الدور القطري المشبوه في إحداث القلاقل في البلدان المسلمة- الجزء الأول
وهذا الكلام ليس مرسلا فقد كشفت وثائق خطيرة سربها موقع "ويكيليكس" أن لقاءً سرياً جمع بين الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري ومسئول إسرائيلي نافذ في السلطة، وكشف فيه الشيخ جاسم للمسئول الإسرائيلي أن الدوحة تتبني خطة لضرب استقرار مصر بعنف، وأن "قناة الجزيرة" ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة، عن طريق اللعب بمشاعر المصريين لإحداث هذه الفوضي. وأشارت الوثيقة إلي أن الشيخ حمد بن جاسم وصف مصر بـ"الطبيب الذي لديه مريض واحد" ويجب أن يستمر مرضه، وأكد "جاسم" - الذي استخدمت حكومته قناة الجزيرة التي تملكها قطر - أن المريض الذي لدي مصر هو القضية الفلسطينية في إشارة منه إلي أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل، حتي لا تصبح مصر بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية
كان "ويكيليكس" قد أشار إلي أن لديه 7 وثائق عن قطر، نشر منها 5 وثائق، وحجب وثيقتين بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذي طلب مبالغ ضخمة حتي لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكان وأن هذه اللقاءات كلها للتحريض ضد مصر. وعلي الرغم من أن الموقع التزم بسرية الوثيقتين بعد أن حصل علي الثمن من القطريين، إلا أنه تم تسريبها إلي عدد من وسائل الإعلام، أهمها جريدة الجارديان والتي نشرت نصهما علي موقعها وشملت ضمن محتواها تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة الجزيرة علي خريطة التحرك السياسي لقطر، ودورها في رسم ملامح سياسة قطر الخارجية
تتحدث الوثيقة التي حملت رقم 432 بتاريخ الأول من يوليو 2009 عن اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة بين الشيخ حمد بن جاسم وقناة الجزيرة والذي أسهب فيه بن جاسم عن السياسة الخارجية القطرية، في عدد من الموضوعات بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام ولم يدخر جهداً في شن هجوم شرس علي مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر في لحظات أخري، وقد قام السفير الأمريكي بتحليل اللقاء، وأشار في مجمل تحليله إلي كون الجزيرة أداة في يد القطريين يستخدمونها كيفما يشاءون لخدمة مصالحهم علي حساب أطراف أخري. أما الوثيقة الثانية وحملت رقم 677 بتاريخ 19 نوفمبر 2009 فقد تعلقت بتقييم شامل تعده الأقسام المختلفة بالسفارة كل في اختصاصه حول قطر، وتطرق التقييم إلي دور قناة الجزيرة في منظومة السياسة القطرية وتحليل توجهات الشبكة منذ تولي الرئيس أوباما لمقاليد السلطة في واشنطن. وأشارت الوثيقة إلي أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية تجاه الولايات المتحدة في الوقت نفسه يؤكد التقييم بقاء الجزيرة كأداة للسياسة الخارجية القطرية
وأكدت الوثيقتان أن وزير الخارجية القطري جاسم وعددا من المسئولين الإسرائيليين والأمريكان أنه بمجرد خروج المصريين إلي الشارع فإنه سيكلف قناة الجزيرة ببث كل ما يزكي إشعال الفتنه في الشارع ليس فقط بين المصريين والنظام ولكن بين المصريين بعضهم البعض
وأشارت الوثيقتان إلي أن النظام القطري يستخدم دائماً قناة الجزيرة في تصفية حساباته مع خصومه وأنه نجح أكثر من مرة في إشعال الفتن في عدد كبير من العواصم العربية عندما توترت العلاقات مع الدوحة وأن الجزيرة هي أحد أهم القنوات الإخبارية في المنطقة ونجحت في جذب المشاهد العربي منذ تأسيسها. واستغلت قطر الخلافات المصرية مع عدد من السياسيين والنشطاء لجذبهم الي اراضيها علي رأسهم بالطبع الناشط الحقوقي سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون وعضو مجلس امناء المؤسسة العربية للديمقراطية والذي تترأسه موزه وسنتحدث بالتفصيل عن تلك المؤسسة واعمالها المشبوهة بعد الثورة في مصر فالمؤسسة العربية للديمقراطية هي منظمة مدنية عربية دولية مستقلة للدعوة ديمقراطية "ثقافة" كثقافة، وطريقة حياة وكنظام أمثل للحكم الصالح
نشأت المؤسسة في 27 مايو 2007 بمبادرة من دعاة لديمقراطية العرب وبمباركة من دولة قطر"التي رحبت بأن تكون عاصمتها "الدوحة" مقرا للمؤسسة حيث أعلنت موزة بنت ناصر المسند" عن تأسيس المؤسسة العربية للديمقراطية، وترأست مجلس أمنائها. وتهدف المؤسسة إلي المساهمة في دعم وتطوير الديمقراطية في المنطقة العربية من خلال دعم الهيئات والنشطاء العاملين في هذا المجال ماديا ومعنويا، كما تعمل المؤسسة علي إقرار وسائل من شأنها نشر وتعميق وعي المواطن بحقوقه المشروعة وتمسكه بها. تترأس الشيخة موزة حاليا مجلس الأمناء وينوب عنها د. سليم الحص وشغل المرحوم د.عزيز صدقي منصب نائب رئيس مجلس الأمناء حتي وفاته في 26 يناير 2008 . سعد الدين ابراهيم الذي يطول الحديث عنه لا ينكر علاقته بالشيخه موزه خاصة أنه يعتبر نفسه ذراعها الايمن في المؤسسة في حين أن موزة تتصرف في تلك المؤسسة وكأنها دولة عظمي ترعي الإصلاح السياسي وحرية الرأي في العالم كله.. حصل سعد الدين إبراهيم منها قبل عامين علي عشرة ملايين دولار لدعم الديمقراطية في العالم العربي. وجمع بعض المعارضين وذهب بهم إلي الدوحة في مايو 2007 متصورا أنه سيقلب موازين المنطقة
الغريب أن اسماء المصريين الذين حضروا المؤتمر كثيرة وغريبة أبرزهم: المستشار هشام البسطويسي والحقوقي ناصر أمين الذي تم اختياره عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بعد الثورة ونجم الثورة الدكتور عمرو حمزاوي والدكتور أسامه الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية وعضو الجمعية الوطنية للتغيير وأحد قيادات الثورة و أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط و الدكتور عمر الشوبكي الباحث بمركز الاهرام الاستراتيجي وأنور عصمت السادات عضو مجلس الشعب السابق رئيس حزب الإصلاح والتنمية وشقيق سعد الدين ابراهيم الدكتور احمد رزق المدير الحالي لابن خلدون والسفير محمد فائق نائب المجلس القومي لحقوق الانسان حاليا والدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء السابق ومحامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات المرشح الحالي علي منصب نقيب المحامين وشادي طلعت المحامي والحقوقي . أما الثاني المقيم في نيويورك بأمريكا والمخطط لعدد كبير من أحداث الفوضي والتدمير قبل وبعد تنحي الرئيس السابق العقيد عمر عفيفي الضابط السابق بالشرطة، ومؤلف كتاب "عشان ما تنضربش علي قفاك" الذي يقوم بدور المحلل الأمني لقناة الجزيرة والذي كان يبث أخباراً عن الثورة بصفته أحد الداعين لها من خارج مصر ومن واقع أحاديثه أثناء الثورة لقناة الجزيرة نسرد جانبا من المداخلة التي جرت يوم 31 يناير كشف الضابط المصري السابق العقيد عمر عفيفي أنه سيكون هناك حمامات دم خلال الـ48 ساعة المقبلة، مشيرا الي أن طائرتي سلاح تلسكوبية وصلت الي القاهرة أمس من اسرائيل عبر قبرص لقنص قادة المظاهرات الميدانيين، مشددا علي أن هذا مخطط صهيوني-مباركي بتخطيط من نائب الرئيس المصري عمر سليمان الذي يقضي في تل أبيب أكثر مما يقضي في القاهرة. وأكد عفيفي في حديثه لقناة "الجزيرة"، ان هذه المظاهرات لن تنتهي ولن يستمر هذا النظام بهذا الشكل، مطالبا رئيس الأركان أن يعلن أنه يحمي الشعب المصري. وقال عفيفي في مداخلة بعد هروب رئيس تونس ان اليوم المنتظر قرب علي مصر و بيوعد رجالته انهم هيسقطوا الشرطه في ساعتين
بعد الثورة اتضح أن هناك عددا كبيرا من الشخصيات كانوا علي علاقة وثيقة بقطر ولكن كانت علاقتهم في الخفاء علي رأسهم سعيد عبد الحافظ المحامي رئيس مؤسسة ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الانسان الذي سافر الي قطر مرات كثيرة قبل الثورة اخرها في ديسمبر2010 والغريب ان عبد الحافظ كانت تصريحاته كلها هادئة وتفسر لصالح النظام السابق وكان معروفا في الوسط الحقوقي بأنه لا يهاجم وقد اتهمته 11 منظمة حقوقية مصرية هو واثنان من الحقوقيين بعد سفرهم للبحرين أنه لا يحظي بمصداقية كبيرة في المجتمع المصري وأنه سعي لتجميل صورة حكومة استبدادية في البحرين، كما فعل في السابق حينما ساهم في محاولة تجميل صورة النظام المصري أثناء حكم الرئيس السابق حسني مبارك. المثير للجدل ان سعيد عبد الحافظ فاجأ الجميع قبل الثورة بأيام بهجومه علي الحكومة رغم انه كان مهادنا طول الوقت وبعد الثورة وضحت اللعبة بعد أن استضاف وفدا من المؤسسة القطرية تحت عنوان مهمة دراسية استطلاعية في مصر حيث ذكر موقع المؤسسة القطرية علي الانترنت أنه دعما لمسارات الانتقال الديمقراطي في مصر، أوفدت المؤسسة السيدة أمل صالح مدير مكتب الأمين العام، إلي مصر في مهمة دراسية دامت أسبوعا، أجرت خلاله عدة لقاءات مع مختلف الفاعلين المصريين من منظمات المجتمع المدني، تم عبر هذه اللقاءات إطلاعهم علي البرامج التي تسعي المؤسسة لتنفيذها في مصر، بحسب ما تقتضيه حاجات المجتمع المدني المصري في الوقت الراهن والمرحلة القادمة والتي ستشهد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وما يليها من وضع الدستور من قبل هيئة مختارة من البرلمان المنتخب
خلال هذه اللقاءات المشبوهة بدت مقدمات تؤكد ضرورة تنظيم القوي الشبابية المتحمسة والتي بدأت بعد الثورة مباشرة تشهد انقسامات كبيرة، عن طريق إكسابها الخبرة المؤسساتية اللازمة التي تمكنها من المساهمة بفعالية اكبر في الحراك الديمقراطي، وكذلك البدء بحوارات مجتمعية تركز علي الشباب و النساء والمهمشين، مع التركيز علي التوعية السياسية وضرورة مراقبة الانتخابات بشكل نوعي والتركيز علي العوامل المشكلة لإرادة الناخب المصري. تمت هذه اللقاءات في مكتب سعيد عبد الحافظ ومن بين السطور يتضح لنا ان هدفهم كان شباب الثورة الذي ضحوا بأرواحهم من اجل أن تعيش مصر حرة وبعدها مباشرة اعلن سعيد عبد الحافظ بالمشاركة مع المؤسسة القطرية دورة تدريبية بعنوان التخطيط الإستراتيجي لمنظمات المجتمع المدني شارك فيها 20منظمة مصرية شابة
الجدير بالذكر ان هناك عددا من الصحفيين المصريين تقدموا ببلاغ للنائب العام والمجلس العسكري ضد ما اسموه منظمات التمويل القطري وهي منظمات ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الانسان وشموع لرعاية المعاقين وجمعية النهضة الريفية والمؤسسة الوطنية لدعم الديمقراطية والجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات والجمعية المصرية لمساعدة الاحداث وحقوق الانسان ومركز الحق للديمقراطية وحقوق الانسان و مركز الشرق للديمقراطية وحقوق الانسان وشمس لدراسات الديمقراطية وحقوق الانسان والمجموعة المدنية المصرية والمركز الاقليمي للدراسات الاعلامية والتنموية ومؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان ومؤسسة حقنا ومركز حماية لدعم المدافعين عن حقوق الانسان والمركز الوطني لحقوق الانسان ومركز سيذا نبراوي و مؤسسة قسطاس للسلام وحقوق الانسان ومركز التحرير لحقوق الانسان والمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني ومؤسسة النقيب للتدريب ودعم الديمقراطية وأكد محسن مرزوق الامين العام للمؤسسة القطرية اعتزام المؤسسة العربية للديمقراطية التعاون مع المنظمات الحقوقية المصرية لإعداد وتأهيل وتدريب كوادر المراقبة الوطنية لمتابعة جميع مراحل العملية الانتخابية ،لاسيما في ظل أهمية الانتخابات البرلمانية المقبلة التي سوف تعيد تشكيل خريطة الحياة السياسية في مصر
وأكدت البلاغات أن هناك عددا من الشواهد تدل علي عدم قانونية التمويل تمثلت في أن هذه المنظمات تعمل تحت بند الشركات وليست المنظمات وبالتالي فإنها لا تتقدم إلي وزارة التضامن الاجتماعي لإخطارها بتمويل مشروعات شراكة بينها وبين منظمات دولية ومن بينها شراكة بين إحدي المنظمة ومؤسسة قطرية تعمل في مجال حقوق الإنسان . ومن قنوات الاتصال الأخري التي تدور حولها الشبهات اللقاءات القطرية التي شارك فيها الكاتب الصحفي إبراهيم عيسي وجورج إسحق الناشط السياسي البارز وسعد الدين هجرس الكاتب الصحفي، وتتردد أنباء عن تلقي إبراهيم عيسي تمويلا من دولة قطر تدخل في عمل قناة التحرير التي يقدم فيها عيسي برنامجا خاصا، إضافة لتناثر أنباء عن دخول أموال قطرية في رأسمال جريدة التحرير التي يرأس تحريرها إبراهيم عيسي مقابل العمل لخدمة المصالح والسياسة القطرية في مصر ودعم اتجاه قناة الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق