قصة الخلق من
العرش الى الفرش ( الأرض ) مفصل : عيد الورداني
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاتة
من امتع الكتب التي تقرأها بحياتك وهو كتاب مفصل ، واذا اردت الأختصار فأذهب لكتاب اخي ابو سفيان
اما إذا اردت كتاب مفصل وممحص وخطير فيه كل التحقيق العلمي الموثق من الكتاب والسنة ، واورد مقولات
وكتب المناهضين او المعارضين لعلوم القرآن وهو مفيد جدا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تزال طائفة من أمتي..
على الحـق ظاهرين
لا يضـرهم من خذلهم
ولا من خالفهم
حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
(رواه أحمد في مسنده)
ســــلام وتـحيـة
إلى رجـال الإسلام وعلمائه
قـبل عصر النهضة الـذين ذادوا عن الدين ،
أوصلوه إلينا صافيا من أي شائبة
ولم يتركوا كبيرة ولا صغيرة
إلا حملوها لنا وأخبرونا بها
مؤيدة بالكتاب والسنة
من امتع الكتب التي تقرأها بحياتك وهو كتاب مفصل ، واذا اردت الأختصار فأذهب لكتاب اخي ابو سفيان
اما إذا اردت كتاب مفصل وممحص وخطير فيه كل التحقيق العلمي الموثق من الكتاب والسنة ، واورد مقولات
وكتب المناهضين او المعارضين لعلوم القرآن وهو مفيد جدا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تزال طائفة من أمتي..
على الحـق ظاهرين
لا يضـرهم من خذلهم
ولا من خالفهم
حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
(رواه أحمد في مسنده)
ســــلام وتـحيـة
إلى رجـال الإسلام وعلمائه
قـبل عصر النهضة الـذين ذادوا عن الدين ،
أوصلوه إلينا صافيا من أي شائبة
ولم يتركوا كبيرة ولا صغيرة
إلا حملوها لنا وأخبرونا بها
مؤيدة بالكتاب والسنة
إهــداء
إلى طائفة الظاهرين على الحق..
المستمسكين بآيات الله وسنة رسوله..
السائرين على درب الصحابة والتابعين..
الرافضين لكل علوم القرن العشرين المخالفة لأصول الدين..
إليكم أهدى كلماتي..
فمـدوا أيديــكم هذه يدي وارفـعوا أصواتكم هذا صوتي..
وانطـقوا بكلمة الحــق.
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قال رب بما أنعمت على فلن
أكون ظهيرا للمجرمين )) القصص : 17
(( ان فى خلق السموات والأرض
واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من
السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح
والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون )) البقرة : 164
قصة الخلق من العرش الى الفرش
رحلة ايمانية فى كتاب الله وملكوته
فى هذا الكتاب بالادلة الشرعية والعلمية المعتمدة:
* الأرض ثابتة لا
تدور حول نفسها ولا حول الشمس
* الملائكة جميعا
مسخرة لبني آدم
* الأرض مركز
الكون وكل مافى السماء يدور حولها
* أكذوبة عشنا
فيها حينا من الدهر اسمها .. الجاذبية
* كيف نعيش على
الأرض بدون جاذبية
* خلق الليل
والنهار سابق على خلق الشمس والقمر
* يوم وقفت الشمس
لرجل ما
* المعصية الأولى
كانت في السماء
* لا تسجد الأرض
لله كباقي الخلائيق . لماذا
* كيف خلق الله كل
شئ من المبدأ الى المنتهى
* يوم نرى الجبال
تمر فوقنا كالسحاب
* الأحداث الكاملة
لما تم فى الملأ الأعلى في بدء الخلق
* خط الطول صفر
عند مكة المكرمة وليس جرينتش
* الأرض تبعد عن
السماء سبعة مليون كم
* الشمس تجري حول
الأرض يوميا
* الرجل الذي اهتز
لموته عرش الرحمن
* أقوى مخلوقات
الله وفي نفس الوقت أرق المخلوقات
* النيل يحرج عمرو
بن العاص ، ويضطره للرحيل لولا تدخل عمر
* المرة الوحيدة
التى تحركت الأرض من مكانها
* البحر المسجور
.. اين هو ؟
* النجوم عددها
محدود .. معدود .. قريبة من الأرض
* في السماء 11
كوكب ، والأرض ليست كوكبا
* تفاصيل ما تم في
الأيام السنة التي تم فيها الخلق
* الجبال لم تتكون
من الأرض بل أتت اليها من فوقها
* الأمور الخمسة
التي لا يعلمها الا الله
* الأعرابي الذي
كان أعلم من جاجارين
* مهلكات فى
السماء حذرنا الله منها
* بين أحمد بن
حنبل و جاليليو
* وشهد الله
للكافرين بالعلم .. ولكن ؟
* في الأرض سبعة قارات،
سبعة أبحر ، سبعة أيام ، سبعة .................
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين خالق السموات والأرضين
المتفضل بتدبير أمر المخلوقين المكرم بنى آدم على العالمين، والصلاة والسلام على
خاتم الأنبياء وآخر المرسلين، المرسل لإظهار الحق ولو كره الكافرون، الذي
بلغ الرسالة وأدى الأمانة وأتم الله على يديه النعمة وأكمل الدين، ولم يترك
أمرا من أمور الدنيا أو الآخرة إلا بينه أحسن تبيين.
ورضى الله عن الصحابة أجمعين، الذين كانوا نجومـا يهدون المقتدين،
المتبعين للكتاب والسنة غير مبتدعين، ورحم الله التابعين وتابعيهم بإحسان الذين حملوا راية الإسلام
وساروا بها فاتحين، وكان منهم الحفاظ، والمفسرين والمحدثين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، وأشهد أن عيسى عبد الله ورسوله
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
أمـا بعـد:
فهذه قصة خلق جميع المخلوقات، من العرش إلى الفرش (الأرض). هذه قصة كل ما في الكون
مـن مخلوقات، مرورا بالسموات وما فيها، والأرض وما بها، والشمس، والقمر، والنجوم، والكواكب،
والبحار، والأنهار، والنبات، والجبال، والهواء، والماء، وكل ما هو كائن
بين السماء والأرض، وخلق الملائكة، والـجن والإنس، ومتي خلقت هذه
المخلوقات، وكيف، ولماذا خلقت، وكيف تعمل، ومتي تنتهي، ومكانة الإنسان بينها،
ووضع الأرض من هذه المخلوقات.
وقـد استندت في عرض القصة على الأدلة المتفق
عليها بين جميع المسلمين (الكتاب، والسنة، والإجماع) وهذه هي المصادر
الرئيسية التي يقدرها المؤمنون بالله. كما اعتمدت على الكتب المقدسة لدى أهل
الكتاب.
كما اعتمدت على أحاديث رسول الله صلى عليه وسلم،
وعلى الصحيح منها، التي تلقتها الأمة بالقبول ولم يطعن عليها أحد.
كذلك اعتمدت على تاريخ الحضارات البشرية، التي لم أشك لحظـة أن
الموروث منها - الذي اعتمدت عليه - ليس مجرد أساطير الأولين، وإنما هي تأثيرات الأنبياء
والمرسلين وهم جم غفير في أممهم.
ثم اعتمدت على التجارب والمشاهدات التي تؤكدهـا
الحواس، والتي لا يختلف عليها اثنان.
وقد سقت أدلة للمؤمنين والجاحدين، والعلماء والجاهلين، والمتعلمين والمكابرين، كلٌٌ
بوسائله التي يعتقد فيها، وخاطبت القلب المؤمن الموصول بالله وخاطبت العقل والمنطـق.
وكان - ولا بد - أن يتعارض كلامي مع كل ما يخالف دواعي الإيمان ويتعارض أيضا مع
ما يخالف العقل والمنطق. لذلك سيفاجأ القارئ بأن ما نورده في قصة الخلق
يتعارض مع أكثر الأشياء ثباتا لعلوم أهل الأرض الكونية، يتعارض مع مسلمات
بديهية أو ما يعتقدون أنه كذلك. وسيفاجأ القارئ بأن ما يعتبره من المسلمات والبديهيات ليس إلا وهما وخداعا وأغاليط وأباطيل وسيجد
القارئ نفسه إن كان من غير المؤمنين بالله قد ألجأته
الأدلة والبراهين والآيات البينات إلى الإيمان وسيجد المؤمن نفسه في حـاجة
شديدة لأن يجدد إيمانه.
وسيندهش
القارئ، بعد فواقه، كيف ظل مغيبا غافلا، مع
هذا الكم الهائل من الغائبين الغافلين.
وسيكتشف
القارئ أنه وأنهم وأننا قـد تعرضنا لكيد عالمي يقوده إبليس لتغيير الحقائق، ولتلبيس الأمور علينا،
ولتغييبنا، وتغفيلنا، ولتغيير آيات الله بغيرها، وأن أباطيل كثيرة عرضت علينا
كحقائق لا تقبل جدالا هي الباطل عينه.
والغريب
و العجيب أنه لم يكن معها دليل واحد من عقل أو نقل أو تجربة تقول بأن هذه العلوم الكونية تمُت إلى
الحق والحقيقة بصلة.
وأنبه،
بأنني لم أنتقد في الكتاب إلا النظريات
الكونية، والأقوال المتعلقة بمسائل الخلق والتكوين.. وعلوم الكون.
أما
النظريات والقوانين المرتبطة بزينة الدنيا، وكل ما من شأنه أن يسهل للإنسان
استمتاعه بالحياة، فلا شأن لي بها هنا.
وإن
كان كثيرا مما أوردته في هذا الكتاب، روءى شخصية لي.. أحسب أنه لم يقل بها أحد قبل ذلك، خلصت إليها عن طريق
الأدلة التي ذكرتها. فإن كان ما رأيته حقا فمن الله تعالى، الذي علم
الإنسان ما لم يعلم، والذي يؤتى فضله من يشاء، وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان،
وأسأل الله العفو والعافية.
وأنه
وإن كان الأمر رؤى شخصية لنا، فـإنه أيضا ليس تفسيرا جديدا للآيات القرآنية، أو فهما حديثا للآيات الكونية،
وإنما هذا هو التفسير الصحيح للآيات القرآنية والتي اتفق عليها السلف، وهي النظرية
السليمة للآيات الكونية، ولم نحمّل الآيات والأحاديث أكثر مما
تحتمل، ولكننا عرضنا ذلك دون ليّ للحقائق. أو اجتزاء للأقوال.
وقد
قسمنا الكتاب إلى سبعة أبواب:
الباب
الأول: قصة الخلق: تـحدثنا فيه عن بدء خلق كل المخلوقات، وكيف خلقت. فتحدثنا عن العرش والفرش (الأرض) وما بينهما
من موجودات وأجرام سماوية.
الباب
الثاني: خلق الكائنات العاقـلة: وذكرنا فيه خلق الملائكة، والجن، والإنس، وما حدث في الملأ الأعلى بشأن
خطيئة إبليس، وخطيئة آدم وأوردنا النص الكامل للحوار الذي كان بينهما وبين
الله تعالى.
ثم
ذكرنا مكانة الإنسان بين هذه المخلوقات، وكيف أن الله تعالى
كرمه، وفضله، وأنعم عليه.
الباب
الثالث: عن ثبات الأرض: وسقنا فيه الأدلة من الكتاب والسنة والتجارب وعقيدة السابقين بشأن ثبات الأرض،
ومركزيتها، وأنها ليست كوكبا من الكواكب، وأنها أعظم من الشمس.
الباب
الرابع: تحدثنا فيه عن الشمس: وأنها تجرى حول الأرض ـ لا المجرة ـ وأدلة ذلك، وأن
الليل والنهار مخلوقان مستقلان، وأنهما دليل على دوران الشمس حول الأرض، وأنه لا
علاقة لليل والنهار بالشمس أو القمر.
الباب
الخامس: عن القمر: وآياته وعجائبه، وأنه الأساس في حساب الزمن والتاريخ، وأنه جرم تابع للشمس وليس
للأرض، وأنه دليل أكيد على أنه والشمس يدوران حول الأرض يوميا.
الباب
السادس: عن زينة السماء: وعن الكواكب والنجوم، وكيف أنهما محدودان، معدودان،
وأن أبعادهما ليست كما تحدث به أهل الفلك، ونقدنا في هذا الباب الجاذبية
التي يقولون بأن الكون محكوم بها، حركة وسكونا، وأثبتنا أن الكون إنما
يقوم(بأمر الله) وأن الجاذبية ليست أسلوب الله في العمل.
الباب
السابع والأخير: عن نظريتنا البديلة للجاذبية، عن(الضغط الجوى) أثبتنا فى هذا
الباب أنه هو الـذي يحكم الأرض بما عليها، بأمر الله وذلك بأسانيد شرعية علمية
وتجريبية، وليست الجاذبية.
فهذا
الكتاب إذاً رؤية دينية للكون، ونقد لجميع النظريات العلمية الحديثة المتعلقة به، وهـو من ثّم دعوة للعودة إلى
منهج الله، وإلى شرع الله، وإلى علم الله، ودعوة للإيمان بأنه.. لا إله إلا
الله.
أخيرا
أيها السادة: إن رأيتــم أن ما قلناه في هذا الكتاب خطأ
فقومونا، وإن رأيتم أنه حق فأعينونا، ولا تسكتوا، والساكت عن الحق شيطان أخرس.
ولا حرج أن تسلموا بخطئكم إن ألزمناكم الحجة وأقمنا لكم الدليل، والتوبة
رأس مال المؤمن، والرجوع إلى الحق فضيلة. وإلا فأتونا بدليل واحد.. واحد فقط
يعارض ما نقول، أو يؤيد ما تقولون.
وأذّكركم
والذكرى تنفع المؤمنين بقوله تعالى:
]وَاتَّقُوا
يَوْمـًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ
تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ[.
]وَنَزَعْنَا مِنْ
كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ
فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا
يَفْتَرُونَ [.
}والله
يقول الحق وهو يهدى السبيل{ عيد ورداني
مدخل
في البدء.. كان الله
ولم يكن شيئا غيره..
ثم خلق
الخلق ليُعرف ويُعبد.. واتخذ الله تعالى لنفسه جندا فخلق الملائكة لا يعلم عددهم إلا هو. وخيّر تعالى خلقه أن
يعبدوه اختيارا ]فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ[ (الكهف:29) أو أن يعبدوه إلزاما، منقادين، مجبولين على ذلك، ودون أن يكون الأمر
إليهم، وسمى الله الأمر الأول (الأمانة) وعرضها على مخلوقاته جميعا
فأبت كلها أن تقبلها، واختارت أن تعبده إلزاما، مجبولة على ذلك وقبل الإنسان
الأمانة.. إن شاء يؤمن وإن شاء يكفر.. على أن يجازى بعد ذلك بفعله، يقـول تعالى: ]إِنَّا عَرَضْنَا
الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَــوَاتِ وَالأَرْضِ
وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا
الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً[ (الأحزاب:72).
ولعظم
هذا الاختيار، ولفداحة الأمر، ولخطورة العاقبة، ولأن الإنسان اختار الخيار الأصعب
والأشق عليه، والأحب إلى الله تعالى، فقد سخر تعالى كل مخلوقاته التي لم
تحمل الأمانة، سخرها للإنسان الذي حملها. ومنحه الله ما لم يمنحه لغيره وميزه
عن غيره وفضله تفضيلا.
ورغم
صغر خلق الإنسان بالنسبة لغيره من المخلوقات
إلا أن الله أولاه من عطاياه ومن فضله، بل وسخر له تعالى كل مخلوقاته سواء
في السموات أو في الأرض من الملائكة الكرام إلى البهائم والأنعام، وما
بينهما من الموجودات.
ولتسهيل المهمة على الإنسان أرسل إليه رسلاً من جنسه.
وأنزل إليه كتباً عرفه فيها كل شيء، إلا ما استثناه تعالى ليخص به نفسه،
واعتبره غيبا، وهي من صميم ابتلائه وامتحانه.
وطلب
تعالى
منه
ألا يشغل نفسه بها ولا يجهد عقله في تعريف كنهها، وأن يتفرغ للمهمة التي أختارها بنفسه
وارتضاها لـه ربه وخالقه، وهـي أشرف مهمة، وأجمل مهمة، وأخطر مهمة.. أن يعبد
الله خالقه، ومربيه، ومفضله ومميزه. يعبده ولا يشرك به شيئا.
ووعده
تعالى إن فعل ذلك بجنات ذكر له بعضا من النعم، والمتع التي تنتظره فيها. أما
الأعطية الكبرى، والجائزة المستحقة فقد جعلها الله له.. مفاجأة.
فرغم
كل ما ذكر من متع ولذائذ، وأعطيات ذكرها تعالى في كتبه وعلى لسان رسله إلا أن
أصل المكافأة.. مفاجأة.. قال تعالى: ]فَلا تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون[.
وفيـما
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل:
}أعـددت لعبادي الصالحين، مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر{ (متفق
عليه).
وتوعد
الله تعالى من عصاه، ولم يأت بما أمر، وينتهي عما نهى، من
لم يؤد الأمانة التي من اجلها كرم وفضل وميز، وسخر له كل شيء، بنار وعذاب
أليم يلازمه ما بقى، خالدا لأنه لن يموت بعد ذلك، فلن يكون ثَم موت.
ولخطورة
الأمر، وفداحة الخطب يسر الله على الإنسانية الأمر، بإرسال الرسل،
وإنزال الكتب، التي عرفهم فيها بنفسه، تعريفا لا يقبل الشك والريبة وعرفهم
بغيرهم من المخلوقات تعريفا دقيقا مفصلاً، لا لبس فيه ولا غموض وضمن لهم
الرزق، وزيادة في طمأنتهم فإنه وعدهم بأن رزقه سيجـرى علـيهم آمنــوا أو كفروا،
أطـاعوا أو عصوا. ولمـزيد من الطمأنينة جعل رزقهم وما وعدهم به، في
السماء، وليس في يد بعضهم البعض.
ولمزيد
من التيسير، والسهولة في أداء الأمانة والقيام بالمهمة المختارة وعدهم بأن يغفر لهم ذنوبهم، ويكفَر
عنهم سيئاتهم، ويمحو ما سجل من خطاياهم إذا هم طلبوا منه ذلك واستغفروه.
ثم
منحةً ومنةً كبرى منه وهو الأكرم، وعدهم بان يتجاوز عنهم مهما بلغت ذنوبهم
وإن كانت مثل زبد البحر، أو بلغت عنان السماء، بل ولـو جاءوا بقراب الأرض
خطايا، لتجاوز عنهم وعفا، شريطة ألا يشركوا به شيئا. لأن ذلك حقا له تعالى
(ألا يشرك به). فهو وحده الخالق والرازق والمعطى والمانع والضار والنافع.
فكيف يعطى الولاء لغير مستحق؟
أصعبٌ
هذا بعد كل ذلك؟
هل
تبقى حجة لمن يخالف؟ هل يبقى عذر بعد كل هذه التسهيلات والتيسيرات؟ لقد
وصل الأمر حدا من الكرم من الله. أن من فعل هذا الكم من الذنوب والخطايا
وأي ما كان نوعها وخطرها، أنه تعالى يبدلها له. ترى
بماذا؟؟ بحسنات.
أمرُُ
عجيب، ولكنه كرم الله. تؤتى ذنوب وخطايا.. ومهما بلغت.. فتحول وتستبدل
وكأنها جميعا كانت أعمال صالحة؟ نعم.. وما شرط ذلك؟ فقط طلب واحد بالإضافة لعدم
الشرك، أن يتوب ويعمل صالحاً.
إذن
فمن يوبق نفسه في النار بعد ذلك، فقد ظلم نفسه ظلماً كبيراً. ورغم أن الامتحان لازال فيه بعض الوقت ولم يأت
الأجل المسمى، إلا أن بوادر النتيجة قد ظهرت. هذا فضلا عن علم الله المسبق فقد
ظهر أن أكثر الناس رغم كل ذلك ورغـم الجهد الهائل المبذول من الرسل لم يؤمنوا،
وظلموا أنفسهم، وخانوا الأمانة.
إنه
لأمر غريب، وعجيب أمر الإنسان، لقد راح يتعرف على كل المخلوقات وترك الخالق. ولم يكن هذا مطلوبا منه. لم يكن
مطلوبا منه أكثر من النظر للاعتبار وللتعرف على الصانع لا المصنوع، الخالق لا
المخلوق، الرب لا المربوب.
فتجد
الإنسان يفنى عمره لدراسة حشرة، ولا يفكر في خالقها، يفنى عمره في معرفة الذرة، ولا يتعرف على موجدها.
هكذا
وصل الحال بالإنسان.. انشغل بالأشياء التي خلقت له، وترك ما خُلق هو له، بل إن
الأمر بلغ حداً أن الإنسان توغل في الضلال والجحود بأن نسب الفعل للمفعول به،
وجحد الفاعل وراح ينسب كل أمر ليس للآمر بل للمأمور. وتوصل الإنسان إلى
اكتشافاته العظمى. ما هي؟ أن الله لم يرسل رياحاً، ولم ينزل مطراً، ولم ينبت
زرعاً، ولم يفتق أرضاً وإنما جاء كـل ذلك مصادفة. ولم يبن سماًء ولم يوجد
أرضاً ولم يخلق شمساً، ولا قمراً ولا نجوماً وإنما كل هذه جاء نتيجة اصطدامات
وانفجارات، وكأن الكون كله بدأ بالدمار مع أن الحق أن كل شيء سينتهي بالدمار،
وبدأه الله تعالى بالحكمة والعمار.
واكتشف
الإنسان أن الزلازل والبراكين والسيول والعواصف والأعاصير ليست آيات ربانية، فعلها
الله،
بل
إنها ظواهر طبيعية أتت بها الطبيعة.
والسماء
والأرض لا يمسكهما الله. بل الجاذبية.
والفُلك تجرى في البحر ليس بأمر الله بل بقانون الطفو. والمطر لا ينزل بأمر الله،
بل بفعل البخر، والسماء ليست محفوظة بحفظ الله بل محفوظة بخط (فان آلن)
والله ليس بيده الأمر، ولا يقلب الليل والنهار وليس هو الدهر بل يحكمنا قانون
(النسبية لأينشتاين). وحفظ الأشياء ليست من الله بل بقانون (لويس باستير)
واستقرارنا على الأرض ليس بتمكين الله، ولكن بقانون (نيوتن).
وقسم
الإنسان ميراث السموات والأرض بين المخلوقات، فبعضها للطبيعة هي صاحبته،
والأخر للمكتشفين وهم أولى به، والحسرة كل الحسرة.. أن أكثر الناس على هذا
الأمر، وعلى هذه العقيدة، والقلة القليلة هم الذين أدوا الأمانة، ولم يجحدوا
حق الله، ولم يكفروا بنعمته، ولم تصرفهم المخلوقات عن الخالق فقد عرفوا
الله، ليس من مخلوقاته، بل منه تعالى، فكمال الإيمان: أن تتعرف على
المخلوقات من الخالق، لا أن تتعرف على الخالق من المخلوقات وليت الجاحدين فعلوا حتى
الثانية.
إن
الله ما طلب من الإنسـان أن ينـظر في مخلوقاته تعالى
ليتأكد من وجود الله لا.. إنما طلب ذلك منه ليتأكد الإنسان من قدرة الله، وحكمة
الله ولطف الله وسائر صفاته الكريمة.
أما
المنكرون أصلا لوجوده، فالله تعالى يعاملهم بالمثل، ويجازيهم من جنس عملهم، فلا يعترف بحالهم، ولا يأبه بوجودهم، ويعتبرهم كالعدم.
وأعجب
وأغرب ما كان من الإنسان، أنه اتخذ من الأشياء التي سخرت له والتي هو أرقى منها مرتبة من شمس وقمر ونجوم ودواب،
آلهة عبدها من دون الله! أليس هذا أمراً غريباً من الإنسان، يستحق ما
توعده الله به دون ظلم له؟؟
كان
هذا هو حال الإنسان عموما، أما المؤمنين بالله فقد وصلوا الآن إلى ما هو أدهى وأمر.. فقد أصبح إيمانهم بالله مزيج
من الشرك والإيمان، إيمان مهجن وعقيدة مختلطة، كما قال تعـالى ]وَمَا يُؤْمِنُ
أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ[ (يوسف:106).
لماذا
لا يؤمنون بمحمد
إنني
لا أجد سببا لعـدم الإيمان بمحمد e الذي اختاره الله لتبليغ الرسالة الأخيرة والخاتمة للبشر، لماذا لم يصدقوه مع أن الرجل
لم يدع لنفسه شيئا، لم يدع إلا لعبادة الله نفس الدعوة التي دعي بها
المسيح عليه السلام ونفس الدعوة التي دعي بها موسى عليه السلام. نفس الدعوة التي
دعي بها زملاؤه وإخوانه من الأنبياء والرسل؟
لماذا
يكذب
وهو
يدعو إلى مكارم الأخلاق، والصدق، والأمانة، وفعل الخيرات والحب والتسامح، والعفو، والصفح،
وإتقان العمل، وإكرام الضيف والإحسان إلى اليتيم والأرملة وابن السبيل، وصلة
الرحم، وهي نفس المبادئ التي دعي إليها السابقون من الأنبياء.
لا
أدرى.. ما السر في تكذيبه؟ وهو أول المؤمنين بعيسى المسيح نبياً واً وبموسى
الكليم نبياً واً، وهو أول المؤمنين بالإنجيل والتوراة. وهو أكثر المعظمين لقدر
أم المسيح (مريم ابنة عمران): ولم يقل في أمه (آمنة بنت وهب) ما قاله في أم
المسيح. وذكر أن الله تعالى أوحي إليه في مريم وليس في آمنة: ]يَامَرْيَمُ إِنَّ
اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ
الْعَالَمِينَ[.
لست
أدرى.. لم يكذب هذا ال الذي يبلغ الناس أن الله ينهي عن
الفحشاء والمنكر والبغي، وجاء بقول الله تعالى ]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ[ (النحل:90) هل يكذب من دعي إلى ذلك؟
لماذا
لا يقرءون رسالته ويناقشونها، ويفعلون معها كما يفعلون مع الرسائل العلمية
فيولونها اهتماما في البحث والدراسة، بحياد تام، وبالرغبة في الوصول إلى الحق
وما من شك في أنهم لن يجدوا في هذه الرسالة مطعنا. لم لا يقرءون الرسالة
الأخيرة من الله إليهم؟ نعم هي إليهم لأنها رسالة للعالمين وليس لسكان الجزيرة
العربية وحدهم، وهم مخاطبون فيها، ومكلفون بها، وسيسألون عنها مثلهم مثل
العرب سواء بسواء. والله تعالى لم يعتبر الذين آمنوا به وبكل الكتب وبكل الرسل
ولم يؤمنوا بمحمد اً مؤمنين، فلابد من الإيمان به والإيمان بالكتاب الذي نزل
إليه
]فَآمِنُوا
بِاللَّهِ وَهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا[ (التغابن:8).
مؤمنون:
نعم. متبعون: لا
إن
الإيمان بالله، ليس منة من الخلق على الله ]يَمُنُّونَ
عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمـوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ
إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ
عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ[ (الحجرات:17) وليس أي إيمان يقـبل، بل الإيمان
الذي حدده الله واشترطه، ولله أن يحدد ويشترط لأنه تعالى هو الخالق. وهو
تعالى الذي سيجازى ويكافئ لا غيره. اشترط الله علـى المؤمنين لقبول إيمانهم أن
يتبعوا رسوله ويتبعوا كتابه، ودون ذلك لن يغنى إيمانهم شيئا. وعلى ذلك
فالمؤمن هو من يؤمن بالله وبأنه خالق الكـون وحـده لا شريك له وأنه تعالى مستحق
للعبودية وأن هناك يوم للحساب بعد البعث والنشور، ويؤمن بكل كتبه وكل رسله فهذا
هو المؤمن.
والذي
يعلم من القرآن، أنه منزل من عند الله، وأنه الرسالة
الأخيرة للبشر فليس ثَم كتب أخرى بعده، وأن هذا الكتاب منزل من الله تعالى
للإتباع، واتباعه ليس خياراً للمؤمنين به، بل هو حتم وإلزام، وإلا فلا
يعد من المؤمنين من لا يتبع.
يقول
تعـالى ]المـص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى
لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا
تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مـَا تَذَكَّرُونَ[ (الأعراف ) ]وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ
وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ
الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مـِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عـَنْ
دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ[ (الأنعام) ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتقِِ اللَّهَ وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ
إِنَّ
اللَّهَ
كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا[ ( الأحزاب)] وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصـْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ[ (يونس 109).
]وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا[ (آل عمران:103) وحبل الله: كتابه كما
فسره النبي e وقد بين الله تعالى
في كتابه حال الذين ورثوا الكتاب فخالفوه،
والذين استمسكوا به. فقال تعالى: ]فَخَلَفَ مِنْ
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى
وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا... [ إلى قوله ]وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا
الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ[ (الأعراف:169).
محاولات
التحريف
لقد
صفيت البشرية إلى هذه الفئة القليلة، التي تؤمن
بالله وآياته وه ويتبعون ما يؤمرون به غير أن هذه الفئة القليلة، لم تتبع
كما يريد الله، بل إن الشيطان دخل إليهم من هذا الباب أيضا. فإنه وإن كان هذا
الكتاب قد حُفظ من الله تعالى من أن تنال آياته التحريف، كما حدث لغيره من
الكتب السابقة، إلا أنه في نفس الوقت، هجر ولم يتبع، واتبع المؤمنون به من
دونه أولياء، ونظم وقوانين، وتسابق في هجر آياته واتباع ما دونه، أشد الناس
إيماناً به.
ففي
مجال الحكم نحيت آيات الله، وفيها أكمل نظام للحكم واتبع
غيره من
نظم،
ديمقراطية، أو رأسمالية، أو اشتراكية،.... أو غيرها.
وفي
مجال القانون نحيت آيات الله، ومـا أكثر تلك الآيات التي تحكم عـلاقات
المجتمع، ليتبع غيره من قوانين من وضع الغرب أو الشرق، أو حتى من وضع ذات
المؤمنين بالقرآن.
وفي
مجال الثقافة والعلوم نحيت آيات الله، والتي يقول فيها
الله تعالى ]وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ[ واتبع غيرها من الثقافات والعلوم.
ولم
يتخلف عـن هذا السباق علماء المسلمين في شتى
العلوم ـ الإنسانية منها والمادية ـ وراحوا يتناقلون في أحاديثهم وكتبهم ما
يقوله علماء الغرب من نظريات، وتركوا بل وخالفوا ما يقوله كتابهم، وخالفوا
أيضا سلفهم الذين علموا الدنيا وأناروا الظلمات، ويشهد بذلك أهل الغرب أنفسهم.
فأي
إيمان هذا؟ والمؤمنون يتركون ما آمنوا به لغيره. والله تعالى أكمل
لهم الدين وأتم عليهم نعمته. ورضى الإسلام لهم دينا، وأمرهم بأن يتبعوا الصراط
المستقيم ولا يتبعوا السبل فتفرق بهم عن سبيله، وجعل هذه الوصية هي خاتمة
وصاياه العشـر، والتي هي جوامع الشرائع التي تضاهي الكلمات التي أنزلها الله
على موسى في التوراة وإن كانت الآيات التي أنزلت عليه أبلغ وأكمل.
ولم
يقتصر الأمر على مجرد هجر القرآن واتباع غيره، بل أصبح ينادى باتباع أي سبيل غير
سبيل الله. بل وصل الأمر إلى أن أصبح كل ما يخالف قول الله تعالى يدرس
على أبناء المسلمين في المدارس والجامعات، من علوم مخالفة لتعاليم الله
وشرعه. فهم يدرسون ويعلمون وينشرون علوما ونظريات متناقضة تماما مع القرآن.
فيعرفنا
الله بأنه أرسل أنبياء ورسلا إلي الناس، من بداية وجودهم علي الأرض،
وأن أنبيائه ورسله علموا الناس كل ما يحتاجون إليه لحياتهم ومعايشهم وكيف
يستفيدون من وجودهم ومما سخر لهم في الأرض.
وأخبرنا
الله
في
القرآن عن أمم ظهرت فيما يسمونه بالعصر الحجري بلغت من الحضارة مبلغاً ومن الرقي ما لم يخلق
مثله في البلاد.
حتى في
أبسط الأمور عقلانية وأوضحها في كتاب الله تبياناً:
قضية خلق الإنسان. انتشر في بلاد القرآن نظرية تخالف ما جاء به، أكثر مما
أنتشر وقيل عنها في بلادها وهي نظرية: (النشوء والارتقاء). وتبنى هذه النظرية
ودافع عنها وحللها وناقشها، وأذاعها ودرسها، وعلمها وأيدها، علماء
يؤمنون بان الله قال في كتابه المنزل ]لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي
أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ[ (التين:4) وغيرها من
الآيات، وفي تطور علمي جديد، وفي اتباع مفرط للغرب، وفي تقليد لهم أعمى،خرجت نظريات من حاملي وحافظي القرآن عن
النشوء والارتقاء في الأديان.
ففي
كتـاب يعتبر من درر الفكر العربي هو كتاب (الله: في نشأة العقيدة الإلهية) لأحد رموز الفكر الإسلامي المعاصر،
وخلاصة المستنيرين (عباس محمود العقاد) يقول رحمه الله في مقدمة هذا
الكتاب:" ترقى الإنسان في العقائد كما ترقى في العلوم والصناعات فكانت عقائده
الأولى مساوية لحياته الأولى، وكذلك كانت علومه وصناعاته فليست أوائل العلم
والصناعة بأرقي في أوائل الأديان والعبادات، وليست عناصر الحقيقة في واحدة منها
بأوفى من عناصر الحقيقة في الأخرى. وينبغي أن تكون محاولات الإنسان في سبيل
الدين، أشق وأطول من محاولاته في سبيل العلوم والصناعات.
لأن
حقيقة الكون الكبرى أشق مطلباً، وأطول طريقاً من حقيقة هذه الأشياء المتفرقة التي
يعالجها العلم تارة والصناعات تارة أخرى.
وقد
جهل الناس شأن الشمس وهي أظهر ما تراه العيون وتحسه الأبدان، ولبثوا إلى زمن قريب يقولون بدورانها حول الأرض، ويفسرون حركاتها وعوارضها كما تفسر الألغاز والأحلام، ولم يخطر
لأحد أن ينكر وجود الشمس لأن العـقول كانت في ظلام من أمرها فوق ظلام
ولعلها لا تزال. فالرجوع إلى أصول الأديان في عصور الجاهلية الأولى لا يدل على
بطلان التدين ولا على أنها تبحث عن محال. وكل ما يدل عليه أن الحقيقة الكبرى
أكبر من أن تتجلى للناس كاملة في عصر واحد. وأن الناس يستعدون لعرفانها
عصرا بعـد عصر وطورا بعد طور، وأسلوبا بعد أسلوب، كما يستعدون لعرفان
الحقائق الصغرى، بل على نحو أصعب وأعجب من استعدادهم لعرفان هذه الحقائق التي
يحيط بها العقل ويتناولها الحس والعيان - وقد أسفر علم المقابلة بين
الأديان عن كثير من الضلالات والأساطير، التي آمن بها الإنسان الأول، ولا تزال
لها بقية شائعة بين القبائل أو بين أمم الحضارة العريقة، ولم يكن من المنظور أن
يسفر هذا العلم عن شيء غير ذلك ولا أن تكون الديانات الأولى على غير ما
كانت عليه، من الضلالة والجهالة فهذه هي وحدها النتيجة المعقولة التي لا
يترقب العقل نتيجة غيرها، وليس في هذه النتيجة جديدا يستغربه العلماء،
أو يبنون عليه جديدا في الحكم على جوهر الدين.
فإن العالم الذي يخطر
له أن يبحث في الأديان البدائية، ليثبت أن الأولين قد عرفوا الحقيقة الكونية
الكاملة منزهة عن شوائب السخف والغباء، إنما يبحث عن محال".
ثم قال
الرجل حاكيا عما توصل إليه علماء الغرب:" يرى كثير من العلماء أن
الأساطير هي أصل الدين بين الهمج".
ثم عدد
العالم القرآني أسماء بعضا ممن قال عنهم (علماء) وحكى عنهم الأقوال التي تفصل ما قال به في مقدمته حتى
قال:" يعرف علماء المقابلة بين الأديان ثلاثة أطوار عامة مرت بها الأمم البدائية في
اعتقادهم بالآلهة والأرباب. وهي دور التعدد ودور التمييز والترجيح، ودور
الوحدانية".
أرى أن
الرجل فيما يقول في كتابه هذا قد نسف أول وأكبر مبدأ نص
عليه القرآن في معظم آياته وهو أن الكون كله بما فيه، ومن فيه قام وكان على
عبودية الإله الواحد وانسجمت جميع المخلوقات في هذه العقيدة. وبدأتp حياة البشر على
الأرض بالعقيدة الصحيحة التي يرضاها الله، وهي التوحيد، وقد
كان أول البشر (آدم) موحداً ولم يعبد أربابـا متعددة ولا متميزة، ولم يعبد
طوطم ولم يشرك مع الله أحدا. وأن حياة البشر ظلت بعد آدم عشرة قرون على هذه
العقيدة التي تقوم على التوحيد.
وفي
صحيح البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كان بين آدم ونوح
عشرة
قرون
كلها علي الإسلام" فمن نصدق؟؟ هذا ما رواه البخاري عن رسول اللهe مخالفا ما قال به علماء المقابلة بين الأديان أمثال (رويس، وجيمس، وسانتيانا، والعقاد،..
وغيرهم). والبخاري كتابه أصح الكتب لدى المسلمين - بعد القرآن - والرسول صلى الله
عليه وسلم أصدق الناس.
إن
القارئ للقرآن يجد أن الأصل في تاريخ البشر،
الإيمان بالله الواحد، وأن البشر كلما ابتعدوا عن هذه العقيدة أرسل الله
إليهم من يعيدهم إلى التوحيد رسولا من أنفسهم، وإنهم إذا لم يستجيبوا فإن
الله تعالى يخلص الأرض منهم ولا يبقى فيها مشرك، ويترك فيها الموحدين فقط، حتى
جاءت هذه الأمة التي تركها الله تعالى ولم يؤاخذهم بشركهم لأن القيامة ستقوم
بعدهم. كما أن المأثور عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن القيامة ستقوم على شرار الخلق. وأن الساعة لا تقوم حتى لا يقال على الأرض: الله.. الله. أي
ستقوم وليس لله تعالى بين الناس ذكر ولا فيهم إيمان.
إذن فتاريخ البشرية
الذي يخبرنا عنه القرآن مخالف لما يقول به السيد المفكر رحمه الله وعلماء مقارنة
الأديان والتاريخ. وأن حقيقة الأمر أن تاريخ البشر يبدأ بالتوحيد وينتهي
بالكفر وليس العكس. فلو كان ما يقوله العقاد صحيحاً، وأن البشرية تترقى في
دينها وعقيدتها لكان أهل هذا الزمان أفضل إيمانا من صحابة الله صلى الله عليه
وسلم ولكان طبقا لقوله أبو جهل كأبى بكر لوجودهما في عصر واحد.
هذا نموذج
لترك ما أنزل الله واتباع غيره، وما أنزل تعالى في رسالته الأخيرة للبشر هو
الأكمل والأتم في تاريخ الرسائل، فهو سبحانه أنزل القرآن وفيه تبيان لكل
شيء، وحذر تعالى في كتابه من اتباع الغير، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
بإتباع ما أنزل إليه. والأمر بالطبـع للمؤمنين بالله وبرسالته وبرسوله ]وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ
مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا
أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ
لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ
فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ
بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ
أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ
ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ[ (المائدة).
]ثُمَّ جَعَلْنَاكَ
عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ[ (الجاثية:18).
فأمره
تعالى أن لا يتبع أهواءهم عما جاءه من الحق وإن كان ذلك
شرعا أو طريقا لغيره من الأنبياء، فإنه قد جعل لكل نبي سنة وسبيلا. وحذره أن
يفتنوه عن بعض ما أنزل إليه. فإذا كان هذا فيما جاءت به شريعة غيره فكيف
بإتباع بما لا يعلم أنه جاءت به شريعة، بل هو طريقة من لا كتاب له. وكم من
الأمور التي ترك فيها المؤمنون بالله ما أمرهم به الله واتبعوا من يجادل
في الله بغير هدى ولا كتاب منير.
ولما
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا
جحر ضب لدخلوه وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه. وهذا من بعض أسباب
تغيير الملل.
ولأن
المبنى محفوظ بالله فإنه يغير ويحرف في المعنى، فيما
أخبر الله بـه وبما أمر به. قـال تعالى ]إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[ (الحجر:9) ولأنه لا تزال هناك طائفة ظاهرة
على الحق فلم ينله ما نال غيره من الأديان من تحريف كتبها وتغيير شرائعها
مطلقا، لما ينّطق الله به القائمين بحجة الله وبيانه، الذين يحيون بكتاب الله
الموتى، ويبصرون بنوره أهل العمى فإن الأرض لا تخلوا من قائم لله بحجة لكي
لا تبطل حجج الله وبيناته.
تزوير
التاريخ
وهذا مثال آخر للتحريف
والتزوير، والذي لم يتورع البعض من علمائنا أن يشاركوا الآخرين فيه. فهم
يعلمون تلاميذ المدارس، وطلبة الجامعات، أن الإنسان بدأ تاريخه بدائياً لا
يعرف الأسرة، ولا الاستقرار ولا الحياة الآمنة. وإن حياته أشبه بحياة
الحيوان. لا علم ولا فكر ولا دين ويسمون هذه الحقبة من التاريخ: (العصر الحجري).
وهذا مناقض تماما لآيات الله التي تخبرنا أن آدم أول البشرية كان يعلم ما لا
نعلمه نحن في عصر الكمبيوتر والفضاء والإنترنت عرف آدم كل معاني الإنسانية
والرقي والعبودية الصحيحة لله الواحد. فهذا التاريخ الذي سنرى بعد ذلك أنهم
يفسرون به الظواهر التي ينسبها المؤمنون لله، تاريخ مزور، ومحرف. فهو يصور
الإنسان في أول مراحله بالبدائية، والسذاجة، بحيث يشبهون تفكيره بتفكير
الأطفال، بل أنه كان يتخذ الحيوان قدوة له وأسوة، وأنه الملهم له في كثير من
الاكتشافات وهم يصورون الإنسان القديم بصورة أشبه للحيوان في شكله وهيئته
وسلوكيــاته وأنه لم يعرف النار إلا بعد حقب طويلة فكان يأكل اللحم نيئا، وكان
يعيش على القنص والصيد فلـم يعرف الزراعة ولا الصناعة. بينما يصور لنا
القرآن وتصور لنا كتب السنة أن الإنسان عرف الحياة التي نحياها الآن، بل
وأرقى منذ أن وطئت أقدام الإنسان الأرض، وأن آدم كان يزرع ويصنع ويحيك
الملابس، وأنه بدأ حياته على الأرض في أسرة وكانت له زوجة، ثم أولاد وكان معه
كتاب من الله فضلا عن العلم الذي علمه الله له، كان يعيش به على الأرض. كما
نعلم أيضا أن أعظم حضارة
رد: قصة الخلق من العرش الى الفرش ( الأرض ) مفصل :
عيد الورداني
من الصفحة 24 الى
40
ظهرت على الأرض كانتا حضارة (عاد) وحضارة (ثمود) وقد كانتا تاريخيا ق بل العصر
ظهرت على الأرض كانتا حضارة (عاد) وحضارة (ثمود) وقد كانتا تاريخيا ق بل العصر
الحجري كما
يسمونه. ولكي نؤكد للمؤمنين أن التاريخ فعلا مزور،
نورد بعض النماذج على تزوير واضعيه:
إن أكبر تاريخ سجل وبأدق تفاصيله هو تاريخ قدماء المصريين. والقارئ للتاريخ المصري القديم لن يجد أي ذكر ليوسف أو موسى الكريمين، فهل يتصور ذلك؟ يوسف الذي تولى حكم مصر في فترة من أهم فترات التاريخ الإنساني وموسى الذي كان لخروجه من مصر ببني إسرائيل شأن غير به مجرى تاريخ مصر، بعد أن أغرق الله فرعون وجنوده في اليم. هل يتصور عاقل أن المصريين القدماء الذين سجلوا أشياء لا تستحق الذكر يغفلون عن تسجيل أكبر حدثين حدثا في تاريخ مصر منذ أن وجدت إلى قيام الساعة؟..اللهم إلا أن يكونا لم يحدثا..؟!!
وهل يتصور عاقل ألا يذكر التاريخ لبلاد ما بين النهرين أي ذكر لنوح عليه السلام وقد كان له حدث يعتبر الأكبر والأعظم تأثيرا في تاريخ البشر في كل الأرض قاطبة؟.
ألا يذكر التاريخ شيئا عن خليل الله إبراهيم وعن معجزة إلقائه في النار التي كانت بردا وسلاما عليه؟ وعن إسحاق ويعقوب، أكبر شخصيتين في التاريخ الإنساني. الذي يخلوا تماما من أي ذكر لهما؟.
وأن يخلو التاريخ من ذكر شعيب أو لوط؟ هل خفي على سكان الأرض كلها ما حدث لسدوم وعامورية قرى قوم لوط؟
هل قرأ أحد في تاريخ الحضارة الفينيقية ذكر لأعظم ملك كان في الأرض وهو سليمان عليه السلام. أو ذكر لأبيه داود؟
هل قرأ أحد في تاريخ الجزيرة العربية القديم أي ذكر لأنبياء كرام كصالح وهود وإسماعيل؟ اللهم إلا أن لا يكون لهم وجود فعلى كما زعم عميد الأدب العربي (طه حسين) الذي قاله في كتابه" في الشعر الجاهلي" صـ 26 ما نصه" للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثـنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفى لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها ونحن مضطرون إلى
إن أكبر تاريخ سجل وبأدق تفاصيله هو تاريخ قدماء المصريين. والقارئ للتاريخ المصري القديم لن يجد أي ذكر ليوسف أو موسى الكريمين، فهل يتصور ذلك؟ يوسف الذي تولى حكم مصر في فترة من أهم فترات التاريخ الإنساني وموسى الذي كان لخروجه من مصر ببني إسرائيل شأن غير به مجرى تاريخ مصر، بعد أن أغرق الله فرعون وجنوده في اليم. هل يتصور عاقل أن المصريين القدماء الذين سجلوا أشياء لا تستحق الذكر يغفلون عن تسجيل أكبر حدثين حدثا في تاريخ مصر منذ أن وجدت إلى قيام الساعة؟..اللهم إلا أن يكونا لم يحدثا..؟!!
وهل يتصور عاقل ألا يذكر التاريخ لبلاد ما بين النهرين أي ذكر لنوح عليه السلام وقد كان له حدث يعتبر الأكبر والأعظم تأثيرا في تاريخ البشر في كل الأرض قاطبة؟.
ألا يذكر التاريخ شيئا عن خليل الله إبراهيم وعن معجزة إلقائه في النار التي كانت بردا وسلاما عليه؟ وعن إسحاق ويعقوب، أكبر شخصيتين في التاريخ الإنساني. الذي يخلوا تماما من أي ذكر لهما؟.
وأن يخلو التاريخ من ذكر شعيب أو لوط؟ هل خفي على سكان الأرض كلها ما حدث لسدوم وعامورية قرى قوم لوط؟
هل قرأ أحد في تاريخ الحضارة الفينيقية ذكر لأعظم ملك كان في الأرض وهو سليمان عليه السلام. أو ذكر لأبيه داود؟
هل قرأ أحد في تاريخ الجزيرة العربية القديم أي ذكر لأنبياء كرام كصالح وهود وإسماعيل؟ اللهم إلا أن لا يكون لهم وجود فعلى كما زعم عميد الأدب العربي (طه حسين) الذي قاله في كتابه" في الشعر الجاهلي" صـ 26 ما نصه" للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثـنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفى لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن إثبات القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها ونحن مضطرون إلى
أن نرى في هذه
القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود
والعرب من جهة وبين الإسلام واليهود والقرآن والتوراة
من جهة أخرى..". هذا هو التاريخ الذي يريد علماء الغرب أن نستبدله بالله.
فلا يوجد أي ذكر في التاريخ لنبي مهما بلغ شأنه، ولا لحدث إيماني مهما بلغت قيمته. فهل يعقل أن يخلو تاريخ الصين من نبي أو؟ لا يمكن أن يكون ذلك.هل يعقل ألا يبعث الله تعالى لأوروبا أو روسيا نبي أو؟ لا يمكن لأن الله تعالى قال وهو أصدق القائلين ]وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ[ (فاطر:24) فأين هذا النذير في تاريخ الصين أو روسيا أو أوربا؟ إذن فالتاريخ مزور. وإذا كان التاريخ وهو أثبت العلوم لأنه واقع، على هذه الدرجة من التزوير فما بالنا بغيره من العلوم.
عصر الإلحاد
بدأ منذ القرن السابع عشر الميلادي يبدو الضجر والضيق لمبادئ الفلسفة التي كانت هي مزيج من الاستنباط العقلي، والاستنتاج الحسي، لظواهر الكون بتفسيرها ووضع قوانين لها، واستعان الفلاسفة في تحليلهم للموروث من علوم الوحي لكن ليس باعتبارها وحيا، بل باعتبارها فروضا علمية لا أكثر، تقبل الأخذ والرد والتعديل والتحوير. ولكنهم على أي حال لم يتناقضوا تماما فيما استنبطوه من أعمال الفكر، مع الكتب المقدسة، بحالتها الموجودة آنذاك.
ومن الجهة الأخرى لم يقبل الإسلام هذه المبادئ الفلسفية حتى ولو اتفقت مع الدين لأن المبادئ الإسلامية لا تقبل شريكا مع الله فيما يخلق أو يأمر. وهي توصى المؤمنين باتباع آيات الله وحدها. وتحذر بقوة من اتباع غيرها أو حتى معها أي أفكار أو مبادئ.
وأطلق جاليليو الشرارة الأولى للمعركة مع الفلسفة والفلاسفة عندما قال سنة 1605م معبرا عن المذهب الجديد للتجريبيين:" ترى ما هي العلاقة بين الفلسفة وقياس كمية معينة؟" وقد صار هذا السؤال جوهريا بالنسبة لنشأة العلوم الطبيعية في القرن السابع عشر.
وبدأت معركة بين الفلاسفة وخاصة أتباع أرسطو معلمهم الأكبر، وبين التجريبيين
فلا يوجد أي ذكر في التاريخ لنبي مهما بلغ شأنه، ولا لحدث إيماني مهما بلغت قيمته. فهل يعقل أن يخلو تاريخ الصين من نبي أو؟ لا يمكن أن يكون ذلك.هل يعقل ألا يبعث الله تعالى لأوروبا أو روسيا نبي أو؟ لا يمكن لأن الله تعالى قال وهو أصدق القائلين ]وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ[ (فاطر:24) فأين هذا النذير في تاريخ الصين أو روسيا أو أوربا؟ إذن فالتاريخ مزور. وإذا كان التاريخ وهو أثبت العلوم لأنه واقع، على هذه الدرجة من التزوير فما بالنا بغيره من العلوم.
عصر الإلحاد
بدأ منذ القرن السابع عشر الميلادي يبدو الضجر والضيق لمبادئ الفلسفة التي كانت هي مزيج من الاستنباط العقلي، والاستنتاج الحسي، لظواهر الكون بتفسيرها ووضع قوانين لها، واستعان الفلاسفة في تحليلهم للموروث من علوم الوحي لكن ليس باعتبارها وحيا، بل باعتبارها فروضا علمية لا أكثر، تقبل الأخذ والرد والتعديل والتحوير. ولكنهم على أي حال لم يتناقضوا تماما فيما استنبطوه من أعمال الفكر، مع الكتب المقدسة، بحالتها الموجودة آنذاك.
ومن الجهة الأخرى لم يقبل الإسلام هذه المبادئ الفلسفية حتى ولو اتفقت مع الدين لأن المبادئ الإسلامية لا تقبل شريكا مع الله فيما يخلق أو يأمر. وهي توصى المؤمنين باتباع آيات الله وحدها. وتحذر بقوة من اتباع غيرها أو حتى معها أي أفكار أو مبادئ.
وأطلق جاليليو الشرارة الأولى للمعركة مع الفلسفة والفلاسفة عندما قال سنة 1605م معبرا عن المذهب الجديد للتجريبيين:" ترى ما هي العلاقة بين الفلسفة وقياس كمية معينة؟" وقد صار هذا السؤال جوهريا بالنسبة لنشأة العلوم الطبيعية في القرن السابع عشر.
وبدأت معركة بين الفلاسفة وخاصة أتباع أرسطو معلمهم الأكبر، وبين التجريبيين
الذين أرادوا إحلال طريقة التفكير التجريبي المعملي
محل التفكير المبنى على الاستنباط العقلي.
ولم تتدخل الكنيسة في هذه المعركة، فهي ليست ضد العلم، ولا هي حامية حمى الفلسفة، غير أن الكنيسة أدخلت اضطرارا عندما أظهر التجريبيون آراء تتعارض مع الدين، ولا يمكن أن يعتبر ما يعارض الدين علماً بأي شكل من الأشكال لأن الدين هو العلم، وهنا تدخلت الكنيسة بالموعظة الحسنة تنبه على مخالفة التجريبيين للكتب المقدسة. غير أن الآخرين لم يتعظوا ولم ينتهوا بل تمادوا في موقفهم، وقد عبر (يوهانس كبلر) عن موقف زملائه بتعليقه الشهير: (إن الكتاب المقدس ليس كتابا في علم الضوء ولا علم الفلك). وهنا ظهرت الكنيسة كجبهة أقوى من الفلاسفة ولكن للدفاع عن الدين، الذي لا يعارض أبداً علم الضوء أو أي علم، ولكن يعارض تكذيب آيـات الله.
وكان هذا هو بداية الخلاف بين ما يقوله رجال الدين ورجال العلم في أوربا وهنا يبدو للمشاهدين من بعيد أن الكنيسة ضد العلم والحقيقة كانت عكس ذلك.
وقد هب رجال الكنيسة للدفاع عن آية واحدة خالفها التجريبيون تقول بحركة الشمس حول الأرض، بينما التجريبيون يقولون بعكس ذلك. جاءت هذه الآية على لسان (يوشع بن نون) في سفر (يـوشع) الإصحاح العاشر الآية رقم 13مـن (العهد القـديم) وهي تقول: " حينئذ كلم يوشع الرب، يوم أسلم الرب الأموريين أمام بنى إسرائيل، وقال أمام عيون بنى إسرائيل يا شمس دومي على جعٌبون، ويا قمر على وادى أيلون. فدامت الشمس، ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه. أليس هذا مكتوباً في سفر ياشر، فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل".
والقارئ للتاريخ لا يجد أن الكنيسة قد اعترضت على أي علم من العلوم المادية، ولكنها وقفت وبشدة لكفر من كفر وإشاعة كفره في العلوم الكونية، والحق أن الكنيسة تصدت بشدة لكل زندقة في الأمور الكونية حتى أنها حكمت على" جردانو برونو" بالإعدام حرقا لقوله بأن الفضاء لا نهائي.
لا أشك لحظة في أن وراء هذا التغيير في مفاهيم البشر تجاه الكون وعلومه خطة إبليسية. ورغم أن الخطة معادة ومكررة إلا أنها نجحت تماما كما نجحت مع أبى البشر وزوجه في تعريتهما وإنزالهما إلى الأرض وإخراجهما من الجنة. فهو الثأر القديم والعداء المبين بينه وبيننا. فصمم عليه اللعنة وأقسم على أن يغوى البشر، ووضع خطته. ولأنها نجحت مرة فإنه لا يني في تكرارها لتغيير خلق الله من حال إلى حال.
وأكبر وأخطـر تغيير يظفر به إبليس أن يحول البشر من الإتباع إلى الابتداع ولأنه لعنه الله علم أن القرآن محفوظ من التحريف، فقد عمل ألا يضيع جهده في هذا الأمر وأن يتركه على ما أنزله الله، ولكنه يعمل جاهدا على ألا يتبع، ويفتن بنى آدم علاوة على تركهم تطبيق آيات الله إلى المخالفة والعمل بنقيض الآيات.
يقـول تعالـى: ]وَلَقدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ[ (سبأ:20) وكجزء من الخطة الإبليسية يغير إبليس الأسماء المحرمة والمنفرة إلى أخري خادعة مقبولة تماما كما استبدل اسم الشجرة المحرمة بـاسم ]شَجَرَةِ الْخُلْدِ [ (طه:120) ونجحت الخديعة في إغواء آدم فكررت هنا، وسمى هذا العصر الذي شهد أكبر عملية انسلاخ من الدين في العصر الحديث وسماه (عصر النهضة) والحقيقة أنه كان عصر السقوط والانتكاس.
أبطال عصر الإلحاد
لقد سموا هذا العصر الذي انسلخ فيه العلم عن الدين وكأن أحدهما نقيضا للآخر (عصر النهضة) وكذلك سموا الملاحدة الذين أحدثوا هذا الانقلاب بالرواد وأسبغت عليهم أسماء وصفات الأبطال والعظماء وقد شارك بعضنا في هذا العمل الأخير ووصفوا جاليليو بالرائد ونيوتن بالعظيم وأينشتاين بالعبقري، بينما كان هؤلاء هم طلائع جيش إبليس الذين نجحوا في تغيير القوانين الإلهية بقوانين طبيعية.
سنطوف مع أبطال عصر النهضة، الذين خلدتهم مدارسنا وجامعاتنا وكتبنا ونقرأ مقتطفات من أقوالهم التي عبروا فيها دون خجل أو موار الدين الذي أنزله الله لعباده، وجاءوا بدين جديد أسموه زوراً (العلم) و(العلمانية).
ولنبدأ بالعبقرية الفذة أينشتاين الذي قـال مدافعاً عن جاليليو في حربه ضد رجال الكنيسة: " لقد منحت جاليليو موهبته الخارقة القدرة على الحوار الواعي مع مثقفي عصره فاستطاع التغلب على ذلك الفكر المبنى على الخرافات وعلى اعتبار الإنسان مركز الأشياء في هذا الكون
وقال أيضـا:" وربما نستطيع القول: بأن التخلف الناتج عن سيطرة التقاليد الجامدة التي انتشرت في العصور المظلمة كانت قد خفت وطئته في القرن السابع عشر. وأن البقية الباقية من التقاليد الثقافية الموروثة لم يكن لها القدرة على الصمود إلى الأبد إزاء التقدم الحضاري. سواء ظهر جاليليو أم لم يظهر".
هذه الكلمات نقرأها لأينشتاين مع الوضع في الاعتبار أنه كان حذراً من إثارة رجال الكنيسة عليه.
(والتير) تجريبي آخر من رواد عصر النهضة قال ليقطع الصلة تماما بين الكون وخالقه:" إن الكون كالساعة يرتب صانعها آلاتها الدقيقة في هيئة خاصة ويحركها، ثم تنقطع صلته بها".
وجاء زميله (هيوم) بجرأة أكثر ليتخلص من هذا الإله الميت على حد قوله: " لقد رأينا الساعات وهي تصنع في المصانع لكننا لم نرى الكون وهو يصنع فكيف نسلم بأن له صانعا".
أما (هكسلى) فقد قال:" إذا كانت الحوادث تصدر عن قوانين طبيعية فلا ينبغي أن ننسبها إلى أسباب فوق الطبيعة". وأضاف" فإذا كان قوس قزح مظهرا لانكسار أشعة الشمس على المطر، فماذا يدعونا إلى القول بأنها آية الله في السماء".
ولمزيد من الإفصاح عن المنهج الإبليسي لهدم الدين يقول (هكسلى):" لقد خلق العقل الإنساني الدين وأتم خلقه، في حالة جهل الإنسان وعجزه عن مواجهة القوى الخارجية، فالدين نتيجة لتعامل خاص بين الإنسان وبيئته.
إن هذه البيئة قد فـات أوانها أو كاد وقد كانت هي المسئولة عن هذا التعامل. أما بة أنهم معاول لهدم
ولم تتدخل الكنيسة في هذه المعركة، فهي ليست ضد العلم، ولا هي حامية حمى الفلسفة، غير أن الكنيسة أدخلت اضطرارا عندما أظهر التجريبيون آراء تتعارض مع الدين، ولا يمكن أن يعتبر ما يعارض الدين علماً بأي شكل من الأشكال لأن الدين هو العلم، وهنا تدخلت الكنيسة بالموعظة الحسنة تنبه على مخالفة التجريبيين للكتب المقدسة. غير أن الآخرين لم يتعظوا ولم ينتهوا بل تمادوا في موقفهم، وقد عبر (يوهانس كبلر) عن موقف زملائه بتعليقه الشهير: (إن الكتاب المقدس ليس كتابا في علم الضوء ولا علم الفلك). وهنا ظهرت الكنيسة كجبهة أقوى من الفلاسفة ولكن للدفاع عن الدين، الذي لا يعارض أبداً علم الضوء أو أي علم، ولكن يعارض تكذيب آيـات الله.
وكان هذا هو بداية الخلاف بين ما يقوله رجال الدين ورجال العلم في أوربا وهنا يبدو للمشاهدين من بعيد أن الكنيسة ضد العلم والحقيقة كانت عكس ذلك.
وقد هب رجال الكنيسة للدفاع عن آية واحدة خالفها التجريبيون تقول بحركة الشمس حول الأرض، بينما التجريبيون يقولون بعكس ذلك. جاءت هذه الآية على لسان (يوشع بن نون) في سفر (يـوشع) الإصحاح العاشر الآية رقم 13مـن (العهد القـديم) وهي تقول: " حينئذ كلم يوشع الرب، يوم أسلم الرب الأموريين أمام بنى إسرائيل، وقال أمام عيون بنى إسرائيل يا شمس دومي على جعٌبون، ويا قمر على وادى أيلون. فدامت الشمس، ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه. أليس هذا مكتوباً في سفر ياشر، فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل".
والقارئ للتاريخ لا يجد أن الكنيسة قد اعترضت على أي علم من العلوم المادية، ولكنها وقفت وبشدة لكفر من كفر وإشاعة كفره في العلوم الكونية، والحق أن الكنيسة تصدت بشدة لكل زندقة في الأمور الكونية حتى أنها حكمت على" جردانو برونو" بالإعدام حرقا لقوله بأن الفضاء لا نهائي.
لا أشك لحظة في أن وراء هذا التغيير في مفاهيم البشر تجاه الكون وعلومه خطة إبليسية. ورغم أن الخطة معادة ومكررة إلا أنها نجحت تماما كما نجحت مع أبى البشر وزوجه في تعريتهما وإنزالهما إلى الأرض وإخراجهما من الجنة. فهو الثأر القديم والعداء المبين بينه وبيننا. فصمم عليه اللعنة وأقسم على أن يغوى البشر، ووضع خطته. ولأنها نجحت مرة فإنه لا يني في تكرارها لتغيير خلق الله من حال إلى حال.
وأكبر وأخطـر تغيير يظفر به إبليس أن يحول البشر من الإتباع إلى الابتداع ولأنه لعنه الله علم أن القرآن محفوظ من التحريف، فقد عمل ألا يضيع جهده في هذا الأمر وأن يتركه على ما أنزله الله، ولكنه يعمل جاهدا على ألا يتبع، ويفتن بنى آدم علاوة على تركهم تطبيق آيات الله إلى المخالفة والعمل بنقيض الآيات.
يقـول تعالـى: ]وَلَقدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ[ (سبأ:20) وكجزء من الخطة الإبليسية يغير إبليس الأسماء المحرمة والمنفرة إلى أخري خادعة مقبولة تماما كما استبدل اسم الشجرة المحرمة بـاسم ]شَجَرَةِ الْخُلْدِ [ (طه:120) ونجحت الخديعة في إغواء آدم فكررت هنا، وسمى هذا العصر الذي شهد أكبر عملية انسلاخ من الدين في العصر الحديث وسماه (عصر النهضة) والحقيقة أنه كان عصر السقوط والانتكاس.
أبطال عصر الإلحاد
لقد سموا هذا العصر الذي انسلخ فيه العلم عن الدين وكأن أحدهما نقيضا للآخر (عصر النهضة) وكذلك سموا الملاحدة الذين أحدثوا هذا الانقلاب بالرواد وأسبغت عليهم أسماء وصفات الأبطال والعظماء وقد شارك بعضنا في هذا العمل الأخير ووصفوا جاليليو بالرائد ونيوتن بالعظيم وأينشتاين بالعبقري، بينما كان هؤلاء هم طلائع جيش إبليس الذين نجحوا في تغيير القوانين الإلهية بقوانين طبيعية.
سنطوف مع أبطال عصر النهضة، الذين خلدتهم مدارسنا وجامعاتنا وكتبنا ونقرأ مقتطفات من أقوالهم التي عبروا فيها دون خجل أو موار الدين الذي أنزله الله لعباده، وجاءوا بدين جديد أسموه زوراً (العلم) و(العلمانية).
ولنبدأ بالعبقرية الفذة أينشتاين الذي قـال مدافعاً عن جاليليو في حربه ضد رجال الكنيسة: " لقد منحت جاليليو موهبته الخارقة القدرة على الحوار الواعي مع مثقفي عصره فاستطاع التغلب على ذلك الفكر المبنى على الخرافات وعلى اعتبار الإنسان مركز الأشياء في هذا الكون
وقال أيضـا:" وربما نستطيع القول: بأن التخلف الناتج عن سيطرة التقاليد الجامدة التي انتشرت في العصور المظلمة كانت قد خفت وطئته في القرن السابع عشر. وأن البقية الباقية من التقاليد الثقافية الموروثة لم يكن لها القدرة على الصمود إلى الأبد إزاء التقدم الحضاري. سواء ظهر جاليليو أم لم يظهر".
هذه الكلمات نقرأها لأينشتاين مع الوضع في الاعتبار أنه كان حذراً من إثارة رجال الكنيسة عليه.
(والتير) تجريبي آخر من رواد عصر النهضة قال ليقطع الصلة تماما بين الكون وخالقه:" إن الكون كالساعة يرتب صانعها آلاتها الدقيقة في هيئة خاصة ويحركها، ثم تنقطع صلته بها".
وجاء زميله (هيوم) بجرأة أكثر ليتخلص من هذا الإله الميت على حد قوله: " لقد رأينا الساعات وهي تصنع في المصانع لكننا لم نرى الكون وهو يصنع فكيف نسلم بأن له صانعا".
أما (هكسلى) فقد قال:" إذا كانت الحوادث تصدر عن قوانين طبيعية فلا ينبغي أن ننسبها إلى أسباب فوق الطبيعة". وأضاف" فإذا كان قوس قزح مظهرا لانكسار أشعة الشمس على المطر، فماذا يدعونا إلى القول بأنها آية الله في السماء".
ولمزيد من الإفصاح عن المنهج الإبليسي لهدم الدين يقول (هكسلى):" لقد خلق العقل الإنساني الدين وأتم خلقه، في حالة جهل الإنسان وعجزه عن مواجهة القوى الخارجية، فالدين نتيجة لتعامل خاص بين الإنسان وبيئته.
إن هذه البيئة قد فـات أوانها أو كاد وقد كانت هي المسئولة عن هذا التعامل. أما بة أنهم معاول لهدم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق