السبت، 4 يناير 2014

اثاااااااااااااااااااااار مصر المنهوبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

اثاااااااااااااااااااااار مصر المنهوبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بمشاركة رجال كبار فى الحكومة المصرية
فضيحة نهب آثار مصر
الحلقة الأولى
 شباب مصر تكشف سرقة مومياوات تل الربع ومدينة أثرية كاملة بالدقهلية
\حاول العمال التصدى للسرقة فهددهم الأجانب بتلفيق تهم لهم
مكالمة تليفونية كانت بداية الخيط الذى قاد إلى مافيا الآثار
بـ 100 جنية تشترى تاريخ وحضارة مصر القديمة
تمى الأمديد تتحول من عاصمة مصر الفرعونية إلى وكر لعصابات تهريب الآثار فى العالم
العصابات الدولية تستولى على آثارنا باذن من الحكومة المصرية
مسؤل بالآثار يعترف
نعم الحراسة غير كافية ولاسلطان لنا على البعثات الأجنبية
 أتحفنا فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى بعودة بعض القطع الآثرية من أمريكا مؤكدا هو وعدد من المسئوليين بالحكومة المصرية أن هناك مافيا أمريكية كانت قد أستولت على هذه القطع وأنه زف الخبر الرشيد بعودة هذه القطع معززة مكرمه دون أن يتوقف للحظة حول ذه المافيا بل ولم يصرح بأنه سيبحث مع الجهات المختصة فى أمريكا محاولة التحقيق مع هذه المافيا .
ومالم يقله السيد حسنى فى تصريحاته أن هناك مافيا مصرية من داخل الحكومة المصرية نفسها قد تورطوا فى تهريب هذه الآثار وبيعها بالملايين فى وضح النهاء ومالم يقله أيضا أن التجارة فى الآثار أصبحت أكثر ربحية من المخدرات وتجارة السلاح التى احترفها بعض مسئولى الحكومة وبعض المهمين فى مصر ومجرد تمثال صغير الحجم ويمكن إخفائه فى جيب البنطلون يمكن كسب أكثر من عشرة ملايين دولار .. ورغم التصريحات الحنجورية التى يطلقها مسئوليينا فى هذا الصدد إلا أنه لايكاد يمر يوم واحد دون أن نقرأ فيه خبر عن سرقة أوضبط بعض الآثار المصرية .. ولايكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ فيه تصريح لواحد من المختصين عن بذل الجهود المكثفة لإسترداد بعض آثارنا من الخارج .. الغريب أننا وحتى اللحظة الراهنة لم نقرأ تصريح واحد عن سبب وسبل خروج هذه الآثار من مصر .. وإذا حدث وأن قرأنا هذا التصريح فانه يكون مغلف بكلمات تنفى المسئولية عن كاهلهم وعن كاهل اللصوص الحقيقيين لهذه الآثار ..وإذا نشرت بعض الصحف وسائل وطرق سرقة الآثار المصرية فانها تنشر جزء بسيط من الحقيقة ..
أنه منطق جبل الثلج الذى يخفى الماء الجزء الكبير منه .
من هذا المنطلق قررنا محاولة كشف الجزء المخفى من جبل الثلج .. ونزلنا إلى ميدان المعركة الحقيقية والتفتيش عمن يقف خلف نهب وسرقة آثارنا وتاريخنا .. ومن خلال الجولات الميدانية التى قمنا بها إكتشفنا مافيا عالمية لسرقة ونهب آثارنا ..
والمافيا التى كشفنا النطاق والستار عنها تدعمها بعض الجهات المسئولة فى مصر وفى المقدمة منها الأجهزة المسئولة عن حماية الآثار المصرية .. ولمعرفة الحقيقة كاملة تعالوا بنا إلى هذا الملف الذى تنشره شباب مصر
كانت البداية مكالمة تليفونية من بعض أهالينا فى قرية السمارة التابعة لمركز تمى الأمديد بمحافظة الدقهلية تكشف عن عمليات مخططة لنهب بعض الآثار التى تم الكشف عنها حديثا فى تل قرية الربع المجاورة وقرية السمارة أيضا .. ظننت أن العملية لاتعدو عن كونها السطو على بعض قطع الأحجار القديمة والتى ظنها الأهالى آثار تاريخية هامة تعود إلى حقب قديمة .. ومن منطلق غيرتهم على البلد إتصلوا بى .. لكن مع الإلحاح الذى واجهونى به والذى دفعنى إلى عدم إرجاء الأمر إلى وقت آخر شعرت بأن هناك شئ مختلف وأن الأمر أكبر من ذلك بكثير .. وعندما ذهبت إلى الدقهلية .. أكتشفت أن الأمر ليس قاصرا على نهب بعض الآثار المصرية فحسب بل هى عمليات دولية مخطط لها جيدا وتتم منذ سنوات طويلة .. فى وضح النهار وبمساعدة الحكومة المصرية
الحقيقة كانت موجعة فقررت أن أبدأ رحلتى من الدقهلية بحثا عمن يقف وراء مايحدث ..
عندما وصلت إلى هذا المكان لأول وهلة حسبما إتفقت مع صاحب المكالمة التليفونية لم أكن أتصور أبدا أنه هو المكان المقصود بالمرة لسبب بسيط للغاية أنه هادئ جدا وإعتقدت أننى قد أخطأت العنوان وأنه لايمكن أن يكون هذا المكان مسرحا للعديد من الأحداث الخلفية التى تحدث من وراء عين وسمع الأجهزة المسؤلة فى مصر . فكل شئ هنا هادئ . لاينم عما يدور به ..
وعلى الرغم من الهدوء الذى يكتنف المكان إلا أنه يعد بمثابة البوابة الرئيسية التى تمر منها العصابات المنظمة لنهب آثار مصر مستغلة ذلك الهدوء القاتل وإبتعاد المكان عن الرقابة المباشرة لتنطلق منه إلى الهدف الذى تنشده .خاصة وأن الأجهزة الرقابية تهتم فقط بما هو فى المدن الرئيسية خاصة القاهرة .
فى البداية ظننت أننى قدمت إلى المكان الخطأ .. وتأكدت من العنوان من الورقة الموجودة بين يدى . وسألت بعض الأهالى الذين عثرت عليهم بشق الأنفاس حيث تعيش قرية الربع التابعة لمركز تمى الأمديد معزولة تقريبا عن الحياة المدنية تماما لايربطها بأقرب مدينة لها سوى بعض السيارات التى تمرق بين الحين والآخر متوجهة إلى مدينة المنصورة التى تبعد عنها حوالى 30 كيلو متر ولذلك سهل جدا أن تخترق هذا المكان . وسهل أن تدخله . ويسهل أن تحمل ماتريده من آثار كما يروق لك بعيدا عن وجع الدماغ الذى تسببه لك الرقابة والحراسة التى قد تجدها فى أماكن مثل المتحف القومى والمتاحف الشهيرة البارزة بالقاهرة . ومثلما فكرت بهذه الطريقة رغم أننى رجل غير متخصص فى مثل هذه السرقات إلا أن مثل هذه الأفكار لابد وأنها بلاشك خطرت على بال ناهبى الآثار وهم يخططون لسرقاتهم .
بداية السرقات
من هذا المكان الذى اقف فيه الآن تنطلق المافيا العالمية لتحقيق أغراضها فى نهب وتهريب آثار مصر .. ومن مثل هذا المكان على مستوى الجمهورية يتم التخطيط للسرقات . ويتم السطو على تاريخ وحضارة دولة بأكملها .
والمكان هنا عبارة عن قرية فى أعماق الدقهلية .
مثلها فى ذلك مثل عشرات القرى التى تقبع فى أعماق المحافظات النائية . سقطت من الذاكرة الحكومية . لايعرفها ثمة مسؤل إلا فى المناسبات فقط . كانت محطة الوصول فيها على بعد حوالى خمسة كيلو متر وباقى المسافة كانت سيرا على الأقدام حيث يستقرتل الآثار الذى قصدتة .. هذا التل الذى قررت أن تكون البداية منه خاصة مع تكرار عمليات السرقة منه والتى أكدها أهالى القرية . بعيدا عن عيون الجميع .
ولم أكن أتصور للحظة أن بهذا التل كل هذا التاريخ الذى أقف أمامه مشدوها مسمر القدمين . فهذا المكان الذى أقف فوقه الآن كان مسرحا لعشرات الأحداث الكبرى التى سجلها التاريخ ورصدها باعتباره كان عاصمة لمصر وموطن لإقامة الأسرة الحاكمة ذات يوم .
وهذا المكان كان عاصمة لمصر كلها ومقرا للأسرة التاسعة والعشرين التى حكمتها خلال الفترة من ( 398 ق . م ـ إلى 377 ق . م ) . وكان المكان يطلق عليه إسم ( مندس ) أو (منديس) . وقد أسس هذه الأسرة الملك نفريتس على أثر ثورته الشهيرة بمنديس .
والعاصمة المصرية القديمة منديس . لم تكن مساحتها قاصرة على هذا التل فحسب بل كان يتبعها قرية الربع التى سمى التل نسبة لإسمها وكان يتبعها أيضا مدينة تمى الأمديد ( التى سميت بهذا الإسم تحريفا لإسم منديس ) كما يتبعها أيضا كفر الأمير .
لكن فى هذا التل وأسفل قدمى الآن كان يقيم أفراد الأسرة الفرعونية رقم 29 التى حكمت مصر .
نهب علنى
أما هذا القصر الفخم والذى يشق الهواء أمامى والذى يغرق فى رمال التل تأكله عوامل التعرية والمناخ المتقلب دون حماية بيئية أو أمنية بالمرة رغم أهميتة فهو قدس الأقداس فى أحد المعابد الجنائزية الذى أهدته زوجة بطليموس الثالث لإله مصر آنذاك . وكان هذا المعبد من الضخامة بحيث كانت مساحتة تستوعب جزء كبير من المنطقة .. وقد أكد لى الأهالى أن معظم القطع الهامة التى كانت موجودة داخل المعبد تم سرقتها ونهبها بواسطة اللصوص من الأهالى أو من أفراد البعثات الذين يحضرون إلى هنا كل عام .
كما أكد لى بعض الأهالى أن الكثير مهم عثر على قطع ذهبية صغيرة كانت نهبا لهم ولكل من حاول البحث عن بعضا منها دون أن تلقى الجهات المسئولة بالا لما حدث خاصة مع عدم وجود رقابة بالمرة.
وأمام بقايا هذا المعبد الذى يشق صدر الهواء ممددا أمام الشمس فى تحدى كان هناك نهر يشق طريقة رأسا من نهر النيل . لكن وبمرور السنين طمرته الرمال .
وأسفل المعبد تتناثر مئات من القطع الأثرية التى تساقطت منه ولم تجد من يهتم بها . مع ملاحظة أن هذه القطع هى القطع التى بقيت من اللصوص وناهبى الآثار بينما القطع الصغيرة نجح هؤلاء اللصوص فى حملها مع بعض أوراق البردى التى عثروا عليها ذات يوم بعد أن نبشوا فى التل وحفروا بأنفسهم .
أيضا توجد فى نفس التل مدينة أثرية كامله أسفل سطح الأرض . لكنها شبه مطمورة تحت الرماد . ومهملة مثل كل الآثار الموجودة .
والأسرة 29 التى حكمت مصر من هذا المكان سقطت عندما قام إنختنبو أمير سمنود بثورة أطاح فيها بها . وقام بتأسيس الأسرة الـ 30 التى بدأت فى حكم مصر بعدها .
مغامرة
لم أصدق نفسى عندما دخلت المكان دون أن يعترضنى أحد حيث لايوجد ثمة حراسة تذكر . وتصورت أن هذا التل خالى تماما من الآثار وخالى من التاريخ بالمرة. لكننى حاولت أن أعيد قراءة السطور التى كتبتها خلف أحد مفتشى الآثار بالدقهلية عن تاريخ المكان للمرة العاشرة . ثم أدقق النظر فى الآثار التى يعج بها التل .المكان رغم أهميته ورغم وجود مئات القطع الأثرية الهامة سهلة الحمل . إلا أنه لايوجد به ثمة حراسة . ولم يعترضنى ثمة شخص وربما ذلك سهل لى بدء مهمتى فيما بعد عندما خرجت من التل عندما إلتقيت مع أحد الأهالى بالربع . وطلبت منه أن يدلنى على شخص يبيع لى بعض القطع الأثرية الهامه من التل . مؤكدا له أننى أحتاجها لإجراء بعض الدراسات عليها . ولم يكن الأمر يشكل ثمة صعوبة فقد دلنى المواطن على عجوز من أهالى القرية . والذى لم يطلب منى أكثر من مائة جنية فقط لإحضار المطلوب خلال ساعتين من الاتفاق
+ ـ فقلت له : لكن هذا الوقت الذى طلبته لايكفى لإنهاء المهمه ؟
ـ ضحك العجوز وهو يؤكد أن الأمر لن يستغرق أكثر من ( مشوار ) حتى التل لإرسال إبنه الذى لايتجاوز من العمر أكثر من 13 عام وإحضار المعلوم
+ ـ وسألته عن الأخطار التى قد تواجه إبنه ؟
ـ فقال أن الأمر لايشكل صعوبه بالمرة حيث لايوجد سوى إثنين من الحراس الذين يتناوبون حراسة التل . وهم غير متواجدين معظم الوقت وهو أيضا مادفع كثير من الأهالى إلى التنقيب عن الكنوز الموجودة فى التل بأنفسهم . وقد عثر البعض منهم على قطع ذهبية قديمة والبعض الآخر عثر على أباريق فخار . وبعض المعادن المنقوشة بزخارف فرعونية والتى كانوا يبيعونها للبعثات التى تأتى للتنقيب عن الآثار أو لبعض السياح القادمين إلى المنطقة .
وقال الرجل أيضا أن هناك بعض الأجانب الذين يهتمون بشراء قطع الآثار التى يعثر عليها الأهالى ويحضروا فى موعد ثابت من كل عام لشرائها بالاتفاق مع بعض الأهالى الذين تخصصوا فى مثل هذه التجارة ولم يجدوا من يتصدى لهم .
+ ـ وسألت العجوز : ألا تتفق معى أن ذلك يدخل فى إطار سرقة آثار تملكها الدوله ؟
ـ أجابنى ضاحكا :سرقة مين يابيه ؟ وحد الله .. إنها قطع حجرية موجودة فى العراء ولو كان لها قيمة مافرطت فيها الدوله بهذا الشكل ؟ ثم أن هؤلاء الأجانب الذين يشترونها يحتاجونها فى الدراسة مثل حضرتك تماما .
واستأذنت العجوز مؤكدا له حضورى بعد ساعتين لإستلام البضاعة المتفق عليها وكلى حسرة على تاريخنا القديم الذى يمكن بيعه بجنيهات قليله . وسألت عن حراس التل لمعرفة بعض المعلومات عن البعثات التى تحضر إلى المكان . وبعد إنتظاري لمدة ساعتين تجولت خلالها مرة أخرى فى التل واجهنى خلالها إبن العجوز وهو يحمل بعض القطع الرفيعة من الآثار وسألنى بثقة :
ـ إيه رأيك فى البضاعة دى يابيه ؟
وهربت منه مدعيا إرتباكى .. وحضر أخيرا الخفير الذى إلتقيت به فى غرفته الموجودة خارج التل
مواجهة من الخلف
محمد عوض واحد من حراس تل الربع ( وهذا ليس إسمه بالمناسبه . ولكنه إسم مستعار للرجل حفاظاً عليه من أى ضرر يقع عليه بعد ذلك . ونؤكد لكل من يهمه الأمر أن لدينا إسمه بالكامل . وصورته أيضا )
ومحمد عوض والمعين من قبل المجلس الأعلى للآثار . فلاح طيب . حدود معرفته من العالم لاتتجاوز أطراف هذا التل . بإمكانك خداعه بأى وسيله ومعرفه أدق الأسرار لتهريب الأثار بسهوله . وقد تحدث معى وأجاب عن أسئلتى بتلقائية غريبة لمجرد أننى قلت له أننى صحفى وأننى من طرف الدكتور جاب الله على جاب الله أمين عام المجلس الأعلى للأثار . بل وأطلعنى على أبواب خلفية عديدة لسرقة الآثار وكشف لى عن مئات أخرى من القطع الأثرية الملقاة فى العراء بالقرب من الطريق العام غير التى رأيتها فى قلب التل . وهو نموذج يشكل باب بإمكان اللصوص القفز منه للسطو على الآثار ولذلك فإننا نطلب حمايته من أى عقوبة والتأكد من عدم معاقبته إداريا نظرا لإفصاحه عن أسرار العمل والأسرار الأخرى الخطيرة التى نضعها أمام كل من يهمهم الأمر .
+ ـ سألت محمد : بحثت عنك أنت ورفيقك فلم أجدكما .. ألا تخشى سرقة بعض الآثار الموجودة فى التل والتى تعتبر أنت مسئول عنها ؟
ـ أجابنى الحارس : يابيه الدار أمان ولايوجد أحد يستطيع الاقتراب من هنا .. ثم أن الأهالى هنا تعرفنا ونعرفهم ولايمكنهم سرقة أى شىء !!!
+ ـ بعض الأهالى أخبرونى بقدوم بعض البعثات الأثرية للتنقيب عن الآثار كل عام ؟
ـ فعلا هناك بعثات أثرية تحضر هنا فى شهر يونيو من كل عام وتستغرق من شهرين إلى أربعة شهور . حسب ظروف عملها ثم تتوجه إلى أماكن أخرى فى مصر فى وجه بحرى والصعيد للتنقيب عن الآثار .
+ ـ هل حضروا هذا العام ؟
ـ نعم . انهم هنا كل عام
و.. أخبرنى محمد أن هناك مفتش يكون موجود معهم مندوبا من قبل المجلس الأعلى للآثار لرصد وتسجيل الآثار التى يعثروا عليها . وكل أعضاء البعثة أجانب ولايوجد مصريين فنيين معهم
ـ يظهر يابيه والله أعلم أنهم بيكرهوا المصريين
هكذا فسر محمد الأمر لكنه عاد يقول:
ـ لكن إذا كانوا بيكرهوا المصريين بصحيح . فلماذا يحضروا معهم عمال من أعماق الصعيد للحفر والتنقيب ؟ بل ويصرون عليهم ويرافقونهم فى كل مكان .. يمكن علشان إحنا طلبنا منهم رفع أجرتنا من تسعة جنيه إلى 15 جنيه ؟ .. مع أننا عرفنا أن هؤلاء العمال الموجودين معهم يتقاضون 30 جنيه يوميا .. ثم إننا وافقنا على التسعة جنيه . وقلنا نشتغل معاهم وإحنا أولى من الغريب .. لكن فوجئنا برئيس بعثة التنقيب التى تحضر كل عام يتهمنا بسرقة جهاز ثمنه 400 دولار ولم يسكت إلا عندما وعدناه بأننا لن نعمل معه مرة أخرى .. يظهر والله أعلم يابيه العمال اللى معاه لهم واسطة كبيرة؟!!!
بهذه الطريقة عبر محمد عوض عما يحدث حوله .. لم يخطر بباله أن السيد رئيس بعثة الآثار يقوم بسرقة الآثار عينى عينك وفى وضح النهار وهو لايريد أن يفشى سره بين عوض وأمثاله . ومعه بعض العمال من الصعيد الذين يتكتمون على سرقاته . وعندما أصر عوض وإخوانه على العمل معه قرر تلفيق التهمة المذكورة لهم ولم يتراجع عنها إلا عندما ضمن بأنهم لن يعملون معه مرة أخرى .. لم يخطر ذلك بباله قط . ولم يكن يعرف أن هناك فى الخفاء حواديت أخرى .
مومياوات للسرقة
+ ـ وسألت محمد عوض : هل عثر رئيس البعثة المذكور على شىء جديد من الآثار هذا العام ؟
+ ـ نعم عثر على حوالى ثلاثة توابيت كاملة . ومدينة أثرية أسفل سطح الأرض . لكنه قال لنا إنه وجد التوابيت فارغة ولايوجد بها أى مومياوات . وقال للجميع أنه لم يجد شىء فى المدينه التى عثر عليها مع أننى رأيته بنفسى وقد عثر على بعض المومياوات التى حاول إخفائها عن عيون المسؤليين بآثار الدقهلية وقد هددنى إن حاولت الكشف عن أمره وأمر هذه المومياوات بحجة أن اللصوص لو عرفوا بأمرها سوف ينبشون هذه المقابر ويتم سرقتها . وهكون أنا مسؤل عنها وفى هذه الحالة سوف يتم محاكمتى وأروح فى داهية . ولذلك وحرصا منى على الآثار وخوفا من تعرض التل للسرقة لم أقم بافشاء سر هذه المومياوات التى حصل عليها .
وأخذنى محمد إلى التوابيت . كانت ضخمة جدا . وكأنه تم إنشائها وإعدادها بالأمس فقط . وتنام فى قلب التل والتراب والإهمال كما تركها رئيس البعثة أما المدينه التى تم العثور عليها أسفل سطح الأرض وتم العثور بداخلها على المومياوات فجدرانها واضحه . ومساحتها كبيرة .
+ ـ قلت لعوض : ألم تقل لى أنه كان مع رئيس البعثة مندوب من قبل الآثار ؟
ـ فعلا كان هناك مفتش مراقب لهم
+ ـ هل إعترض على تصرفات رئيس البعثة بخصوص الآثار التى عثر عليها وقام بالسطو عليها ؟
ـ لقد كان رئيس البعثة يأخذ بعض الآثار التى تعجبة ويقول لنا أنه سيقوم بتحليلها وعمل دراسات عليها . مؤكدا أن هناك إتفاقية تتيح له ذلك وسوف يقوم برد هذه الآثار مرة أخرى للآثار بالقاهرة . وكان دائم التهديد لنا بأنه سوف يحولنا للتحقيق إذا تحدث أى منا عن هذه الآثار حتى لاتتعرض للصوص .
+ ـ لكن رئيس البعثة رغم فظاظته معكم إلا أنه كان على علاقه وصداقه مع مفتش الآثار المنتدب من قبل الآثار لرقابة بعثته أليس كذلك ؟
ـ فعلا ياسعادة البيه .. لكن مين قال لك ؟
+ ـ بعض الأهالى
ـ الكلام ده فعلا صحيح .. ووصلت العلاقة بين الطرفين إلى درجة أنه وعندما كان المفتش يعلق على أى شىء تفعله البعثة كان رئيس البعثة يصده مباشرة . بل ويؤكد له أنه سيبلغ الرئيس مبارك لو تجرأ واعترض المفتش على أى شىء يفعلوه . لكننى رغم تشدده مع المفتش كنت أراة يضحك ويعبث مع المفتش فى المكتب بعد حوالى ساعة من المعركة التى تشتعل أمامنا .
وتجولت مع عوض بين الآثار الموجودة فى التل . وكشف عن مئات من القطع الأثرية الخاصة بعشرات المعابد التى كانت مقامة فى المكان .
تصرف غير طبيعى
+ ـ وسألته عوض مره أخرى : ألم تشاهد تصرف غير طبيعى فى البعثات السنوية التى تقوم بالتنقيب عن الآثار ؟
ـ نعم شاهدت .. عندك مثلا تكتم رئيس إحدى البعثات على وجود أى آثار ناتجه عن التنقيب إلى درجة إنكار إكتشاف مدينه أثرية كامله أسفل سطح الأرض . ثم أمر العمال الموجودين معه بحفر منطقة واسعه فى التل وشيدوا بناءا على تعليماته جدران وغرف متهالكه . ثم وضع فوقها بعض التراب ليخفى معالم الجدران وزعم أنها مدينه أثريه إكتشفها حديثا . بل وصلت به البجاحه إلى درجة دعوة بعض قنوات التلفزيون الدوليه لتصوير هذه الآثار الوهميه باعتبارها إكتشاف مهم جدا. ولم يحاول أى مسئول البحث أو التدقيق فيما قاله .. ولا أدرى سبب ذلك !!
+ ـ ألم تلاحظ أى تصرفات أخرى ؟
ـ بل تصرفات كثيرة أخرى . أذكر منها أننا كنا نعلم من مسئولى الآثار أن ميزانية بعض البعثات تتجاوز المليونى جنيه . ورغم ذلك كان رئيس البعثة يسجل كثير من النفقات التى ينسبها إلى أعمال حفر وهى أعمال لم تحدث من الأساس ونفقات وهميه كثيرة من هذا القبيل
إلى هنا إنتهى كلامى مع محمد عوض . وكل المعلومات التى أدلى بها لاتحتاج منا إلى ثمة تعليق .
وإذا كان هناك تل واحد فى الربع غارقا فى الإهمال وبعيدا عن الرقابه المباشرة وتحول إلى مرتع لكل من هب ودب . فهناك عشرات الأماكن الأخرى المماثله له فى أماكن متفرقة من الدقهليه ودمياط تضارعه فى القيمه والآثار الموجودة به . وحالتها جميعا لاتختلف عن حالة تل الربع .
إعتراف رسمى
نجيب محمد نجيب مدير عام آثار الدقهلية ودمياط إعترف لى بأن هناك فعلا عشرات المناطق الأثرية الهامة فى المحافظتين ( على سبيل المثال وليس الحصر ) وتحديدا 35 منطقة وكلها غنية بالآثار . مثل تل البلامون ومنطقة منية النصر ومنشأة عزت وتل السمارة وتل الضبعة وكلها جميعا مناطق أثرية نائية تم الكشف عن آثار جديدة بها . وترتادها البعثات التى تنقب عن الآثار. ولايمكن لأى من المسئوليين بالآثار التشكيك فى ذمة هؤلاء الأجانب الأثريين خاصة وأنهم مرسلين من قبل القيادات العليا بالقاهرة وهما من المؤكد ( عاملين حسابهم على الآخر )
وواصل نجيب كلامه حول الآثار التى تم إكتشافها بوسط الدلتا والتى تؤكد أن الحركة على قدما وساق بالمنطقة وأن الوضع معمول حسابه تمام مؤكدا أنه تم مؤخرا اكتشاف مناطق أثرية حديثة ترجع إلى عصر الأسرة الأولى عام 3200 ق .م مثل منطقة منشأة عزت وتل السمارة . كما تم العثور على 150 مقبرة من عصر الأسرة الأولى . وفى تل الضبعة تم العثور على 150 مقبرة من عصر الأسرات
+ ـ وسألته : أين توضع الآثار التى يتم إكتشافها ؟
ـ القطع الأثرية الرفيعه يتم وضعها فى مخازن فى قلب المناطق الأثرية . بينما يتم وضع القطع الكبيرة أمام هذه المخازن
+ ـ وماهو وضع الحراسه المفروضه عليها ؟
ـ حراسه مشددة !
+ ـ هل تعتقد أنها كافيه ؟
ـ بلا شك
+ ـ لكننى ذهبت إلى تل الربع والذى يعد أكثر مناطق الآثار شهرة وأهمية ولم يصادفنى أى من الحراس الموجودين هناك إلا بعد بحثى عنهم وبعد أن تجولت وتنقلت فى ربوع التل وكان من الممكن أن أحمل كل ما أريده من قطع أثريه ؟ بل وإتفقت مع بعض تجار الآثار على شراء بعض هذه الآثار .
ـ ( ضاحكا ) مستحيل يحدث ذلك لأن الحارسان يشددان الرقابه على الآثار !
+ ـ لكن الأهالى يعبثون بكل شىء هناك . ؟
+ ـ ( تراجع مدير عام الآثار عن تشدده وقال ) دعنى أصدقك القول وأعترف بأن الحراسه بها قصور لكن هذا لايؤدى إلى السرقة كما تظن .
+ ـ وهل لديك مبرر كافى للتدليل على ماتقول ؟
ـ نعم .. فمعظم الآثار الموجودة فى وسط الدلتا أسفل سطح الأرض . وأى لص يحاول السطو عليها لابد أن يقوم بالتنقيب عنها . وهذا التنقيب يستغرق وقت كبير . ومن ثم لابد أن يكتشف أمره
+ ـ لكنكم أوكلتم مهمة التنقيب عن الآثار بهذا التل للأهالى بالفعل كما أكد لى أحد المسئوليين هناك ؟
ـ كيف ؟
+ ـ تم التنقيب عن الآثار بواسطة بعض الجهات المدنية فى مساحة حوالى مائة فدان من تل الربع لإقامة مدرسة زراعية عليها منذ فترة ولم تكن هذه العملية تحت إشراف الآثار إلا بالإسم فقط وهو جعل الأهالى واللصوص ينهبون ماشاء لهم من الآثار ؟
ـ هذا ليس صحيح .. ونحن فى كل الأحوال لانسمح بمثل هذه العمليات وإذا حدث ذلك تكون تحت رعايتنا ومسئوليتنا وحراسة بعض الخفراء .
+ ـ لكن الحراسة بكل المقاييس ليست مشددة ؟ فلماذا لايتم الإهتمام بها بشكل أفضل ؟ ولماذا لاتكون نفس الحراسة مشددة مع البعثات الأثرية ؟
ـ هناك عوامل عديدة تحول دون تحقيق هذه الرغبه أهمها الميزانية . والإمكانيات .
مجازفة
+ ـ عدت أقول لمحمد نجيب ماذا عن الآثار الأخرى ؟ المومياوات والبرديات التى يسهل إخفائها بين طيات الملابس؟ والتى إختفت من آثار وسط الدلتا ؟
ـ من المستحيل حدوث ذلك .. فمن الذى يجازف من المواطنين بسرقة هذه الآثار ؟
+ ـ ليسوا مصريين وإن كان المصريين هم الذين يساعدونهم .. بل أجانب
ـ إضرب لى مثال على ذلك
+ ـ أفراد بعثات التنقيب الذين يقوموا بتهريب 75 % من آثار مصر
ـ الحقيقة أنا شخصيا وبصراحة لا أحب ( شغل ) الأجانب أفراد البعثات . لكننى وبحكم عملى مضطر إلى ذلك . وهذه البعثات الأجنبيه تقوم حاليا بالتنقيب عن الآثار فى تل غزاله والبلامون وتل الربع . ونحن لاسلطان لنا عليها لأنها تأتى من القاهرة رأسا لمهمه محددة . ومعها ميزانية وتنتهى مهمتها فور إنتهاء الميزانية . لكننا رغم ذلك نضع معهم مفتش بحيث يسجل كل مايكتشفونه من آثار
+ ـ ألا تظن أن مفتش واحد غير كافى مع بعثات أجنبيه قدمت للتنقيب عن آثارنا وفى عقلها خطة محددة وهدف مرسوم فى الخارج بدقة ؟
ـ والله أنا غير متفق معك .. وتخوفاتك التى وصلتنى غير صادقة
ماواجهتة فى الدقهلية كان مجرد نموذج لما يحدث فى كافة المناطق الأثرية التى يتم التنقيب فيها عن الآثار الجديدة . وفيها تحدث السرقات المقننة والتى تتم بعيدا عن عين الرقابة المباشرة وبعيدا عن مكاتب المسؤليين المكيفة بالقاهرة . ويحرص اللصوص على أن تكون بدايتهم دوما من قلب المحافظات نظرا لضعف مستوى الرقابة وقد حرصت على تأكيد وشرح مايحدث فى الدقهلية باعتبارة نموذج واحد لما يتكرر على مستوى مصر بأثرها .
وقبل أن يتحفنا السادة المسؤليين بالأجهزة الرسمية للدولة المختصين بتصريحاتهم المعروفة سلفا والتى جميعها تؤكد أن كل شئ عال العال والأمن مستتب رغم أنف الأعادى . والمتقولين والحساد نستأذنهم فى عرض بقية الملف الموجود لدينا والمتخم بالمعلومات الكثيرة والذى يؤكد صدق ماحصلنا عليه من معلومات والتى تؤكد أن هناك مافيا دولية لسرقة الآثار المصرية .. هذه المافيا يعرف حقيقتها العالم بأثرة وينشر عنها ويحذر منها بينما نحن فى مصر لانسمع عنها ونحاول إخفاء حقيقتها عن المواطنين عملا بمنطق النعامة التى تخفى رأسها فى الرمال فى محالة لتلاشى الخطر المحيط بها .. ويقود هذ المافيا أعضاء البعثات الدولية والذين يقفون خلف غالبية هذه السرقات الخاصة بالآثار المصرية كما أن هناك قصور حقيقى فى حماية الآثار المصرية بالداخل مما سهل لهم مهمة عملهم تماما وساعد على سرقتها .
فضيحة نهب آثار مصر
الحلقة الثانية
مصدر أمنى دولى يؤكد : مصر تتعرض لعمليات سطو واسعة على الآثار
إسرائيل تستغل التسهيلات الممنوحة لسياحها وتستولى على 2185 قطعة أثرية فرعونية نادرة
كبير مفتشى آثار سقارة كشف فضائح الآثار المصرية وسرقتها بالخارج فاتهمه المسؤليين بالجنون
العصابات الدولية تعترف بسرقة ونهب الآثار المصرية
آلاف من القطع الأثرية الهامة معروضة للبيع فى شوارع أوروبا وحكومتنا تحتفل بعودة قطع تافهة
العصابات الدولية تعترف بسرقة 250 ألف أثر هام من مصر خلال فترة وجيزة
لايكاد يمر يوم واحد دون أن نقرأ فيه خبر عن سرقة أوضبط بعض الآثار المصرية .. ولايكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ فيه تصريح لواحد من المختصين عن بذل الجهود المكثفة لإسترداد بعض آثارنا من الخارج .. الغريب أننا وحتى اللحظة الراهنة لم نقرأ تصريح واحد عن سبب وسبل خروج هذه الآثار من مصر .. وإذا حدث وأن قرأنا هذا التصريح فانه يكون مغلف بكلمات تنفى المسئولية عن كاهلهم وعن كاهل اللصوص الحقيقيين لهذه الآثار ..
وإذا نشرت بعض الصحف وسائل وطرق سرقة الآثار المصرية فانها تنشر جزء بسيط من الحقيقة..
أنه منطق جبل الثلج الذى يخفى الماء الجزء الكبير منه .
من هذا المنطلق قررنا محاولة كشف الجزء المخفى من جبل الثلج .. ونزلنا إلى ميدان المعركة الحقيقية والتفتيش عمن يقف خلف نهب وسرقة آثارنا وتاريخنا .. ومن خلال الجولات الميدانية التى قمنا بها إكتشفنا مافيا عالمية لسرقة ونهب آثارنا ..
والمافيا التى كشفنا النطاق والستار عنها تدعمها بعض الجهات المسئولة فى مصر وفى المقدمة منها الأجهزة المسئولة عن حماية الآثار المصرية .. ولمعرفة الحقيقة كاملة تعالوا بنا إلى هذا الملف الذى ننشره على ثلاثة حلقات كاملة "
فى الحلقة الماضية كشفنا عن المافيا الدولية التى تقوم بنهب آثار مصر والتى تستولى على تاريخ البلد بشكل منظم ومنذ سنوات طويلة جدا فى وضح النهار بمساعدة الحكومة المصرية نفسها .. وتلك هى المأساة الحقيقة والفضيحة التى عثرنا عليها أثناء التفتيش فى ملفات الآثار . كما كشفنا أيضا عن قيام رؤساء البعثات التى تقوم بالتنقيب عن الآثار المصرية بسرقة ماتم العثور عليه من آثار وكان أغرب نموذج لذلك سرقة ثلاثة مومياوات من تل الربع الذى يعود تاريخة للأسرة 29 التى حكمت مصر . بالإضافة إلى الكثير من الآثار الأخرى التى تعود لحقب قديمة .
الغريب فى الأمر ورغم ماحصلنا عليه من وقائع وأحداث وقرائن تؤكد صدق ماوصلنا له إلا أن المسئوليين بالآثار أكدوا أن الأمر محض خيال لاأساس له من الصحة وهو مادفعنا إلى البحث والتنقيب عن أدلة جديدة تؤكد صدق ماتوصلنا إليه من معلومات فى الحلقة الماضية . أما القرائن هذه المرة فهى ليست من مصر بل من العديد من دول العالم .. ومن خلال هذه القرائن يعترف اللصوص نفسهم بارتكاب جريمة السطو على تاريخنا وآثارنا المصرية فى وضح النهار . حيث كشفت مجلة دير شبيجل الألمانية والشهيرة عن أسماء مجموعة من المتورطين فى عمليات سرقة ونهب الآثار المصرية القديمة وتهريبها إلى ألمانيا فى مقدمتهم عالم المصريات الشهير ديتريتش فيلدونج الذى يشغل منصب مدير المتحف المصرى فى برلين بالإضافة لزوجتة التى تعمل كمديرة للمتحف المصرى فى ميونخ . بالإضافة إلى بعض العلماء المختصين الذين يقومون بعمليات إستكشاف أثرية فى مصر .
فضائح عالمية
والمجلة الألمانية أكدت أن علماء ألمانيا المهتمين يدركون هذه السرقات وعلى علم بها جميعا لكنهم لم يتحركوا بالمرة لحماية الآثار المصرية التى يعتبروا أمناء عليها من خلال عملهم .
ووجهت المجلة تساؤلات مباشرة وصريحة إلى علماء المصريات فى العالم بصفة عامة وفى ألمانيا بصفة خاصة عن سبب صمتهم وعدم مواجهة هذه الفضائح والتى تسئ إلى صورة ألمانيا وماتبذله بعثاتها وعلماؤها فى التنقيب عن الآثار وعمليات ترميمها فى مصر ؟.
وأكدت المجلة فى مقال لها أن جميع الآثار المسروقة من مصر موجودة فى مخازن المتحف المصرى بميونخ وقالت أن معظم علماء المصريات فى ألمانيا على علم بجميع تفاصيل هذه السرقات .تلك هى إعترافات مجلة ألمانية كشفت جزء من الحقيقة التى لايريد أن يعترف بها مسؤلينا بالمرة مؤكدين أن كل شئ عال العال وكله تمام . والنتيجة المخزية هى إمتلاء متاحف العالم بآثارنا المصرية دون أن يتحرك أحد ساكنا وإذا حدث وأن تحرك ثمة مسؤل فانه يتحرك بضجة إعلامية كبرى إحتفاءا بعودة بعض التماثيل ( الهايفة ) محاولا إقناع العالم من حولة أن هذا كل مافى الأمر . وأن هناك بعض القطع البسيطة التى سوف يجرى التفاوض حولها لإعادتها لمصر قريبا . بينما الواقع يؤكد عكس ذلك تماما وأن جبل الثلج لازال يخفى الكثير أسفل الماء .
وحتى لانضرب أخماس فى أسداس تعالوا بنا نفتح الملف من ناحية أخرى .
فضائح بالجملة
الملف الموجود الآن بين أيدينا يحتوى على أوراق موجودة داخل المكاتب المكيفة بالمجلس الأعلى للآثار . وأوراق أخرى لدى المحامى العام لنيابات الجيزة . والبقية الباقية منه مع بطل قضيتنا الذى جازف وكشف الستار عن قضية خطيرة .
الأوراق جميعها تكمل بعضها البعض وتنسج حقيقة الملف الذى يجب أن نقرأه من نهايته
مجرد قرار .. مثل أى قرار إداري يصدر فى أى مصلحة حكومية يتضمن استبعاد نور عبد الصمد كبير مفتشى آثار سقارة من موقعة . ووقفه عن العمل فورا لحين البحث له عن مكان آخر . أما سبب القرار وحيثياته فقد أرجعها الدكتور زاهى حواس مدير منطقة آثار الجيزة . إلى التقارير الأمنية التى أكدت بدورها إلى وجود شبهات حول المذكور . أما باقى التفاصيل ونوع هذه الشبهات فلم يذكرها أحد . ولم يحاول أحد . وليس من حق أحد أن يسأل بمن فيهم صاحب الشأن .
وقبل أن يصدر القرار المذكور كانت أوراق من الملف الذى نحن بصدده فى طريقها إلى مكاتب كل المسئولين عن آثار مصر . وكل من يهمهم مصلحة مصر من بينها مكتب وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للآثار . والمحامى العام لنيابات الجيزة . متضمنه وقائع عمليات تهريب وسرقات آثار من مصر وظهورها فى بعض الدول الأجنبية .
بداية الملف
وكانت البداية عندما تم إرسال نور الدين عبد الصمد كبير مفتشى آثار سقارة لبعثة علمية أثرية من خلال المجلس الأعلى للآثار بناءا على كفاءته وتقاريرة الممتازة ( لاحظوا معنا ودققوا فى سبب اختياره للبعثة ) . وسافر خلالها إلى فرنسا وزيورخ وهولندا والعديد من الدول الأوروبية . وفى بعض عواصم هذه الدول رأى آلاف القطع الأثرية المسجلة بسجلات المجلس الأعلى للآثار معروضة للبيع وبحكم عمله بمنطقة سقارة الأثرية . تعرف على الكثير من هذه القطع بل وقام بتسجيل بعضها فى السجلات كعضو لجنة منذ عدة سنوات . وهذه الآثار المعروضة للبيع لايوجد مثيل لها فى أنحاء العالم وهى عبارة عن تماثيل وقطع حلى مختلفة الأشكال والأحجام . ولاتقدر بثمن . وهى معروضة فى صالات البيع الخاصة والمتاحف التى يمتلكها أفراد .
عقب عودة نور الدين من البعثة تقدم فورا ببلاغ إلى فاروق حسنى وزير الثقافة والذى أمر محامى بالمجلس الأعلى للآثار بالتحقيق فى البلاغ . ومرت عدة شهور ولم تعلن نتائج التحقيقات . ولم يتم إخطارة بأى نتيجة كأنه ليس من حقه معرفة النتيجة أو أن الأمر ليس بهذه الأهمية التى يشغل السادة المسؤلين بها أنفسهم .
وهو نفس الأمر الذى حدث فى البلاغ الذى تقدم نور الدين به إلى الدكتور جاب الله على جاب الله أمين عام المجلس الأعلى للآثار .
بلاغ للمحامى العام
عندما فقد نور الدين الأمل فى الوصول لأى نتيجة من هذه البلاغات . تقدم بحكم موقعه كمفتش للآثار له سلطة الضبطية القضائية بحكم القانون ببلاغ للمحامى العام لنيابات الجيزة . والذى أكد فيه صدق أقواله وأشار إلى أن الصحف الأجنبية نشرت خبر الآثار المسروقة والتى رآها أثناء سفره خلال البعثة . وذكر أن هناك بعض القطع التى تم عرضها على المتحف البريطانى والذى رفض شرائها لعدم علمه بكيفية خروجها من مصر .
بقية الملف الذى نحاول قراءة بعضه الآن تتناثر بقية أوراقة بين مكاتب المسئولين فى الآثار . والتى كشف فيها نور عبد الصمد بقية القضية وأبعادها حيث أكد أن هناك 60 مخزن للآثار بسقارة تتعرض للسرقة باستمرار لعدم توفر أدنى قواعد التأمين المخزنى للمخازن الأثرية . التى تضم مئات الآلاف من القطع التى خرجت من حفائر بعثات التنقيب المصرية والأجنبية على مدار السنوات الماضية . ومن بين المخازن التى تعرضت للسرقة المخازن أرقام 6 و 7 و 8 .
ويؤكد أن منطقة سقارة تحتوى على نصف مخازن مصر الأثرية وهذه المخازن معظمها ذات أسقف خشبيه وجدران متهالكه منهارة ومبنيه منذ أكثر من 100 عام وفيها مئات الآلاف من القطع الأثرية الفريدة التى يمكن إنشاء 30 متحفا تماثل المتحف المصرى بها .سرقة علنية
وقائع أخرى ذكرها نور الدين عبد الصمد يشير خلالها إلى أنه قامت لجنه أثريه برفقة الدكتور جاب الله على جاب الله أمين المجلس الأعلى للآثار السابق بفتح أحد مخازن آثار سقارة لعمل دراسات علميه على القطع الأثرية . وعندما تم فتح المخزن اكتشفت اللجنه سرقة جميع الآثار المسجله داخله . وهذا المخزن يتم فيه الاحتفاظ بالآثار الناتجه عن حفائر بعثة جامعة القاهرة وهو موجود أساسا جنوب هرم زوسر المدرج . وتم غلق المخزن دون اتخاذ الإجراءات اللازمه ومنها إبلاغ الانتربول الدولى . وسفارات مصر فى الخارج ومباحث الآثار . وقدرت القطع الأثرية المسروقة بحوالى 500 قطعة فريدة من نوعها .
ويؤكد كبير مفتشى آثار سقارة أنه قد جرت محاولات تسليم المخزن المسروق دون جرده خاليا من الآثار لثلاثة من الأثريين الجدد . لكنهم رفضوا الاستلام إلا بعد وجود الآثار المسجله فى السجلات . وبناءا على رفضهم تم إغلاق المخزن حتى الآن وانتهى الأمر . وتم نقل الأثريين الثلاثة .
إجراءات روتينية
** الدكتور جاب الله على جاب الله لم يكلف خاطره بتفنيد كل ماجاء فى الملفات السابقة وماحدث من سرقات وتهريب لآثارنا إلى عواصم الدول الأوروبية . ولم يحاول تفسير كيفية وصول هذه الآثار إلى أوروبا . فهو يدرك أننا فى مصر لانهتم إلا بالإجراءات الروتينية وإستكمالها على الورق وطالما أن دفاترنا سليمة فلايهم أى شئ بعدها . ولاتهم أى آثار طالما أن الموقف قانونى وسليم ورقيا . ولذلك فقد كان حريصا على أن يستكمل عمله على الورق فقط حيث علق على كل ماورد فى ملف نور عبدالصمد وعلى كافة الوقائع التى ذكرها بكلمة واحدة فقط هى :
" كل ماجاء فى بلاغات نور الدين عبد الصمد غير صحيحة .. وهى شكاوى كيديه " ..
إنتهى تعليق الرجل
أما عن حيثيات حكم سيادته فى المف ؟ ولماذا هذه الحقائق غير صحيحة ؟ ورأية فيما نشرته الصحف الأجنبية حول ماذكره عبد الصمد والذى إستشهد به فى أقوالة ؟ لايهم .. المهم أن موقف الرجل على الورق سليم .
حاولنا أن نستوضحه المزيد من المعلومات . حاصرتنا جحافل السكرتاريه وطواقم الأمن .. ثم طواقم أمن الأمن .. وساعات متواصله من الإنتظار فى غرفة الإنتظار الأنيقه الموجودة بجوار مكتب السكرتيرة الخاصة والتى توسلنا إليها وناشدناها إبلاغ الدكتور جاب الله أن الأمر مهم ويتعلق بآثار البلد وتاريخ مصر وسمعتها وآثار تم تهريبها .. وعادت الينا بعد ساعة أخرى من الإنتظار مؤكدة أن الدكتور يعتذر عن مقابلتنا . وأنه لابد من العودة فى وقت آخر . لتحديد موعد مع سيادته . والموعد لن يكون قبل أسبوع من تاريخه ..
وسألتها : هل أخبرتى سيادته أننا نريد مقابلته لعرض معلومات مهمه حول سرقة الآثار عليه ؟
أجابتنى فى ثقه : وقلت له أن هناك مستندات وصور حول نفس القضيه .. ورغم ذلك إعتذر
وقلت لها قبل أن أعود من حيث أتيت : يبدو أن الأمر لايمثل أهميه لسيادته .
فأكدت لنا أن سيادته مشغول فى إجتماعات مهمة جدا وأوراق يجب أن ينتهى منها
طريقة إسرائيلية
** أما الدكتور زاهى حواس والذى كان يشغل منصب مدير منطقة آثار الجيزة فقد إستخدم الطريقة الإسرائيلية فى مثل هذه الأمور . وعلق على قضية نور الدين كلها بقوله أن هذا المفتش ذو تفكير غير مضبوط . وتصرفاته غير متزنه (ياسلام ! ) وأنه يريد إثارة ضجه حوله . وسبق نقله من تفتيش الهرم إلى تفتيش سقارة . وصدر قرار بنقله من تفتيش سقارة لوجود شبهات تحوم حوله حسب التقارير الأمنيه ( لاحظوا معنا مرة أخرى كلمة التقارير الأمنية التى أصبح معظم مسئولينا فى مصر يلقون التبعة عليها فى أى مسئولية ) . ولم ندرى حتى اللحظة الراهنة مادخل التقارير الأمنية فى حماية آثار البلد ؟ ومادخل هذه التقارير فى عمل نور عبدالصمد وأمثاله ؟
ولم ينس حواس أن يؤكد فى النهاية أنه لم تحدث سرقة بالمرة . وهو نفس التأكيد الذى أطلقه جاب الله على جاب الله .
مضبوطات بالجملة
والآن يحق لنا أن نسأل : هل لازال المسؤليين متمسكين برأيهم إياه من أن كل شئ عال العال والأمن مستتب فى البلدة ؟
أعتقد أن الإجابة لابد أن تكون بالنفى .. خاصة بعد أن حصرنا مضبوطات الآثار خلال فترة وجيزة فقط مع ملاحظة أن مارصدناه مجرد المضبوطات فقط أما عن الآثار التى لم يتم ضبطها فهى فى عالم الغيب ومطلوب من السادة المسؤليين إطلاعنا بها .
عشرة قطع أثرية نادرة وكمية من الآثار والعملات الأثريه تم ضبطها بالمنيا مع مزارع وموظفين
كمية كبيرة من التماثيل الأثرية النادرة وكمية كبيرة من العملات الأثرية والخرز الأثرى وبعض قطع الجعران الذهبيه ضبطت مع مزارع

مائة قطعة أثرية ترجع للعصور الاسلاميه والقبطية والمملوكيه وأسرة محمد على تم إحباط محاولة تهريبها للولايات المتحدة الأمريكية من خلال تاجر اعترف بأنه حصل على 20 مليون دولار لإتمام الصفقة . وأكد التاجر بأنه كان يجمع القطع الأثرية من المحافظات المصرية
أكثر من 145 قطعة أثرية ضبطت مع عاطل بالاسكندرية
حوالى1000 قطعة عمله أثرية نادرة ترجع إلى العصر اليونانى الرومانى تم ضبطها مع سباك ببنى سويف

أربعة تماثيل أثريه تعود للأسرتين الخامسه والسادسه عثر عليها مزارع أثناء التنقيب خلسه بالمنطقة الأثرية بالفيوم
حوالى 47 قطعة عمله ذهبيه ترجع للعصرين اليونانى والرومانى مع جزار بالفيوم
تمثال أثرى تم ضبطه مع طالب وعاطلين أثناء محاولة بيعه
خمسة عشرة قطعة أثريه ترجع إلى العصر الفرعونى واليونانى والرومانى بحوزة حارس عقار بمنطقة المهندسين
حوالى180 قطعة عمله ذهبيه أثريه ترجع للعصرين اليونانى والرومانى تم ضبطها مع صاحب مقهى بالخليفه بعد أن اشتراها من أحد التجار بخمسة آلاف جنيه وحاول عرضها بـ 150 ألف جنيه
أكثر من 1282 قطعة عمله أثرية وكمية من الآثار التى ترجع للعصور القبطية والبيزنطية ضبطت مع ناظر مدرسه وسائق بالإسكندرية
عشرين تمثال أثرى نادر تم ضبطها مع تاجر آثار بالجيزة
حوالى95 قطعة أثرية من بينها مجموعة تماثيل من المرمر الأبيض ضبطت مع مزارع وصديقه حاولا بيعها بمليونى جنيه لتاجر بالسلوم
تمثال أثرى صغير الحجم للملك الفرعونى رمسيس الثانى مع حلاق بالمنصورة
إثنتى عشر تمثال أثرى بحوزة مزارعين بالجيزة
أكثر من 40 قطعة أثرية ترجع للعصر اليونانى والرومانى ضبطت بحوزة سائق بالإسكندرية كان ينقلها لحساب تاجر أجنبى .
فى الواقع هناك قوائم أخرى تحتشد بها ملفات شرطة السياحة والآثار لكننا مضطرين للاكتفاء بهذا القدر على سبيل المثال لا الحصر ..
ويبقى لنا عدة أسئلة نطرحها أمام المسئوليين :
هل لازال بعضهم مصمم على أن الحراسة كافية على تاريخنا وآثارنا ؟ .
ألم يقتنعوا بعد أن المناطق الأثرية النائية فى المحافظات هى منبع التهريب والسطو ؟ وأن 75 % من أعضاء البعثات الأجنبيه يشكلون مصدر آخر لعملية التهريب خاصة مع عدم وجود رقابة كافية عليهم ؟
و .. .. سؤال أخير .. القائمة السابقة عن المضبوطات التى نجحت الشرطة فى إحباط مخططات بيعها فماذا عن القوائم الأخرى التى لم يتم ضبطها ؟
إعترافات
وقبل أن يتحفنا المسئولين مرة أخرى بعشرات التصريحات التى يدافعون بها عن آثار مصر ومدى الحماية التى تلاقيها .. وأن البعثات الأثرية بريئة من الاتهامات المذكورة أعلاه .. وأن الوضع عال العال نورد إعتراف أحد أفراد عصابات تهريب الآثار من مصر إلى لندن فى التحقيقات التى أجرتها معه شرطة سكوتلانديارد مؤخرا والذى أكد أنه قام بتهريب 250 ألف قطعة أثرية من الآثار المصرية التى تفوق فى حجمها وعددها كل ماسبق تهريبه
وإعترف المتهم بأنه كان يعمل لحساب عصابه دوليه لتهريب الكنوز الأثريه من مصر إلى لندن .
وقد ذكر مصدر بشرطة سكوتلانديارد يعمل فى القسم الخاص بتعقب القطع الأثرية والفنية المسروقة أن دولا عديدة من بينها مصر واليونان وتركيا وإيطاليا تتعرض لعمليات تهريب آثار واسعة النطاق . على أيدى لصوص المقابر ومن يقومون بعمليات حفر بدون ترخيص .
عصابات دولية
وقد أكد جيمس أيبسون مدير المكتب الدولى لتسجيل الآثار والأعمال الفنية المفقودة بأن عمليات التهريب الخطيرة للآثار تنفذها عصابات دوليه . يصعب التوصل إلى منظميها أو المسيطرين عليها وأنه فى العادة يتم إلقاء القبض على أشخاص آخرين ممن يهربوا الآثار من بلد إلى بلد .
أيضا هناك معلومات أخرى موجودة الآن بين أيدينا تؤكد أن مجموعة من فرق مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى إقتحم عددا من مخازن بعض الأمريكيين الذين إشتروا آثار مهربة من مصر وعثرت بداخلها على كميات كبيرة من هذه الآثار وكان المكتب الفيدرالى قد حصل على معلومات من السفارة المصرية فى لندن والشرطة البريطانية تفيد بأن جوناثان توكلى بيرى البريطانى المدان بتهريب آثار من مصر قد باع كميات منها إلى عدد من الأمريكيين وأنهم أخفوها فى مخازن خاصة بهم . وهؤلاء لهم حسابات مصرفية بملايين الدولارات فى البنوك السويسرية والأمريكية .
وقد قال عالم الآثار البريطانى الشهير هارى جيمس مدير المتحف البريطانى السابق عندما سألوه عن مهربى الآثار والمافيا ودور البعثات الأثرية فيها أنه ليس متأكدا من أن تلك البعثات تفعل ذلك لكن ليس صعبا على العصابات المنظمة ان تفعل لإن إدارة الآثار عموما لاتستطيع مراقبة كل الآثار فى كل الوقت وفى كل مكان فالسارق ينظم ويخطط ويدرس أوجه القصور ولأهمية الآثار المصرية يوجد إناس بالخارج على إستعداد كامل لشراء اى قطعة آثار من مصر باى مبالغ مالية وقال هارى جيمس أن هناك مشكلة أخرى أكثر خطورة وهى تشكيل جماعات لديها القدرة على تزييف القطع الأثرية وبيعها على أنها قطع أصلية ولايقتصر هذا التزييف على الآثار فقط بل يشمل كل الفنون الأخرى مطالبا فى ذات الوقت برصد الميزانيات الكافية للحفاظ على الآثار فى مصر .
وقال أن السياح الذين يحضرون لمصر يدفعون من أجل الآثار وليس من أجل الفقراء
إسرائيل فى الساحة
وإذا كان العالم بأثرة قد تعامل مع الآثار المصرية باعتبار أنها نهبا لهم ومن حقهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة فان إسرائيل هى الأخرى قررت أن تنزل الساحة خاصة وأنها إكتشفت أن هذه الساحة خالية أمامها تماما حيث تسلل عدد من الإسرائيليين إلى مخازن تل بسطة الأثرية بالشرقية وقاموا بسرقة 2185 قطعة أثرية فرعونية نادرة تم العثور عليها فى منطقة بئر يوسف . التى تم إكتشافها حديثا فى محاوله منهم لفك رموز الحقبة الزمنية التى عاشها اليهود فى مصر خاصة تلك التى عاش فيها يوسف وموسى .
ويرجع تاريخ هذه القطع الأثرية المسروقة إلى بداية عهد تكوين الأسر الفرعونية وقد تم تهريبها إلى تل أبيب مباشرة عن طريق سيناء . وقام بالسرقة الوفود الإسرائيلية التى كانت تأتى لزيارة تلك المنطقة بكثافة .وتجولوا داخل المخزن المتحفى والمفترض جدلا أنه مغلق . وهذه الوفود تأتى إلى هذه المنطقة دائما ومعها تعليمات مشددة بحمايتها وعدم دخول الشرطة للأماكن التى يدخلونها .
ولاتعليق ..
دراسة هامة
ترجع دراسة للمجالس القومية المتخصصة سرقة ونهب آثار مصر وتهريبها للخارج إلى أعمال التنقيب التى تمت دون رقابة خلال السنوات الماضية . وأن بعض أعضاء البعثات الخاصة بالحفر والتنقيب كانوا يفتقدون الوازع الأخلاقى والضمير .
وأشارت الدراسة إلى انتشار عناصر إجرامية أجنبية ومحلية عملت دون كلل على سرقة واغتصاب آثار ومخازن مصر الفرعونية
وقد اتهمت الدراسة السلطات والجهات الأثرية المسئولة فى مصر طوال قرن مضى بعدم إدراك قيمة الممتلكات الوطنية مما مهد السبيل للعبث بتراثنا الأثرى . ولعل أسوأ مثال على ذلك العبث كما تشير الدراسة ماقام به القنصل الإنجليزي سولت والفرنسى دور فينى وغيرهما من الإيطاليين والسويديين من حفائر أثناء عملهم الدبلوماسى فى مصر أوائل القرن الماضى وما أوعزوا به إلى غيرهما من ناهبى الآثار من القيام بحفائر علنيه وأخرى سرية. وكان هدف هذه الحفائر السلب والنهب فتمت بذلك أكبر سرقة لتاريخ مصر .
( وهو نفس مااكتشفتة جريدة الأحرار وكشفت عنه فى تل الربع . وللتأكد من هذه المعلومات يرجى قراءة التحقيق من البداية )
تفريط
وتشير المجالس القومية المتخصصة إلى قيام الملوك والرؤساء المصريين على الاشتراك فى مهمة التفريط فى آثارنا القيمة من خلال إهداء قطع أثرية نادرة لأجانب . وتذكر أن محمد على أهدى مسلة لفرنسا كما أهدى الخديوى عباس الأول جميع معروضات أول متحف للآثار الفرعونية والذى كان مقاما داخل أحد قصور المماليك فى الأزبكية لولى عهد إمبراطور النمسا .
وتشير الدراسة إلى أن الآثار المهداة أو المنهوبة تشكل مجموعات ضخمة من آثار مصر ومن أشهر القطع التى تم تهريبها من مصر . رسم القبة السماوية والذى كان موجودا بمعبد دندرة ورأس نفرتيتى . كما تسربت أعداد لاحصر لها من الآثار المصرية الإسلامية ضمت مصاحف ومشكاوات وأطباقا وأباريق وسجاجيد ومنابر .
وشملت السرقات والاهداءات الوثائق والمخطوطات العربية والإسلامية والتى توجد فى المكتبات الأجنبية الأوروبية والأمريكية .مثل المكتبة الوطنية بباريس ومكتبة الاسكوربال بمدريد ومكتب الفاتيكان بروما . كما خرجت من مصر أعداد لاحصر لها من الوثائق التى تتصل بشئون الحكم كالمعاهدات والقوانين . وتضم المكتبات الأهلية بفيينا أكثر من 15 ألف بردية عربية بجانب صناديق تحتوى على 40 ألف وثيقة عربية من الورق البردى .
وكان للرؤساء دور فى إخراج الآثار المصرية من مصر حيث أهدى جمال عبد الناصر لشاه إيران السابق وزوجته ولشخصيات عديدة من الملوك والرؤساء تماثيل للطائر أبيس والآلهة أوزوريس وإيزيس ومجموعة من العقود والأوانى من عصر الملك زوسر . كما أهدى الرئيس أنور السادات مجموعات تماثيل وأوانى من التى عثر عليها فى منطقة سقارة بالإضافة إلى تماثيل خشبية مذهبه ترجع إلى العصر المتأخر .
كما أهدت الحكومة المصرية فى عهد السادات أيضا مجموعات آثار مثل معبد دندرة الصغير والذى كان مقاما على أرض النوبه للرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون أثناء زيارته لمصر عام 1974م . كما أهدت معبد دابوت إلى الحكومة الأسبانية والمقام حاليا على ربوة عاليه فى ميدان مدريد .
فضيحة نهب آثار مصر
الحلقة الثالثة
مسئول أمنى يعترف لشباب مصر بتورط قيادات كبيرة فى الدولة فى السطو على آثار مصر
شخصية هامة بالحزب الوطنى وبرلمانى مرموق وإبن رجل كبير متورطين فى الفضيحة
تعليمات مشددة بعدم فتح ملفات كبار اللصوص رغم الوثائق والمستندات والأدلة بالتورط
القانون المصرى يضع تاريخ وحضارة مصر رهن تصرف بعض الأفراد دون رقابة صارمة
الآثار تباع فى الخارج بالملايين والعقوبة 7 سنوات سجن و50 ألف جنية غرامة
الدكتور زاهى حواس يعترف
نحتاج لمعجزة لإنقاذ آثار مصر من براثن العصابات الدولية
كل مخازن الآثار فى كل أنحاء مصر متهالكة ولاتستطيع حماية آثارنا وحضارتنا
الدكتور أحمد الصاوى
نظام تسجيل الآثار فى مصر يسهل عمليات التهريب والسرقة
الحقائب الدبلوماسية والحراسات الفاشلة وراء تهريب جزء كبير من الآثار المصرية
موشى دايان ساهم فى إستيلاء إسرائيل على الآثار المصرية
لم أصدق أذنى وعينى فى البداية لكن وعندما قام المسئول الأمنى بإغلاق الباب علينا أنا وهو بعد أن أمر الموجودين بالخروج وقال لى
ـ إسمع يجب أن تضع ماسأقوله لك أمام عينيك لكى تصدر قرارك بعد ذلك
عندها فقط أدركت أننى لا أحلم على الأقل حتى الآن
كنت قد نشرت بعض حلقات عن سرقة ونهب آثار مصر فى صحيفة مصرية معارضة وتم التقدم بشكوى ضدى .. وبناء على تعليمات أمنية توجهت إلى مكتب هذا المسئول الذى عاد يقول لى
ـ أنا خائف على مستقبلك ويبدو أنك لاتعرف مايدور داخل مصر
ظننت الأمر فى البداية تهديد وتحذير غير مباشر لى من الإقتراب من حقول الألغام ومن الكبار لكن الرجل صعقنى بالمفاجأة عندما وضع أمامى ملف به عشرات الوثائق والمستندات التى تهرأت من كثرة تداولها وقال
ـ اقرأها بسرعة فداخلها سوف تجد الحقيقة .. حقيقة من يسرقون آثار وتاريخ البلد  وحقيقة إثراء بعضهم
وترددت فى البداية وظننت أن المستندات مجرد وثائق ضد بعض الصغار كما كان يتشدق السيد فاروق حسنى وزير الثقافة مؤخرا لكننى كدت أصرخ عندما وقعت عينى على أول إسم وصرخت
ـ يانهار إسود مش ممكن
ثم ثانى إسم .. ولم أصدق .. وثالث ورابع
قلت
ـ مستحيل أنا بحلم أكيد
قال المسئول
ـ أنا لا أضع أمامك هذه الوثائق بصفتك الصحفية ولكن بصفتك الشخصية باعتبار أنك أحمد عبد الهادى الشاب الغيور على مصلحة بلده .. فقط لكى تعرف أنه لافائدة وأننا جميعا ننطح الصخر وكل مانفعله مجرد روتين ثم تصدر إلينا تعليمات باغلاق الملفات وممنوع الإقتراب أو التصوير .. وهناك أكثر من 300 شكوى ضد الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار كلها جميعا تتهمة بنفس الإتهامات التى وجهتها له وتتهمه بما هو أكثر وهناك وثائق وبلاوى زرقا تؤكد أن هناك قيادات سياسية كبيرة جدا فى الدولة تنهب آثار مصر لأنها وسيلة للتربح الفاحش دون مجهود ودون أى عناء ويكفى وضع تمثال فى حقيبة دبلوماسية من الحقائب إياها لكى يربح أى مسؤل حوالى خمسين مليون جنيه مصرى .. يعنى تجارة أفضل من تجارة المخدرات .. والجميع يعرف هذه الحقيقة .. والآثار كثيرة .. وأى شخص مثلك يشكو لن يجد من يستمع إليه
أطالع المستندات .. والأسماء أمامى
أول إسم شخصية قيادية كبيرة فى الحزب الوطنى
الإسم الثانى شخصية برلمانية كبيرة أيضا تدافع عن القانون وضرورة إحترامه ويتعامل معه الجميع باعتبار أنه لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكل من يحاول الإقتراب منه يتم إحراقه على الفور
الشخصية الثالثة إبن مسئول كبير
الشخصية الرابعة سيدة فى منصب حساس
وغيرهم
أطلب منه صورة من الأوراق يضحك الرجل ويجمع من بين يدى الأوراق ويقول
ـ إنها فقط لكى تدرك أنه لافائدة وقول يارحمان يارحيم على مصر وتاريخها
قلت
ـ والعمل ؟
أجاب
ـ العمل عمل ربنا .. وفضوها سيرة عايزين نشوف أكل عيشنا .. البلد بلدهم وكل من يتكلم ويقول الحقيقة هينضرب بالجزمة وإذا إستمريت هتنضرب الجزمة إنت كمان .. وإنت حر .. اعمل مابدالك
يا أولاد الكلب .. معقوله ؟
ماذا أفعل الآن ؟
قلتها لنفسى بعد أن خرجت من مكتب الرجل ؟
لو قلت الحقيقة هل يصدقها أحد ؟
وحتى لو صدقوها النهاية مجرد تورطى فى قضية وكام سنة سجن وإثبت الحقيقة بعد ذلك ؟
رددت فى نفسى
لك الله يامصر
واستأذن القراء فى العودة إلى الحلقات الاساسية لنهب الآثار وأحاول لملمة شتات نفسى
فى الحلقات الماضية كشفنا عن مافيا الآثار العالمية التى تقوم بنهب وسرقة الآثار المصرية إلى درجة وصلت لعرض آلاف من القطع الأثرية الهامة للبيع فى شوارع أوروبا وقد إعترف بعض أفراد هذه العصابات الدولية بالسطو على آلاف من هذه القطع .. كما كشفنا عن إعترافات ناهبى الآثار وتأكيدات مصادر أمنية دولية بأن مصر من ضمن الدول المستهدفة لأفراد هذه العصابات .. والأخطر من ذلك ماقمنا بكشفه من محاولة إتهام كبير مفتشى آثار سقارة بالجنون فى محاولة لإخفاء ماكشف عنه من سرقات عالمية لآثار مصر ..والذى كشف أيضا عن سرقة نصف مخازن مصر الأثرية وتهريبها للخارج وفى هذه الحلقة نختتم الملف الذى فتحناه بمواجهة مع المتخصصين فى الآثار ومع بعض مسئولى الآثار وعرض المعلومات التى توصلنا لها عليهم ومناقشتهم فيما وصلت إليه قضية النهب المنظم لآثار مصر
كانت محطتى الأولى مع الدكتور أحمد الصاوى رئيس لجنة تقصى الحقائق وعميد كلية آثار سوهاج الأسبق والذى سألتة عن رأية فى الجهات التى تقف خلف تهريب الآثار من مصر ؟
ـ وأجابنى أن هناك فعلا عصابات منظمة فى جميع أنحاء العالم لنهب وسرقة الآثار فى جميع أنحاء العالم وليس بالضرورة أن من يقود هذه العصابات هم هؤلاء الذين يقومون بأعمال الحفر وهناك أسباب تقف خلف تسهيل عمليات سرقة الآثار فى مصر أهمها :
1) ـ الحراسة : حيث أن المواقع ليست محروسة حراسة جيدة ولاتوجد بها وسائل الكترونية للتأمين حتى أن الخفراء فى بعض المناطق غير كافيين لتأمين هذه الآثار .
2) ـ النظام الخاص بتسجيل قطع الآثار بعد خروجها وإكتشافها : حيث أن هذا النظام غير دقيق أساسا خاصة فى السنوات السابقة التى كان يسمح فيها بتقطيع بعض الآثار وبالتالى تزداد الأعداد ومن ثم يتم تهريب البعض الآخر .
3) ـ أيضا من بين الأسباب التى تقف خلف تهريب الآثار الحقائب الدبلوماسية وعدم كشف مابها .
وقال الصاوى : ومن وجهة نظرى فان مشكلة تهريب الآثار متعددة الجوانب وتتوزع مسؤلياتها بين الكثير من الجهات من بينها الشرطة ووزارة الثقافة وهيئة الآثار.
خطة الكترونية
+ ـ دكتور أحمد الصاوى من وجهة نظركم .. ماهو المطلوب من مصر للحفاظ على آثارها ؟
ـ لابد من خطة الكترونية لتأمين المواقع الموجود بها الآثار ووضع وتنفيذ برنامج كامل للتوصيف والتسجيل لكل الموجودات والحفائر المختلفة .
+ ـ طرح أن إسرائيل قامت بالسيطرة والسرقة لبعض الآثار المصرية خاصة تلك الممتدة للتاريخ اليهودى القديم .. مامدى صحة ماطرح ؟
ـ إسرائيل سرقت الكثير من الآثار المصرية أثناء إحتلالها لسيناء عام 1967 بالفعل وهو نفس ماتفعله حاليا فى الجولان حيث قامت بتهريب الآثار المصرية والسورية . حتى أن شخص مثل موشى دايان نفسه إشترك فى عملية السطو وسرقة الآثار المصرية .
+ ـ ألا توجد إتفاقيات دولية تتيح إسترداد مثل هذه الآثار من الدول التى قامت بسرقة الآثار ؟
ـ هناك إتفاقيات دولية بالفعل لكن المشكلة الرئيسية هنا هى فى أن تثبت أن هذه القطع المسروقة كانت مسجلة لديك وتقدم مايفيد ملكيتك كدولة لها .
ومثل هذه المشكلة تظهر فى دولة مثل مصر لأن نظام التسجيل قديما لم يكن أبدا دقيقا بالمرة حيث أن تسجيل قطعة الحجر الأثرية مثلا يجب أن يخضع لشروط مهمة مثل رصد ووصف أبعادها وشكلها وسمكها وكل المواصفات التى تحيط بها بما يؤكد وصفها كاملا ولكن مايحدث عندنا فى مصر غير ذلك بالمرة حيث يتم الوصف باعتبار أن قطعة الآثار هذه مجرد قطعة حجر فحسب والمشكلة التى تظهر هنا أنه من الممكن أن يتم تقسيم قطعة الآثار هذه إلى العديد من القطع بعد تكسيرها ويتم توزيعها بما يؤدى إلى سد أى عجز أو نقص فى الآثار بما يؤدى فى النهاية إلى إتاحة الفرصة فى تهريب الآثار الأخرى .
وثائق للملكية
+ ـ إذن ولكى نسترد آثارنا لابد أن يكون لدينا الوثائق الكاملة التى تصف هذه الآثار ؟
ـ نعم بالفعل .
+ ـ وإذ لم تكن موصوفة بشكل جيد ؟
ـ مع الأسف لن نستطيع إستردادها إلا بالسجلات الكاملة والتى تعمل على التوصيف الدقيق والكامل للآثار وهو أمر غير متوفر فى مصر بالمرة كما ذكرت لأن السجلات غير كاملة لدينا وهو مايعمل على إعاقة إسترداد آثار مصرية كثيرة فى الخارج .
+ ـ وماهى الجهة الدولية المنوط بها التوسط والتحكيم لديها لرد مثل هذه القطع الأثرية ؟
ـ اليونسكو والتى تتدخل فى حالة واحدة فقط أن يكون الأثر مسجل تسجيلا وافيا وكل مستنداتة كاملة من حيث التسجيل الكامل كما ذكرت من قبل .
+ ـ وهل لجأت مصر من قبل لليونسكو لإسترداد آثارها من الخارج ؟
ـ حدث ذلك بالفعل وهناك آثار تم إستردادها من دوله مثل إنجلترا . وهناك آثار لم تستطع مصر إستردادها نظرا لعدم تقديم دليل على ملكيتها لها لأن كون الأثر فرعونى لايعطى مصر الحق فى المطالبة به .
موقف القانون
رغم مئات الضبوطات ومئات القضايا لمهربى ولصوص الآثار إلا أن الوضع لازال كما هو .. والتهريب على قدما وساق .. والوضع على ماهو عليه منذ سنوات طويلة .. فما هو موقف القانون أساسا من مثل هذه القضايا ؟ ولماذا لايتم ردع هؤلاء المهربين أساسا ؟ وهل هناك قصور فى قانون الآثار ؟
عرضت اسئلتى وحيرتى على مسئول بهيئة الآثار والذى اشترط عدم ذكر إسمه مقابل التحدث معى ـ أجابنى : كان هناك قانون لحماية الآثار وهو القانون رقم 215 لسنة 1951 م والذى ظل مطبقا دون إجراء أى تعديلات عليه حتى عام 1983 م حيث صدر القانون رقم 117 والذى يتم العمل به منذ 17 عام دون أى تعديلات حتى الآن
تصرف مطلق
+ ـ ماهو موقف هذا القانون من البعثات التى تحضر من الخارج للتنقيب عن آثارنا ؟
ـ القانون خول لهيئة الآثار التصرف فى هذا الشأن حيث تشير المواد من 31 إلى 34 إلى أن الهيئة مخوله بترتيب أولويات التصريح للبعثات والهيئات بالتنقيب عن الآثار ويكون التنقيب تحت إشرافها عن طريق من تندبه لهذا الغرض من الخبراء .
+ ـ القانون لم يحدد التزام واضح للهيئة وطريقة واضحة ؟
ـ لا .. بل الأمر متروك للهيئة
+ ـ ألا تتفق معى أن الأمر بهذه الصورة يخضع آثار وتاريخ بلد بأكمله لأشخاص .. وهو أمر يتنافى مع أهميه هذه الآثار ومكانتها العالميه ؟
ـ قد يكون ذلك من عيوب القانون القديم .. لكنها مسألة ضمير .. وقانون لابد من إحترامه
+ ـ حسنا وماذا إذ لم يوجد هذا الضمير ؟ هل نفرط فى آثارنا ؟ ونتركها دون تحديد واضح وإلتزامات محدده ؟
ـ المأساه التى يجب التوقف عندها حقا أن المادة 35 تقول بالنص ‘‘ جميع الآثار المكتشفه التى تعثر عليها بعثات الحفائر العلميه الأجنبيه تكون ملكا للدوله ومع ذلك يجوز للهيئه أن تقرر مكافأة للبعثات المتميزة إذا أدت أعمالا جليله فى الحفائر والترميمات بأن تمنح بعضا من الآثار المنقوله التى إكتشفتها البعثة لمتحف آثار تعينه البعثه …. ’’
+ ـ القانون خول الهيئه منح أو منع من تراه يستحق بعض الآثار ؟ـ نعم+ ـ لم يحدد القانون نصوص صريحة ؟
ـ على الإطلاق
+ ـ وكيف يتم منح هذه البعثات بعض الآثار على سبيل المكافأه ؟
ـ يسأل فى ذلك المشرع !! .. والأدهى من ذلك أن المادة 36 منحت للهيئة حق إعطاء البعثات بعض الآثار المنقوله كما يجوز لها إختيار الآثار التى ترى مكافأة البعثات بها ..
عقوبات ضئيلة
+ ـ الأمر كله فى يد وتصرف بعض الأشخاص دون ضابط أو رابط ؟ فماذا عن العقوبات ؟
ـ عقوبات لاتتناسب مع قيمة الآثار ومكانتها بالمرة .. ففى نفس الوقت الذى تخطط فيه عصابات دوليه للسطو على آثارنا .. وتخطط دول لمحاوله إمتلاك أى أثر منها لتزويد متاحفها ببعضها نظرى لقيمتها يعاقب القانون المهربين ولصوص الآثار بعقوبات لاتتناسب مع خطورة القضية برمتها .. فمثلا كل من يقوم بتهريب أثر خارج مصر عقوبته الأشغال الشاقة المؤقته وغرافة خمسين ألف جنيه .. مع أن هناك آثار يتم بيعها بملايين .. فما قيمة الخمسين ألف جنيه كغرامة ؟ .. كما يعاقب لصوص الآثار داخل مصر بالسجن مدة لاتزيد عن سبع سنوات وغرامة لاتتجاوز خمسين ألف جنيه كما يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن سنتين وغرامة لاتزيد عن 500 جنيه كل من نقل أثرا بدون إذن من الهيئة .
وفى النهاية كان لابد من لقاء مع الدكتور زاهى حواس الذى كان يشغل منصب مدير عام آثار الجيزة التى تعتبر أكثر من نصف آثار مصر وتمثل أهم جزء فى آثار مصر والعالم بأثرة ويشغل منصب أمين عام المجلس الأعلى للآثار حاليا والذى سألته عن الإتهامات الموجهة لأعضاء البعثات الذين يقومون باستغلال وضعهم القانونى فى البلد ويقومون بتهريب الأثار من مصر وإستغلالهم هذا الوضع بما يعود عليهم وعلى دولهم من هذه العملية ؟
ـ أجابنى الرجل بأن ذلك غير صحيح ( وهو ماتوقعتة ويتوقعه أى شخص سوف يسأل هذا السؤال .. )
وقال حواس أن أعضاء البعثات الأجانب لايمكنهم أن يقوموا بعملية السرقة بالمرة . ( لاحظوا تشدده فى تصريحاته )
وواصل مؤكدا أن 90% من أعضاء البعثات الأجانب فى مصر متخصصين فى عملهم فى مجال الآثار ولايمكنهم أن يسرقوا بالمرة ( كأن تخصصهم فى الآثار هو الذى سوف يمنعهم عن السرقة ) . ولايمكنهم أن يقوموا بأى عملية سرقة بالمرة إلا إذا كانوا ضعاف النفوس .
نسبة بسيطة
+ ـ إذن عملية السرقة هنا واردة ؟
ـ قلت لك لايمكن حدوث ذلك إلا بنسبة بسيطة جدا .
+ ـ الوضع مرة أخرى وارد يادكتور حواس ؟
ـ مايجب أن تعرفة ويجب أن يعرفه كل شخص غير متخصص أن هناك مافيا عالمية لسرقة الآثار فى شتى أنحاء العالم وليس فى مصر فقط .
+ ـ هذا ماكنت أود التأكد منه .. وأعتقد أن إنتشار الخطأ فى العالم لايعنى تقبله بهدوء .. ألا تتفق معى فى ذلك ؟
ـ أولا أنا لم أتهرب من الإعتراف بالإجابة ومعترف بأن هناك مافيا عالمية لسرقة الآثار فى شتى أنحاء العالم . . لكننى فى نفس الوقت أريد التأكيد على حقيقة أخرى أنه لايمكن أن يكون هناك عالم آثار يقوم بسرقة الآثار التى يكتشفها ؟
+ ـ لكنك ذكرت منذ لحظات إن ذلك لايمكنه أن يحدث إلا فى حالة واحدة فقط وهم ضعاف النفوس ؟
ـ هو فعلا كذلك .. وهؤلاء قلة ..
+ ـ لكننى على العكس منك أرى أن قيام عالم غربى بسرقة آثار مصرية ليس ضعف نفس بقدر ماهو خدمة وطنية لدولته .. أو خدمة مالية لحسابه الخاص أو لحساب المنظمة أو الجهة التى يعمل لحسابها .. والعلماء فى أوروبا لهم حساباتهم الخاصة خلاف عملية الضمير الإنسانى والعلمى هذه ؟
ـ لكن كيف يمكن أن يجازف عالم آثار بحياتة ومستقبلة ؟ هذا مستحيل بالطبع ؟
+ ـ أعتقد أن إجابة هذا السؤال لدى شخص مثلك ؟
ـ وأنا أقول بل وأؤكد أن ذلك صعب ..
+ ـ لكن كل الشواهد والأدلة الموجودة عندى تؤكد العكس
ـ لايمكن أن أتهم الأجانب أعضاء البعثات .
+ ـ من المتهم الرئيسى إذن من وجهة نظرك ؟
ـ ممكن يكون أجانب فعلا لكنهم غير علماء الآثار الأجانب
+ ـ ولماذا تدافع عنهم رغم تأكيد القرائن الموجودة معنا ؟
ـ لأننى فى المقام الأول رجل آثار متخصص .. ولى ضميرى العلمى والمهنى الذى لايمكننى أن أخونه بأى حال من الأحوال لأن هناك قيم علمية تقف بالمرصاد لأى تصرف خاطئ أمام صاحب المهنة .
+ ـ رغم ماتذكرة إلا أن هناك صحف ومجلات أجنبية كشفت عن حقيقة هذه العمليات والسرقات التى يقودها أعضاء البعثات الأجنبية الذين يقومون بعملية الحفر .

ـ ورغم ذلك لاأصدق .. فأنا لم أقرأ مثل هذه المجلات بالمرة . واذكر لى مثال على هذه الصحف ؟
+ ـ مثل صحف ألمانيا .. وبريطانيا .
ـ ورغم ذلك لاأصدق !!!
+ ـ حسنا .. إذا كنت غير مصدق فأعتقد أنك تصدق أن آثارنا كلها بلاإستثناء بدون حماية كفاية بما يؤدى لسرقتها ؟
ـ فعلا .. هى كذلك .
+ ـ طالما هى كذلك فلماذا لايتم تأمينها ؟

ـ تأمينها ؟ إن هذا السؤال فى حد ذاته ينم عن جهل عن طبيعة الأمور لدينا .. وطبيعه الأوضاع التى تحيط بآثارنا فى مصر .
+ ـ وماهى طبيعة هذه الأمور ؟
ـ لكى نقوم بعملية التأمين المطلوبة للآثار والحماية الكافية لها فاننا نحتاج مليارات الجنيهات .. ونحتاج إلى ميزانيات ضخمة جدا ..
+ ـ ألاتتفق معى أنك تحاول تعقيد الأمور ؟
ـ بل أوضح الأمور حتى لاتحلق فى السماء وتظن أن الأمور سهلة .. وبسيطة بل هى أعقد مما تصور.
حماية
+ ـ حسنا .. وماهو العمل ؟ كيف نبدأ عملية الحماية الكاملة لآثارنا ؟
ـ من وجهة نظرى فان الحماية تبدأ من تغيير الخفير ( أبو نبوت ) الذى يقوم بحماية الآثار .. فهذا الخفير لايتقاضى أكثر من 150 جنيه .. فكيف تطلب منه أن يحمى آثار لاتقدر بثمن ؟ كيف يحميها إذن ؟ وكيف يحمى تاريخ دولة كاملة ؟ الأمر كما قلت لك يحتاج إلى إعادة ترتيب أوضاع وأولويات وماليات .. ويحتاج الأمر إلى إمكانيات ضخمة وميزانيات يتم رصدها بالملايين .. نحتاج أيضا إلى شرطى متخصص وتكنولوجيا متقدمة لحماية الآثار .. نحتاج إلى حراسات خاصة فى مجال الآثار .. ونحتاج إلى مخازن فى كل أماكن الآثار على مستوى الجمهورية كلها خاصة وأن المخازن الموجودة لدينا كلها على مستوى مصر متهالكة تماما ولاتفى بالغرض الذى أنشأت من أجلة حيث إنتهى عمرها الإفتراضى .. باختصار نحتاج إلى دعم الدولة . ونحتاج أيضا إلى تدخلها الكامل والعملية ليست محتاجة إلى مجرد قرار يصدر بل إلى تغيير سياسات .
ملف سقارة
+ ـ دكتور زاهى حواس أقدر شجاعتك فى هذه النقطة وكل ماأرجوه أن تكون لديك نفس شجاعة الإعتراف بالمعلومات الموجودة لدى بخصوص نور عبد الصمد كبير مفتشى آثار سقارة ؟
ـ هو شخص مريض نفسيا كما ذكرت من قبل . وكلامه غير حقيقى .
+ ـ ولكننى لم أطرح لك ماهو موجود لدى بخصوصه .. فكيف تسبق الأحداث وتحكم عليه بهذه الشاكلة ؟
ـ أنا أعرف ماستقوله عن قضيتة .. وأنا أؤكد لك أنه بالفعل مريض نفسيا .
+ ـ وأنا بدورى اؤكد لك أن لديه معلومات غاية فى الخطورة حيث كشف الستار عن مافيا دولية تسرق آثار مصر وكان عقابة رادع من قبلكم .. فكيف يعاقب شخص كشف عن سرقة الآثار المصرية ؟
ـ لقد أكد نفس ماذكرته لك العميد عبدالعزير مقلد رئيس شرطة الآثار كما أوضح أن نور عبدالصمد له صلة بتجار الآثار والمهربين نفسهم .. وقد إعترضت على هذه الإتهامات بالطبع باعتبار أن نور عبدالصمد زميلا لى ومايمسه يمسنى بلاشك .. لكنه أكد لى هذه المعلومات
+ ـ ومن يؤكد صدق هذه المعلومات ؟
ـ نور نفسه جاء وإعترف لى بهذه المعلومات .. وإكتشفت بعدها أنه غير طبيعى .
+ ـ بعيدا عن طبيعة عقلية نور عبدالصمد أو عدم طبيعيتة .. هناك سرقات كشفها هذا المفتش .. فما رأيك فيما ذكره ؟
ـ أنا فعلا أعترف بأن هناك سرقات للإثار تمت وتم نقلها الخارج .. لكن ليس بهذه الطريقة التى يتحدث عنها نور
+ ـ نور صادق إذن ؟
ـ بل هو مختل عقليا . . فالسرقة لم تتم بالطريقة التى يحكى عنها هذا المفتش فهو يقول كلام عام ومرسل وغير محدد ..
+ ـالمهم هناك سرقات يادكتور حواس ؟
ـ هناك سرقات ونبلغ عنها الأجهزة المختصة .. وتقوم الجهات المختصة بالخارج بالتعاون معنا ومنذ أسبوع واحد ضبطنا بعض هذه الآثار فى بريطانيا وساعدنا المتحف البريطانى فى ذلك وتم ضبط المتهمين .. وأنا أؤكد لك أن حكاية نور عليها علامات إستفهام وأضاع غير مفهومة ..
+ ـ وأنا اؤكد لسيادتك أن الرجل صادق .. وهو ليس مشبوها كما ذكرت عنه رسميا وفى الأوراق الرسمية ..
*****
إلى هنا كان يجب أن نغلق الملف مؤقتا لأننى شعرت بأننا سوف ندور فى حلقة مفرغة لاتنتهى إلا لتبدأ والكل سوف يحاول إلقاء التبعة على الآخر فى محاولة للتهرب من المسئولية ..
وعلى الرغم من أجراس الخطر التى ندقها إلا أن الوضع فعلا فى حاجة إلى معجزة كما قال الدكتور زاهى حواس مدير آثار الجيزة لحماية آثارنا وتاريخنا .. وحضارتنا من يد هذه المافيا العالمية التى عرفت الطريق إلينا بسهولة بعدما فشلنا فى حماية ممتلكاتنا .. وإلى أن يحدث ذلك فنحن مضطرين إلى الوقوف عند هذه اللحظة تحديدا إلى أن يجد جديد .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق