السبت، 16 نوفمبر 2013

كتاب التجسس لدحلان وابو مازن رقم 1

هذه الأرض التى زُهقت ملايين الأرواح على بسيطتها حتى اختلطت دماء الشهداء برمالها فازدادت حسناً وكبرياءاً.. رفعت الأقلام وجفت الصحف وحانت ساعة الفصل.. جاءت الساعة التى يصطف فيها آل الأخرس ومحيدلى وعبود وإدريس ليتلقى كل منهم العزاء فى ابنته.. لك الله يا آيات الأخرس.. يا من تكلمت وحدك والعالم العربي أصم أخرس وبحثتِ عن عريس الجنة فى ريعان شبابك وأيقنتِ إن الفرق بين الميت والميت الحي.. صرخة وطلقة نار.. بلادنا بتنشع موت وبتشتهيك يا ضيّْ، يا مين يلم اللحم فوق العضم ويرد فيه الروح عشان أرجع أموت تانى.. مدام العين بتتاخد وحلم الناس بيتاخر.. جوزت قلبى للحمام الزاجل وللحيطان الخرس.. خلفت أطفال القيامة.. يا أمَّهْ، يا دمعة المنديل وشمعة القنديل.. الخيل بترمح ع الجبين من غير صهيل.. من حقنا نعطش.. من حقنا نختار.. من حق قلب الصغار يستخبى م الألم أو ينفطم ع النار.. من حقنا نخبز عجين القهر فوق ضهرنا العريان.. مدام العين بتتاخد وحلم الناس بيتاخر.
هذا هو حال ولسان حال فتيات فلسطين اللائي يشعرن بالمهانة والمذلة وأعين اليهود ترمقهن فى غدوهن ورواحهن، أو يفتشوا أمتعتهن..  فما بالكم بالرجال؟.
فالفلسطينى ولد على مرضعة من الصخر وكان مداده العلقم، فتربى على الرجولة، فقد ورث عن آله وأجداده: أن الأرض أرضه وحياته وعرضه.. فمن يفرط فى هذا الشرف الغال؟!الا الخسيس الذي يفضل الذل والهوان ويعيش في كنف ابو مازن ودحلان ان                                                                                                                                                                                                                                                   
الشعب يناضل تحت إمرة مشكوك فى أمرها فوكالات الأنباء تطالعنا عن العديد من الفساد الذى يستشرى بين جنبات السلطة الفلسطينية.. فمنهم العملاء، ومنهم الجواسيس والخونة الذين باعوا الأرض والبلد بثمن بخس -دراهم معدودة- بحجة مائدة المفاوضات مع العدو لقاء أن يعيش حياته.
فالرئيس عرفات -زعيم حركة فتح-  اتهموه باختلاس أكثر من 70ملياراً من أموال السلطة، ولكن أن يكون الرئيس ومن معه أحد أهم رجالات الموساد.. فهذا يحتاج لنظرة ووقفة تأمل.. والعجب فى الصفحات القادمة.
                                                                                                     ناجى هيكل
الاسم الكامل للعميل
     محمود رضا عباس ميرزا
نشأة العميل
ولد العميل محمود رضا عباس فى مدينة صفد فى عام 1935 حين كانت فلسطين لا تزال تقبع تحت الانتداب البريطاني، وبعد النكبة عام 1948 أضطر إلى اللجوء إلى سوريا مع عائلته.
التحصيل العلمي للعميل
* تلقى علومه الابتدائية فى مدينة صفد.
* بعد اللجوء إلى سوريا إثر النكبة قطع دراسته لمدة عامين للعمل وعمره 13عاماً ليعيل أسرته، وتابع دراسته من المنزل.
* حصل على علومه الإعدادية، ثم عمل مدرسا ً، ثم التحق بالمرحلة الثانوية .
* حصل على إجازة فى القانون من جامعة دمشق عام 1958.
* فى عام 1982 حصل على شهادة الدكتوراه فى موسكو وكان موضوع رسالته هو "العلاقات السرية بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية!!.
الخلفية الأيديولوجية
المدعو محمود عباس ميرزا هو ابن رجل فارسي بهائي المعتقد جاء من بلاد فارس إلى فلسطين وترفع فى المناصب القيادية نفذ من خلال عرفات إلى السلطة ومن ثم إلى تصفية القضية الفلسطينية لأن البهائية تاريخها معروف فى التحالف مع الاستعمار الغربى والحركة الصهيونية ومنها نلاحظ أن إسرائيل لا تقبل أن تتفاوض إلاَّ مع عباس وزمرته حيث يشترك محمود عباس أبو مازن (ميرزا) مع رئيس "إسرائيل" فى كون أصولهم إيرانية.
فقد رحلت أسرة ميرزا البهائية من إيران أوائل القرن هرباً من قبضة الحكومة الإيرانية التى كانت إذ ذاك تضيق على البهائيين باعتبارهم مرتدين مثيري فتن (وهم كذلك).
وهو من أتباع الديانة (البهائية) وهي إحدى فروع الصهيونية التى أسست لهدم الإسلام وضربه من داخله.
والديانة البهائية أسسها الميرزا على محمد الشيرازى، الذى أعدم لزندقته بعد أن راج مذهبه الباطنى الذى يدعو إلى عقيدة الحلول، وادعى أن الإله قد حل فى شخصه حلولاً مادياً جسدياً كاملاً، كما أن له أقوال كفرية مخالفة لعقيدة التوحيد، ولا خلاف بين المسلمين بشتى مذاهبهم وفرقهم على أن البهائية دين مختلف عن الإسلام.
والبهائية يقولون بصحة جميع الأديان السماوية مع رفض حقائق الشريعة الإسلامية من الحدود والصلاة والصيام والزكاة، وبطلان الحج إلى مكة وينكرون الجنة والنار، وينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة، ويوافقون اليهود فى كل شيء والنصارى فى القول بصلب المسيح، ويحرمون الحجاب على المرأة ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال.
كما يعتقد البهائيون بأنه لا يجوز لدين أن يعمر أكثر من ألف سنة فيأتي بعد ذلك دين ينسخه ويأتي دين ونبي جديد، ويجيزون الربا والاستماع إلى الموسيقى والغناء وكل شيء طاهر ولا توجد نجاسة!!
وعندهم كتاب يفضلونه على القرآن اسمه (الايقان) ألفه الشيرازي بنفسه.
كما تتوافق العقيدة البهائية مع الحركة الماسونية فى الدعوة إلى الجنس وممارسة الرذيلة والانحلال وحرية التمتع والإباحية، ويدعون إلى المساواة بين الرجل والمرأة فى كل شيء!!
وقد حضر زعيمهم الأرذل (بهاء الله) مؤتمر بال الصهيونى الشهير عام 1911م ودعا إلى التجمع اليهودى على أرض فلسطين ولقب بالسير عندما زار فلسطين، وقد أعطى الرئاسة الروحية للطائفة فى عام 1963م لليهودى الصهيوني (سيسون) كما دعا أتباع طائفته (البهائية) إلى السلام مع اليهود وقبول الأمر الواقع مع حرمة حمل السلاح وإشهاره ضد اليهود!
وجاءت المكافأة اليهودية للبهائية بإعطاء مركز دائم لهم فى إسرائيل (ويقع فى بيت العدل فى جبل الكرمل) فى حيفا ومركزهم فى عكا وإعطائهم مجلات وبرامج إذاعية وتلفزيونية وأعضاء دائمين فى الحكومة الصهيونية وترعى السلطات الإسرائيلية محافلهم.
أما عن الشائع من معتقدات البهائيون (والذى منهم العميل أبو مازن) فهو كالآتى:
* البهائيون يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات وان الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال.
* البهائيون يقدسون العدد19 ويجعلون عدد الشهور19 شهراً وعدد الأيام 19يوماً، وقد تابعهم فى هذا الهراء المدعو محمد رشاد خليفة حين ادعى قدسية خاصة للرقم 19، وحاول إثبات أن القرآن الكريم قائم فى نظمه من حيث عدد الكلمات والحروف على19 ولكن كلامه ساقط بكل المقاييس.
* البهائيون يقولون بنبوة بوذا وكونفوشيوس وبراهما وزاردشت وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس الأوائل.
* البهائيون يؤولون القيامة بظهور البهاء.
* أما قبلة البهائيين فهي إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من المسجد الحرام أو إلى شيراز محل ميلاد مؤسس البهائيه.
* والصلاة عند البهائية تؤدى فى تسع ركعات ثلاث مرات والوضوء بماء الورد أما البسملة فهى بسم الله الأطهر خمس مرات.
* والبهائيون يقولون أنه لا توجد صلاة الجماعة إلاَّ فى الصلاة على الميت وهى ست تكبيرات يقول كل تكبيرة (الله أبهى).
* أما الصيام عند البهائيين فى الشهر التاسع عشر(شهر العلا) والذى يجب فيه الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب مدة تسعة عشر يوماً (شهر بهائي) ويكون آخرها عيد النيروز 21 آذار وذلك من سن 11 إلى 42 فقط أما من هم غير ذلك فيعفون من الصيام .
* من أهم معتقداتهم تحريم الجهاد وحمل السلاح وتحريم إشهاره ضد الأعداء.
الجذور العقائدية للبهائية
الرافضة الإمامية والشيخية اتباع الشيخ أحمد الإحسائي والماسونية العالمية والصهيونية العالمية.
أماكن إنتشار البهائية
تقطن الغالبية العظمى من البهائيين فى إيران وقليل منهم فى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين المحتلة حيث مقرهم الرئيسى وكذلك لهم وجود فى مصر حيث أغلقت محافلهم بقرار جمهورى رقم 263 لسنة 1960م وكما إن لهم عدة محافل مركزية فى أفريقيا بأديس أبابا وفى الحبشة وكمبالا بأوغندا ولوساكا بزامبيا التى عقد بها مؤتمرهم السنوى فى الفترة من 23 مايو حتى 13يونيو1989م  وأيضا فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا وكذلك فى كراتشي بباكستان.
ولهم أيضاً حضور فى الدول الغربية فلهم فى لندن وفيينا وفرانكفورت محافل وكذلك فى سيدني باستراليا ويوجد فى شيكاغو بالولايات المتحدة أكبر معبد لهم وهو ما يطلق عليه مشرق الأذكار ومنه تصدر مجلة نجم الغرب وكذلك فى ويلمنت النويز (المركز الأمريكي للعقيدة البهائية) وفى نيويورك لهم قافلة الشرق والغرب وهي حركة شبابية قامت على المبادئ البهائية ولهم كتاب دليل القافلة وأصدقاء العلم.
ولهم تجمعات كبيرة فى هيوستن ولوس انجلوس وبروكلين بنيويورك حيث يقدر عدد البهائيين بالولايات المتحدة حوالى مليونى بهائى ينتسبون إلى 600 جمعية.
ومن العجيب أن لهذه الطائفة ممثل فى الأمم المتحدة فى نيويورك وهو (فيكتور ذي أرخو) ولهم ممثل فى مقر الأمم المتحدة بجنيف ونيروبي وممثل خاص لأفريقيا وكذلك عضو استشارى فى المجلس الاجتماعي والاقتصادى للأمم المتحدة "أيكوسيكو" وكذلك فى برنامج البيئة للأمم المتحدة وفى اليونيسيف وكذلك بمكتب الأمم المتحدة للمعلومات و(ودزى بوس) ممثل الجماعات البهائية الدولية لحقوق الإنسان فى الأمم المتحدة و(رستم خيروف) الذى ينتمى إلى المؤسسة الدولية لبقاء الإنسانية.
أيد البهائيون تجمع اليهود فى فلسطين واحتلالهم لأرضها، وكشفت أبحاث مؤتمرهم الموسع الذى عقدوه فى القدس المحتلة عام 1968م عن الرباط الوثيق بين الصهيونية والبهائية وأنهما متممتان لبعضهما البعض.
هذه هى عقيدة محمود عباس "أبو مازن"
فإذا كانت عقيدة الرجل بهذا الفساد و الإفساد والحرب على الإسلام فماذا يرتجى منه بعد؟
وحيث إن كل واجبٍ شرعيٍ توجَّب على العامة والخاصة دخل فيه العلماء دخولا أوَّلياً، من حيث إنهم أوَّلُ مخاطب به باعتبارهم الورثةَ الشرعيين للأنبياء،على ما جاء به الحديث الثابت الصحيح الذى أخرجه كلٌّ من أبي داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، من حديث أبي الدرداء -رضى الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" العلماء ورثة الأنبياء.وحيث إنه لم يقع لقضية من قضايا الحق فى هذا الزمان مثل ما وقع لتلك القضية، قضية فلسطين وحقها، بعد ما نالت منها الحيل السياسية، والأطماع والنزوات البشرية، والعلل النفسية، والأوضاع الجائرة، نال كل ذلك منها ما لم ينله من غيرها، حتى اختلط فيها الشرعي بالسياسي، والحق بالباطل، والظلام بالنور، وقد غلب السياسي عليها فى كثير من المواقف، وكاد يحكم فيها، ويخرجها عن مسارها، ويغير من معالمها، بعد أن وظِّفَت لذلك الألقاب والأقدار، وبذلت فيها المناصب مع الأموال، والرغائب مع النزوات، لذا فقد أصبح من اللازم على علماء الشريعة لزوماً أولياً الآن النهوض لاستخلاص معالم تلك القضية من أنياب المكر السيئ الذى يُكاد لها به، نهوضا يدفع عنها عوادي الأوضاع المائلة، والسياسات الجائرة، والأخلاق المنحرفة عن الصراط المستقيم، ومن ثم يصححون مسارها، ويبينون صوابها للكافة، وينفون عنها زيف الحيل، وأباطيل المزاعم، وزور الأقاويل (ليهلك بعد ذلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيىَّ عن بينة(.ولما كان دور العلماء المنوط بهم أولاً هو دور البيان عن الله تعالى استجابة لأمره سبحانه حيث قال: [وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ] ولما كنا من أولئك من غير منازع لذا ترى جبهة علماء الأزهر لزاما عليها أن تبين للناس حقيقة ما التبس من الأمر هنا، وما خفى من المعالم فيها، وهي فى نفس الوقت تودُّ بما تقوم به أن تكون بهذا البيان قد وفت لأمتها فى تلك القضية ببعض حقها عليها، آملين فى نفس الوقت أن لا يخرج أحدٌ بهذا البيان عن مساره فى كونه بيانا أريد له أن يكون مؤسِّساً لما من شأنه أن يكون حكماً قانونياً نافذاً يصدر عن أولي الشأن، وذوى البأس، صدورا يجعل له الحجية الرسمية عقب ما سنورده من الحجج الشرعية والأدلة الثبوتيه، وكلنا رجاء أن تنهض لهذا البيان جميع المؤسسات الرسمية ذات الشأن، وذلك بإعمال سلطاتها فيه على وفق ما مُكِّنت من الله تعالى فيه، صيانة لكرامة الأمة، وحفاظا على معالم شرفها، وحدود حرماتها، ومستقبل أمرها وأمر أبنائها، لأنه لا ينفع حق لا نفاذ له كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن ما نطلبه بهذا البيان لسلامة مسيرة الأمة لا يقل شأنا، ولا قيمة، ولا خطراً، عما تطلبه الأمة والإنسانية اليوم لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم العالمية، بل إننا نرى أن هذا من ألزم الواجبات الشرعية والقانونية الآن التى لا يَحِلُّ، ولا يُقْبَلُ معها أي عذر بالتواني عنها ولا يعتد بأية تعله فيها.الوقائع:فى يوم السبت الموافق15 من ذى القعدة 1426هـ 17ديسمبر 2005م اتهمت مجلة المجتمع الكويتية السيد محمود عباس مرزا الذى كان وقتها يشغل منصب رئيس السلطة الفلسطينية وقبل انتهاء ولايته فى الوقت الراهن بأنه "بهائيٌ خطيرٌ"، وجعلت هذا الاتهام منها له فى عددها الصادر برقم 1681بالمحل الذى لا تخطئه عين، ولا يبعد رنينه عن أذن، ولا صوته عن سامع، حيث صدَّرَت بعنوان هذا الاتهام صدر غُلافَ المجلة بأعلى الصحيفة، مصحوباً بصورة ضوئية له، ثم أردفت ذلك بقولها: قلنا مراراً إنه بهائي خطير، وهي مجلة ذائعة الصيت، واسعة الانتشار، تتحقق بما يذكر فيها الحُجَّةُ على العامة والخاصة، وتوجب على من يتهم فيها بسوء إن كان بريئا منها، ونزيها فى غرضه المسارعة لطلب الإستبراء لعرضه ودينه بكل سبيل ممكن، وبخاصة إذا كان من ذوي الشأن والسلطان، وفاء بحقه، ويجعل من السكوت عليه إقرارا صريحا من المتهم بصحة ما نسب إليهولما كان المتهم المذكور لم يسع إلى شيء من ذلك، وقد مضى على هذا الاتهام المدة القانونية التى بها تحصن الاتهام على الطعن، وسقط حق المتهم جنائيا فى مقاضاته تلك المجلة على فرض كونه كان وقتها بريئا، لأنه كان يتعين عليه بحكم منصبه آنئذ ومنذ إعلان هذا الاتهام أن يسارع بنفيه عنه ولو بإثبات ضده على الأقل، تبرئة لشخصه إن كان مسلماً، وصيانة لمنصبه الذى إستؤمن عليه ثانياً، وأداءً للواجب الوظيفى دستورياً وقانونياً، أما وأن ذلك كله لم يكن، فإنه بذلك قد تأكد أنه قد تخلف فى المذكور السيد محمد عباس شرطٌ من شروط الصلاحية الشرعية والقانونية لتولى مهام منصبه منذ إعلان التهمة على هذا المستوى، واتهامه على الحال المذكور، بل كان من الأحرى أن يكون ذلك من أول يوم تولى فيه المسؤولية وهو على هذه الديانة المنحرفة، تأسيساً على ما يشترطه الدستور والقانون الأساسى لدولة فلسطين فى مثله مما تدل عليه المادتان 6،7 من الدستور الفلسطيني دلالة قطعية على أن دين الدولة الرسمى هو الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، وأن الدولة الفلسطينية جزء من الأمتين العربية والإسلامية، مما يتعين معه استيفاء شرط الإسلام فيه وفى أبويه، وبثبوت كونه بهائياً فإنه يكون قد انتفى عنه شرف الإسلام وشرط بقائه فى مهام منصبه الخطير، وبذلك يكون قد فقد الأهلية الشرعية والقانونية للاعتبار، وأصبح كل ما يصدر عنه هو والعدم سواء، الأمر الذى كان يتوجب على العاملين معه وتحت سلطانه أو لهم أدنى صلة به أن يسارعوا فى كشف أمره وإلزامه بمقتضى اختياره، تنزيها لأنفسهم والمنصب الذى كان يشغله والمناصب المتفرعة عليه مما يتهددها من فساد وبطلان، على وفق ما يقضى به الشرع ويوجبه القانون، وذلك لأن البهائية هى واحدة من العقائد الهدامة، والديانات المنحرفة التى تعاونت منذ بداياتها مع القوى الاستعمارية وعلى رأسها الصهيونية على إفساد الأمة وتحريف الملة، فهم يعتقدون أن الباب هو الذى خلق كل شيء بكلمته، وهو المبدأ الذى ظهرت عنه جميع الأشياء، ويوافقون اليهود والنصارى فى القول بصلب المسيح، ويحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة وشيوع النساء والأموال، ولا يقدسون الانتماء للوطن بدعوى وحدة الأوطان، وكذلك فإنهم يدعون إلى إلغاء اللغات، والاجتماع على اللغة التى يقررها زعيمهم، ولهم تأويلات منحرفة وباطلة لآيات القرآن الكريم، فهم يقولون فى قوله تعالى [إذا الشمس كورت] يؤولونها بانتهاء الشريعة المحمدية ومجيء الشريعة البهائية، وفى قوله تعالى [وإذا العشار عطلت] من نفس السورة يؤولونها بجمع الوحوش فى حدائق الحيوانات فى المدن! وفى قوله تعالى [وإذا النفوس زوجت] كذلك يؤولونها باجتماع اليهود والنصارى على دين البهاء! وفى قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة) من سورة إبراهيم يؤولون فيها الحياة الدنيا بالإيمان بمحمد- صلى الله عليه وسلم- والحياة الآخرة بالإيمان بالبهاء- الملعون-.أما عباداتهم فهى كعقيدتهم فى الضلالة والفساد، فليست لهم طهارة من جنابة أو نجاسة، بدعوى أن من اعتقد بالبهاء فقد طهر، ولا صلاة لهم إلا ثلاث تؤدى فى الصبح والظهر والمساء، لكل واحدة ثلاث ركعات بغير كيفية ولا جماعة، فلا جماعة عندهم فى غير الصلاة على الميت، أما قِبلتهم فهي نحو "قصر البهجة" فى عكا، والوضوء عندهم هو فقط للوجه واليدين، ويكون بماء الورد، وإن لم يوجد فيقولون باسم الله الأطهر خمس مرات، وأما الصوم فهو عندهم تسعة عشر يوماً فى السنة الميلادية، وتكون فى شهر مارس الذى يعرف عندهم باسم شهر "العلاء"، ويبدأ من اليوم الثانى من مارس حتى اليوم الثانى والعشرين منه، وهو عندهم فرض على من بلغ سن الحادية عشرة حتى الثانية والأربعين سنة فقط، ويعفى منه الكسالى ومن يعملون أعمالاً مرهقة، والزكاة عندهم قد استبدلوها إلى نوع من الضريبة تقدر بـ19% من رأس المال، وتدفع مرة واحدة، وأما الحج عندهم فهو واجب على الرجال دون النساء، ويكون إلى قبر البهاء بقصر البهجة فى عكا دون الذهاب إلى مكة المكرمة، ولا عقوبة عندهم فى غير الدِيَةِ، وفى الزواج فهو لواحدة أو اثنتين على الأكثر، ويُلْمِحون فى بعض كتبهم إلى جواز زواج الشواذ      -المثليين-، كما أنه يحرم عندهم زواج الأرامل إلا بعد دفع دية معينة، والأرمل لا يتزوج إلا بعد مضي 90يوما ً، والأرملة بعد 95 يوماً، دون أن يبينوا سبب ذلك فوق أنهم يعتقدون أن كتاب "الأقدس" الذى وضعه الملحد " البهاء حسين " المولود عام 1817م هو ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم، لأنه فى هذا الكتاب مع غيره من كتبه كان يدعو للتجمع الصهيوني على أرض فلسطين، وقد كان على علاقة باليهود [ الموسوعة الميسرة فى الأديان والمذاهب المعاصرة 1/ 414] ،كما أنهم يعتقدون بإلوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول، وأنه لا انفصال عندهم بين اللاهوت و"الناسوت للبهاء"-كما تقول بعض فرق النصارى، ولهذا وضع هذا البهاء برقعاً على وجهه.وجاء فى كتاب "الأقدس" لهذا البهاء حسين أيضاً: "من عرفني فقد عرف المقصود، ومن توجه إليَّ فقد توجه إلى المعبود".ويقولون أيضاً: إن الوحي لا يزال مستمراً، وبأن المقصودبكون محمد خاتم النبيين الذى ورد فى سورة الأحزاب أنه "زينة النبيين" كما الخاتم الذى يزين الإصبع!!ليتوسلوا بذلك إلى أن هذا البهاء هو خاتم المرسلين كما أن محمدا هو خاتمالنبيين. ويصفون المسلمين بأوصاف قبيحة، على ما جاء فى كتاب "الإيقان" من قوله:  وجميع هؤلاء الهمج والرعاع يتلون الفرقان-يقصد القرآن الكريم- فى كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود.وهم يُحرِّمون ذكر الله فى الأماكن العامة ولو بصوت خافت، على ما جاء فى كتاب "الأقدس" حيث يقول:" ليس لأحد أن يُحَرِّك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس، حين يمشي فى الطرقات والشوارع، كما يعتقدون بقدسية العدد 19، لأن العام عندهم19شهراً، والشهر عندهم 19 يوماً.ويعتقدون بأن معنى القيامة هو مجيء البهاء فى مظهر الله -"سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيراً.بالحياة البرزخية بعد الموت، بل إن البرزخ فى اعتقادهم يعني المدة بين سيدنا محمد والباب الشيرازي.ويُحرِّمون كذلك الجهاد والحرب تحريماً قطعياً ومطلقاً، وهو عين ما نطق به المذكور(الخائن أبو مازن) فى حق المقاومة وأنه لا يريدها إذا كانت ستؤدي إلى إراقة الدماء وما جاء بصوته كذلك المقدم لنا مصحوبا بصورته آمرا العاملين تحت سطوته وسلطانه بأن يقتلوا كل من يرونه يحمل صاروخاً، وهذا أحد أسرار علاقتهم بالقوى الاستعمارية.كما أنهم يُحَرِّمون الخوض فى السياسة إلا للساسة، كما أن كتب البهاء تدعو للتجمع الصهيونى فى فلسطين! ويقولون بصلب المسيح عليه السلام.لقد خرجت البهائية من رحم البابية أو بالأحرى انشقت عنها لتصبح ديناً مستقلاً فى إيران على يد الميرزا "على بن محمد رضا الشيرازي" الذى ادّعى أنه باب الله، وروّج له الروس على أنه هو المهدي المنتظر ثم وصل به الحال إلى ادعاء النبوة والرسالة، وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية بالقبض على الشيرازي سنة1847م، وأعدمته رمياً بالرصاص أمام العامة فى سنة1849م 1265هـ رغم وساطات روسية وبريطانية للصفح عنه، ثم خلفه "الحسين على بن عباس بزرك" مؤسس البهائية الذى ولد سنة1817م 1233هـ، لأسرة يشغل أبناؤها وظائف حكومية مرموقة، وكانت على علاقة وطيدة بالقوى الاستعمارية خاصة الروسية وكذلك البريطانية.فالبهائية دين مستقل عن الإسلام على ما أفتى به الأزهر الشريف، وأكده أهل الحل والعقد من علماء الأمة الذين تقوم بهم الحجة، فهى ليست فرقة أو مذهباً على ما تنطق به الحقائق.ولقد قررت المحكمة الشرعية العليا فى مصر سنة 1925م أن البهائية هى فرقة مستقلة عن الدين الإسلامي، ولما كان علماء السنة والشيعة قد أفتوا بكفر البهائية، وبطلان عقائدهم، أمثال د.محمد سعيد رمضان البوطي، ود.يوسف القرضاوي، والشيخ محمد متولي الشعراوي، و مشيخة الأزهر الشريف، و كذا علماء السعودية، وعلماء العراق، وعلماء اليمن، وعلماء فلسطين، وقد قرروا على وفق ما نشر وأثبت لهم بالمراجع العلمية المعتمدة من مثل موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة، ودراسة الأستاذ السيد "سير سمور" والمنشورة بمجلة المجتمع الكويتية بالعدد 1632، فى 13 من ذي القعدة 1425هـ 25/12 2004م، وقد أجمع العلماء على أن البهائيين كفرة، لا يُزَوَّجون، ولا يُتزوج منهم، ولا يحل أكل ذبيحتهم، ولا يدفن موتاهم فى مقابر المسلمين.ولم يختلف رأي علماء الشيعة فى ذلك عن ما ذهب إليه علماء السنة، بل إنهم قد تبرؤوا منهم أيضاً، على وفق ما حكاه الشيخ محمد السند أحد علماء الشيعة حيث قال: أما الموقف الشرعي تجاه البهائيين فهم معدودون من الكفار لأنهم كفروا بالتدين بدين الإسلام.. وإذا كان بعض منهم على دين الإسلام فاعتنق البهائية يكون مرتداً، ومثله من يشهد بالشهادتين ومع ذلك يعتنق البهائية فإنه مرتد أيضاً وليس كما يدعيه البعض من أن البهائية فرقة شيعية الأصل، بل إن هذا تضليل هدفه تحسين صورة العقيدة البهائية المنحرفة.وبذلك يكون المتهم محمود عباس مرزا قد ثبت فى حقه آفة الردة، بالإضافة إلى ما ثبت فى حقه من تهمة العمالة للمحتل الغاصب، والقوى الأجنبية المعاونة والمساعدة لهذا المحتل، مما يعنى أنالمتهم محمود عباس مرزا المدعوم من قبل المحتلين ومَن عاونهم هو عميل موغل فى العمالة من منبت شعره حتى أخمص قدميه، الأمر الذى جعل سادته من المحتلين ومن ساندهم لا يجدون عنه فى العمالة عِوضا، ولا فى الخيانة بديلا، إلى الحد الذى دعاهم إلى القول بأنَّ مجرد زواله لأي سبب كان هو لهم بمثابة الكارثة التى تحل بهم -حقق الله لهم وفيهم ما كانوا يحذرون.وقد أفاد نفس المصدر بأن هناك من أكد له على أن محمود عباس بهذا المستوى من العمالة حتى إنه ليظهر دائما كوكيل أعمال ل "كوندوليزا رايس "فى الشأن الفلسطيني. وحيث إنه قد ثبت أيضاً استعانة المتهم محمود عباس بالمجرمين المنحرفين عن الجادة من أمثاله الذين ثبتت عمالتهم كذلك وخيانتهم بأقوى الأدلة من أمثال محمد دحلان مدير الأمن الوقائي، ونبيل عمرو المستشار الإعلامى لمحمود عباس، ونبيل شعث وزير الإعلام -العباسي- الفلسطيني، وأحمد قريع رئيس الوزراء السابق، ونمر حماد المستشار الإعلامي لعباس.أما الأول وهو المدعو بمحمد دحلان فقد أقسم لكلٍّ من بوش والمجرم شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي على وفق ما نطقت به الوثائق التى قدمت لنا وبتوقيع هذا الدحلان نفسه فى 13/7/2003م، وفيها يقسم دحلان لهما بحياته -الرخيصة- على تصفية المقاومة، والتخلص من عرفات بطريقته، وفيها أيضا يقول هذا الخائن بالحرف الواحد كما هو مثبت فى الصورة الشمسية للوثيقة المقدمة لنا و الممهورة بتوقيعه بصفته وزير شؤون الأمن والمرسلة منه إلى عدو دينه وأمته وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز، فيه يخاطبه بلغة الخادم الحقير، والعاشق الذليل وذلك على الورق الرسمي للسلطة الفلسطينية يقول متجسسا على سيده وولى نعمته السيد "ياسر عرفات" رحمه الله " إن السيد ياسر عرفات أصبح فى أيامه الأخيرة، فدعُونا -والحديث ما يزال لدحلان- نُنهيه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضا -والكلام أيضا لا يزال له- إن ما قطعته على نفسى أمام الرئيس بوش من وعود فإني مستعد لأدفع حياتى ثمناً لها، ثم أنهى هذا الساقط كتابه الممهور بتوقيعه على أوراق السلطة الرسمية بقوله" السيد وزير الدفاع شاؤول موفاز: فى النهاية لا يسعني إلاَّ أن أنال إمتناني لكم ولرئيس الوزراء شارون على الثقة القائمة بيننا ولكم كل الاحترام" ثم وقع بخط يده اللئيمة مؤرخاً ذلك بخط يده" غزة فى 3/7/2003"وبدلاً من أن يحال هذا المجرم المُقر بخيانته، المعترف طوعا بجنايته على رئيسه السابق، بدلا من أن يحال ممن كان وقتها رئيسا للسلطة الفلسطينية إلى المحاكم الجنائية لتطهير الأمة وتلك السلطة والإنسانية منه إذا برئيس هذه السلطة محمود عباس يلوث ما أسند إليه من أعلى الوظائف، ويخون ما أؤتمن عليه من عالى المناصب، فيزيد هذا المجرم منه قربا، بل ويرفعه على ما كان يهوى على حساب الدين والأخلاق مكانا عليا، مما يقطع بمساهمته معه فيه ومشاركته له فى هذه الجريمة، جريمة المؤامرة على حياة عرفات وتصفيته، الأمر الذى أعان المجرم ويسر له الولوغ فى بقية الجرائم التى أتت على ما بقي من شرف السلطة وحرماتها -إن كان بقي لها على إجرامهم وخياناتهم شيء من شرف أو كرامة-، وهو الأمر الذى دعا السيدة والدة القيادي البارز فى منظمة فتح " قدوره فارس" التى انتمى إليها هذان المجرمان أن تقول لابنها على وفق ما جاء بصحيفة "ليبيراسيون الفرنسية يوم 14/1/ 2009م.عليكم الخزي أنتم أهل فتح " وذلك لما اكتشفته تلك السيدة ما جره تنظيم ابنها الذى يرأسه محمود عباس من المخازي التى صغُرت عندها كل ما عرفه التاريخ من المخازي والجرائم للجرائم و للمجرمين من مثال، حتى إنه بلغ من قوة فجور هذا الدحلان أن تسمى العامة تلاً من تلال فلسطين الطاهرة، وصارت بمخازيه التى انتهكت على أرضها الحرمات تعرف الآن بتل الهوى [المجتمع العدد 1757 فى 23/6/2007[، وقد بلغت به الوقاحة فى الجرائم والأذى حدا نافس فيه ما كان من جرائم إسرائيل فى محرقة غزة، بل وزاد عليه جرأته وتوقحه على الله تعالى نفسه "وذلك بسبه وجنوده للذات العلية على مسمع ومرآي من المصلين. ففى العدد 1737 فى 15 من المحرم 1428هـ الموافق3/2/2007م نشرت مجلة المجتمع الكويتية تحقيقا صحفيا تحت هذا العنوان إعدامات.. سب للذات الإلهية.. والرصاص اخترق المصاحف مجزرة "دحلان" داخل مسجد الهداية جاء فيه:حكاية " مجزرة " فى مسجد "الهداية "الواقع فى منطقة تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، اقتحم مسلحون من جهاز الأمن الوقائي، يلبسون الأقنعة على وجوههم، وقاموا بقتل ثلاثة مصلين بداخله، من بينهم العالم الشيخ "زهير المنسي" الذى أعدم -أوامر مباشرة من دحلان على الملأ- رمياً بالرصاص، أمام حفظة القرآن الذين يتلقون العلم على يديه، وذلك قرابة الساعة السادسة من مساء الجمعة 26/1/2007م، وقبل رفع أذان العشاء الذى لم تصدح به مآذن مسجد الهداية يومها.. فُتح على المصلين الذين أتوا لصلاة العشاء باب جحيم من قبل فئة دحلان داهمت المسجد بأحذيتها.. وعلت أصواتها بألفاظ تقشعر لها الأبدان.قالت الصحيفة: تفاصيل المشهد ترويه أروقة المسجد التى تلطخت بالدماء.. والمصاحف الملقاة بين أيدي الشهداء ممزوجة صورها باللون الأحمر.. صورة يصعب وصفها حيث تفوح رائحة الموت.. كما جرى هناك دم لأحد المصابين اختلط بماء وضوئه! أربعة شهداء والعديد من المصابين كتبوا بدمائهم على جدران المسجد "لا أمن ولا حرمة لبيوت الله"!! حتى يسجل التاريخ أن أحداً لم يسلم من غدر المنقلبين حتى المصلين داخل المسجد.. فواحد من الذين عاشوا فصول الجريمة واستطاع الهروب بنفسه، استعرض تفاصيلها بكل أسى، على ما ألمّ بأصدقائه حين كانوا يجلسون معاً يقرؤون القرآن.
تشير التقارير إلى أن نمر حماد وشقيقه لعبا دوراً مهما ً فى تصفية قيادات مهمة لحركة فتح، ولكن ما هو ثابت فى هذه المرحلة أي مرحلة أواخر السبعينات أنه كانت لهم علاقة مباشرة مع الأمن الايطالي والفرنسي، وقد أكدا أن ذلك كان بتكليف ومعرفة من أبي عمار، وبرئه أبو عمار الذى كان فى ذلك الوقت يمثل غطاء للمشبوهين تبنيا لسياسة تقديم نفسه للدول الغربية كرجل دولة محارب للإرهاب وليس إرهابيا مع انه هو نفسه فى ذلك الحين كان على معظم لوائح الإرهاب العالمية. 
حركة رجال المال التى تزعمها روتشيلد وموسى مونت فيوري وكانت تهدف إلى إنشاء مستعمرات يهودية فى فلسطين كخطوة أولى لامتلاك الأرض ثم إقامة دولة اليهود.
حركة صهيونية عنيفة قامت إثر مذابح اليهود فى روسيا سنة 1882م وفى هذه الفترة ألف هيكلر الجرماني كتاب بعنوان (إرجاع اليهود إلى فلسطين حسب أقوال الأنبياء.
أذاعت قناة العربية مساء الخميس27/4/2006 فيلم وثائقي بعنوان (أعز الأعداء) ويدور حول شخصيتين هما آمنون شاحاك -رئيس الأركان السابق فى الجيش الصهيوني- وهاني الحسن -مستشار عرفات السابق ووزير الداخلية السابق والقائد البارز فى حركة فتح، ومن ضمن ما جاء فى الفلم مقطع يتحدث فيه هانى الحسن عن أنه كانت هناك مؤامرة لاغتيال عرفات وتبدأ أولى مراحلها بإشعال حرب وفتنة بين الفلسطينيون.. و ذكر الحسن الذى لم يفصل أكثر أن الأمريكان والإسرائيليين ومحمد دحلان اتفقوا على هذا الأمر ولكنهم فشلوا.
 
شارون: أبو مازن نفسه كان ينصحنا بأن لا ننسحب قبل تصفية البنية التحتية للإرهاب، وأن لا نكافئه.

وفى سياقٍ ثان، طالبت " حماس " السلطات الإماراتية بأن تأذن لها بحضور فريق من منتسبيها لعملية التحقيق، لكن طلبها قوبل بالرفض بحجة أن حكومة دبي تتعامل مع نظيراتها من الحكومات لا مع الحركات السياسية، وأضيف إلى أن أبو ظبي تشدّدت عند موقفها رافضة تكبير الموضوع أو التعاطى مع حماس التى عادت بدورها مرة أخرى إلى الوسيط القطري، الذى جعل حماس فى صورة ما يجري على مستوى التحقيقات.
وبالرغم من رفض وزارة الدفاع ووزارة الاتصالات والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حتى الآن اعطاء الترددات للشركة الوطنية الفلسطينية، إلا أن مكتب رئيس الوزارء الإسرائيلي أولمرت طلب من تلك الجهات الموافقة على طلب الشركة الوطنية بإلحاح، وأشارت مصادر إسرائيلية، رفضت ذكر اسمها، أن أولمرت إذا أراد ذلك عليه إصدار أمر رسمي حتى يتحمل المسؤولية ويكون دورهم التنفيذ وإزالة المسؤولية عنهم.
وقال ناصر أبو خضير أبرز كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن المصالح الوطنية الفلسطينية أعلى وأنبل وأسمى من المصالح الفردية والشخصية ولا يحق لأحد مهما كان أن يستغل نفوذه للعبث بمصالح الشعب وتحقيق مصالح شخصية على حساب المصالح العامة للشعب.


وإذا كانت عقيدته قائمة على خدمة الصهيونية ومشروعها فى فلسطين و فى المنطقة فهل ينتظر منه أن يأتي بحكومة تحرر فلسطين أو تسعى إلى استرداد حقوق الشعب الفلسطينى؟؟
قناة الجزيرة من جهتها عرضت تقريراً لها عن الرجل بتاريخ (6/11/2004م( فى برنامج (الملف الأسبوعى) لفتت فيه إلى أن "جذوره البهائية والشائعات حولها" تقلل من فرص خلافته لعرفات، كما وأن المراسل السياسي لصحيفة هآرتس العبرية قد خلص فى مقال له بتاريخ (10/6/2003م) إلى أن أبا مازن المعتدل لا يستطيع حتى الوصول إلى مكانة ياسر عرفات باعتبارها مغلقة أمامه، وهذا لا لشيء إلاَّ بسبب أصوله البهائية، ولأن احتمالية وصول بهائي إلى زعامة الفلسطينيين تشبه احتمالية وصول سامري إلى منصب رئيس إسرائيل.
مشيرا إلى أن اسم "عباس" الذى يعتبر بالصدفة أحد أسماء مؤسس الديانة البهائية -على حد قوله- لم يمنع أبو مازن من الوصول إلى رئاسة الحكومة، ولم يقتصر الأمر على فتح أبواب البيت الأبيض (والتى كانت قد أغلقت فى وجه ياسر عرفات) أمامه فقط، وإنما قام بوش بتكريس جزء من وقته الثمين لعقد لقاء مع سلام فياض وزير المالية الفلسطيني، وبدلاَّ من أن يأتي محمود عباس إلى قمة العالم فى واشنطن جاء زعيم العالم الحر إلى الشرق الأوسط حتى يجرى معه ومع شارون لقاء قمة ثلاثي.
 الرجل إذن موضع شكوك فى ديانته القريبة من الصهيونية العالمية وموضع يقين بالنسبة لمواقفه السياسية المتطرفة فى انقلابها على ثوابت الأمة، وموضع احترام وافر من القيادات الصهيونية والأمريكية على اختلاف مشاربها وتنوعاتها حتى لدى صقور الليكود ومتطرفيه .
و المهمة الكبرى لدى محمود عباس التى ينتظرها الصهاينة بفارغ الصبر هى استئصال شأفة تيار   "الجهاد والاستشهاد" الضارب فى أعماق الأرض الفلسطينية والمتجذرة بين أبناء الشعب الفلسطيني وهو ما يعني انه سيخوض حرباً حقيقية بآلة حربية صهيونية أمريكية ضد حركتى حماس والجهاد الإسلامي و بقية فصائل المقاومة الفلسطينية التى تنحاز إليها غالبية الشعب الفلسطينى.
سيكمل أبو مازن المهمة التى يخوضها شارون و لن يتورع "محمود ميرزا" عن إشعال حرب أهلية فى سبيل ذلك فعقيدته تحضه على ضرب الجهاد ومحاربة حملة السلاح من المدافعين عن حقهم وتحريراً لأرضهم وتاريخ الرجل فى عشقه لتلك العقيدة البهائية المُحرِّمة للكفاح و الجهاد ضد الصهاينة شاهد عليه.
هذا هو الرجل و هذا هو دوره المرسوم و ذاك ما يبيتون لكن الشعب الفلسطينى المجاهد الذى استعصى على الذوبان و الخضوع للاحتلال و التسليم به قادر بعون الله على إفشال تلك المخططات و الإلقاء بتلك النوعية من المنهزمين العملاء فى المزبلة، (ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين).
التوجهات السياسية للعميل
أما توجهات ميرزا السياسية والتى تسيّرها عقيدته الفاسدة فهى شديدة الوضوح، فالرجل معروف بالغموض الشديد، لكن آراءه بشأن التعامل مع "إسرائيل" وسبقه فى الدعوة إلى الاعتراف بها وفتح قنوات اتصال مع الكيان الصهيوني كان كل ذلك (للأمانة) واضحاً جداً، وسرعان ما انتقل الرجل من التنظير إلى الممارسة العملية التى بدأها فى أعقاب النكسة حينما بدأ فى إظهار سياسته "الباطنية" الرامية إلى الانسلاخ من "العربى"  لصالح  "الإسرائيلي" والاعتراف بـ"الآخر" ثم بدأ فى فتح قنوات اتصال مع الكيان الصهيونى فى العام 1974م، انتهت بالكشف عن إعلان مبادئ السلام مع "إسرائيل" المتضمن الاعتراف بالكيان الصهيونى فى الفاتح من عام 1977 الذى تفاوض فيه مع الجنرال ماتيتياهو بيليد، وقبل أن يعاود أبو مازن "غزواته" التفاوضية كان قد تبوأ منصب عضو اللجنة الاقتصادية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ أبريل 1981، ومكنه ذلك من زيادة التعمية على تحركاته المشبوهة التى سبقت الإعلان عن اتفاقية أوسلو المشينة فى العام 1993 والتى تنازلت فيها منظمة التحرير الفلسطينية عن 80% من أرض فلسطين مقابل سلطة بلدية فى الضفة وقطاع غزة، والتى تمت من وراء ظهور كل القيادات فى منظمة التحرير الفلسطينية فيما عدا عرفات وقريع!! (كما أن هذه الوظيفة مكنته أيضاً من أن يرفل فى نعيم الملايين التى "ادخرها" من وظيفته المرموقة.!!
ولكن شره الرجل التفاوضي لم يدعه يغمض له جفن بدون الاحتماء بـ "الإسرائيليين" مجدداً، فكان أحد واضعي وثيقة (أبو مازن - بيلين) فى العام1995 والتى لم يكتب لها النجاح كما لم يكتب لأوسلو من قبلها، وهما الاتفاقيتين اللتين يفاخر بهما الرجل باعتباره مهندس المفاوضات.
أما آرائه الحالية فيمكن معرفتها من خلال استعراض سريع لتصريحاته:
* ففى تصريح لجريدة (الشرق الأوسط) بتاريخ 13/1/2003م قال: إن خيار الحرب لم يعد وارداً لدى الفلسطينيين، وإن الخيار الوحيد هو المفاوضات من أجل (السلام).
* ثم هاجم المجاهدين الأبطال وأسماهم بـ(العدميين) الذين لا يؤمنون بالحل السلمي ولا بالشرعية الدولية ولا بالقمم ولا بشيء ويريدون التخريب وحده، وهؤلاء لا يمثلون الشعب الفلسطيني.
* وفى تصريح آخر قال: إن (إسرائيل) دولة بُنيت لتنتصر!!.
* وفى تصريح آخر لوكالة (رويتر) بتاريخ 81/4/2003م بعد تكليفه برئاسة الحكومة الفلسطينية، قال: إن مهمته ستكون فى متابعة الحركات الفلسطينية المجاهدة وهما (الجهاد الإسلامى) و(حماس)  لمنعهما من التورط بعمليات إرهابية ضد الأمن الإسرائيلي.
أما تصريح محمود عباس أمام منظمة آيباك الصهيونية: لا أنفى أبدا حق اليهود فى أرض إسرائيل!!!
أما المفاجأة أو الطامة الكبرى فكانت فى بيان جبهة علماء الأزهر وما يحتويه البيان من خطورة ومن غزارة فى المعلومات والتى لا تدع مجالا للشك فى حقيقة عمالة محمود عباس ميزرا وقد تعمدت أن انقل هذا البيان نصا كما هو بدون أي تغيير أو تبديل ليكتشف القارئ بنفسه مدى فداحة الأمر.
وفى بيان شرعى عن علماء الأزهر فى 5/2/2009 بحق محمود عباس مرزا مغتصب السلطة الفلسطينية والذين معه موقع جبهة علماء الأزهر قال الله تعالى: [إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فى الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ].وقال عز وجل :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ* فَتَرَى الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فى أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ). تمهيد:إن قضية فلسطين كما هو معروف للكافة والخاصة هي قضية الأمة، ومعلمُ بارز من معالم الملة، شأنها فى ذلك شأن أرض الحرمين الشريفين بمكة والمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
يقول وعيناه قد اغرورقتا بالدمع "ما حدث مجزرة بكل ما للكلمة من معنى.. كنا نقرأ القرآن ومعنا الشيخ الداعية زهير المنسي رحمه الله وشباب آخرون بعضهم ما بين الثالثة والخامسة عشرة من عمره يقرءون القرآن".. فإذا بالدحلانيين يهجمون على المسجد بالنيران الكثيفة، وبالرغم من ذلك استطاع أبو مصعب، بعناية إلهية، أن يتسلل وبعض الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة عشرة إلى المتوضئ.. إلا أن يد الدحلانيين ظلت تطاردهم، وقال لهم قائل منهم : "اتبعونا" ،وطلبوا من الجميع رفع الأيادي علامة الاستسلام، فلما رفع الشهيد مسعود شملخ يده مسلماً، فما كان منهم إلا أن أطلقوا الرصاص عليه وأردوه قتيلاً!!.."، -كما يفعل أسيادهم اليهود- ويتابع بحزن : "حسبي الله ونعم الوكيل".ثم أطلقت تلك الفرقة -الدحلانية- النار على رجل يتوضأ وتركته يغرق فى دمه.. ثم سمع صوت انفجار شديد هز أركان المسجد..وإذا بمسعود مُسَجَّىً على الأرض مُخَضَّبٌ بدمه ينزف ويلفظ أنفاسه الأخيرة.. والآخر -وكانت- إصابته بالغة يتلفظ بقول: "لا إله إلا الله" .ثم أردفت نفس الصحيفة بذات العدد وتحت عنوان "ناجون يتحدثون " قائلة: إنَّ المسجد تعرض فى البداية إلى إطلاق نار كثيف وقذائف "الآر بي  جي" من خارج المسجد، ومن ثم قام أكثر من عشرة مسلحين ملثمين باقتحام المسجد من البابين "الغربى والشمالي" ودخلوا على المصلين بينما كانوا يتفقدون جراحهم. وأضافوا أن رجلاً كبيراً فى السن يبلغ من العمر "80 عاماً"، بدأ يهلل ويكبر ويقول: " اتقوا الله.. اتقوا الله.. راعوا حرمة المسجد "، فما كان من القتلة إلا أن ضربوه بأعقاب البنادق الرشاشة، واستمر فى محاولة الدفاع عن الشباب بجسده، لكنهم لم يتوقفوا وواصلوا إطلاق النار على الشبابيك وعلى الأبواب وعلى غرفة المكتبة، ثم قاموا باختطاف مجموعة من المصابين المُلْقِين على الأرض داخل المسجد، وبلغت بهم الوقاحة أن جروا شابا مصابا ظل يصرخ ويستغيث ولكن لا مجيب!وأضافت الصحيفة:وأوضح شهود العيان أن المسلحين لم يكتفوا بتعدِّيهم على حرمة بيت الله ودوسه بالنعال، بل بلغت بهم الجرأة إلى سب الذات الإلهية وشتم المصلين بالألفاظ النابية، إضافة إلى أن بعض المصاحف اخترقتها رصاصات لعينة، مؤكدين أن المسلحين تعمدوا إعدام الشيخ "زهير المنسى" رمياً بالرصاص على مرأى ومسمع من الجميع، حيث أكدوا أن أحد المسلحين قال للشيخ " المنسي "قبل إعدامه: "لقد جئنا خِصِّيصاً لقتلك"، وذلك بعد أن قاومهم الشيخ بكلماته الجريئة قائلاً لهم قبل إعدامه: إن الشعب لن يغفر لكم تطاولكم على بيت الله.كما قالت الصحيفة:قرابة الساعة والجريمة تتوالى فصولها.. المصابون ظلوا ينزفون داخل المسجد وهو محاصر.. ويمنعون أي شخص يقترب إلى بيت الله.. المؤذن اكتفى فقط بأن يعلم أن موعد الأذان قد حان، لكنه لم يستطع أن يرفع أذان العشاء ".. وظلت المآذن تنوح مع صوت المصابين"، الشاهد على الجريمة يستذكر لحظات الجريمة فى صمت ثم يردف : "بعد أن تمكنت من الفرار من أحد الأبواب الخلفية للمتوضأ، استطعت أن أصطحب أحد المصابين كان ينزف ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله سقط شهيداً.. وأبى المرتزقة إلا أن يعيثوا فى الأرض فساداً.وقد أدى ما جرى إلى إعلان القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية حماية المساجد.. مشيرة فى بيان لها إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد الاعتداء الآثم على المسجد.وفى تقرير سابق كانت قد كشفت عن المخطط العسكري للانقلاب -العباسى- على الحكومة الشرعية التى حظيت بالأغلبية النيابية، والتى بدت معالمه تتضح من حجم تلك التحصينات والاستعدادات العسكرية فى مواقع الأجهزة الأمنية، لاسيما فى مقري جهازي حرس الرئيس والأمن الوقائي، التى ظهرت فيها خلال الأحداث الأخيرة الأسلحة الأمريكية التى دخلت بموافقة "إسرائيلية"، لدعم قوة التيار الانقلابي- الفتحاوي بقيادة دحلان ومحمود عباس- فى مواجهة حركة حماس والحكومة الفلسطينية المعروفة بحكومة الوحدة الوطنية، مما أثبت عدم النية فى تهدئة الأجواء الداخلية -لتلك الوحدة المزعومة-، فى ظل الجهود الأخيرة التى بذلتها فصائل المقاومة والحكومة الفلسطينية -الشرعية الراهنة بقيادة المجاهد "إسماعيل هنية"-، لتهدئة الأوضاع علىالساحة.وقد أكد صاحب أحد البنايات العالية الموجودة فى محيط مقر الأمن الوقائي الدحلاني: أن العربدة وصلت بهؤلاء المنفلتين -الدحلانيين المدعومة من محمود عباس- إلى اعتلاء منزله المكون من سبعة طوابق بالقوة، ولم يُوارِ خوفه من تحفظه على ذكر اسمه، لما رآه منهم من إجرام دفعهم للانتقام من المواطن "محمود الخطيب" الذى قتلته عناصر الأمن الوقائى بدمٍ بارد، لمجرد رفضه اعتلاءهم سطح منزله.ومن جهته قال مواطن آخر يقع منزله بين مقري الأمن الوقائي لدحلان ومنزل من كان رئيسا للسلطة الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس، قال: إنه فى حيرة من أمره فى أي جهة من المنزل يحتمي هو وأطفاله من الثكنات العسكرية التى تحيط به، والتى يطلق منها عناصر دحلان بين الحين والآخر النار بشكل عشوائي.وعن الحصار الثانى للمساجد فى أقل من يومين "مسجد عمار بن ياسر" الواقع وسط أبراج تل الهوا، قال الشهود : إنهم تفاجئوا بعناصر ملثمين من الأمن الوقائى يقومون بعد صلاة المغرب مباشرة باعتلاء أسطح الأبراج السكنية، ويطلقون النار باتجاه المصلين الخارجين من المسجد، الأمر الذى أدى إلى حصار المسجد الذى يؤمه عدد كبير من المصلين، مؤكداً أن إطلاق النار المتواصل والحصار استمر أكثر من نصف ساعة، نافياً الإشاعات التى بثتها بعض الإذاعات المحلية التى تتبع للتيار الانقلابي -الدحلاعباسي-  بأنه كان يوجد فى المسجد مسلحين   "مثل ما يتذرع به اليهود دائما عند هدمهم المساجد والمدارس.وتطرق المواطن للقول بأن أخطر ما يحدث فى محيط منزله هو اعتلاء مسلحي الأمن الوقائي -الدحلاعباسي- لمبنى مستشفى القدس الطبي التابع لجمعية الهلال الأحمر، حيث كانوا يقومون بإطلاق النار من شرفاته على منازل المواطنين ... وهكذا حوَّل هؤلاء الانقلابيين -الدحلاعباسيون- حوَّلوا غزة إلى دماء ورعب وقتل وتخريب!وهذا كله لا يمكن أن يقع وهو على مرأى ومسمع من محمود عباس إلا بمباركة منه وموافقة(وهو الأمر الذى تسوغه ديانة عباس البهائية الجديدة). ولقد أظهرت الوثائق المقدمة لنا أن مهام جهاز الأمن الوقائي الذى أسسه محمد دحلان بدعم أمريكي و"إسرائيلي"، تركزت حول رصد ومحاربة المجاهدين وكل من يشتبه بانتمائه لحركة حماس بكل الوسائل والطرق المتاحة، وذلك لخوفه وخوف تنظيمه الذى ينتمى إليه هو ورئيس السلطة من طهارة ونظافة عرض منافسهم السياسي على وفق ما جاء بمجلة "ليبيراسيون الفرنسية" المذكورة آنفا حيث نقل موفدها عن "قدوره فارس" قوله وهو جالس فى مكتبه تحت صورتين لياسر عرفات ومروان ألبرغوثي: "كل الأجيال بين 16 وعشرين سنة تصطف خلف حماس، فهي وحدها من يربح فى هذه الحرب، وإذا استمرت الحرب سيتحول إسماعيل هنية إلى نبي عند كثير من الناس" عن "ليبيراسيون الفرنسية" فى 14 يناير 2009م.لهذا فإن دحلان وقد قربه محمود عباس وهو رئيس السلطة بعد جرائمه قد أدرك أن فى هذا التقريب من عباس له مباركة من السلطة ومكافأة له على جرائمه، وقد أثبتت الأحداث أنها كانت كذلك، ففى إحدى الوثائق التى وقعت بأيدي خصومه السياسيين ذكرت بعض أسماء العاملين فى الأجهزة الأمنية الذين ينتمون لحركة حماس، والذين تمت إقالتهم من أعمالهم، بسبب الاشتباه بانتمائهم لحركة حماس.وفى الوثيقة الأخرى التى قدمت يظهر رصد دحلان تحركات مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام ومتابعة أنشطتهم، حتى يتم نقل هذه المعلومات إلى الاحتلال ليتمكن من متابعتهم ورصد تحركاتهم واغتيالهم، وتظهر الوثيقة مكان وزمان دورة خاصة لكتائب الشهيد عز الدين القسام واسم المسئول المباشر على الدورة. كما يظهر حجمالتنسيق بين فتح وإسرائيل حينما يرسل دحلان بأمنياته وتحياته إلى المجرم والإرهابي شارون، وبالمقابل يدافع ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية عن محمد دحلان، مشيراً إلى أن دحلان قد حذر الجميع من تصاعد قوة حماس بالقطاع، كما دافع عن خطة دايتون معتبراً أنها لم تفشل، ونفى المسئول الأمريكى خلال لقاء خاص بالقدس فى "فندق ديفيد سيدل" فشل مهمة الجنرال الأمريكي "كت-دايتون" منسق الشئون الأمنية المشرف على تدريب قوات الأمن الفلسطينية، وذلك بعد أن تمكنت "حماس" من بسط سيطرتها على قطاع غزة بقوة السلاح.وقال وولش : لقد فعل أبو فادى "دحلان" أفضل ما يستطيع فى غزة، وأعتقد أنه عندما حذر، كان يخشى ما حدث فعلاً . لقد حذَّرَنا دحلان منذ فترة طويلة وهو أول من حذر فعلاً، وقال إن هناك ميليشيات مسلحة يجري بناؤها تضم آلاف المسلحين.. لقد قام دحلان بتحذير كافة الأطراف.ورداً على اعتقاد سائد أن الولايات المتحدة متورطة فى الحرب الفلسطينية الداخلية وتسلح طرف على حساب الآخر، قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية: نحن نقوم بدعم قوات الأمن الفلسطينية الشرعية -يقصد عباس وحكومته-، وهذا ليس فيه أي خطأ، هذا عين الصواب، ولكن "المتطرفين" يريدون تدمير هذه الجهود والقوة من خلال السيطرة على المؤسسات وبناء شيء آخر.أما عن ما يتعلق بنبيل عمرو المستشار الإعلامى لعباس وجرائمه المالية، فقد شهدت الوثائق التى قدمت لنا ومنها الوثيقة الصادرة عن "هيئة الرقابة العامة" والتى تتعلق بملخص عن المخالفات المالية ل "نبيل عمرو" المستشار الإعلامى للرئيس عباس رئيس مجلس إدارة جريدة الحياة الجديدة آنذاك، وقد سبق أن رفعت للرئيس الراحل ياسر عرفات بتاريخ 27/5/2004م.وتفيد هذه الوثيقة الرسمية الموقعة من رئيس هيئة الرقابة العامة أنه بتاريخ 19أبريل عام 1995م تقدم نبيل عمرو للرئيس ياسر عرفات يطالبه بدعم شهرى إضافى قدره أربعة وخمسين (54) ألف دولار لأجل انتظام إصدار الجريدة، وبعد موافقة عرفات حسب نص التقرير بدأت وزارة المالية بالصرف من شهر مايو 1995 وحتى نهاية 2002م.. وقد استمرأ هذا المذكور هذا الطريق بعد ذلك .فقد قال نفس التقرير: إن جميع الحسابات المصرفية للجريدة كانت مفتوحة باسم كل من السيد نبيل عمرو وحسين الخطيب، وهما مخولان بالصرف منها.الأمر الذى دعا النائب العام الأستاذ أحمد المغني أن يعلن فى مؤتمر صحفى عقده بمدينة غزة وسط حراسة أمنية مشددة يوم الأحد 6من المحرم 1427هـ 5فبراير 2006م أعلن فيه أن النيابة تحقق فى خمسين قضية فساد مالى وإدارى تبلغ قيمة الأموال المهدرة والمختلسة فيها أكثر من 700مليون دولار بينها قضية بمبلغ 300مليون دولار، من أموال المساعدات المستحقة للمعدمين من شعب فلسطين.كما أورد النائب العام ما قال إنه أمثلة على ملفات الفساد والإفساد، وهى كالتالى:ملف الأسمنت الذى استخدم لبناء الجدار الفاصل، وهو ملف محال من المجلس التشريعي ورفض النائب العام الكشف عن المتهم فى هذا الملف واعدا بكشفه وكشف إسم الشركة المسئولة عند انتهاء التحقيق-فيما قال التقرير- ويدور الحديث فى الشارع عن علاقة أحمد قريع بهذه الشركة.ملف مصنع الشرق الأوسط للأنابيب المحال من المجلس التشريعي فى هذا المصنع- حوالي 6مليون دولار هي أربعة مليون دولار نصيب للسلطة و2مليون للشركة الإيطالية، وهذا المصنع موجود على الورق ولا وجود له على الأرض.ملف الهيئة العامة للبترول .ملفات الاختلاس وإساءة الانتماء والنصب، والاحتيال والتزوير فى أوراق رسمية لأشخاص ذوات مكانة مرموقة، وعددها أكثرمن عشرين قضية.ملف المعهد الطبى العدلى فى أبو ديس.ملف جمعية حماية المواطن، و به اختلاسات كبيرة جداً.ملف الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والفضائية الفلسطينية، حيث وجد أن هناك اختلاسات بما يعادل عشرين مليون دولار أمريكي.ملف دائرة الترخيص لإساءة استعمال السلطة الوظيفية، قال وقد أودعنا بحق المتهمين لوائح اتهام لدى المحكمة المختصة.. ولهذا جاء الانقلاب الدحلاني ليجعل من السلطة الشرعية سلطة مقالة إعلاميا وليوقف الإجراءات المتعلقة بالتحقيقات فى تلك الجرائم وغيرها.ملف خاص بأحد المتهمين تم جلبه من عمانحسب الأصول ووجه له 30 تهمة تزوير مستندات وبيع أراضي بطرق غير قانونية. ملف المتهمين فى بيع أراضي الدولة إلى دولة أجنبية -يعني إسرائيل- ملف مدير الشرطة السابق اللواء غازي الجبالي، بشان ترخيص السيارات، وحراسة البنوك ،قال النائب العام: نحن سنطالب جميع المتهمين بالعودة عن طريق الإنتربول لاستكمال التحقيقات معهم فى أراضي السلطة الفلسطينية.. وإلى الآن لم ينفذ هذا الوعد من النائب العام.ملف سيارات العائدين المعفاة من الجمارك ملف مشتريات وزارة الصحة للأدوية الممول من البنك الدولي. هذا عدا جرائم الابتزاز الجنسي التى حفلت بها الوثائق والتى جاء بها: أن هشام مكي -مدير التلفزيون الفلسطيني- السابق الذى قتل أمام احد فنادق غزة، وكان يقوم بعمليات التصوير -القبيحة- وهو من أشهر تجار الأشرطة الجنسية، ووفقا لما ذكرته الصحيفة فإن الفتيات الساقطات اللواتي كن يشاركن فى تصوير هذه الأشرطة ممن تم تجنيدهن فى المخابرات وهم من خارج الأراضي الفلسطينية، سبق أن عملن فى كازينو أريحا الذى يملكه دحلان- وقالت الصحيفة: إن الأشرطة الجنسية الموجودة الآن بحوزة حماس توثق مسئولين فلسطينيين كبارا قد خانوا زوجاتهم، كما أن الأشرطة التى صورت فى الخفاء شكلت وسيلة ابتزاز وضغط ضد أهداف مختلفة ومتنوعة، وقالت المصادر: يبدو أن رجال أجهزة الأمن -الدحلاني- استخدموا هذه الصور أيضا كي يحققوا امتيازات، وكي يجندوا عملاء فى أوساط خصوم سياسيين، وأضافت أن بين الملتقطة صورهم وزيرا كبيرا فى إحدى حكومات فتح، وضابطاً كبيراً جدا فى جهاز الأمن الوقائي فرع الضفة الغربية، صوَّره جهاز الأمن الوقائي - فرع غزة التابع لدحلان- ونقلت المصادر عن مسئول فى الذراع العسكرية لحماس تأكيده أمر وجود الأشرطة وقال : " ليس منطقيا ما يجري هناك، فهؤلاء أناس يصنفون بأنهم من الصف الأول، بل إن بعضهم كانوا وزراء"، وروى أحد المسئولين فى حماس فقال: رأيت شريطاً لطبيب صُوِّر فى فعلته داخل مكتبه فى المستشفى، وقال نشطاء من حماس "إن الكثير من رجال فتح ممن فروا من القطاع يغلقون الآن أفواههم، فهم لا يجرأون على مهاجمتنا فى وسائل الإعلام، إذ أنهم يعرفون ما يوجد فى أيدينا وهم يخشون من أنهم إذا ما تحدثوا فسنكشف المواد التى بحوزتنا.وتحت عنوان: القسام تكشف فضائح أخلاقية جديدة لمحمد دحلان" قال:
كشفت مصادر رفيعة فى كتائب القسام عن وجود أسطوانة "سي دي" عليها فيلم يظهر فيه محمد دحلان وهو يعيش لحظات ليلة حمراء فى إحدى الخمارات فى مدينة تل أبيب.ووفقًا لمصادر القسام فإن دحلان يظهر فى الفيلم وهو يحتسي الخمر مع مجموعة من النساء الصهيونيات بالإضافة إلى ممارسته أوضاعًا مخلة بالأخلاق فى وجود جمع غفير من المسئولين الصهاينة.وأكدت المصادر أن هذا الفيلم تم العثور عليه فى مقر الأمن الوقائي الذى تمت السيطرة عليه من قبل كتائب القسام.وكشفت المصادر عن أنه يوجد كم هائل من الأفلام والأشرطة المصورةالمشابهة.وتتهم حركة حماس وجناحها العسكري محمد دحلان بقيادة التيار الانقلابي المدعوم أمريكيًا وصهيونيًا والذى هزم على يد كتائب القسام.أما وزير الإعلام" نبيل شعث" فقد جاهر فى مؤتمر صحفى عقده ليعلن صدور أوامره بتوقيف الشيخ "إبراهيم مديرس أبو عوكل" خطيب مسجد الشيخ زايد بغزة لأنه وصف الكيان الصهيوني بالسرطان الذى ينتشر بين الأمة الإسلامية، وشبه اليهود بفيروس يشبه فيروس الإيدز، و لأنه شكك فى المحرقة اليهودية !!! أكد الوزير أنه طلب من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التى يعمل بها الخطيب "وقفه والتحقيق معه ومنعه من إلقاء خطب الجمعة.علما بأن هذا الخطيب - الشيخ إبراهيم مديرس أبوعوكل قد حرصت القنوات التلفزيونية للكيان الصهيوني على تتبع خطبه ونقدها، ومطالبة رئيس الوزراء آرييل شارون الضغط على السلطة الفلسطينية لإقالته، وكان آخر هذه الهجمات على الشيخ ما شنه المعلق اليهودي "إيهود يعاري" فى تلفزيون الكيان حيث قال: "كنّا نتوقّع أنّنا تخلّصنا منه وأنّ أبا مازن أسكته، ولكنه عاد ليشتمنا ويشكّك"فى المحرقة"، مضيفاً: "يجب عدم السكوت على هذا الشيخ ولو للحظة، إنّ ما يفعله تحريضٌ لن نقبله.فجاء الوزير نبيل شعث ليحقق لليهود رغباتهم فى علماء الأمة.والشيخ "مديرس" يعيش فى جباليا شمال غزة، ويقوم بأداء واجبه فى مسجده منذ اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة، وقد امتاز هذا الشيخ الشاب -36عاماً- على وفق ما جاء فى التقرير الصحفى المذكور بالخطب الحماسية التى تتناسب مع سخونة الأحداث فى الأراضي الفلسطينية. أما أحمد قريع والمكنى بـ " أبى علاء ".. فهو وفق ما جاء فى الوثائق المقدمة شريك الصهاينة فى الأنشطة الاقتصادية المشبوهة على ما أفادته الوثائق المرفقة، حيث جاء فيها:أن: أحمد قريع رجل ذو خلفية اقتصادية، أكثر منها سياسية، فقد انتقل قريع، المكنى بـ " أبي علاء " من إدارة الجهاز الاستثماري لمنظمة التحرير، المتمثل فى "مؤسسة صامد" إلى قناة التفاوض السرية التى تم شقها مع مسئولين صهاينة فى العاصمة النرويجية فى سنة 1993، ليصبح الرجل أحد أبرز رموز اتفاق أوسلو.. وكان قريع قد قام بدور حثيث فى مساعي المفاوضات السرية تلك، علاوة على جولات التفاوض العلنية فى محطاتها المتعددة، وكان ترتيبه الثاني بعد محمود عباس فى هذه التحركات.
وكان قريع قد وُلد فى بلدة أبو ديس، وهي من ضواحي القدس، عام 1937، وعمل لمدة 14 عاماً فى القطاع المصرفى حتى عام 1968، قبل أن يتفرغ للعمل فى حركة فتح التى شهد انطلاقتها، وشغل عضواً فى مجلسها الثوري حتى انتخابه عضواً فى لجنتها المركزية.
وفى مرحلة أوسلو شغل قريع منصب المنسق العام للوفود الفلسطينية لمفاوضات السلام متعددة الأطراف حتى سنة 1995 .
وعلاوة على الدور الجوهري لأحمد قريع فى مفاوضات أوسلو السرية، فقد تسببت سياسته التفاوضية فى الخروج باتفاق باريس، الذى اختص بشؤون الجانب الاقتصادي من عملية أوسلو، وواجه هذا الاتفاق انتقادات شديدة من الأطراف الفلسطينية والمختصين بسبب ما تضمنه من غبن كبير للجانب الفلسطيني، وتكريس الارتباط الفلسطيني باقتصاد الدولة العبرية.
وكان قريع قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "بنيامين نتنياهو" فى نشاط تفاوضى قوامه ثلاث عشرة جلسة متتالية، أسفر عن مذكرة ما يسمي ب"واي ريفر"، التى تم التوقيع عليها فى تشرين الأول (أكتوبر) 1998 .
وقد ارتبط اسم قريع بالكثير من المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية العامة، التى لم تكن إجمالاً تخضع لرقابة تذكر، وبدأت مسيرته فى هذا المجال عندما أسّس عام 1970 " جمعية معامل أبناء شهداء فلسطين صام ، كما كان له دور محورى فى إنشاء العديد من المؤسسات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية كمجلس الإسكان الفلسطيني، ودائرة الإحصاء المركزية، ومؤسسات الإقراض و الطواقم الفنية.
كما شغل منصب المدير العام لدائرة الشؤون الاقتصادية والتخطيط فى منظمة التحرير الفلسطينية، وأيضا "المستشار الاقتصادي للرئيس ياسر عرفات"، والمدير العام المنتدب لمجلس المحافظين للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية و الإعمار "بكدار" منذ إنشائه وحتى عام 1996.
عمل قريع فى منصب وزير الاقتصاد والتجارة، ثم وزيراً للصناعة فى السلطة الفلسطينية، فضلاً عن عضو مجلس أمناء معهد السياسات الاقتصادية الفلسطيني " ماس.
كما عمل قريع على إعداد "برنامج الإنماء للاقتصاد الوطنى الفلسطيني للسنوات 20001994" الذى أعدته دائرة الشؤون الاقتصادية والتخطيط لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقد جعلته هذه الأدوار التى اتسمت بتركيز الكثير من الصلاحيات الاستثمارية بين يديه، جعلته وثيق الصلة بمعظم الفضائح المالية التى عصفت بالسلطة الفلسطينية، بينما تم طي صفحة هذه الفضائح التى مست كبار المسئولين فى السلطة ممن احتفظوا بالمصطلح السياسي "لا تعليق" رداً عليها.
و لما كان قريع يتمتع بعلاقات وثيقة للغاية مع الجانب (الإسرائيلي)، تتعدى الهامش السياسي إلى الضلوع فى نشاطات اقتصادية مشبوهة، أصبحت حديث الشارع الفلسطيني مع فضيحة مصنع للأسمنت على صلة به قيل إنه يقوم بتأمين طلبيات خاصة لمستعمرات الاحتلال وجداره الفاصل.
وكانت صحيفة "يروشلايم" العبرية الأسبوعية قد فجرت فى السابع من يوليو2000 قضية شراكة متكتم عليها لقريع فى ملكية مصنع لإنتاج حديد التسليح ومواد البناء فى أبو ديس، ويزود المصنع مقاولي الاحتلال بمواد البناء لإقامة مستعمرة "هارحوما" التى كانت سلطات الاحتلال تقيمها على أراض للمواطنين الفلسطينيين صادرتها فى جبل أبو غنيم، الواقع جنوبي القدس المحتلة.
ولأحمد قريع الكثير من العلاقات والاتصالات المعلنة وغير المعلنة مع أطراف إسرائيلية، يبدو أقلها شأناً عضويته بمجلس أمناء "مركز بيريز للسلام" الذى أسسه رئيس الوزراء الأسبق للدولة العبرية "شمعون بيريز" الذى صار رئيسا للكيان الصهيوني.
وقد انتقل أبو علاء من رئاسة المجلس التشريعي (برلمان السلطة) إلى رئاسة وزراء السلطة خلفاً لمحمود عباس فى سنة 2003،. وتتحدث أفضل التقديرات التى تفصح عنها استطلاعات الرأي أنّ شعبية أحمد قريع لا تكاد ترقى إلى 1%، بينما تقول تقديرات أخرى إنّ الأمر لا يتجاوز كسوراً عشرية.
أما "نمر حماد" أحد مستشاري الرئيس الخائن        "محمود عباس "البارزين فإنه على ما أفاده الأستاذ سميح خلف قد اتهم بالعمالة لإسرائيل فى عام 1968 على أثر علاقته الحميمة بابن خالته الجاسوس "محمد عركة" الذى يلقب "بأبي رياض" الذى كان يعمل لحساب الشعبة الثانية فى الجيش اللبناني.
 وقد هرب "محمد عركة ونمر حماد" من سوريا إلى الأردن بعدما اكتشفت علاقتهم أيضاً مع المخابرات الصهيونية.
أسس محمد عركة هذا منظمة "الفدائى الشريف" كإطار اختراقي لفصائل العمل الوطني الفلسطيني وخاصة جمع المعلومات لصالح الاستخبارات الصهيونية .
وقد قامت حركة فتح باعتقال نمر حماد، ومن ثم أفرج عنه فوراً من قبل الرئيس السابق "أبو عمار" مبرراً ذلك بأنه كان مكلفاً لمتابعة ابن خالته محمد عركة، ونفى أن يكون عميلاً للأردن أو إسرائيل بل كان مكلفاً من أبو عمار.
فر ابن خالته -محمد عركة- إلى إسرائيل وتزوج من إسرائيلية من طائفة حريدي، وهي الطائفة الوحيدة التى تقبل منتمين جددا للدين اليهودي- ومن ثم اعتنق ابن خالة نمر حماد اليهودية عام 1975 ثم نقل إلى شعبة العمل الخارجى للموساد فى ايطاليا بروما.
تم نقل الجاسوس محمد عركة ابن خالة نمر حماد لشعبة العمل الخارجي بعد شهور قليلة من نقل وتكليف نمر حماد للعمل كمسئول لبعثة منظمة التحرير فى روما.
لم يثق أبو جهاد وأبو إياد بهذا الرجل ولا الدور الذى أسند إليه وكذلك مثله مثل كل المشبوهين والمعروفين فى داخل حركة فتح بارتباطهم بالمخابرات المركزية والأوروبية.
وشقيق نمر حماد قد قتل بتهمة الجاسوسية فى عام 1979م.
رصدت بعض التقارير اجتماعات بين نمر حماد وبين محمد عركة فى روما و فى أماكن أخرى فى أوروبا، وذلك فى الفترة التى شهدت تصفيات لكوادر حركة فتح فى أوروبا.
ولقد بقى "نمر حماد" فى منصبه إلى أن استدعاه محمود عباس كمستشارٍ سياسي له، ثم أصدر له مرسوماً رئاسياً بتعيينه مسئولاً عن المؤسسات الإعلامية التابعة للسلطة والتى تضم وكالة "وفا" وعشرات الوكالات الإخبارية والتلفزيون فى رام الله، ومن هنا يمكن أن يلاحظ التوجه الإعلامى لتلفزيون فلسطين الذى لا يخلو من بعض الخيوط الأمنية الموسادية.
 من العجب أن هذا المذكور لم يثبت له استخدام المسدس ولو مرة واحدة، مثله فى ذلك مثل محمود عباس، وكانا دائما من المنادين بأن يقبل الفلسطينيون بالحلول السياسية التى تطرحها إسرائيل، ودائما كانا يأخذان موقف العداء من المقاومة الفلسطينية ورجالاتها، يؤكد ذلك ما سجل بالصوت والصورة لمحمود عباس وهو يصدر توجيهاته للعاملين من أفراد الشرطة تحت سلطانه: (إذا رأيتم من يطلق صاروخا فاضربوه، طخوه، اقتلوه، وفى مقام آخر قال معلقاً على العمليات العسكرية أنها عمليات حقيرة.
)قدمت لنا نسخة سمعية بصرية -فيديو- لمحمود عباس وهو ينطق بتلك العبارات المُدِينَة له، وأودعناها بالأمانة العامة بعد سماعها(.
ولما كان قد سبق وأعلن نمر حماد مع دحلان، والطيب عبد الرحيم صراحة أنهم ضد حق العودة للاجئين، وقد طالبت المنظمات الفلسطينية فى السادس والعشرين من آذار مارس 2007 بمحاكمة مستشار محمود عباس العميل نمر حماد بسبب دعوته للتنسيق الأمني مع إسرائيل لمكافحة عمليات المقاومة فى حين كانت إسرائيل تنفذ عمليات اغتيال للمقاومين. لهذا لم يكن مستغربا من "نمر حماد" ما صدر عنه بشان قمة الدوحة لنصرة غزة لما ثبت له بأنها ليست فى مصلحة إسرائيل.
ذلك:
وحيث قد تحقق كل ما ذكر بحق المذكورين محمود عباس ميرزا، ومحمد دحلان، ونمر حماد، وأحمد قريع، ونبيل عمرو، ونبيل شعث، وهشام مكي، وحسين الخطيب، فإن المتهم الأول: محمود عباس ميرزا، والثاني محمد دحلان قد علقت بهما آفة الردة ووضاعتها، فضلاً عن آفات التبعية والعمالة للعدو، والانقلاب على حقيقة وظيفتيهما، وصار من الواجب على مؤسسات الأمة السعي الجاد لاستنقاذ حياة الفلسطينيين وشرف الأمة من بقاء تسلطهما وهما على هذا الحال.. سبُّ الذات الإلهية من الثانى مع استخفافه بحرمة المساجد وكرامة المصحف الشريف، وقيامهم بقتل المسلمين الأبرياء، والعلماء الفقهاء، واعتناق الأول للنحلة البهائية وما تبع ذلك من ساقط الأخلاق ورذائل الأوصاف.
وأما الباقون ممن ورد ذكرهم فى هذا البيان الشرعي – نبيل شعث، نبيل عمرو، هشام مكى، حسين الخطيب، نمر حماد، أحمد قريع- فإنهم قد فقدوا مع السابقين شرعاً وقانوناً أهلية الولاية بانقلابهم على موضوعها، وارتكابهم أقبح الرذائل بها، وقد استوجبوا شرعاً وقانوناً وعرفاً العزل، والإقالة، ثم المحاكمة والمؤاخذة، وإلى أن يتم ذلك فإنه من اللازم شرعا وقانونا على كل ذي سلطة ونفوذ من القانونيين والإعلاميين والعلماء، والباحثين، أن يسارع كلٌّ إلى اتخاذ كلِّ ممكن لاستنقاذ الفلسطينيين من بؤس سلطانهم، ومنكر جرائمهم، كلٌّ بحسب ما مُكِّن فيه وتيسر له من قوة وقدرة، من تشهير بهم، وتضييق عليهم، ومطاردة لهم مطاردة الحقوقيين لمجرمي الحرب من اليهود حتى يستنقذوا السلطة والأمة من أيديهم وخبائثهم.
ونطالب كذلك -نحن جبهة علماء الأزهر- بناءً على هذا، وانطلاقاً من واجبنا الشرعي تجاه أمتنا الدول العربية والإسلامية الراغبة فى إعمار أرض الإسلام وأرض الصمود غزة المباركة أن تتثبت تماما من الأيادي التى ستودع فيها وتسلم إليها تلك الأموال المستحقة لغزة ولأبنائها، لأن الله سائلهم عن تلك الأموال، وفى أي يد توضع، حتى لا تستخدم فى نقيض ما تقصدون كما استخدم الكثير من غيرها من قبل، ولا يتعطل بها شرف المقاومة وشريعة الجهاد، ويحقق العدو بها ما عجز عن تحقيقه لنفسه فى الميدان.
[والله يقول الحق وهو يهدي السبيل]
السؤال الكبير الآن.. هل نجاح اليهود وعلوهم كما صرحوا فى برتوكولاتهم.. هو أن يجعلون الشعب الفلسطيني يصوت.. ولكن للذى يريدونه، بل وكيف سيخدم العميل الجديد اليهود؟
العمل السياسي للعميل
* بدأ محمود ميرزا العمل السياسي فى منتصف الخمسينيات، حيث أسس مع مجموعة من الشباب الوطني تنظيماً سرياً فى دمشق.
* عام 1957 عمل (العميل) مديراً لشؤون الموظفين فى وزارة التربية والتعليم فى قطر.
* العميل كان أول من طرح فكرة الحوار مع الإسرائيليين، حيث بدأت الاتصالات مع الإسرائيليين فى عام 1974.
* مثّل منظمة التحرير الفلسطينية فى توقيع اتفاقية إعلان المبادئ واتفاقيات أوسلو فى واشنطن فى 13/9/1993.
* مثّل منظمة التحرير الفلسطينية فى التوقيع على الاتفاقية الانتقالية فى واشنطن فى 23/9/1995.
ظاهرة العملاء العرب
ليس من قبيل المبالغة أن نقول بأن إسرائيل قد نجحت وتنجح يومياً فى تجنيد العشرات من العملاء العرب للعمل معها والتجسس على دولهم وشعوبهم وأقاربهم والعمل ما أمكن لما هو فى مصلحة إسرائيل أولاً وأخيراً.
وتستخدم إسرائيل لتحقيق غرضها هذا أساليب متنوعة تتراوح بين الترغيب والإغراء، وانتهاء بالتهديد والملاحقة، ولعل السنوات الثلاثين الماضية قد أثبتت لنا أن المخابرات الإسرائيلية تحاول جاهدة زرع العملاء العرب فى جميع الدول العربية سواء التى وقعت معاهدات سلام معها كمصر والأردن أو تلك التى تعتبر فى صفوف الدول المعادية لها.
ورغم انكشاف المئات من العملاء العرب خصوصاً فى المناطق التى تحتلها إسرائيل (فلسطين ولبنان) حيث الاحتكاك اليومي المباشر، فلم يسجل التاريخ حتى اليوم _ اللهم إلا إذا كنت أجهل ذلك _ نجاحاً عربياً واحداً فى تجنيد أي يهودي للعمل كجاسوس لأي دولة عربية أو لمنظمة التحرير الفلسطينية التى وصل التغلغل ألمخابراتي الإسرائيلي فيها إلى أعلى مستوى ممكن.
ولعل من المفيد جداً ونحن فى غمرة الحديث عن ظاهرة العملاء أن نميز بين ظاهرة العمالة أو التجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية أو العكس وبين المجموعات السياسية الإسرائيلية المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني والتى تناصره لقناعة داخلية وليس مقابل رشوة أو أية فوائد خاصة.
وإذا كانت قضية العميل المصري الأخيرة (عماد إسماعيل) قد كشفت عن يقظة المخابرات المصرية تجاه المحاولات الإسرائيلية المحمومة لزرع العملاء فى جمهورية مصر العربية، إلا أن الاطلاع الكامل على أبطال هذه القضية، تصيبنا بنوع من الإحباط، فعماد إسماعيل عميل عربى/مصرى، والفتاتان الفارتان منى شواهده وزهرة جريس هما كذلك من عرب إسرائيل، وقبل مدة ليست ببعيدة، كشفت السلطات الفلسطينية فى قطاع غزة عن عميل خطير كان يعمل فى صفوف حركة الجهاد الإسلامى، وساعد أجهزة المخابرات الإسرائيلية بتجنيد انتحاريين فلسطينيين لمهاجمة مستوطنة إسرائيلية فى القطاع، وبعد ترتيب المهمة فجرت المخابرات الإسرائيلية حقيبة المتفجرات بالريموت كنترول عن بُعد فقتل الانتحاريان، واتخذت إسرائيل من العملية التى نفذتها أجهزتها مبرراً لإغلاق المناطق الفلسطينية والادعاء بأن السلطة الفلسطينية عاجزة عن ضبط الأمن فى مناطقها.
وليس هذه سوى غيض من فيض، ولا داع للاسترسال أكثر فكلنا يعلم أو يتذكر بأن عملاء عرب كانوا وراء تفجير العديد من السيارات المفخخة فى لبنان وتقول الإحصائيات الإسرائيلية بأن هناك 18 ألف عميل فلسطيني فى الضفة وقطاع غزة طلبت إسرائيل رسمياً من سلطة عرفات عدم ملاحقتهم، ولا نعتقد أن يتضمن هذا الرقم أسماء العملاء الذين لم ينكشف أمرهم بعد!!
لسنا فى معرض سرد التفاصيل، ولا تضخيم الموضوع أو المبالغة فيه، لكن علينا أن نواجه الحقيقة دون لف أو دوران.. إنها حقيقة مؤلمة.. تصيبنا بالقرف والاشمئزاز، وعلينا أن نتساءل لماذا هذا الكم الهائل من العملاء؟!.. وماذا يفسر ذلك؟
صحيح أن معظم دول العالم إن لم يكن جميعها تتجسس على بعضها البعض، فى الحرب وفى السلم، وخصوصاً الدول المتصارعة التى يحاول كل طرف فيها معرفة العديد من الأسرار الحربية عن الطرف الآخر لتساعده فى رسم خططه العسكرية.. فقد نجح السوفييت فى زرع العملاء فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك استطاعت إلـ C.I.A الأمريكية اختراق المؤسسة الرسمية السوفييتية، إلاَّ أن الظاهرة التى نحن بصددها  (العملاء العرب) تختلف عن ذلك كل الاختلاف، لأنها ظاهرة من طرف واحد.. إسرائيل تزرع العملاء العرب فى صفوف العرب، والعرب يفشلون فى كشف أسرار الطرف الآخر، إضافة إلى العدد الكبير من العملاء الذى يحتاج إلى وقفة!
أشك كثيراً أن تكون المخابرات العربية لم تحاول أبداً تجنيد العملاء اليهود لصالحها؟!.. وأقول العملاء اليهود ذلك أن محاولة إرسال مواطنين عرب للتجسس على إسرائيل هي مسألة مختلفة ليست موضع حديثنا ولو أنها تمت بشكل بسيط.
ويبدو واضحاً أن المخابرات العربية فشلت فى تجنيد اليهود لصالحها فى حين نجحت فى تجنيد المواطنين العرب للتجسس على بعضهم البعض، واستفادت من المخابرات الإسرائيلية وربما تبادلت المعلومات معها لملاحقة المعارضين لتصفيتهم.
إن الفشل الواضح فى تجنيد العملاء اليهود، فى الوقت الذى نجحت إسرائيل فيه بتجنيد الآلاف من العملاء العرب أكثرهم فى فلسطين ولبنان، ثم مصر، سورية، العراق، تونس.. إنما تؤكد حسب وجهة نظري المسائل التالية:
تماسك الطرف الإسرائيلى داخلياً وهشاشة الطرف العربي، ولعل التخلف من جهة، والنزاعات العربية بين الحكومات، والأحزاب والفصائل والعشائر والقبائل وأخيراً العائلات من جهة أخرى تلعب دوراً مساعداً فى ظاهرة التساقط القائمة.
انعدام الوعي الأمني لدى الجانب العربي، فالمواطن العربي يعتمد على الغيبيات.
انعدام الرادع الفعال فى معظم الحالات، فعدا حالات قليلة، تم فيها محاسبة العملاء، فقد بقى معظمهم يعيثون فى الأرض فساداً دون حساب حتى أن قسماً من العملاء فى المناطق الفلسطينية أصبحوا الآن من المحسوبين على السلطة نفسها.. فأي رادع سيشكل ذلك لدى ضعاف النفوس؟!
المصالح الفردية هي الغالبة فى الوسط العربى، والانتماء الوطني أو القومى ضعيفان إلى أبعد الحدود ،خذوا مثلاً: الهرولة العربية غير المبررة لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حتى قبل انسحابها التام من الأراضي العربية المحتلة عام67، تلك الهرولة التى لم يوقفها سوى غطرسة نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الجديد.. ويقيناً لو بقي بيريز فى منصبه، لأصبح لإسرائيل اليوم علاقات تجارية ودبلوماسية مع معظم الدول العربية ولماذا نلوم قطر فى حين كان عرفات مجتمعاً مع شمعون بيريز فى الوقت الذى كانت فيه الطائرات الإسرائيلية تقصف (قانا) فى جنوب لبنان.
ما الفرق بين عميل كـ (عماد إسماعيل) قبل التجسس على بلده مقابل حفنة دولارات وبين رئيس بلد عربى ما أن وقع عرفات على وثيقة السلام حتى هرول إلى إسرائيل طالباً ودها وبركتها وخبرتها مقابل فتح أسواقه لها على مصراعيها؟!
ما الفرق بين عميل ترسله إسرائيل إلى الأردن للتجسس على الأردنيين هناك وبين رئيس جهاز مخابرات عربى يتبادل التقارير الأمنية مع إسرائيل؟!
تُرى من هم العملاء؟!.. وهل يجب أن يكتفى شعبنا بمحاسبة العملاء الصغار، أم تجب محاسبة الكبار أولاً؟

قلتُ: يا أقصى سلاماً :: قال هل عاد صلاح ؟؟
قلت : لا إني حبيبٌ :: يرتجي منكَ السماحْ

الصهيــونيـــة
التعــريــف:
الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمي إلى إقامة دولة لليهود فى فلسطين تحكم من خلالها العالم كله. واشتقت الصهيونية من اسم (جبل صهيون) فى القدس حيث تطمع الصهيونية أن تشيد فيها هيكل سليمان، وتقيم مملكة لها تكون القدس عاصمتها. ارتبطت الحركة الصهيونية بشخصية اليهودي النمساوي "هرتزل" الذى يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الذى تقوم على آرائه الحركة الصهيونية فى العالم.
* التأسيــس وأبــرز الشخصــيات:
للصهيونية العالمية جذور تاريخية فكرية وسياسية تجعل من الضروري لفهم هذه الحركة الوقوف عند الأدوار التالية:
حركة المكابيين التى أعقبت العودة من السبي البابلي (586 - 538م) قبل الميلاد، وأول أهدافها العودة إلى صهيون وبناء هيكل سليمان.
حركة باركو خبا (118 - 138م) وقد أثار هذا اليهودي الحماسة فى نفوس اليهود وحثهم على التجمع فى فلسطين وتأسيس دولة يهودية فيها.
حركة موزس الكريتي وكانت شبيهة بحركة باركو خبا.
مرحلة الركود فى النشاط اليهودي بسبب اضطهاد اليهود وتشتتهم. ومع ذلك فقد ظل الشعور القومي عند اليهود عنيفاً لم يضعف.
حركة دافيد روبين وتلميذه سيلومون مولوخ (1501م - 1532م) وقد حثا اليهود على ضرورة العودة لتأسيس ملك إسرائيل فى فلسطين.
حركة منشة بن إسرائيل (1604 0 1657م) وهى النواة الأولى التى وجهت خطط الصهيونية وركزتها على أساس استخدام بريطانيا فى تحقيق أهداف الصهيونية.
حركة شعبتاي زفى (1626 - 1676م) الذى ادعى أنه مسيح اليهود المخلص فأخذ اليهود يستعدون للعودة إلى فلسطين ولكن مخلصهم مات.
الحركة الفكرية الاستعمارية التى دعت إلى إقامة دولة يهودية فى فلسطين فى بداية القرن التاسع عشر. 
الصهيونية الحديثة وهي الحركة المنسوبة إلى تيودور هرتزل الصحفى اليهودى النمساوى (1860-1904م) وهدفها الأساسي الواضح قيادة اليهود إلى حكم العالم بدءاً بإقامة دولة لهم فى فلسطين. وقد فاوض السلطان عبد الحميد بهذا الخصوص فى محاولتين، لكنه أخفق، عند ذلك عملت اليهودية العالمية على إزاحة السلطان وإلغاء الخلافة الإِسلامية.
وقد أقام هرتزل أول مؤتمر صهيونى عالمى سنة 1897م، ونجح فى تجميع يهود العالم حوله كما نجح فى جمع دهاه اليهود الذين صدرت عنهم أخطر مقررات فى تاريخ العالم وهى "بروتوكولات حكماء صهيون" المستمدة من تعاليم كتب اليهود المحرفة التى يقدسونها، ومن ذلك الوقت أحكم اليهود تنظيماتهم وأصبحوا يتحركون بدقة ودهاء وخفاء لتحقيق أهدافهم التدميرية التى أصبحت نتائجها واضحة للعيان فى زمننا هذا الأفــــكار والمعتقــدات:
تستمد الصهيونية فكرها ومعتقداتها من الكتب المقدسة التى حرفها اليهود، وقد صاغت الصهيونية فكرها فى "بروتوكولات حكماء صهيون.
* تعتبر الصهيونية جميع يهود العالم أعضاء فى جنسية واحدة هي الجنسية الإِسرائيلية.
* تهدف الصهيونية إلى سيطرة اليهود على العالم كما وعدهم إلههم يهوه، وتعتبر المنطلق لذلك هو إقامة حكومتهم على أرض الميعاد التى تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.
* تعتقدون أن اليهود هم العنصر الممتاز الذى يجب أن يسود وكل الشعوب الأخرى خدم لهم.
* يرون أن أقوم السبل لحكم العالم هو إقامة الحكم على أساس التخويف والعنف.
* يدعون إلى تسخير الحرية السياسية من أجل السيطرة على الجماهير ويقولون: يجب أن نعرف كيف نقدم لهم الطعم الذى يوقعهم فى شباكنا.
* يقولون لقد انتهى العهد الذى كانت فيه السلطة للدين، والسلطة اليوم للذهب وحده فلا بد من تجميعه فى قبضتنا بكل وسيلة لتسهل سيطرتنا على العالم.
* يرون أن السياسة نقيض للأخلاق ولا بد فيها من المكر والرياء أما الفضائل والصدق فهى رذائل فى عرف السياسة.
* يقولون: لابد من إغراق الأمميين فى الرذائل بتدبيرنا عن طريق من نهيئهم لذلك من أساتذة وخدم وحاضنات ونساء الملاهي.
* يقولون: يجب أن نستخدم الرشوة والخديعة والخيانة دون تردد ما دامت تحقق مآربنا.
* يقولون: يجب أن نعمل على بث الفزع الذى يضمن لنا الطاعة العمياء ويكفى أن يشتهر عنا أننا أهل بأس شديد ليذوب كل تمرد وعصيان.
* يقولون: ننادي بشعارات (الحرية والمساواة والإِخاء) لينخدع بها الناس ويهتفوا بها وينساقوا وراء ما نريد لهم.
* يقولون: لا بد من تشييد أرستقراطية تقوم على المال الذى هو فى يدنا والعلم الذى اختص به علماؤنا.
* يقولون: سنعمل على دفع الزعماء إلى قبضتنا وسيكون تعيينهم فى أيدينا واختيارهم يكون حسب وفرة أنصبتهم من الأخلاق الدنيئة وحب الزعامة وقلة الخبرة.
* يقولون: سنسيطر على الصحافة تلك القوة الفعالة التى توجه العالم نحو ما نريد.
* يقولون: لابد من توسيع الشقة بين الحكام والشعوب وبالعكس ليصبح السلطان كالأعمى الذى فقد عصاه ويلجأ إلينا لتثبيت كرسيه.
* يقولون: لابد من إشعال نار الخصومة الحاقدة بين كل القوى لتتصارع وجعل السلطة هدفاً مقدساً تتنافس كل القوى للوصول إليه، ولا بد من إشعال نار الحرب بين الدول بل داخل كل دولة عند ذلك تضمحل القوى وتسقط الحكومات وتقوم حكومتنا العالمية على أنقاضها.
* يقولون: سنتقدم إلى الشعوب الفقيرة المظلومة فى زى محرريها ومنقذيها من الظلم وندعوها إلى الانضمام إلى صفوف جنودنا من الاشتراكيين والفوضويين والشيوعيين والماسونيين وبفضل الجوع سنتحكم فى الجماهير ونستخدم سواعدهم لسحق كل من يعترض سبيلنا.
* يقولون: لابد أن نفتعل الأزمات الاقتصادية لكي يخضع لنا الجميع بفضل الذهب الذى احتكرناه.
* يقولون: إننا الآن بفضل وسائلنا الخفية فى وضع منيع بحيث إذا هاجمتنا دولة نهضت أخرى للدفاع عنا.
* يقولون: إن كلمة الحرية تدفع الجماهير إلى الصراع مع الله ومقاومة سنته فلنشعها هى وأمثالها إلى أن تصبح السلطة فى أيدينا.
* يقولون: لنا قوة خفية لا يستطيع أحد تدميرها تعمل فى صمت وخفاء وجبروت ويتغير أعضاؤها على الدوام وهي الكفيلة بتوجيه حكام الأمميين كما نريد.
* يقولون: لابد أن نهدم دولة الإِيمان فى قلوب الشعوب وننزع من عقولهم فكرة وجود الله ونحل محلها قوانين رياضية مادية لأن الشعب يحيا سعيداً هانئاً تحت رعاية دولة الإِيمان، ولكي لا ندع للناس فرصة المراجعة يجب أن نشغلهم بشتى الوسائل وبذلك لا يفطنوا لعدوهم العام فى الصراع العالمى.
* يقولون: لابد أن نتبع كل الوسائل التى تتولى نقل أموال الأمميين من خزائنهم إلى صناديقنا.
* يقولون: سنعمل على إنشاء مجتمعات منحلة مجردة من الإِنسانية والأخلاق، متحجرة المشاعر، ناقمة أشد النقمة على الدين والسياسة، ليصبح رجاؤها الوحيد تحقيق الملاذ المادية، وحينئذ يصبحون عاجزين عن أي مقاومة فيقعوا تحت أيدينا صاغرين.
* يقولون: سنقبض بأيدينا على كل مقاليد القوى ونسيطر على جميع الوظائف وتكون السياسة بأيدى رعايانا وبذلك نستطيع فى كل وقت بقوتنا محو كل معارضة مع أصحابها من الأمميين.
* يقولون: لقد بثثنا بذور الشقاق فى كل مكان بحيث لا يمكن اجتثاثه، وأوجدنا التنافر بين مصالح الأمميين المادية والقومية وأشعلنا نار النعرات الدينية والعنصرية فى مجتمعاتهم ولم ننفك عن بذل جهودنا فى إشعالها منذ 20 قرناً ولذلك من المستحيل على أي حكومة أن تجد عوناً من أخرى لضربنا وأن الدول لن تقدم على إبرام أي اتفاق مهما كان ضئيلاً دون موافقتنا لأن محرك آلة الدول فى قبضتنا.
* يقولون: لقد هيأنا الله لحكم العالم وزودنا بخصائص وامتيازات لا توجد عند الأمميين ولو كان فى صفوفهم عباقرة لاستطاعوا مقاومتنا.
* يقولون: لابد من الانتفاع بالعواطف المتأججة لخدمة أغراضنا عوض إخمادها ولابد من الاستيلاء على أفكار الآخرين وترجمتها بما يتفق مع مصالحنا بدل قتلها.
* يقولون: سنولي عناية كبرى بالرأي العام إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم ونشغله حتى نجعله يعتقد أن شائعاتنا حقائق ثابتة ونجعله غير قادر على التمييز بين الوعود الممكن إنجازها والوعود الكاذبة فلا بد أن نكوّن هيئات يشتغل أعضاؤها بإلقاء الخطب الرنانة التى تغدق الوعود ولا بد أن نبث فى الشعوب فكرة عدم فهمهم للسياسة وخير لهم أن يدعوها لأهلها.
* يقولون: سنكثر من إشاعة المتناقضات ونلهب الشهوات ونؤجج العواطف.
* يقولون: سننشئ "إدارة الحكومة العليا" ذات الأيدي الكثيرة الممتدة إلى كل أقطار الأرض والتى يخضع لها كل الحكام.
* يقولون: يجب أن نسيطر على الصناعة والتجارة ونعود الناس على البذخ الترف والانحلال ونعمل على رفع الأجور وتيسير القروض ومضاعفة فوائدها عند ذلك سيخر الأمميون ساجدين بين أيدينا.
* يقولون: فى الرسميات يجب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر فنستنكر الظلم وننادى بالحريات ونندد بالطغيان.
* يقولون: إن الصحافة جميعها بأيدينا إلا صحفاً قليلة غير محتفل بها، وسنستعملها لبث الشائعات حتى تصبح حقائق وسنشغل بها الأمميين عما ينفعهم ونجعلهم ينجرون وراء الشهوة والمتعة.
* يقولون: الحكام أعجز من أن يعصوا أوامرنا لأنهم يدركون أن السجن أو الاختفاء من الوجود مصير المتمرد منهم فيكونوا أعظم طاعة لنا وأشد حرصاً ورعاية لمصالحنا.
* يقولون: سنعمل على ألا يكشف مخططنا قبل وقته ولا نهدم قوة الأمميين قبل الأوان.
* يقولون: نحن الذين وضعنا طريقة التصويت ونظام الأغلبية المطلقة ليصل إلى الحكم كل من نريد بعد أن نكون قد هيأنا الرأي العام للتصويت عليهم.
يقولون: سنفكك الأسرة وننفخ روح الذاتية فى كل فرد ليتمرد ونحول دون وصول ذوى الامتياز إلى الرتب العالية.
* يقولون: لا يصل إلى الحكم إلا أصحاب الصحائف السود غير المكشوفة وهؤلاء سيكونون أمناء على تنفيذ أوامرنا خشية الفضيحة والتشهير، كما نقوم بصنع الزعامات وإضفاء العظمة والبطولة عليها.
* يقولون: سنستعين بالانقلابات والثورات كلما رأينا فائدة لذلك.
* يقولون: لقد أنشأنا قوانا الخفية لتحقيق أهدافنا ولكن البهائم من الأمميين يجهلون أسرارها فوثقوا بها وانتسبوا إلى محافلها فسيطرنا عليهم وسخرناهم لخدمتنا.
* يقولون: إن تشتيت شعب الله المختار نعمة وليست ضعفاً وهو الذى أفضى بنا إلى السيادة العالمية.
* يقولون: ستكون كل دور النشر بأيدينا وستكون سجلات التعبير عن الفكر الإِنساني بيد حكومتنا وكل دار تخالف فكرنا سنعمل على إغلاقها باسم القانون.
يقولون: ستكون لنا مجلات وصحف كثيرة مختلفة النزعات والمبادئ و كلها تخدم أهدافنا.
* يقولون: لابد أن نشغل غيرنا بألوان خلابة من الملاهي والألعاب والمنتديات العامة والفنون والجنس والمخدرات لنلهيهم عن مخالفتنا أو التعرض لمخططاتنا.
* يقولون: سنمحو كل ما هو جماعي وسنبدأ المرحلة بتغيير الجامعات وسنعيد تأسيسها حسب خططنا الخاصة.
* يقولون: سنتصرف مع كل من يقف فى طريقنا بكل عنف وقسوة.
* يقولون: سنكثر من المحافل الماسونية وننشرها فى كل وسط لتوسيع نطاق سيطرتنا.
* يقولون: عندما تصبح السلطة فى أيدينا لن نسمح بوجود دين غير ديننا على الأرض.
الجــذور الفــكرية والعقائــدية:
الصهيونية قديمة بدأت تظهر مع تحريف التوراة، فالنصوص المحرّفة نفسها هى التى أججت الروح القومية عند اليهود منذ أيامها الأولى. وحركة هرتزل إنما هي تجديد وتنظيم للصهيونية القديمة.
 تقوم الصهيونية على تعاليم التوراة المحرفة والتلمود. ولكن لابد من الإِشارة إلى إن عدداً من زعماء الصهيونية هم من الملاحدة، واليهودية عندهم ليست سوى ستار لتحقيق المطامع السياسية والاقتصادية.
الانتشـــار ومواقــع النفــوذ:
الصهيونية هي الواجهة السياسية لليهودية العالمية وهي كما وصفها اليهود أنفسهم (مثل الإِله الهندي فشنو الذى له مائة يد) فهي لها فى جل الأجهزة الحكومية فى العالم يد مسيطرة موجهة تعمل لمصلحتها.
هى التى تقود إسرائيل وتخطط لها.
الماسونية تتحرك بتعاليم الصهيونية وتوجيهاتها وتخضع لها زعماء العالم ومفكريه.
للصهيونية مئات الجمعيات فى أوروبا وأمريكا فى مختلف المجالات التى تبدو متناقضة فى الظاهر لكنها كلها فى الواقع تعمل لمصلحة اليهودية العالمية.
هناك من يبالغ فى قوتها مبالغة كبيرة جداً، وهناك من يهون من شأنها، والرأيان فيهما خطأ، على أن استقراء الواقع يدل على أن اليهود الآن يحيون فترة علو استثنائية.
كشف نائب عربي فى الكنيست "الإسرائيلي" أن منظمة يهودية وزعت مناشير لها باللغة العربية فى المدينة تدعو المقدسيين إلى المغادرة وتعرض مساعدتهم فى السفر لخارج البلاد.
وجاء فى بيان المنظمة أن ليس للعرب حق فى العيش فى البلاد استنادًا إلى التوراة والقرآن الكريم، حسب أهواء وتفسير هذه المنظمة، ونشروا رقم هاتف يمكن للمعنيين بالهجرة الاتصال به للمباشرة بالإجراءات اللازمة.
وقال مواطنون اتصلوا بالرقم المنشور للتأكد من هوية المنظمة التى تقف خلف البيان: إن المتحدث رفض الكشف عن هوية المنظمة، لكنه أبدى استعدادًا لتوفير كافة الإجراءات اللازمة للهجرة والعمل فى أي دولة يختارها المعنى.
وبعد إصرار المتصلين للحصول على تفاصيل أخرى، دعا ممثل المنظمة إلى لقاء شخصى مع المتصلين لعرض مساعدة المنظمة والإجراءات اللازمة للهجرة وإمكانيات المساعدة.
وقال النائب جمال زحالقة -رئيس كتلة التجمع البرلمانية- أمام الهيئة العامة للكنيست: إن "هذه الدعوات لها تمثيل قوى فى الكنيست وفى بلدية القدس.. السياسية "الإسرائيلية" فى القدس هى سياسة تطهير عرقى تحت شعار المحافظة على التوازن الديموجرافى.
وأردف: أهلنا فى القدس محرومون من رخص البناء من جهة، ويتعرضون لسياسة هدم البيوت من جهة أخرى، والهدف هو دفع الناس لترك المدينة.
وأوضح زحالقة: الأصوات التى تدعو للترانسفير والتهجير تتزايد يوماً بعد يوم، وهي ممثلة بقوة فى الحكومة الإسرائيلية بحسب موقع عرب48.
وأكد: "يكفى أن ليبرمان هو وزير خارجية إسرائيل، لذا فهذه الدعوات ليست هامشية بل هي التيار المركزي فى السياسة الإسرائيلية.
وأضاف زحالقة: على إسرائيل أن تعرف أنها لن تستطيع تهجيرنا، لا من القدس ولا من الجليل ولا من المثلث والنقب.. قد يستطيعون قتلنا لكن لن يستطيعوا تهجيرنا.. الفلسطينى بعد النكبة لا يرى فرقًا بين الموت والتهجير وبين اللجوء والإبادة وبين الترانسفير و الجينوسايد، دعوة التهجير بالنسبة لنا هي دعوة للقتل.
الميزان الديموغرافى عام 2025 يرجح كفة الفلسطينيين:
وكان تقرير حكومى مصرى نشر فى مارس الماضي توقع أن تأتي التطورات الديموجرافية خلال السنوات العشر المقبلة فى الأراضي الفلسطينية المحتلة وداخل إسرائيل لمصلحة الفلسطينيين، معتبراً أن العامل الديموجرافى فى الصراع يميل لصالح الفلسطينيين، من أجل ذلك يبذل يهود إسرائيل جهوداً فى هذا الإطار لوقف تزايد السكان الفلسطينيين وسط دعوات لطردهم من إسرائيل.
واستعرض تقرير لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تحت عنوان "الصراع العربي الإسرائيلي.. هل يحسم ديموجرافياً؟،
نشأة الحركة الصهيونية وتأسيس وطن لليهود والحروب العربية - الإسرائيلية ونشأة حركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس التى قال التقرير إنها تتكون من قيادات الإخوان المسلمين الذين رفضوا الاشتراك فى حركة فتح.
وذكر التقرير أن عدد السكان فى فلسطين -الضفة الغربية وقطاع غزة- وصل إلى نحو 4ملايين نسمة عام2005، متوقعاً أن يتخطى هذا العدد 7.4مليون نسمة عام2025، أما إسرائيل فإن عدد السكان اليهود فيها وصل إلى 5.3 مليون نسمة عام 2005، لكنه لن يتخطى 6.5مليون نسمة عام2025.
كما تحدث التقرير عن العرب داخل إسرائيل الذين قال إن عددهم سيقفز من 1.4عام 2005 إلى 2.3عام2025.
ولفت التقرير إلى أن نسبة السكان أقل من 15عاماً فى فلسطين بلغت عام2005 نحو45.5%، متوقعاً أن تنخفض إلى حدود36.5% عام2025، فيما بلغت هذه النسبة بين العرب فى إسرائيل عام2005، 41% لتنخفض إلى35.1% عام 2025. أما بين السكان اليهود، فبلغت نحو 25.4%، متوقعاً انخفاضها إلى 23%، وفقاً لـ "فلسطين اليوم".
وقال التقرير: أن نسبة السكان فى سن العمل (15-64عاماً) فى الأراضى الفلسطينية بلغت عام2005 نحو51%، متوقعاً أن ترتفع إلى أكثر من60% عام 2025، فيما بلغت هذه النسبة بين العرب فى إسرائيل عام2005 نحو56% ترتفع إلى60% عام 2025. أما بين السكان اليهود، فبلغت نحو63%، متوقعاً انخفاضها إلى62% عام2025.
وعن نسبة الإناث فى سن الحمل من 15-49 عاماً، قال التقرير: إنها بلغت فى الأراضي الفلسطينية فى العام2005 نحو46%، متوقعا أن ترتفع إلى أكثر من 52% عام 2025، فيما بلغت هذه النسبة بين العرب فى إسرائيل عام2005 نحو48%ترتفع إلى 49%عام2025، أما بين السكان اليهود، فبلغت نحو 47%، متوقعاً انخفاضها إلى 45% عام2025.. فيما توقع أن تتساوى معدلات الهجرة الخارجة والداخلة بين العرب فى "إسرائيل" بحلول عام 2025 بحيث تصل معدلات الهجرة الدولية إلى صفر، فيما توقع أن تنخفض معدلات الهجرة الدولية بين اليهود من1.5 لكل ألف فى الفترة من2001-2005 إلى0.1 لكل ألف فى الفترة من2021-2025.
وقال باحثون فى مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار: إن تحليل هذه البيانات يعني أن الميزان الديموجرافى سيميل لمصلحة الفلسطينيين بحلول عام 2025.
لكنهم تساءلوا: هل يكفى هذا العامل لحسم الصراع؟
موضحين أن هذا يتوقف على بقية العوامل الأخرى السياسية والاقتصادية والعسكرية والظرف الدولى والإقليمى وعوامل أخرى.

كان مجلس حقوق الإنسان الدولى الذى انعقد فى جنيف يوم الجمعة2-10-2009 على موعد مع مفاجأة مدوية ومن العيار الثقيل، حيث بدت علامات الوجوم والاستغراب واضحة على أعضاء المجلس عندما تقدم مراقب فلسطين إبراهيم خريشة بطلب سحب التصويت على تقرير ريتشارد جولدستون، الدهشة أصابت الحاضرين فنتائج التقرير كانت واضحة للعيان، وكل المؤشرات أفادت أن التصويت إن تم كان سيحصل على الأغلبية اللازمة للبدء فى إجراءات الملاحقة والمتابعة القانونية لجرائم الحرب على غزة، وبالتالى إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.
التساؤلات حول قرار السلطة الفلسطينية المفاجئ سادت المداولات بين الأعضاء.. لماذا سحبت السلطة تبنيها لتوصيات التقرير حول العدوان.. هل جاء قرار السلطة بعد ضغوطات إسرائيلية وأمريكية؟
التساؤلات أُثيرت من قبل الصحفيين حول ماهية هذه الضغوطات؟
وما هى أوراق الضغط والمساومة التى تعرضت لها السلطة.. ولماذا استجابت لها بهذه الطريقة الفجة؟ ولماذا نفى صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات فى السلطة اعتزامها سحب هذا القرار؟
هذه التساؤلات وغيرها نجيب عليها بالأدلة الدامغة، ونحاول أن نضع النقاط على الحروف، ونسلط الضوء على تفاصيل واحدة من أخطر الفضائح التى باعت فيها سلطة عباس-فياض دماء الشهداء بثمن بخس، هذه الفضيحة التى لم يشهد مجلس حقوق الإنسان الدولي مثيلا لها من قبل، فلأول مرة يعمل ممثلوا الضحايا على تقديم طوق النجاة وصك البراءة للاحتلال المجرم، ليس ذلك فحسب بل والتعاون معه على دفن نتائج التقرير، وطي هذه الصفحة بخروج دولة الكيان بالحصانة المعهودة التى كادت أن تفقدها فى اللحظات الأخيرة.
تقرير جولدستون
عندما أعلن القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون عن تقريره عن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تفاءل كل شرفاء وأحرار العالم خيرًا؛ حيث توقعوا أنْ يكون التقرير- وهو الأول من نوعه الذى يصدر عن جهة أممية، وهي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة- أول خطوةٍ على طريق محاكمة قادة الكيان الصهيوني السياسيين العسكريين أمام محكمة العدل الدولية، على ما اقترفوه من جرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني خلال العدوان الذى استمرَّ على مدار 22 يوماً فى ديسمبر ويناير الماضيين.
وظنَّ الكثيرون، وخصوصاً من ذوي شهداء العدوان الغاشم، أنَّه قد آن الأوان لكي تستريح رفات الأطفال والشيوخ وغيرهم ممن قتلتهم آلة الحرب الصهيونية المجنونة، وحتى فى أسوأ وأسود حسابات هؤلاء، فإنَّهم توقعوا أنْ يتم عرقلة التقرير فى مجلس الأمن بموجب "فيتو" أمريكي كما هو معتادٌ فى مثل هذه الحالات، إلا أنَّ الجميع لم يتوقع أنْ يتم إهدار الدم الفلسطيني بتضامن عربي إسلامي هذه المرة!!.
لكن الذى حدث أنَّ المجموعة العربية والإسلامية داخل المجلس الأممي تنادت فيما بينها للدعوة إلى تأجيل عرض التقرير على المجلس إلى دورته المقبلة، والمقررة فى شهر مارس الماضي، وكان اللافت أنَّ المبعوث الباكستاني إلى المجلس زامير أكرم هو الذى أعلن الطلب العربي الإسلامي بحجة أنَّ هذا "سيتيح مزيدًا من الوقت من أجل بحث واسع وشامل للتقرير!
وكأنما أرادت الحكومات العربية والإسلامية بموقفها هذا اختيار أفضل ممثل يعبر عن موقفها هذا، حينما اختارت ممثل النظام الباكستاني الحاكم للإعلان عن هذا الموقف، فكما هو معروفٌ فإنَّ حكومة حزب الشعب الحاكم فى باكستان حاليًا سمحت للولايات المتحدة بتكثيف طلعاتها الجوية فوق الأراضي الباكستانية، لضرب مواطنيها ومعاقل حركة طالبان باكستان وطالبان أفغانستان وتنظيم القاعدة.
التقرير وصاحبه:
كان التقرير المفاجأة الذى أعدَّه جولدستون بصفته رئيسًا لبعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق فى الحرب الأخيرة على قطاع غزة، قد أدان الكيان الصهيوني بعبارات صريحة، وقال: إنَّ جيش الاحتلال الصهيوني قد ارتكب فى العدوان على قطاع غزَّة أفعالاً تصل إلى حدِّ جرائم حرب، وربما بشكلٍ أو بآخر جرائم ضد الإنسانية " .
وتكوَّن التقرير من 574صفحة، وقال: إنَّ العملية العسكرية الإسرائيلية استهدفت شعب غزة بأكمله من أجل معاقبة سكانه.
واعتبر تقرير جولدستون استمرار الحصار الصهيوني والعربي على القطاع، وإغلاق المعابر بمثابة عقوبة جماعية، تمثل جريمةً ضد الإنسانية.
وفى توصياته دعا التقرير مجلس الأمن الدولي إلى مطالبة الكيان الصهيوني بإجراء تحقيقات "مستقلة وتتفق مع المعايير الدولية" بشأن الجرائم التى ارتكبها الكيان فى غزة، وقال: إنَّه إذا لم يقبل الكيان بذلك، فيجب على مجلس الأمن أن يحيل الوضع فى غزة إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاي بموجب القانون الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية.
وجولدستون هو قاض من جنوب إفريقيا، يهودى الأصل، ولد فى العام1938م، ومن أبرز المناصب التى شغلها فى جنوب إفريقيا أنه كان قاضياً بالمحكمة الدستورية لجنوب إفريقيا فى الفترة من العام 1994م وحتى العام 200م.
كما عمل فى الفترة ما بين العام 1994م وحتى العام 1996م، مدعياً عامّاً رئيسيّاً فى المحكمة الدولية لجرائم الحرب فى كلٍّ من يوغسلافيا السابقة ورواندا، ومن العام1999م، وحتى العام2001م، شغل منصب رئيس لجنة التحقيق الدولية فى جرائم الحرب فى إقليم كوسوفا، ثم عينه الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفى عنان للإشراف على التحقيق فى وقائع الفساد التى تكشفت فى برنامج النفط مقابل الغذاء فى العراق.
وقد تمَّ تكليفه فى إبريل الماضي برئاسة لجنة الأمم المتحدة الخاصة بالعدوان على غزة، وقد رفض الكيان الصهيونى التعاون معه، مما دعاه إلى دخول قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، حيث وافقت حكومة الوحدة الوطنية فى القطاع على التعاون فى الكشف عن حقيقة ما جرى فى الحرب.
غموض دبلوماسي:
فى حقيقة الأمر، فإنَّ هناك حالةً من الغموض التى تكتنف الموقف حول حقيقة الطرف الذى طلب تأجيل نظر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكيف تمَّ ذلك، ولكن من الثابت أنَّ الطرف العربى والدول الإسلامية لجأت لهذا الموقف استجابة لضغوط أمريكية وصفتها مصادر دبلوماسية فى الأمم المتحدة بأنَّها كانت "هائلةٌ".
والأمريكيون يبررون ذلك بأنهم لجئوا إلى الضغط لتأجيل طرح التقرير لسببَيْن، الأول هو أنَّ واشنطن تعد لمبادرة جديدة للتسوية فى الشرق الأوسط، ومن شأن طرح التقرير للتصويت فى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنْ يعرقل هذه الجهود الأمريكية- المستمرة بلا جدوى منذ حوالي 20عاماً فى هذا الشأن.
كما أنَّ الدبلوماسية الأمريكية لم تكن موفقةً بالمرة فى السبب الثانى، فقد طرحت وزارة الخارجية الأمريكية مبرراً لذلك، بأنَّها رأت فى اللقاء الثلاثى الذى جمع ما بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما وبين رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو فى نيويورك على هامش اجتماعات الدورة السنوية الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ بمثابة تضييق للفجوة بين الجانبين، ينبغي عدم إعادة توسيعه بما جاء فى التقرير.
العرب والمسلمون فى مجلس حقوق الإنسان ذكروا أنَّ موقفهم توافقي فيما يخص طلب تأجيل التقرير، والسلطة الفلسطينية تزعم أنَّها أصلاً لا تملك طلب ذلك من المجلس، فقد قال رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: إنَّ ما أُشيع عن سحب السلطة الفلسطينية تحقيق جولدستون "خبرٌ عارٍ من الصحة تمامًا"، بزعم أنَّ فلسطين "ليست عضوًا فى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وإنما تشارك بصفة مراقب، وبالتالي ليس لها سحب هذا التحقيق أو غيره.
ولكن ما لم يقله عريقات هو أنَّ السلطة الفلسطينية طلبت ذلك من الدول العربية والإسلامية صاحبة العضوية الكاملة، والتى تعرضت بدورها لضغوط أمريكية هائلة بحسب المبعوث الباكستاني.
كما أنَّ السفير الصهيوني فى جنيف روني لشنو قال: إنَّ السفير الفلسطيني إبراهيم خريشة أبلغه بأن السلطة الفلسطينية ستعلن سحب دعمها لتبني تقرير جولدستون خلال تصويت مجلس حقوق الإنسان عليه، وهو ما أكده خريشة فى تصريحات علنية.
وقال خريشة: إنَّه طلب رفع التقرير من جدول أعمال المجلس "حتى نضمن الحصول على إجماع وليس بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية!!
ولو كان التقرير قد أخذ مساره الطبيعى لكان الآن معروضًا على مجلس الأمن الدولى، ولكان من المحتمل أنْ يؤدي إلى عرض ملف جرائم الصهاينة على محكمة الجزاء الدولية، ولكن يبدو أنَّ المنطق الذى يحكم السياسة الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير وقادة الحرب الأهلية فى يوغوسلافيا السابقة وفى إفريقيا ليس هو- أبدًا- المنطق الذى يحكم السياسة العالمية تجاه الكيان الصهيوني، حتى لو كان الثمن هو دماء1400شهيد فلسطينى، 400منهم من الأطفال!!.
أكذوبة دفع عملية السلام
اعتبر مندوب الاحتلال لدى المؤسسات الأممية فى جنيف أهارون ليشنويار أن الخطوة الفلسطينية تسهم فى دفع عملية السلام إلى الإمام، وأن إحالة التقرير إلى محكمة العدل الدولية كان سيشكل ضربة قاصمة لهذه العملية، الموقف الإسرائيلي على حد قوله جاء متناغماً مع الموقف الأمريكي الحريص على استئناف المفاوضات السلمية والتوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية، وبالتالي فإن قرار أبو مازن بالإيعاز إلى البعثة الفلسطينية فى جنيف بسحب القرار الفلسطيني، جاء لتجنب المساس بجهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما بهذا الصدد، وليثبت فيه الرئيس الفلسطيني أنه يصلح أن يكون شريكا فى عملية السلام.
ليشنويار اختتم تصريحاته بالقول أن الخطوة الفلسطينية تدل على نجاح تعامل إسرائيل مع تقرير جولدستون!!.
ليبرمان يكشف المستور:
 كبار السلطة توسلوا لإسرائيل لاستمرار الحرب على غزة لإسقاط حماس عبرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن غضبها أكثر من مرة، إثر توجه جهات فى السلطة إلى محكمة الجنايات الدولية لرفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل عقب تقرير جولدستون الذى يتهمها بارتكاب جرائم حرب فى غزة، واتهم العديد من قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بينهم جابي أشكنازي قادة السلطة وعلى رأسهم عباس وفياض بممارسة الكذب والتضليل، حيث أكدوا توسل كبار قادة السلطة الفلسطينية لإسرائيل أثناء الحرب على غزة باستمرار الحرب وذلك بهدف إسقاط حماس.
أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي، كان قد عبر عن استيائه من السلطة، وأشار بشكل واضح أنها فى الوقت الذى تتبنى فيه الآن تقرير جولدستون، فإنها تتناسى طلباتها المتكررة من إسرائيل بشن الحرب والقضاء على حكم حماس فى غزة، وإلحاحها على عدم وقف الحرب.
الحقيقة الكاملة.. إسرائيل: اسحبوا الطلب وإلا..!
أفادت مصادر مطلعة فى العاصمة الأمريكية واشنطن، أن اجتماعاً ضم ممثلين عن السلطة و"إسرائيل" عقب لقاء عباس نتانياهو، وأن الهدف من هذا الاجتماع كان إقناع السلطة بسحب مشروع قرار تقرير جولدستون من مجلس حقوق الإنسان الدولي، وذكرت هذه المصادر أن السلطة اعترضت فى البداية ورفضت تقديم أي تنازل، فقام العقيد إيلي أفراهام من الوفد بعرض ملف فيديو على جهاز الكومبيوتر المحمول، يظهر فيه لقاء وحوار يدور بين رئيس السلطة محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بحضور تسيبى لفينى، وقد ظهر فى التسجيل المصور محمود عباس يحاول إقناع براك بضرورة استمرار الحرب على غزة، فيما بدا باراك متردداً أمام حماسة محمود عباس وتأييد ليفينى لاستمرار الحرب.
كما عرض أفراهام على وفد السلطة تسجيلاً لمكالمة هاتفية بين مدير مكتب رئاسة الأركان الإسرائيلية دوف فايسغلاس والطيب عبد الرحيم، الذى قال إن الظروف مواتية ومهيأة لدخول الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا ومخيم الشاطئ مؤكدا أن سقوط المخيمين سينهي حكم حماس فى غزة وسيدفعها لرفع الراية البيضاء، وعندما قال له فايسغلاس أن هذا سيتسبب فى سقوط آلاف المدنيين، رد عليه عبد الرحيم بالقول أن جميعهم انتخبوا حماس وهم الذين اختاروا مصيرهم وليس نحن.
الوفد الإسرائيلي هدد بعرض المواد المسجلة أمام الأمم المتحدة وعلى وسائل الإعلام، فسارع وفد السلطة الفلسطينية بالموافقة على سحب التقرير ووعد بالقيام بذلك، إلا أن الوفد الإسرائيلي طالبه بكتابة تعهد خطي يقر فيه الوفد الفلسطيني بعدم إعطاء تصريحات لأي دولة لاعتماد تقرير جولدستون.
من الجدير بالذكر أن ريتشارد جولدستون "اليهودي الأصل" تعرض لضغوط هائلة قبل أن يقدم التقرير وأثناء كتابته، وقد مورست ضغوط على ابنته التى تعيش فى "إسرائيل" منذ تسعة أعوام، ولكن التقرير خرج بإدانة دولة الاحتلال متهما إياها بارتكاب جرائم حرب فى غزة تصل إلى درجة جرائم ضد الإنسانية.
تخبط السلطة
بدا التخبط واضحاً على قيادات السلطة، ففى الوقت الذى نفى فيه صائب عريقات قرار السلطة بعدم تبنى التقرير وطلب سحبه من المجلس، أكد إبراهيم خريشة طلب السحب والتأجيل، وراح يقدم مبررات واهية.
الدكتور مصطفى ألبرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية صرح بأن هناك غالبية مضمونة فى مجلس حقوق الإنسان لإدانة إسرائيل وعبر عن استهجانه لقرار السلطة بالسحب والتأجيل، من جانبه دعا أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام ألصالحي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لاجتماع طارئ للتباحث فى خطوة السلطة حيث أفاد أن الأمر خطير وهام للغاية الحكومة الفلسطينية بغزة اعتبرت أن هذه الخطوة جريمة خطيرة بحق شعبنا وخيانة لدماء الشهداء وتواطؤ مع الاحتلال الصهيونى، بل ومشاركة له فى الحرب والعدوان على قطاع غزة بشكل يؤكد ما قاله ليبرمان من أن قادة السلطة ألحوا وشددوا على عدم وقف العدوان على غزة إبان الحرب.
* إننى لا أرى من وجهة نظري أي احتمال لتبرئة الرئيس أبو مازن من تهمة التواطؤ والعمالة.. بل على العكس فإن من نتائج طلب تأجيل مناقشة تقرير جولدستون إظهار عمالة أبو مازن بشكل واضح وجلي للعيان بل وفاجر.
* ترى أين هو موقع العرب الآن ؟ نحن لسنا فى ذيل الأمم.. ليتنا كنا كذلك!! 
لقد وصل بنا الحال أن يصل لرئاسة فلسطين عميل إسرائيلى لا يخجل حتى من المجاهرة بطلب قتل الفلسطينيون وتدميرهم بل ويتبرع بتقديم الحماية للقاتل من أي احتمال لملاحقته قانوناً.
* إن جولدستون يهودى الأصل ورغم ذلك فقد كان أميناً -رغم كل الضغوط التى مورست عليه- وفى المقابل كان أبومازن أميناً لسادته من الصهاينة الذين ساعدوه على الوصول إلى مكان هو غير أهل له.
المعلومات عن نشأة المدعو محمد دحلان تكشف أنه من مواليد29 سبتمبر عام1961 لأسرة فقيرة فى مخيم خان يونس بقطاع غزة وأسرته تنحدر من قرية حمامة قضاء غزة والتى تعود للأراضى المحتلة عام48، ونشأ كبقية الأطفال فى المخيم، وفى المدرسة كان متوسطاً من حيث الترتيب فلم يكن ذلك الطالب المتميز ولم يمارس أو يعرف العمل السياسى أو الوطنى حتى ذلك الوقت كم لم ينتم إلى أي من التنظيمات التى كانت موجودة فى ذلك الوقت، وفى نهاية السبعينيات التحق دحلان بالجامعة الإسلامية فى غزة والتى كانت الجامعة الوحيدة فى ذلك الوقت على مستوى غزة وكما يعلم الجميع فإن الجامعة الإسلامية بغزة يسيطر عليها التيار الإسلامي (المجمع الإسلامي وقتئذ، حيث لم تكن حماس موجودة..آنذاك) ولم يكن هناك أي وجود يذكر فى الجامعة لأي من التنظيمات والأطر الطلابية عدا الكتلة الإسلامية وقد تعرض محمد دحلان للضرب أكثر من مرة على أيدي أبناء الكتلة الإسلامية فى الجامعة لسوء تصرفاته، لكنه يعزو ذلك إلى أنه كان رئيس الشبيبة الفتحاوية فى الجامعة ولذا كان يتعرض للمشاكل من قبل أبناء الكتلة الإسلامية.
* بعد ذلك اعتقل محمد دحلان عدة مرات كما الكثير من أبناء الشعب الفلسطينى فى الفترة ما بين81 و1986 ليعتقل عدة مرات بين1981و1986 ثم يبعد عام1988 إبان الانتفاضة الأولى.. تنقل دحلان بعدها بين ليبيا والجزائر ليستقر به المقام فى تونس حيث بدأ نجمه يلمع بعد وجوده بالقرب من عرفات.
* برز اسم الابن المدلل محمد دحلان لأمريكا وإسرائيل أوائل العام 1996م مع قدوم سلطة أوسلو الانهزامية إلى قطاع غزة وأريحا والتى قدمت الكثير والكثير من التنازلات لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
* وأثناء المفاوضات التى كانت تجرى بين  الفلسطينيين والإسرائيليين فى منتجع "واي بلانتيشين" فى العام1997م، اقترب يوماً الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون من عضو الوفد الفلسطيني محمد دحلان، وهمس فى أذنه قائلاً "أرى فيك زعيما مستقبليا لشعبك.
* وعندما كان الرئيس الحالى جورج بوش يحضر قمة شرم الشيخ فى العام 2003م، طلبه بالاسم ليصافحه، مما يعكس حجم المكانة التى يتمتع بها لدى الإدارة الأمريكية وترحيب مسبق لأن يقود السلطة الفلسطينية فى يوم من الأيام .
* وسبق أن رأس دحلان جهاز الأمن الوقائي فى غزة، قبل أن يعينه الرئيس الراحل عرفات مستشاراً للأمن القومى ووزيراً للداخلية فى حكومة محمود عباس أبومازن بعد شد وجذب مع عرفات وتدخل رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان للتوفيق بين الرجلين.
* ويأخذ الكثير من الفلسطينيين على دحلان أنه لعب الدور الإسرائيلى عندما كان يقود جهاز الأمن الوقائى فى غزة، وقام باعتقال عناصر المقاومة الفلسطينية والزج بها فى سجون السلطة.

الخائن فى لقائه مع القاتل
* وقد أدت حملات الاعتقال هذه إلى كشف أوراق العديد من المجاهدين الشرفاء والذين اغتالتهم إسرائيل فيما بعد هذا بالإضافة للعديد من العناصر الذين قاموا بتسليمهم إلى إسرائيل بطريق غير مباشرة.
* يقول أحد مسئولو جهاز الاستخبارات الأمريكية "C.I.A" السابقين أنه تم تجنيد دحلان فى تونس فى الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع جبريل الرجوب الذى شغل فيما بعد منصب الأمن الوقائى فى الضفة ليكوِّنا سوياً القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو.

العميل محمد دحلان مع ايهود اولمرت
* ويقول وزير الصحة الفلسطيني عن ما يقوده دحلان وما يقوم به مرتزقته: دحلان لم يكن له 'شبشب' يحميه من الحر فى شوارع خان يونس وأصبح له ثروات على حساب الوطن و المواطن.
* ويشن نعيم هجوماً غير مسبوق على النائب عن كتلة فتح البرلمانية محمد دحلان وقال: مجزرة مسجد فلسطين تشهد عليه وهو أول من قام باعتقال المجاهدين فى مسالخ سجون السلطة.
* وقد سجل للرئيس عرفات حديثاً قبل وفاته فقال: لن يتحول قطاع غزة لمزرعة دحلان الخاصة طالما أنا على قيد الحياة.
* فى13/7/2003 وجّه محمد دحلان رسالة إلى شاؤول موفاز يقول فيها: إن السيد عرفات أصبح يَعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسى أمام الرئيس بوش من وعود فإننى مستعد لأن أدفع حياتى ثمناً لها.
لقاء العميل مع سفاح الكيان الصهيونى
* قبل وصول العقيد محمد دحلان إلى منزل آل الرنتيسي، بعد أيام من استشهاد الدكتور عبد العزيز، ازدحم الشارع بعشرات رجال المرافقة والأمن مع سياراتهم، حيث انتشروا على طول الشارع تمهيداً لوصول القائد المنتظر.. لكن محمد دحلان لم يأتِ لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد، بل أخذ يتحدث بعنجهية عن حركة حماس بعد استشهاد الشيخ والقائد ليقول: إن حماس أصبحت ضعيفة بعد اغتيالهما ويمكن القول أنها انتهت، مشيراً إلى تأخّر الرد القسامي على استشهادهما.
لم يصدر هذا التحليل عن العقيد لأول مرة فى هذا المكان، بل كثيراً ما صرّح به وتمنّاه ونصح به العدو الصهيوني.
* لم يتلكأ الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بعد نجاته من محاولة الاغتيال الأولى فى يونيو2003 من توجيه أصابع الاتهام إلى أولئك الذين شاركوا فى الاجتماع الأمني مع العدو الصهيوني.
* ذلك الاجتماع الشهير الذى عُقد قبل عشرة أيام من قمّة العقبة، والذى ضمّ عن الجانب الصهيونى شاؤول موفاز وأرييل شارون وعن جانب السلطة أبو مازن ودحلان، دار فيه حوار طويل أشبه بسيناريوهات المافيا والاغتيالات يومها طرح شارون قتل القادة السياسيين لفصائل المقاومة الفلسطينية وسمى: عبد العزيز الرنتيسي وعبد الله الشامي ومحمود الزهار وإسماعيل هنية ومحمد الهندي ونافذ عزام وجميل المجدلاوي واعترض أبو مازن على ذلك، إلا أن دحلان طلب مساعدة الإسرائيليين له عبر اغتيال القادة.. وقال: إذا كان لا بد لكم من مساعدتنا ميدانياً، فأنا أؤيد قتل الرنتيسي والشامي، لأن هؤلاء إن قُتلوا فسنُحدث إرباكاً وفراغاً كبيراً فى صفوف حماس والجهاد الإسلامي، لأن هؤلاء هم القادة الفعليين.
* فى تحليل نفسى سريع لشخصية دحلان، يتأكد للمُعاين أن خلاف دحلان مع د. الرنتيسي ليس فقط نتيجة لاختلاف المواقف السياسية والمناهج الفكرية.
بل إن حقد دحلان على الشهيد الدكتور يعود لعوامل نفسية تأصلت و تجذرت وشكلت عقداً فى حياة دحلان.
ولمن لا يعرف، فإن دحلان وُلد فى بيت ملاصق لبيت آل الرنتيسي فى مخيم خان يونس – جورة القاد، وذلك فى 29/9/1961، وكانت العائلتان مترابطتين جداً.. (وهذا ما دفع والدة دحلان إلى تأنيبه بعد اقتحامها السجن لإخراج صلاح الرنتيسي منه صارخة فى وجه السجانين: هذا ابني!! .
وقد ذكر الكاتب إبراهيم الأمين فى صحيفة السفير  اللبنانية غداة استشهاد د. الرنتيسي أن الأخير ضرب الفتى محمد دحلان بسبب ملاحقته الفتيات فى الحارة (وتلطيشهنّ)، وعندما اشتكى لوالده، قال له: إذا كان عبد العزيز قد ضربك فلا بد أنك قد فعلت ما تستحقه منه.
ومما يذكره المقربون من د. الرنتيسي أن دحلان كان يسعى وينتظر بالساعات الرد على موعد يطلبه مع د. الرنتيسي ثم يخرج فى الفضائيات ليقول: جاءنى الرنتيسي.. وهاتفني الرنتيسي.

* ويذكر الأمين -جريدة السفير- أن زيارة الرنتيسي الأخيرة لمحمد دحلان قد تكون سبباً مباشراً فى تسهيل عملية مراقبة الدكتور من قبل العدو الصهيوني، حيث كان الشهيد قد أجرى عملية جراحية لعينيه تخلى بعدها عن نظارته، وخفف لحيته كثيراً بقصد التمويه، بشكل ساهم فى تغيير معالم وجهه.. ولم تمضِ أيام حتى اغتيل الدكتور الرنتيسي.

أسد غزه.. فى رحاب الله

تهديداته للرنتيسى
كثرت التصريحات الصادرة عن دحلان والتى تهدد الرنتيسي بشكل مباشر أو غير مباشر. فبالإضافة إلى ما ذكرناه، كان يحرض رئيس سلطة الحكم الذاتى على الشهيد عبر رسائل متوالية استطاع أحد المقربين من حركة حماس تسريب إحدى هذه الرسائل الممهورة بتوقيع دحلان مرفقة بتقرير مفصّل، وهذا هو نصّها.
الأخ الرئيس القائد العام.. تحية الوطن وبعد.. نرفق لسيادتكم مقابلة خاصة للدكتور الرنتيسي، وهي مقابلة حديثة، وسواء أنكر الرنتيسي ما جاء فيها أم لا، كما جاء فى بيان حماس الذى ينفى المقابلة، فهى لم تأتِ من فراغ.. إلى آخر الرسالة.
عدا عن الرسائل والمناشير السرية والنشرات التى تهدف إلى شقّ صفّ حماس، والتى كانت تتلقى دعماً مباشراً من الأمن الوقائى، وادعاء الأسماء العديدة مثل تلاميذ المهندس وكوادر حماس، والتى كانت تهاجم الدكتور الرنتيسي زاعمة أنه يريد الاستحواذ والسيطرة على قاعدة حماس، وأنه يسمى نفسه أسد غزة، وأنه يسعى إلى تحييد الشيخ أحمد ياسين عن قيادة الحركة ببطء وتدرج تلقائى.

عدا عن كل ذلك فإن دحلان لم يُخفِ عداءه للرنتيسى، حيث هاجمه أكثر من مرة فى تصريحاته، وقال عنه فى الاجتماع الشهير لرجال الأعمال فى غزة:
الرنتيسى هذا الفتنة المتحركة، شخص جاهل وأميّ يظنّ نفسه الملا عمر -أمير حركة طالبان- وهنا الإشارة الواضحة أيضاً فى حقده بسبب أمور يتميز فيها الدكتور -العلم والقيادة.
تهديده الدائم لحماس
يركن العقيد دحلان ويطمئن إلى القواعد التى انتهجتها حركة حماس فى الشئون الفلسطينية الداخلية، وهى حرمة الدم الفلسطينى والحرب الأهلية خط أحمر، والرصاص الفلسطيني لا يوَجّه إلاَّ إلى العدو.. غير أنه فوجئ بما اعتبره تهديداً مباشراً، واعتبرته مصادر فى حماس تأكيداً على القواعد المذكورة.
فقد رشح عن إحدى جلسات الحوار الخاصة فى القاهرة، حيث أثار الغبار ورفع الصوت بعد أزمة مقتل العقيد راجح أبو لحية، واتهم حماس بأنها بدأت بنهج اغتيالات وتصفيات، محرضاً الجانب المصري ضد ممثلي الحركة فى الاجتماع، فشرح الصورة ممثل حركة حماس مؤكداً على الثوابت المذكورة.
غير أن دحلان أصرّ على كلامه مؤكداً بصوت عالٍ وبعدم التزام بأخلاق الاجتماعات الرسمية، فما كان من أحد مندوبي حركة حماس إلاَّ أن عاد وأكد على الثوابت.
وأردف يقول: يوم تتخلى حماس عن هذه الثوابت، فسيكون أول رأس يُطاح به هو رأسك.. فاطمئن..!
فبُهت دحلان وسكت، وسط بسمات مكتومة على وجوه الحضور فى ذلك الاجتماع.

دحلان "العميل" مع رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز
وفى لقائه مع رؤساء تحرير الصحف فى الأردن حاول دحلان إثارة الإحباط بالنفوس من الانتفاضة من خلال تعداد المآسى فقال: المقولات المتداولة على مستوى القيادة الفلسطينية فى وصفها للشعب الفلسطيني بأنه غير قابل للانحناء بأنه كلام ما يجيب رأسماله.
وطالب القيادة بالنزول إلى رفح لترى كيف هدمت إسرائيل ثلاثة آلاف منزل، وإلى بقايا جنين. وأشار إلى وجود سبعة آلاف وخمسمائة أسير فلسطيني فى السجون الإسرائيلية، وسقوط ثلاثة آلاف قتيل خلال سنوات الانتفاضة الثلاثة، وقال: إن ألفين منهم كان بالإمكان إنقاذهم من الموت -وطبعاً هو يقصد من خلال وقف الانتفاضة!!.
صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) العبرية نشرت نص لقاء جرى بين دحلان، يوم كان وزير الأمن الداخلى فى حكومة أبى مازن، وعاموس جلعاد، منسق شئون الاحتلال. الصحيفة نقلت عن دحلان تعهده بأن يستتب الهدوء التام قريباً: قد نشهد فى الأسابيع الأولى بعد وقف النار حادثة هنا أو هناك، لكن خلال شهر كل شيء سينتهي.. إنها نهاية الانتفاضة، خلاص، الانتفاضة انتهت وانتهت معها العمليات المسلحة والاستشهادية، ولم تتبقى إلاَّ خلايا لا تتلقى أوامر بإطلاق النار من أحد ولا من الرئيس الفلسطيني ولذلك ففى خلال عشرة أيام ستنضم هذه الخلايا إلى اتفاق الهدنة، ليس هذا فحسب بل ويتعهد دحلان أيضاً بمعالجة التحريض الفلسطيني على إسرائيل فيقول:
لا تحريض بعد اليوم
بدأنا العمل ضد المقاومة نقلت الصحف فى27/7/2003 لقاء جرى بين محمد دحلان ووزير الخارجية الأمريكى كولين باول ومستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس، وقد طلباً منه معرفة كيف يتم الحفاظ على وقف النار، فردّ حلان: إننى تحدثت مع 200 مطلوب، أنا شخصياً، كان هناك من أقنعتهم بوقف العمليات، وكان هناك من لم أقنعهم، ولكنى حذرتهم.
فسألته رايس كيف فعلت ذلك، فأجاب دحلان مع معظمهم هاتفياً، ومع 20 سجيناً موجودين داخل السجون فى إسرائيل تحدثت بشكل غير مباشر.
وفى 26 يوليو 2003 نشرت صحيفة الحياة اللندنية أن محمد دحلان ناقش مع كوندوليزا رايس فى واشنطن خطته التى تركز على شراء الأسلحة التى فى حوزة المجموعات الفلسطينية المسلحة. وتقضي الخطة بأن يُدفع 6000 دولار لقاء كل بندقية يتم شراؤها من ( المجموعات الفلسطينية المسلحة )، ويدفع هذا المبلغ الحكومتان الأميركية والبريطانية والاتحاد الأوروبي.
كتائب الأقصى هاجمت فى بيان لها محمد دحلان على هذه الأخبار المؤكدة ووصفته بأنه مشروع أمريكي/إسرائيلى، وأنه شخص تم فرضه على السلطة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطينى وأكدت الكتائب عدم الثقة بمحمد دحلان عندما يتحدث عن أو باسم كتائب شهداء الأقصى.
وفى 8/8/2003 نشرت صحيفة معاريف العبرية أن محمد دحلان تعهد لكوندوليزا رايس بأن يعمل على تأميم مؤسسات حماس ومصادرة سلاح منظمات الإرهاب، ولكن لا يبدو أن طريق دحلان سهل، ولا سيما حين يفعل عرفات كل شيء كي يضع له العصا فى العجلات، وهذه الحقيقة أدت بدحلان المحبط إلى استخدام تعابير لا سابق لها ضد زعيمه، وحسب تقارير عن جهات أمريكية وإسرائيلية قال دحلان هذا الكلب -يقصدعرفات-، هذا الكذاب، يهدم كل شيء، يفجر كل شيء، لا يسمح لنا بعمل أي شيء.

العميل الخائن يقبل يد سيدته دون خجل
لم يتوان محمد دحلان فى لقاء عام جرى فى غزة فى شهر يوليو الماضى ونشرته صحيفة نيويورك تايمز بأن سمّى المقاومة الفلسطينية بـالإرهاب.
فى محاضر قمة العقبة التى نشرتها الصحف الإسرائيلية، ولم ينفها دحلان، قال الأخير لأرييل شارون نحن بدأنا العمل بكثافة، ووضعنا أخطر الأشخاص من حماس والجهاد وكتائب الأقصى تحت المراقبة. بحيث لو طلبتم الآن مني أخطر خمسة أشخاص فإني أستطيع أن أحدد لكم أماكنهم بدقة، وهذا يمهد لردكم السريع على أي عمل يقومون به ضدكم، ونعمل الآن على اختراق صفوف التنظيمات الفلسطينية بقوة حتى نتمكن فى المراحل القادمة من تفكيكهم وتصفيتهم، ويضيف دحلان: أما بالنسبة لكتائب الأقصى فقريباً ستصبح الكتاب المفتوح أمامنا بعد تصفية أهم القيادات فيها.
وفى تجاهله لتأثير صواريخ القسام على إسرائيل والتقارير التى تحدّثت عن الانهيارات النفسية التى تحدث فى صفوف الإسرائيليين من جراء سقوطه على المستوطنات، وصف دحلان إطلاق صواريخ القسام بـ الاستهبال ، بل ووصل به الأمر إلى اتهام حماس بأنها كانت السبب وراء فرض الحصار الإسرائيلي على عرفات من جراء عملياتها.


لا تعليق !!!!!!!
فى البداية التزمت -إسرائيل الرسمية- الصمت حيال ما جرى من صراع على مقاليد الأمور فى حركة فتح وفى السلطة بين دحلان من جهة وبين ياسر عرفات من جهة أخرى، تمهيداً للسيطرة على قطاع غزة مستقبلاً بعد تنفيذ خطة فك الارتباط. لكن منذ البداية كان موقف إسرائيل معروفاً مما جرى من أحداث. فقد قال وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز تعليقاً على ما جرى أن موقف إسرائيل معروف، فنحن مع كل قيادة فلسطينية تكون بديلاً عن عرفات وتكون قادرة على التوصل معنا إلى ضبط الأمن على حدودنا مع قطاع غزة بعد تنفيذ خطة فك الارتباط.
اكتفاء إسرائيل بالصمت أو بالتصريحات الفضفاضة إزاء ما جرى كان نابعاً من حرص إسرائيلى على عدم التخريب على دحلان كما قال وزير القضاء الإسرائيلى يوسف لبيد، الذى قال: نحن نتطلع إلى أن يتولى شخص مثل دحلان قيادة السلطة فى قطاع غزة ويكون قادراً على ضرب حماس والجهاد، لكن يتوجب علينا ألاَّ نقوم بمعانقة دحلان عناق الدببة، حتى لا تظهر حركته كما لو أنها كانت فيلماً إسرائيلياً، على حد قول لبيد، رئيس الوزراء الصهيونى أريل شارون علّق بشكل عام على ما يجرى أمام وزرائه منوهاً إلى ما يعتبره إنجازاً كبيراً، حيث قال: هناك البعض حتى من بين الوزراء الذين يجلسون حول هذه الطاولة من شكك فى صواب الخطوة التى أقدمت عليها عندما أعلنت أنه يتوجب تغيير قيادة السلطة الفلسطينية وباستبدالها بقيادة تكون قادرة ومستعدة للتجاوب مع مصالحنا الأمنية، وهاهم بعض الفلسطينيين يتوصلون إلى نفس القناعة التى حاولت القوة الإسرائيلية تجسيدها على أرض الواقع.

شهادة أخرى لدحلان بالعمالة من.. فتح
وهذه شهادة أخرى يرويها أيضا شاهد من أهلها.. ففى كتابه المنشور مهنتى كرجل مخابرات يروي يعقوب بيري رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية السابق أنه عقب اتفاق أوسلو دخل على رابين فوجده مهموماً.. فسأله بيري عن سبب قلقه، فقال له رابين:
أنا قلق ولست مرتاحاً لاتفاق أوسلو، والمقصود هو الخوف من سيطرة عناصر من المقاومة على أراضي السلطة الفلسطينية وبالتالى تنفيذ هجمات داخل إسرائيل.
فقال له بيري الحل: لنقنع عرفات بأن يأتى محمد دحلان وجبريل الرجوب أحدهما مسئولاً عن جهاز الأمن الوقائي الفلسطينى فى قطاع غزة والآخر فى الضفة الغربية.. وقد كان.. وقر رابين عيناً.!
شهادة المخابرات الأمريكية:
شهادة "ببرى" هذه تأتي لتتمم وتتوافق مع وقائع شهادة أخرى.. أمريكية هذه المرة هي شهادة "ويتلى برونر" أحد مسئولى الـ C.I.A السابقين والذى أكد أن دحلان ومعه الرجوب تم تجنيدهما فى الثمانينات فى تونس وتمت تزكيتهما ليكونا سوياً القوة الضاربة لعرفات بعد اتفاق أوسلو.
والمعلومات التى يتناقلها فلسطينيو الداخل تؤكد أن مبني جهاز الأمن الوقائى التابع لدحلان والرجوب.. قد تم بناءه على حساب المخابرات الأمريكية عقب أوسلو .. بل أن الـ C.I.A دفعت بسخاء للإنفاق على أعضاء الجهاز المطلوب منه قمع المقاومة الفلسطينية والجهاز من ناحيته لم يقصر فى مهمته ففى يناير 1994 تسربت تفاصيل اتفاق بين دحلان ومسئولين فى الجيش الإسرائيلى و"الشين بيت"عرف بخطة روما لاحتواء حركة حماس.. وهو ما طبقه دحلان بحذافيره!.

دحلان مع رئيس جهاز الموساد
لكن بخلاف ما كان يتمناه دحلان.. فلم يصمت الإسرائيليون طويلاً كعادتهم، وفاجئوه بالحديث عن حقيقة الاتصالات التى ربطته بهم عندما كان يشرع فى تنفيذ خطته الهادفة للسيطرة على حركة فتح، ومن ثم على السلطة الفلسطينية بشكل كلي، فقد كشف مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي دوف فايسجلاس أن اتصالات حثيثة جرت بين دحلان واثنين من أكثر قادة الأجهزة الأمنية الصهيونية تطرفاً فى قمع الفلسطينيين، ومن ناحية ثانية يُعتبران من أكثر المراهنين على دور دحلان لتحقيق الأهداف الإسرائيلية.
فقد تبين أن دحلان يجري اتصالات مع كل من آفى ديختر، رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشاباك" وهو الجهاز الذى يتولى بشكل عملى مهمة قمع الشعب الفلسطيني، والتصدى لمقاومته الباسلة، فضلاً عن أن ديختر، وبخلاف بقية قادة الأجهزة الأمنية.. مازال يدعى أن القوة العارية وحدها القادرة على وقف المقاومة، أما الثاني فهو الجنرال عاموس جلعاد، مسئول قسم التخطيط السياسي فى وزارة الحرب الصهيونية، وهو من كشف زميل سابق له بأنه قام بفبركة تقييمات استخباراتية من أجل إقناع الحكومة الإسرائيلية بأن رئيس السلطة الفلسطينية ليس أهلاً لأن يكون شريكاً للدولة العبرية فى أي تسوية سياسية، إضافة إلى دعوة جلعاد إلى قتل عرفات.
فهل كانت مجرد مصادفة أن يختار دحلان الاتصال بهذين المتطرفين -فقط دون غيرهما- من بين قادة الأجهزة الأمنية؟
ناهيك عن أن عصابة دحلان ونمر حماد وياسر عبد ربه والطيب عبد الرحيم قد أعلنوا وبكل صراحة أنهم ضد حق العودة للاجئين، وهم ضد أي نوع من أنواع السيادة الفلسطينية المطلقة داخل الدولة العتيدة، وهم لا يمانعون فى وجود قوات دولية فى كل الدولة الفلسطينية لكي تطمئن إسرائيل وذلك رضوخا منهم للإرادة الأميركية والإسرائيلية مقابل صداقة أمريكا وحماية إسرائيل لهم ولذريتهم وهؤلاء وآخرين كانوا سبب مقتل ياسر عرفات، وكانوا مشاركين فى قتله حين سعوا لوراثته حيا استثماراً منهم لفترة  الحصار الآثم الذى فرضته إسرائيل على أبو عمار فى المقاطعة ولكنه رفض التوقيع على إقرار بالتخلي عن صلاحياته لصالح محمود عباس -رئيس الوزراء آنذاك- فلما رفض قصفت إسرائيل مقره بعنف، ولما رفض من جديد اغتيل بالسم واستلم هذا الفريق السلطة بقيادة العميل البهائي أبو مازن.
بل أن المطالبة بقوات دولية تحمى إسرائيل والذى يطرحه نمر حماد لطمأنة إسرائيل هو نفس الطلب الذى طرحه الصهيوني اللبنانى وليد فارس على إسرائيل للخروج من هولوكست غزة وإيقاف القتل فى تطابق تام بين مجموعة صهاينة رام الله بقيادة عبد ربه ونمر حماد وبين صهيوني اسمه وليد فارس يحاضر دوريا فى معهد أرييل فى إسرائيل (لنصح حكومة العدو حول أشرس تعامل ممكن مع العرب).
وهنا يتساءل المرء، لو لم يقتل أبو جهاد وأبو إياد هل كان لمحمود عباس أو لنمر حماد أو لياسر عبد ربه مكان فى القيادة العليا لفتح وللمنظمة؟
ألم يكن اغتيال القيادات التاريخية المقاتلة فى فتح من كمال عدوان إلى خليل الوزير وما بينهما إلاَّ توطئة لوصول هذه النماذج الخائنة إلى مواقع تمثيل الشعب الفلسطيني بغير حق وبدعم إسرائيلي وتبني أمريكى؟
إن نمر حماد هو النموذج الصارخ لكي نفهم حقيقة قيادات السلطة العباسية فى رام الله، الذين يندر أن يكون بينهم من هو بعيد عن شبهات العمالة والتعاون مع الإسرائيليين أو مع الأمريكيين، وقد طالبت المنظمات الفلسطينية فى السادس والعشرين من آمارس2007 بمحاكمة مستشار محمود عباس العميل نمر حماد بسبب دعوته للتنسيق الأمنى مع إسرائيل لمكافحة عمليات المقاومة فى حين كانت إسرائيل تنفذ عمليات اغتيال للمقاومين، لذا حين يقف مثل هذا النموذج الفاقع للعمالة أمام وسائل الإعلام متهكماً على قمة عربية فى الدوحة ساخراً ممن حضروها بحجة أنها لا تخدم القضية الفلسطينية فهو كان يعنى بالتأكيد ونظراً لتاريخ نمر حماد الخيانى بأن قمة الدوحة ليست فى مصلحة إسرائيل.. لأن الرجل وتاريخه يشهد له لا يعمل إلاَّ لما فيه مصلحة إسرائيل، وهنا يكفى للقارئ أن يعيد قراءة بعض من تصريحات الصهيونى نمر حماد خلال حرب إسرائيل على غزة منذ اليوم الأول لنكتشف أنه أوقح من برر مجازر إسرائيل وأقبح من دعا المقاومة الفلسطينية إلى الاستسلام، ثم هل ينكر عاقل أن قمة الدوحة فرضها صمود المقاومين فى غزة؟
وهل يمكن الاستهانة بالمعنى السياسي لاحتضان مؤتمر قمة عربي لرموز المقاومة فى غزة وهى خرق -على صغر حجمه- لتيار الاستسلام العربى الرسمي إلاَّ أنه إضافة إلى قوة المقاومين وهو على ما يبدو ما أثار حنق العملاء من أمثال نمر حماد.
دحلان ودوره فى مقتل ياسر عرفات
قنبلة من العيار الثقيل تلك التى فجَّرها فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، ومسئول الدائرة السياسية فى منظمة التحرير الفلسطينية؛ حين كشف النقاب عن محضر اجتماع بالغ الخطورة جمع كلاًّ من رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس، والنائب محمد دحلان قائد الفلتان الأمني، مع رئيس الوزراء الصهيونى الهالك آرييل شارون، ووليم بيرنز الوكيل المساعد لوزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط.
محضر الاجتماع، والذى تمَّ بتاريخ الثاني من مارس من العام 2004م، أي قبل ثمانية أشهر وتسعة أيام فقط من وفاة رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات مسمومًا، يناقش أفضل الطرق لقتل ياسر عرفات!.
وأثار الكشف عاصفة غضب فى أوساط حركة فتح، من شأنها أن تزيل الكثير من الغموض حول لغز وفاة الرئيس عرفات، حيث اتَّهم القدومي كلاً من عباس ودحلان بالتورط فى قتله.
براهين الإدانة
أدلة وبراهين واضحة ساقها القدومي تثبت صحة كلامه عن هذا الاجتماع الذى ناقش بجانب قتل عرفات تصفية قادة حماس والجهاد؛ وعلى رأسهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل هنية ومحمود الزهار ونافذ عزام.
قال القدومي: لقد أرسل الرئيس الراحل عرفات محضر الاجتماع لي، فنصحته بالخروج فورًا من الأراضي المحتلة؛ لأن شارون لا يمزح على الإطلاق بشأن التخطيط لقتله، ولكنه فضَّل المواجهة وتحدى تهديداته"، وكان شارون وقتها قد هدَّد فى أكثر من مناسبة بتصفية عرفات.
ونعت القدومي عباس بـ"المنشق عن حركة فتح التى يقف ضدها، والفاقد لشروط عضويتها، والمستبد فى تصرفاته الانفرادية؛ سعيًا إلى اقتناص الألقاب، والاستيلاء على السلطة، وتهميش منظمة التحرير، والإصرار على عقد المؤتمر السادس تحت حراب الاحتلال، بهدف فرض برنامج سياسى يسقط حقوق الشعب الفلسطينى.
ما جاء على لسان القدومي بحسب المراقبين؛ يبدو أنه للتأثير على القواعد الفتحاوية قبيل انعقاد المؤتمر السادس، مشيرين إلى أن دحلان وعباس لا يحتاجان لدلائل وقرائن لإثبات ارتباطهم بالمشروع الصهيوني، والوقوف ضد المقاومة الفلسطينية، فى ظل الممارسات اليومية.

حوار الأقزام
فيما يلى محضر الاجتماع السرى الذى جمع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومحمد دحلان، المدير السابق للأمن الوقائي الفلسطيني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وضباط من الاستخبارات الأميركية، والذى وزعه فاروق القدومي أمين سر اللجنة المركزية العليا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، وقال إن الرئيس الراحل ياسر عرفات أودعه لديه قبل وفاته، وتم التخطيط فيه لاغتيال عرفات وقيادات أخرى من فصائل المقاومة الفلسطينية.
نص المحضر
شارون : كنت مصرا على هذا الاجتماع قبل القمة حتى نستكمل كل الأمور الأمنية، ونضع النقاط على الحروف، لكى لا نواجه التباسات وتأويلات فى المستقبل..
دحلان : لو لم تطلبوا هذا الاجتماع لطلبته أنا.
شارون: بداية يجب العمل على قتل كل القادة العسكريين والسياسيين لـ "حماس" والجهاد وكتائب الأقصى والجبهة الشعبية حتى نحدث حالة من الفوضى فى صفوفهم تمكنكم من الانقضاض عليهم بسهولة.
أبو مازن : بهذه الطريقة حتما سنفشل، ولن نتمكن من القضاء عليهم أو مواجهتهم.
شارون : إذا ما هو مخططكم..؟
دحلان : قلنا لكم مخططنا وأبلغناكم إياه، وللأميركان مكتوبا. يجب أولا أن نكون هناك فترة هدوء حتى نتمكن خلالها من إكمال إطباقنا على كل الأجهزة الأمنية وكل المؤسسات.
شارون: ما دام عرفات قابع لكم فى المقاطعة فى رام الله فإنكم ستفشلون حتما. فهذا الثعلب سيفاجئكم مثلما فعل معكم سابقا، لأنه يعرف كل ما تنوون عمله، وسيعمل على إفشالكم وإعاقتكم حتما. وقد كان يجاهر "مثلما كان يقول الشارع عنكم" أنه يستخدمكم للمرحلة القذرة.
دحلان: سنرى من يستغل الآخر.
شارون : يجب أن تكون الخطوة الأولى هي قتل عرفات مسموما، فأنا لا أريد إبعاده إلا إذا كان هناك ضمانات من الدولة المعنية أن تضعه فى الإقامة الجبرية، وإلا فإن عرفات سيعود ليعيش فى الطائرة.
أبو مازن: إن مات عرفات قبل أن نتمكن من السيطرة على الأرض، وعلى كل المؤسسات، وعلى حركة "فتح"، وكتائب الأقصى، فإننا قد نواجه مصاعب كبيرة.
شارون: على العكس تماما، فلن تسيطروا على شيء وعرفات حي.
أبو مازن: الخطة أن نمرر كل شيء من خلال عرفات، وهذا أنجح لنا ولكم. وفى مرحلة الاصطدام مع التنظيمات الفلسطينية، وتصفية قادتها، وكوادرها، فإن هذه الأمور سيتحمل تبعاتها عرفات نفسه. ولن يقول للناس إن هذا فعل أبو مازن، بل فعل رئيس السلطة. فأنا أعرف عرفات جيدا. لن يقبل أن يكون على الهامش، بل يجب أن يكون هو القائد، وإن فقد كل الخيارات، ولم يكن أمامه إلا الحرب الأهلية، فإنه أيضا يحبذ أن يكون القائد.
شارون: كنتم تقولون قبل كامب ديفيد أن عرفات آخر من يعلم وتفاجأ باراك وكلينتون وتينت بأنه حر بمن يضم، ويبدو أنكم لا تتعلموا من الماضي.
دحلان: نحن الآن قمنا بتشكيل جهاز خليط من الشرطة والأمن الوقائي، وتجاوز عدده 1800 شخص. وهذا الخليط حتى نتمكن من استيعاب من تم تزكيته من قبلكم على أساس أن كل طرف من الشرطة أو الأمن الوقائي يعتقد أن الملحقين من الجهاز الآخر، ونستطيع أن نزيد عما نريد. ونحن الآن نضع كافة الضباط فى كل الأجهزة أمام خيارات صعبة، وسنضيق عليهم بكل الوسائل حتى يتبعونا، وسنعمل على عزل كل الضباط الذين يكونون عقبة أمامنا. ونحن لن ننتظر. لقد بدأنا بالعمل بكثافة، ووضعنا أخطر الأشخاص من "حماس" والجهاد وكتائب الأقصى تحت المراقبة، حيث لو طلبت الآن منى أخطر خمسة أشخاص، فإني أستطيع  أن أحدد لكم أماكنهم بدقة، وهذا يمهد لردكم السريع على أي عمل يقومون به ضدكم. ونعمل الآن على اختراق صفوف التنظيمات الفلسطينية، بقوة حتى نتمكن فى المراحل القادمة من تفكيكهم وتصفيتهم.
شارون: ستجدنى داعماً لك من الجو فى الأهداف التى تصعب عليكم. ولكني أخشى أن يكون عرفات اخترقكم، وسرب خطتكم لـ "حماس" والجهاد والآخرين.
دحلان: هذا الجهاز لا علاقة لعرفات به لا من قريب أو بعيد، باستثناء رواتب الملحقين من الجهازين من خلال وزارة المالية (سلام فياض كان زير المالية فى حكومة أحمد قريع فى ذلك الوقت -المحرر- وقد اقتطعنا للجهاز ميزانية خاصة من أجل تغطية كافة النفقات، وعرفات يفقد السيطرة، ولن نفارقه فى هذه المرحلة.
شارون: يجب أن نسهل عليكم تصفية قادة "حماس" من خلال افتعال أزمة من البداية حتى نتمكن من قتل كل القادة العسكريين والسياسيين، وبذلك نمهد لكم الطريق للسيطرة على الأرض.
أبو مازن: بهذه الطريقة سنفشل تماما، وسنعجز عن تنفيذ أي شيء من المخطط. بل إن الوضع سيتفجر دون أي سيطرة عليه.
الوفد الأمريكي: نرى أن مخطط دحلان جيد، ويجب أن يترك لهم فترة هدوء من أجل السيطرة الكاملة، وعليكم أن تنسجوا لهم من بعض المناطق لتتولى الأمن فيها الشرطة الفلسطينية. فإن حدثت أي عملية عدتم واحتللتم تلك المنطقة بقسوة، حتى يشعر الناس أن هؤلاء كارثة عليهم، وأنهم الذين يجبرون الجيش الإسرائيلي على العودة من المناطق التى خرج منها.
أبو مازن: نعم نصحتكم بذلك ولكنكم لم تنجحوا بذلك حتى الآن، وكنت أعتقد أنكم ستنجحون بهذا الأمر سريعا.
دحلان: عوامل النجاح أصبحت بأيدينا، وعرفات أصبح يفقد سيطرته على الأمور شيئاً فشيئاً، وأصبحنا نسيطر على المؤسسات أكثر من السابق عدا عن القوة الأمنية المشتركة من الأمن الوقائي والشرطة، وهى بقيادة العقيد حمدى الريفى، وأنتم تعرفونه جيداً، وقد أرسلنا لكم كل الوثائق حول تلك المواضيع بالتفصيل، وأن المهم أن هذه القوة لا تخضع لعرفات، ولا تقبل منه أي أمر، وسنبدأ عملنا فى النصف الشمالي من قطاع غزة كبداية، أما بالنسبة لكتائب الأقصى فقريباً ستصبح كالكتاب المفتوح أمامنا، ولقد وضعنا خطة ليكون لهم قائد واحد وسيصفى كل من يعيقنا.
شارون: أنا أوافق على هذا المخطط. وحتى ينجح بسرعة ولا يأخذ زمناً طويلاً، يجب قتل أهم القيادات السياسية إلي جانب القيادات العسكرية، مثل الرنتيسى وعبد الله الشامي والزهار وأبو شنب وهنية والمجدلاوى ومحمد الهندى ونافذ عزام.
أبو مازن: هذا سيفجر الوضع، وسيفقدنا السيطرة على كل الأمور،  يجب بداية أن نعمل من خلال الهدنة حتى نتمكن من السيطرة على الأرض، وهذا أنجح لكم ولنا.
دحلان: بلا شك لا بد من مساعدتكم ميدانيا لنا، فأنا مع قتل الرنتيسي وعبد الله الشامي لأن هؤلاء إن قتلوا فسيحدث إرباك وفراغ كبير فى صفوف "حماس" والجهاد الإسلامي، لأن هؤلاء هم القادة الفعليين.
شارون : الآن بدأت تستوعب يا دحلان.!!
دحلان: لكن ليس الآن، ولابد من الانسحاب لنا من أجزاء كبيرة من غزة حتى تكون لنا الحجة الكبيرة، وأمام الناس. وعندما تخرق "حماس" والجهاد الإسلامى الهدنة، تقوموا بقتلهم.
شارون: وإذا لم يخرقوا الهدنة، ستتركونهم ينظموا ويجهزوا عمليات ضدنا لنتفاجأ أن هذه الهدنة كانت تعمل ضدنا..؟
دحلان: هم لن يصبروا على الهدنة حينما تصبح تنظيماتهم تتفكك، وعندها سيقدمون على خرق الهدنة، وبعدها تكون الفرصة بالانقضاض عليه، ثم البركة فيك يا شارون.
الوفد الأمريكي: هذا حل منطقي وعقلاني.
شارون:  أنا لن أنسى عندما كنتم تقولون لحزب العمل، وحتى لنا، أنكم مسيطرون على كل شيء، وتبين لنا عكس ذلك، دعونى أمهد الطريق بطريقتى الخاصة.
أبو مازن: البند الأول فى خارطة الطريق ينص على أنكم تقدمون خطوات داعمة لنا فى مكافحة الإرهاب، ونحن نرى أن أكبر دعم لنا أن تسلموننا جزءا من القطاع حتى نتمكن من بسط السيطرة عليه. وقلنا لكم أننا لن نسمح لسلطة غير السلطة أن تكون موجودة على الأرض.
شارون: قلنا لكم أكثر من مرة أن الخطوات الداعمة تعني أن ندعمكم فى محاربة الإرهاب.. أي بالطائرات والدبابات 
أبو مازن: هذا لا يكون دعماً لنا.
صراع سياسيٌّ
بدايةً، لا يمكن فصل ما جرى عن عموم المشهد الفلسطيني المتوتر، والصراعات التى تملأ الجانب الآخر من المعادلة السياسية الفلسطينية، حيث تشهد ساحة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح منذ وفاة عرفات صراعًا محتدًّا وحامي الوطيس على السلطة، وكان طرفاه الأساسيَّان عباس والقدومي، وتحديدًا بعد وصول الأول لرئاسة السلطة الفلسطينية، وتعيينه ناصر القدوة وزيرًا للشئون الخارجية فى الحكومة الفلسطينية، وإصداره قرارًا بإقالة جميع سفراء فلسطين إذا ما كانوا يعملون فى دول يحملون جنسيتها.
وبات الخلاف يتجدَّد بين الرجلين من فترة لأخرى، بسبب سياسات عباس ومفاوضات السلطة عديمة الجدوى مع الكيان الصهيوني، والتى اقتصرت على التنسيق الأمني فى السنوات الأخيرة، مع عدم وجود أيِّ أثرٍ لذلك على الأرض، باستثناء أعمال الاعتقال والقتل فى صفوف عناصر المقاومة الفلسطينية فى الضفة الغربية.
وكان خروج عباس على الثوابت التى أرستها عقود طويلة من العمل المقاوم من جانب حركة فتح، واتجاهه توجهًا لم يكن عرفات ذاته ليجرؤ عليه فى سنوات المفاوضات السخية بينه وبين الكيان الصهيونى فى التسعينيات الماضية .
وفاة غامضة
وكانت وفاة عرفات هي الحدث السياسي الأبرز الذى أدَّى إلى الانشقاق الكبير الحالي فى المنظمة وفتح، وكانت ملابسات وفاته وحدها سببًا كبيرًا فى تفعيل هذا الانشقاق، وهذا الصراع على السلطة .

فعرفات توفى عندما ألمَّت به أزمةً صحيةً فى12 أكتوبر 2004م، وشرع حينها فى التقيؤ، وشعر باضطراب فى الأمعاء مصحوبًا بالإسهال، وذلك بعد مرور أربع ساعات على تناوله وجبة العشاء بمقر المقاطعة الذى كانت تحاصره فيه القوات الصهيونية فى رام الله منذ ثلاثة أعوامٍ.
وقبيل وفاته بأشهر كانت علاقاته مع عباس يشوبها توتر شديد، نتج عنها إقالة عباس من منصبه كرئيسٍ للوزراء، بعد أن عيِّن بضغوط أمريكية وصهيونية، باعتباره مهندس عملية السلام، ومن أكثر المؤيدين لاجتثاث المقاومة، وعدم عسكرة الانتفاضة. 
وتواصلت أعراض مرض عرفات على مدار أسبوعين، ولم تكن مصحوبة بالحمى، ما اعتبر فى البداية مجرد "نزلة برد"، وبعد خمسة عشر يوماً على بداية مرضه نقل إلى فرنسا للعلاج، وتوفى هناك فى 11 نوفمبر 2004م.
ورجَّح بعض المقربين من عرفات، وأبرزهم ابن أخته ناصر القدوة، وطبيبه الخاص أشرف الكردي، حينها أنه مات مسمومًا، وهو ما أكدته تقارير فرنسية رسمية من المستشفى العسكرى الذى كان يعالج فيه، إلا أنه على الصعيد الرسمي الفلسطينى، أعلن نبيل شعث أن لجنة تحقيق وزارية فلسطينية لم تستطع التوصل إلى نتائج حاسمة فى سبب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ثم عادت فرنسا وتراجعت عن موضوع موت عرفات مسمومًا، واستبعدت تقارير طبية فرنسية وأمريكية أخرى تسميم عرفات، إلا أن هذه المزاعم لم تقنع المقربين من عرفات بذلك، لأن رئيس الوزراء الصهيونى السابق آرييل شارون هدَّد فى أكثر من مناسبة بتصفيته، واصفًا إياه بالإرهابى، كما تسربت تقارير صحفية عن اتخاذ الحكومة الصهيونية قرارًا بتصفية عرفات فى أواخر العام 2003م.
ولم تكن هذه المرة الأولى التى يتم فيها التلويح من قِبل القدومي على كشف وقائع تتعلق بتسميم عرفات، والإشارة إلى تورط بعض مسئولى السلطة الفلسطينية فيها، إلا أن الجديد أنه اتهم صراحة وبشكل مباشر كلاًّ من عباس ودحلان.
فقد سبق وأن أعلن القدومى فى 12 مايو الماضى أن البحث ما زال جاريًا، لمعرفة الأدوات التى استخدمت فى " تسميم " الرئيس عرفات، مشيراً إلى تورط بعض المسئولين فى مقر إقامة الرئيس عرفات  برام الله، ولكن من دون الإشارة إلى الأسماء.

وقائع سابقة:
وثمَّة وقائع أخرى تتفق مع ما ذهب إليه القدومي وتثبت صحة كلامه، ففى 11 أبريل الماضي، شكَّك أشرف الكردي الطبيب الخاص لعرفات فى جدوى المهمة الموكلة إلى اللجنة الفلسطينية الخاصة بالتحقيق فى أسباب وفاة عرفات، ودعا حينها إلى سؤال رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس عن سبب عدم تشريح الجثة آنذاك.

وكشف القدومي عن أن عباس رفض تشريح جثمان عرفات، بهدف إجراء تحاليل تحدد الوسيلة التى مات بها، ونوع السم الذى استخدم لقتله.
وحسب الكردى، فإن رجالات السلطة الوطنية رفضوا تشريح الجثة وقت وفاة عرفات، وعندما سُئل عن السبب وراء عدم التصريح بالتشريح آنذاك، أجاب قائلاً : "اسألوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس"، وأضاف الكردي : " لقد قتلوا عرفات بالسم، لأنه كان عقبةً فى وجه عملية السلام " !!.
كما لم تسمح زوجة عرفات (سها) بالدخول إلى زوجها الرئيس فى اليومين الأولين من وصوله باريس إلا لكل من ناصر القدوة، ورمزى خورى مدير مكتبه، ويوسف عبد الله حارسه الشخصى، إلا أنه بعد يومين أخرجتهم من المستشفى، ومنعتهم من الدخول إلى غرفته.
ووجَّهت سهى عرفات حينها نداءً للشعب الفلسطينى، وصفت فيه المسئولين الفلسطينيين بأنهم "حفنة من المستورثين يريدون دفن الرئيس ياسر عرفات حيّاً.

وفى أعقاب الحسم العسكري فى قطاع غزة كشفت حركة حماس أيضًا عن وثائق ومستندات عثرت عليها فى المقرات الأمنية، تثبت تورط دحلان وعباس فى اغتيال عرفات.
كما كشفت وثيقة خطيرة نشرها موقع (نيوز) الإلكتروني عن بعض خيوط اغتيال الرئيس عرفات، وتضمنت الوثيقة رسالةً من دحلان إلى وزير الدفاع الصهيوني الأسبق شاؤول موفاز جاء فيها "تأكدوا أن السيد عرفات أصبح يعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا ننهيها على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسي أمام الرئيس الأمريكي (السابق) جورج بوش (الابن) من وعود، فإننى مستعد لأدفع حياتي ثمنًا له.
كما سبق، وأن هدَّد دحلان فى تصريحات علنية الرئيس عرفات بمواجهته إن لم يقدم التنازلات المطلوبة منه للاحتلال قبل العاشر من أغسطس 2004م.
كما أنَّ تنفيذ عمليات الاغتيال التى تمَّت بحق الشهيد الرنتيسى وغيره من قيادات المقاومة من قِبَل قوات الاحتلال الصهيوني، تثبت تورط أطراف أمنية فى أجهزة دحلان فى هذا الأمر، لأنَّ هذه العمليات لم تكن لتتمَّ من دون معلوماتٍ مؤكدة من هذه الأجهزة عن أماكن وجُود وحركة هؤلاء.
وكانت الضغوط الأمريكية والصهيونية أجبرت عرفات على تعيين عباس رئيسًا للوزراء، غير أن عرفات مارس ضغوطًا على عباس اضطرته للاستقالة من رئاسة الوزراء مطلع سبتمبر من العام 2003م، وهو ما فجَّر الخلاف بين الطرفين قبل وفاة عرفات بعامٍ وشهرين .
تصفية العرفاتية:
وما أن تمَّ توزيع المناصب بين عباس وعددٍ آخر من الرجال المحسوبين على التيار التفاوضي مع الكيان الصهيوني، ومن بينهم أحمد قريع، بعد وفاة عرفات بيومين حتى بدأت مرحلة القضاء على "العرفاتية"، وتصفيتهم من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات كان أهمها إلغاء روحي فتوح (الذى شغل منصب رئيس السلطة مؤقتًا، لحين انتخاب الرئيس الجديد لها فى مطلع العام 2005م) لمجموعةٍ من القرارات التى سبق واتخذها عرفات حول منح أراضٍ فى مناطق السلطة.
كما أحال عباس مجموعة كبيرة من العسكريين الموالين لعرفات للتقاعد، وعزل أكثر من50 مستشارٍ لعرفات، وتشكيل ثنائيٍّ حاكمٍ مع دحلان فى المناطق الفلسطينية، إلى جانب تصفية رئيس جهاز المخابرات العسكرية الفلسطينى موسى عرفات سبتمبر 2005م.
حادثة اغتيال الرئيس عرفات لم تكن هي الأولى على صعيد الخلافات وبأيدي قيادات من داخل حركة فتح، حيث سبق وأن تمَّ تصفية كلٍّ من خليل الزين مستشار عرفات، بعد اتهامه بترويج الأكاذيب والشائعات، وهشام مكى رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطيني، بعد اتهامه بسرقة أموال الحكومة، إلى جانب قائمةٍ عريضةٍ من قيادات حركة فتح، لفقت بعضها لحركة حماس وأخرى ذيلت باسم مجهول!!.
وقال الكاتب والمؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين إن عباس و دحلان " لا يحتاجان إلى دلائل وقرائن لإثبات ارتباطهم بالمشروع الصهيوني، والوقوف ضد المقاومة الفلسطينية، وأكد ياسين فى تصريحه أن سيناريو المحضر تحقَّق بنسبة كبيرة على أرض الواقع، وهو ما يعني أنه تمَّ بالفعل، ولكنه أشار إلى أنه ليس هناك دليل 100% على حدوثه.
فى حين اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني محمد زيدان أن ما جاء على لسان القدومي من اتهاماتٍ ليست جديدة، وقال: لقد تمَّ التآمر على الكل الفلسطيني منذ توقيع اتفاقات السلام فى التسعينيات الماضية.
وربط بين اتهام عباس فى هذا المحضر وبين رفضه تشريح جثة الراحل ياسر عرفات، وعدم تفعيل تحقيقات واسعة ذات صلاحية فى خلفيات تسممه واغتياله، الأمر الذى يؤكد ما جاء فى المحضر.
وأكد أن الشعب الفلسطيني برمته لا ينتظر تأكيداً أو إثباتًا على تورط وكلاء الاحتلال، وارتمائهم فى أحضانه، ومضمون ما جاء ليس جديداً أو مستغرباً أو مستبعداً.
دحلان ودوره فى مقتل المبحوح:
تؤكد المعلومات أن الشهيد المبحوح وصل إلى دبي قادما من دمشق فى اليوم الذى سبق عملية اغتياله، وقد كان مروره بدبي اضطراريا إذ لم تكن وجهته الأخيرة، ولم يكن فى حسابه أنه سيقضي فيها أكثر من يوم ثم يرحل عنها باتجاه وجهته النهائية.
وقعت عملية الاغتيال فى يوم 19 يناير الماضى، لكن المبحوح ظل جثة هامدة فى غرفته إلى غاية يوم 20يناير، حيث اكتشف جثمانه عبر عملية تفتيش روتينية لموظفى فندق "البستان"، ومباشرة بعد ذلك عرفت أسرة الشهيد بأن الوالد قد اغتيل فتنقل ابنه عبد الرؤوف إلى دبي التى وصلها يوم21 يناير لكنه ظل غير قادر على رؤية جثمان أبيه برغم كل الاتصالات التى قام بها، حيث رفضت السلطات الإماراتية تسليمه الجثة التى أنهيت عملية تشريحها يوم 26يناير.
وقد اتصل عبد الرؤوف بقيادات "حماس" التى كانت تتابع الموقف عن كثب، وبناءً على ذلك فقد اتصل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لـ "حماس"، بالخارجية القطرية التى تدخلت لدى الإمارات لحلحلة الموضوع، وقد كان لها ما أرادت حيث سلم جثمان الشهيد لولده ومن ثم طار إلى دمشق، ومن النقاط التى لم يشير إليها الإعلام العربي فى هذا السياق، أن الموقف الإماراتي قد انقسم على نفسه، فبينما أرادت أجهزة أمن دبي القيام بعملها بالشكل المهني دون وضع أي اعتبار سياسي فى الموضوع، فإن "أبو ظبي" هى العاصمة السياسية للإمارات  أرادت أن يتم التعامل مع الموضوع بأهدأ السبل ويتم تحجيمه وعدم تكبيره، وذلك أخذا بعين الاعتبار للعوامل السياسية التى يمكن أن تؤثر فى حجم التعاطي الإعلامى مع الموضوع.
حماس استعانت بفريق عربى لتحليل جثة "المبحوح"
من المعلومات التى لم تنشر من قبل أيضاً، أن جثة الشهيد المبحوح قد خضعت مرتين لعملية التشريح، وإذا كان معروفا أن دبي قد كشفت عن جثمانه تشريحيا لدى معرفتها باغتياله، فإن غير المعروف أن "حماس" قد استقدمت فريقاً عربياً طبياً خاصاً لإعادة تشريح الجثمان فى دمشق، وبناءً على نتائج التشريح رسمت " حماس " السيناريو الخاص بها حول عملية الاغتيال التى تعرض لها المبحوح .
دحلان طلب من أبو ظبي حماية عميليه:
فى سياق ثانٍ، كشف لنا مصدر عربي متابع للقضية أن محمد دحلان، مدير جهاز الأمن الوقائي سابقا، قد تدخل على مستوى حكومة أبو ظبي خلال بعض مجريات التحقيق، وذلك لأن الفلسطينيين اللذين أضيفا إلى قائمة الاتهام محسوبان عليه، وعملا لدى جهازه الأمني، وقد كان معنيا بالتالي بالتغطية عليهما تفادياً للتأثير السلبي الذى قد يجرّه انكشاف علاقتهما به على مستقبله الشخصي، ولهذا فقد اتصل دحلان بحكومة أبو ظبي مقدما طلبا من سطر واحد "التكتم على اسم المشتبهَين الفلسطينيين" وهما المدعوان أحمد أبو حسنين وأنور جمال أسعد شحيبر.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن أحمد أبو حسنين أنكر كل علاقة له بالموضوع، ولا زال التحقيق معه جارياً، أما أنور جمال أسعد شحيبر فقد أنكر هو الآخر لكنه انكشف فوراً، حيث واجهته سلطات التحقيق بمجموعة من الصور له مع قائد العصابة فى أحد المراكز التجارية الموجودة فى دبي، ما قاده للانهيار وتحرير لسانه بالاعترافات، ويبدو من مجمل ما يتوفر من معلومات أن المعني متورط فى تقديم دعم لوجيستيكي للعملية، وهذا الشخص المولود فى 23/ 1/1972 فى حي الصابرة بغزة هو ضابط برتبة نقيب فى الأمن الوقائى التابع لمحمد دحلان، وقد عمل سابقا فى مكتب رجل الأمن الفلسطيني سمير المشهراوي، كما كان عضوا بارزا في" فرقة الموت "التى شكلها دحلان لتصفية قيادات "كتائب القسام" ورأسها المدعو نبيل طموس.

 تشييع جثمان المبحوح

ومن ناحية أخرى أكد القيادى فى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس محمد نزال أن الفلسطينيين المتورطين فى عملية اغتيال القيادى فى الحركة محمود المبحوح هما أحمد حسنين وأنور شحيبر، وكانا يعملان فى دبي فى مؤسسة عقارية تابعة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان.
وأضاف نزال قائلاً: لقد تم التعرف على هوية الفلسطينيين اللذين شاركا مع المجموعة التى نفذت الاغتيال والمكونة من 11عميلاً يتبعان لجهاز الموساد وهما أحمد حسنين وهو عضو سابق فى المخابرات الفلسطينية، وأنور شحيبر وهو ضابط سابق فى جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.
وقال: حسنين وشحيبر أنهما كانا يعملان ضمن الأجهزة الأمنية فى قطاع غزة، وهربا من هناك بعد الحسم العسكرى الذى نفذته حركة حماس عام2007 وسيطرت بموجبه على القطاع.
وأشار نزال إلى أنه اتضح لحركة حماس أن هذين الشخصين يعملان موظفين فى مؤسسة عقارية تابعة للعقيد محمد دحلان، وكانا جزءاً من الخلية التابعة لجهاز الموساد التى نفذت الاغتيال والتقيا قائد الخلية التى أعلن قائد شرطة دبي الكشف عنها.
وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف قال أن الأردن سلم السلطات الأمنية فى دبي فلسطينيين حضرا لعمان من دبي فى إطار التحقيق فى اغتيال محمود المبحوح.
وأبدى محمد نزال أسفه لمحاولات محمد دحلان التدخل لدى السلطات فى دبي للإفراج عن عميلي  الموساد الإسرائيلى لافتاً إلى أن السلطات الرسمية فى الإمارات العربية المتحدة قد رفضت هذه الوساطة. 
طارق محمود عباس
تضاربت الأنباء حول حقيقة الجهات المالكة لشركة اتصالات فلسطينية جديدة تم الاتفاق على إنشائها مع الجانب الإسرائيلى، حيث أكدت مصادر إسرائيلية لـ "العربية نت" أن نجل الرئيس الفلسطينى محمود عباس هو مساهم رئيسى فيها بصحبة مستثمرين كويتيين وقطريين، وهو ما حرص محامى الأخير على نفيه بصورة قاطعة.
ففى الوقت الذى نفى فيه كريم شحادة -محام شركة طارق عباس نجل الرئيس الفلسطيني- أن يكون لطارق أية علاقة بشركة الاتصالات الوطنية المنوى إقامتها فى الأراضى المحتلة، قالت أيلا حسون، مراسلة القناة الإسرائيلية الأولى لـ"العربية نت" أن طارق هو أحد المساهمين فى الشركة، مضيفة أن اسمه ذكر فى وثيقة الاتفاق التى قدمت للجانب الإسرائيلي.
وقالت حسون إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طرح إقامة شركة الاتصالات الوطنية فى اجتماعاته الأخيرة مع الجهات الرسمية فى إسرائيل، وأضافت أن الموضوع ذاته سبق طرحه على طاولة المفاوضات مع أفراهام أفني من وزارة الدفاع الاسرائيلي إبان عهد الوزير عمير بيريس.
وكانت القناة الإسرائيلية الحكومية بثت خبر إقامة شركة اتصالات جديدة فلسطينية تحمل اسم "لئوميت" (الوطنية ) لتنافس شركة "جوال".
وقالت القناة إن رأس مال الشركة يقدر بالملايين وإن المساهمين هم الكويت وقطر وطارق عباس، وأضافت أن البنية التحتية لهذه الشركة تم تجهيزها بانتظار الحصول على الموجات اللازمة التى تتطلب موافقة عدة جهات إسرائيلية.
من جانبها، أبدت الفصائل الفلسطينية ردود فعل مختلفة تجاه فكرة إقامة شركة اتصالات فلسطينية جديدة تحمل اسم (الوطنية)، ورأى فضل طهبوب، قيادي فى جبهة النضال وعضو المجلس الوطني، أن إقامة هذه الشركة تخدم مصالح شخصية لطارق محمود عباس وهذه المصالح الشخصية على حساب مصالح الشعب العامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق