الاثنين، 2 ديسمبر 2013

3 وثائق أمريكية ترصد: السوفيت أصيبوا دائماً بالذهول من تحركات «السادات»

وثيقة: الرئيس المصرى لن يقبل ضغوطاً سوفيتية لاتخاذ قرارات سياسية.. وأدخل الروس فى حالة من اللبس بعد طرد خبرائهم
كتب : هشام العدد 302 - ص 10 - السادات يحرق السجلات الامنية والتسجيلات بعد الاطاحة بمراكز القوى
العدد 302 - ص 10 - السادات يحرق السجلات الامنية والتسجيلات بعد الاطاحة بمراكز القوى
تكشف وثائق المخابرات المركزية الأمريكية عن أن المفاجأة كانت تأخذ الاتحاد السوفيتى عادة من تصرفات الرئيس أنور السادات، وأن تلك القوة العظمى كانت تأخذ من الرئيس المصرى كثيرا موقف المراقب، أو المرتبك، دون أن تعرف الكيفية المناسبة للتعامل معه.
فى معركة مراكز القوى التى أطاح فيها السادات بعدد من الوجوه البارزة المقربة من موسكو، مثل وزير الداخلية شعراوى جمعة، ومن قبله نائب الرئيس على صبرى، تصف وثيقة أمريكية صادرة بتاريخ 15/5/1971 رد الفعل السوفيتى قائلة: «على الأرجح، ذُهل السوفيت من تحركات السادات الجريئة، ولا شك أنهم يدرسون الآن تأثير هذه الإقالات على وضعهم الخاص فى مصر، وغالبا ما ستتحرك موسكو على المدى القصير، ستترك الغبار يهدأ قليلا، وترى ما ستسفر عنه الأحداث، فما فعله السادات بالنسبة لموسكو قريب من صدمة الموت المفاجئ لـ«ناصر» العام الماضى بالنسبة لها».
واهتمت الوثيقة الأمريكية بالتحرك التالى لموسكو بعد إقالة العديد من حلفائها فى مصر، قائلة: «هل تعرض تحركات السادات وضع السوفيت فى مصر للخطر أو تقلل منه؟ غالبا ما ستشعر موسكو أنها مجبرة على اتخاذ خطوات أكثر فعالية للتدخل فى الشئون الداخلية المصرية».
وتناولت وثيقة ثانية بتاريخ 26/4/1972 القلق المصرى بشأن مسار العلاقات المصرية السوفيتية، وقالت: «خلال اجتماعه الأخير مع عدد من الجماعات المصرية، تعرض الرئيس السادات لمجموعة من الأسئلة التى تعكس حجم القلق الداخلى والسخرية الكبيرة من درجة دعم السوفيت لمصر، سألوا السادات عن مدى التزام موسكو بتوفير الأسلحة فى مواجهة تسليح الولايات المتحدة لإسرائيل بالطائرات، وسألوه ما إذا كان السوفيت رفضوا بالفعل مد مصر بطائرات ميج - 23S، أو ما يعادلها. وأعربت الاستفسارات الأخرى عن القلق من أن القاهرة كانت منحازة للغاية إلى موسكو، ولم تفكر فى الحصول على أسلحة هجومية من مصادر أخرى غير الاتحاد السوفيتى».
وأضافت الوثيقة: «حاول السادات تخفيف الشكوك المطروحة، وأكد لهم أن موسكو كانت مستمرة فى توفير احتياجات مصر العسكرية، وأقر أن هناك نقصا فى بعض المعدات، وأنه كان ينتظر تسليم شحنات أخرى من الأسلحة، إلا أنه ظل يشدد على العلاقات الودية بين الدولتين».
وأشارت الوثيقة إلى أن السادات أضاف وصفا صريحا للغاية للعلاقة العسكرية السوفيتية المصرية، حين قال إنه ينوى الموافقة على مساعدة كل من الغرب والشرق لمصر، وقال: «لو جاءتنى مصادر أخرى للتسليح فلا يمكننى أن أقول لها لا». ونفى السادات أن يكون هناك أى ضغوط سوفيتية لتأسيس قواعد عسكرية فى مصر، وأعلن مرارا أنه لن يمنح هذا الامتياز لأى قوة أجنبية، إلا أنه أقر أن «تسهيلات معينة» جرى السماح بها للاتحاد السوفيتى فى كل موانئ مصر على البحر المتوسط.
وقالت الوثيقة: «على الأرجح، لن يجبر الضغط الشعبى فى هذا الأمر السادات على تغيير العلاقة بين الدولتين، وربما فى الواقع، سيطلب مزيدا من الذخيرة فى شحنات الأسلحة المقبلة من الاتحاد السوفيتى».
ورصدت وثائق المخابرات الأمريكية أن العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتى اتخذت منعطفا حرجا فى 19/7/1972، فى وثيقة استخباراتية أمريكية ثالثة جاء فيها: «لمح السادات إلى الخلافات مع موسكو بشأن إمداد والتحكم فى الأسلحة السوفيتية، وقال إنه لا يمكن أن يقبل قيوداً على قدرة مصر لاتخاذ قراراتها السياسية، مشيراً إلى أنه ليس لمصر أى رغبة فى أن يحارب الأصدقاء المستشارين معارك مصر عنها، ولمح إلى أنه من خلال السيطرة على المهام والمعدات التى تحكم بها السوفيت من قبل، سيكون حرر الاتحاد السوفيتى من السلطة والمسئولية عن مصر فيما يخص أفعالها المستقبلية».
وتواصل الوثيقة، تعليقا على طرد الخبراء الروس من مصر: «على الرغم من أن السوفيت فى العامين الماضيين أصبحوا معتادين على تحركات السادات المفاجئة، فإن الطبيعة بعيدة المدى لتلك الخطوات أخذتهم على حين غرة، خصوصا أن البيان الختامى لرئيس الوزراء المصرى وقتها عزيز صدقى، فى زيارته الأخيرة لموسكو، لم يحمل أى تلميحات بشأن الاتجاه الجديد الذى اختاره السادات».
وحتى بعد طرد الخبراء الروس من مصر، ظل السوفيت فى انتظار معرفة أى قوات منهم ستغادر مصر قبل أن يتحركوا، تقول الوثيقة: «لم يكن هناك أى ردود فعل حتى الآن من السوفيت، ربما يكونون فى انتظار معرفة أى القوات ستغادر مصر». وأشارت إلى أن هناك بعض اللبس فى موسكو، خصوصا فى ظل المعلومات المتناقضة وغير الكاملة المتاحة فى الصحافة المصرية عن هذا الشأن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق