الساحة الدولية تقايض بها استمرارها في هذين المشروعين. ومنذ الاحتلال الأمريكي للعراق في أبريل 2003م لعبت إيران دوراً انتهازياً في المسألة العراقية، وسعت بانتظام إلى اعتبار دعمها للمحتلين الأمريكيين، ودورها هناك ورقة للمساومة مع الأمريكيين وخاصة السعي لامتلاك السلاح النووي؛ فالمسألة النووية الإيرانية لم تعد تحتمل كثيراً من التأجيل.

ومن أوراقها أيضاً إرسالها للانتحاريين؛ فقد ذكرت مصادر إيرانية أن الاجتماع الأول لمنظمة تكريم الاستشهاديين في إيران أنهى أعماله بقرار يقضي بإيفاد المئات من الانتحاريين إلى العراق وبعض الدول العربية لتنفيذ عمليات انتحارية ضد المواطنين الغربيين إضافة إلى أصدقاء أميركا حسب قول أحد مسئولي المنظمة. ولم تكن زلة موقف أن تطلب الإدارة الأميركية من الحكومة الإيرانية أن تكون وسيطاً مع مقتدى الصدر لمعالجة التداعيات في النجف وكربلاء. وتشير مصادر صحفية أن هناك مجالاً مفتوحاً للحوارات والجلسات السرية بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص العراق والتي تُعقد في الغرف الخلفية والتي يديرها رفسنجاني من إيران، والدكتور ولاياتي من الإمارات العربية المتحدة والسفارة الإيرانية في الكويت.

ووصل الغزل الأمريكي الإيراني في العراق إلى حد ما صرح به نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية آدم إرلي الذي نفى فيها تورط إيران فيما يجري في العراق. أمريكا وإيران تلتقيان على جامع مشترك هو الخلاص من أي مقاومة مسلحة على الساحة العراقية.

وإذا نظرنا الى الدور الإيراني الذي تمارسه على الساحة العراقية فإن "القيادة الإيرانية" تقوم بدور مزدوج في العراق؛ فهي ليست راغبة في أن تنجح أمريكا بسهولة في هذا البلد، لكنها في الوقت نفسه ليست راغبة في أن يخفق الأمريكيون كلياً هناك؛ لأن هذا الإخفاق سيشكل حينذاك تهديداً للأمن القومي الإيراني. وسيطرتها على القرار السياسي داخل العراق لهو الدليل العملي على استدعائها كل ما هو ممكن من أجل التمكن والتوسع وإنجاح مشروعها الكبير والبعيد المدى.

ونتيجة لهذا الواقع ذهب البعض الى حد القول ان الوضع في العراق يتأثر كثيراً بإرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقد ساهمت الولايات المتحدة الأميركية في تهيئ الأرضية المناسبة لهذا الدور في ظل تبادل المصالح المشترك بين الدولتين...

كارثة نيروبي الرواية الكاملة

نيروبي العاصمة الكينية واكبر مدنها، حيث يشكل المسيحيون الغالبية العظمى من سكانها، وتشكل المدينة البوابة الأساسية لشرق افريقيا، بالاضافة الى ذلك هي جسر بين الغرب وافريقيا ، وتعود معظم مراكز القوى والنفوذ الى بريطانيا بعد استقلال كينيا في عام 1963، فمعظم تلك الاعمال تعود لإسرائيل، بريطانيا، الهند، ايران، ومواطنين من الولايات المتحدة والدول العربية بالإضافة الى مواطنين افارقة وجنسيات مختلفة.

تتشارك كينيا في حدودها مع دول ذات صراع دائم مثل تنزانيا، اوغندا الصومال ، السودان، واثيوبيا. ومنذ بداية الحرب الأهلية في الصومال تدخلت كينيا من منطلق ان جزء كبير من اراضي الصومال تعود لكينيا جزء نورثايستن، او الجزء الشمالي الشرقي. هذا الصراع انتقل الى الاراضي الكينية.

وفي عام 2008 اقدمت منظمة شباب الصومال على احتلال مدينة كسمايا والقرى المحيطة والقريبة من حدود كينيا مما شكل خطراً على الامن الكيني مما دفع الجيش الكيني للتدخل في الصومال لحفظ امن كينيا.

حادثة المركز التجاري

اقدمت جماعة الشباب الصومالية نهار السبت الماضي بشن هجوماً مسلح على مركز «ويست غيت» التجاري في العاصمة نيروبي أثناء مسابقة طهي للأطفال نظمتها محطة إذاعية في المركز وكان الفائزون على وشك تسلم الجوائز حين وقع الهجوم. حيث حصلت اشتباكات استمرت عدة ايام راح ضحيتها اكثر من 70 قتيل وجرح ما لا يقل عن 200 شخص. وفي اللحظات الاولى للحادث اعلن الرئيس الكيني في كلمة له الى الشعب الكيني ان «المجرمين موجودون الآن في مكان واحد داخل المبنى. ومع وجود (افراد الشرطة) المحترفين في الموقع أطمئن الكينيين إلى ان امامنا فرصة جيدة للسيطرة على الارهابيين بنجاح وهو ما نأمله». مضيفاً بين الضحاية افراد من عائلتي.

وقامت الشرطة بتطويق وإخلاء مركز "ويست غايت" التجاري الذي يرتاده الكينيون الأثرياء والأجانب من المتسوقين وأمكن سماع أصوات إطلاق نار بعد ساعات من بدء الهجوم بينما حاصر الجنود المركز التجاري وقامت الشرطة بتمشيط المجمع ولاحقت المهاجمين من متجر لآخر. وحلقت طائرات هليكوبتر للشرطة فوق الموقع بينما وجهت الشرطة المسلحة نداءات طالبت فيها الموجودين داخل المركز بمغادرته وفر العشرات من المبنى. وقد أوضح شهود عيان لوكالة "فرانس برس" أن المسلحين الذين هاجموا المركز التجاري كانوا يتكلمون "لغة تشبه العربية أو الصومالية"، وشوهدوا وهم يعدمون عددا من المتسوقين "بعدما طلب منهم ترديد شيء ما".

وبعد ساعات من الاشتباكات ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مسؤول أمني قوله أن قوات الأمن نجحت في حصار المهاجمين في أحد أركان المركز التجاري واعتقلت قوات الأمن أحد المسلحين ولكنه توفي متأثرا بجراحه التي أصيب بها فيما تم اخلاء اكثر من الف مواطن داخل المتجر.

التدخل الاسرائيلي لتحرير الرهائن

اعلن مصدر امني كيني لوكالة فرانس برس بان قوات اسرائيلية دخلت الى المركز التجاري بهدف إسعاف الرهائن والجرحى وقال المصدر، رافضاً الكشف عن هويته، إن "الإسرائيليين دخلوا للتو، وهم يسعفون الرهائن والجرحى".

كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني إسرائيلي، أن "مستشارين إسرائيليين يساعدون كينيا في استراتيجية تفاوضية، لإنهاء حصار المركز التجاري في نيروبي". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية بول هيرشسون في القدس المحتلة إنه ليس «من عادته أن يدلي بتعليق على أي عملية أمنية مشتركة يمكن أن تكون جارية أم لا»، فيما ألمح مسؤول إسرائيلي آخر إلى أن ما يحصل ليس تدخلا عسكريا بكل ما للكلمة من معنى بل هو دعم لوجستي. فالنشاط الاستخباري والعسكري الاسرائيلي في كينيا يهدف إلى تشكيل محور استخباري ( نيروبي ـ أديس أبابا ) يمكن لإسرائيل من خلاله تطويق الأمن القومي العربي عموما ، وتهديد الأمن المائي المصري بغرض ممارسة الضغط علي مصر , وذلك عبر اختراق ما يسمى بدول ( الاندوجو) وهي الدول المطلة على نهر النيل. وفي أعقاب تفجير السفارة الأمريكية في كينيا عام 1998 نشط جهاز الموساد في العمل بكينيا تحت مبرر مكافحة الإرهاب , وها هو برز عبر اشتراكه مع القوات الكينية في إجلاء رهائن نيروبي .

ردود الافعال الدولية

وفي ردود الفعل الدولية، أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما، اتصالاً هاتفياً بنظيره الكيني، ليقدم له التعازي في ضحايا «هجوم إرهابي». وقال البيت الأبيض في بيان «أكد الرئيس أوباما الدعم الأميركي لجهود كينيا الرامية لتقديم منفذي الهجوم إلى العدالة.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي عرض المساعدة على كينيا، إن عدداً من الأميركيين أصيبوا في الهجوم، وإن زوجة دبلوماسي أميركي يعمل في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لقيت حتفها.

من جهتها، قالت فرنسا إن اثنين من مواطنيها قُتلا، بينما قالت وزارة الخارجية البريطانية إنه تأكد مقتل ثلاثة بريطانيين في الهجوم.

كذلك أعلنت كندا مقتل اثنين من مواطنيها أحدهما دبلوماسي عمره 29 عاماً. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الدبلوماسي والشاعر الغاني كوفي أونور، لقي حتفه فيما قتلت امرأة صينية.

واكد أكد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ مقتل 3 بريطانيين في الهجوم على المركز التجاري في نيروبي، وقال في بيان إن "3 بريطانيين قتلوا في الهجوم والعدد يمكن أن يرتفع".

ودان مجلس الأمن، الهجوم بشدة واصفا اياه بـ"الهجوم الإرهابي"، معبراً في بيان له عن التضامن مع "كينيا حكومة وشعباً في هذا الوقت العصيب".

كما دانت إيران، على لسان المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إدانة إيران "بشدة الهجوم الإرهابي، الذي استهدف المركز التجاري في نيروبي".

ودانت الجزائر بشدة الأحد الهجوم، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية عمار بلاني في بيان " إن الجزائر تدين بكل شدة الاعتداء الإرهابي الجبان والحاقد الذي استهدف أمس السبت مركزا تجاريا بنيروبي".

وبعد ثلاثة أيام من المعارك الضارية بين عناصر حركة الشباب المجاهدين الصومالية والقوات الكينية أعلنت السلطات الكينية سيطرتها بشكل كامل على المركز التجاري بالعاصمة نيروبي.

من هي حركة الشباب المجاهدين

حركة "الشباب الإسلامية" أو "حزب الشباب" أو "حركة الشباب المجاهدين" أو "الشباب الجهادي" أو "الشباب الإسلامي" هي حركة إسلام سياسي قتالية صومالية تنشط في الصومال، تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة.

الحركة التي تأسست في أوائل 2004 وظلت الحركة توصف في البداية بأنها الجناح العسكري للمحاكم الإسلامية خاصة في فترة استيلاء المحاكم على أكثرية أراضي الجنوب الصومالي في النصف الثاني من العام 2006.

غير أن هزيمة المحاكم أمام مسلحي الحكومة الصومالية المؤقتة المدعومة من طرف الجيش الإثيوبي وانسحاب قيادتها خارج الصومال، وتحالفها مع المعارضة الصومالية في مؤتمر أسمرا المنعقد في سبتمبر/ أيلول 2007، كانت سببا وراء انشقاق حركة الشباب الصومالية عن المحاكم متهمة إياها بالتحالف مع العلمانيين والتخلي عن الجهاد في سبيل الله.

ويبلغ عدد المقاتلين بين 3000 و7000، يتلقون تدريبات في إريتريا وتمول نشاطاتها من خلال القرصنة قبالة سواحل الصومال. يذكر أن عناصر تابعة للحركة تقوم من وقت لآخر بتفجيرات انتحارية، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق عمر حاشي أدن في 18 يونيو 2009 الذي قتل معه 30 شخصاً على الأقل.

 

كما قامت تلك الحركة بإعدام مئات من المسيحيين الصوماليين منذ عام 2005، وكذلك أشخاص اشتبه بتعاونهم مع الاستخبارات الإثيوبية، كما قامت الحركة بهدم أضرحة تابعة لمسلمين صوفيين في المناطق التي تسيطر عليها إضافة إلى اغلاق مساجدهم وجامعتهم بدعوى "أن ممارسات الصوفيين تتعارض مع مفهوم هذه الجماعة للشريعة الإسلامية".

وكانت الحركة قد اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم فس تغريدة على موقع تويتر- "لقد خضنا منذ فترة طويلة حربا ضد الكينيين في أرضنا، وحان الوقت الآن لنقل وتغيير أرض المعركة لنأخذ الحرب إلى أرضهم". وأضافت "دخل المجاهدون مركز ويست غيت للتسوق وقت الظهر تقريبا فقتلوا أكثر من مائة كافر كيني والمعركة ما زالت مستمرة، وما زالوا في مركز التسوق يقاتلون الكفار الكينيين داخل حلبتهم". وأشارت إلى أن الحكومة الكينية "تناشد مجاهدينا الموجودين داخل مركز التسوق إجراء مفاوضات، لن تكون هناك مفاوضات بأي حال في ويست غيت". وكان آخر هجوم كبير شنته «جماعة الشباب» خارج الصومال الهجوم المزدوج في أوغندا المجاورة واستهدف أشخاصا كانوا يشاهدون نهائي كأس العالم على شاشات التلفاز في كمبالا في شهر حزيران العام 2010، وأسفر عن مقتل 77 شخصا.

وكان خبراء قد واصلوا تحقيقاتهم الميدانية بحثا عن جثث وأدلة في العاصمة الكينية من عدة دول كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمانيا وكندا والشرطة الجنائية الدولية (الانتربول) مع الفريق الكيني في التحقيق في الهجوم الذي استهدف المجمع التجاري. وقال وزير الداخلية الكيني جوزيف أولي لنكو إن "الخبراء في الطب الجنائي يجمعون عينات من الحمض النووي والبصمات من المجمع التجاري".

وأصدر الانتربول مذكرة بحق سامنتا لوثويت، والتي كانت متزوجة من أحد الانتحاريين، تسبب في قتل أكثر من خمسين شخصا في هجمات لندن في ألفين وخمسة.وتتهم نيروبي لوثويت بالارتباط بحركة الشباب وحيازة متفجرات في ألفين وأحد عشر، وانتشرت تكهنات حول دورها المحتمل في الهجوم على المركز، رغم عدم وجود دليل ملموس.

المأزق الأميركي في الأزمة السورية

منذ ما يقارب الأعوام الثلاث تعصف في سوريا أزمة أصابت الصغير قبل الكبير ، أصابت الأرياف قبل المدن ، ضربت السواحل والجبال ، أزمة أعادت خلط أوراق المنطقة والعالم ، أزمة أفضل ما يمكن أن توصف به هو أنها ليست داخلية كما يدعي البعض ، هذه الأزمة التي بدأت بحراك شعبي مدني في الشارع كما حصل في تونس ومصر وليبيا والبحرين والدول التي عرفت ما سمي آنذاك بالربيع العربي .

لكن تطور الأحداث في سوريا لم يأخذ المنحى نفسه الذي عاشته الدول الربيعية الباقية ، فمنذ الأشهر الأولى " للثورة السورية " ، كان الرصاص هو سيد الحوار بين المحتجين والسلطة ، وبعد أشهر قليلة تمنى السوريين لو أن الرصاص بقي سيد الموقف حيث تسلمت المدفعية والطائرات والأسلحة الثقيلة زمام الأمور .

هذا ما حصل في ليبيا في ذلك الربيع الماطر حيث أمطرت الفئات المتصارعة على السلطة في ليبيا بعضها بعضا بالرصاص والقذائف المدفعية ، وحين شعر حلف الناتو بضعف المعارضة المسلحة في البلاد قرر الدعم المباشر والدخول في المعركة ، وشكل الحلف كتيبة إسناد جوي للمعارضة الليبية بغية الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي وأنهى المرحلة ، كانت ليبيا في تلك المرحلة تمثل كبش الفداء الذي ضحى به الناتو وعلى رأسه الولايات المتحدة ، كي يربي ( إن صح التعبير ) من تبقى من الشعوب العربية التي لم تنتهج الثورة طريقا بعد ، لكي لا تكر مسبحة الثورات في الدول وقلب أنظمة الحكم المؤيدة لها .

لكن المسار العنفي سار في سوريا أسرع مما كان عليه في ليبيا ، والمعارضة السوريا التي بدأت تتشكل من منشقين عن الجيش النظامي ومجموعات مدنية معارضة للرئيس بشار الأسد ومن بعض السلفيين الذي يبيتون لآل الأسد ثاراٌ قديما منذ أحداث درعا أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد ، أي من مجموعات غير متناسقة ، كان من الطبيعي أن يتمكن الجيش النظامي في البداية من إبراز نقاط قوة تجاه المعارضة ، الأمر الذي كان يضع المعارضة المدعومة أميركيا أمام إحتمال واسع للهزيمة . كما يجدر لفت الإنتباه أن النظام السوري يمثل خطرا على الولايات المتحدة وكيان العدو أكثر بكثير مما يفعل النظام الليبي السابق إن وجد هذا الخطر .

قارنا بين هذين البلدين وهذين النظامين ، وهاتين الدولتين ، وهاتين الثورتين ، لنجدد طرح تساؤلا لطالما طرحه الكثيرون ، هو لماذا تدخل الناتو في ليبيا على الفور لينهي تلك الأزمة ، ولم يتدخل بشكل مباشر في سوريا ، لماذا تريثت الولايات المتحدة حتى في إعلانها الدعم العسكري للمعارضة المسلحة ؟ لا بل أكثر من ذلك ، لماذا تباطأت الولايات المتحدة أو بالحري القول الإدارة الأميركية في إتخاذ قرار ضربة عسكرية مباشرة للنظام السوري ؟ لماذا عرض أوباما الموضوع على الكونغرس وهو يعرف انه سيخسر هذه المعركة ، خاصة أن فترة قصيرة إنقضت على خسارته معركة إقتصادية في الكونغرس ؟ لماذا عرض الكونغرس الملف الكيماوي السوري على مجلس الأمن حيث يعرف أنه أيضا سيخسر المعركة بسبب الدعم الروسي الصيني لسوريا ونظامها ؟

لماذا لم تعمل الولايات المتحدة على إنهاء الأزمة منذ البداية ، وفي تلك المرحلة كان لها أن تقطع الطريق على روسيا التي عادت إلى الساحة الدولية من أوسع أبوابها من خلال الأزمة السورية ، لماذا لم تقفل الولايات المتحدة هذا الطريق منذ البداية ؟

في بداية المعارك المسلحة الفعلية على الأراضي السورية بدأت تظهر على الساحة الحربية المجموعات المتشددة التي تقاتل في صفوف مقاتلي المعارضة ، وتناقلت في تلك الآونة بعض وسائل الإعلام الأحاديث التي عدنا نسمعها اليوم ، عن أن الدول الغربية زجت بهؤلاء في معركة سوريا حتى يقضوا نحبهم بالنيران السورية ليتخلصوا منهم ، حيث باتوا يشكلون عبأ على هذه الدول خاصة بعد بدء صعود نجمهم في الدول التي أنهت ثوراتها ، حيث عاد الإخوان المسلمون في مصر إلى البروز والنشاط السياسي ، كما فعل الإسلاميون في تونس وحاولوا السيطرة على مفاصل السلطة في ليبيا ، وعودة إسم تنظيم القاعدة للتداول جعل الولايات المتحدة تتراجع قليلا فالرأي العام الأميركي لن يقبل ان يخوض حربا إلى جانب تنظيم القاعدة الذي دفع في مطلع القرن الحالي الدماء ليحاربه في أفغانستان كما أن هذا التنظيم هو من قتل الأميركيين في الحادي عشر من أيلول من العام 2001 في أحداث برجي التجارة العالميين في نيويورك . وضعت الإدارة الأميركية هذا التفصيل في حساباتها وهذا ما لاقته عندما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن نية بضرب سورية بعد حادثة الكيماوي في الغوطة ، حيث ووجه أوباما وإدارته بالرفض الشعبي بفارق شاسع بين الأميركيين المؤيدين للعمل العسكري ضد سوريا الذين كانوا الأقلية والرافضين لهذا العمل وكانوا الأغلبية بفارق يصل إلى 20% . وكذلك رفض الشعب عبر ممثليه في الكونغرس العمل العسكري المباشر على سوريا .

لم يكن هذا السبب الوحيد الذي منع الولايات المتحدة الأميركية من تنفيذ عمل عسكري ضد النظام السوري ومساعدة المعارضة على قلب نظام الحكم في البلاد لصالح حلفائهم ، لم يظهر في البداية أن الأزمة السورية سوف تطول إلى هذا الحد غير أن المعارضة السورية في البداية لم تكن متطرفة حيث أنها في الأيام الأولى في الحراك لم تتبنى إسقاط النظام السوري لا بل كانت تطرح الإصلاح في النظام ، وهذا ما لم تكن تسعى إليه الولايات المتحدة فهي تسعى لإنهاء هذا النظام وإسقاطه ، وليس لتحسين شروط بقائه ، وإعطاء ضمانات أكثر لهذا النظام للبقاء من خلال تحسين علاقاته بالشعب السوري . وكانت تحت ستار الحرية الشخصية وحرية التعبير تحفر من تحت الطاولة لتسحب السجادة من تحت النظام ورئيسه ، خاصة وأن هذا النظام يتمتع بشعبية وتأييد واسع من فئات متعددة من الشعب . لذا كان على الولايات المتحدة أن تعمل جاهدة لتقويض الدعامة الشعبية للنظام السوري ، كما كان عليها إدخال النظام السوري في معركة إستنزاف في صفوف جيشه وفي عتاده العسكري ، حتى إذا ما جاء الوقت لتتدخل بشكل مباشر ستجد خصما ضعيفا يمكن القضاء عليه بسهولة على غرار ما حصل في ليبيا.

لم يحصل ما توقعته الولايات المتحدة ، لم يتضعضع النظام السوري لا بل هو في كل يوم أقوى من اليوم الذي يسبقه ، وذلك عائد أن المعارضة السورية ليست وحدها التي تتلقى دعما خارجيا ، فالدعم الروسي الإيراني والصيني الذي تلقاه الرئيس السوري بشار الأسد كان أقوى من الدعم الأميركي للمعارضة خاصة وانه كان يتمتع بالصراحة منذ اللحظات الأولى للمعارك المسلحة ، حيث أعلنت كل من روسيا وإيران والصين الدعم السياسي والعسكري للرئيس الأسد ونظامه ، حتى بدأت كبريات المعارك في الحرب السورية ، معركة القصير وتدخل حزب لله اللبناني وبعلانية في المعركة ، هذا من كانت الولايات المتحدة تتوقع منه التدخل في حال أي هجوم ضد النظام السوري ، حاولت إدخاله في المعركة وإضعافه من خلال فتح معركة كبير ة على الحدود اللبنانية السورية تضعف خطوط الإمداد المحتملة في حال حوصر النظام ، وخلق منطقة عازلة على الحدود مع لبنان يسيطر عليها المعارضون المتشددون تكون نقطة إنطلاق لسيطرة هؤلاء على لبنان في نفس الوقت الذي يسقط فيه النظام ، لكن هذا لم يحصل بل على العكس حصل ما هو في عكس المصالح الأميركية ، وإنتصر الأسد ومن خلفه حزب الله فكانت الخطة البديلة بعد محاولات عدة لضرب قوى هذا النظام في معارك عدة في غير منطقة من سوريا فلم يفلحوا ، وفي هذه المرحلة أصبحت الولايات المتحدة بحاجة للتدخل المباشر لكنها ستواجه بما كانت تخشاه منذ اللحظة الأولى ، ألا وهو رضى الشعب الأميركي فكانت بحاجة لذريعة " إنسانية " جديدة فما كان منها إلا أن إستغلت قضية إستخدام غاز السارين في الغوطتين الشرقية والغربية إن لم نقل قد إفتعلتها ، مع العلم أن دلائل كثيرة تؤكد مسؤولية المعارضة عن هذه الكارثة الإنسانية ، وبدأ المسار الدولي يتغير بإتجاه الحرب لكن المماطلة من قبل الإدارة الأميركية وعرض الأزمة على الكونغرس ، بعد رفض مجلس الأمن الدولي للمشروع المقدم من الولايات المتحدة الأميركية ، ورفض الكونغرس للمشروع الذي تقدم به أوباما أظهر عدم قدرة وإستعداد الولايات المتحدة على خوض غمار هذه الحرب ، وما المماطلة إلا إفساحا في المجال أمام المجتمع الدولي للتوصل لحل سلمي .

بالفعل جهد المجتمع الدولي كثيرا للتوصل إلى حل سلمي للأزمة في سوريا ، لا بل بالحري القول جهدت الدبلوماسية الروسية في السعي لهذا الحل السلمي ، وبعد عناء طويل تمخضت الدبلوماسية عن إتفاق دولي يفضي إلى نزع السلاح الكيماوي السوري ، ظهرت بوادره الأولى بعد لقاء وزير الخارجية الروسي ونظيره السوري في روسيا ، وبدء التداول في ما عرف بمبادرة لافروف التي تحولت في ما بعد إلى إتفاق روسي أميركي على نزع السلاح الكيماوي السوري ، ولتتحول أنظار العالم إلى القرار الإتفاق ، وكيفية وضعه حيز التنفيذ . وتعددت المواقف التي بات كل متابع يعرف تفاصيلها ولا مجال لذكرها هنا .

نذكر من هذه المواقف موقف العدو الصهيوني القابع على الخاصرة الجنوبية لسوريا ، الذي كان منذ بداية الأزمة السورية قد تمنع عن إصدار أي موقف رسمي حول الصراع الدائر في سوريا ، بإستثناء بعض الضربات الجوية التي تتعدى اصابع اليد للأراضي السورية ، حتى أن العدو ضبط نفسه مرغما ، حتى لا تتحول الأنظار إليه وكي لا تكون المعركة مع إسرائيل حيث سيكسب الرئيس السوري تعاطف العالم العربي وهو ما لا تسعى إليه إسرائيل وربيبتها الولايات المتحدة . ومع تحول الولايات المتحدة الأميركية نحو التدخل العسكري المباشر كانت الأراضي المحتلة هي الوجهة المحتملة للصواريخ السورية في حال حصلت الضربة العسكرية المحدودة ( حسب وصف أوباما ) ، خاصة بعد التصريحات الإيرانية والسورية بأن قصف الأراضي السورية سيقابله قصف تل أبيب .

أعادت هذه التصريحات ، تصريحات إيرانية سابقة إلى اذهان صناع القرار الإسرائيلي الأمر الذي دفعهم للخروج عن صمتهم الرسمي ، وبدأت التصريحات الإسرائيلية تتوالى ، حول أهمية التدخل العسكري الأميركي في سوريا ، لضرب النظام السوري وأسلحته الكيماوية ، وفي خلفية هذه التصريحات كان الأمن القومي الإسرائيلي ، ومع بدء المماطلة من قبل الإدارة الأميركية بدء التشكيك الإسرائيلي بجدية الولايات المتحدة في الدفاع عن إسرائيل او في التصدي لإيران في حال تعرضت الأخيرة لإسرائيل حسب الزعم الإسرائيلي ، فحاولت حكومة العدو الإسرائيلي في هذه المرحلة الضغط على إدارة أوباما للإسراع في توجيه ضربته نحو سوريا ، حتى كانت خيبة الأمل الكبرى لحكومة العدو وتمثلت بإتفاق كيري - لافروف ، وتأجيل الضربة العسكرية الأميركية " المحدودة " ضد سوريا . وباتت حكومة العدو تفكر في إحتمال أن تواجه حلف حزب الله سوريا ولإيران منفردة بسبب تخاذل الولايات المتحدة .

واليوم بعد أن بدأت الإنفراجات في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في إيران ، وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ، حول الهولوكست المغايرة عن المواقف الإيرانية السابقة حيث إعتبرها جريمة ويجب محاسبة مرتكبيها بعد ان كانت إيران تعتبرها " مجرد خرافة " ، وعلى الرغم من بدء الإنفراج في الملف النووي الإيراني لا زالت إسرائيل تحذر أوباما من التقارب بينه وبين إيران معتبرة ان التصريحات الإيرانية مجرد لعبة لكسب الوقت وإبعاد الحرب عن سوريا ، والتحضير للرد على أي هجوم أميركي .وبذل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الكثير من الجهد لإقناع الرئيس الأميركي بوجهة نظره ، حتى أنه خرج من القاعة أثناء حديث الشيخ روحاني. وقد لاقى خطاب أوباما اليوم الكثير من الإنتقادات في أروقة السياسة الخارجية الإسرائيلية خاصة في ما خص تصريحه حول قناعته بان الحل السلمي للأزمة السورية هو الحل الأنسب وترحيبه بالخطوات التي قام بها الرئيس الأسد بالكشف عن مواقع الكيماوي .

أمام التنازل الذي قدمه الرئيس بشار الأسد تراجع المجتمع الدولي مرغما عن العمل العسكري ضد سوريا ، وكانت فرنسا قبل تلك المرحلة قد طرحت زيادة تسليح المعارضة المسلحة السورية في حال إلغاء أو تأجيل الضربة الأميركية ، وهذا ما حصل ، خاصة وأن النظام السوري خرج أكثر صلابة من هذه المحنة ، فكانت الورقة الخفية التي لم يتوضح سبب إستخدامها من قبل الغرب في حينها ، وتمثلت بالإنشقاق في صفوف المعارضة السورية ، والهجوم التي نفذته مجموعات " جبهة النصرة ، والدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) " على مواقع يسيطر عليها الجيش السوري الحر في مدينة حلب ، وآخر مستجدات هذا الإنشقاق هو رفض ثلاثة عشر تنظيما إسلاميا جهاديا يقاتل في سوريا للحكومة التي أعلنها الإئتلاف السوري المعارض من تركيا ، ولكن هذه الأسباب توضحت اليوم في خطاب أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة حين توجه بالحديث لكل من إيران وروسيا قائلا ، أن الإصرار على التمسك بحكم الأسد من شأنه أن يؤدي مباشرة إلى النتيجة التي كانوا يخشونها " توفير مساحة عنيفة على نحو متزايد للمتطرفين للعمل. وفي المقابل، يجب على الذين يواصلون دعم المعارضة المعتدلة، من بيننا، إقناعها بأن الشعب السوري لا يمكن أن يتحمل انهيار مؤسسات الدولة، وأنه لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية دون معالجة المخاوف المشروعة والعوامل المثيرة للقلق لدى العلويين والأقليات الأخرى " . وبهذا يتوضح الدعم الأميركي للجماعات المتطرفة للمزيد من الضغط على الرئيس الأسد ودفعه نحو التنحي .

بالرغم من ذلك يبقى الموقف الأميركي من الأزمة السورية يثبت ضياع هذه الإدارة ، حيث يتذبذب القرار الأميركي بين المستعد للحرب ولتنفيذ هجوم مسلح ضد النظام السوري ، الأمر الذي أكده مرارا وتكرارا الرئيس الأميركي ، والموقف الذي عبر عنه أوباما اليوم وسبق لوزير خارجيته جون كيري أن عبر عنه في غير مرة الداعي لإيجاد حل سلمي ، في حين تقوم الولايات المتحدة من تحت الطاولة بدعم المعارضة المتطرفة في سوريا !!!

عمر البشير:مجرم حرب في مجالس الأمم المتحدة

 أكد الرئيس السوداني عمر البشير، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، أنه سيشارك في في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

 وعقد البشير مؤتمر صحفي  في العاصمة السودانية اعتبر فيه أن حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة هو حق للدولة السودانية، معرباً عن اطمئنانه الى أن أحداً لن يتعرض له او يسأله في أميريكا، مستنداً الى غياب القانون الذي يبيح للولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ضده، كون أمريكا ليست عضواً في نظام روما الأساسي _المعاهدة المنشأة لمحكمة الجنايات الدولية_ وبالتالي غير ملزمة بمضمون المعاهدة.

وتستهل معاهدة روما ديباجتها بعبارة: "ان الدول الاطراف في هذا النظام"، في تعبير منها عن حصرية الزام المواد الواردة في هذا النظام بالدول الأعضاء فيه.

وتؤكد ذلك المادة  89 من النظام نفسه التي تنص على أنه " يجوز للمحكمة أن تقدم طلبا..... للقبض على شخص وتقديمهإلى أي دولة قد يكون ذلك الشخص موجودا في إقليمها، وعليها أن تطلب تعاون تلك الدولة في القبض على ذلك الشخص وتقديمه . وعلى الدول الأطراف أن تمتثل لطلبات إلقاء القبض والتقديم وفقا لأحكام هذا الباب وللإجراءات المنصوص عليهافي قوانينها"، حيث تفرق هذه المادة بين جميع دول العالم التي يمكن أن تُطالب بالقبض على شخص مطلوب للعدالة موجود على أراضيها، وبين الدول الأعضاء، التي تبدو ملزمة بالامتثال لمطالب المحكمة.

هذا على صعيد علاقة الدول بمحكمة الجنايات الدولية، أما عن علاقة هيئة الامم المتحدة بمحكمة الجنايات، فتؤكد المحكمة في ميثاقها المنشئ على مقاصدها بالتزام مبادئ ميثاق هذه الهيئة الدولية، مشيرة في ديباجتها الى أن انشاء هذه المحكمة الدولية المستقلة "ذات علاقة بمنظومة الأمم المتحدة وذات اختصاص على الجرائم الأشد خطورة التي تثير

أسعار العقارات والحلم الصيني

 لننظر ف هذه القصة الحقيقية: أربع أصدقاء يسعون للسفر من ضواحي بكين في نهاية كل اسبوع تقريبا للاستمتاع والإسترخاء في الريف الصيني وتنشق الهواء النقي وتناول وجبة الباربيكيو على ضفاف النهر، في رحلة هدفها التغلب على تعب العمل الذي رافقهم خلال الأسبوع.

غير أن أحدهم قرر في وقت متأخر ويدعى تشو شين، أعلن إنسحابه وتراجعه عن خوض تلك الرحلة على الرغم من إبدائه سعادته في بداية الأمر بالمشاركة والتمتع بهكذا رحلة.

وبعد البحث في الاسباب تبين ان مدخوله ضئيل وبأنه اشترى شقة حديثاً وهو لا يقوى على سداد القرض السكني الذي اعطاه اياه البنك وبالتالي عليه أن يُلغي جميع رحلتاه والتوجه نحو العمل بدل من ذلك للحصول على انتاج مالي اكثر.

هذا لا يعني ان المدعو تشو لا يكسب كثيراً، في واقع الحال راتبه يبلغ 10.000 ين أي ما يُعادل 1633 دولاراً اميركياً شهرياً، وهو تقريباً ضعف متوسط الراتب في بكين (5233 ين)، ولكنه بحاجة لسداد أكثر من 2.5 مليون ين لشراء 36 متر مربع من أجل أن يملك منزلاً.

"تشو" هو واحد من ملايين الصينيين الذين يعانون من عواقب الارتفاع المستمر لأسعار السكن. فمنذ سبتمبر 2012 الى أغسطس عام 2013 ارتفع متوسط اسعار العقارات في بكين من 28.602 ين الى 38.212 ين للمتر المربع الواحد. والحال هي نفسها في العديد من المدن الأخرى، وللأسف لا توجد علامات تحسن أو تغيير في هذا الاتجاه الصعودي.

بعض الناس يقولون أن امتلاك منزل ليس هو كل شيء وأن عدم امتلاكه ليس نهاية الحياة، ولكن في الصين، كما هو الحال في البلدان الأخرى، فإن المنزل يُشكل رمزاً للإحترام ومصدراً للأمن والإستقرار.

القسم A 2010 وهو قسم التقارير التجارية، "الطبقة المتوسطة في أميركا"، مدرجة ضمن لائحة الملاك المصنفة للطبقة الوسطى، هذا صحيح أيضاً في الصين، ذلك ان المستأجر في كلا البلدين يفتقر الى الحماية القانونية لمطلبه المحق في امتلاك منزل، ويقول أحد الإقتصادين أنه لإمتلاك شخص منزل يجب أن ينتمي الى الطبقة الوسطى.

كمثيلاتها في الغرب، من المتوقع أن تلعب الصين دوراص رئيسياً في تعزيز النمو الإقتصادي من خلال زيادة إستهلاك الطبقة الوسطى.

وتظهر العديد من الدراسات الإستقصائية أن استهلاك الطبقة الوسطى تسهم بحوالي 70 بالمئة من النمو الإقتصادي في العديد من البلدان الغربية.النسبة هي حوالي 35 بالمئة في الصين مع توقعات بالزيادة مع قيام الحكومة الصينية بعملية الإصلاح الجارية. وعبر الخبراء الإقتصاديون عن أملهم في أن تدفع الطبقة المتوسطة في الصين العالم الى الخروج من الركود الغقتصادي الذي هو فيه.

ومع ذلك، وخلافاً لما يحدث في الغرب فإن ارتفاع اسعار السكن يضغط على جيوب الطبقة الوسطى ويمنعها من صرف الأموال وبالتالي فإن ذلك يؤدي الى الحد جدياً من القدرة والإستعداد للإستهلاك.

كثير من الناس مثل تشو ديك يدخرون أموالهم ليكون لديهم ما يكفي لدفع دفعة أولى لشراء منزل ويلجأ بعضهم الى خفض النفقات حتى على بعض الضروريات ليتمكنوا من دفع أقساط القرض الشخصي.

أثر سلبي آخر يظهر نتيجة إرتفاع أسعار العقارات وهو الفجوة الإجتماعية الآخذة في الإتساع.

قبل ثلاث سنوات لاحظ مجموعة من الإقتصاديين ظهور إهتمام كبير للإستفادة من تدفق الأموال الضخمة الى القطاع العقاري. وهم يخشون من أنه على المدى الطويل، سيؤدي ذلك الى أن تتحكم مجموعة صغيرة بقمة هرم سوق الإسكان، حين أن الغالبية العظمى من الناس سيجدون صعوبة أكبر في امتلاك منزل.

المشكلة في ذلك أنه حتى مع الأشخاص الذين لا يرغبون في شراء منزل وانما فقط استئجاره فإنهم سوف يعانون ايضاً من ارتفاع قيمة الإيجار، ذلك لأن ارتفاع أسعار المساكن سيؤدي الى ارتفاع قيمة الإيجار وبالتالي زيادة التكاليف المعيشية.

المكتب الوطني للإحصاء البياني في إحصاء أجراه يظهر ان ايجار مسكن في بكين زاد خلال 52 شهرا متتالياً والذي لعب دورا رئيسياً في ارتفاع الرقم القياسي لإستهلاك المستهلك.

بعض الشركات الصغيرة تأثرت بإرتفاع الإيجار. ففي أكتوبر عام 2011، اضطر عدد غير قليل من المكاتب في بكين الى الإغلاق لأنها لم تعد قادرة على دفع الإيجار المرتفع.

منذ أن تحدث الرئيس الصيني "شي جينينغ" عن الحلم الصيني العام الماضي، ظلت الدوائر الحكومية تعمل معاً للمساعدة في تحقيق هذا الهدف.

بالنسبة للأمة ككل، الحلم الصيني يعني الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وضمان النمو الاقتصادي و الرخاء المشترك، و بناء مستقبل آمن للعائلة البسيطة والعادية. والحفاظ على أسعار المساكن في حدود معقولة أمر أساسي لتحقيق أحلام كل من الأمة والأفراد.

ارتفاع أسعار المساكن والإيجارات يمكن أن يضر النمو الاقتصادي لأنه يمنع الطبقة المتوسطة من الإنفاق بحرية. وبالتالي فمن الضروري للحكومة أن تتخذ تدابير للحفاظ على أسعار العقارات والإيجارات في الاختيار، لأنه بدون ذلك لا الوطنية ولا حلم الأفراد يمكن الوفاء بها.

حمالات الصدر تسبّب بجلد النساء

بدأ موضوع المرأة والمطالبة بحقوقها يصبح موضوع "كليشيه"، اي موضوع من ليس له موضوع، ذلك أن الغالبية العظمى تتناوله من وجهة نظر واحدة، متغاضية عن تفاصيل كثيرة تشكّل عوامل أساسية في هذا الموضوع. معظم الكتابات عن حقوق المرأة وكفاحاتها ونضالاتها تأتي من أطراف ذكورية، فلا تأخذ بعين الاعتبار فكر المرأة الذي يختلف اختلافا تاما عن الفكر الذكوري، ليس انتقاصًا من قدرات المرأة الفكرية والابداعية والثورية، بل لأن طبيعة الدور الذي تلعبه المرأة في الحياة يختلف وبالتالي تختلف معه التجارب والانفعالات والتأثيرات التي تولّد الابداع.

في التاريخ البشري، كافحت النساء كثيرا لتتخلّص من الأنظمة الأبوية والاستعبادية وتلك الذكورية، ووصلت إلى تحقيق الكثير من النجاحات لكن سرعان ما تعود الأنظمة الاستعبادية لالغاء هذه الحقوق، ولاستغلال النساء وفرض قوانين عليهن بغية السيطرة والقولبة ونحت العقول بالشكل الذي يخدم الأنظمة السائدة.

ومن الأمثلة البسيطة على فرض قوانين أو معتقدات خاطئة في عقل النساء والتي قد يعتبرها البعض أمر بديهي أو سخيف هي المشدّات التي كانت ترتديها النساء في أوروبا أو ما يطلق عليه حاليا تسمية " الكورسيه". هذا الاختراع السادي الذي يعتبر وسيلة تعذيب وتحجيم لجسد المرأة ولتصعيب حياتها قبل كل شيء هو نوع مكمل للزي النسائي. كان أول انتشار له في القرن الخامس عشر في أوروبا في ملابس السيدات الثريات، وكان يقوم برفع الثديين للأعلى. كان يلبس أعلى التنورة النسائية في إسبانيا وانتشر بصورة كبيرة وأصبح جزءًا رئيسيًا من الزي النسائي في فرنسا. السنوات الأخيرة من العقد 1800، بدأ مصممو الملابس في تصميم أجزاء متعددة بديلة عن المشد. وهذا الكورسيه أو المشد كانت ترتديه جميع النساء ليبدين نحيلات الخصر ويتمتّعن بثدي مشدود ومرفوع وهو ما كان ولا يزال يعتبر معيارا للجسد الجميل والرشيق والمثير والجاذب للرجال. وبالرغم من الضيق الذي كان يسببّه هذا المشد من صعوبة في التنفس وحالات الاغماء المتكرّرة ووصلت إلى حد ممارسات شنيعة مثل نزع آخر ضلع أو ضلعين من القفص الصدري لتحقيق الشكل المثالي، فان النساء كنّ يواظبن على ارتدائه خوفًا من ان يصبحن منبوذات اجتماعيًا ولا يحظين بالعريس المناسب الذي سيكمّل ثروة عائلتهنّ أو الذي سيشكّل ضمانة العيش الكريم في المستقبل.

وفي هذا الاطار أيضًا، تذكر بعض المصادر أن أوّل من ارتدى حمالة الصدر كان نساء "جزيرة كريت" لأنهنّ لا يرتدين قميصاً خارجيًّا، وإبّان الثورة الفرنسية واضطرار النساء الى الانخراط بسوق العمل في المعامل والمصانع، تبدّل المشد ليأخذ شكل حمالة الصدر لتغطية الثديين وتثبيتهما ورفعهما، و لأنها ذات طابع عملي أكثر ولكنها لم تلغ فكرة بقائها كإحدى القيود المفروضة على النساء. ظهرت الحمالة في صورتها الحديثة بفضل سيدة المجتمع " ماري فليبس " وخادمتها الفرنسية " ميراي جيكوب " عام 1910 وحصلت على براءة اختراع وتثمين بقيمة 15 مليون دولار .

اليوم، وفي ظل استمرار حصر كيان المرأة بالجسد فقط، وهو بالتالي مفروض عليه أن يكون ملكية خاصّة، لا تزال النساء تمتلك الفكر ذاته الذي يعمل جاهداً على إرضاء ذوق الرجال للحصول على إعجابهم. على الرغم من أن فئة كبيرة من النساء أصبحت تتمتّع باستقلالية مادية وأصبحت تشارك بعملية الانتاج، إلا أنها لا تزال تسعى وراء الضمانة الاجتماعية والأخلاقية التي تعيب على المرأة عدم زواجها وعدم تأسيسها أسرة. من هذا المنطلق فهنّ يتسابقن للحصول على جسد مثير يشكل مظهر الثدي جزءًا كبير منه.

وبما أن الفتيات الصغيرات، يقيّدن منذ نعومة أظافرهنّ بعادات وتقاليد يلقنهنّ إياها الأهل، حين يطرحن أبسط الأسئلة الانسانية ( وهي الأعمق والأصدق بالرغم من بساطتها)، وكما أنّ سؤال "لماذا يعامل أخي بطريقة أفضل مني؟"، و"لماذا يفرح الناس بالمولود الذكر أكثر من المولود الأنثى؟"، تكون إجابته دائمًا لأن "الله يريد ذلك"، دافنين بهذه الطريقة أي طاقات إبداعية أو ثورية داخل الأطفال. وتستقبل الفتاة طلب أمّها بارتداء حمالات الصدر ما أن يتكوّر ثدييها سنتيمترا واحدا عن السطح، بشكل طبيعي جدّاً، لا بل أن أغلبهنّ يفرحن لأنها أولى الدلالات على أنهنّ أصبحن كبيرات ويمكنهنّ التماهي أكثر مع الأم و الجدّة و سائر النساء اللواتي يحطن بهنّ.

فتبدأ بهذه الخطوة رحلة طويلة، مع حمالات الصدر التي يختلف حجمها مع اختلاف مراحل النمو كما تختلف أسعارها وانواعها والوانها وعلاماتها التجارية إضافة إلى اختلاف أشكالها بما يتناسب مع الملابس وما يرضي غرور الفتيات حيث يسعى أغلبهنّ إلى الحصول على حمالة مزوّدة باسفنج يجعل الثدي يبدو أكبر، وبالتالي يشبه أكثر عارضات الأزياء وأيقونات الموضة العالمية اللائي يصوّرن في الاعلام الاستهلاكي على أنّهنّ أصحاب الأجساد المثالية. هذا طبعًا غير الاختراعات المثيرة للضحك والتي لا تهدف إلا إلى مزيد من الاستهلاك مثال حمّالة الصدر التي يمكن إزالتها بسهولة عن طريق التصفيق، حمالات صدر تتوهّج في الظلام وغيرها من ما شاكل من هذه الاختراعات.

بالعودة إلى الموضوع الأساسي، ونظراً لتزييف الوعي السائد، فانه من غير المستبعد أن نسمع من بعض النساء انزعاجهن في حال اعترضت إحداهنّ على حمالة الصدر أو احتلال ملامح المفاجأة والدهشة لمجرّد تناول الموضوع، ومن غير المستبعد سماع جمل من مثال " لا نرتاح بدونها"، " لا يبدو شكلنا جذابًا"، "الأمر غير مألوف بالنسبة لنا"، "لا أتخلّى عنها لأنها رمز أنوثتي"، متناسين أنها نوع من الانسياق وراء رغبات الرجل، كسر لقدسية الجسد، عدم ثقة بالنفس فضلا عن كونها غش في أغلب الأحيان. وقد برزت في الصومال منذ فترة ليست ببعيدة حركة يعتبر تصرّفها دليلا واضحًا على أن الخيار في هذا الموضوع خيار ذكوري يسيطر على مجتمعاتنا تحت اغطية دينية. هذه الحركة هي حركة الشباب الإسلامية المتشددة، قامت بجلد نساء علانية لارتدائهنّ حمالة للصدر بحجة أن ذلك يخالف الإسلام لانطوائه على غش وتضليل. من هنا يبرز مدى استعباد المرأة، الأمر الذي يتزايد مع صعود الحركات الدينية التكفيرية في البلاد العربية، فحتى الملابس تفرض عليهنّ فرض.

أما على الصعيد الطبي، أجريت دراسة حديثة قام بها طبيب فرنسي متخصص في الطب الرياضي في فرنسا، تنصح النساء بضرورة التخلي عن ارتداء حمالة الصدر لما في ذلك من فوائد على صحة المرأة ومظهر ثدييها الخارجي. ونقلت بوابة "ذي لوكال" الالكترونية في نسختها الفرنسية أن الدراسة التي استمرت 16 عاما شملت 320 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عاما، أوصت بعدم ارتداء حمالة الصدر لأن ذلك يضعف العضلات الطبيعية الحاملة للثديين. وقال صاحب الدراسة الطبيب جان ديني روليون الذي يعمل في جامعة فرانش كومتيه بمدينة بيزانسون شرق فرنسا "إن حمالات الصدر لا تفيد ثدي المرأة من وجهة النظر الطبية والفيزيولوجية وكذلك بالنسبة لتركيبة الجسم." إنها "تضعف الأربطة الحاملة للثدي وتعيق حركة الدورة الدموية أيضا".

كذلك تشير يعض الدراسات ( الغير موثوقة بعد) التي أجراها المتخصصون أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي تزداد كلما ارتدت المرأة حمالة الصدر لفترات أطول حيث إن الضغط على الثدي يؤدي إلى منع المواد السامة من الخروج من الجسم وبالتالي إلى تكوين أورام غير حميدة، مما يعني وجود علاقة وثيقة بين أسلوب ارتداء الحمالة وبين الإصابة بسرطان الثدي وخصوصاً إذا ما توفرت عوامل أخرى مساعدة كالاستعداد الجسماني.

في النهاية، لن تصل النساء إلى حرّيتهنّ إلا عبر الايمان العميق بها والتصرّف على اساسها. استقلال المرأة المادي وحده لا يكفي لتحريرها، فللمسألة شق ثقافي يتعلق بالبنية الفوقية للمجتمع التي تكرس اضطهاد المرأة ودونيتها وتصويرها على انها ناقصة عقل أو انها سلعة وأداة للمتعة،

وهي نتاج قرون طويلة من قمع واضطهاد. وبالتالي لابد من مواصلة الصراع في الجبهة الثقافية أو البنية الفوقية للمجتمع، ضد الافكار والمعتقدات التي تكرس دونية المرأة والتي تفرض عليها القيود والصور النمطية على أنها أمور طبيعية او مسائل مسلّمة غير قابلة للنقاش. ومن هنا فإن موضوع اللباس هو أمر اختياري. لكل إنسان سواء ذكر أو انثى الحق بارتداء ما يختاره دون قيود فضلا عن التصالح مع أجسادنا واحترامها والقدرة على محبّتها حتى نتمكّن من محبّة الآخرين

أوباما يحذر من خطر الشلل الاقتصادي

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن وول ستريت يجب أن يشعر بالقلق من أن تيارا محافظا داخل الحزب الجمهوري يرغب في أن تصاب الدولة بشلل بسبب ديونها.

كانت الحكومة الأمريكية قد شلت بعد أن عجز الكونجرس عن الوصول لاتفاق حول الميزانية، وتستنفد سيولتها في السابع عشر من أكتوبر/تشرين أول ما لم يرفع سقف الديون.

وقد أجرى محادثات في وقت لاحق مع قياديين في الكونجرس لكنها لم تسفر عن أي اتفاق.

وكانت الحكومة الأمريكية قد أوقفت العمليات غير الأساسية الثلاثاء بعد أن عجز الكونجرس عن التوصل إلى اتفاق حول الميزانية.

وأدت الأزمة إلى إرسال 700 ألف موظف في إجازة غير مدفوعة الأجر وإغلاق حدائق عامة ومواقع إلكترونية ومرافق سياحية.

ويطالب الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب أوباما وحزبه الديمقراطي بتنازلات من أجل الموافقة على تمويل الحكومة ورفع سقف الديون.

ومن التنازلات التي يطالبون بها تأجيل أو سحب التمويل من قانون لإصلاح نظام الرعاية الصحية.

وقد دخلت أجزاء مهمة من القانون حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.

والتقى أوباما الأربعاء رؤساء أكبر بنوك في وول ستريت لمناقشة سقف الديون وقضايا إقتصادية أخرى.

وقال أوباما عقب الاجتماع "من الضروري أن يدركوا أن هذا سيؤثر بعمق على اقتصادنا".

وأضاف أوباما أنه لا يرغب بالتفاوض مع "الاتجاهات المتطرفة في أي حزب".

وأضاف "رسالتي إلى زعماء الكونجرس: إلى أن نحصل على تشريع واضح يعيد فتح المصالح الحكومية، وإلى أن نتأكد أن الكونجرس سيسمح بدفع الالتزامات التي أقرها، حتى ذلك الوقت لن ندخل في مفاوضات".

احتجاجات في السودان تسفر عن مقتل المئات من المتظاهرين

ذكرت منظمة العفو الدولية في بيان صدر مساء الأربعاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول، مقتل أكثر من 200 شخص إثر المظاهرات التي خرجت في مناطق عديدة في السودان احتجاجاً على إعلان الرئيس السوداني عمر البشير عن رفع الدعم الحكومي عن أسعار المحروقات يوم 23 سبتمبر/ أيلول ما أنتج عنه مواجهات مع الشرطة المحلية حيث اعتقلت أكثر من 800 ناشط سياسي منذ اندلاع موجة الإحتجاجات في البلاد.

ونقلت المنظمة عن نقابة الأطباء السودانيين أن حصيلة الضحايا تجاوزت 210 قتيلا في الخرطوم فقط، مشيرة الى أن سبب الوفاة هو نتيجة لاستخدام قوات الأمن السودانية القوة المفرطة فمعظم الوفيات التي سجلت داخل المستشفيات تعرضت لطلقات نارية بالرأس والصدر.

لا قانون يلزم "اسرائيل" بعدم استخدام ترسانتها الكيميائية

ترسانة النووي الاسرائيلية لن تحظر.. وكيان الاحتلال يطوّر من أسلحته الكيميائية والبيولوجية...

لا يخف على أحد امتلاك كيان الاحتلال الاسرائيلي ترسانة أسلحة متطورة، أبرزها السلاح الكيميائي وهو في مرحلة التطوير، بالإضافة الى امتلاك اسلحة نووية، وهي جزء من الأسلحة الكيميائية الفتاكة ، هذا من دون اغفال الأسلحة البيولوجية التي تشكل أحياناً خطراً أكبر، والذي لا يتوانى عن استخدامها في كل عدوان يشنه على المدنيين والعزل بمن فيهم الأطفال .

ولعل أبرز ما تستند عليه "اسرائيل" في حروبها وحتى سياساتها الدولية هو مخزونها من السلاح وترسانتها التي تتميز بسلاحها الجوي الذي لولاه لما استطاعت تحقيق اهداف "عسكرية" في مختلف البلدان-التي شنت عليها أكثر من عدوان على مر التاريخ- وهي معتمدة فقط على التوغلات البرية محدودة الجغرافيا.

ويصنّف كيان الاحتلال الاسرائيلي كواحد من أربعة "دول" مسلحة نووياً، لكن في معاهدة " الحد من انتشار الأسلحة الكيميائية " غير معترف بها كـ"دولة تمتلك أسلحة نووية "، هذا فيما ترفض "اسرائيل" الانضمام الى هذه المعاهدة مبررة عدم توقيعها على المعاهدة المذكورة بأن "هناك دولاً تمتلك أسلحة كيميائية لا تعترف بوجودها وهدفها مواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية".

ورفض الكيان الاسرائيلي التوقيع على الاتفاقية يأتي مع العلم أنه كان قد وقع عام 1993 على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيميائية لكنه لم يصادق عليها نهائياً في الكنيست، وتشير التقارير الصحفية العبرية الى أنه و لغاية الآن تخضع أسلحة الكيان لنظام التفتيش والمراقبة الدولي في حين لم يلتزم كيان الاحتلال بعدم اتخاذ خطوات تناقض روح تلك المعاهدة الدولية لحظر نشر الأسلحة الكيميائية.

هذا وتدرك القيادات في كيان الاحتلال الاسرائيلي احتمال تبلور سيناريو تطلب من خلاله جهات دولية أن تتخذ "إسرائيل" خطوات مشابهة لخطوات دمشق لتفكيك ترسانتها الكيميائية.

وفيما يلفت مكتب التقييم التكنولوجي في الكونجرس الأميركي الى أن كيان الاحتلال مسجل كـ"دولة" لديها "قدرات للحرب الكيميائية غير المعلنة" بالإضافة الى امتلاكها برنامج "هجومي للحرب البيولوجية"، لا يؤكد كيان الاحتلال الاسرائيلي ما ورد رسمياً كما لا ينفيه، لاسيما لجهة امتلاكه الأسلحة النووية.

وفي هذا الإطار يؤكد خبراء أميركيون امتلاك كيان الاحتلال لـثمانين رأساً نووياً، كان قد جمد انتاجها منذ عام 2004 لكنه لا يزال يحتفظ بتلك الرؤوس. كذلك تؤكد التقارير الاعلامية "الاسرائيلية" أنه اذا ما قرر كيان الاحتلال العودة إلى إنتاج السلاح النووي فاستطاعته إنتاج ضعف ما لديه من عدد الرؤوس نووية وخلال فترة زمنية قصيرة ، ويشمل الانتاج القنابل النووية .

وتجدر الاشارة الى أن السلاح الكيميائي الذي تمتلكه "اسرائيل" قديم العهد ، ويعود الى العام 1967، أي في أعقاب "النكسة "، كما ترجح تقديرات الاستخبارات في وزارة الدفاع الأميركية وجود حوالي سبعين رأساً نوويا لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي منذ ما قبل العام 1999، وقد ارتفع هذا العدد ليصل الى ثمانين مع حلول العام 2004 بحسب الوزارة.

وعلى الرغم من جميع الاتفاقات الدولية والقوانين التي تحرم استخدام الاسلحة الكيميائية في الحروب وسواها الا أن كيان الاحتلال ما انفتأ يضرب بعرض الحائط كل النصوص الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة المذكورة بل ومضى في استخدامها ضد الأطفال والمدنيين على وجه التحديد وهذا ما كان جلياً وما اكدته التقارير الدولية بعد عدوانه المتكرر على لبنان وقطاع غزة منذ القرن الماضي.

ومن أبرز الاتفاقيات الدولية كانت اتفاقيات جنيف وهي أربع صيغت على مراحل عدة أولها كان عام 1864 وآخرها عام 1949 وكلها تناولت "حماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب" وذلك عبر تبيان طريقة الاعتناء بالجرحى والمرضى بالإضافة الى أسرى الحرب من دون الاغفال عن حماية المدنيين المتواجدين في ساحة المعركة أو ضمن منطقة محتلة.

ومن ضمن اتفاقيات جنيف كان تأسيس منظمة الصليب الأحمر التي أصبحت اليوم تحمل اسم "منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولية" وتعتبر هذه المنظمة منظمةَ دولية محايدة تعنى بمعالجة شؤون الجرحى وأسرى الحرب. وهذه "الاتفاقية" أحد اكثر الاتفاقيات الدولية قبولاً، وهي جزء أساسي من "القانون الدولي الإنساني".

وقد تلا اتفاقيات جنيف اتفاقيات وبروتوكولات عدة بالإضافة الى معاهدات تحظر استخدام الاسلحة الكيميائية بما فيها الغازات السامة، وتلك المعاهدات ملزمة لمن وقع عليها لاسيما المعاهدة التي يحكى عنها اليوم والتي أبرمت عام 1993 فيما لا تلزم غير الموقعين، ومن ضمنهم كيان الاحتلال وسوريا.

وبعد قبول سوريا اليوم التوقيع عليها والالتزام ببنودها يرفض كيان الاحتلال الالتزام بها بيد أن توقيعه لم يصادق عليه من قبل الكنيست وبالتالي فلا شيء يلزمه تجاه المعاهدة وبالتالي لن يتقيد بحظر نشر أو استخدام ترسانته الكيميائية التي من ضمنها اسلحته النووية  التي ترجح مصادر اعلامية عربية ان تتخطى الثمانين رأساً لتصل الى قرابة المئتين.

وقد برز استخدام "اسرائيل" لتلك الأسلحة المحظورة عام 1973 خلال الحرب حين لوّحت رئيسة حكومة كيان الاحتلال وقتئذ غولدا مائير مهددة باستعمال السلاح النووي، الأمر الذي دفع بالولايات المتحدة لمدها بجسر جوي فيما تم إرغام الدول العربية على توقيع "معاهدة حظر السلاح النووي" مستثنين كيان الاحتلال .

وتجدر الاشارة الى أنه واثر ذلك، لجأت سوريا -التي رفضت التوقيع - إلى توازن استراتيجي عبر السلاح الكيميائي بهدف الدفاع عن نفسها أمام "القوة النووية الصهيونية". وهنا يعتبر المؤرخون والمحللون أن سوريا وقعت في خطأ التسلح الكيميائي عبر الغازات السامة من دون امتلاك السلاح النووي الذي يمتلك فعالية أكبر لما فيه من فوائد أوسع على كافة الأصعدة منها الاقتصادية والحربية.

استخدام السلاح الكيميائي تم فعلياً في لبنان رغم أن التقارير الدولية لم تؤكد ذلك وفيما لم تعترف اسرائيل أيضاً باستخدامها

وذلك خلال "عناقيد الغضب" عام 1996 –كما اطلق عليها كيان العدو- وتحديداً في البلدة الجنوبية قانا تلك المجزرة التي حصدت أرواح مئات من الأطفال الأبرياء العزّل الذين استهدفتهم طائرات العدو الوحشي وقنابله وصواريخه التي احتوت مواداً كيميائية رصدتها عدسات الصحافة والمختبرات الطبية المحلية فيما نكرتها غطرسة العدو و منظمات دولية تشجعه بصمتها المطبق وتواطؤها على تكرار افعاله التي تخرق كل القوانين ومعاهدات حظر أسلحة الدمار الشامل فعاد العدو من جديد في تموز 2006 وخلال عدوانه على لبنان باستخدام أسلحة جرثومية وأخرى تحتوي على غازات كيميائية لضرب مدنيين في مختلف المناطق أبرزها "قانا" ومن جديد دفع أطفال قانا أرواحهم وطهر براءتهم ثمناً للصمت العربي والغربي للمرة الثانية خلال 10 سنوات وفي مشهد تكرر على مرأى من العالم بسلاح لم توقفه قوانين الدول التي تسلح كياناً سرطانياً جشعاً.

ومن قانا الجنوب الى "قانا" غزة وفي التعبير المجازي انعكاس لصورة الحصار الذي نفذه كيان الاحتلال على قطاع غزة عام 2008 منفذاً ما أسماه "عملية الرصاص المسكوب" هذا الاجتياح البري والجوي الذي لم يغب عن أسلحته صواريخاً حملت مواداً سامة من أبرزها مادة الفوسفور وأخرى مجرثمة حصدت أرواح عدد كبير من الأطفال الذي لم يسعفهم احضان آبائهم وأمهاتهم الذين سبقوهم الى الشهادة...

ولم يتوقف الخرق الاسرائيلي لمعاهدات حظر السلاح الكيميائي عند هذا الحد، وسط تكتم اعلامي عبري وغربي يخلو من بعض التسريبات ،  حد استخدام الأسلحة التي تحل دماراً شاملاً بل يتخطاه الى تطوير هذا السلاح الفتاك مقابل الضغط على دول المنطقة لتسليم منظوماتها النووية وغيرها من أسلحة كيميائية غرضها حفظ التوازن والتهيؤ لأي عدوان "اسرائيلي" محتمل ..

وبعدما اعلنت الولايات المتحدة  اليوم عن احجامها عن ضرب سوريا وتراجعها خدمة لـ"أمن اسرائيل" تسقط تبريرات وحجج كيان الاحتلال بعدم التخلي عن اسلحة الدمار الشامل ودخوله في معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية التي يزعم بأنه يحتفظ بها لـ"حماية امنه القومي" لكنه وكما جرت العادة وبدعم غربي واضح يتخذ كيان الاحتلال من سلاح ايران النووي عذراً لتطوير ترسانته بدلاً من التخلي عنها فيما قد أعلنت الجمهورية الاسلامية انها لن تقدم على أي خطوة "عدوانية" تجاه كيان الاحتلال الا بحال استهدافها او استهداف سوريا..

وفيما يتسابق العالم على التسلح ضمن الحرب الباردة التي نشهدها حالياً، وفيما تمتنع "اسرائيل" عن الالتزام بأي معاهدة دولية تمنعها من استخدام ترسانتها الكيميائية في اي وقت بمزاعم وحجج مختلفة يبقى توازن القوى والمعاملة بالمثل- لاسيما على الصعيد الاقليمي، حلف سوريا ايران من جهة وكيان الاحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى- أحد أبرز عناوين المرحلة الحالية والمراحل المقبلة تزامناً مع تغير في المواقف الدولية وسياساتها تجاه "اسرائيل" التي تكشف في كل مناسبة دولية أو ازمة اقليمية عن وجه حقيقي لم يراه العالم سابقاً.

 "اسرائيل" تستغل الأزمة السورية و المفاوضات .. هكذا بنيت المستوطنات

في الوقت الذي ينشغل فيه العرب بكيفية التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، وفيما تتمحور كل تقارير الاعلام والصحافة حول الاستيلاء الغربي على سلاح دمشق الكيميائي، يشرع كيان الاحتلال الاسرائيلي بالتوسع الاستيطاني، مستفيداً من انشغال العالم بالأزمة السورية ، وناسفاً كل مبادئ المفاوضات واتفاقيات "السلام" بينه وبين الجانب الفلسطيني.

فبالعودة 20 عاماً الى الوراء أي الى" اتفاقية أوسلو للسلام"، التي وقّعها الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني عام 1993 ، فقد نصّت الاتفاقية في احدى بنودها على أن تقر "إسرائيل" بحق الفلسطينيين في إقامة حكم ذاتي على الأراضي التي تنسحب منها في كل من الضفة الغربية وغزة، وهذا ما لم تلتزم به سلطات الاحتلال التزاماً كاملاً و رسمياً؛ يتجلى ذلك، بالإضافة الى التوغلات البرية اليومية والحروب الموسمية التي تشنها "اسرائيل" والاعتقالات المستمرة والمداهمات المتواصلة لمنازل المدنيين، التوسع الاستيطاني حيث يعتزم كيان الاحتلال بناء وحدات استيطانية سكنية في مناطق الضفة، وهذا ما اكده وزير الاسكان في حكومة كيان الاحتلال اوري ارييل بإعلان سبق بدء جولة المفاوضات الاسرائيلية -الفلسطينية ، وهذا إعلان يتنافى أيضاً مع سياسة المفاوضات التي تقضي بإيقاف الاحتلال توسعه الاستيطاني ابداءً لحسن نواياه تجاه المفاوضات الجارية.

كذلك، تعتبر المستوطنات، لاسيما في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة "خرق للقانون الدولي خاصة للفقرة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة" و مما جاء في نص المادة 49 للاتفاقية أنه :

"يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أياً كانت دواعيه.

وعلى دولة الاحتلال التي تقوم بعمليات النقل أو الإخلاء هذه أن تتحقق إلى أقصى حد ممكن من توفير أماكن الإقامة المناسبة لاستقبال الأشخاص المحميين. لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءاً من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها".

وفي نظرة خاطفة الى تاريخ الاستيطان الاسرائيلي، أو اليهودي اذا صح التعبير، في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، نجد أن الاستيطان يعتبر أحد الأركان الأساسية في السياسة "الإسرائيلية" لاسيما تجاه الشعب الفلسطيني.

وقد بدأت حركة الاستيطان منذ ما قبل العام 1948 واستمرت الى ما بعده، وقد بذلت الحركة اليهودية جهودا كبيرة لتطوير الاستيطان واتساعه، ولهذه الغاية، أقيمت مراكز استيطانية على بعض من أجزاء الأراضي الفلسطينية التي استولت عليها المنظمات اليهودية بمساعدة بريطانيا التي كانت "سلطة الانتداب" آنذاك.

وقد شكلت تلك المستوطنات في حينها مواقع عسكرية ومراكز لإرهاب المواطنين الفلسطينيين، وكان هدفها بشكل رئيسي "التأسيس لإقامة دولة يهودية".

كذلك بدأت فكرة الاستيطان بعد ظهور حركة الإصلاح الديني على يد مارتن لوثر في أوروبا، بعدما بدأ أصحاب المذهب البروتستانتي الجديد بترويج فكرة أن " اليهود ليسوا جزءاً من النسيج الحضاري الغربي، وإنما هم شعب الله المختار وطنهم المقدس فلسطين".

وقد بدأت فكرة الاستيطان أيضاً مع نابليون بونابارت سنة 1799، بيد أن الإمبراطور الفرنسي كان، بحسب مؤرخين، أول زعيم دولة يقترح إنشاء "دولة يهودية" في فلسطين، وذلك أثناء حملته الشهيرة على كل من مصر و سوريا .

أما مراحل الاستيطان عبر التاريخ فكانت أربعة :

المرحلة الأولى، عام 1840 وذلك في عهد العثمانيين الذي امتد حتى العام 1882 وقد استمرت هذه المرحلة الى سنة 1920 مع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين، لكنها فشلت؛ لأن اليهود آثروا حينها الهجرة الى الولايات المتحدة الأميركية والاندماج في المجتمع الأميركي عوضاً عن الهجرة الى فلسطين.

وقد دأب زعماء اليهود خلال هذه المرحلة على تولي أمر الدعوة ومن أبرز "رواد" هذه المرحلة كان اللورد شاتسبوري، الذي دعا إلى "حل المسألة الشرقيـة" - وهي التسمية التي أطلقت على "الأطماع الاستعمارية الأوروبية في تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية- التي كانت تعاني حينها من مشاكل اقتصادية- وذلك عن طريق استعمـار اليهـود لأرض فلسطيـن ، بدعم من الدول العظمى على رأسها بريطانيا.

وفي المرحلة الثانية كانت بداية الاستيطان الفعلي لليهود في أرض فلسطين وهي "مرحلة الانتداب البريطاني" وقد امتدت الى حين قيام ما يسمّى بـ"دولة إسرائيل" ، في هذه المرحلة تم تكثيف عملية استملاك اليهود للأراضي الفلسطينية بتدفق الهجرة اليهودية، وقد شهدت هذه المرحلة ما يعرف بـ" الموجات الثالثة والرابعة والخامسة من الهجرات اليهودية".

 

أما في المرحلة الثالثة للاستيطان، فقد بدأت سنة 1967 مع إعلان قيام "دولة إسرائيل" وخلال هذه المرحلة استطاع كيان الاحتلال الإسرائيلي من الاستيلاء على أراضي فلسطين، كما استمر بمصادرة الأراضي الفلسطينية حيث شرع بإقامة المستوطنات بهدف استقبال "المهاجرين الجدد " بشكل مستمر.

 وفي العام 1993 كانت المرحلة الرابعة والتي عرفت بـ"مرحلة التسوية السياسية" في حينها وقعت اتفاقية أوسلو للسلام وعلى اثرها تسارعت حركة الاستيطان كما استمرت أعمال تسمين المستوطنات وتوسيعها وصولاً إلى إقامة "جدار الفصل العنصري"، والذي سيطرت من خلاله سلطات الاحتلال الاسرائيلية على أكثر من ثلث مساحة الضفة الغربية.

الاستيطان الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية لم يتوقف عند المرحلة الرابعة فقد كانت تلك المراحل الأربعة تمهيداً تاريخياً لمزيد من المراحل اللاحقة نحو مزيد من التوسع الاستيطاني، التي ضربت من خلالها سلطات الاحتلال كل الاتفاقيات الدولية ومفاوضات السلام عرض الحائط غير عابئة بقوانين دولية أو تحذيرات أممية.

وفيما بين المراحل ولدت "الحركة الصهيونية السياسية" والتي سعت الى السيطرة على الأراضي الفلسطينية وهي حركة عملية ولدت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

كذلك، ساهم "المبشرون الأميركيون" بـهجرة اليهود إلي فلسطين ومن أبرز المساهمين وأولهم كان القس جون ماكدونالد راعي الكنيسة المسيحية الذي دعا عام 1814 اليهود الى ضرورة "العودة إلى أرض صهيون " تبعه فيما بعد العشرات من المبشرين الذين دعوا الى الفكرة نفسها .

ويمكن اعتبار أن اول "مستوطنة يهودية" أنشأت كانت في النصف الأول من القرن التاسع بعدما قام أحد قادة البروتستانت آنذنلك بالهجرة إلى أرض فلسطين حيث قام بإنشاء مستوطنة زراعية يهودية لتدريب المهاجرين علي الزراعة ، وتوالت بعدها الهجرات اليهودية الفردية الى أرض فلسطين لاسيما من قبل قياديي "البروتستانت" حيث بدأت بتملك مساحات واسعة من الأراضي وهبتها لإقامة المستوطنات اليهودية، وبهذه الطريقة ساهم " البروتستانت" اليهود في احتلال فلسطين .

وفي العام 1860 تأسس ما يسمى بـ" الاتحاد الإسرائيلي العالمي-الاليانس" الذي قام باستئجار حوالي 2600 دونم من الأراضي الفلسطينية ولمدة 99 عاماً بهدف "تدريب اليهود المهاجرين على الزراعة".

لتليها بعد عشرة أعوام مسـتوطنة (مكفا إسرائيل) أي "أمل الكيان الصهيوني في لواء القدس" وكان الهدف من انشائها "تزويد المستوطنين اليهود بالخبرة الزراعية وتقـديم التسهيلات لهم".

وهذه المستوطنة بحسب المؤرخين اليهود هي " أول مستوطنه زراعية يهودية في فلسطين".

هذا واستمرت محاولات اليهود المتكررة والمتواصلة للسيطرة على الأراضي الفلسطينية وحتى عام 1881، العام الذي يعتبره مؤرخون يهودي "بداية التاريخ الرسمي للاستيطان اليهودي في فلسطين" وقد وصل في حينها حوالي 3000 يهودي من أوروبا الشرقية، و تمكنوا من إنشاء عدد من المستوطنات في الفترة الممتدة بين عام 1882 وعام 1884 ، للتتوالى فيما بعد عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بمختلف الوسائل منها شراء الأراضي أو استئجارها لمدة طويلة .

في هذه المرحلة ساهمت مؤسسات يهودية مختلفة أنشئت لهذا الغرض بالاستيلاء على الأراضي ومن أبرز هذه المؤسسات :

-منظمة بيكا

-الوكالة اليهودية وقد انبثقت من المؤتمر الصهيوني العالمي الأول في العام 1897

-الصندوق القومي اليهودي "الكيرن كايمت"

-صندوق التأسيس اليهودي "الكيرن هايسود"

 -الشركة الإنجليزية الفلسطينية.

وقد رافق عملية الاستيطان " التغيير الديمغرافي" ، فقد تزامن بناء المستوطنات مع تعرّض الأراضي الفلسطينية لخمس موجات متتالية من "الهجرات اليهودية" ، كل موجة تمت غداة حدث دولي أو محلي أو حتى نتيجة خطة يهودية مرسومة.

وامتدت هذه الموجات ما بين العام 1882 والعام 1967.

وقد انتعشت حركة الاستيطان اليهودي والهجرة إلى فلسطين -على وجه التحديد - بعد زوال الاحتلال البريطاني عن فلسـطين والذي تلاه " وعد بلفور عام 1917" القاضي بإنشاء دولة لليهود على ارض فلسطين .

وقد كان مجموع الهجرة اليهودية ما  بين عام 1948 والعام 1967 يقدر بحوالي 1300000 مهاجراً يهودياً شكلوا أساساً بشرياً لكيان الاحتلال الإسرائيلي في طور بناء "الدولة".

وقد أدت الهجرة اليهودية كما الاستيطان الى ترحيل العرب وإقامة أكبر "غيتو يهودي " عنصري أي "قيام كيان غريب ودخيل استيطاني واستعماري على الأرض العربية الفلسطينية" كما يسميه المؤرخون .

ومع تعدّد تسميات مراحل الاستيطان وتعدد اهدافها وسط دعم دولي من جهة وتعنت احتلالي من جهة أخرى برز جلياً دور الجيش العربي الذي دخل الى فلسطين لمحاربة هذا الاحتلال الغاصب والمحاربة الى جانب الشعب الفلسطيني على مر أعوام لكن ومع تخاذل الأنظمة العربية حينها وتواطؤ بعضها بالتعامل مع هذا المحتل القادم الى أرضها احتلت أرض فلسطين وقسّمت وسميت بمختلف التسميات الاحتلالية ومع التقسيم زادت أعداد المستوطنات وزاد معها طمع الاحتلال الذي لم تردعه مواقف عربية بارزة أو فعل عربي مناوئ على الرغم من محاولات كثير من الشباب العربي في مختلف الدول العربية انشاء اتحادات وأحزاب تحارب هذا الكيان السرطاني بأضعف الايمان بالكلمة والصوت الا أن واقع العرب المتردي حينها كان من أهم العوامل التي ساهمت في إقامة الدولة اليهودية واستيلائها على مساحات كبيرة خارج حدود التقسيم التي وضعها المجتمع الدولي؛ فدول الجامعة العربية كانت تعاني حالة من الانهيار، وكانت بداية التخاذل العربي مع دخول جيشه إلى فلسطين في شهر أيار من العام 1948 ، وكانت في صفوف هذا الجيش العربي متواطئون عملوا على نزع سلاح الفلسطينيين، وتقييد حريتهم ، فغابت القضية الفلسطينية الى عن الجامعة العربية التي باتت في عهدتها ولم يبق سوى جماعات فلسطينية مقاومة تحارب وحدها عصابات اليهود.

ومع مجيء " نكبة عام 1948 " أجبر الفلسطينيون على الهجرة والنزوح الى الأراضي العربية بعد الممارسات الإسرائيلية الاستيطانية والقمعية بالإضافة الى المجازر.

وقد حيث نزح وقتذاك، قرابة 700 ألف لاجئ ، كذلك تسببت النكبة بإجراء تحول جذري في الواقع الفلسطيني؛ فقد أصبحت "النكبة " رمزاً للتخلف والضعف من ما عرف باستعمار التجزئة.

 

وفيما ساد الصمت العربي أرجاء الوطن وانشغلت جامعة الدول العربية بتحقيق اهداف ومصالح صبت في خدمة الاستعمار استفلح الكيان الاسرائيلي وأطلق لاستيطانه العنان وسط استقطاب المزيد من المهاجرين اليهود وحتى يومنا هذا.

وقد استمرت السياسات الإسرائيلية الهادفة الى " إفراغ الأراضي المحتلة "، افراغها من مواطنيها و أصحابها ذلك رغم المواقف الدولية والعربية الرافضة للاستيطان، بشكل كلامي وصوري، باعتبار أن "إقامة المستوطنات أمر غير مشروع ومتنافي مع قواعد القانون الدولي " لأن " إسرائيل دولة محتلة للأراضي التي استولت عليها في العام 1967ويتحتم عليها باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال أن تلتزم لقواعد القانون الدولي في هذا المجال".

وقد أصدرت الأمم المتحدة ومنذ العام 1967 الكثير من القرارات التي أكدت "عدم شرعية الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل بخصوص إقامة المستوطنات وتغيير وضع مدينة القدس".

وعلى الرغم من أن المواقف الدولية اصبحت اكثر فاعلية منذ العام 1973 بالنسبة للصراع العربي- الإسرائيلي وبالأخص موضوع الاستيطان بالإضافة الى موقف أوروبا المعارض له ، إلا أنه لم يتم اتخاذ موقًفا حقيقياً واحداً وذلك بسبب الضغوط الأميركية التي المؤثرة على الموقف أوروبي.

هذا ولم تسهم المفاوضات التي دخلها العرب لاسيما الفلسطينيون من اجل تسوية الصراع مع "إسرائيل" -وتحديداً في مؤتمر مدريد عام 1991 -في وقف بناء المستوطنات ، على العكس فقد تسارعت وتيرة الاستيطان وزادت؛ بهدف فرض وقائع جديدة على الأرض، خاصة في مدينة القدس بحجج مختلفة، ولم يطبق كيان الاحتلال أي من القرارات الدولية منذ "قيامه" وحتى اليوم.

وقد تعاقبت الحكومات "الاسرائيلية" عبر التاريخ والسنين التي وضعت في أولوياتها استكمال عملية بناء مزيد من المستوطنات، بحيث ان نسبة بناء المستوطنات بلغت 80% في غضون 20 عام.

وقد قدمت الحكومات كل التسهيلات والدعم عبر الحوافز التي قدمتها الى المستوطنين بما في ذلك إعانات السكن و تخفيض ضريبة الدخل بالإضافة الى تخصيص فوائد ومخصصات مالية لمناطق المستوطنات، كذلك قدمت منحاً مالية وضمانات وفوائد ضريبية لقطاعي التجارة والصناعة.

هذا وقامت الحكومات العقدين الماضيين، بشق الطرق الالتفافية" الاسرائيلية" لربط المستوطنات الاسرائيلية ببعضها .

هذا بالإضافة الى سيطرة الجيش الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية والتي زادت من المساحة التي تحتلها المستوطنات بنسبة ٪ 182 أي ما يقدر بحسب الاحصائيات "من 69 كم² في العام 1990، إلى 194.7كم² في العام 2012".

كذلك، ارتفع عدد المستوطنين القاطنين في المستوطنات من 240، 000 مستوطن خلال العام 1990 إلى أكثر من 656, 000 مستوطن خلال العام 2012 - أي بزيادة" 173٪ ".

وفي منحى "التفافي" جديد وبحجة "'اعطاء فرصة للتقدم في عملية السلام'' اعلن رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة لت"تجميد البناء الاستيطاني في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية لمدة 10 اشهر ابتداءا من شهر كانون الاول للعام 2009 وانتهاءا في شهر ايلول من العام 2010". مستبعداً في اعلانه المشاريع الاستيطانية التي كانت قد بدأت قبل شهر كانون الاول من العام 2009 كما استبعد البناء الجديد الذي يتم اقامته لتلبية حاجة النمو الطبيعي في المستوطنات.

كذلك، استبعد نتنياهو المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية حيث تواصل البناء في المستوطنات الكائنة في القدس الشرقية، هذا على الرغم من أن خارطة الطريق للعام 2003 كانت قد دعت كيان الاحتلال الى" تجميد جميع النشاطات الاستيطانية في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية".

 

لكن خطة تجميد البناء في المستوطنات لم يكن لها تأثير ملموس على الارض ، وتزامناً مع اعلان نتنياهو نشرت الوزارات والهيئات الاسرائيلية المختلفة مخططات لبناء نحو 25 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية- 99% من هذه المخططات صدرت للبناء في في القدس الشرقية والمستوطنات التي تقع ضمن منطقة العزل الغربية – وهي المنطقة التي يسعى كيان الاحتلال الى الاستيلاء عليها من خلال بناء جدار العزل - هذا بالإضافة الى المستوطنات التي تقع في التجمعات الكبرى.

وفي العام 2011، أي بعد عام على انتهاء مخطط تجميد المستوطنات، طرح كيان الاحتلال مخططات لبناء 18 ألف وحدة استيطانية ليعود في العام 2012 لطرح مخططات لبناء اكثر من 26 ألف وحدة استيطانية .

وبهذه المخططات فرض الاحتلال شروطه لحل النزاع مع الفلسطينيين في حين أن خطة تجميد البناء أصبحت بلا معنى .

و اليوم في عامنا هذا "2013" لا تزال سلطات الاحتلال تمضي قدماً لاحتلال واستيطان أكبر مساحة ممكنة من ما تبقى من "الأراضي الفلسطينية" غير المحتلة ، عبر انشاء مزيد من المستوطنات وعبر المخططات التهويدية التي لا تزال مستمرة حتى مع بداية الجولة الجديدة من المفاوضات مع الجانب الفلسطيني فيما يعارض الاتحاد الأوروبي لهذا النشاط الاستيطاني المتزايد ويعتبره غير شرعي، ومن أبرز مخططات العام المخطط التهجيري "برافر" الذي يقضي بتهجير نحو 100 ألف بدوي من بيوتهم في صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، وقد أقر القانون في الكنيست يوم 24 حزيران بناء لتوصية من وزير التخطيط في حكومة الاحتلال إيهود برافر في العام 2011.

هذا بالإضافة الى مخطط شق طريق سريع يربط التجمع الاستيطاني"غوش عتصيون" جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية بالبحر الميت، والذي سيمر من مناطق "C" التي تعتبر أساس المفاوضات الجارية بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.

و هذه الطريق ستربط ليس فقط التجمع الاستيطاني بالبحر الميت، انما ستربط وسط الكيان بالبحر من خلال شق طريق سريع من مدينة بيت شيميش حتى التجمع الاستيطاني وصولا الى البحر الميت وسيبدأ العمل بالمشروع خلال شهر كانون الثاني من العام 2014.

تزامناً، تستكمل سلطات الاحتلال هدم القرى الفلسطينية لاسيما في منطقة الاغواروذلك في اطار السعي لتفريغ المنطقة من اي وجود فلسطيني مع اصرار الحكومة الحالية على احتفاظها بمنطقة الاغوار المحاذية للاردن في اي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين.

هذا وتتعرض منطقة الاغوار المحاذية للحدود الاردنية لحملة تهويدية شاملة من خلال اقامة العديد من المستوطنات فيها ومنح المستوطنين الاف الدونمات من الاراضي لزراعتها.

هذا فيما "يجري الحديث عن الأراضي التي تقع ما بين الجدار الشائك الذي قام جيش الاحتلال الاسرائيلي ببنائه بعد احتلال عام 67 وبين الحدود الحقيقية مع الاردن والمتمثلة بالنهر، ويصل عرض هذه المنطقة في بعض المقاطع الى كيلومترين، حيث كانت هذه المنطقة حسب وصف الجيش لها منطقة عسكرية يمنع الدخول اليها، وهذا ما منع أصحاب الأراضي الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم بعد احتلال عام 67".

الى ذلك، جرى السماح للمستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات القريبة من هذه الاراضي باستخدامها وزراعتها منذ سنوات، لكن مؤخرا تم تخصيص هذه الاراضي من قبل ما يسمى الادارة المدنية في الجيش الاسرائيلي للحركة الصهيونية العامة.

وفي السياق، وافقت الإدارة المدنية الإسرائيلية على استيلاء الحركة على 5000 آلاف دونم من الاراضي التي تعود ملكيتها لفلسطينيين الى الشرق من السياج الامني في منطقة الغور لغرض زراعتها من قبل مستوطنين.

هذا وكان جيش الاحتلال قد قام عبر السنوات القليلة الماضية بتغيير معالم المنطقة جغرافيا، وطهر مساحات واسعة من الاراضي من الالغام ومنحها لجمعيات استيطانية لزراعتها، في حين يمنع الفلسطينيون من زراعة أراضيهم.

وتجدر الاشارة الى ان منطقة "غور الاردن" تعتبر منطقة استراتيجية بالنسبة للفلسطينيين وتشكل 25 % من مساحة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام1967.

ووسط كل ذلك، لم تحرك الجامعة العربية ساكناً وهي المشغولة كما الغرب بما يحدث في سوريا بالاضافة الى اخراجها للجمهورية العربية السورية من عضويتها ،وهي- أي الجامعة - لم تتخذ يوماً قراراً مصيرياً كهذا يعيد للشعب الفلسطيني أرضه أو منزل من المنازل التي هدمتها اطماع الاحتلال الذي ساهمت الجامعة بشكل أو بآخر بتوسعها وتشبثها، فيما تكتفي بشجب أو استنكار خطي لا يسمن ولا يغني من جوع، بيد أن الاتحاد الأوروبي تحرك ازاء التوسع الاستيطاني فارضاً عقوبات دولية اقتصادية على كيان الاحتلال وحظر الاستيراد منها، وان لم يدخل حيز التنفيذ الفعلي، الا أنه قد سجل للاتحاد دور، وان كان مشبوهاً .

وهذا ما يستغله كيان الاحتلال الاسرائيلي للشروع في مخططاته التهويدية والاستيطانية التي وصلت جرافاتها الى عمق المسجد الأقصى ضارباً كل اتفاقيات السلام والمفاوضات الجارية وقوانين الدول والأمم عرض الحائط بغطرسته وشجعه اللامنتهي.

عصر الانهيار الاسرائيلي...من افريقيا الى ايران

عصر الإنهيار الإسرائيلي من إفريقيا إلى إيران

بدأت المواقف الاسرائيلية تتخذ اتجاهاً تصعيدياً لا يتلائم مع ادعاءاتها المستمرة بالسعي للسلام في المنطقة.

وابتداءً من السعي الاسرائيلي لالغاء اتفاقية أوسلو حيث أنه، بحسب بعض الصحف الاسرائيلية، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أصدر تعليمات ليعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للبحث في إمكانية إلغاء اتفاقيات أوسلو في رد على المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية الذي تراه إسرائيل خطوة أحادية الجانب.

مروراً بذهاب اسرائيل الى التدخل العسكري الواضح في نيروبي الكينية، حيث شاركت وعناصر إسرائيليين في المواجهات شهدتها العاصمة الكينية نيروبي بين قوات الأمن وعناصر في حركة الشباب الصومالية، الذين قاموا باحتجاز رهائن في مبنى تجاري، حيث تصدر الحدث الاخبار الصحفية لعدة أيام.

وصولاً الى الانسحاب غير التكتيكي للوفد الاسرائيلي من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال القاء الرئيس الايراني حسن روحاني لكلمته، الخطوة التي اعتبرها وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، قرار خاطئاً.

يواجه الكيان الصهيوني على ما يبدو، تخبطاً أمام الواقع الاقليمي الذي بات يتغير باتجاه لا يناسب مخططاتها، ما يدفع بهذا الكيان الى اتخاذ خطوات عشوائية تزيد من تصدعه وانهياره البطيء.

ففي حين أن اسرائيل تذرعت باستراتيجية ايران التي تقوم على الكلام وكسب الوقت والتحرك في الوقت نفسه من اجل تطوير قدرتها على امتلاك الاسلحة النووية، الا أن الواقع يثبت أن الموقف الاسرائيلي يأتي بعد سلسلة من الانهزامات الهادئة التي باتت تواجهها اسرائيل في وجه التوسع الايراني "الناعم" في العالم.

وتبدو القارة الافريقية منطلق رئيسي يظهر خلفيات التلبك الاسرائيلي أمام خصمها الايراني.

ندخل الى هذه القارة عبر بوابتها المصرية، التي تعود الى حكم شعبها المعادي لاسرائيل، والذي عانى التطبيع القسري مع هذا الكيان خلال العقود الماضية.

ان هذا التحول المصري الذي أعاد في مراحله الاولى، خلال الحكم الاخواني العلاقات الودية مع ايران، لم يتخذ بعد الاطاحة بهذا الحكم موقفاً واضحاً من ايران، الا أنه وفي جميع الأحوال بات يشكل خطراً بالنسبة لاسرائيل التي تيقنت منذ البداية انها لن تبقى سالمة من الانقلابات المصرية.

الا أن الحالة الايرانية_المصرية غير الواضحة، لا تنطبق على جميع الدول الافريقية، في ظل الاتساع في نطاق العلاقات الايرانية الافريقية بشكل كبير منذ بداية الألفية الجديدة خاصة فيما يتعلق بتمتع ايران بصفة العضو المراقب في الاتحاد الأفريقي.

وقد افتتح الرئيس الاراني المنتخب حسن روحانى عن تمنياته بوجود علاقات بناءة وودية بين إيران والدول الإفريقية، من شأنها تعزيز أواصر التعاون فى جميع المجالات فى المستقبل.

وتشكل افريقيا أحد الأهداف الإستراتيجية الكبرى لإيران الذي يتمثل بكسب التأثير والنفوذ من خلال القوة التصويتية لأفريقيا في المحافل والمنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس محافظي الهيئة الدولية للطاقة النووية ومجموعة دول عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي.

فالصوت الأفريقي إن لم يكن مساندا لإيران فهو على الأقل في كثير من الأحيان ليس معاديا لها، حيث تميل بعض الدول الأفريقية إلى الامتناع عن التصويت عند مناقشة الملف الإيراني.

كما تشكل افريقيا مصدر يورانيوم يبرر السعي الإيراني نحو تدعيم علاقاتها مع الدول المنتجة لهذا المعدن، مثل زيمبابوي والنيجر وناميبيا.

ففي ظل العمل الايراني المستمر على تطوير وزيادة عدد مفاعلتها النووية، يتجه انتاجها المحلي من اليورانيوم الى النضوب في غضون عشرة أعوام ما يجعل علاقة إيران بالدول الأفريقية المنتجة لليورانيوم ذات طبيعة إستراتيجية كبرى.

ولا يخفي أن احتياطات اليورانيوم توجد في كثير من الدول الأفريقية الأخرى، مثل توغو وغينيا وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وأوغندة وزيمبابوي. وتسعى إيران لدعم علاقاتها مع كثير من هذه البلدان.

ويبدو أن التوسع الايراني بين الدول الافريقية بات يهدد العلاقات الافريقية الاسرائيلية التي تحاول أن تلمل أشلائها من جديد بعد قطيعةٍ دامت لسنين خلال سبعينيات القرن الماضي، فيما بدأت الحركات والجماعات الاسلامية الايرانية في افريقيا تستلهم خطابها الإسلامي من تجربة الثورة الإيرانية.

وأهم الدول التي تتعامل مع حالة من النفوذ الايراني هي السودان وأوغندا، التي تقع على الحدود الكينية التي تشكل موقع أساسي واستراتيجي بالنسبة لاسرائيل.

وعلى محور اخر، جاءت الانتخابات الايرانية الأخيرة برئيس، ينتهج حتى اليوم، سياسة دبلوماسية واضحة، جعلت الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأميريكية تخفف من حدة الهجوم المعتاد على ايران، ما ظهر جلياً في خطاب الرئيس الاميريكي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي جعل الاوساط الصهيونية تتخوف من اتفاق ايراني أميريكي مسيء، بحسب ما سربته الصحيفة العبرية "معاريف" بأن الرئيس بنيامين نتنياهو، أبدى ظاهرياً رضاه من خطاب الرئيس الأمريكي باراك اوباما في الأمم المتحدة، في حين أن نتنياهو وفي أحاديث مغلقة بينه وبين مقربيه قرر عدم توجيه انتقادات الى أوباما قبل اللقاء معه في واشنطنحيث أنه لا ينوي عزل نفسه و"إسرائيل" عبر توجيه انتقادات مباشرة الى الرئيس الأمريكي، كما اعتاد قبل حوالي سنتين في رد على من ينتقد فيه خطاب اوباما المتعلق بالعملية السلمية".

ويقابل الهجوم الاسرائيلي على النووي الايراني السلمي، محاولة اتخاذ موقف حيادي تجاه الكيميائي السوري تاركة للولايات المتحدة الساحة لتلعب الدور المحقق للمصلحة الصهيوأميريكية في الشرق الأوسط، الى أن خرجت روسيا بالموافقة السوريا على التعاون باتجاه تدمير أسلحتها الكيميائية وتوقيع المعاهة، ملوحةً بالمساومة على الكيميائي الاسرائيلي.

وجهت هذه العوامل الخطاب الأميريكي في الامم المتحدة ليضع في ميزان واحد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من جهة، والسلاح الكيميائي السوري من جهة أخرى، واعتبارهم العقدة التي تعرقل الحل في الشرق الأوسط.

تجتمع هذه العوامل، من كينيا الافريقية التي باتت محاطة بمجموعة من الدول الافريقية المستوردة لفكر الثورة الايرانية، الى مصر التي تستعيد مكانتها العروبية التي شكلت رمز المقاومة بوجه قيام الكيان الصهيوني، الى سوريا التي تتخذ موقف الند للند بوجه الكيميائي في اسرائيل بدعم ايراني، الى التبدل في الخطاب بين أميريكا وايران التي تحمل مشروعها التوسعي الخاص، في ظل الرتابة في المشروع الصهيوني، تجد اسرائيل نفسها محاصرة بمجموعة من العقد تهدد مكانتها تبعثر كيانها، فهل سنشهد في هذا العصر انهيار للصهيونية أمام تطور لقوميات اثنية أخرى ، تخرج من رحم هذه الدول دون احتلال أو استعمار؟

: من حقّ الشعب الإيراني امتلاك النووي وتخصيب اليورانيوم

 تحتفل إيران بالذكرى السنوية للحرب التي فرضت عليها من قبل النظام العراقي السابق في الفترة الممتدة ما بين عامي 1980و 1988، وفي بداية ما يعرف بأسبوع الدفاع المقدس، وقد بدأت مراسم إحياء الذكرى بعرض عسكري نظمه الحرس الثوري الإيراني، عرض فيه صواريخ بالستية يصل مداها إلى 2000 كم، مصنعة في إيران من قبل منظمة الجوفضاء التابعة للحرس الثوري، فضلا عن رادارات عسكرية جديدة . وللمرة الأولى عرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية صواريخ من طراز «سجيل» و«قدر H» و«قدر F»، والتي يصل مداها ل 2000 كم، وفي خطوة مغايرة للعروض السابقة ضم العرض العسكري 12 صاروخ «سجيل» و 18 صاروخ «قدر»، وهي أعداد لم يسبق لإيران عرضها . وتجدر الإشارة الى أن هذه الصواريخ يمكن لها إصابة أي هدف في الأراضي المحتلة وبدقة عالية . كما شهد الإستعراض راداراً للدفاع الجوي وصف بأنه من دون صوت، وهو أيضا من الصناعة الإيرانية، ويمكن له كشف الصواريخ المعادية إضافة إلى الرادارات من جهة العدو . وكان في الإحتفال كلمة للرئيس الإيراني، الشيخ حسن روحاني، الذي أكد «أن القوات العسكرية الإيرانية قوية إلا أن قوتها للردع والدفاع»، فإيران معادية للحرب وهي ضحية للحرب والعدوان وتداعياتهما المضرة. وحذر الرئيس الإيراني «مثيري الحروب» في العالم من محاولة إثارة جديدة في المنطقة وإلا «سيندمون على فعلتهم هذه»، مؤكدا على أهمية الدفاع في مواجهة أي تعد من قبل أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية . وتابع، إن إنهاء حرب لا يكون بإشعال حرب أخرى، لا بل على العكس من ذلك «ينبغي العمل عبر السبل السياسية والتكاتف والتعاون من أجل إطفاء نيران الحرب» . وعن الوضع في سوريا أكد الرئيس روحاني أن إيران مناصرة لكل الشعوب «كذلك لمطالب الشعب السوري»، مضيفا «إننا نعتقد بأنه على الجميع العمل لوقف الحرب في سوريا وعدم تقوية الإرهابيين»، وتأكيدا على كلامه بشأن السعي لوقف الحرب دعا الرئيس روحاني المعارضة السورية للجلوس الى طاولة الحوار مع الحكومة السورية للتوصل إلى حل للأزمة الحالية . أضاف روحاني إن الشعب الإيراني لا يبحث عن إمتلاك أسلحة الدمار الشامل، وأن هذا الشعب إنضم إلى معاهدات حظر أسلحة الدمار الشامل وحظر الأسلحة النووية، وأن الشعب الإيراني لا يخلف بالمعاهدات التي يوقعها وهو لا يزال ملتزما بها . روحاني الذي دعا المعارضة والنظام السوري للحوار، لم يبعد نفسه عن الحوار لا بل أعلن أن شعب إيران مستعد للحوار مع الغرب، وأكد أن هذا الحوار سيكون من دون شروط مسبقة، وأن هذه المحادثات يجب أن تجري من منطلق «المساواة والإحترام المتبادل». واضاف «لهذه المحادثات يجب أن تضمن جميع حقوق الشعب الإيراني، ومن أهمها «الحقوق النووية والتخصيب داخل البلاد في إطار القوانين الدولية». واكد أنه في حال أقرت الدول الأخرى بحقوق الشعب الإيراني سيرد هذا الشعب بالتعاون، مضيفا «يمكننا في هذه الحالة حل وتسوية المشاكل الإقليمية والعالمية». كما أكد الرئيس روحاني أن القوات المسلحة الإيرانية هي قوات رادعة، وإلى جانب الردع «يعتبر حب الوطن والصمود واليقظة والتأهب والإهتمام بالقضايا العالمية والإقليمية والتزود بأحدث المعدات الدفاعية، من ضمن مهمات هذه القوات والحكومة والخدمة». وأضاف : هذه القوات تنظر إلى المستقبل على الرغم من كل الضغوط الدولية والإقليمية والمشاكل الحاصلة، وان القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الإستعداد لردع أي هجوم قد تتعرض له البلاد . هذا وقد حيا الرئيس الشيخ حسن روحاني القوات المسلحة بكل فئاتها، هذه القوات التي سطرت «الملاحم البطولية خلال سنوات الحرب المفروضة من قبل النظام العراقي السابق على الجمهورية الإسلامية الإيرانية (1980-1988)، لافتا إلى أن أعداء الثورة الإيرانية إعتقدوا أنه من خلال «تحريك دكتاتور وتقديم الدعم المالي والعسكري له، يمكن القضاء على ثورة كبرى وشعبية، لكنهم فشلوا في تحقيق مآربهم البغيضة رغم كل الدعم المالي والسياسي والأمني وحتى الكيماوي الذي قدموه له». وأعلن الرئيس روحاني في جزء ثان من خطابه أن القوات المسلحة الإيرانية وعلى خلاف مثيلاتها في المنطقة هي الوحيدة التي لم تتدخل في الشؤون السياسية، ولطالما كانت خاضعة لحكم وإرادة الشعب الإيراني، مشيرا إلى أن الثلاثين سنة الماضية لم تكن لدى إيران عسكرية وهذا «فخر للقوات المسلحة». وأضاف، القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية، لن تكون البادئة أبدا بأي حرب وعدوان لكنها كانت وستكون مدافعا عنيدا أمام المعتدين، وهذا ما عهدته إيران التي لم تعتدِ ولم تهاجم أي بلد على الأقل في المائتي سنة الماضية . كما أكد الرئيس روحاني أن «القوات المسلحة الإيرانية ستجعل المعتدي نادما على عدوانه، وأضاف راجعوا وإنظروا أين هم اليوم المعتدون ( في 22/ أيلول / 1980) والدكتاتور الذي أشعل الحرب وحماته». واضاف عن الذين سيدعمون المعتدي سيرون تأثيرات موقفهم في حياتهم، مشيرا إلى الفرق بين مصير الأبطال الإيرانيين الذين زادوا عزة ومنعة لشعبهم وبين المعتدين في تلك الحرب ( الحرب مع العراق 1980-1988) . وعن تواجد الإرهابيين في المنطقة في هذه الأيام، قال الرئيس روحاني «إن الذين أوجدوا هؤلاء الإرهابيين يرون اليوم التأثيرات البغيضة لعملهم المخزي هذا في أنحاء العالم». الرئيس الإيراني الذي أكد «إيران لا تشكل تهديدا للجيران والدول الأخرى والدول الأخرى في المنطقة وأن الذين يشكلون تهديدا للمنطقة هم الذين يتجاهلون جميع القرارات الدولية»، إعتبر أن القوات المسلحة الإيرانية «عامل إستقرار في المنطقة». كلامه هذا أتى ليمثل إشارة للسلاح النووي الإسرائيلي، هذا الكيان الذي يشكل تهديدا للمنطقة «هو الذي يتجاهل كل القوانين الدولية في مجال أسلحة الدمار الشامل ويمتلك ترسانات من الأسلحة النووية والكيمياوية لتهديد الآخرين بها».

اصوليون متطرفون تسللوا الى برج البراجنة تنظيمات تكفيرية لها علاقة بالتفجيرات عادت

ذكرت مصادر مؤكدة لـ"الديار" ان عناصر سلفية اصولية عادت للتحرك وبشكل واضح في مخيم برج البراجنة، وهذه العناصر تسللت من جديد وتعمل على تنظيم مجموعات صغيرة وتدريبها وتسليحها بمعدات خفيفة، وان هذه العناصر لها علاقة مباشرة بالتفجيرين الاخيرين في منطقة الضاحية الجنوبية.

وتقول المعلومات ان هذه العناصر تتحرك مستفيدة من غطاء بعض التنظيمات الفلسطينية وهي قامت باستئجار مبانٍ في برج البراجنة بأسعار عالية، وتقوم هذه العناصر بالتحرك وهي معروف ارتباطها بتنظيم القاعدة، وهذه العناصر معروفة ايضا من اهالي المخيم بأنها تقوم باستفزازات داخل المخيم مما يثير نقمة الاهالي.

وتقول المعلومات ان تحرك هؤلاء العناصر المرتبطين ايضا بخلايا فلسطينية ولبنانية تكفيرية في باقي المخيمات الفلسطينية وبعض المناطق امر يجب معالجته سريعا ويتطلب ايضا معالجة امنية.


وقد استقت "الديار" معلوماتها وهذه الاجواء من اوساط الشارع الفلسطيني ومن مواقع على الارض تطالب القوى الامنية والجيش اللبناني والامن الداخلي معالجة هذه الظواهر والتخلص منها، لأنها تشكل العامل الاول والاساسي لعدم الاستقرار في المخيمات ولبنان، كونها مرتبطة بنهج اصولي وتتبع في عملها الطريقة التقليدية لعمل القاعدة والقائم على زرع العبوات الناسفة بقتل اكبر عدد من المواطنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق