الأربعاء، 13 نوفمبر 2013
عصر الإنهيار الإسرائيلي من إفريقيا إلى إيران
عصر الإنهيار
الإسرائيلي من إفريقيا إلى إيران
المخابرات الامريكية :
شحنـــــة أسلحة نووية روسية لمصر
كشفت وثيقة أمريكية،
أصدرتها المكتبة الإلكترونية لجهاز المخابرات الأمريكية «سى.آى.إيه» وجود أدلة
تثبت لجوء الاتحاد السوفييتى لنشر أسلحة نووية فى منطقة الشرق الأوسط.
وجاءت الوثيقة بعنوان
«أسلحة نووية تابعة للاتحاد السوفييتى فى مصر» بتاريخ 30 أكتوبر 1973، وتخللتها
بعض البيانات المشفرة، بجانب مسح صورة السفن الحربية محل الجدل، ونصها كالآتى:
«وصول المعدات المرتبطة
بصواريخ سكود إلى مصر، فى موقعين مختلفين، يعزز من أدلة تصدير موسكو أسلحة نووية
للشرق الأوسط.
معدات «سكود» تتضمن
حاملا وقاذفا وتشبه منصات «سكود» المتواجدة فى مصر على بعد
منصات «سكود» عبارة عن
«صواريخ أرض-أرض» تتمتع بقدرات 160 ميلا بحريا ولديها إمكانية حمل رؤوس حربية
تقليدية أو نووية، مما يجعلها ذات إمكانيات عالية للقتال ضد الأهداف الإرهابية
والوقوف ضد تهديدات المدن.
هناك أكثر من دليل يثبت
لجوء شحن السوفييت أسلحة نووية إلى مصر، باستخدام صواريخ «سكود».
فى 22 أكتوبر 1973، مع
عبور سفينة «Mozhddrechenk»
عبر تركيا من جهة البحر الأسود فى اتجاه البحر الأبيض المتوسط، وصلت السفينة ميناء
الإسكندرية يوم 24 أكتوبر وغادرت يوم 27 أكتوبر، وتمت مراقبتها أثناء العودة إلى
البحر الأسود يوم 29 أكتوبر.
ورغم عدم حسم الأدلة،
فإن هناك احتمالا كبيرا بأن الاتحاد السوفييتى أوجد أسلحة نووية فى منطقة الشرق
الأوسط.
احتمالات وجود أسلحة
نووية:
إذا كانت السفينة Mezhdurechens أوصلت بالفعل أسلحة
نووية إلى الإسكندرية، فمن المحتمل أن تلك الأسلحة كانت مجهزة لاستخدامها عبر
أجهزة التوصيل الموجودة فى مصر، أو عبر الأسطول السوفييتى فى البحر المتوسط.
يوجد بالفعل بعض أنظمة
الأسلحة بقدرات تقليدية أو نووية فى مصر، وبجانب «سكود» يوجد «FROG 7» وهى مدافع تكتيكية
«أرض-أرض» التى تسع لحمل رؤوس حربية سعتها 3-9 كيلوطن لمسافة تصل إلى 43 ميلا،
بجانب قاذفتين مقاتلتين (SU-7
وSU-17) ومفجر ضوء (IL-28) ومفجر (TU-16) الذى يمكنه حمل صواريخ
«أرض- جو» ذات رؤوس حربية.
ومن المحتمل أيضا أن
تكون سفينة Mezhdurechensk
قد حملت أسلحة نووية إلى مصر لكى تستخدمها القوات البحرية السوفييتية، مع الأخذ فى
الاعتبار أن بعض السفن الحربية التابعة للاتحاد السوفييتى التى تنتشر فى أنحاء
البحر الأبيض المتوسط تحمل أسلحة نووية بالفعل.
حدث موقف مماثل أثناء
حرب 1967، عندما عبرت سفينة تجارية البحر الأسود لتسليم ذخيرة غير نووية لسفينة
حربية سوفييتية.
إذا تم تسليم أسلحة
نووية لتستخدمها البحرية السوفييتية، كان من الممكن نقلها إلى الوحدات البحرية فى
الإسكندرية أو إلى مستودعات الشواطئ.
فى الإسكندرية، توجد 3
سفن للإمداد والإصلاح، يمكن استخدامها مستودعات أسلحة على سطح الماء، بجانب
تسهيلات التخزين الآمن على الشاطئ، والتى طورها السوفييت، قبل رحيل قواتهم فى
يوليو 1972.
توقيت قرارات الاتحاد
السوفييتى:
تم شحن صواريخ «سكود»
فى أوائل يوليو 1973، ثم تم عقد تدريب للضباط المصريين على استخدام الصواريخ
«أرض-أرض» فى منتصف أغسطس، ولم تصل أى معدات «سكود» بعد 14 أكتوبر.
قرار شحن أسلحة نووية
إلى مصر، إذا تم اتخاذه من الأساس، ما زال من الصعب إثباته.
ونحن لا نعلم إذا كانت
السفينة هى الوسيلة الوحيدة لتوصيل الرؤوس الحربية، وإذا كان ذلك صحيحا، فإن
القرار ربما تم اتخاذه فى 19 أكتوبر تقريبا، كى يكون قبل قرار وقف إطلاق النار فى
22 أكتوبر، رغم أن موسكو استكملت إبحار السفينة بعد قرار وقف إطلاق النار.
هناك 3 دلائل متصلة
بالتوقيت:
أولا: فى 16 أكتوبر
أعلن الرئيس أنور السادات أن بلاده تمتلك مدفعيات مصرية الصنع تستطيع ضرب إسرائيل،
وأشار لها باسم «Zafir»،
وهى عبارة عن «صواريخ أرض-أرض» اختبرتها مصر فى أوائل الستينيات، وتوقفت بعد حرب
1967. ولم يكن رئيس وزراء الاتحاد السوفييتى، ألكسى كوسجين، حين وصوله للقاهرة يوم
16 أكتوبر، سعيدا بتصريحات السادات عن وجود قذائف وصواريخ، لأنه تخوف من معرفة
الأمريكان بمصدر تلك الصواريخ.
ثانيا: فى 23 أكتوبر،
ومع استمرار انتهاك قرار وقف إطلاق النار، أصدر الاتحاد السوفييتى بيانا يهدد
بـ«عواقب وخيمة» ما لم تلتزم إسرائيل به.
ثالثا: فى كلمته أمام
الكونجرس العالمى للسلام فى 26 أكتوبر، أشار ليونيد بريجنيف إلى أن مندوبين لموسكو
تم إرسالهم إلى مصر، داعيا الولايات المتحدة إلى القيام بالمثل، ولكنه أدلى بتصريح
مبهم «نحن نأخذ فى اعتبارنا أى إجراءات محتملة قد يستدعيها الموقف».
دوافع الاتحاد
السوفييتى:
لا تزال هناك نقاشات
ومحادثات عديدة ضد شحن الاتحاد السوفييتى لأسلحة نووية إلى مصر لصالح قواتهم
الخاصة أو لاستخدامها فى الحرب العربية- الإسرائيلية.
اعتادت موسكو مراقبة أسلحتها
النووية عن كثب، حتى فى شرق أوروبا، حتى أعضاء اتفاقية «وارسو» كان غير مسموح لهم
برؤية تلك الأسلحة.
وفى حالة تشغيل الأسلحة
على النظم الموجودة فى مصر، كان على الاتحاد أن يتوقع وقوع توترات خطيرة فى
علاقاته بواشنطن.
وبرغم كل تلك التوقعات
إذا أرسلت بالفعل أسلحة نووية إلى مصر، فقد كان عليهم الحفاظ على إسرائيل،
وإبعادها عن أى انتصار عسكرى، فى ذات الوقت. فى 19 و20 أكتوبر، عندما كانت السفينة
تحمل بضائعها، كان الإسرائيليون عند القنال لمدة 3 أيام، والحرب تتحول ضد العرب،
فعدد القوات الإسرائيلية، غرب قناة السويس، يتزايد بسرعة، ولم تكن موسكو على علم
بنوايا تل أبيب.
وسيناريو تدخل القوات
السوفييتية لن يعطى الردع اللازم، وهنا أصبح التهديد باستخدام الأسلحة النووية،
على تربة حليفة للسوفييت، ضد إسرائيل يقابله تهديد أمريكى مماثل.
ربما كانت الطبيعة
التكتيكية للأسلحة فى مصر، كما كان يعتقد الاتحاد السوفييتى، هى التى ردعت
إسرائيل، دون الحاجة لتدخل مباشر من القوات الاستراتيجية فى أمريكا والاتحاد
السوفييتى.
وربما ربط الاتحاد
السوفييتى بين أهمية وجود أسلحة نووية فى مصر، باحتمال ظهور القدرات النووية
الإسرائيلية فى مشهد الحرب، سواء بشكل نفسى أو واقعى.
الاستنتاج: إن الدليل
على وجود الأسلحة النووية ربما لا يكون قاطعا، لكنه يخلق حالة افتراضية قوية بأن
الاتحاد السوفييتى أرسل أسلحة نووية لمصر.
وإن كان ذلك صحيحا،
وكانت الأسلحة لا تزال هناك، فمن المؤكد أنها تحت السيطرة السوفييتية، خاصة صواريخ
«سكود»، وربما تكون تحت السيطرة المصرية.
وفى النهاية، يجب على
الاتحاد السوفييتى وضع اختيارات وجود أى طوارئ مستقبلية.
أوروبا تبحث تعليق
شحنات الأسلحة
بروكسل ـ عواصم العالم
ـ وكالات الأنباء:
يلتقي ممثلون للاتحاد
الأوروبي في بروكسل اليوم لبحث رد الكتلة الأوروبية علي تطورات الأوضاع في مصر.
ويمكن أن يكون أحد الخيارات هو تعليق كل شحنات الأسلحة من الاتحاد الأوروبي، وهي
خطوة يتوقع أن تقترحها إيطاليا.
وتعتبر الكتلة
الأوروبية المؤلفة من 28 عضوا ثالث أكبر مزود للأسلحة إلي مصر، بعد روسيا
والولايات المتحدة، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري). وتسلمت مصر
شحنات أسلحة بقيمة نحو 400 مليون يورو(533 مليون دولار) في عام 2011، وفقا
لـ"سيبري"، حيث أمدت روسيا وحدها مصر بثلاثة أرباع هذه القيمة.
وفي عام 2011، وافق
الاتحاد الأوروبي علي تراخيص تصدير إلي مصر بقيمة 303 ملايين يورو من الأسلحة
والعتاد العسكري، وفقا لأحدث تقارير الاتحاد الأوروبي.
وتمثل شحنات الطائرات،
وأغلبها من اسبانيا وفرنسا، القسط الأكبر بقيمة 102 مليون يورو. والفئة التالية هي
مركبات بقيمة 65 مليون يورو، ومعظمها يأتي من ألمانيا. ووفقا لبيانات عام 2011،
وقعت فرنسا أعلي قيمة من التراخيص، حيث تعلق معظمها بتقديم معدات إلكترونية وإنتاج
أسلحة وتطوير تكنولوجيا وطائرات عسكرية وقنابل وصواريخ بقيمة نحو 801 ملايين يورو.
وفي روما أكدت وزيرة
الخارجية الايطالية إيما بونينو إنه علي الاتحاد الاوروبي إعادة النظر في سياسته
مع مصر دون أوهام ، حيث أن مساعداته لمصر لا تتجاوز 500 مليون يورو وهي تعتبر
"مصروف جيب" أو "فكة" أمام مليارات العربية السعودية ودول
الخليج .
ورأت بونينو - في تصريح
أمس أن حظر جماعة الاخوان المسلمين سوف يجلب ما اسمته "الارهاب" وسيكون
له عواقب مدمرة أبشعها تحول الاخوان المسلمين الي خلايا إرهابية. علي حد قولها.
وفي برلين، أعلنت انجيلا ميركل ـ المستشارة الألمانية ـ ان بلادها تعتزم دراسة وقف
صادرات السلاح إلي مصر وذلك في ظل العنف الذي تشهده البلاد. وفي مقابلة مع القناة
الثانية بالتليفزيون الألماني ، قالت المستشارة الألمانية أمس: "سيتعين علينا
تقييم الموقف من جديد" مشيرة إلي أن هناك تفكيرا في تقليص صادرات السلاح
بوصفه طريق يمكن من خلاله التوضيح للحكومة المصرية أن العنف مسألة لا يمكن القبول
بها.
وأوضحت ميركل أن وزراء
خارج40 ألف شخص، واصفة الوضع هناك بأنه "متفجر".
وطالبت أوروبا بأن تعمل
من خلال إجراء مشترك كل ما يلزم لوقف العنف في مصر "لأن العنف ليس حلا".
وفي واشنطن، دعا عدد من
اعضاء الكونجرس الامريكي أمس الي وقف المساعدات العسكرية لمصر بعد مقتل المئات في
عملية فض اعتصامات مؤدي الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي والاشتباكات التي
تلتها.
وقال جون ماكين ـ
السيناتور الامريكي ـ الذي دعا الي تجميد المساعدات العسكرية الامريكية الي مصر
وقيمتها 1.3 مليار دولار عقب الاطاحة بمرسي في مطلع يوليو، ان واشنطن تغامر بفقد
مصداقيتها اذا واصلت التغاضي عن حملة القمع الدموية.
وألمح ماكين الي ان
واشنطن يمكن ان تضغط علي قادة الجيش المصري بوقف المساعدات والتوقف عن امداد الجيش
بقطع الغيار لمعداته العسكرية المصنوعة في الولايات المتحدة، ووقف قرض صندوق النقد
الدولي الذي يهدف الي مساعدة الاقتصاد المصري المتعثر.
وقال ماكين: "ان
عدم قيامنا باي تحرك حيال ما يحدث هو انتهاك لكل مبادئنا".
كما دعا السناتور راند
بول، النجم الصاعد في الحزب الجمهوري، الي وقف المساعدات الامريكية وقال لشبكة
فوكس نيوز "لا أعتقد اننا نحصل علي حب الشعب المصري عندما يري دبابة امريكية
في الشوارع".
ورفضت الادارة
الامريكية وصف عزل مرسي انه "انقلاب" وهو الوصف الذي يتطلب قطع
المساعدات عن مصر. من جانبه قال السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومنثال ان علي
الادارة "ان تربط بين أي مساعدات مستقبلية باتخاذ خطوات محددة لتحقيق دولة
القانون وعودة الديموقراطية".
واضاف لشبكة فوكس نيوز:
"يجب ان لا نقطع جميع المساعدات. لا توجد خيارات جيدة هنا. لكن هناك فرصة
افضل لحماية المصالح الامريكية اذا عملنا مع الجيش" المصري.
حامل من
ابنها...والسبب؟
كالصاعقة نزل علينا
الخبر الذي تناقلته معظم المواقع الالكترونية ، كان البعض يقرأ و يضحك باستهزاء
والبعض لا يستطيع أن يصدّق أن الخبر صحيح وأن هكذا حدث لا يزال ممكن الحدوث في
أيامنا هذه. سبق لنا وسمعنا الكثير من الحوادث التي تتعلّق بزنا المحارم ولكن
أغلبها كان يتم بعدم رضي أحد الطرفين أو التهديد و الوعيد ، أما ان تصل القضية
إالى رضي الطرفين ومجاهرة دون الأخذ بعين الاعتبار لأي عادات وتقاليد اجتماعية،
لأي تعاليم دينية أو حتى لأي تحذيرات طبية فهذا هو الأمر الصادم الذي لا يمكن
للعقول استيعابه.
أما مفاد الخبر فهو أن
إمرأة تعيش في زيمبابوي قرّرت الزواج رسميا من ابنها بعدما نحو عامين من الزواج
فعليا. الأم بيتي مباريكو التي تبلغ 40 عاماً وابنها فاري الذي يبلغ 23 عاماً،
أعلنا ارتباطهما رسمياً و هما يمارسان العلاقة المحرّمة منذ عامين، والأم حامل
بشهرها السادس.
الخبر يثير اشمئزاز كل
من يسمعه، حتى أنه أثار حالة من الاستياء في زمبابوي،
باستثناء بيتي وفاري
اللذين يعتبران أن زواجهما أمر طبيعي لأنهما يحبان بعضهما. وكانت بيتيقد فقدت
زوجها منذ 12 عاماً ورفضت الزواج من شقيقه، كما تفرض التقاليد، أما الآن فهي تقترن
بابنها لأنها بحسب قولها تعتبر نفسها الوحيدة التي تستحقّ أن تستفيد من تعب سنين
طويلة في تربيته، وهو قرّر اعلان العلاقة رسمياً والاعتراف بابنه من والدته حتّى
لا يتمّ اتّهامها بالزنا.
هذا الخبر يجعل عقدة
أوديب تقفز إلى رأسنا. وتُعتبر عقدة أوديب من أهم اكتشافات سيغموند فرويد في
التحليل النفسي , وقد استوحاها من أسطورة أوديب الإغريقية. ويمكن عد تلك العقدة
أنها من أهم وأخطر المراحل التي يختبرها الطفل في سني حياته الأولى وتحديداً بدءاً
من عمر الثلاث سنوات, حتى الخمس .
وهي عقدة نفسية تطلق
على الذكر الذي يحب والدته ويتعلق بها ويغير عليها من أبيه ويكرهه، في نظرية
التحليل النفسي، مصطلح "عقدة أوديب 'يدل على المشاعر والأفكار والاحاسيس
الجنسية التي تبقي مكبوتة في العقل الباطن للطفل تجاه امه . تُشَكل هذه العقدة
المدخل الأساسي لشخصية كل منا , فمن خلالها يتم انتقال النشاط الجنسي من الداخل
إلى الخارج, أي من الذات إلى المحيط , كما أنها تؤسس لمفهوم منع زنى المحارم , أي
باختصار تمَهد عقدة أوديب لجملة من العلاقات الخاصة بالمجتمع الأسري.
ماذا تعني عقدة أوديب؟
يروي فرويد قصته مع تلك
العقدة مُصرحاً بمشاعره تجاه والدته عندما كان طفلاً وكيف كانت تلك المشاعر تولد
لديه الغيرة من أبيه , اعتبر فرويد أن هذا النمط من المركب الحب والغيرة شائع لدى
الأطفال, لذلك تعتبر العقدة الأبوية أحد المُسميات الأخرى لعقدة أوديب.
يعتقد الطفل أن للأب
وظيفة مكملة لتلك المُناطة بالأم, ولكن لن يطول الأمر كثيراً حتى يستوعب أن للأب
وظيفة خاصة مُستمدة من كيانه كزوج و أب. هنا تبدأ بواكير الغيرة عند الطفل إذ
يعتبر أن هذا الرجل يهدد كيانه , وبالتالي الارتباط العاطفي بالأم , يبدأ بالتحري
ليكتشف أول خيوط القصة إما عن طريق التخيل للعلاقة بين الأبوين أو عن طريق
المراقبة المقصودة لهما, ليكتشف أن الأم تهتم بالزوج أيضاً , أي بالنسبة للطفل
سيدرك من جانبه أنه شخص ما , وأنه ليس الأهم بالمطلق بالنسبة لها في حين أنها
الأهم بالنسبة له , أنوه هنا أن الطفل يربط هنا بين الأم كمصدر إشباع غرائزي
وبالتالي يربط الطفل بين الشخص الذي بفضله تحققت له اللذة معتقداً أن لدى الآخر
بالضرورة نفس اللذة, ليكتشف أن الإرضاع وضبط الإخراج لم تكن سوى مهام أمومية
لاعلاقة لها باللذة الذي ينشدها هو . هنا تبدأ المقاربة بين وظيفة الزوج للأم
ووظيفته هو كعاشق لها , ومن الطبيعي أن تؤدي تلك الأفكار بالطفل إلى أول نتائج
الصراع النفسي متمثلة بالإحساس بالوحدة والانفصال .
الأساس الميثولوجي
لعقدة أوديب فهي الميتولوجيا اليونانية، ببطليها الملك لا إيوس وهو ملك التيبس,
وزوجته جوكاست, ولهما طفل,تشيع في المدينة مقولة مفادها بأن هذا الطفل حينما يكبر
سيقتل أبيه متزوجاً أمه.
تصدق الملكة جوكاست هذه
الخرافة فتهَم على الفور بقتل الطفل ,فتطلب من أحد المحاربين تنفيذ العملية , إلا
أن هذا الاخير , قد أضاع الطفل في الغابة بدلاً من قتله. يثقب الطفل بقدمه ,و
يُعلَق على غصن شجرة. وبالصدفة يمر راعي فيتألم بشدة على منظر الطفل وهو معلَق على
الشجرة, فيقرر وضعه في عهدة ملك الكورنيت فيتبناه هذا الأخير. كبر أوديب و قرر
الذهاب إلى المدينة التي لا يعلم أنه أصلاً أنه أُبُعد عنها في طفولته,وهناك يلتقي
برجل كهل يمنعه من الدخول, وبعد قتال عنيف يصرع أوديب الرجل الكهل , الذي لم يكن
في الواقع سوى والده الملك.
تابع أوديب السير
باتجاه المدينة وفي ذلك الوقت كان السفينكس ذلك الحيوان الذي له رأس امرأة وجسم
أسد وجناحا طائر يقسو على أهالي المدينة ويعذبهم أشد العذاب. وإن الآلهة أرسلت
(السفينكس) ليسأل الناس ألغازاً ومن لم يحل تلك الألغاز يقتله. دفع هذا الوضع
خليفة الملك أن يعلن للناس بأن كل من يخلّص البلد من محنتها التي يسببها لها هذا
المخلوق الشرير سيتولى العرش ويتزوج أرملة الملك (لييوس) الملكة الجميلة، وعندما
دخل أوديب المدينة قابله (السفينكس) وألقى عليه ذلك اللغز الذي يتضمن (ما هو
الحيوان الذي يمشي على أربعة صباحاً، وعلى اثنين ظهراً، وعلى ثلاثة مساءاً؟ أجاب
أوديب بقوله إنه الإنسان، أي عندما يكون طفلاً يحبو على أربعة وعندما يكبر يمشي
على اثنين، وعندما يشيخ يستعين بالعصا أي انه يمشي على ثلاثة. هناك روايتين
إحداهما تقول عندما سمع سيفينكس هذا الجواب انتحر، وأخرى تقول إن أوديب قتلها.
وهنا تبدأ الحكاية, بدخول أول شخص استطاع حل اللغز.
ونتيجة لذلك صار ملكاً
على طيبة وتزوج الملكة دون أن يعرف بأنها أمه وأنجب منها طفلة واحدة، عندها جاء
العراف وأبلغه بالحقيقة المرة، فعندما عرفت زوجته التي هي أمه الحقيقة شنقت نفسها،
أما أوديب فقد فقع عينيه وغادر طيبة مع ابنتهِ التي ولدتْها أمُهُ وهامَ ليعيشَ
بقيةَ حياتهِ في البؤس.
و في مقابل عقدة أوديب
عند الذكور في التحليل الفرويدي، نجد عقدة اليكتراعند الاناث وهي التعلق اللاوعي
للفتاة بأبيها وغيرتها من أمها.
عقدة الكترا حين تتعلّق
الفتاة بأبيها تعلّق كبير وتعتبره القدوة ومثالها الأعلى حتى أنه ينتابها شعور
غيرة تجاه امها لانها تراها العقبه التي تقف أمامها في طريق الاستحواذ على أبيها.
فتحاول الطفلة تقليد أمها واكتساب عاداتها وافكارها وسلوكياتها وهنا تاتى اهمية
عقدة الكترا. وتذهب هذه العقدة عند الاناث إلى حد أن الاناث عندما يكبرن ويبحثن عن
عريس يكون نسخة قريبة جدّا من أبيها. و مع أنّ فرويد جاء بفكرة العقدة، إلا أنّ
الذي أطلق عليها هذه التسمية هو كارل يونغ عام 1913. في الواقع ، فإنّ فرويد رفض
التسمية التي أطلقها جانغ صراحةً، لأنّها تسعى لتوطيد فكرة التشابه بين سلوك كلا
الجنسين. لذلك، فإنّ فرويد في جميع كتاباته كان يستخدم تعبير عقدة أوديب الأنثوية.
مصر ما بعد الاخوان...
سيناريو حكم مختلف
ان كان المشهد المصري
في الثلاثين من حزيران/يونيو متوقع لمن يقرأ التاريخ المصري –الاخواني، فانه من
الضروري الاضاءة على خصوصية الواقع الحالي المتمثلة بالحالة الشعبية غير المسبوقة
الرافضة للاخوان، والتي لا تترك فرصة الا وتعبر فيها عن مشاعرها المناهضة لهذه
الجماعة.
وقع الاخوان في مصر
للمرة الثالثة ضحية غرورهم السياسي بوجه المؤسسة العسكرية المصرية، فمنذ تعيين
"السيسي" قائداً عاماً للقوات المسلحة المصرية، اعتقدت السلطات المصرية
الاخوانية أن الجيش عاد إلى ثكناته.
الا أن ذلك لم يمنع
الرئيس المصري المعزول من محاولة ايجاد صيغة من التقارب مع القوات المسلحة لضمان
دعمه في صراعه مع المعارضة الليبرالية، ما ووجه بريبة مستمرة من قبل الجيش المصري
نتيجة البعد الديني الواضح لسياسة مرسي،وتعارضها الجذري مع الفكر الاستراتيجي في
قضايا الأمن القومي المصري ، الذي تبلورت بدايةً بالتقارب بين السلطة المصرية
وحماس التي تسيطر على قطاع غزة وتتبنى الكفاح المسلح ضد الاحتلال الاسرائيلي، ما
يشكل بالنسبة خطراً بالنسبة للاستراتيجية العسكرية المصرية، خاصة فيما يتعلق بشبه
جزيرة سيناء.
ثم انتقال مرسي الى طرح
فكرة الجهاد الاسلامي ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ما أثار استياء القوات
المسلحة، لما يحمله هذا الموقف من تهور وخطر على الأمن القومي الداخلي، فاستغل
الحالة الشعبية التي انطلقت تناهض الحكم الاخواني، لتطيح به وتستلم سدة الحكم الى
حين آخر، قبل أن تدخل مصر في الدوامة التي يتم جلر المنطقة اليها.
وتواجه مصر ما بعد
الثلاثين من يونيو، حالة من التغير في المواقف الخارجية، بعد ما استحدثه النظام
الاخواني في السياة المصرية الخارجية من تغيير.
فالموقف المصري الرسمي
من القضية الفلسطينية يلقي بظلاله على الصورة، مع كل تغير بالنظام الحاكم في مصر.
في هذا الاطار أكد وزير
الخارجية المصري نبيل فهمي أن تكرار اللقاءات مع الرئيس الفلسطيني، يشكل رسالة
سياسية مقصودة تعبيراً عن التزام مصر تجاه القضية الفلسطينية.
وقابل هذا الموقف،
ارتياح واضح من جانب السلطة الفلسطينية بعد الاطاحة بحكم الاخوان في مصر، لما كان
يشكله من تأثيره السلبي على حركة حماس من حيث الدعم والتصلب في المواقف في مسألة
المصالحة الفلسطينية من جانب حماس، حيث وجدت السلطة الفلسطينية في الوضع الراهن
فرصة لتحقيق المصالحة بعد هذا الوضع الصعب الذي بدأت تعاني منه حركة حماس، وان يتم
التقارب مع السلطة الفلسطينية للخروج من هذه الازمة بتوحيد الصف الفلسطيني
والتنسيق لمجابهة دولة الاحتلال وعدم التقاتل مجددا على السلطة، لان وجود السلطة
ان كان في رام الله أو في غزة هو من اجل تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بتحرير
الاراضي المحتلة، لا من اجل مكتسبات مادية وتحقيق اولويات فصائلية وعشائرية.
أما على صعيد اللاجئين
السوريين، فلا يبدو الوضع بنفس الايجابية، بعد الحملة الاعلانية الواسعة التي
اجتاحت مصر، ممثلةً وجود اللاجئين السوريين في مصر بالعامل الداعم للاخوان، ما ادى
الى قيام موقف معادٍ لهؤولاء.
كما شددت السلطات
المصرية قوانين التأشيرات للسوريين بعد أن كانوا معفيين في الماضي من شرط الحصول
على تأشيرة دخول لمصر ، ولكن تم تغيير القانون ليتطلب منهم الحصول على تأشيرة دخول
قبل الوصول للأراضي المصرية . كما أصبح من الصعب على السوريين الحصول على تصاريح
إقامة في مصر . منذ حزيران عام 2013، وشرعت قوات الأمن المصرية في سلسلة من
الاعتقالات والاحتجازات للاجئين السوريين.
في هذا الاطار ناشدت
الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة، والدول الأعضاء فى الاتحاد
الأوروبى، باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة وضع اللاجئين السوريين فى مصر، الذى وصفته
بأنه «بيئة معادية وغير ودية».
أما على صعيد المحور
الايراني المصري، فالودية التي حاول مرسي احياءها بين الدولتين بعد حالة من
التنافر القديم، عادت لتتلاشى بعد الاطاحة بالاخوان في مصر، ما أثار ردة فعل صاخبة
بدايةً من الجانب الايراني الذي وصف الثورة المصرية بالانقلاب العسكري، عادت
لتغيرها في وقت لاحق مباركة قرار الشعب المصري وحقه بالقرار.
على صعيد الداخل
المصري، تظهر الوقائع حالة من التطور المتسارع للأحداث، فبعد القرار الصادر عن
المحكمة المستعجلة بحظر نشاط الاخوان الذي لاقى ردة فعل ايجابية واسعة في الأوساط
المصرية، اتفقت لجنة الخمسين لتعديل الدستور على نص يحظر إقامة أحزاب على أساس
ديني لتصحح خطًا فادحًا وقع فيه المصريون عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير،
عندما فتحوا الباب لتأسيسها على قاعدة دينية، حيث نوهت صحيفة "الأهرام"
المصرية بالخطوة مشددةً على ضرورة التمييز بين الدين والسياسة وعدم زج الدين في
المعترك السياسي، لسموه عن "مستنقع السياسة بكل ما فيه من مهاترات
ودسائس" و ل" قطع السبيل على من يزعمون أن الهدف من حظر الأحزاب الدينية
محاربة الإسلام وإقصاء التيار الإسلامي بكامله من المعادلة السياسية ".
وتعمد هذه اللجنة على
اخراج دستور مصري يتكيف مع الحالة الشعبية المصرية ومتطلباتها، ويتناغم مع ما كانت
تهدف اليه الثورة التي أسقطت ديكتاتورية مبارك.
أما على الصعيد
الاقتصادي، فقد خرج وزير المالية المصري الدكتور أحمد جلال بتصريحات واعدة لفقراء
مصر، تتعلق بتخصيص 22 مليار جنيه لتحسين أحوال الفقراء وأوضاعهم الاقتصادية.
وتعمل الحكومة على ضخ
استثمارات إضافية بنحو 22 مليار جنيه للإسراع في تطوير البنية الأساسية لتحقيق
الاستقرار المالي والاقتصادي والعدالة الاجتماعية، وتحسين الخدمات العامة خاصة
الصحة، وحل مشاكل المستثمرين وسداد المتأخرات الحكومية للمقاولين، بالإضافة إلي
برامج اجتماعية تستهدف تحسين أحوال الفقراء.
ان الحالة الانتقالية
التي تشهدها مصر هذه الأيام، تبدو مرحلة مفصلية على الصعيدين الداخلي والدولي،
خاصة في الشرق الأوسط وما يشهده من تطورات متسارعة.
الثلاثون من أيلول...
هل يسقط اخوان تونس؟
"الثلاثون من ايلول"... هل يسقط
اخوان تونس؟
يبدو أن "الاسلام
السياسي" الذي حازعلى مراكز السلطة بفعل "فورة" الربيع العربي، بعد
سنين من العمل المستمر خلف الكواليس، لم ينجح بالحفاظ على مركزه، وما لبث أن بدأ
مسيرات سقوته من سدة الكم دولة تلوى الأخرى.
وفيما عرفت الجماعات
الاسلامية حالة من الانتشار والتعاطف الشعبي في ظل نظام ما قبل الثورة، لم تستطع
هذه الجماعة استكمال حكمها للدولة المصرية، بعد ان اطاحت بها ثورة شعبية جديدة،
وحولتها الى جماعة محظورة اجتماعية وقانونية.
تسير تونس اليوم على
الخطى المصرية برفض النهج السياسي الذي تتبعه حكومة النهضة، الحزب ذو الطابع
الاسلامي، حيث تتصاعد الصرخات الشعبية المطالبة برحيل الحكومة الحالية التي يرأسها
علي العريض القيادي في حركة النهضة، لتحل مكانها حكومة كفاءات غير حزبية.
في هذا الاطار دعت كل
من حركة "تمرد" التونسية، و"جبهة الانقاذ الوطني" المعارضة،
الى مظاهرات تحت شعار "يوم غضب" مطلع الأسبوع القادم في ، كرد فعل على
ما اعتبرته فشل حوارات الأحزاب والمنظمات الذي خيب أمل الشعب التونسي في الخروج من
الأزمة.
وأكدت تمرد في بيان لها
صدر في أمس في 25 أيلول 2013 أن الأسباب لا تقتصر على الموقف السياسي بل انها
تتعلق بتحقيق جملة من المطالب الشعبية، بينها حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة
"إنقاذ وطني" برئاسة شخصية مستقلة".
30 أيلول 2013 سيكون
يوم غضب تونسي على الترويكا المرؤوسة بحزب النهضة، لحملها على قبول
"مبادرة"، و"خارطة طريق"، طرحتهما المركزية النقابية، و3
منظمات أهلية أخرى، لحل أزمة سياسية حادة اندلعت إثر اغتيال النائب المعارض
"محمد البراهمى" فى 25 تموز.
وان كان اغتيال المنسق
العام لحزب التيار الشعبي محمد البراهمي هو الشرارة التي أشعلت الثورة التونسية من
جديد، مع العلم أنه الاغتيال الثاني بعد شكري بلعيد أمين عام حزب "حركة
الوطنيين الديمقراطيين"، قد ما جعل الحكومة تبدو عاجزةً عن مسك الاوضاع
الامنية، خاصةً في ظل التوترات على حدودها مع الجزائر وانتشار الجماعات الاسلامية
المتشددة في تلك المنطقة، الا أن حالة الترهل والقصور الذي اظهرته حكومة
"الترويكا" لم تقف عند هذا الحد، في ظل أوضاع الحريات في تونس وخاصة
الحرية الاعلامية، اضافة الى الوضع الاقتصادي الذي يزيد تردياً يوماً بعد يوم...
جميعها عناصر اجتمعت لتعيد شعب ثورة الربيع العربي الأولى الى الشارع.
وفي اطار سياسة
المماطلة التي يتبعها حزب النهضة للبقاء أطول فترة ممكنة في الحكم، خرج وزير
الداخلية التونسي لطفي بن جدو أمس بتصريح للشعب التونسي كشف فيه ، أن إسلاميين
متشدّدين خططوا لتقسيم تونس إلى 3 إمارات إسلامية، مشيراً الى أن تونس كانت على
حافة مخطط إرهابي خطير، ولم يذكر الوزير التونسي الجهة أو الجهات التي رسمت هذا
المُخطط، مكتفياً بالقول إن "السلطات الأمنية في بلاده "تمكنت من إفشال
هذا المخطط الذي كان الإرهابيون يعتزمون التحضير له، بتنفيذ سلسلة من الاغتيالات
والتفجيرات"، ليظهر الاجهزة الأمنية في ظل الحكومة الحالية بأفضل حال في وجه
الاحتجاجات الشعبية .
أمام على صعيد الحريات،
فقد كانت الشوارع التونسية شاهدة في الاشهر الاخيرة، كما السجون، على السخط الصحفي
من سياسة "كم الافواه" التي تتبعها الحكومة بوجه الصحافة، حيث مثُل
العديد من الصحفيين التونسيين أمام القضاء في الأونة الأخيرة، أبرزهم الصحفي زياد
الهاني على خلفيه انتقاده قرارا قضائيا بسجن مصور تلفزيوني ثلاثه اسابيع بسبب
تصويره حادثه رشق وزير الثقافة بالبيض، كما مثل أمام القضاء الصحافيان الطاهر بن
حسين بتهمه "التامر على أمن الدولة التي تصل عقوبتها الي الاعدام، وزهير
الجيس بتهمه اهانه رئيس اللجمهورية.
اضافة الى الأوامر
الواضحة من المسؤولين الاعلاميين للتعتيم على المظاهرات التي تندد بالحكومة وتطالب
برحيلها وبفرض الرقابة المسبقة على جميع البرامج الاذاعية والتلفزيونية.
وعلى خط موازٍ، فان
الحكومة الحالية تواجه غياب القدرة على توفير مكاسب اقتصادية واجتماعية ملموسة
لعموم المواطنين، في ظل تبنيها حزمَ سياسات اقتصادية غير متناسقة
وغير قادرة على تحقيق
نتائج سريعة بجدول زمني محدد، فضلا عن إخفاقها في تحقيق التوازن الدقيق بين أبعاد
الكفاءة والعدالة الاجتماعية لهذه السياسات.
وقد أثبتت إحصائيات
رسمية أن نسب البطالة ارتفعت في تونس إلى نحو 19% سنة 2011 مقابل حوالي 14% سنة
2010 وبلغ عدد العاطلين في البلاد خلال 2011 حوالي 750 ألفا بينهم نحو 250 ألفا من
خريجي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي. وتبلغ نسبة الفقراء نحو 25% من إجمالي
سكان البلاد التي يقطنها أكثر من 10 ملايين ساكن.
فان حكومة الترويكا
بقيادة حركة النهضة تعيد انتهاج ممارسات النظام الديكتاتوري السابق من حيث السياسة
قائمة على المحاصصات الحزبية، ووضع اليد على مفاصل الإدارة و أجهزة التونسية، وعدم
الفصل بين أجهزة الدولة و الأحزاب السياسية حفاظاً على حيادية الإدارة،الأمر الذي
يدفع بالفئات الشعبية والشباب العاطلين عن العمل للتفكير بشكل متزايد بتسوية
مشاكلهم بأنفسهم وعلى طريقتهم.
ان الإسلام السياسي،
أظهر عدم توافقه مع أهداف الثورة التونسية، حيث أن التوجه الإسلامي الإخواني لحركة
النهضة بحد ذاته فكر بعيد كل البعد عن الديمقراطية التي كان يطمح لها الشعب
التونسي.
أما بالنسبة للأحزاب
المستلهمة من القيم الإسلامية الإصلاحية، والتقاليد الوطنية التونسية ، و الأحزاب
اليسارية، والديمقراطية، تمتلك أكبر فرصة في الوقت الحالي للتطور لكي تصبح على
المدى الطويل أحزاباً شعبية قادرة على الحصول على أغلبيات في الانتخابات المقبلة،
وقادرة أيضا على تحقيق أهداف الثورة التونسية .
وبات المصريون
والتونسيون على قناعة بأن العلاقة بين التوجه الإسلامي الإخواني في كل من تونس
ومصر والديمقراطية،حالة مستحيلة.
جاؤوا من الشتات و الى
الشتات عادوا
شتات جاء من كافة اصقاع
الارض ليقطن في ارض فلسطين المحتلة لا يملكون ادنى حق ليسكنوا فيها . اقاموا
دولتهم على حساب تفكيك دولة اخرى اعطوا انفسهم الحق بالعبث بممتلكات الشعب
الفلسطيني مالك هذه الارض منذ الالاف السنين , دمروا و قتلوا وشردوا هذا الشعب
المسلوب حقه و أقاموا المستوطنات ليسكنوا فيها .
و قد بدأت حملات الهجرة
الإسرائيلية الى ارض فلسطين منذ عام 1948 حيث بدأ اليهود بالهجرة الى ارض فلسطين
لتكوين كيانهم و قاموا بحملات استيطانية في سبيل انشاء المستوطنات من خلال اعطائهم
التسهيلات المغرية للزحف الى فلسطين .
و مع مرور الايام انقلب
السحر على الساحر و اصبح الإسرائيليون هم من يتركوا الدولة التي اغتصبوها و لكن
بأسباب مختلفة للهجرة منها امنية ومنها معيشة ولكن اغلبية اليهود اكتشفت كذب وجود
اسرائيل و القدرة على انشاء هذا الكيان وان كافة مزاعم السلطة الاسرائيلية لإنشاء
دولة اصبحت واهية .
و عام 2004 كان عام
بداية الهجرة المعاكسة و التي تعني عودة اليهود اما الى اوطانهم الاصلية او البحث
عن مكان افضل للهجرة الية فلقد غادر في عام 2004 ما يزيد عن 16.500 اسرائيلي و
اغلبهم من العلماء و الاطباء و ذوي الاختصاصات و ذلك بهدف البحث عن سبل افضل للعيش
. ولكن عام 2007 كانت نسبة الهجرة اعلى و اشد حيث هاجر 775الف اسرائيلي وذلك بعد
ان تقدموا بطلبات التنازل عن الجنسية الاسرائيلية وكانت اغلبية اليهود الذين
هاجروا في هذا العام هم يهود روسيا و اوكرانيا .
اسباب الهجرة تعزى بحسب
التقارير المستندة الى اراء مجموعة من اليهود الذين هاجروا من فلسطين المحتلة
باتجاه دول أخرى، والذين أشاروا إلى أنهم غادروا البلاد نتيجة العنف المتزايد في
المنطقة. حيث تقول امرأة يهودية: " جئت إلى إسرائيل كصهيونية، إلا أنني وجدت
ثقافة إسرائيلية مختلفة جداً عما كنت معتادة عليه في السابق
وتضيف اليهودية أنها
بعد أن تزوجت وأنجبت أولاداً، كبر الأولاد وغادروا إسرائيل، وأن ابنها الأكبر
أخبرها أنه في حال توقف العمليات الاستشهادية، وتحسنت الأوضاع الاقتصادية فإنه
سيفكر بالعودة كما غادرت عائلة أخرى إلى استراليا، مشيرة إلى أن لديها أطفال، وأن
العمليات الاستشهادية تثير مخاوفها وقلقها على الأطفال، لذلك قررت العودة إلى
استراليا التي أتت منها منذ سنوات وتقول صحيفة "الغارديان البريطانية":
إن العديد من اليهود الذين يسكنون الأراضي الفلسطينية، لديهم جنسيات أخرى غير
الجنسية اليهودية، لذلك فإنه من السهل عليهم أن يغادروا إسرائيل .
وتضيف الصحيفة أنه خلال
العام الماضي، فإن السفارات في بولندا من جمهورية التشيك والمجر، كان أمامها
طوابير طويلة من اليهود المنتمين للجيل الثاني، الذين يطالبون بالحصول على جنسيات
أمهاتهم المنحدرات من أصول أوروبية شرقية.
و يعتبر انعدام الأمن
هو السبب الرئيس لهجرة آلاف الإسرائيليين إلى الخارج، فحالة لاسلم و لاحرب التي
يعيشها الكيان الصهيوني جعلت الكثير من اليهود يعيشون في حالة قلق مستمر. كما
تعتبر الانتفاضة الشعبية الفلسطينية المستمرة منذ سنوات وما أفرزته من نتائج على
أرض الواقع سببا مباشرا لهجرة الإسرائيليين ودفع الآخرين للتفكير بشكل جدي بذلك.
وزرعت الانتفاضة وما
يرافقها من عمليات عسكرية تحدث بين الحين والآخر الخوف في نفوس الصهاينة. وجاءت
عمليات اقتحام بعض المستوطنات لتزيد هذا الخوف، إذ شعر المستوطنون بأنهم مستهدفون
حتى في ملاجئهم. علما بأن فكرة إقامة دولة إسرائيل جاءت أساسا لحماية اليهود، ومن
ثم فإن عجز الحكومة الإسرائيلية عن حماية مواطنيها أجبر البعض على البحث عن مكان
أكثر أمنا. و ان الإنجازات الكبرى للانتفاضة أنها أدخلت المؤسسة العسكرية
الإسرائيلية في جدال لم يحدث في تاريخ إسرائيل, إلا مرة واحدة خلال حربها في
لبنان, عندما رفض جنود الخدمة في المنطقة المحتلة في جنوب لبنان خوفاً من الموت
المحتم.
وان الحروب التي خاضها
الكيان الإسرائيلي في السنوات الاخيرة و خاصة حرب تموز 2006 و هزيمة مقولة
"الجيش الذي لا يقهر" و الخروقات الامنية التي حدثت من قبل بعض الفصائل
الفلسطينية الذين اخترقوا منظومة الامن المتمثلة بالقبة الحديدية حيث وصلت صواريخ
الفصائل الفلسطينية الى حدود المفاعل النووي الاسرائيلي .
و الازمة الاقتصادية
الاسرائيلية حيث يعاني الاقتصاد الإسرائيلي ركودا هو الأسوأ منذ قيام "دولة
إسرائيل." وأدى هذا الركود إلى إغلاق 55 ألف مؤسسة اقتصادية وارتفاع معدلات
البطالة التي وصلت إلى أعلى نسبة لها (10.8%) فانخفض معدل دخل الفرد السنوي من 18
ألف دولار إلى 15 ألفا. و انخفضت الميزانية وسجلت عجزا بلغ في الربع الأول من هذا
العام 4% من الناتج القومي، فتقلصت الخدمات الحكومية وتم وتسريح آلاف الموظفين.
وأسهمت خطة الحكومة
الإسرائيلية التقشفية وانخفاض قيمة المساعدات الاجتماعية ومعاشات التقاعد في دفع
العديد من الإسرائيليين للهجرة.
ولم يعد سوق العمل في
الأراضي المحتلة يلبي حاجة المهاجرين الجدد. فغالبية هؤلاء المهاجرين من ذوي الاختصاصات
العلمية والفنية، ومنهم أعداد كبيرة من ذوي التخصصات النادرة. ولكن أزمة اللغة
ومعادلة الشهادات حالتا دون ممارسة هؤلاء لتخصصاتهم العلمية واضطر الكثير من هؤلاء
للقيام بأعمال وضيعة تتنافى ومستوياتهم العلمية، الأمر الذي حملهم على العودة إلى
البلدان التي قدموا منها. وعانى المهاجرون الأرجنتينيون المشكلة نفسها وهم الذين
هاجروا للبحث عن مستقبل أفضل بعد الأزمة الاقتصادية الشهيرة التي حلت ببلادهم،
لذلك عاد أكثر هؤلاء أدراجهم من حيث أتوا.
كما دفع حرص إسرائيل
على زيادة عدد سكانها إلى قبول هجرة ما يقارب 250 ألف شخص من غير االيهود. وهناك
عشرات الآلاف من الذين يشك في يهوديتهم.
وبما أن قانون "من
هو اليهودي" لم يتم إقراره بعد، فإن هؤلاء المشكوك في يهوديتهم محرومون من
كثير من الامتيازات، حتى إن بعض الوظائف محرمة عليهم. ويعاني هؤلاء المواطنون شبه
المنبوذين من عنصرية وفوقية المتدينين الإسرائيليين الذين يعتبرونهم دخلاء على
المجتمع الإسرائيلي.
هذه النظرة دعت
المهاجرين الروس وهم أكبر جالية مهاجرة إلى القول "إنهم غادروا روسيا كيهود
لكنهم دخلوا إسرائيل كروس".
وفي الوقت الذي يسير
فيه المجتمع الإسرائيلي نحو التدين واليمينية، يشعر العلمانيون من ذوي الخلفية
الشيوعية بأنهم يعيشون في بيئة غير التي اعتادوا عليها. ويطبق المتدينون اليهود
مفهوم المواطن والوافد، ويفرقون بين اليهودي الشرقي واليهودي الغربي، ويحاولون فرض
آرائهم المتطرفة على الآخرين، ما يعزز الشرخ العنصري والفكري والسياسي والديني،
وهذا أمر لا يحتمله البعض فيدفعه إلى العودة من حيث جاوؤا
و في اخر احصاء صدر عن
مركز الاحصاء الإسرائيلي انه في نهاية عام 2020 "سيشكل الفلسطينيين الاغلبية
الساحقة في كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة تحت مسمى "دولة اسرائيل" .
و في ضوء هذه الظاهرة
التي تزداد يوما بعد يوم هل نحن امام فسحة امل لاستعادة الارض المغتصبة
توقّف أعمال حكومة
الولايات المتحدة يضرّ بالمساعدات العسكرية لإسرائيل
أفادت وزارة الخارجية
الأميركية يوم الأربعاء أنّ الإغلاق الطويل الأجل للحكومات الإتحادية من شأنه أن
يؤخر المساعدات العسكرية إلى الدول الحليفة وأهمّها إسرائيل.
واعتبرت "ماري
هارف"، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنّ قدرة وزارة
الخارجية الأمريكية على تقديم المساعدة العسكرية في الوقت المتوقع والمألوف قد
تعرقل استناداً إلى طول مدة إغلاق أنشطة الحكومات.
وفي لقاءٍ مع الصحفيين،
تحدّثت هارف عن إسرائيل التي تتمتع بتأييد قوي من الحزبين في الكونغرس الأمريكي،
وتعتبر أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية، حيث طلبت
إدارة الرئيس باراك أوباما 3.1 مليارات دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل للعام 2014،
وذلك تزامناً مع إغلاق جزئي لأنشطة الحكومة الفدرالية.
واتفقت حكومة الولايات
المتحدة مع السلطات الإسرائيلية عام 2007 على حزمة مساعدات عسكرية قدرها 30 مليار
دولار تغطي الأعوام العشرة في الفترة بين عامي 2009 و2018 . وتشير بيانات وزارة
الخارجية الأمريكية إلى أن المساعدات العسكرية الأميركية للخارج قُدرّت بحوالي 5.5
مليار دولار لأكثر من 80 دولة في عام 2011 .
من جهةٍ أخرى، أكّدت
هارف أنّ مكاتب التأشيرات والجوازات التي تعتمد على الرسوم لا تزال مفتوحة،
والوزارة لم تُعط موظفيها إجازة بسبب إقفال أنشطة الحكومة الفدرالية، مضيفةً أنّه
على الرغم من عدم منح الإجازات للموظفين إلا أنّ الأمور لا تجري كالمعتاد، فهناك
برامج ستتضرّر مع إمكانية إعادة تشغيلها عندما يقوم الكونغرس بإنجاز بعض الأعمال.
وكانت قد أغلقت عدة
مؤسسات تابعة للحكومة الإتحادية مكاتبها بعد أن أصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات
للمواطنين، ومنها مكتب المفتش العام ومفوضية الحدود الدولية والمياه في وزارة
الخارجية. كما تمّ إيقاف حوالي 800 ألف موظف حكومي بشكل مؤقت، ومن دون راتب.
وجاءت هذه الإجراءات،
بعد إيقاف الوكالات الفدرالية الأميركية نشاطاتها جزئياً لأول مرّة منذ 17 عاماً،
بأمر من البيت الأبيض، وذلك بعد فشل الكونغرس في التصويت على الموازنة التي تحول
دون تعطيل الحكومة في ظلّ التباعد الكبير في مواقف الجمهوريين والديموقراطيين.
وبعد الإتهامات التي
وجهّها الرئيس باراك أوباما إلى مجلس النواب الأميركي معتبراً إياه غير جدير
بالمسؤولية بعد إصراره على تأجيل برنامج الرعاية الصحية في الميزانية الجديدة قبل
إحالتها إلى مجلس الشيوخ، الأمر الذي أدى إلى رفضها، وبالتالي إغلاق مكاتب
الحكومات وإيقاف مئات الآلاف من الموظفين عن عملهم قسراً، دعا قادة الكونغرس من
الجمهوريين والديمقراطيين إلى اجتماع في البيت الأبيض مع دخول إغلاق الحكومة
الإتحادية، وتوقف نشاط مؤسساتها لليوم الثاني على التوالي بسبب الخلاف بين الحزبين
على إقرار الميزانية السنوية للبلاد.
وأشارت مصادر في البيت
الأبيض والكونغرس أنّ أوباما سيدعو أعضاء مجلس النواب إلى المصادقة على مسودة قرار
لرفع سقف الديون الحكومية البالغة 16.7 ترليون دولار، بالإضافة إلى إقرار مسودة
قرار تتعلق بالإنفاق لإعادة فتح المؤسسات الحكومية دون اتخاذ إجراءات تعيق خطته
للرعاية الصحية، التي سبق أن رفضها الديمقراطيون في مجلس الشيوخ.
كما التقى أوباما يوم
الأربعاء رؤساء أكبر بنوك في وول ستريت لمناقشة سقف الديون وقضايا إقتصادية أخرى،
وعقب الإجتماع شدّد أوباما على ضرورة أن يدركوا أن هذا سيؤثر بعمق على الإقتصاد
الأميركي، مضيفاً أنّه لا يرغب بالتفاوض "مع " الجهات المتطرفة في أي
حزب"، كما وجّه رسالة إلى زعماء الكونغرس، قال فيها: " إلى أن نحصل على
تشريع واضح يعيد فتح المصالح الحكومية، وإلى أن نتأكد أنّ الكونغرس سيسمح بدفع
الالتزامات التي أقرّها، حتى ذلك الوقت لن ندخل في مفاوضات".
وفي هذا الإطار، حذّر
مسؤولون بارزون في وكالة الإستخبارات الأميركية من أنّ تعليق العمل في بعض دوائر
الحكومة الفدرالية يلحق "ضرراً كبيراً" بقدرة الهيئات الإستخباراتية على
حماية الولايات المتحدة.
وأعرب مدير الإستخبارات
الوطنية "جيمس كلابر" عن مخاوفه خلال جلسة استماع بإحدى لجان مجلس
الشيوخ من تنامي الضرر الذي لحق بالمقتدرات الإستخباراتية الأمريكية إبّان
التطورات الأخيرة، مشيراً إلى أنّ عدم حصول الموظفين على رواتب بسبب تعليق العمل
الجزئي قد يضعهم في صعوبات مالية تجعلهم أهدافاً لجواسيس أجانب.
وأضاف كلابر أنّ حوالي
70 في المئة من موظفي الإستخبارات أُجبروا على أخذ إجازات غير مدفوعة، الأمر الذي
قد يُدّمر الروح المعنوية بين العاملين في الهيئات الاستخباراتية.
من جهته، كشف الجنرال
كيث ألكسندر، مدير وكالة الأمن القومي، أنّ الهيئة أعطت لآلاف الفنيين والمتخصصين
في الكومبيوتر إجازات غير مدفوعة الأجر، قائلاً " بلادنا في حاجة لأشخاص
أمثال هؤلاء".
وألغى الرئيس الأميركي
باراك أوباما زيارته من البلدان الأربعة التي كان من المقرر أن يحضرها، بسبب أزمة
إغلاق الحكومات الفدرالية في بلاده، في حين أفاد البيت الأبيض أنّه ليس من الممكن
"لوجستياً" الذهاب إلى ماليزيا والفيلبين في ختام جولة الرئيس الآسيوية،
وسيُمثّله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأسبوع المقبل في الزيارة، مؤكداً أنّ
الرئيس الأمريكي سيحضر القمم الإقليمية في أندونيسيا وبروني.
زمة مالية وشلل حكومي
يهددان إقتصاد الولايات المتحدة
أوقفت الوكالات
الفدرالية الأميركية نشاطاتها جزئياً لأول مرّة منذ 17 عاماً، بأمر من البيت
الأبيض قبيل منتصف يوم الإثنين، وذلك بعد فشل الكونغرس في التصويت على الموازنة
التي تحول دون تعطيل الحكومة في ظلّ التباعد الكبير في مواقف الجمهوريين
والديموقراطيين.
بالرغم من المفاوضات
المكثفة، عجز الكونغرس عن تخطي الخلاف المحتدم حول مشروع قانون الميزانية، وذلك
بعد ليلة كاملة من تبادل النصوص بين مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون
ومجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، لم يقّر الكونغرس أي مشروع ميزانية قبل
حلول استحقاق السنة المالية الجديدة 2014.
من أصل أكثر من مليوني
موظف فدرالي، سيتمّ وضع 800 ألف موظف في عطلة قسرية غير مدفوعة الأجر لفترة غير
محدّدة، اعتباراً من صباح الثلاثاء، في حين سيتّم تخفيض عدد الموظفين في الإدارات
إلى الحدّ الأدنى الأساسي ما سيحد عددهم في بعض الوكالات الى 5% فقط..
وكما كان من المتوقّع،
رفض الكونغرس الأميركي مساء الإثنين، وقبل ساعتين ونصف على احتمال حصول شلل حكومي،
ثالث مشروع قانون ميزانية وضعه مجلس النواب،
وبعدما رفض مجلس الشيوخ
الأميركي الاثنين مشروعي ميزانية وضعهما مجلس النواب، أعلن القادة الجمهوريون في
وقت متأخر الإثنين أنهم يعتزمون التصويت مجدداً خلال الليل على نص اعتبره
الديموقراطيون غير مقبول إذ يمس بإصلاح الضمان الصحي الذي يعتبر من أهم إنجازات
ولاية أوباما الأولى، ومن شأن هذا الرفض أن يؤجل البدء بتطبيق القانون الصحي
للرئيس الأميركي باراك أوباما.
وفي هذا الإطار، أصدرت
مديرة مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض، سيلفيا ماثيوز بورويل، مذكرة أعلنت
فيها: " ليس لدينا للأسف مؤشر واضح بأن الكونغرس سيتحرك في الوقت المناسب حتى
يوقع الرئيس على الميزانية قبل انتهاء مهلة الغد في الأول من تشرين الأول 2013
"، مضيفةً أنّه على الوكالات الفدرالية تنفيذ الخطط لتعطيل نشاطاتها بشكل
منتظم في ظلّ غياب الأموال. وحضّت بورويل الكونغرس على إقرار ميزانية مؤقتة في
أسرع وقت ممكن للسماح باستئناف عمل الإدارات، في حين أصّر النواب الجمهوريون على
تأجيل إصلاحات الرعاية الصحية التي يتبناها أوباما كشرط لإقرار الميزانية.
بانتظار أن تغلق
الحدائق والمتاحف في واشنطن أبوابها، سيتّم تأجيل صرف شيكات الرواتب وستعاني
تعاملات كروت الائتمان وجوازات السفر معوقات لإتمامها، بينما ستستمّر الخدمات
الأخرى مثل خدمات مراقبة الملاحة الجوية وخدمات تفتيش الأغذية بعملها كالمعتاد.
من جهتها، أكدّت وزارة
الدفاع الأميركية لموظفيها بأنّ المجندين في الخدمة العسكرية سيستمرون في أداء
عملي بشكل طبيعي، في حين ستطلب من "قطاع كبير" من موظفيها المدنيين
التوّقف عن العمل.
ووجّه رئيس الولايات
المتحدة الأميركية باراك أوباما، رسالة للجيش عبر تسجيل مصوّر، جاء فيها: "
يا من ترتدون الزي العسكري ستبقون على وضعكم العادي في الخدمة"، وطمأنهم
بأنهم سيحصلون على كلّ حاجاتهم لضمان نجاح مهامهم. ووقّع أوباما على قانون يقضي
باستمرار دفع رواتب أفراد الجيش، وذلك في ساعات مبكرة من صباح الثلاثاء 1 تشرين
الأول.
وكان قد اتهم أوباما في
وقت سابق مجلس النواب الأميركي بعدم المسؤولية بعد إصراره على تأجيل برنامج
الرعاية الصحية في الميزانية الجديدة قبل إحالتها إلى مجلس الشيوخ، الأمر الذي أدى
إلى رفضها، معتبراً أنّ إغلاق الوظائف أصبح أمراً لا مهرب منه، وإيقاف مئات الآلاف
من الموظفين الحكوميين عن عملهم قسراً سيؤثر سلباً على الإقتصاد الأميركي.
وفي منتصف ليل الإثنين،
غرّد الرئيس باراك على موقع التواصل الإجتماعي " تويتر ": " أقدموا
فعلاً على ذلك. مجموعة من الجمهوريين في مجلس النواب فرضوا للتو تعطيلاً حكومياً
حول أوباماكير بدل إقرار ميزانية حقيقية "، متهماً الجمهوريين باحتجاز أميركا
رهينة لمطالبهم السياسية "المتطرفة"، في حين ردّ خصومه باتهام حلفائه
الديموقراطيين بالـ "غطرسة".
كما ألقى رئيس مجلس
النواب الأميركي جون باينر كلمة في المجلس، قال فيها: " لم آت إلى هنا لتعطيل
الحكومة. الشعب الأميركي لا يريد تعطيلاً حكومياً، وأنا أيضا لا أريده. الأميركيون
قلقون حول وظائفهم وحول رواتبهم فهم مضغوطون بسبب الاقتصاد الذي لا ينمو. أحد
أسباب ذلك هو برنامج الرعاية الصحية غير الواضح والذي يخيف أصحاب الأعمال ".
ويسعى الجمهوريون لربط
أي اتفاق على الميزانية، بتأخير بدء تطبيق إصلاح الضمان الصحي أو إلغاء تمويله،
ويتهّمون الرئيس باراك أوباما برفض التفاوض معهم، ويدور المأزق الحقيقي حول نظام
"أوباماكير" الصحي، وهي التسمية التي تطلق على إصلاح النظام الصحي الذي
أقرّه أوباما عام 2010 ، في حين أفاد البيت الابيض أنّ أوباماكير بات قانوناً
نافذاً ولا مجال لمنع تنفيذه لتأمين ضمان صحي إلى جميع الأميركيين.
ويعتبر هذا الإيقاف
للخدمات في الولايات المتحدة واحداً من بين أزمتين ماليتين تواجهان الحكومة
الأميركية، ولا تظهر أي بوادر تشير إلى تسوية سريعة لهذه الأزمة، فيما يحذّر خبراء
الإقتصاد من انعكاس العرقلة على الإنتعاش الإقتصادي الهش في حال استمر تعطيل
الجهاز الفدرالي عدة أسابيع.
ويشكل فشل الكونغرس في
التوافق ذروة صراع استمرّ 33 شهراً حول الميزانية بين الديموقراطيين والجمهوريين،
الذين استعادوا السيطرة على مجلس النواب في كانون الثاني 2011 مع انتخاب العشرات
من أعضاء حركة حزب الشاي المحافظة المتطرفة.
الراي": الولايات
المتحدة وضعت الملف النووي الإيراني على "نار هادئة"
إضافةً إلى الملف
السّوري الذي يأخذ حيّزًا كبيرًا على السّاحة السياسية الدّوليّة، فإن الملف
النووي الإيراني يأتي في السّياق ذاته ويستقطب إهتمام الدذول الكبرى وبالأخص
الولايات المتّحدة الأميركيّة والكيان الإسرائيلي.
وقد كشفت مصادر
دبلوماسية غربية رفيعة المستوى لصحيفة "الراي" الكويتية ان
"الولايات المتحدة وضعت الملف النووي الايراني على نار هادئة سعياً الى حلٍّ
يكون انجازاً لإدارة الرئيس باراك اوباما في ولايته الثانية".
ولفتت المصادر الى ان
"الولايات المتحدة وضعت حليفتها (اسرائيل) في أجواء التحضير لأسس حلّ الملف
النووي الايراني المفترض"، معتبرةً الى ان "روسيا ستكون شريكة في الحلّ،
والحلفاء الغربيون لأميركا كذلك الأمر وفي مقدمهم المملكة المتحدة وفرنسا".
وصرّحت المصادر الغربية
عن ان "تفاهم الولايات المتحدة مع حلفائها الدوليين والاقليميين يهدف الى فتح
الطريق أمام الجهود الدبلوماسية التي ستُبذل لإقناع ايران بممارسة الليونة
المطلوبة وتقديمها الضمانات الكافية لطمأنة العالم بسلمية برنامجها النووي".
وشدّدت هذه المصادر
الرفيعة لـ"الراي" ان "الدول العربية الحليفة لواشنطن، لا سيما دول
الخليج وُضعت في الصورة، ومن غير المستبعد ان تكون خطوة السعودية بدعوة الرئيس
الايراني الجديد حسن روحاني لتأدية فريضة الحج كضيف على الملك عبدالله بن عبد
العزيز اولى خطوات التقارب الذي تباركه واشنطن".
وتوقّعت تلك المصادر ان
"يفضي هذا المناخ من كسر الجليد الى لقاء مقتضب بين الرئيسين اوباما وروحاني
على هامش جتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بعدما أعطى الرئيس الايراني
الجديد إشارات عدة بعدم نيّته معاداة الغرب على النحو الذي كان يتبعه سلفه الرئيس
احمدي نجاد".
إضافة إلى ذلك، أشارت
المصادر عينها الى ان "الولايات المتحدة طلبت من اسرائيل تخفيف اللهجة حيال
ايران وعدم استفزازها بالتصريحات او التهديد بضربها، كي يتسنى إشاعة أجواء مؤاتية
بين جميع الدول المعنية بالملف النووي الايراني وتلك التي تعتبر نفسها متضررة او
متخوفة من هذا البرنامج، إفساحاً امام الرئيس اوباما لتعزيز فرص الحل".
وكشفت المصادر عن ان
"الولايات المتحدة ستطرح بالتنسيق مع روسيا تمكين الامم المتحدة من القيام
بزيارة مراقبة للمنشآت النووية في ايران، ليتسنى التثبت من أهداف مشروعها النووي،
وفي شكل لا يستفزّ طهران ويحضها على الموافقة".
ولاحظت هذه المصادر ان
"الولايات المتحدة لا تهدف ولا ترغب بالانجرار وراء حروب الشرق الاوسط، وهو
الامر الذي لا بد ان يدفع الاطراف المتخاصمة في هذه البقعة من العالم الى البحث عن
حلول في ما بينهم دون الاعتماد على مبدأ كان تَكرّس في الادارات الاميركية السابقة
ويقوم على استعداد الولايات المتحدة لدفع جنودها الى الحرب في الشرق الاوسط".
ورأت المصادر نفسها ان
"من الافضل للاعبين الاقليميين البحث عن حلول او أنصاف حلول لايجاد ارض
مشتركة يلتقون عليها في إدارة أزماتهم والحد منها وايجاد المخارج الملائمة لها،
فثمة تبدلات في مقاربة الولايات المتحدة للأمور يجب أخذها من الآن وصاعداً في
الاعتبار".
وعن الوضع في سوريا،
قالت المصادر الدبلوماسية انه "من المستبعد ان تؤدي الحرب الدائرة في سوريا
الى غالب ومغلوب"، مرجحة ان "يكون التعاطي الجديد مع الملف النووي
الايراني خريطة طريق تدفع في اتجاه حلّ الازمة السورية ايضاً".
تباين أراء الإعلام
الغربي حول حقيقة مقتل بن لادن
يبدو ان زعيم تنظيم
القاعدة الشهير أسامة بن لادن لم يمت!!، هذا ما ضجّت به الصحف البريطانية في
اليومين الماضيين ( صحيفة الديلي ميل والغارديان البريطانيتين ) ، بتصريحات الصحفي
الأميركي المخضرم "سيمور هيرش" - الحائز على جازة بوليتزر للصحافة
والصحفي الكاشف عن مذبحة قرية ماي لاي التي قامت بها القوات الأميركية خلال حرب
فيتنام- عن موضوع مقتل بن لادن ومعتبراً التصريحات الرسمية التي رافقت عملية الدهم
وانتهت بمقتل زعيم تنظيم القاعدة "أسامة بن لادن" بأنها كذبة كبرى، وأن
أي من تصريحات إدارة الرئيس باراك أوباما حول ما حدث في هذا الشأن ليست بحقيقة
مبيناً أن ما زاد الشكوك هو رفض البيت الأبيض نشر صور جثمان بن لادن.
وأضاف هيرش أن
"رفض البيت الأبيض نشر صور جثمان بن لادن، زاد الشكوك بإخفاء واشنطن
للمعلومات الحقيقية"، مؤكداً ان "العملية التي قادتها عناصر من نخبة
البحرية سيلز، ويزعم أنها انتهت بمقتل بن لادن، لا يوجد فيها كلمة واحدة
حقيقة"، داعياً الى اغلاق شبكات تلفزة أميركية كـ"ان بي سي"
و"أيه بي سي" واستبدال طواقم تحريرها بـ"صحفيين حقيقيين" لا
يخشون مواجهة السلطة ، ومنتقداً وسائل الإعلام الأميركية لإخفاقها في تحدي البيت
الأبيض في كثير من القضايا كبرنامج التجسس لوكالة الأمن القومي، والهجمات بواسطة
الطائرات بدون طيار.
ولكن تصريحات هيرش هذه
لا تزال ايضاً غير مؤكدة اذ وفي وثائق سابقة لوكالة الاستخبارات الاميركية سرّبها
موظف الاستخبارات الأميركي السابق "إدوارد سنودن" كشفت ان الأقمار
الاصطناعية وعمليات التنصت الإلكتروني لعبت دورا في تعقب زعيم تنظيم القاعدة
الراحل أسامة بن لادن في باكستان عام 2011.
الـ "واشنطن
بوست" تؤكد مقتل بن لادن بوثائق رسمية مسرّبة:
وكانت صحيفة ال
"واشنطن بوست" الاميركية قد نشرت منذ فترة قصيرة الوثائق التي حصلت
عليها والتي قالت انها احتوت أيضا على تفاصيل ميزانية وكالات الاستخبارات
الأميركية كوكالة الاستخبارات ووكالة الأمن القومي لعام 2013، وهو ما يعرف
بالميزانية السوداء.
ولتأكيد خبر موت
"بن لادن" كشفت الصحيفة عن الوثائق التي تثبت ذلك حيث قالت أن مختبرا
أمنيا جنائيا تديره وكالة استخبارت الدفاع الأميركي بأفغانستان أجرى تحليلاً على
جثة زعيم تنظيم القاعدة، وذلك بعد ثماني ساعات من تنفيذ العملية، وهو التحليل الذي
أكد هوية بن لادن. وقالت الصحيفة إن الوثائق أيضا تظهر أن الأقمار الصناعية التي
يديرها مكتب الاستخبارات القومي الأميركي أجرت أكثر من 387 عملية لجمع صور عالية
الدقة وصور ما تحت الأشعة الحمراء لمجمع أبوت آباد الباكستاني الذي كان يختبئ فيه
بن لادن في الشهر الذي سبق العملية.
وأوضحت الصحيفة
الأميركية أن هذه المعلومات الاستخبارية كانت ضرورية للتحضير لمهمة اغتيال بن
لادن، وأنها ساهمت باتخاذ قرار الموافقة على تنفيذ العملية. كما كشفت الوثائق أن
وكالة الأمن القومي الأميركية ،التي تقوم بإعتراض المكالمات الهاتفية والمراسلات
الإلكترونية، أنشأت مجموعة تخصصت بتطوير واستخدام برمجيات تجسس على أجهزة الحاسوب
والهواتف النقالة لعناصر القاعدة المشتبه بأنهم ربما يكونوا قادرين على تقديم
معلومات استخبارية لرصد مكان وجود بن لادن، وأوضحت أن القوات الأميركية في
أفغانستان استخدمت هذه المعلومات الاستخبارية في نيسان/أبريل 2011، أي قبل شهر من
مقتل بن لادن، وذلك بهدف إلقاء القبض على عشرات العناصر المسلحة من حركة طالبان
ومسلحين آخرين في أفغانستان.
وفي تقرير اخر سابق
لمجلة "إسكواير" قام به الصحفي فيل برونستين ، كشف فيه تفاصيل دقيقة في
حياة الجندي الذي أكد بأنه هو من أطلق العيارات النارية الثلاث على بن لادن، والذي
اطلق عليه برونستين اسم "الرامي" لأن الاخير رفض ذكر اسمه . وقد تحدث
التقريرعن حياة الجندي الخاصة عقب الانتهاء من العملية انذاك حيث كان هذا الجندي
في فرقة " سيلز"- وهي وحدة خاصة من المارينز الأميركيين قامت باغتيال بن
لادن، وبأنه لا يحظى اليوم بفرصة عمل، أو تأمين اجتماعي، أو حتى أي اهتمام ممن هم
خارج دائرة الأصدقاء والعائلة كما تحدث عن " الرامي" وضع الجنود بالتدرب
على ما يجب القيام به قبل العمليات الكبرى كهذه.
الحقيقة اليوم متباينة
وغامضة في شأن مقتل زعيم القاعدة الأسبق " أسامة بن لادن" فإذا ما اردنا
الجزم بأن موته بالفعل قد تمّ فأين اذا جثته ولماذا لم تكشف عنها السلطات
الاميركية علانية امام الجميع -علماً بأنها قالت بأن الجثة في حوزتها ومنهم من قال
بأنهم رموها في بحر العرب – كما ان " بن لادن" كان يعتبر بالنسبة لها
الصيد الثمين والهدف الأكبر للقضاء على الارهاب الذي يهددها واغتياله هذا من
المفترض بأنه يعتبر نصراً لها أقل ما يُقال بأن التباهي به هو الحد الأدنى من
الطبيعي كما انه من غير المستبعد ان تكون اقوال هذا الجندي غير دقيقة او تعرض
للخداع فكل الاحتمالات واردة . وللإستذكار هنا، فإن الرئيس الأميركي صرّح في شهر
حزيران 2011 – اي بعد شهر بالتحديد من عملية الاغتيال التي تمت في ايارمايو 2011 -
بأنه ومستشاريه اتفقوا على أنه ينبغي عدم نشر صور الغارة الأميركية على المجمع
الذي كان يقطنه بن لادن في باكستان. اذاً تصريحات هيرش في هذا الشأن هي جداً
منطقية وهي لسان حال الجميع والرأي العام الأجمع ولو بعد مرور ثلاث سنوات على
الحادثة ، فعملية عالمية كهذه لا يمكن ان تُطمث حقائقها بسهولة ولو برزت في شأنها
وثائق " استخباراتية" لا يستبعد بأن تكون مفبركة هي الأخيرة كما العملية.
المأزق الأميركي في
الأزمة السورية
منذ ما يقارب الأعوام
الثلاث تعصف في سوريا أزمة أصابت الصغير قبل الكبير ، أصابت الأرياف قبل المدن ،
ضربت السواحل والجبال ، أزمة أعادت خلط أوراق المنطقة والعالم ، أزمة أفضل ما يمكن
أن توصف به هو أنها ليست داخلية كما يدعي البعض ، هذه الأزمة التي بدأت بحراك شعبي
مدني في الشارع كما حصل في تونس ومصر وليبيا والبحرين والدول التي عرفت ما سمي
آنذاك بالربيع العربي .
لكن تطور الأحداث في
سوريا لم يأخذ المنحى نفسه الذي عاشته الدول الربيعية الباقية ، فمنذ الأشهر
الأولى " للثورة السورية " ، كان الرصاص هو سيد الحوار بين المحتجين
والسلطة ، وبعد أشهر قليلة تمنى السوريين لو أن الرصاص بقي سيد الموقف حيث تسلمت
المدفعية والطائرات والأسلحة الثقيلة زمام الأمور .
هذا ما حصل في ليبيا في
ذلك الربيع الماطر حيث أمطرت الفئات المتصارعة على السلطة في ليبيا بعضها بعضا
بالرصاص والقذائف المدفعية ، وحين شعر حلف الناتو بضعف المعارضة المسلحة في البلاد
قرر الدعم المباشر والدخول في المعركة ، وشكل الحلف كتيبة إسناد جوي للمعارضة
الليبية بغية الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي وأنهى المرحلة ، كانت ليبيا في
تلك المرحلة تمثل كبش الفداء الذي ضحى به الناتو وعلى رأسه الولايات المتحدة ، كي
يربي ( إن صح التعبير ) من تبقى من الشعوب العربية التي لم تنتهج الثورة طريقا بعد
، لكي لا تكر مسبحة الثورات في الدول وقلب أنظمة الحكم المؤيدة لها .
لكن المسار العنفي سار
في سوريا أسرع مما كان عليه في ليبيا ، والمعارضة السوريا التي بدأت تتشكل من
منشقين عن الجيش النظامي ومجموعات مدنية معارضة للرئيس بشار الأسد ومن بعض
السلفيين الذي يبيتون لآل الأسد ثاراٌ قديما منذ أحداث درعا أيام الرئيس الراحل
حافظ الأسد ، أي من مجموعات غير متناسقة ، كان من الطبيعي أن يتمكن الجيش النظامي
في البداية من إبراز نقاط قوة تجاه المعارضة ، الأمر الذي كان يضع المعارضة
المدعومة أميركيا أمام إحتمال واسع للهزيمة . كما يجدر لفت الإنتباه أن النظام
السوري يمثل خطرا على الولايات المتحدة وكيان العدو أكثر بكثير مما يفعل النظام
الليبي السابق إن وجد هذا الخطر .
قارنا بين هذين البلدين
وهذين النظامين ، وهاتين الدولتين ، وهاتين الثورتين ، لنجدد طرح تساؤلا لطالما
طرحه الكثيرون ، هو لماذا تدخل الناتو في ليبيا على الفور لينهي تلك الأزمة ، ولم
يتدخل بشكل مباشر في سوريا ، لماذا تريثت الولايات المتحدة حتى في إعلانها الدعم
العسكري للمعارضة المسلحة ؟ لا بل أكثر من ذلك ، لماذا تباطأت الولايات المتحدة أو
بالحري القول الإدارة الأميركية في إتخاذ قرار ضربة عسكرية مباشرة للنظام السوري ؟
لماذا عرض أوباما الموضوع على الكونغرس وهو يعرف انه سيخسر هذه المعركة ، خاصة أن
فترة قصيرة إنقضت على خسارته معركة إقتصادية في الكونغرس ؟ لماذا عرض الكونغرس
الملف الكيماوي السوري على مجلس الأمن حيث يعرف أنه أيضا سيخسر المعركة بسبب الدعم
الروسي الصيني لسوريا ونظامها ؟
لماذا لم تعمل الولايات
المتحدة على إنهاء الأزمة منذ البداية ، وفي تلك المرحلة كان لها أن تقطع الطريق
على روسيا التي عادت إلى الساحة الدولية من أوسع أبوابها من خلال الأزمة السورية ،
لماذا لم تقفل الولايات المتحدة هذا الطريق منذ البداية ؟
في بداية المعارك
المسلحة الفعلية على الأراضي السورية بدأت تظهر على الساحة الحربية المجموعات
المتشددة التي تقاتل في صفوف مقاتلي المعارضة ، وتناقلت في تلك الآونة بعض وسائل
الإعلام الأحاديث التي عدنا نسمعها اليوم ، عن أن الدول الغربية زجت بهؤلاء في
معركة سوريا حتى يقضوا نحبهم بالنيران السورية ليتخلصوا منهم ، حيث باتوا يشكلون
عبأ على هذه الدول خاصة بعد بدء صعود نجمهم في الدول التي أنهت ثوراتها ، حيث عاد
الإخوان المسلمون في مصر إلى البروز والنشاط السياسي ، كما فعل الإسلاميون في تونس
وحاولوا السيطرة على مفاصل السلطة في ليبيا ، وعودة إسم تنظيم القاعدة للتداول جعل
الولايات المتحدة تتراجع قليلا فالرأي العام الأميركي لن يقبل ان يخوض حربا إلى
جانب تنظيم القاعدة الذي دفع في مطلع القرن الحالي الدماء ليحاربه في أفغانستان
كما أن هذا التنظيم هو من قتل الأميركيين في الحادي عشر من أيلول من العام 2001 في
أحداث برجي التجارة العالميين في نيويورك . وضعت الإدارة الأميركية هذا التفصيل في
حساباتها وهذا ما لاقته عندما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن نية بضرب
سورية بعد حادثة الكيماوي في الغوطة ، حيث ووجه أوباما وإدارته بالرفض الشعبي
بفارق شاسع بين الأميركيين المؤيدين للعمل العسكري ضد سوريا الذين كانوا الأقلية
والرافضين لهذا العمل وكانوا الأغلبية بفارق يصل إلى 20% . وكذلك رفض الشعب عبر
ممثليه في الكونغرس العمل العسكري المباشر على سوريا .
لم يكن هذا السبب
الوحيد الذي منع الولايات المتحدة الأميركية من تنفيذ عمل عسكري ضد النظام السوري
ومساعدة المعارضة على قلب نظام الحكم في البلاد لصالح حلفائهم ، لم يظهر في
البداية أن الأزمة السورية سوف تطول إلى هذا الحد غير أن المعارضة السورية في
البداية لم تكن متطرفة حيث أنها في الأيام الأولى في الحراك لم تتبنى إسقاط النظام
السوري لا بل كانت تطرح الإصلاح في النظام ، وهذا ما لم تكن تسعى إليه الولايات
المتحدة فهي تسعى لإنهاء هذا النظام وإسقاطه ، وليس لتحسين شروط بقائه ، وإعطاء
ضمانات أكثر لهذا النظام للبقاء من خلال تحسين علاقاته بالشعب السوري . وكانت تحت
ستار الحرية الشخصية وحرية التعبير تحفر من تحت الطاولة لتسحب السجادة من تحت النظام
ورئيسه ، خاصة وأن هذا النظام يتمتع بشعبية وتأييد واسع من فئات متعددة من الشعب .
لذا كان على الولايات المتحدة أن تعمل جاهدة لتقويض الدعامة الشعبية للنظام السوري
، كما كان عليها إدخال النظام السوري في معركة إستنزاف في صفوف جيشه وفي عتاده
العسكري ، حتى إذا ما جاء الوقت لتتدخل بشكل مباشر ستجد خصما ضعيفا يمكن القضاء
عليه بسهولة على غرار ما حصل في ليبيا.
لم يحصل ما توقعته
الولايات المتحدة ، لم يتضعضع النظام السوري لا بل هو في كل يوم أقوى من اليوم
الذي يسبقه ، وذلك عائد أن المعارضة السورية ليست وحدها التي تتلقى دعما خارجيا ،
فالدعم الروسي الإيراني والصيني الذي تلقاه الرئيس السوري بشار الأسد كان أقوى من
الدعم الأميركي للمعارضة خاصة وانه كان يتمتع بالصراحة منذ اللحظات الأولى للمعارك
المسلحة ، حيث أعلنت كل من روسيا وإيران والصين الدعم السياسي والعسكري للرئيس الأسد
ونظامه ، حتى بدأت كبريات المعارك في الحرب السورية ، معركة القصير وتدخل حزب لله
اللبناني وبعلانية في المعركة ، هذا من كانت الولايات المتحدة تتوقع منه التدخل في
حال أي هجوم ضد النظام السوري ، حاولت إدخاله في المعركة وإضعافه من خلال فتح
معركة كبير ة على الحدود اللبنانية السورية تضعف خطوط الإمداد المحتملة في حال
حوصر النظام ، وخلق منطقة عازلة على الحدود مع لبنان يسيطر عليها المعارضون
المتشددون تكون نقطة إنطلاق لسيطرة هؤلاء على لبنان في نفس الوقت الذي يسقط فيه
النظام ، لكن هذا لم يحصل بل على العكس حصل ما هو في عكس المصالح الأميركية ،
وإنتصر الأسد ومن خلفه حزب الله فكانت الخطة البديلة بعد محاولات عدة لضرب قوى هذا
النظام في معارك عدة في غير منطقة من سوريا فلم يفلحوا ، وفي هذه المرحلة أصبحت
الولايات المتحدة بحاجة للتدخل المباشر لكنها ستواجه بما كانت تخشاه منذ اللحظة
الأولى ، ألا وهو رضى الشعب الأميركي فكانت بحاجة لذريعة " إنسانية "
جديدة فما كان منها إلا أن إستغلت قضية إستخدام غاز السارين في الغوطتين الشرقية
والغربية إن لم نقل قد إفتعلتها ، مع العلم أن دلائل كثيرة تؤكد مسؤولية المعارضة
عن هذه الكارثة الإنسانية ، وبدأ المسار الدولي يتغير بإتجاه الحرب لكن المماطلة
من قبل الإدارة الأميركية وعرض الأزمة على الكونغرس ، بعد رفض مجلس الأمن الدولي
للمشروع المقدم من الولايات المتحدة الأميركية ، ورفض الكونغرس للمشروع الذي تقدم
به أوباما أظهر عدم قدرة وإستعداد الولايات المتحدة على خوض غمار هذه الحرب ، وما
المماطلة إلا إفساحا في المجال أمام المجتمع الدولي للتوصل لحل سلمي .
بالفعل جهد المجتمع
الدولي كثيرا للتوصل إلى حل سلمي للأزمة في سوريا ، لا بل بالحري القول جهدت
الدبلوماسية الروسية في السعي لهذا الحل السلمي ، وبعد عناء طويل تمخضت
الدبلوماسية عن إتفاق دولي يفضي إلى نزع السلاح الكيماوي السوري ، ظهرت بوادره
الأولى بعد لقاء وزير الخارجية الروسي ونظيره السوري في روسيا ، وبدء التداول في
ما عرف بمبادرة لافروف التي تحولت في ما بعد إلى إتفاق روسي أميركي على نزع السلاح
الكيماوي السوري ، ولتتحول أنظار العالم إلى القرار الإتفاق ، وكيفية وضعه حيز
التنفيذ . وتعددت المواقف التي بات كل متابع يعرف تفاصيلها ولا مجال لذكرها هنا .
نذكر من هذه المواقف
موقف العدو الصهيوني القابع على الخاصرة الجنوبية لسوريا ، الذي كان منذ بداية
الأزمة السورية قد تمنع عن إصدار أي موقف رسمي حول الصراع الدائر في سوريا ،
بإستثناء بعض الضربات الجوية التي تتعدى اصابع اليد للأراضي السورية ، حتى أن
العدو ضبط نفسه مرغما ، حتى لا تتحول الأنظار إليه وكي لا تكون المعركة مع إسرائيل
حيث سيكسب الرئيس السوري تعاطف العالم العربي وهو ما لا تسعى إليه إسرائيل
وربيبتها الولايات المتحدة . ومع تحول الولايات المتحدة الأميركية نحو التدخل
العسكري المباشر كانت الأراضي المحتلة هي الوجهة المحتملة للصواريخ السورية في حال
حصلت الضربة العسكرية المحدودة ( حسب وصف أوباما ) ، خاصة بعد التصريحات الإيرانية
والسورية بأن قصف الأراضي السورية سيقابله قصف تل أبيب .
أعادت هذه التصريحات ،
تصريحات إيرانية سابقة إلى اذهان صناع القرار الإسرائيلي الأمر الذي دفعهم للخروج
عن صمتهم الرسمي ، وبدأت التصريحات الإسرائيلية تتوالى ، حول أهمية التدخل العسكري
الأميركي في سوريا ، لضرب النظام السوري وأسلحته الكيماوية ، وفي خلفية هذه
التصريحات كان الأمن القومي الإسرائيلي ، ومع بدء المماطلة من قبل الإدارة
الأميركية بدء التشكيك الإسرائيلي بجدية الولايات المتحدة في الدفاع عن إسرائيل او
في التصدي لإيران في حال تعرضت الأخيرة لإسرائيل حسب الزعم الإسرائيلي ، فحاولت
حكومة العدو الإسرائيلي في هذه المرحلة الضغط على إدارة أوباما للإسراع في توجيه
ضربته نحو سوريا ، حتى كانت خيبة الأمل الكبرى لحكومة العدو وتمثلت بإتفاق كيري -
لافروف ، وتأجيل الضربة العسكرية الأميركية " المحدودة " ضد سوريا .
وباتت حكومة العدو تفكر في إحتمال أن تواجه حلف حزب الله سوريا ولإيران منفردة
بسبب تخاذل الولايات المتحدة .
واليوم بعد أن بدأت
الإنفراجات في العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في
إيران ، وعلى الرغم من تصريحات الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني ، حول الهولوكست
المغايرة عن المواقف الإيرانية السابقة حيث إعتبرها جريمة ويجب محاسبة مرتكبيها
بعد ان كانت إيران تعتبرها " مجرد خرافة " ، وعلى الرغم من بدء الإنفراج
في الملف النووي الإيراني لا زالت إسرائيل تحذر أوباما من التقارب بينه وبين إيران
معتبرة ان التصريحات الإيرانية مجرد لعبة لكسب الوقت وإبعاد الحرب عن سوريا ،
والتحضير للرد على أي هجوم أميركي .وبذل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في
الجمعية العامة للأمم المتحدة الكثير من الجهد لإقناع الرئيس الأميركي بوجهة نظره
، حتى أنه خرج من القاعة أثناء حديث الشيخ روحاني. وقد لاقى خطاب أوباما اليوم
الكثير من الإنتقادات في أروقة السياسة الخارجية الإسرائيلية خاصة في ما خص تصريحه
حول قناعته بان الحل السلمي للأزمة السورية هو الحل الأنسب وترحيبه بالخطوات التي
قام بها الرئيس الأسد بالكشف عن مواقع الكيماوي .
أمام التنازل الذي قدمه
الرئيس بشار الأسد تراجع المجتمع الدولي مرغما عن العمل العسكري ضد سوريا ، وكانت
فرنسا قبل تلك المرحلة قد طرحت زيادة تسليح المعارضة المسلحة السورية في حال إلغاء
أو تأجيل الضربة الأميركية ، وهذا ما حصل ، خاصة وأن النظام السوري خرج أكثر صلابة
من هذه المحنة ، فكانت الورقة الخفية التي لم يتوضح سبب إستخدامها من قبل الغرب في
حينها ، وتمثلت بالإنشقاق في صفوف المعارضة السورية ، والهجوم التي نفذته مجموعات
" جبهة النصرة ، والدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) " على
مواقع يسيطر عليها الجيش السوري الحر في مدينة حلب ، وآخر مستجدات هذا الإنشقاق هو
رفض ثلاثة عشر تنظيما إسلاميا جهاديا يقاتل في سوريا للحكومة التي أعلنها الإئتلاف
السوري المعارض من تركيا ، ولكن هذه الأسباب توضحت اليوم في خطاب أوباما في
الجمعية العامة للأمم المتحدة حين توجه بالحديث لكل من إيران وروسيا قائلا ، أن
الإصرار على التمسك بحكم الأسد من شأنه أن يؤدي مباشرة إلى النتيجة التي كانوا
يخشونها " توفير مساحة عنيفة على نحو متزايد للمتطرفين للعمل. وفي المقابل،
يجب على الذين يواصلون دعم المعارضة المعتدلة، من بيننا، إقناعها بأن الشعب السوري
لا يمكن أن يتحمل انهيار مؤسسات الدولة، وأنه لا يمكن التوصل إلى تسوية سياسية دون
معالجة المخاوف المشروعة والعوامل المثيرة للقلق لدى العلويين والأقليات الأخرى
" . وبهذا يتوضح الدعم الأميركي للجماعات المتطرفة للمزيد من الضغط على
الرئيس الأسد ودفعه نحو التنحي .
بالرغم من ذلك يبقى
الموقف الأميركي من الأزمة السورية يثبت ضياع هذه الإدارة ، حيث يتذبذب القرار
الأميركي بين المستعد للحرب ولتنفيذ هجوم مسلح ضد النظام السوري ، الأمر الذي أكده
مرارا وتكرارا الرئيس الأميركي ، والموقف الذي عبر عنه أوباما اليوم وسبق لوزير خارجيته
جون كيري أن عبر عنه في غير مرة الداعي لإيجاد حل سلمي ، في حين تقوم الولايات
المتحدة من تحت الطاولة بدعم المعارضة المتطرفة في سوريا !!!
سيناريوهات اسرائيلية
بالية... والهدف النووي الايراني التطمينات الأميريكية لا تلقى صداها بعد في عهد
الدبلوماسية الروحانية
الهام برجس
خرجت الصحف الاسرائيلية
منذ يومين بخبر اعتقال "جاسوس ايراني" يعمل في الداخل الاسرائيلي لمصلحة
الحرس الثوري الايراني. وقد جاء خبر الاعتقال هذا بالتزامن مع توجه الرئيس
الاسرائيلي الى نيويورك لالقاء الكلمة الاسرائيلية امام الجمعية العامة للأمم المتحدة،
حيث اجتمع بالرئيس الأميريكي في وقت سابق على ذلك، وتبادلوا النصائح والتطمينات
حول ملف ايران النووي.
وقد أثار هذا التوقيت
في الاعلان عن القاء القبض على "علي منصوري" بتهمة الجاسوسية لمصلحة
ايران، التساؤول حول اللغاية منه في هذه الاثناء بالذات، خاصةً بعد ما نشرته صحيفة
هآرتس الاسرائيلية عن أن جهاز الامن الاسرائيلي العام (الشاباك) كان قد القى القبض
على "الجاسوس الايراني" قبل نحو أسبوعين من السماح للاعلام بنشر الخبر،
وما أعلنته صحيفة "يديعوت أحرنوت" على موقعها الالكتروني حول اعتراف
مندوب الشرطة الاسرائيلة خلال جلسة تمديد اعتقال منصوري، أن السماح بالنشر قد جاء
بناءً على طلب جهات اسرائيلية عليا.
ففيما جرت العادة
الاسرائيلية على التخفي عن مثل هذه الاخبار وعدم الاعلان عنها حتى انتهاء
التحقيقات، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، بشكل مفاجئ، بتداول الخبر في الصحف
الاسرائيلية عشية لقاء نتنياهو برئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، فجاء قرارها
مبكراً في هذه الحالة، ليتزامن مع الوعيد الاسرائيلي باظهار سوء النية الايرانية
المتخفية خلف خطابات الرئيس الايراني الجديد "حسن روحاني".
• هآرتس: ايران تحاول
استغلال منصوري لمواصلة تطوير برنامجها النووي:
ولفتت صحيفة هآرتس في
مقال لها حول الكشف عن "الجاسوس الايراني"، بمعلومات نسبتها للشاباك
الاسرائيلي بان ايران تحاول من خلال "علي المنصوري" أن تلتف على
العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بسبب مواصلتها تطوير برنامجها النووي.
وفيما لم تكن هذه المرة
الأولى التي يثار الحديث فيها من قبل الصحف الاسرائيلية عن محاولة ايرانية
للالتفاف على العقوبات الاقتصادية من خلال علاقات اقتصادية غير مباشرة تربط تجار
ايرانيين بآخرين من الكيان الاسرائيلي، بعد ما تداولته الصحف العبرية العام الماضي
حول توفر البلاط الايراني في الاسواق الاسرائيلية، والذي يتم استيراده عبر شركات
تركية، حيث قالت "يديعوت أحرانوت" في هذا الصدد حينها "أسس
الإيرانيون شراكات عمل مع مصانع في تركيا بغية الالتفاف على المقاطعة
الدولية".
وبينما كانت الصحف
حينها توجه الاتهام للتجار الاسرائيليين بتخطي القانون الاسرائيلي الذي يمنع
التعامل مع الجمهورية الاسلامية، فان الزخم الصحفي اليوم يتوجه بثقله لتوجيه
المسألة الى الملف النووي الايراني، خاصةً بعد التغير الذي طرأ على الموقف
الايراني الدولي في هذا المجال، من الانغلاق التام ورفض التفاوض الذي امتاز به عصر
الرئيس السابق "محمود أحمدي نجاد"، الى تعزيز اللغة الدبلوماسية التي
يتبعها روحاني حتى الان.
• توقيت ملائم لدعم
الموقف الاسرائيلي من الخطاب الايراني:
في حين تتلعثم السلطات
الاسرائيلية أمام الخطاب الايراني خاصة فيما يتعلق بمشروعه النووي، فيا زاد الاعتراف
الايراني من قبل كل من روحاني و وزير الخارجية محمد جواد ظريف حول المحرقة
اليهودية الحرج الاسرائيلي، حيث شجب الاخير المحرقة التي تعرض لها اليهود على يد
النازية خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أنه لم ينكرها أبدا وأن الرجل الذي
نكر حدوثها "رحل"، في إشارة إلى الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
وبعد المقاطعة
الاسرائيلية لكلمة روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدأت التصريحات
والوعود "بكشف الزيف الايراني" من قبل نتنياهو على منبر الأمم المتحدة،
تتصدر الأخبار الاسرائيلية.
فيما ثابر نتنياهو في
لقاءه مع أوباما على اقناع الرئيس الاميريكي بضرورة تشديد العقوبات على ايران إذا
استمرت بجهودها النووية إثناء مفاوضاتها مع الولايات المتحدة والغرب، مطالباً
باشتراط تجميد الملف النووي الايراني خلال المفاوضات الاميريكية الايرانية. كان
المسعى الأساسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي، ايجاد الطريق الأمثل لتوجيه أوباما لعدم
الوقوع فيما سماه "حملة التودد الايراني" ، الامر الذي لقي التطمينات
الأميريكية من خلال التأكيد على خيار اللجوء للعمل العسكري إذا فشلت كل الجهود
الأخرى المتعلقة بالملف النووي الايراني، وعلى التزام دولته توخي الحذر في
مفاوضاتها مع الجانب الإيراني، مُجدداً موقفه من ضرورة عدم امتلاك ايران السلاح
النووي.
بالمقابل تكلمت صحيفة
معاريف الاسرائيلية عن "فجوات حقيقية بين نتنياهو وأوباما وراء الابتسامات
ومظاهر الاتفاق"، ذلك بالتوازي مع ما تحدثت عنه من استعداد أميريكي لقبول تسوية
مخففة مع الايرانيين، الأمر غير المقبول على الاسرائيليين".
• براعم تحالفات جديدة
أم سناريو اسرائيلي متكرر؟
تبدو العلاقات متكاملة
بين الاجهزة الامنية والاستخباراتية الاسرائيلية، ومساعيها الديبلوماسية نحوتشديد
العقوبات على النظام الايراني لوقف البرنامج النووي، فمسألة المفاوضات الايرانية
الاميريكية، ليست مصدر التوتر الأول الذي تشهده العلاقات الاميريكية الاسرائيلية.
فخلال الاشهر القليلة السابقة، نشأت أزمة بين الطرفين بسبب محادثات من الجانب
الاسرائيلي مع جمهورية الصين الشعبية، تعهدت خلالها إسرائيل أمام الحكومة الصينية
بمنع مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي من الإدلاء بإفادات ضد “بنك أوف تشاينا” في
دعوى تم تقديمها إلى المحكمة الفيدرالية في نيويورك من قبل عائلة ادعت أن أحد
أفرادها قُتل في عملية تفجيرية نفذها ناشط من حركة حماس في تل أبيب، ما دفع
الادارة الاميريكية الى وصف التصرف الاسرائيلي با"الخنوع للارهاب".
وتلى ذلك زيارة من قبل
الرئيس الاسرائيلي الى الصين، وضعت في اطار توسيع الصادرات الإسرائيلية إلى الصين،
الا أن مصادر سياسية رافقته في زيارته حينها، أكدت أن أهداف الزيارة السياسية
تتعلق بالموضوع الإيراني ومحاولة لدعوة الصين إلى تخفيف معارضتها لفرض المزيد من
العقوبات المشددة على إيران، حتى تتخلى عن برنامجها النووي العسكري.
والافت في المسألة،أن
رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخافي، كان قد سبق نتنياهو إلى
الصين، قبل 10 أيام، ليعارض وثائق ومعلومات تفيد بأن إيران تخدع أصدقاءها في روسيا
والصين بشأن تطوير قدراتها النووية العسكرية.
ويبدو هذا السيناريو
متشابهاً الى أقصى الحدود ان لم نقل متطابقاً مع مسألة اعلان الشاباك عن
"الجاسوس الايراني" في وقت سابق لزيارة نتنياهو لنيويورك، في ظل التقارب
الأميريكي الايراني الحديث.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق