الجمعة، 17 يناير 2014

القاعدة..مسمار جحا الذي صنعته وصقلته المخابرات الامريكية لاستخدامه مجددا ومرارا وتكرارا في دول الثورات العربية نعلم جميعا ان ما يسمى تنظيم القاعدة كان بالاساس صنيعة المخابرات الامريكية...بداية.. لاستغلال التطرف في تأويل الجهاد واستخدامه كشوكه في ظهر النظام الروسي خلال الحرب على الشيشان..ثم اختراقه والعمل باسمه لتشكيل "العفريت" الجديد تحت مسمى الارهاب الاسلامي واستخدامه بشكل موسع في كل المخططات المستقبلية خاصة بعد الفيلم الكبير "هجمات سبتمبر الأسود"...فدخل مرتزقة السي أي ايه المدربون على قتال الشوارع الى العراق وبعدها تم توريدهم كخلايا في الدول العربية وشمال افريقيا...ثم مؤخرا "تفعيلهم" في دول الثورات...ونرى جميعا ما يتم تحت مسمى القاعدة في دول "الربيع العربي"..في اليمن وتنفيذ العمليات الارهابية..حتى ان الحوثيين بأنفسهم أكدوا هذا..حيث أكد محمد صالح البخيتي مسؤول الاتصال السياسي لجماعة انصار الله " الحوثيين" في تصريح:ان العملية التي تنفذ داخل اليمن ومنها ما يحدث في محافظة الجوف تمت بعلم وتوجيه المخابرات الامريكية والاسرائيلية...وقال البخيتي في تعليقه على بيان القاعدة الذي تبنى فيه العملية :"ان القاعدة هي صناعة امريكية وان هذه الجماعة الارهابية مخترقة من قبل المخابرات الامريكية والاسرائيلية وان يتم توجيههم من قبل أعداء الاسلام للعمل ضد خصومهم السياسيين". واشار ان امريكا توجه عنف هذه الجماعات الارهابية لتحقق أهدافها في المنطقة من خلال إثارة المشاكل والعنف بين السنة والشيعة أو بين افراد المجتمع الواحد ومن ثم توجد لنفسها المبررات للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية والاسلامية. وفي دول الثورات..ولتحقيق المنهج الافغاني.. ظهرت بدايات تلك الفكرة عندما شاهدنا الشيخ راشد الغنوشي في آخر أيام يناير 2011 في مطار قرطاج عائدا من لندن، ظافرا منتصرا، وحوله عدد من الحراس ومجموعة لا بأس بها من الصحفيين وكاميرات وسائل الإعلام المحلية والدولية. وأخذت الفكرة تتأكد على خلفية الأحداث في مصر حتى وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة، وأحداث سيناء، وما يجري إلى الآن في اليمن.. غير أن ما جرى في ليبيا تحديدا وما رأيناه وتابعناه طوال عامي 2011 و2012 ووجود المجاهدين من كل حدب وصوب والتدخلات الإقليمية والدولية والفواتير المالية والسياسية العلنية، كان يؤكد بكل المعايير بداية أفغنة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بدئا لتمزيقه.... وسرعان ما قفزت القوى الإقليمية والدولية على ثورة الشعب السوري وانتقلت قطاعات واسعة من المجاهدين إلى سورية لدعم إخوانهم في الجهاد! ظلت النقاشات جارية بحدة ملموسة، وظهرت انتقادات أقرب إلى السخرية بالنسبة لسيناريو "النسق الأفغاني او خلق اكثر من قندهار جديدة"... فرفضه البعض جملة وتفصيلا وقبله البعض جزئيا، ورأى البعض الآخر أنه ينطبق فقط على سورية. غير أن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين معه في بنغازي، دفعنا للتأكيد مرة أخرى على سيناريو أفغنة المنطقة وليس فقط سورية أو ليبيا أو مصر أو اليمن أو حتى تونس. واعتبرنا مقتل السفير الأمريكي يمثل "مسمار جحا" الذي سيدفع بالأمريكيين عاجلا أو آجلا إلى التماس كل المبررات للسيطرة العسكرية والأمنية والاستخباراتية على المنطقة. وكنا تحدثنا من قبل عن المبررات التي يمكن أن يلجأ إليها الأمريكيون لأفغنة شمال أفريقيا، ومن ضمنها ليس فقط ضرب مصالحهم الحيوية، بل وأيضا قتل الأمريكيين أو تعرض مواطني الولايات المتحدة إلى الخطر في تلك الدول التي وفد إليها المجاهدون ليس إطلاقا بدون علم الولايات المتحدة وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية، وليس أبدا بدون دعم قوى إقليمية ودولية وسفن ومروحيات لنقل العدة والعتاد والمجاهدين!! بعد أقل من عدة أسابيع فقط على مقتل السفير الأمريكي، قال مسؤولون أمريكيون يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 2012 "إن الهجوم الدموي على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية، دفع واشنطن إلى تركيز اهتمامها مجددًا على التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يشتبه بعلاقته بالهجوم". وهذا حسب ما أوردته وكالة أنباء "فرانس برس" على لسان مصادر عسكرية أمريكية ..وصرح مسؤول في الإدارة الأمريكية لنفس الوكالة بأنه "من الواضح أنه يزداد الآن الاهتمام بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ الهجوم". وأوضح أن التحقيق الذي تُجريه الولايات المتحدة في الهجوم، "ينظر في الجماعات المتطرفة في منطقة بنغازي إضافة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". ومؤخرا وبعد ظهور بعض خيوط تلك الجماعة الارهابية المنتسبة للقاعدة..والربط بين منفذيها لتبعية اشخاص من كل من مصر وليبيا وتونس...حتى ان مخططها الرئيسي قد سبق اعتقاله وتجنيده في جوانتانامو..والاعجب هو كم الاسلحة الحديثة التي يتم زبطها معهم...المثير هنا أن الولايات المتحدة ووسائل الإعلام الغربية والعربية المتنفذة استيقظت الآن فقط لتلقي الضوء على تزايد القلق بين صانعي السياسة الأمريكيين في ما يتعلق بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اكتسب مزيدا من النفوذ والقوة منذ أن سيطر على قطاعات واسعة من جمهورية مالي وحصل على الأسلحة من ليبيا بعد "الثورة!" التي أطاحت بمعمر القذافي. فهل كانت الاستخبارات الأمريكية وزميلاتها في دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي لا تعرف فعلا، ولا ترى بالعين المجردة أن العديد من الفصائل المتمردة تسيطر على شمال وشرق مالي ومن بينها فصائل إسلامية مرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا؟! وهل هبطت كل هذه الفصائل من السماء بطائرات ومناطيد خفية، وحملتها سفن غير مرئية عبر البحار والمحيطات والحدود؟!! ومن أين كل هذه الأسلحة والأموال والمعدات وأجهزة الاتصالات الحديثة لدى هذه القوات والفصائل، سواء في مالي أو في دول شمال أفريقيا؟ هكذا "بدأت" الولايات المتحدة "بالتفكير" في استخدام الطائرات بدون طيار في شمال أفريقيا وفي مالي، وهي الطائرات التي تستخدم بالفعل ضد الجماعات الجهادية المسلحة في دول مثل أفغانستان وباكستان واليمن والصومال، وربما في سوريا قريبا.. وقد يكون ذلك أول خطوة، كما أكد مسؤول كبير في الدبلوماسية الأمريكية يوم الاثنين 1 أكتوبر 2012 بأن "الولايات المتحدة على استعداد لدعم تدخل عسكري "جيد الإعداد" تقوم به دول أفريقية في شمال مالي لطرد حركة التمرد الإسلامية المرتبطة بالقاعدة" مع دعم كل دول المنطقة مثل موريتانيا والجزائر... والمسؤول هو جوني كارسون (أعلى مسؤول في قسم شؤون أفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية) والذي قال بالنص: "يجب أن يحدث في وقت ما عمل عسكري ضد المتطرفين المرتبطين بالقاعدة في بلاد شمال افريقيا والمغرب الإسلامي".. فهل مالي فعلا هي المقصودة وسينتهي الأمر، أم ستكون مالي بداية مناسبة جدا ورأس حربة ونقطة ارتكاز؟! وماذا عن "تنظيم القاعدة" في دول شمال أفريقيا ومقتل السفير الأمريكي ورفاقه في بنغازي؟! وماذا يجري بالضبط في سيناء من جهة، وعلى الحدود الغربية بين مصر وليبيا من جهة أخرى في ما يتعلق بتهريب الأسلحة يوميا؟ ان الاسلحة الثقيلة تهرب الى مصريوميا لاغراقها داخليا بالسلاح ولوصوله ايضا كامداد للخلايا الجهادية المزروعة في سيناء..وهي اسلحة حديثة وكأنها تصل لهم دون ثمن..اليس هذا ما تم في قندهار؟؟ واليس هذا هو اعادة سفيهة ومتكررة لنفس السيناريو الصهيو-امريكي وفيلم الارهاب الاسلامي؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق