الخميس، 23 يناير 2014

عزبة اسمها مصر ...؟؟!! لصوص خمس نجوم ؟؟!!

عزبة اسمها مصر ...؟؟!! لصوص خمس نجوم ؟؟!!

قصص اغرب من الخيال لعصابة كانت تحكم مصر ومازالت؟؟

انهم سارقي الكحل من العين ؟؟!!

بقلم ناجي هيكل

اللواء حسن عابدين صهر سكرتير  حسن ألبنا..!!

أسرار تهبل عن تلك العصابة التي نهبت مصر؟؟

أسرار خراب الجنزوري لاقتصاد مصر؟!

قبل وبعد الثورة ..وعصابة مبارك في نهب مصر ؟؟

ان الحزن الصامت يهمس في القلب حتي يحطمه  وهذا ما قاله شكسبير وهذا حزن في قلبي علي وطني وابنائه اللصوص الذين حللوا الحرام وحرموا الحلال ولهذا نهبوا مصر فكان علي قلمي أن يبكي دما لفضحهم في ارجاء الكون وما اثلج صدري أن سمعت من ..الفريق السيسي  بقوله  لن نسمح بسرقة مصر مرة اخري  لصالح فصيل معين، أو أي محاولة لتشويه ثورة 25 يناير».. بتلك الكلمات ردت مصادر في القوات المسلحة المصرية على مخاوف البعض من احتمالات عودة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد ظهور عدد من رموزه في وسائل الإعلام والساحة السياسية خلال الاستفتاء على الدستور، الأمر الذي اعتبره مراقبون سببا فيما وصف بـ «عزوف» الشباب عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور. ونحن نعلم بان المشير السيسي لن يسمح بأي مسؤل بتشويه صورة مصر وثورتها علي جحافل النظام المباركي القمعي...

 : إن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، رفض طلب عدد من رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، اللقاء معه مؤخرا.وهذا زاد من شعبيته في الشارعين المصري والعربي

واكدت لنا  المصادر إن «قيادات من القوات المسلحة سوف تكثف من لقاءاتها مع عدد من الشباب وممثلي ثورة 25 يناير الفترة المقبلة، للكشف عن أي محاولات للوقيعة بين المؤسسة العسكرية وشباب الثورة، والتأكيد على تكامل ثورتيّ 25 يناير و30 يونيو ووقوف القوات المسلحة لمساندة الثورتين».

وأضافت أن «القوات المسلحة ستوضح لشباب الثورة مخططات موثقة تقوم بها جماعة الإخوان، بالتعاون مع أجهزة دولية لخلق وقيعة بين شباب ثورة 25 يناير والجيش».ونحن نطالب المشير السيسي ان يقدم جميع من نهبوا مصر للمحاكمة الفورية وبسرعة لاخماد نيران الكره في الشارع المصري وخصوصا أن تلك الكوارث والنهب والسطو والسرقات المخجلة لعائلات بعينيها و لاتسقط  تلك الجرائم بالتقادم وقال السيسي بالحرف الواحد لن يسمح بسرقة مصر لصالح فصيل معين، أو أي محاولة لتشويه ثورة 25 يناير، خصوصا أنه كان أحد قيادات المجلس العسكري، بصفته مديرا للمخابرات الحربية، الذي تم تكليفه بإدارة شؤون البلاد بعد خلع مبارك».

وازكركم بعد اختيار الدكتور الجنزوري مرة اخري فهو مجرم يستحق العقاب وليس توليته رئيسا للوزراء وأقول له ؟؟  عندما كان رئيسا للحكومة وعرض مصر للتسول والتشويه والخطر ؟؟!!

يا جنزورى إن مشكلة مصر ليست مشكلة إقتصاديةكما تحاول تسويقها.. بل مشكلة مصر أنها تحكم بنظام قمعى عسكرى أحادى الرؤية جعلها رهينة لأمريكا ومؤسساتها الإستعمارية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لمدة تزيد على 60عاماً، وانت السبب في تركيعنا لصندوق النقد الدولي  وهذا الإرتهان السياسى والاقتصادى هو الذى أهدر ثروات مصر بسبب فكرك المعوج والغير وطني بالمرة .. دائماً كانت نصائحى للجنزورى عندما كان رئيس وزراء ثورة 25 يناير الذين يحاولون تشويهها من اجل مجموعة من العملاء من 6 ابريل ؟ وقلت له وزكرت له هذه المؤسسات الإستعمارية هى التى تملى سياساتها على مصر وهذا بدوره قد دمر الزراعة والصناعة.. ليس هذا فحسب بل إن الخير الذى حبانا الله به قد أهديناه للصهاينة بابخس الاثمان وقدمناه لهم على طبق من ذهب، ناهيك عن المليارات التى بددها النظام المباركى المخلوع على أجهزته الأمنية غير تلك التى نهبها، وتلك الشركات التى دُمرت بسياسة الخصخصة التى قام بها إرضاءاً لهذه المنظمات الإستعمارية!..

يادكتور جنزورى إن مؤتمرك الصحفى الذى أشعرنا بالألم والمرارة جعلنا نشتاق إلى ماضينا حينما أصاب القحط المدينة تحت حكم الفاروق عمر فأرسل طالباً الغوث والمدد من وإليه فى مصر، فأرسل عمرو بن العاص رسالة عاجلة إلى عمر بن الخطاب قائلاً له: سوف أرسل لك مدداً حين تصل أول قافلة عندك يكون أخرها قد خرج من مصر، هكذا كانت مصر يادكتور جنزورى أما اليوم نراك تعتب على أعدائنا (مجموعة الثمانية) عدم مساعدتنا كأنك تتسول على الابواب فيعطيك هذا! ويمنعك ذاك ، أين الكرامة الوطنية؟!

ألم تقرأ يا جنزورى عن نظرية (الكمون) بمعنى أن حكمة الحكماء.. وعلم العلماء.. كامن فى جينات الابناء والاحفاد!

هل تعلم يا جنزورى هذه النظرية.. إنها تجربة (رمسيس ويصا واصف) المثيرة.. والتي اجراها فى مصر (الحرانية) والسويد والسنغال.. كانت التجربة على أطفال هذه الدول الثلاث فى رسم وصناعة السجاد، وكانت النتائج مذهلة من أطفال مصر الحاملين لجينات اجدادنا، والتي ظهرت آثارها فى رسومات السجاد بالرغم من عدم اطلاعهم على صور مشابهة لها، وقد دعم تجربة الحرانية تلك علماء الغرب، بتجربة على ديدان البلاناريا وتجربة على فأر يخاف اللون الأحمر لاقترانه بالألم (لمبة حمراء + لسعة كهربائية) ثم اخذوا مخ هذا الفأر وحقنوه في التجويف البريتونى لفأر آخر لم يتعرض لهذه التجربة وعند اضاءة النور الاحمر, كان يتسلق عموداً خشبياً كما كان يفعل الفار الأول ..بالرغم من عدم تعرض الثانى للألم وهذا يؤكد أن العلم والحكمة وغيرها حتى الكرامة والرجولة والنخوة وغيرها تورث خلال الجينات كما وجدنا ان الطفل الأصغر يحمل تجارب ابويه أكثر من الطفل الأكبر الذى ولد قبل أخيه أو أخته بعشر أو عشرين سنة!

إن حل كل مشاكل مصر له طريق واحد ليس له ثان ، وهو التخلص من النظام البائد وأذنابه , وتطبيق الشفافية الاقتصادية والسياسية وإعلاء القانون وتطبيقه تطبيقاً شاملاً على الجميع دون أي استثناء لتعود مصر إلى هويتها لأن مصر فقط في ظل ما سبق ذكره تستطيع التحرر من التبعية الغربية ومن كل المؤسسات الإستعمارية لأن النظام الإقتصادى في ظل الشفافية الاقتصادية يضمن تدبير شئون المال على أفضل وجه حيث سيعيد النظام النقدى إلى مايجب أن يكون عليه لخدمة الاقتصاد الوطنى ليس هذا فحسب بل يقدم بديلاً حضارياً للغرب الذى يغرق حالياً فى أزماته الإقتصادية.

هذه هى المشكلة وهذا هو الحل يادكتور الجنزورى لقد قمنا بثورة لإسقاط هذا النظام العفن الذى نهب مواردنا وإنهاض مصر على أساس ديمقراطى سليم وبالتالي نجعل مصر في مصاف الدول الكبرى في العالم أتعرف يادكتورجنزورى من يعارض هذا المشروع؟! هم أنتم!! يا من تجلسون على سدة الحكم وتعطون الشرعية الكاذبة للمجلس العسكري وتتجاهلون الحقيقة أن الذى يسقط مصر هو المجلس العسكر وتبعيته لأمريكا، هذا هو الذى يسقط مصر يادكتور جنزورى!

فانتم مجموعة من الأقزام لديها فقر دم سياسى واقتصادي وتاريخى رهيب ولكنها للاسف تتحكم وتحكم هذا الشعب العظيم  يا دكتور جنزورى دع التسول والتباكى والركوع أمام من لديهم المال! فانت لاتدرى مدى عظمة هذا الشعب الذى اسقطتم لحم وجهه بأفعالكم الصبيانية وتسولكم واستجداءكم الدول الغربية والعربية!

هل تعرف يا جنزورى أن شعب مصر عرف قوانين الدائرة (3000ق.م)وجاء بمساحتها ومحيطها ونصف قطرها ونسبتها التقريبيةوانتقلت هذه المعارف الى مدرسة الاسكندرية فعرفنا أن الأرض كرة وأن محيطها 40,000كيلومتر (اريستاراجنوس ) كما حسبوا قطرها 12,000كيلو متر بفارق خطأ 2% وانتقلت هذه المعلومات الى اخوان الصفا وخلان الوفا (كانت جماعة علمية رائعة , قفضى عليها التزمت الدينى) فى البصرة فى أواخر القرن العاشر الميلادى أن كلمة كيمياء يا جنزورى معناها: العلم الأسود وهى مأخوذة من كلمة كمى او كيميت أى مصر لأن مصر أو التربة السوداء (الطمي) برعت فى الكيمياء حتى قيل أنها توصلت إلى علم وهو تحويل المعادن الرخيصة الى ذهب.

لكن المؤكد يا جنزورى أن مصر هى التى اكتشفت واستخرجت النحاس 5500ق.م كما نجحت فى صناعة البرونز (سبيكة من النحاس والقصدير).. والآن على اياديكم نهبت ثروات مصر الطبيعية ... وتم تسليمها للإخوان المسلمين تلك الجماعة التى توجد أوجه تشابه بينهم وبين الحزب الجمهوري الامريكى -ومنه الرئيسان السابقان بوش الأب والابن- أكبر بكثير من تشابههم مع القاعدة فمثلهم مثل الجمهوريين، فجماعة الإخوان يقودها مجموعة من رجال الأعمال شديدى الثراء، يتبنون مفاهيم السوق الحرة والخصخصة، ولا يحبون فكرة إعادة توزيع الثروة، ويفضّلون بدلا منها التصدق على الفقراء من أتباعهم بأعمال البر والإحسان فخيرت الشاطر -ربما أقوى رجال حزب الحرية والعدالة- هو أخطبوط بزنس يمتلك الملايين، يستثمر أمواله فى مشروعات متشعبة، وهو داعية متحمس للخصخصة الشاطر أحد كوادر الحزب من رجال الأعمال الذين قاموا بتمويل حملته الانتخابية الباهظة، ويعكف الآن على صياغة الأجندة الاقتصادية للحزب من هذا المنطلق  يا جنزورى بعد أن تخلصنا من حكومةرجال أعمال الحزب الوطنى يبدو أننا نعيش اليوم حالة تزاوج غير شرعى جديدة بين رأس المال والسلطة فى مصر!

ومن المفارقات القدرية الغريبة أن جمال مبارك وخيرت الشاطر كليهما مصرفيان سابقان كانا يعملان بالبنوك.. يا جنزورى بطل ضحك على الشعب فأنت تعلم وتلك مصيبة وان لم تكن تعلم فالمصيبة اعظم أن المحاكمة العسكرية التى تعرض لها الإخوان فى٢٠٠٦/٢٠٠٧ لم تكن سوى تنافس بين مجموعتين ممن يتحكمون فى رأس المال فى مصر، وهما مجموعة جمال مبارك والإخوان جميع من تم وضعهم فى تلك المحاكمة كانوا من كبار رجال الأعمال فى الجماعة، وعلى رأسهم خيرت الشاطر، وتم إغلاق ٧٢شركة يمتلكونها، وكانت شركات كبيرة فى مجالات بيع الملابس والأثاث والسيارات والسياحة والمقاولات والخدمات.. إلخ كانت المحاكمة تصفية حسابات بين ندين رأسماليين، خرج أحدهما الآن من السلطة وصعد محله الآخر فى غفلة من الثورةوبقصد من المجلس العسكرى للقضاء على الثورة.. الغريب أن برنامج حزب الحرية والعدالة يستعير نصاً من مبادئ النيوليبرالية الأمريكية أو حرية السوق كما يفضلها الجمهوريون، وهى تدعو لانسحاب دولة الرفاهة من تقديم الخدمات المدعومة لمواطنيها وتُعلِى من دور رجال الأعمال فى إدارة شؤون البلاد والعباد، وفوق كل ذلك يجعل برنامج الحزب حقوق الفقراء مسألة تكافل اجتماعى يقررها أصحاب القلوب الرحيمة من الأثرياء وليست حقا أصيلاً.. الدولة ملتزمة به، ثم يلصق البرنامج وبكل أريحية صفة "إسلامي" بتلك المبادئ الأمريكية بشكل متكرر غير مبرر فاهم يا جنزورى!

وكحال رجال أعمال الحزب الوطنى، يضع رجال أعمال الجماعة أسماء زوجاتهم وأزواج بناتهم على المشروعات حتى يكون من الصعب تتبعها، ولنا فى زوجة خيرت الشاطر وزوج ابنته خير مثال ومن أبرز وأشهر ما يمتلكون محلات "استقبال" لبيع الأثاث الفخم، وتوجد فروعها فى أكثر المولات غلاء عبر مناطق القاهرة الراقية يذهب الشباب الفقير من الأحياء الشعبية إلى سيتى ستارز -على سبيل المثال- للنزهة يوم الخميس ليلاً ليشاهد كيف تعيش وتستهلك الطبقة العليا المصرية، ليجد الإخوان يعرضون له فى واجهة محل "استقبال" الكنبة الواحدة فقط بـ٦٠٠٠جنيه، وقد يكون هذا المبلغ هو كل ما يحتاج إليه كى يتزوج.. هل تعلم يا جنزورى أنه أثناء موجة المظاهرات الفئوية بعد الثورة سارع الكتاب المصريون الذين يعنون بحق بالعدالة الاجتماعية لمساندتها وأصروا على أن اعتصامات العمال والمدرسين والأطباء والموظفين جزء لا يتجزأ من استمرار الثورة، ولكن لم تكن تلك هى وجهة نظر د.محمد البلتاجى، ففى شهر يونيو الماضي، أدان البلتاجى على الموقع الرسمى للإخوان المظاهرات والاعتصامات الفئوية لأنها فى زعمه تؤثر سلباً على البلاد.

لا نستطيع أن نلوم البلتاجى على رأيه هذا، فهو يتسق اتساقا كاملا مع الأيديولوجيا الرأسمالية للجماعة، التى تعتمد فقط حقوق من يملكون من رجال الأعمال والنخبة الحاكمة على حساب من لا يملكون.. الجمهوريون فى أمريكا «خربوا امريكا »، وحكومة رجال الأعمال فى مصرايضا خربت البلد، ثم سقط كلاهما.. فهل سيزيد رجال أعمال الإخوان البلد خرابا فوق خرابها، ثم يسقطون كمن سبقهم؟

كارثة الأقارب وسيطرتهم علي حكم مصر؟

هل تعلم يا جنزورى

 أن الشيخ محمد حسان صهر عمر سليمان وبنت أخته متزوجة من مقدم أمن دولة يدعى رامى كيوان؟.. هل تعلم أيضاً أن شقيق سليم العوا متزوج أخت اللواء مهاب مميش قائد القوات البحرية المصرية السابق وعضو المجلس العسكرى المخلوع وأن عصام شرف هو أخو الأمين السابق لجماعة الاخوان إبراهيم شرف زوج مكارم الديرى -مرشحة الإخوان فى مدينة نصر2005- وأن الشيخ السلفى المشهورمحمد عبد المقصود شقيق اللواءعادل عبد المقصود مساعد حبيب العادلى وأن النائب العام هو ابن خالة وزير الداخليةالأسبق محمود وجدي وأن زوجة محمود وجدي وزير الداخليةالأسبق هى سكرتيرة سوزان مبارك وهل تعلم أيضا أن زوجة أحمد شفيق (نزيهة الجمال) هى عمة خديجة الجمال زوجة جمال مبارك وأن ابن الفريق أحمد فاضل -رئيس هيئة قناة السويس سابقاً- متزوج من بنت عمر سليمان وأن زوجة حبيب العادلى الأخيرة هى بنت عمة سوزان مبارك و طليقة أشرف السعد وأن زهير جرانة ومحمد منصور وأحمد المغربى أولاد خالة وأن على المصيلحى ابن خالة أنس الفقى وكليهما على صلة نسب بمنير ثابت أخو سوزان مبارك وأن سرى صيام رئيس محكمة النقض والد خالد سرى صيام رئيس البورصة، والمفاجأة يا دكتور جنزورى هى وان بنت كمال الجنزورى زوجة وكيل أعمال حسين سالم فى مصر، حسين سالم الذى يعلم بكل سرقات مبارك وامواله فى الخارج فهو حارس مغارة حسنى بابا والـ 40حرامى!

زوج ابنتك هو وكيل أعماله يا جنزورى! وتتباكى على الاقتصاد وأنتم من دمر الاقتصاد المصرى! هاتوا فلوسنا أنتم قسمتم البلد بينكم كعصر المماليك تماماً.. أنظر إلى صلات النسب والمصاهرة وانت تعرف من نهب الشعب المصرى يا عصابة حرامي!

اصدقاء مبارك وسوزان نهبوا ثروات مصر

مجتمع رجال الأعمال المصرى خلال عهد الرئيس السابق حسنى مبارك استفحل بشدة، فاتسع نفوذهم إلى درجة تدخلهم الواضح والكبير فى الوضع السياسى واللافت أن معظمهم خرجوا من أسر فقيرة، ما يؤكد أنهم كونوا ثرواتهم فى ظل النظام السابق مجتمع رجال الأعمال نجح فى أن يتصدر واجهة المجتمع المصرى فى عهد مبارك بشكل لم يحدث فى التاريخ المصرى قديماً أو حديثاً حسين سالم صديق الرئيس السابق حسنى مبارك الذى آثر أن ينجو بنفسه وأسرته على متن أول طائرة تاركاً (صديقه) مبارك يواجه الشعب، هو رجل إعمال غريب وغامض لكنه حاضر بقوة، ففى عالم المال يمثل رقماً لا يستهان به، وفى عالم السياسة يعد علامة بارزة. ويوضح أنه ظهر فى مجتمع رجال الأعمال فى عام1986، وتنامت مشروعاته فى السلاح والسياحة وتصدير الغاز لإسرائيل، حتى أصبح مهندس التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل

ففى عام 1928 ولد رجلين فى أسرتين متواضعتين، الأول أصبح رئيساً للجمهورية، والثاني أصبح أكبر رجل أعمال فى بطانة هذا الرئيس.... جمع بينهما البيزنس وفرقتهما ثورة الغاضبين على تحالف السلطة والثروة الذى مثله الرجلان طوال 30 عاماً فى حكم مصر، وما بين هذين التاريخين،يبقى الكثير للتاريخ أن يكتبه إنه حسين سالم الملقب بـ "الملك" والذي يعتبره المقربون من الرئيس مبارك الرجل الثانى فى هذا البلد استطاع حسين سالم أن يكسب صداقة مبارك منذ التحاق الأخير بالكلية الجوية حيث توطدت العلاقة بينهما، واختار سالم طريق "البيزنس" الذى جنى من ورائه الملايين بسبب صداقته لمبارك "الرئيس" فيما بعد... و لولا الاستجواب الذى تقدم به النائب الوفدى الكبير علوى حافظ فى مجلس الشعب عام1990 لظل الرجل الثانى مجهولاً فى كواليس حكم مصر فى عهد مبارك.، رغم أن ثروته بلغت فى سنوات هذا الحكم مليارات الدولارات فى حين تقدر ثروة الرئيس والصديق والرجل الأول بنحو 70مليار دولار فقط تفاصيل الاستجواب الذى تقدم به "حافظ" تم اخفاؤها من مضابط مجلس الشعب منذ أن كان الراحل رفعت المحجوب رئيساً للبرلمان "سيد قراره" حيث يحمل الاستجواب تفاصيل كثيرة وخطيرة فى حياة الرجل الغامض حسين سالم، لكن النائب السابق محمد شردى استطاع توثيق الاستجواب الخطير من خلال حوار طويل مع "حافظ" كما حمل كتاب "الفساد" لعلوى حافظ نفسه إسرارا أخرى خطيرة حول تجارة السلاح فى مصر، وأسماء المتربحين من تلك التجارة وعلى رأسهم حسين سالم ورئيس وزراء مصرى أسبق واثنان آخران... يكشف الاستجواب عن قضية خطيرة كانت تنظرها محكمة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية وتحمل رقم 147لسنة 1983 والمتهم فيها ملياردير مصرى بالحصول على عمولات من صفقة أسلحة لمصر بالاشتراك مع اثنين من عملاء المخابرات الامريكية "سى آى إيه" بالاضافة الى رئيس الوزراء الأسبق،ومعهم عدد من رجال حكم مبارك..

وحسب ما قدمه حافظ من مستندات ووثائق فإن المفاوض المصرى فى صفقات السلاح كان شريكاً فى شركة تدعى "فور وينجز" حيث رفض رئيس الوزراء وقتها أن تأتى صفقة السلاح لمصر عن طريق منحة لا ترد، وقدم حافظ صور الشيكات التى تسلمها الفاسدون، ولولا تضخم ثروة حسين سالم لذهبت هذه القضية طى النسيان بعدما قامت وزارة العدل بإخفاء هذه القضية لأنها تخص صديق رئيس الجمهورية.... استجواب علوى حافظ الذى فجر قضية صفقات الأسلحة كان صادماً ما دفع رئيس مجلس الشعب آنذاك رفعت المحجوب ان يطلب من مقدم الاستجواب ألا يتناول الأسماء التى وردت فى المستندات، بل وأصدر أوامره بعدم كتابة الأسماء فى مضبطة الجلسة التاسعة والثلاثين بتاريخ 5مارس عام1990 وقال الراحل علوى حافظ فى استجوابه : تجمعت لدى وثائق عن فضائح ارتكبها بعض الكبار، كلهم لصوص، كلهم نهبوا مصر، ان أمامنا تجربة ايران مع الشاه، وتجربة الفلبين مع ماركوس وزوجته ايميلدا، وكلهم سرقوا اموال الشعب، وأودعوها البنوك الخارجية وتصوروا انهم يستطيعون الاحتماء بقوانين البنوك فى فرض السرية على الودائع، ولكنها ظهرت الآن وهناك بيوت خبرة أجنبية متخصصة فى اقامة الدعاوى القضائية والبحث لاستعادة الأموال المنهوبة مقابل نسبة من هذه الأموال، فلماذا لا تلجأ الحكومة المصرية الى ذلك وأخذ علوى حافظ فى سرد الوقائع من خلال الوثائق التى حصل عليها قائلا"لدى محاضر رسمية موثقة وأفلام فيديو ممكن نشوفها وخطابات رسمية بتوقيعات مسئولين وأجانب، ومضابط رسمية لمجلس الشيوخ الامريكى وتقارير رسمية للجان الكونجرس الامريكى ووزارة العدل الامريكية، وأيضا معى كشف بأسماء وشخصيات مصرية وعالمية أبدت استعدادها للشهادة أمام لجنة استماع او تحقيق برلمانية يحددها مجلسكم الموقر" ومضى يقول: لقد قادتنى الصدفة إلى رجل أعطانى وثائق ومستندات خطيرة منها القضية رقم147 لسنة83 والتى تؤكد أن هناك مصرياً يحاكم أمام محكمة جنايات فى أمريكا واتضح أنه -حسين سالم- الذى يحن الى مصر بين حين وآخر بطائرة خاصة فى زيارات متقطعة وتم منحه آلاف الأفدنة فى سيناء واقيمت عليها قرية سياحية وأقام هذا الشخص لأول مرة ابراجاً فى سيناء رغم ان التخطيط العمرانى السياحى يمنع ذلك.

وجاء فى الاستجواب أن "سالم" نفسه اعترف بأنه قدم فواتير شحن مزيفة ومزورة لوزارة الدفاع الامريكية ودفع 3ملايين و20ألف دولار وهى قيمة الزيادة التى تقاضاها هذا "اللص" عن قيمة 8شحنات من أصل 34شحنة وباعتباره رئيسا لشركة وهمية تسمى "اتسكو" يشارك فيها بعض كبار المسئولين فى مصر وعناصر ملوثة ومشبوهة من عملاء المخابرات الامريكية، لقد كان اعتراف هذا اللص يا نواب الشعب المطحون هو بداية رفع الأقنعة عن فضيحة كبرى فى عالم القروض العسكرية لمصر، وكانت المفاجأة عندما قدم ممثل النيابة للمحكمة الامريكية مظروفاً اصفر مغلقاً بالشمع الأحمر وطلب من هيئة المحكمة أن تفتحه سراً، لأنه يضم أسماء متهمين مصريين، ولكن نظراً لحساسية أسمائهم ومواقعهم فى حكم بلادهم رأت النيابة عدم اذاعة اسمائهم سالم محمى من مسئولين كبار فى الدولة" هذا ما أكده الاستجواب الذى راح يوضح أنه رغم تورط "سالم" فى جرائم نصب ونهب وتزوير وخيانة امانة من اموال القروض التى تحصل عليها مصر وتمثل عبئاً على الاقتصاد الوطنى وفضائح تسيء الى سمعة مصر فهذه شركات وهمية اسستها عصابة مصرية أمريكية بأسماء مختلفة بدأت احداها باسم "ترسام" وسجلت فى جنيف عام1979 ثم غيرت اسمها" "أتيكو" وتم تسجيلها هذه المرة فى ولاية فيرجينيا الاميركية عام1981 ثم سجلت اخيراً باسم "الفور وينجز" وكان ذلك فى سان دياجو بألبهاما ولاتزال الشركة تعمل وتبتز اموال مصر لحساب الاربعة الذين وردت اسماؤهم فى المظروف السرى الذى قدمته النيابة الامريكية لمحكمة فيرجينيا.. واشار الاستجواب الى أن هذه الفضيحة رفعت القناع عن كارثة التلاعب بالقروض العسكرية بواسطة عصابة الاربعة، وكان يجب أن تتحرك الحكومة للتحقيق معهم فالمتهم حسين سالم وشركاؤه نهبوا من مصر بالتحايل والتزوير 73مليون دولار حتى المحاكمة ودفع منها "اللص" لخزينة المحكمة 3ملايين دولار، لينجو من السجن اما الباقى فقد تم توزيعه على الشركاء المصريين والأجانب وهذه القضية ارسلت بكامل مستنداتها الى وزارة العدل المصرية لكنها اختفت يوم وصولها وذكر "حافظ" فى استجواب ان دين مصر العسكرى للولايات المتحدة تجاوز وقتها 4.5مليار دولار بفائدة 14٪ وأن الشعب المسكين يتحمل فوائد الدين التى بلغت 600مليون دولار سنوياً، وهذا الدين بدأ مع معاهدة السلام عام 1979 وبعدها بدأت عصابة "الأجنحة الأربعة" فوراً العمل برئاسة سالم الذى منحته الحكومة اخيراً أغلب وأجمل أرض فى سيناء فى شرم الشيخ ليقيم عليها فندقاً عالمياً...

وتؤكد الوثائق ان مصر كان من الممكن ان تحصل على هذه القروض فى شكل منح لا ترد، لكن المفاوض وهو رئيس وزراء أسبق وجد أن المنح لن تمنحه فرصة التلاعب، فالعمولة التى فرضتها شركاته المشبوهة هى 10.25٪ من قيمة المنقول، اى ان الدبابة التى ثمنها 2مليون دولار تنقل بـ 2 مليون و250الف دولار، وبهذا وصل السلاح مصر بسبعة أمثال ثمنه الحقيقي.. وتكشف وثائق القضية ان اللصوص والشركاء الامركيين الأربعة هم "توماس ليكنز" و"ادرين ولسن" و"ريتشارد سكوارد" و"فون مارلد" والأول والثانى من أقذر رجال المخابرات الامريكية إذ قبض عليهما لاحقا فى قضية مخلة بالشرف، وصدر على أحدهما "ولسن" أحكام بالحبس بلغت 37 عاماً واتهم الاستجواب "الذى تبخر" عصابة الأربعة بأنهم كانوا وراء مصرع المشير أحمد بدوى بعد أن لقى حتفه ومعه 14 ضابطاً فى ظروف غامضة بينما طالب الحكومة بإعادة التحقيق فى الواقعة دون أى نتائج فضائح حسين سالم لا تقف عند حد، حيث قامت شركته "فور وينجز" بشراء 10 طائرات عسكرية من طراز "بافلو" لنقل الجنود من شركة كندية تدعى "دى هافلن" مقابل عمولات، وانكشفت الواقعة وحققت فيها الحكومة الكندية ثم قررت اغلاق الشركة الكندية، بينما اكتفى مبارك كعادته فى حماية شريكه الدائم ازاء القضية بالصمت ما لا يعرفه المصريون عن شركة الاجنحة انها شركة تم تسجيلها فى فرنسا وهى المورد الرئيسى للسلاح فى مصر.

هذه الشركة أسسها محمد حسنى مبارك عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية محمد أنور السادات، هذه الشركة تتضمن أربعة مؤسسين هم: محمد حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية انذاك منير ثابت شقيق سوزان مبارك. حسين سالم الصديق المقرب من مبارك ومالك شركة شرق البحر المتوسط لتصدير غاز شعب مصر لاسرائيل عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع السابق بعدما تردد اسم حسين سالم فى صفقات السلاح بسنوات، تردد اسمه فى صفقة تصدير الغاز المصرى لإسرائيل، واصبح المستفيد الأول من الاتفاق السرى بين مصروتل ابيب فيما عرف بفضيحة تصدير الغاز المصرى إلى اسرائيل اعتبره الكثيرون من المحيطين بالرئيس الرجل الثانى فى الدولة واستطاع أن يملك نسبة65٪ من اسهم شركة"EMG" وهى الشركة المسئولة عن تصدير الغاز للكيان الصهيونى بينما يملك رجل الأعمال الاسرائيلى "يوشى ميمان" 25٪ منها ويتبقى نسبة10٪ مملوكة للحكومة المصرية، ونصت البنود السرية فى اتفاقية تصدير الغاز على أن تقوم شركة "شرق المتوسط" بتصدير 120 مليار متر مكعب من الغاز لاسرائيل مقابل 28 مليار دولار!!!! وتعد شركة "EMG" المسجلة فى المنطقة الحرة الوحيدة التى تملك حق تصدير الغاز من مصر لتل أبيب بعد أن تأسست الشركة عام2000، ليركز نشاطها الرئيس على انشاء وتملك وادارة شبكة خطوط الأنابيب الناقلة للغاز لدول حوض البحر المتوسط... حاول سالم فى حوار نادر أن يغسل يده من العار الذى لحق به جراء صفقة تصدير الغاز عندما قال: إنه تم تكليفه بإنشاء الشركة تحت اشراف الاجهزة الأمنية وفى إطار موافقة مجلس الوزراء، لكن لم يفصح أحد من الذى كلفه تحديداً بإنشاء تلك الشركة.. ومن نافلة القول أن سالم كان أبرز الحضور للحفلات التى كان يقميها سفير اسرائيل فى مصر بمقر إقامته بحى المعادى، ورغم أن بعض أعضاء مجلس الشعب وجهوا الاتهام لسالم بأنه قام بتبديد جزء من ثروة مصر القومية بسبب بنود اتفاقية تصدير الغاز التى يحافظ على هذا التدفق مدة 15عاماً الا أن ذلك لم يجد نفعاً ما دفع طلعت السادات النائب السابق بالتحفظ على ممتلكات سالم وادراج اسمه على قوائم الممنوعين من السفر، حيث وصف طلعت السادات , حسين سالم بأنه "جوكر النظام.

فضائح كثيرة لنظام مبارك تجد فيها اسم حسين سالم فارضاً نفسه على مجرياتها.. فقد تفجرت فضيحة كبرى بعد بيع الشريك الاسرائيلى لحصته فى شركة "ميدور" للبترول والتى يمتلك فيها الرجل الغامض اسهماً بلغت 2٪ وتمتلك الهيئة المصرية للبترول60٪ و18٪ للبنك الأهلى بينما تمتلك شركة "ميرهاف" الاسرائيلية نسبة 20٪ من رأس المال، وشركة ميدور بسيدى كرير تمتلك مصفاة ضخمة وتعد من أحدث المصافى البترولية فى العالم وتبلغ طاقتها 100ألف برميل يومياً، وتفجرت الفضيحة عندما اشترى البنك الأهلى38٪ من معمل تكرير "ميدور" وهى حصة الشركة الاسرائيلية وأسهم حسين سالم ثم عاد سالم ليشترى حصته وحصة الشريك الاسرائيلى مرة أخرى!! بدأ سالم فى عام1967 فى مجال السياحة فى شرم الشيخ وسيطر على خليج نعمة بالكامل وهو ما جعل الرئيس مبارك يذهب إلى هناك كل عام لقضاء اجازته الصيفية، فى منتجع "موفنبيك جولى فيل" الذى يملكه سالم، بالاضافة الى فنادق بالأقصر وشركة مياه فى جنوب سيناء، فضلاً عن استثمارات فى الساحل الشمالى.. لم ينس "سالم" صديقه الذى تربح من ورائه، فقد قام ببناء قصر كبير ليصبح بديلاً عن قصر المنتزه فى الاسكندرية، وقام بإهداء القصر إلى مبارك ، حتى يكون فى مصاف ملوك ورؤساء دول الخليج الذين يملكون قصوراً فى ذلك المكان وشوارع تحمل أسماءهم ، لم يكتف سالم بذلك بل قام ببناء أكبر مسجد فى شرم الشيخ وهو"السلام" عندما علم بنية الرئيس بقضاء اجازة "عيد الفطر" هناك بتكلفة 2مليون جنيه، وبالطبع فإن سالم من اوائل الذين يملكون طائرات خاصة فى مصر فلديه طائرتان له ولابنه الوحيد خالد. أخيراً.. وفى يوم الأربعاء 26 يناير وفى صبيحة ثورة الغضب المصرى قام حسين سالم بمغادرة مصر على متن طائرته الخاصة متجهاً لاسرائيل ومنها جنيف ليستقر هناك هرباً من نار الغضب وسياط الملاحقة القانونية..

ورغم المحاولات التى بذلها سالم لنفى هروبه خارج البلاد، إلا أنها باءت بالفشل و نشرت الاهرام نبأ مغادرته مصر مع اسرته دون ان يسعى سالم لمعرفة ما حدث للرئيس"صديقه" فضلاً عما حدث لمصر وشعبها.. بيزنس العديد من الوزراء ورجال الاعمال فى نظام مبارك وكيف كان النظام السابق حريصاً على أن يسكت كل مسؤول يتم تغييره بمكافأته بمنصب آخر، كاختيار رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد رئيساً لأكبر مصرف فى الشرق الأوسط وبأعلى راتب، أيضاً وزير الصحة الأسبق محمد عوض تاج الدين الذى عين مديراً لإحدى شركات الأدوية، وترأس وزير قطاع الأعمال الأسبق مختار خطاب لإحدى الشركات الكبرى.. هذا غيض من فيض والملف متخم بالفساد وفضائح الفساد.. الفضائح تؤكد ان البلد كانت منهوبة.. كانت خرابة .. تكية خاصة يرتع فيها أصحاب الثقة والمقربون من أسرة الرئيس المخلوع مبارك.. مثل سيدة اعمال اسمها زينات الكموني 70سنة وهى صديقة مقربة من سوزان مبارك، وزوجة الطيار سمير رمضان زميل وصديق مبارك منذ ما يزيد علي نصف قرن.. هى سيدة محصنة بجدار فولاذي.. لدرجة تجعل قيادات مطار القاهرة الدولى لا يدخرون جهداً، لإنهاء إجراءات سفرها وعودتها، واستقبالها في صالة كبار الزوار، تنفيذاً لتعليمات صادرة من رئاسة الجمهورية.. الجميع لا يعرفون عنها سوى أنها شخصية هامة ، دائماً تكون فى صحبة سوزان مبارك، وقليلون هؤلاء الذين يعرفون أنها كلمة السر في بيزنس البترول، وفي حقيبة يدها مفاتيح الأبواب المغلقة.. العلاقة الوطيدة بين مبارك وسمير رمضان كانت دافعاً لأن يقطنا في شقتين متجاورتين بإحدي بنايات مصر الجديدة.. العلاقة بين الأسرتين تنامت أثناء سفر مبارك في نهاية الستينيات،الي الاتحاد السوفيتي، للحصول علي دورة تدريبية، بعد نكسة يونيو  فتولي سمير رمضان رعاية أسرة مبارك وتوطدت علاقة زينات الكموني بسوزان مبارك، وقتها طلب مبارك من سمير رمضان شراء ثلاجة وساعده سمير رمضان فى عملية الشراء من أحد معارفه..  فى تلك الأثناء - وحتى الآن- لم يكن لزينات أبناء، فكانت تشغل وقت فراغها بالاهتمام بنجلي مبارك علاء وجمال اللذين تعلقا بها إلى أن شاركتهما فى اختيار زوجتيهما، فصارت الصديقة الأنتيم لزوجة مبارك، وكان مسموحاً لها ما كان ممنوعاً علي الآخريات فكانت سوزان تقابل زينات بملابس المنزل، وتتحدث معها في جميع الأمور الخاصة بزوجتي علاء وجمال، هايدى راسخ وخديجة الجمال.والعجيب الذي لايعرفه احد قط ان علاء وجمال لم تكن امهم سوزان بل تدعي فتحية فان سوزان مبارك لم تنجب ولكنها كانت خرج بيت وكانت متزوجة من رجل قبل مبارك لمدة عامين وثلاثة شهور و17 يوم لانها لاتنجب علي الاطلاق وسجل مبارك الطفلين باسمها حتي تستطيع ان ان تعيش مع مبارك علي انها ضرة لام الاولاد وهذا سر لايطلع عليه احد حتي الان ولكنه هو الحقيقة المرة ؟!

من بوابة العلاقات الخاصة، والصداقات الوطيدة، دخلت زينات الكموني عالم البيزنس وحددت لنفسها نصيباً يليق بها وبمكانتها وحجم علاقاتها من مغارة مبارك بابا وأسرته المعروفة مجازاً وزارة البترول.... ففى كواليس وزارة البترول تختبىء تفاصيل النهب المنظم والطرق الملتوية الغامضة لتسهيل الاستيلاء على المال العام مجاملة لمبارك وزوجته او الليدى ماكبث مصر سوزان هانم مبارك .. لذلك استثمرت زينات الكموني صداقتها بحرم الرئيس السابق، ودخلت فى مجال البيزنس والعمل العام وأصبحت زميلة لسوزان في مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة، وبعدها حديقة الطفل، التي أنفق علي إنشائها مئات الملايين إتاوة من شركات البترول... وعن طريق فرض الإتاوات على الشركات، عرفت زينات طريق الكنز، أو باب مغارة مبارك بابا، فأسست شركتين هما "ماك أويل لتموين السفن" و"ماك اويل ايجيبت" للحصول على نصيب من حصة الكبار في غنيمة البترول عن طريق التعاقدات المشبوهة.. العقد الأول جرى توقيعه بين الجمعية التعاونية للبترول، وماك اويل مصر، بغرض تموين السفن داخل البحر، وتأجير البارجات وناقلات التموين، على أن يكون سعر الطن  9دولارات.. أطراف هذه التعاقدات.. الهيئة العامة للبترول - الجمعية التعاونية - شركة النصر - شركة زينات الكموني- المثير هنا، ان الجمعية التعاونية طبقاً لنشاطها ليست مختصة بتموين السفن وتأجير الناقلات، وكذلك شركة ماك اويل ايجيبت المملوكة لزينات الكموني غير متخصصة في هذا النشاط، وهذا يعني ان من لا يملك منح من لايستحق!!

لكن البحث عن الخفايا يشير لنا، أن العقد الأول كان مغلفاً بالتحايل للحصول على البارجات ورفع العلم الاجنبي عليها للتهرب من الرسوم والضرائب المستحقة للجمارك وهيئة الاستثمار باعتبارها ناقلات اجنبية، لكن هذه الحيلة كانت لاستغلال المعدات الرخيصة للجمعية التعاونية لأنها قطاع عام، وبعدها تم الانسحاب من هذا التعاقد.. وتم توقيع تعاقد آخر مع شركة النصر للبترول وكان التعاقد بسعر 5 دولارات للطن بفارق 4 دولارات عن الطن الواحد. وهذه الحيلة تعظم الفارق في مجمل الأسعار بما قيمته 120 مليون دولار سنوياً، فارق أسعار فقط، لكن التعاقد هذه المرة جري مع شركة ماك أويل لتموين السفن المملوكة لـزينات الكموني.... أما الشركتان المتعاقد معهما تتبعان الهيئة العامة للبترول والتعاقدات تمت بمعرفتها، وبتوقيع نائب الرئيس التنفيذي للعمليات محمد شفيق.... زينات التي فازت بجميع التسهيلات في مجال بيزنس البترول يشاركها في هذا النشاط شخص يوناني غامض وهذا الشخص غير المعلوم في الأوساط البترولية بغير شهية البحث عن دوره الحقيقي، هو شريك فعلي، أم أنه ممثل لشركاء آخرين، خاصة أن مساهمات أسرة مبارك في الشركات اليونانية، محل اهتمام وبحث الآن، مع جميع المتهمين.. لم تتوقف حكاية زينات عند ذلك، فهي دائمة السفر مع زوجها إلي العواصم الأوروبية ومن بينها »أثينا« وبروكسل وفرنسا للتسوق واقتناء المجوهرات، بالإضافة إلي لندن، وكانت الدائرة المحيطة بالبيت الرئاسي تتعامل معها بقدر وافر من الحفاوة، ابتسامات من زكريا عزمي وهرولة من السكرتارية وخلافه، خاصة أن هؤلاء يشرفون علي إقامة  زينات وزوجها سمير رمضان مع أسرة مبارك، في استراحة رئاسة الجمهورية بـ كبريت وتقيم زينات في قصر بمنطقة هرم سقارة مساحته نحو 5 أفدنة، ولم يبتعد زوجها عن البيزنس المغلف بالنفوذ، فهو رئيس مجلس إدارة شركة CTC الفنية للاستشارات الهندسية ونشاطها الاستيرادى من الخارج، ووكيل تجاري أحد أنشطته توريد الرصاص المطاطي لوزارة الداخلية، وأسندت له هذه العمليات بتعليمات رئاسية، فالعلاقة قديمة ، والاثنان مبارك وسمير رمضان كانا يقرض كلاً منهما الآخر قروضاً صغيرة في الأزمات والطوارئ، شأن الأسر المتوسطة في الأيام البعيدة.... فاصدقاء مبارك وسوزان هم من نهب ثروات مصر على مرأى ومسمع من مبارك

الصحافة المصرية على المحك

لا ادرى متى تتخلص صحافتنا القومية الحكومية من اطارها التقليدى الذى ظلت عليه منذ عقود سواء من حيث الشكل او المضمون الا قليلا .فالعناوين تكاد تكون بنفس اسلوب عناوين القرن الماضى . فالصياغة هى نفس الصياغة وطريقة الطرح والعرض هى ايضا نفسها .اما الشكل والاخراج الصحفى فكأنه كيان او هيكل مقدس حرام المساس به .مع انه من الممكن تطوير الشكل مع الاحتفاظ بالثوابت على اعتبار انها من شخصية الجريدة .صحافتنا القومية الحكومية ظلت وحدها على الحجر مدللة لعقود طويلة .اما اليوم فالوضع مختلف .فبعد ان كان لايوجد فى مصر سوى اربعة صحف يومية فقط (3 صباحية وواحدة مسائية ) صرنا اليوم نشاهد مئات الصحف على الارصفة .واصبحنا نستيقظ كل صباح على صدور صحيفة جديدة تماما مثلما نفاجأ كل يوم بظهور كليب جديد لمطرب مغمور او فاتنة تعتمد على الاثارة والتعرى .

ويبدو ان الصحف الوليدة اعتمدت على نفس اسلوب كليبات الاثارة والتعرى ولكن بالالفاظ والكلمات . فهناك صحف معارضة فقط من اجل المعارضة - على الرغم من ان المعارضه هى ايجاد البديل - وهناك صحف تزعم انها مستقلة ولا ادرى ممن حصلت على استقلالها . تشتم وتسب وتلعن مستغلة مناخ حرية الصحافة .

والصحافة القومية الحكومية التى يفترض ان تكون هنا ( ضابط الايقاع ) وسط كل هذا الزخم والصخب الصحفى , صوتها يبدو نشازا لانها لم تفكر فى تطوير نفسها والخروج من شرنقة المحاذير التى اعتادتها مثل الدفاع عن الحكومة سواء اصابت او اخطأت وتبرير افعال الوزراء والمحافظين . وخير مثال على ذلك

"اسرار لم تنشر قبل ذلك"

 محافظ كفرالشيخ احمد زكى عابدين الذى وصف منصب المحافظ بانه منصب وسخ , على خلفية ازمة الدقيق بينه وبين اهل البرلس , وعندما كان محافظا لبنى سويف ضرب مواطن بالشومة , وهذا المحافظ لمن لايعرفه سليل اسرة اخوانية كبيرة وكان ضابط سابق فى الجيش ويصيغ افعاله بقوة السلطة المخولة له كمحافظ فى حكومة اللواءات الى جانب انه احد اقارب الدرجة الاولى لعبد الحكيم عابدين سكرتير عام الاخوان المسلمين وصهر حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين . كيف وصل للسلطة هنا علامة الاستفهام فالدولة تعادى الاخوان ؟!. ولكن المحافظ نجح فى اقناع الجميع عن طريق صحف الحكومة بأنه ليس من تيار الاخوان المسلمين وانما يعمل لمصلحة الدولة , وباع الفكرة لنظيف رئيس الوزراء , فقد اجاد لعبة (التقية السياسية ) واظهر مالا يبطن منتظرا القضاء على خصومه قبل ان يكشف عن هويته الاخوانية . واغلب الظن انه سيفعل ذلك لو نجح الاخوان فى الوصول للحكم مثلما فعل رجب طيب اردغان.فالرجل ارتطم بكافة شرائح المجتمع من اطباء ومعلمين وصيادين كأنه يحرج النظام عامدا متعمدا , الى جانب مايخرج من لسانه من قاذورات لفظية . كان يجب على الصحافة القومية والحكومية ان توقفه عند حده ولكن الرجل عندما تولى امر محافظة كفرالشيخ اجتمع مع المراسلين الحكوميين وقال لهم يجب ان نقسم الادوار علينا . فاصبح الجميع يمتدحون الرجل ويبررون له الاخطاء .والامثلة كثيرة على ان الصحافة القومية الحكومية لم تقم بدورها فى محاسبة كل مقصر فالصحف تنوب عن الجماهير وهى عيون الجماهير التى ترى وآذانها التى تسمع ,ولكن شرنقة المحاذير التى اعتادتها يصعب التخلص منها .لذلك ظهرت الهوة شاسعة بين الصحافة القومية الحكومية المتقوقعة داخل نفسها والصحافة الخاصة التى رأت ان الملعب خال لها .

وأصبحنا إمام تجربتين صحفيتين , تجربة قديمة ( الصحف القومية الحكومية) التى لايزال صوتها خافتا مقارنة ب(الصحف الجديدة حديثة الإصدار ) التى بالصوت العالى استغلت مناخ حرية الصحافة اسوأ استغلال معتقدة أن الصحافة مجرد نشرة معارضة ونقد وشتم ومعايرة . مستثنية البند الأهم فى رسالة مهنة البحث عن المتاعب الا وهو (التنوير).فالصحافة يجب أن تقود المجتمع الى النور .

والشىء المبكى والغريب ايضا الرقابة على الصحف وبخاصة الصحف التى تصدر بترخيص اجنبى . فاكثر الرقباء بادارة الرقابة على الصحف الاجنبية لايفهمونها ويحسبون انها تكميم للافواه والاقلام . ومسابقة بينهم وبين الصحف فى المكر والحيلة , فكلما خطر لهم ان صحيفة من الصحف تلعب بالالفاظ لتفويت خبر من الاخبار , داخلهم الغرور وظنوا انهم يغلبون الصحيفة فى المكر والدهاء . فيصرون على منعه  ومنع الاشارة اليه .ومن ترخص منهم فى السماح بالنشر فذلك كمجاملة لصحفى ما من اجل الصداقة او المنفعة المتبادلة .

اما الصحافة فى الغرب وامريكا فشىء مختلف تماما . واضعوا النظام السياسى الامريكى ادركوا من البداية قوة الاعلام .فتوماس جيفرسون - خطيب الثورة الامريكية وثالث رئيس لامريكا يقول: ( لو كان الاختيار بين حكومة بدون صحافة , او صحافة بدون حكومة ..ساختار الاخيرة). لذلك حرم هؤلاء المؤسسون للنظام الديمقراطى الامريكى منذ نحو قرنين وربع القرن الحكومة من امتلاك اى صحيفة او وسيلة اعلام .لان الصحافة هى السلطة الرابعة بعد السلطات المستقلة الثلاث - التنفيذية والتشريعية والقضائية - والتى تراقب كل منها الاخرى ولديها صلاحيات متوازنة . لذلك يصبح منطقيا ان تراقب الصحافة الجميع وتكون مملوكة للشعب فقط . وتعتمد فى اصدارها على سند قانونى واحد وهو: ضمان حرية الرأى والتعبير التى ينص عليها الملحق او التعديل الاول فى الدستور الامريكى او ما يعرف بوثيقة الحقوق . ومن ثم انت لاتحتاج الى اى تصريح رسمى او ترخيص او موافقة أمنية لاصدار صحيفة فى امريكا .

اذهب واطبع ووزع وقل ماتشاء فسينطبق على ما تكتبه ماينطبق على ما تنطق به انت او غيرك من حرية القول مادمت لاتطعن فى ذمم بلا دليل او تشتمهم او تشهر بهم . وهو امر تحكمه ( على المتضرر اللجوء للقضاء) , اما اذا كان المتضرر او المتعرض للنقد مسئولا او شخصية عامة فيجوز فيه مالا يجوز فى غيره من الافراد العاديين وهو امر تحكمه (ان لم تكن تحتمل الحرارة فاخرج من المطبخ ) اى ان احدا لم يضربك على يديك للدخول فى السياسة او الانتخابات فانت شخصية عامة تدخل بيوت الناس بصيتك وبالتالى يجب ان تتحمل فضولهم على حياتك وتساؤلاتهم على ما تكسبه ومن اين لك هذا؟. اما الحكومة فمحظور عليها ملكية او ادارة او توظيف وسائل الاعلام مكتوبة او مسموعة او مرئية. وهذا هو الفرق بينهم وبيننا فى مجال الصحافة والاعلام .

فالصحافة يجب ان تقود المجتمع الى النور والتنوير .وذلك ليس برصد الاخطاء فقط او لمجرد السبق الصحفى فى اكتشاف الاخطاء ,بل مع تقديم روشتة علاج حقيقية لامراض المجتمع .الصحافة صناعة مثلها مثل اى صناعة تتطور وتتجدد وصارت اكثر انفتاحا فى ظل السموات المفتوحة . ومن هنا ظهرت الهوة بين الصحافة القومية والحكومية المتقوقعة على نفسها والصحافة الخاصة التى رأت ان الملعب خال لها لتصول وتجول وتسب وتشتم وهى تظن وتزعم ان هذا التبجح نوع من انواع حرية التعبير عن الرأى . ونجحت بكل آسف بهذا الاسلوب الاعلامى الرخيص فى استقطاب عدد لابأس به من قراء الصحف القومية الحكومية . فالصحافة المصرية على المحك .فان توقفت تروسها عن الدوران داستها الاقدام على الارصفة واختلت العملية الصحفية برمتها . والعلاج ان ترفع الدولة المصرية يدها عن الصحف القومية وغير القومية ,والغاء الرقابة بكافة صورها على الصحف , وحرية اصدار الصحف بدون قيد او شرط او موافقات امنية

الصحافة المصرية فى نفق مظلم

لولا هذا الغضب , هذا السخط , هذا التمرد , هذه الثورة على الاوضاع القائمة فى مصر ما كان التطور ... فالتطور هو محاولة الانسان بكامل حريته وعبقريته , ان يصنع ما هو افضل واجمل وارخص واكثر تحقيقا لمتاعبه ...والشعوب التى لاتعرف الغضب ستظل جامدة ... ستظل ظلا لكل الظروف ... بينما المطلوب ان تسبق الظروف ... وان تمهد وتضىء الطريق لخطوات جديدة للامام !!!... مما لاشك فيه ان اى شاب لايعرف الغضب ليس بشاب ... وانما هو شيخ وان كانت شهادة ميلاده تؤكد عكس ذلك ... فالشيخ هو الذى ادرك انه عند نهاية الطريق ... وانه معلق فى مظلة تقترب من الارض ويريد ان يكون هبوطه هادئا ...

غير ان بعض الشيوخ لديهم عقول وقلوب شابة ... طوروا بها مجتمعاتهم ... والتاريخ يحفظ لنا عددا هائلا من اصحاب القلوب الشابة الغاضبة الساخطة التى ابدعت وطورت رغم انها عند نهاية الطريق !!!.. والشاعر يقول : (نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا )... فالزمان هو نحن ... وان كان هناك عيب ففينا وعلينا اصلاحه ..وهذا ما نفعله جيلا بعد جيل ...وهذا هو التطور العلمى والاخلاقى والاجتماعى !!! ومن هنا التقط طرف الخيط كصحافى لكى اتحدث مع القراء واهل الصحافة عن ازمة من اكبر ازمات الصحافة الحديثة فى مصر الا وهى ازمة المقال الصحافى بجميع انواعه سواء كان مقالا سياسيا او اجتماعيا او ثقافيا او تنويريا !!! ...

فالمقال الصحافى على اختلاف انواعه فى الصحافة المصرية يكاد يكون ترديد ممل ومبتذل لشعارات وصياغات مقولبة لم تتغير منذ اكثر من نصف قرن او يزيد ... حيث نجد معظم المقالات لاتقدم اى فكرة جديدة ... ولكن تقدم ترديدا مملا ... لوجود قناعة ظنية لدى البعض فحواها : ان استعمال واستخدام الكلمات الرنانة والطنانة تنتج ادبا يعبر عن مكنونات الصدور..... الى جانب ان بعض كتاب المقال الصحافى يظنون كل الظن ان الكتابة عن القضايا الصغيرة الشعبية التى تحدث فى بيوتنا وشوارعنا ومدارسنا ومزارعنا التى تفضح وتكشف عورات النخب امام الفقر الرهيب الذى يعانى منه جموع الشعب المصرى تقلل من قيمة المقال ومستوى كاتب المقال !!! على الرغم من ان العكس هوالصحيح ...

المقال الصحافى بحد ذاته ابداع فكرى ....وقدرة على رؤية الحقيقة وطرحها بكل ما بها من بشاعة وقبح اذا لزم الامر ... وفن صياغى وليس طرح رؤية بطولية تتحدى طواحين هواء (سرفنتس ) ... المقال الصحافى ليس عرض حال وليس هوية فكرية شخصية تكرر فى كل مقال او نص !!! وليس مجرد ردح ومقولات تعبر عن الالم الشخصى ...

فالمقال عبارة عن نص للتعبير عن مواقف ثابتة ومحاورة للواقع فى نفس الوقت !!! لكى نفهم العوامل المؤثرة على تطورات الاحداث حتى نضع التقييم الدقيق لما نواجهه !! .. ولكننا للاسف فى صحافة مصر نتقدم للخلف وليس للامام !! حيث نرى تراجعا كبيرا فى مستوى النص او المقال لغويا وفكريا الى جانب التراجع الاكبر فى الجرأة على ان نطرح الحقيقة بكل بشاعتها وسوداويتها حتى لو كانت صعبة على البعض منا !!! الى جانب ان الرعيل الاول ترك شرخا فى صروح صاحبة الجلالة وتطور الصحافة بصفة عامة ... وبخاصة فى نشوء كتاب قادرين على صياغة النص بشكل بعيد عن حصص الانشاء والتعبير المدرسى فى السياسة والثقافة بوجه عام !!!... معظم المقالات والكتابات الصحافية التى نراها على صفحات الصحف المصرية والعربية مليئة بالضجيج الذى لايروى عطشنا للمعرفة ولا يوصل رسالة ...

الى جانب اننا نصطدم بالاسفاف اللغوى والفكرى وفقر الدم الثقافى والمعرفى لدى الكثير من الكتاب والصحافيين ... حيث نجد المقالات الصحافية تعج بالسجع الفكرى والسياسى والثقافى دون ان يراعى الكاتب الموقف العينى الذى اختطه لنفسه الى جانب الفكرة الضيقة التى يحركها غضبه المشروع من واقع ملىء بالقهر ... والى هؤلاء الذين يصدعون ادمغتنا ليل نهار من خلال الصحافة والفضائيات حيث يتم تقديمهم لنا على انهم كتاب سياسة ومحللين كبار للسياسة اقول : الكتابة السياسية تحتاج الى رؤية فكرية والمام واسع فى فهم ما وراء الخبر ومتابعة تفاصيل كثيرة جدا لدرجة الارهاق والانهاك الفكرى من اجل صياغة مقال سياسى نجد فيه خصوصية الرؤية وليس مجرد مع او ضد فلان ... او يعيش او يسقط فلان !!!

فمعظم المقالات السياسية تعبر عن شخصنة المواقف السياسية ونرجسية الذات الوطنية او البطولية فى اختيار الصياغات المشخصنة والمغموسة بالنرجسية لذلك فى التلخيص الاخير فى المقال الصحافى السياسى لانجد شيئا ... الى جانب التفكير السياسى المبتذل الذى يضلل الجماهير اكثر مما يساهم فى توعيتها ... وهذا النموذج نراه عندما يكون الكاتب من تيار سياسى معين حيث نجد كتاباته واطروحاته تعبر عن هذا التيار السياسى وليس توعية الجماهير حتى وان كانت التوعية عكس ما يعتقده تياره السياسى !!!

لذلك نجد ان ضحالة المستوى الصحافى لدى كثير من العاملين بالصحافة المصرية ... ولهذا لم تتطور صحافتنا وظلت محلك سر !! ... حيث نجد تراجع كبير فى المضمون والمحتوى الصحافى يقابله زيادة رهيبة فى الكم الصحافى من صحف وصحافيين ... وبالتالى فقدنا التأثير السياسى والفكرى والتنويرى والاجتماعى والثقافى بشكل يبعث على القلق والدجر فى نفس ذات الوقت ... فالتطوير الصحافى فى مصر لم يكن فى المحتويات والمضامين والقدرات الصحفية ... فحلم اى صحافى ان ينضم لنقابة الصحافيين ويحصل على كارنيه يؤكد عضويته فيها يبرزه كلما دخل فى مكان ما ... مع العلم ان وضع نقابة الصحافيين غير دستورى بناء على نص حكم المحكمة الدستورية : بعدم احقية النقابة فى اصدار التراخيص بمزاولة المهنة , والغاء وجود نقابة واحدة للمهنة الواحدة .. ولكنه نسى او تناسى عن قصد منه ان يطور فى ثقافته و محتوياته ومضامينه وقدراته الصحافية .... من العجيب ان نعرف وياليتنا ما عرفنا ان التفكير الاساسى وراء اصدار اى صحيفة جديدة فى مصر لم يكن من اجل قناعات او ضرورات سياسية او فكرية او

 

ثقافية بل شكلت ارباح الدعاية التجارية المضمون والهدف الرئيس والاساسى وراء اصدار اى جريدة !!!

لذلك نجد معظم هذه الصحف على هامش الصحافة حتى وان كانت حكومية وتمتلكها الدولة مثل صحف الاهرام وغيرها من الصحف التى تفتقد الى نهج يوجه نشاطها الصحافى والاعلامى ... حيث تظن صحيفة كالاهرام ان الاعلان هو معيار قوة الصحيفة ... وهذا خطأ جسيم يجب ان يحاسب عليه رئيس مجلس ادارة الجريدة او المؤسسة ورئيس تحريرها حيث نرى تطورا كميا يقابله تلاشى فى المضمون الصحافى فى ابسط اشكاله وهذا اوضح من الشمس فى رابعه النهار !!! حيث نجد الاعلان يحتل مايزيد عن 70% من مساحة صفحات الجريدة وما تبقى من مساحة هو مجرد تعبئة فراغات الى جانب الغياب الواضح والفج للرؤية الاعلامية وهشاشة المضامين الصحفية المنشورة داخل الجريدة التى تفتقد للمعايير الاولية فى الثقافة ... وغياب الرؤية التنويرية جعل الجريدة فى مزيد من التأزيم الثقافى والفكري الى جانب انها اصبحت مجرد نشرة اعلانات لا اكثر ولا اقل !!! من المضحكات المبكيات ان ترى جرائد حكومية وبعض الجرائد الخاصة تكتب فى الترويسة (الاشتراكات السنوية مقدارها كذا ) وهذا خطأ كبير تقع فيه معظم الجرائد الا من رحم ربى!!

هم يجهلون تاريخ التطوير الصحافى فى مصر وقطار التغيير فى بلاط صاحبة الجلالة الى اى محطة وصل !!! لان الاشتراكات فى الماضى كانت من الموارد الثابتة المنتظمة لاى صحيفة فى مصر !!! ولكن الصحف فى العصر الحبالى تعتمد على البيع فى القاهرة والإسكندرية والاقاليم والمحافظات ذات الكثافة السكانية المرتفعة ولا تعول على الاشتراكات ... حيث لم تكن وسائل البيع فى الأقاليم والمحافظات ميسورة فى الماضى فضلا عن الصحف الأسبوعية او الشهرية الى زمن قريب !! ومن المضحكات المبكيات ايضا السرعة الرهيبة لبعض الصحف المصرية والعربية الى اطلاق مواقع الكترونية تستنسخ الصحيفة الورقية لها دون تحديث او تغيير ... مما يدل على البدائية والسطحية فى التعاطي مع الإعلام الالكترونى المقتحم بخطى سريعة وثابتة لعالمنا ... فعقليتنا لاتزال فى مرحلة ما قبل الانترنت او عقلية ما قبل التغيير والتطوير !!! الخلاصة ان الانترنت جاءت لصحافتنا المملوءة بالمشاكل الذاتية لتعالج على نطاق محدود انترنتيا مشاكل صحافتنا الفارغة من المضمون ولكن باسلوب عاطفى لايخلو من السطحية وتفاهة العرض لما تعانية صحافتنا.

 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق