السبت، 16 نوفمبر 2013

كتاب التجسس لدحلان وابو مازن رقم 2













وذكر مصدر فى الجهاد الإسلامي، رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية خاصة، أن 38 % من عائدات شركة جوال للهواتف الفلسطينية تعود لرئيس دولة إسرائيل الحالي شمعون بيريز

نفى نجل عباس

ومن جانبه، اتهم كريم شحادة، محامي طارق عباس، إسرائيل بالتجني والكذب مشيرا الى انه سوف يتوجه إلى القضاء ضد القناة الإسرائيلية التى "أذاعت هذا الخبر العاري عن الصحة" مطالبا تقديم الاعتذار على نشر هذا الخبر الملفق، على حد تعبيره.

وأكد شحادة أن أبناء الرئيس الفلسطيني ابو مازن لا صلة لهم من قريب او بعيد بهذا الأمر ولا علاقة لهم بهذه الشركة ويجب على كل إعلامي أن يتأكد من مصادره ومعلوماته قبل عرضها على الناس والشعب .

وزارة الاتصالات الإسرائيلية
غير أن الناطق الإعلامي والمسؤول فى وزارة الاتصالات الإسرائيلية، يخيل شعبي، أبدى دهشته من إنكار الجانب الفلسطيني مساهمة طارق عباس فى إقامة وتمويل الشركة الجديدة، مشيرا إلى أنه سيعلن نص الاتفاق عقب موافقة وزير الاتصالات الإسرائيلية على الخطوة.

وإلى ذلك، قال وكيل وزارة الاتصالات الفلسطينية سليمان الزهيري: تمت الموافقة المبدئية على تخصيص الترددات للشركة الجديدة فى الاجتماع الاخير الذى جرى القدس مع المنسق الاسرائيلي للشؤون المدنية الذى صرح بأن مكتب أولمرت سيتابع ما يصل إليه من مكتب عباس حول هذا الموضوع.

يشار إلى أن وزارة الاتصالات الفلسطينية والسلطة هي الجهة الوحيدة المخولة للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي للحصول على الترددات لأنها من ضمن اتفاق أوسلو.
ابن عباس.. وابن الزهار
ابن عباس ما شاء الله شركات وأموال ولا أقول فساد حتى لا نظلم الرجل بشيء لسنا متأكدين منه بالمقابل ابن الزهار قتل وهو يدافع عن أرضه ونحتسبه شهيداً ولا نزكى على الله أحداً هذا الفرق بين الحق والباطل هذا الفرق بين الذين يريدون الدنيا وبين الذين يريدون الآخرة، والدكتور محمود الزهار، القيادى البارز فى حركة حماس، دمّر جيش الاحتلال بيته، حاول اغتياله بالطائرات وعبر العملاء، اغتالوا زوج ابنته ثم فلذة كبده خالد وألحقوا به ابنه الثانى حسام، فما وهن ولا ضعف وإن دمعت عيناه دموع القوة والحب لتعكس إنسانيته.
فى الوقت الذى تمارس فيه إسرائيل الحصار على فلسطين ولا تسمح بإدخال قطعة خبر واحدة..
أوضحت وكالة "قدس برس" أنه تم إدخال أربع شاحنات محملة بالسلاح والذخيرة، عن طريق معبر "كرم أبو سالم" الذى تسيطر عليه سلطات الاحتلال الصهيونى، والواقع إلى الشرق من رفح.. بالإضافة إلى العديد من مراكز التدريب الأمريكية هنا وهناك داخل فلسطين أبطالها فتحاويون!
شحنات الأسلحة الأمريكية هذه ليس الأولى، فقد سبقتها شحنات قبل الحرب الإسرائيلية على لبنان ..وطبعا مرت بسلام ومباركة الصهاينة وباسم محمود عباس أبو مازن أيضاً، وقد علق أولمرت نفسه على مسألة السماح بمرور هذه الشحنات بقوله: فعلت ذلك لأن الوقت ينفد ونحتاج لمساعدة أبو مازن.. هكذا صريحة: مساعدة أبو مازن!
وهنا سؤال مهم: هل حان الوقت لتوظف أمريكا عصابات من فتح كما جندت عصابات الكونترا فى نيجارجوا من قبل وكما جندت منظمات شيعية فى العراق؟! هل نحن الآن أمام مشهد يجسد الإستراتيجية الأمريكية (الفوضى الخلاقة) على أيدى فتح (المناضلة سابقا)؟!
فالتاريخ يذكر أن أمريكا بعدما عجزت عن التأثير على الرأي العام النيجارجوي، أسست عصابات (الكونترا) على يد سفيرها هناك نيغروبونتي فى سنة1985 وبدأت هذه العصابات فى افتعال الفوضى فى البلاد..
وأدخلت نيجارجوا فى فتنة عارمة فامتلأت الشوارع بالرعب وانعدام الأمن والاختطافات والاغتيالات..
حتى اضطر الشعب النيجارجوي المغلوب على أمره إلى إسقاط الحكومة وتحميلها مسؤولية انعدام الأمن..وهكذا جاءت أمريكا بحكومة جديد عميلة لها..وانتهى دور عصابات الكونترا.
وفى العراق عين بوش (نيجروبوتي) نفسه بعد "بريمر" فى إطار مشروع تأسيس (عصابات كونترا شيعية هذه المرة) تخلق حالة من الفوضى والذعر والحرب الأهلية فى البلاد فترضخ قوى المعارضة للشروط الأمريكية طلبا للأمن..وهو ما وقع فقد عاثت الميلشيات الشيعية (منظمة بدر وغيرها) الفساد فى ديار أهل السنة.. واستغلت تقاطع أهدافها مع أهداف أمريكا.. وخاضت تصفيات طائفية فى مدن العراق حتى اضطر السنة لدخول الانتخابات والاستفتاء على الدستور طلبا للأمن.. ولا تزال تلك العصابات الشيعية تمارس إرهابها على السنة إلى اليوم!!
وفى لبنان حاولت إسرائيل أن تخلق الجو نفسه ..لكنها لم تجد عصابات مناسبة تلعب دور عصابات الكونترا..فلبنان أخذ دروسا كافية من تبعات الحرب الأهلية ووعاها جيدا .فكانت الوحدة اللبنانية (النسبية) عقبة كئودا فى وجه المخطط الأمريكى- الصهيونى.. ولم تفلح الآلام التى أفرزتها وحشية إسرائيل فى النيل من وحدة لبنان بعكس ما توقعت وزيرة الخارجية كوندي وقتها!!
أما فى فلسطين..فقد لبت فتح -المناضلة سابقاً- النداء الأمريكى على الفور، فبعدما اتضح لها أن زمانها ولى.. وبعد أن أفاقت من هول الصدمة الموجعة جراء هزيمتها فى الانتخابات.. حاولت فى خطوة بائسة لملمة الصفوف من جديد.. لكنها لم تفلح، فجماهيرها المحدودة ببساطة، لم تعد تثق بها، خاصة بعد وفاة عرفات والطريقة المكشوفة المريبة التى ووري بها التراب!
وما يحدث الآن، يقوم إستراتيجياً على أنه حرب بالوكالة.. وأن المشهد الفلسطينى غير بعيد عن الإستراتيجية الأمريكية فى المنطقة.. لا أتحدث هنا عن الأهداف ولكن عن الإستراتيجية الحربية القائمة، بناء على ما تسميه أمريكا بالفوضى الخلاقة.
وكما كانت أمريكا فى حرب نيجارجوا هى من وظف عصابات الكونترا وأشعلت بها الفوضى والحرائق ونشرت الذعر والخوف فى الشوارع والبيوت، فكذلك هي اليوم، من يدير مسلسل الفوضى الفتحاوي عن بعد..والهدف واحد هو إسقاط الحكومة الشرعية (حماس).
ويمكن الإشارة هنا إلى أن عصابات الكونترا الفتحاوية لم تلعب هذا الدور لمجرد إشاعة فوضى وحرب أهلية بفلسطين، تتيح من خلاله للقوى الدولية تغيير خارطتها السياسية لصالح الاحتلال.. بل لعبته أيضا (وهو أمر غاية فى الأهمية) لإجهاض حالة الروح المعنوية العالية التى ازدادت لدى الفلسطينيين، وهم يرون الجيش الإسرائيلي يعترف بأنه انهزم عسكرياً بجيوشه (الألوف المؤلفة) الجرارة أمام مئات من مقاتلي حزب نصر الله.
إن الإبقاء على تلك الروح يحمل خطرا كبيرا على إسرائيل وأمريكا نفسها، وعلى جماعات أوسلو جميعهم!، فكان لا بد من إغراق الفلسطينيين فى دوامة آلام جديدة ومخاضات مرعبة تنسيهم ذالك الحدث.
وفى الحقيقة، تعيش حركة فتح حالة احتضار حقيقى.. فالشعب الذى كانت تراهن عليه لم يعد يؤمن بها ولا بنضالها،والرموز (المتبقية) التى كانت تعطيها الهيبة النضالية، غرقت فى أوحال الفساد المالي والسياسي والإدارى.. ومعظمهم يحظى بحماية أمريكية صهيونية ومباركة منهما، أما الشرفاء فإما قتلوا أو فى الأسر أو انسحبوا.
وإذن لم يبق هناك ما يراهنون عليه إلا أن تظل الحركة كما هي الآن، نخبوية مفتقرة إلى الدعم الجماهيرى، لكنها مدعمة بقوة على مستوى القيادة من قبل قوى الاستيطان..!
والتواطؤ مع أجندة الاحتلال ليس بجديد، وإنما الجديد أن تخرج عصابات الكونترا من رحم فتح على الساحة، كمناضل لا ضد الحصار وتركيع الشعب الفلسطيني، وإنما ضد الشعب نفسه وضد خياراته وحريته فى القرار.. إذ لم ترفع فتح شعارا واحداً فى مسيراتها الغاضبة يدين موقف الأردن أو الدول العربية الصامتة.. ولم يرفع موقف يدين أمريكا وتنكرها للخيار الديمقراطي.. ولم يرفع شعار واحد يندد بإغلاق المعابر ومنع دخول الأموال.. ولم يرفع شعار واحد ضد أبو مازن الذى يتجاوز رصيده 300 مليون دولار وبقية العصابة النخبوية الفتحاوية.
وإنما رفعت الشعارات وأطلقت الرشاشات عنانها فى اتجاه المباني الحكومة ورموز الهوية والكيان السياسي الفلسطيني، لتعلن فتح بذلك للعالم أن لا قضية لها تستحق التضحية.. وأنها مجرد عصابات كونترا جديدة تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية فى المنطقة، وهذا لم يعد سراً.. فكلنا سمع الرئيس الأمريكى، وهو ينوه بالرئيس الفلسطينى محمود عباس ويصفه بأنموذج المعتدلين الذين يصلحون شركاء لبناء شرق أوسط جديد.. شرق أوسط جديد فى هيكلته الإقليمية.. تذوب فيه فلسطين فى نهاية المطاف، فتمسح من الخارطة لتحل محلها دولة الأردن الكبير.. وتقسم فيها بقية البلدان وفق أهداف ومصالح أمريكا وحلفائها.
هذا فى الوقت الذى تشهد فيه غزة تهديدات صهيونية مؤكدة لتوسيع العدوان والاستيطان.. وأما الرئيس عباس فأصبح يمثل فتح وعصاباتها أكثر من تمثيله للشعب الفلسطيني، وأضحت تعليقاته على الأحداث تقلب الحقائق رأساً على عقب وتعطى شرعية فاضحة (لعصابات الكونترا الفتحاوية)، وهذا ما جعل كونداليزا رايس فى زيارتها الأخيرة تصفق له وحده بحرارة، معتبرة إياه رجل المرحلة.
ورغم أن حماس فى بيان لها أكدت أن: (العمل على إنجاح تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يشكل الأولوية الأولى لدى حركة حماس فى المرحلة الراهنة)، وقدمت تنازلات تكتيكية مراعاة لمصلحة الشعب الفلسطينى وأمنه وواقع الحصار المفروض، إلاَّ أن عباس أبو مازن -الذى استمات لأجل تشكيل حكومة وطنية على أرضية وثيقة الوفاق- انسلخ من عهوده وتبنى مرة أخرى الشروط الأمريكية لتشكيل الحكومة الجديدة.. ضارباً بعرض الحائط كل المصالح الفلسطينية العليا.
من كان يتوقع أن حركة تبنت القضية الفلسطينية يوما، وقدمت لأجلها شهداء قطعوا أشلاء فى هجمات مشرفة وقتالات بطولية.. يؤلمها اليوم نقص فى الغذاء.. وتأخير للرواتب، تدرك هي قبل غيرها أن الحكومة الشرعية لا ذنب لها فى ذلك.. وأنها هى وشعبها ضحية مؤامرة مكشوفة!!
مسلسل الفساد المالى والسياسى الفتحاوى المتراكم من سنين لعب دوراً بشكل أو بآخر فى تعميق الأزمة..!
ألم تجد فى صمود جارتها مثالاً حياً..فصمود المقاومة اللبنانية لم يكن نتيجة بسالة مقاتلي (حزب نصر الله) فقط.. فقد لعب التماسك الذى أبداه جماهير الشعب اللبنانى فى الشارع وكثير من سياسييه ومفكريه ومثقفيه، دوراً حيوياً فى كسر إرادة العدو، وأعطى هذا التماسك انطباعاً لدى العدو الصهوني، مفاده أن سياسة فرق تسد لن تنجح فى لبنان .. وأن لبنان سيصمد مهما كانت خسائره ومهما جاع ومهما تشرد..هذا ما سمعه العالم من أفواه أهل الجنوب صغيرهم وكبيرهم ..كما سمعه من قيادات فاعلة مسيحية وغيرها.. وحتى قوى "14 آذار" أو بعضها لم تجد -بسبب التعاطف الجماهيري الكبير مع المقاومة- متسعا سياسيا لتعبر عن مواقفها بوضوح إلا بعد أن وضعت الحرب أوزارها.. هذه لبنان.. أبت نخوة طوائفها وجماهيرها أن تجعل من محنتها ورقة لبيع القضية.
أما فلسطين، فلم تجد فى الخط الفتحاوي النخبوي المتهالك نخوة تمنعه
نخوة أهل المبادئ الصامدين.. ولا نخوة حتى أطفال الجنوب اللبنانى..!
فمدت يدها لمخطط الحصار وأعلنت وأبدت استعدادها التام لأن تلعب دور عصابات الكونترا فى قلب فلسطين!! وهذا امتحان خسرت فيه حركة فتح وحدها كل رهان.. فلم يبق لها شيئ تراهن عليه.. وأن نهاية الحضارات وحركات التغيير والنضال تكون بنهاية مصداقيتها ومبادئها وقيمها!
أما حماس فخياراتها مفتوحة، ومع أنها قادرة على أن تقبر كل العصابات العميلة التى تسللت من رحم فتح، إلا أنها بحكم مراعاتها للمصالح العليا للقضية، تنأى عن ذلك داعية للهدوء والحوار، وهي إذ تحافظ على هدوء الأعصاب والصبر على ممارسات الشغب الممول أمريكيا، تهدف فى الحقيقة إلى ما هو أبعد، وهو جعل حركة فتح تنكشف بشكل أوضح للعالم عامة وللفلسطينيين، وأن هذه العناصر الفتحاوية مجرد عصابات كونترا عميلة تنفذ أجندات خارجية أمريكية.. وهذه هى الصورة التى رسخت لدى كل الفلسطينيين والعالم اليوم. عائلة الشهيد ياسر عرفات تكشف عن الاسم الحقيقي له 

"أبو عمار"، ولد في القاهرة في الرابع والعشرين من أغسطس/ آب عام 1929.
أبو عمار..هو الابن السادس لأب كان يعمل في التجارة، وهاجر إلى القاهرة عام 1927 وعاش في حي السكاكيني، وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره أرسله والده إلى القدس المحتلة، وهناك بدأ وعيه يتفتح على أحداث ثورة 1936. 
في عام 1937 عاد مجدداً إلى القاهرة ليعيش مع عائلته، ثم التحق بكلية الهندسة في جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليا) حيث تخصص في دراسة الهندسة المدنية وتخرج فيها عام 1951، وعمل بعدها في إحدى الشركات المصرية. 
منذ فترة طويلة من الزمن ونحن نسمع بان اسم الرئيس الفلسطيني الراحل هو ' ياسر عرفات ' ، وقبل عدة سنوات وخصوصا بعد عودة أبو عمار إلى ارض الوطن ، حتى وقبل ذلك ، بدأ الكتاب والصحفيين والباحثين بكتابة كتب ومقالات ونشرات خاصة عن حياة هذا الفارس العملاق ، وتردد الاسم الحقيقي للشهيد أبو عمار بأنه ' محمد عبد الرحمن عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني ' .
وبعد ان قمت بكتابة موضوع خاص عن حياة الشهيد أبو عمار وكيفية استشهاده ودور المخابرات الإسرائيلية في تسميمه وقتله ، والموضوع بعنوان ' كيف مات ياسر عرفات ' ؟
تلقيت العديد من الاتصالات لقيادات فلسطينية وأخرى من أقارب الرئيس ، منهم من أثنى على كتاباتي ومنهم من أراد التوضيح لبعض النقاط في سيرة الشهيد أبو عمار ، ولكن ما لفت نظري هو الاسم الذي ذكره لي احد أقرباء الرئيس ، وهو الأخ الكاتب والصحفي المعروف ' سري القدوة ' رئيس تحرير صحيفة الصباح الفلسطينية ، طالبا مني تعديل الاسم ، حيث قال أن الاسم الحقيقي هو محمد ياسر عبد الرؤوف داوود عرفات القدوة و كنيته 'أبو عمار'، ومحمد ياسر، هو اسم مركب واسم أبيه هو عبد الرؤوف واسم جده داوود واسم عائلته القدوة ، وهو واحد من سبعة إخوة ولدوا لتاجر فلسطيني ولد في مدينة القدس في 4 أغسطس/ آب 1929. 
وليس كما ذكر في عشرات الكتب من اخطاء شائعة حول الاسم . 

نعم انه محمد ياسر عبد الرؤوف داوود عرفات القدوة و كنيته (أبو عمار)، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية المنتخب في عام 1996 . 
ترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969، وهو قائد حركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة. 
فاز مع إسحاق رابين بجائزة نوبل للسلام سنة 1994. 
لم تكن حياة الراحل الرمز ياسر عرفات إلا تاريخا متواصلا من النضال والمعارك التي خاضها وأسس من مجموعها تاريخا جديدا وحديثا لفلسطين ، بحيث غدت القضية الفلسطينية رمزاً عالمياً للعدالة والنضال، وجعل من كوفيته رمزا يرتديه كافة أحرار العالم ومناصري قضايا السلم والعدالة العالميين.
الشهيد الرمز لم يبدأ تاريخه النضالي من لحظة تفجيره الرصاصة الأولى، كانت تجتذبه ارض المعارك حيثما كانت، فكان مقاتلاً شرساً خاض معارك عسكرية بعد تلقيه التدريب العسكري اللازم من قبل 'جيش الجهاد المقدس 'بقيادة القائد الشهيد عبد القادر الحسيني بعد التحاقه بقوات الثورة في العام 1948، وأسندت إليه مهمة الإمداد والتزويد بالأسلحة سراً من مصر وتهريبها عبر رفح للثوار في فلسطين.
لم يثن التعليم ، الطالب ياسر عرفات المتفوق في 'كلية الهندسة - جامعة الملك فؤاد / أي جامعة القاهرة' ، عن ترك مقاعد الدراسة، والتوجه لقناة السويس المحتلة، لقتال قوات الجيش البريطاني ، مع إخوانه من الفدائيين المصريين عام 1951 ،إيماناً و قناعة بأن أرض العروبة – وحدة لا تتجزأ  وبأن قتال وهزيمة الاستعمار في موقع جغرافي هو إيقاع هزيمة بالاستعمار عامة ، كما أن الفعل الثوري وإن تغيرت معالمه الجغرافية ، كل لا يتجزأ.شارك للمرة الثانية متطوعاً في 'حرب الفدائيين' عام 1953 في قناة السويس ، هذه الحرب التي غيرت من دور الاستعمار البريطاني ووجوده 'شرق السويس'، وفرضت أخيراً ، الجلاء البريطاني عن الأراضي المصرية.

أرسل في عام 1953 ، خطاباً للواء محمد نجيب أول رئيس لمصر عقب قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 ولم يحمل هذا الخطاب سوى ثلاث كلمات فقط هي 'لا تنس فلسطين'. 
وقيل إن عرفات سطر الكلمات الثلاث بدمه، وهو من ربطته برجالات ثورة 23 يوليو تموز عام 1952 علاقات ببعض رجالاتها الذين التقاهم أثناء حرب الفدائيين في القناة.عمل الرئيس الراحل بحسه الوطني العميق على تثمير مشاركاته هذه لصالح فلسطين ، فبعد أن عمل على تأسيس ' النادي الفلسطيني - القاهرة '، ينطلق لإقامة 'رابطة الطلبة الفلسطينيين'مع رفيق دربه المرحوم فتحي البلعاوي، لتشكل النواة والبؤرة الأولى 'للطلبة الفلسطينيين ' على مستوى العالم، هذه 'الرابطة التي كانت أول هيئة فلسطينية منتخبة على مستوى الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 ، وحملت علم فلسطين إلى الدنيا بأسرها وقاتلت مشاريع التوطين ونجحت في إسقاط مشروع جونستون لتحويل مياه نهر الأردن .
وكان لهذه ' الرابطة ' دور مركزي في إسقاط سياسة الأحلاف الاستعمارية 'حلف بغداد' و'مبدأ الفراغ' الذي قال به الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور. وفي تشكيل ' الرابطة ' الأرضية الصلبة والقاعدة القوية لإنشاء ' اتحاد طلبة فلسطين ' ، المتميز بكونه رافداً وطنياً أساسياً ورافعة وطنية فلسطينية رئيسة ومركزية.
التحق الراحل ياسر عرفات بجامعة القاهرة وتخرج منها مهندساً مدنياً. وكطالب، انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين واتحاد الطلاب الفلسطيني، حيث كان رئيساً له من عام 1952 إلى عام 1956. 
وفي القاهرة طور علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفاً بمفتي القدس وفي 1956 خدم في الجيش المصري أثناء حرب السويس. 
التحق ياسر عرفات بعد تخرجه من 'كلية الهندسة'،'بالكلية الحربية المصرية ' وأصبح ضابطاً في 'سلاح الهندسة'، وعاد من جديد لمنطقة قناة السويس ليشارك مقاتلا في رد العدوان الثلاثي (الإنجليزي – الفرنسي – الإسرائيلي ) عام1956)، في بور سعيد مع رفيقه رئيس اتحاد الطلبة المصريين/ جواد حسني، الذي أستشهد في تلك المعركة. . وفي هذه المعركة أدرك القائد الرمز أن القوة العسكرية ممثلة بالعدوان الثلاثي لم تستطع أن تهزم إرادة شعب مصر بقيادة عبد الناصر وأن إرادة القوة مهما عظمت . . فإنها تُهْزَم أمام قوة إرادة الشعب المقاتل.

أسس ياسر عرفات عام 1957 'اتحاد الخريجين الجامعيين الفلسطينيين' وغادر للعمل مهندساً في الكويت، وأسس شركة مقاولات، وهناك كانت الانعطافة الأهم في حياته تلك الانعطافة التي صنعت تاريخا حديثا وجديدا لفلسطين وللأمة العربية في هذه المحطة من حياة القائد الرمز ، التقى وتعرف على خليل الوزير 'أبو جهاد' وتنضج الفكرة وتتشكل، ويكون التطبيق عملياً بتأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح – في خريف 1957 ويتم خلق نواة التنظيم الصلبة ، وتسمية أعضاء 'اللجنة المركزية من مؤسسي فتح ' .

في العام 1958 وأثناء عمله مهندساً في دولة الكويت، بدأ بوضع اللبنات الأولى ل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حيث شكل الخلية الأولى التي تبنت الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين وبدأ الرئيس ياسر عرفات بمحاولة جمع عدد من البنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية، وفي ليلة الأول من يناير عام 1965 نفذت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أولى عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي بنسف محطة مائية، حيث قام ياسر عرفات بتسليم نص البيان الأول إلى صحيفة النهار اللبنانية بنفسه، وفي أعقاب حرب عام 1967 انتقل عرفات للعمل السري في الضفة الغربية المحتلة حيث قام بتنظيم مجموعة من خلايا المقاومة، واستمر ذلك مدة أربعة أشهر.

وانتخب في 3 شباط/فبراير عام 1969 رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية أثناء انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة واستمر الزعيم بالعمل على تنظيم واستقطاب المزيد من الكوادر، للتحضير والعمل على إطلاق رد جيل النكبة ، هذا الرد الذي حمل في طياته بعثا جديدا للشعب ورسم ملامح الهوية النضالية الفلسطينية.
ويضع 'أبو عمار' مع إخوانه، صياغات المرحلة القادمة لعقود وعقود من السنين، وتكون الانطلاقة، ويكون التفجير, تفجير المنطقة برمتها/في نفق عيلبون/ في الاول من يناير/كانون الثاني 1965 في البيان الأول ' للقيادة العامة لقوات العاصفة ' عندما نطق بكلمة السرّ 'حتى يغيب القمر'، أعلنت فتح ثورتها وانطلقت عاصفتها لتدق أول مسمار في نعش الوجود الإسرائيلي، وتناقلت صحف العالم نبأ ثورة أبناء المخيمات، ثورة اللاجئين، ثورة تحمل رايات التحرير والعودة لتقضي على التشرد والشتات ، ويقود مسيرة الفعل الميداني.

في أعقاب حرب 1967، توفرت ل ياسر عرفات ظروفاً ملائمة لتطوير الثورة ومقاومة الاحتلال حيث يتواجد أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، عمل الرئيس ياسر عرفات 'أبو عمار' على تدريب العديد من الشباب الفلسطيني على عمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وذلك عبر التسلل عبر الحدود ونهر الأردن حيث وجهت مجموعات المقاومة ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية بشن هجوم ضخم على بلدة الكرامة الأردنية، بهدف القضاء وتدمير قواعد المقاومة الفلسطينية، وكان ذلك في مارس سنة 1968، أظهرت المقاومة الفلسطينية بقيادة أبو عمار بطولة خارقة في معركة الكرامة حين تصدت للدبابات والطائرات الإسرائيلية بأسلحة خفيفة بدائية، وألحقت بالقوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وكان لهذه المعركة، التي لم تستطع إسرائيل من تحقيق أهدافها حيث أجبرت على الانسحاب أمام ضربات المقاومة، تأثير كبير على الشارع الفلسطيني والعربي خصوصاً وأنها حدثت في أعقاب هزيمة حرب عام 1967م، حيث ارتفعت المعنويات وأثبتت هذه المعركة أن المقاتل العربي يمكنه القتال بشراسة ضد الغازي المحتل، واحيي الأمل لدى الفلسطينيين في التحرير والعودة بتصميمهم على الكفاح المسلح من اجل ذلك .

وبعد أحداث أيلول/سبتمبر أيلول الأسود عام 1970 قررت المقاومة الانتقال إلى لبنان بعد تدخل العديد من الوساطات العربية لإنهاء الصدام بين الجانبين الأردني والفلسطيني، وخرج أبو عمار سراً من الأردن إلى القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد لتناول أحداث أيلول 1970. 
وفي لبنان أعاد أبو عمار ترتيب صفوف المقاومة ومواصلتها معتمداً على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.اتخذ مؤتمر القمة العربية التي عقدت في 29/10 عام 1974 في الرباط قراراً باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفي 13/11/1974م، ألقى أبو عمار كلمة هي الأولى من نوعها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث قال عبارته المشهورة 'لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي' ومنحت منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب في الأمم المتحدة .

بعد اشتداد عمليات المقاومة، وتسديد ضرباتها الموجعة للمحتل الإسرائيلي، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي آرئيل شارون في ذلك الوقت لبنان حتى وصل إلى مشارف بيروت وقام بحصار بيروت الغربية، وهي المنطقة التي يتواجد فيها مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية والعديد من قوات وكوادر المقاومة وعلى رأسهم أبو عمار، دام الحصار 88 يوماً وقف فيها أبو عمار ورفاقه من القادة والمقاتلين والحركة الوطنية اللبنانية وقفة ثابتة في أروع ملحمة سطرت آيات الصمود والتصدي، ولم تتمكن قوات الاحتلال من اقتحام بيروت أمام صمود المقاومة، وبعد وساطات عربية ودولية خرج أبو عمار ورفاقه من بيروت إلى تونس وكان ذلك في يوم 30/8/1982م كما توزعت قوات الثورة الفلسطينية على العديد من الدول العربية.
وتوجه ياسر عرفات إلى تونس بعد خروجه من بيروت ليقود منها حركة الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية السياسية والعسكرية والتنظيمة وفي أكتوبر 1985 نجا ياسر عرفات وبأعجوبة من غارة إسرائيلية استهدفت مقر المنظمة ومقر إقامته في منطقة حمام الشط إحدى ضواحي تونس العاصمة مما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء التونسيين إضافة إلى الفلسطينيين.
بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، انعكست تأثيراتها على القضية الفلسطينية، التي كادت أن تشهد فترة من اللامبالاة العربية والدولية لتعيد لهذه القضية مكانتها كأهم واخطر قضية في العالم، وعلى اثر ذلك عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورته التاسعة عشرة، في شهر تشرين الثاني من عام 1988م وفي هذه الدورة اعلن أبو عمار وثيقة الاستقلال، وفي ابريل من عام 1989م كلف المجلس المركزي الفلسطيني أبو عمار برئاسة دولة فلسطين .

وفي أعقاب حرب الخليج الأولى، أجريت العديد من الاتصالات الدولية بشأن البدء بمناقشة سبل حل القضية الفلسطينية، أسفرت عن عقد مؤتمر دولي للسلام في مدينة مدريد العاصمة الإسبانية، شارك فيها الوفد الفلسطيني ضمن وفد مشترك أردني فلسطيني، وبعد هذا المؤتمر عقد جولات عديدة من المفاوضات في واشنطن واستمرت المفاوضات دون الوصول إلى نتيجة بسبب المماطلة الإسرائيلية.
في عام 1990 أعلن أبو عمار عن أجراء اتصالات سرية بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، أسفرت فيما بعد عن توقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بتاريخ 13/9/1993، والتي عرفت باتفاقية غزة - أريحا أولاً، وبعدها عقدت سلسلة من الاتفاقيات منها اتفاقية أوسلو المرحلية في 28/9/1995، ومذكرة شرم الشيخ وطابا، وواي ريفر، وبروتوكول باريس الاقتصادي، وعلى اثر توقيع اتفاقية إعلان المبادئ، انسحبت القوات الإسرائيلية من بعض المناطق في قطاع غزة ومدينة أريحا، وفي 4/5/1994 دخلت أول طلائع قوات الأمن الوطني الفلسطيني إلى ارض الوطن، لتبدأ عمل أول سلطة وطنية فلسطينية على الأرض الفلسطينية بقياد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين. بعد ان عاد الى ارض الوطن في 1/7/1994.
في يوم 20 كانون الثاني يناير عالم 1996، نظمت أول انتخابات فلسطينية لانتخاب أعضاء المجلس التشريعي وانتخاب رئيس السلطة التي نصت عليها اتفاقات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، حيث تم انتخاب الرئيس ياسر عرفات رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية.
في 25 تموز يوليو 2000 عقدت قمة فلسطينية إسرائيلية في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية برعاية أمريكية، كان أبو عمار رئيساً للوفد الفلسطيني، وايهود باراك رئيس وزراء إسرائيل رئيس الوفد الإسرائيلي برعاية الرئيس بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية انتهت بالفشل أمام التعنت والصلف الإسرائيلي وتمسك أبو عمار بالحقوق الفلسطينية.
في 18 من شهر أيلول سبتمبر عام 2000 أقدم آرئيل شارون على محاولة دخول المسجد الأقصى المبارك على الرغم من النداءات المتكررة من الرئيس ياسر عرفات بعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة الخطير، ولم يأبه شارون بهذه النداءات أو غيرها التي صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة والزعماء العرب وغيرهم، وأثارت هذه الخطوة مشاعر الشعب الفلسطيني الذي هب إلى مواجهة القوات الإسرائيلية التي أحاطت بشارون لحمايته، فتصدت القوات الإسرائيلية إلى جموع الفلسطينيين العزل ليسقط عدد كبير منهم بين شهيد وجريح، وسرعان ما انتقلت الشرارة إلى باقي الأراضي الفلسطينية معلنة اندلاع انتفاضة الأقصى مازالت مستمرة حتى ألان على الرغم من القيام بالعديد من المبادرات والمؤتمرات وأهمها تقرير لجنة متشيل، ووثيقة تينيت، وخطة خارطة الطريق.

في الثالث من شهر كانون الأول ديسمبر عام 2001، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة ارئيل شارون فرض حصار على الرئيس عرفات في مبنى المقاطعة برام الله، ومنعته من التحرك والانتقال حتى داخل الأراضي الفلسطينية بين مدنها وبلداتها لمتابعة أمور الشعب الفلسطيني، وهدد مراراً على الأقدام بهدم مبنى المقاطعة على رأس الرئيس ورفاقه ومعاونيه المتواجدين معه في المقاطعة.
وقامت بتدمير أجزاء كبيرة من المبنى، ولكن الرئيس أبو عمار وكعادته ظل صامداً أمام هذه الهجمة الإسرائيلية وأثناء الاجتياح الإسرائيلي لرام الله في أواخر مارس عام 2002 قال عبارته المشهورة 'يريدوني إما طريداً وإما أسيراً وإما قتيلاً، لا أنا أقول لهم شهيداً، شهيداً، شهيداً'، في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد على صحة الرئيس ياسر عرفات، فقد أصيب الرئيس كما قرر أطباءه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادث الطائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين أول أكتوبر 2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفاً عاماً.
تدهورت الحالة الصحية للرئيس تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر 2004، حيث رأى الأطباء ضرورة نقله إلى الخارج للعلاج، وقامت على أثر ذلك طائرة مروحية على نقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. حيث أجريت له العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية.
وكانت صدمة لشعبه حين ظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوباً بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الأنباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين.
وتم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وبهذا نفذت إرادة الله ، واستشهد قائداً وزعيماً ومعلماً وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.

محمد دحلان العميل القديم الجديد..
تاريخ أسود من القتل والمتاجرة بدماء الشعب الفلسطينى!!
برز اسم الابن المدلل "محمد دحلان" لأمريكا وإسرائيل أوائل العام 1996م مع قدوم سلطة أسلو الانهزامية إلى قطاع غزة/وأريحا والتى قدمت الكثير من التنازلات لصالح الاحتلال الإسرائيلى، وبعد أن كانت تجرى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى منتجع "واي بلانتيشين" فى العام1997م، اقترب يوماً الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون من عضو الوفد الفلسطينى محمد دحلان، وهمس فى أذنه قائلاً: أرى فيك زعيماً مستقبلياً لشعبك.
وعندما كان الرئيس جورج بوش يحضر قمة "شرم الشيخ" فى العام 2003م، طلبه بالاسم ليصافحه، مما يعكس حجم المكانة التى يتمتع بها لدى الإدارة الأمريكية وترحيب مسبق لأن يقود السلطة الفلسطينية فى يوم من الأيام .
وسبق أن رأس دحلان جهاز الأمن الوقائى  فى غزة، قبل أن يعينه الرئيس الراحل عرفات مستشاراً للأمن القومى ووزيراً للداخلية فى حكومة محمود عباس "أبو مازن" بعد شد وجذب مع عرفات وتدخل رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان للتوفيق بين الرجلين، ويأخذ الكثير من الفلسطينيين على دحلان أنه لعب الدور الإسرائيلى عندما كان يقود جهاز الأمن الوقائى  فى غزة، وقام باعتقال عناصر المقاومة الفلسطينية والزج بها فى سجون السلطة.
وقد أدت حملات الاعتقال هذه إلى كشف أوراق العديد من المجاهدين الشرفاء والذين اغتالتهم إسرائيل فيما بعد هذا بالإضافة للعديد من العناصر الذين قاموا بتسليمهم إلى إسرائيل بطريق غير مباشرة.
وقد كشفت الصحف الإسرائيلية عن رسالة أرسلها المدعو دحلان لوزير الدفاع الإسرائيلى  شاؤول موفاز فى يوليو2003، تتحدث عن الحالة الصحية السيئة لعرفات، قائلة "إن السيد عرفات أصبح يعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضا أن ما قطعته على نفسى أمام الرئيس يوش من وعود مستعد لأدفع حياتى  ثمنا لها.
المعلومات عن نشأة المدعو محمد دحلان تكشف أنه من مواليد 29سبتمبر عام1961 لأسرة فقيرة فى مخيم خان يونس بقطاع غزة وأسرته تنحدر من قرية حمامة قضاء غزة والتى تعود للأراضى المحتلة عام 48، ونشأ كبقية الأطفال فى المخيم، وفى المدرسة كان متوسطا من حيث الترتيب فلم يكن ذلك الطالب المتميز ولم يمارس أو يعرف العمل السياسى أو الوطنى  حتى ذلك الوقت كم لم ينتم إلى أي من التنظيمات التى كانت موجودة فى ذلك الوقت، وفى نهاية السبعينيات التحق دحلان بالجامعة الإسلامية فى غزة والتى كانت الجامعة الوحيدة فى ذلك الوقت على مستوى غزة وكما يعلم الجميع فإن الجامعة الإسلامية بغزة يسيطر عليها التيار الإسلامى (المجمع الإسلامى وقتئذ، حيث لم تكن حماس موجودة -آنذاك- ولم يكن هناك أي وجود يذكر فى الجامعة لأي من التنظيمات والأطر الطلابية عدا الكتلة الإسلامية وقد تعرض محمد دحلان للضرب أكثر من مرة على أيدى أبناء الكتلة الإسلامية فى الجامعة لسوء تصرفاته، لكنه يعزو ذلك إلى أنه كان رئيس الشبيبة "الفتحاوية" فى الجامعة ولذا كان يتعرض للمشاكل من قبل أبناء الكتلة الإسلامية.
بعد ذلك اعتقل محمد دحلان عدة مرات كما الكثير من أبناء الشعب الفلسطينى فى الفترة ما بين81: 1986 ليعتقل عدة مرات بين1981 و1986م ثم يبعد عام1988 إبان الانتفاضة الأولى، تنقل دحلان بعدها بين ليبيا والجزائر ليستقر به المقام فى تونس حيث بدأ نجمه يلمع بعد وجوده بالقرب من عرفات.
دحلان ورجوب من هنا بدأت العمالة والخيانة يقول أحد مسئولى  جهاز الاستخبارات الأمريكية"C.I.A"السابقين أنه تم تجنيد دحلان فى تونس فى الثمانينات وتمت تزكيته وتسميته مع جبريل الرجوب الذى شغل فيما بعد منصب الأمن الوقائى فى الضفة ليكوّنا سوياً القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو.
وفى يناير1994 تسربت تفاصيل عن اتفاق بين دحلان ومسئولين من جيش الاحتلال والشين بيت عرف بـ"خطة روما" لاحتواء حركة حماس وهو ما طبقه دحلان كمسئول للأمن الوقائى بحذافيره فسقط على أيدى جهازه العديد من الضحايا بالرصاص أو تحت التعذيب فى المعتقلات.
دحلان ودولارات أمريكا
ويملك دحلان شعبية مرتزقة بين أنصاره فى غزة اشترى ذممهم بدولارات أمريكيا وإسرائيل، جعلتهم يلعبون دوراً فى الأحداث التى شهدتها غزة فى يوليو الماضى من مواجهات واضطرابات بدعوى محاربة الفساد والتى استأنفها دحلان خلال الأشهر وكثفها بل أصبح يقود تياراً انقلابياً كبيراً بدعم أمريكى للانقلاب على الشرعية والحكومة الفلسطينية.
وقد تأكد ذلك خلال الأسبوعين الأخيرين أن دحلان كان هو "المحرك الرئيسى والمحرّض والمسئول" فى تلك الأحداث، وأنه هو الذى أعطى الأوامر لتنفيذ عمليات الاختطاف والقتل للأطفال والفوضى فى الشارع الفلسطينى ليرتكب جريمته الأخيرة الحمقاء ويكون المسئول الأول لأحداث معبر رفح ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء ورأس الشرعية الفلسطينية الأستاذ إسماعيل هنية .
ثروات على حساب المواطن ويقول وزير الصحة الفلسطينى عن ما يقوده دحلان وما يقوم به مرتزقته : دحلان لم يكن له 'شبشب' يحميه من الحر فى شوارع خان يونس وأصبح له ثروات على حساب المواطن .
ويشن نعيم هجوماً غير مسبوق على النائب عن كتلة فتح البرلمانية محمد دحلان وقال: مجزرة مسجد فلسطين تشهد عليه وهو أول من قام باعتقال المجاهدين فى مسالخ سجون السلطة.
وأضاف: ليس نحن الذين بنينا الثروات على حساب الشعب الفلسطينى  دحلان لم يكن له 'شبشب' حذاء يحميه من الحر فى شوارع خانيونس وأصبح له ثروات على حساب المواطن الفلسطينى.
وأوضح نعيم أن دحلان لا يريد أن تحقق الحكومة انجازات متتالية ويحاول باستمرار تعطيل عمل الحكومة.
وإذا أردنا الإطلاع بشكل سريع عن مقتطفات من حياة العمالة والخيانة التى سجلت عليه منذ قدومه مع سلطة أسلو الانهزامية نرى فيه عميلاً وخائناً لكافة أطياف الشعب الفلسطيني، بل هو فلسطينى  الجسم والهوية لكنه أمريكى إسرائيلى العقل والفكر والتوجه .
المدعو محمد دحلان فى مقابلة له مع صحيفة "الحياة اللندنية ادعى على أنه ليس على خلاف مع الرئيس ياسر عرفات قبل وفاته، بل إن الخلاف هو مع الطبقة الفاسدة التى تريد بقاء رمز الشعب الفلسطينى محاصراً حتى تستمر فى اخذ امتيازاتها المالية وان يستمر الاحتلال تحت هذه الحجج والذرائع حتى لا يتم إجراء انتخابات داخل حركة فتح.
* وقد سجل للرئيس عرفات حديثاً قبل وفاته فقال: لن يتحول قطاع غزة لمزرعة دحلان الخاصة طالما أنا على قيد الحياة.
دحلان يهدد عرفات ويسأل عن مصير خمسة مليارات !
بدأ جهوده للسيطرة على حركة "فتح" منذ عام2002، وحاول الانقلاب بقوة السلاح على عرفات فى يوليو عام 2004، لكنه فشل، كما حاول قبلها الانقلاب عليه أو تحجيمه دستورياً من خلال الضغوط الخارجية.
ونتذكر فى هذا السياق كيف فرض الأمريكيون على عرفات تعيين "أبو مازن" رئيسا للوزراء، ومحمد دحلان وزيراً للداخلية.
بحسب رواية صحيفة الديار اللبنانية بتاريخ06/08/2004 أي بعد أسابيع قليلة من محاولة الانقلاب التى قادها دحلان ضد عرفات، تلقى عرفات تحذيراً من مسئول فى احد أجهزة المخابرات فى دولة صديقة بأن وزير الداخلية فى عهد حكومة أبو مازن العقيد محمد دحلان يحيك مؤامرة تستهدف حياته، أبو عمار الذى كان يمشى فى تلك اللحظة جيئة وذهاباً ويداه خلف ظهره، وبعد أن استمع لـ دحلان عقب استدعائه كاتماً غضبه نظر فى عينى "المتآمر" وقال له اسمع يا دحلان: "قاتل أبيه لا يرث"
وجهت "سها عرفات" قرينة الرئيس الفلسطينى نداء للشعب الفلسطينى عبر الجزيرة وصفت فيه المسئولين الفلسطينيين -عباس دحلان- الذين يعتزمون التوجه إلى باريس اليوم بأنهم "حفنة من المستورثين يريدون دفن الرئيس ياسر عرفات حيا.
فى الثامن من شهر نوفمبر2001 فاجأ المدعو محمد دحلان الجميع بشدّة دفاعه عن عرفات، يوم كان يتعرّض لنقدٍ من الإصلاحيين فى الشعب الفلسطيني، وقال دحلان إن المحاولات الإسرائيلية –لاحظ الإسرائيلية- لنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات هى  محاولات يائسة وستبوء بالفشل.
وأشار دحلان فى نفس المؤتمر الصحفى أن (الرئيس عرفات هو أقدر من يدير دفة العمل الفلسطينى، وعندما فشلت (إسرائيل) فى تركيع الشعب الفلسطينى  بدأت بث سمومها وأحلامها، وإن الشعب الفلسطينى  بكل  توجهاته السياسية يقف خلف الرئيس عرفات.
وأكّد دحلان أن الفلسطينيين لا يتحرّكون إلاَّ بقرار الرئيس عرفات، وإذا اعتقدت إسرائيل أن هناك أحداً فى الشعب الفلسطينى  يمكنه الالتفاف على قرار الرئيس عرفات فهى  واهمة.
إن الرئيس عرفات قادر على صنع السلام لكن ليس السلام الإسرائيلى، إنما السلام القائم على تنفيذ الشرعية الدولية، لكن أن يطلبوا من الرئيس عرفات أن ينفذ الالتزامات فى الوقت الذى تستمر فيه إسرائيل بالقتل والعدوان ودخول المناطق، فهذا غير عادل وغير مقبول.
الإسرائيليون إن أرادوا التوصل إلى سلام حقيقى مع الشعب الفلسطينى  فعليهم بالتفاوض مع ياسر عرفات، أما بحثهم عن بدائل أخرى فهذه أوهام.
دحلان يتزلف لعرفات
تمادى دحلان فى تزلفه لعرفات حتى وصل به الأمر إلى تحريمه انتقاد عرفات وذلك فى مقال له فى صحيفة الجارديان البريطانية بتاريخ 2/7/2002، حين قال: سيكون من الخطأ انتقاد عرفات أو استبداله فى وقت هو محاصر فى الضفة الغربية.
ويضيف دحلان (لا مجال للحديث عن تغيير القيادة فى ظل هذه الظروف.. سأقف فى صف عرفات طالما يقف ضده الإسرائيليون.. مهما كانت تحفظاتى على القرارات التى اتخذت.
لم يطل المقام بدحلان حتى انتقل بمواقفه من عرفات مائة وثمانين درجة، متغافلاً عن التصاريح السابقة فى تمجيد (الرمز)، مستشعراً أن الانتقادات الإسرائيلية والأميركية ضد عرفات فرصة لا تُعوّض للانقلاب الذى طالما حلم به وخطّط له فى لقاءاته الأمنية المتكرّرة مع القادة الإسرائيليين، والرسالة التالية تشير لماذا انقلب دحلان على عرفات.
لماذا انقلب دحلان على عرفات؟
فى13/7/2003 وجّه محمد دحلان رسالة إلى شاؤول موفاز يقول فيها (إن السيد عرفات أصبح يَعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسى أمام الرئيس الأمريكى السابق بوش من وعود فإننى مستعد لأدفع حياتى ثمناً لها.
ويضيف دحلان (الخوف الآن أن يقدم ياسر عرفات على جمع المجلس التشريعى ليسحب الثقة من الحكومة، وحتى لا يقدم على هذه الخطوة بكل الأحوال لا بد من التنسيق بين الجميع لتعريضه لكل أنواع الضغوط حتى لا يُقدم على مثل هذه الخطوة.
فى اجتماع عقده محمد دحلان مع نخبة من رؤساء التحرير والكتاب فى الأردن بتاريخ29/7/2004 شنّ هجوماً لا هوادة فيه على عرفات، ادعى قائلاً: لقد طعننى فى وطنيتى  بعد أن رتبْت له استقبالاً جماهيرياً لدى وصوله إلى غزة.. صارت لدى رغبة فى التحدى ما بأطلع له لا هو ولا غيره أن يخوننى.
إضافة إلى سيل من الانتقادات وجّهها دحلان ضدّ عرفات فى عدد من المجالس الخاصة والعامة.
ويبدو من الواضح أن من يخطط و يهدد زعيمه وقائد حركته ورمزها يوما بقوة السلاح هو الأكثر جرأة و" وقاحة" ليعتدى على رأس الشرعية الفلسطينية المنتخبة.
حمدان: دحلان طلب مساعدتنا خلال حصار أبو عمار للانقلاب عليه لكن رفضنا كشف الأستاذ أسامة حمدان ممثل حركة حماس فى لبنان عن أن المدعو محمد دحلان طلب مساعدة حركة حماس فى الانقلاب على أبو عمار خلال حصاره فى مقر المقاطعة.
وقال حمدان خلال لقاء مباشر على قناةanb اللبنانية أن دحلان حاول تنفيذ انقلاب على أبو عمار واتصل بنا لمساعدته فى ذلك، وكان ردنا بأننا لن نشارك فى انقلاب على رئيس السلطة حتى يأتى لنا رئيس على الدبابة الأمريكية أو يسقط علينا بـ"البراشوت.
يذكر أنها المرة الأولى التى يكشف فيها مصدر مسئول فى حماس عن هذه المعلومات، حيث كانت حماس تكتفى باتهام دحلان بمحاولة الانقلاب على أبو عمار دون الإشارة إلى طلبه منها مساعدته بهذا الشأن، ويتزامن هذا مع تصريحات عدد من قادة حماس الجمعة والتى وجهت فيها الاتهامات مباشرة إلى دحلان بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية، وكذلك وراء جرائم الاغتيالات وحوادث الانفلات الأمنى فى الأراضى الفلسطينية، مما يشير إلى توجه جديد لحركة حماس بكشف الكثير من الأوراق التى كانت تحتفظ بها.
ذكرت صحيفة القدس العربى أن محمد دحلان قال فى اتصال هاتفى مع التلفزيون الفلسطينى حول تحميله المسئولية عن محاولة اغتيال هنية هذا شرف لا أدعيه ثم استدرك قائلاً كل الشعب الفلسطينى غاضب على حركة حماس .
ويزعم دحلان أن الاتهامات التى توجه له محاولة للفت الانتباه عن مقتل الأطفال الثلاثة الذى يعي أن تتحمل حكومة حماس المسئولية عنه على الأقل لعدم الكشف عن الجناة .
من جانبه دعا رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، الجمعة أعضاء ومناصرى حركة حماس إلى "ممارسة ضبط النفس" و"تجنب الانزلاق إلى حرب أهلية" مع مؤيدى فتح.
وأكد مشعل فى مقابلة إذاعيه فى دمشق قائلاً: معركتنا ضد الاحتلال الإسرائيلى ويجب ان لا تنجر إلى الحرب الأهلية فى فلسطين.
جاءت تصريحات مشعل فى أعقاب اشتباكات بين عناصر فتح وحماس فى الضفة الغربية وقطاع غزة الجمعة، وإطلاق النار على موكب رئيس الوزراء الفلسطينى إسماعيل هنية الخميس الماضى.
شهادة فتحاوية على عمالة دحلان
بما أنه القائد الفعلى لحركة فتح محمد دحلان حد القهر من قناة الجزيرة الشريفة (لأنه عنده مشكلة مع أي شيء عنده شرف بوصفه تخلى عنه من عشرات السنوات )فأننا نأتى له بدليل على عمالته من قناته حبيبته (العربية) والتى يعتبر دحلان واحداً من أدوات مموليها أسياده "الأمريكان"، وهنا نضع الدليل من العربية على عمالة دحلان وبشهادة من.. السيد هانى  الحسن القائد الفتحاوى المعروف.
وفى اللقاء يتحدث هانى الحسن بصراحة عن دور دحلان القذر وعن وصول معلومات لديهم فى ذلك الحين (قبل عامين من موت عرفات) عن تورط دحلان فى مؤامرة لاغتيال عرفات برعاية أمريكية..
أراد "آمنون" عقد هذا الاجتماع فى تل أبيب لكن بالنسبة إلى هانى  إنها أرض الأعداء، لقد ذهب على مضض إذ إنه كان يفضل عقد الاجتماع فى حيفا.
آمنون ليبكن شاخاك -قائد أركان سابق فى الجيش الإسرائيلى: لاحظنا أن الإجراءات الأمنية فى المنطقة مكثفة.
هانى الحسن -مسئول سابق فى الاستخبارات الفلسطينية: نعم، لماذا؟
وصلتنا معلومات من أن أحدهم سيحاول القيام بأمر ما، فى المرة السابقة أخبرتنى  أنهم ما يزالون يريدون قتل ياسر عرفات، وصلتنا معلومات من إسرائيليين فلدينا الكثير من الأصدقاء، ولقد أخبرونا بذلك فأخذنا الأمر على محمل الجد، كانت مؤامرة حقيقية ضد عرفات، هل كانت هناك طائرة تابعة للقوات السرية الإسرائيلية؟
هانى الحسن: نعم، والأمريكيون متورطون بهذا الأمر أيضاً فقد أتوا بدحلان لتنفيذ هذه المؤامرة لكنهم فشلوا.
التعليق الصوتي: لكن ما لا يعلمه هانى هو أن محمد دحلان أحد الأصدقاء الفلسطينيين لآمنون.
هانى الحسن: أرادوا أولاً إشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين قبل تنفيذ المؤامرة لكنهم أخفقوا بذلك.
هانى الحسن: قبل شهرين حاول دحلان تعيين بعض الأشخاص لإطلاق النار على ليس لقتلي، لكنه فوجئ بأننى عرفت ذلك فلدى  شبكة فى البلدان العربية إلى جانب الشبكة السرية العربية.
التعليق الصوتي: محمد دحلان تذكروا هذا الاسم سنتكلم عنه لاحقاً، إنه القائد الأسبق لقوات الأمن فى غزة ومن المعروف أنه على علاقة وطيدة مع الأميركيين، أخبرنا هانى أنه قد أفشل المؤامرة بفضل مخبريه فى الأنظمة السرية المتعددة، المفارقة المثيرة للسخرية فى الأمر أن هانى  الحسن كان يتهم دحلان بالعمالة وهو على مائدة أمنون شاحاك.. وأن شاحاك صديقه هذا هو من أعز أصدقاء دحلان أيضا !!
أيمكن لإنسان يمتلك أدنى ذرة إحساس أن يدين بالولاء لحفنة من القادة المتصهينين والعملاء؟!
كيف لأبناء آل "ياسر" أن يظلوا سائرين خلف من تآمر عليه وكانت له اليد الطولى فى اغتياله؟!
السؤال طبعاً موجه للشرفاء أما المأجورون من أتباع دحلان وأمثاله فهؤلاء لا يبالى الواحد منهم بمقدار الانحطاط وحجم الخيانة التى تلف قادتهم.. المهم عندهم أن يحصلوا على أجر جرائمهم وأن تظل جيوبهم عامرة بما تعرفون!!.
يا للعجب العجاب قوماً يتسمون بالخيانة الوقاحة ولقد فاقوا اليهود فى الغدر والخبث والكذب المفضوح!!
بالأمس القريب حاولوا اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية فى معبر رفح، و أطلقوا النار على موكبه وأصابوا سيارته بالرصاص، بل أن ابنه أصيب بالرصاص فى وجهه، واستشهد أحد حراسه الشخصيين، وأصيب أكثر من 15شخص فى إطلاق النار الإرهابى الغادر الجبان.
ثم اليوم تأتى  حركة فتح بكل وقاحة ونذالة، وبكذب فاضح ومكشوف وتتهم حماس بأنها هى المسئولة عن إطلاق النار على موكب رئيس حماس والحكومة إسماعيل هنية.
هل يحسب هؤلاء الجبناء الناس حمقى أو مغفلين حتى تنطلى عليهم هذه الأكاذيب الفاضحة!!
وليس هذا فقط بل يزعمون أن حماس دبرت هذه الحادثة بليل وخططت لها.. ألا يستحى هؤلاء من أنفسهم، ألا يخشون رب العالمين؟!
جميع المجاهدين استمعوا إلى خطابهم التحريضى على قناة الجزيرة فوجدنا فيه والله عجباً وأي  عجب !!
يتهم هؤلاء الحقدة حماس بالحقد عليهم، على ماذا تحقد عليكم حماس أيها الخونة، أعلى بيعكم فلسطين والقدس أم على تقبيلكم اليومى لحذاء بوش وأولمرت ورايس.
لقد تطاولتم هذه المرة و تجاوزتم كل الحدود وكل الخطوط الحمراء بمحاولتكم الجبانة لاغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية!!
وفى ذكرى الانطلاقة كانت انطلاقة ملطخة بالدم مِن مَن من أبناء شعبنا ولكن شعبنا قد تبرأ منهم إطلاق النار على موكب وزير الداخلية سعيد صيام، مقتل ثلاثة أطفال ومرافق وسائق مقتل الشيخ الشهيد القائد الميدانى فى كتائب القسام الفرا، منع قوات الـ17 لحركة حماس من إقامة مهرجان فى رام الله، إحراق كتائب شهداء الأقصى لمنصة مهرجان لحماس فى جنين ومنعه أيضا، بيان مدسوس باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس يندد بالأردن ومصر اتهام القوة التنفيذية والقسام بإطلاق الرصاص على معبر رفح، وسرقة حقائب من معبر رفح وإطلاق النار على بيت الناطق باسم وزارة الداخلية خالد أبو هلال، وإطلاق النار على موكب رئيس الوزراء الفلسطينى إسماعيل هنية وإصابة ابنه عبد السلام والدكتور أحمد يوسف مستشاره، استشهاد عبد الرحمن يوسف نصار من حي الزيتون أحد جنود كتائب القسام اثر إطلاق امن الرئاسة الرصاص عليه.
كل هذه الأحداث الفوضوية أتعرفون من قام بها ولماذا؟
قام بها المدعو محمد دحلان وفرع مأجور من ما يسمى بكتائب شهداء الأقصى، أتعرفون لماذا قاموا بهذه العمليات لأنهم يعرفون أن ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس فى14/12 وقد اقتربت، وأنه جولة رئيس الوزراء الفلسطينى  قد استطاعت كسر الحصار الذين يشاركون الاحتلال والغرب فيه .
ويقول أحد المواطنين من محافظة غزة تعقيباً على كل هذه الأحداث:  يكفيك دحلان مص من دماء هذا الشعب، يا لبيب أمريكا، المستقبل للإسلام وحماس.
وفى النهاية قالها كاتب له فى مقال: اللهم عليك بيهود فتح أعداء الشعب الفلسطينى  وأعداء القدس، اللهم أرنا فيهم يوماً "أسوداً" يا رب العالمين، اللهم انتقم من السفاح المجرم دحلان وأرنا فيه عجائب قدرتك.
محمد دحلان يُحمل الجنسية الأمريكية والباكستانية
 عثر فى بيت العميل محمد دحلان بعد اقتحامه من قبل مسلحين من حركة حماس على جوازات سفر أمريكية وباكستانية بإسم محمد يوسف شاكر دحلان، كما عثر فى بيته أيضاً على الهوية الشخصية للجندى الصهيونى نسيم تيليدانو الذى اختطف على يد القسام عام 1992م كذلك عثر على حقيبة كبيرة مليئة بالذهب فى بيته أيضاً.
ويقول القائد أبو عبير الذى أقتحم منزل الخائن دحلان أن بحوزته أوراق تثبت وجود حسابات خيالية فى العديد من البنوك للمدعو محمد دحلان وأيضا ما يثبت مسئوليته فى بعض الاغتيالات ووثائق أخرى بالغة الخطورة.
ولم يعرف حتى الآن رأى حركة فتح التى ينتمى إليها بعد كشف هذه الدلائل سوى دعوات من بعض القيادات الفتحاوية التى طالبت بطرده من الضفة،ويعتبر دحلان أحد أشهر الأعضاء الذين تسببوا فى زعزعة الثقة.
لجان المقاومة تتهم دحلان باغتيال موسى عرفات
لجان المقاومة الشعبية تتهم دحلان بأنه العقل المدبر لاغتيال موسى عرفات وتوريط بعض عناصرها!
يبدو أن قضية اغتيال اللواء موسى عرفات ستأخذ أبعاداً مختلفة وسط تزايد الاتهامات لمن يقف خلف عملية الاغتيال وتجديد ألوية الناصر-الجناح العسكرى للجان المقاومة الشعبية- نفيها لأي علاقة لها بحادثة التصفية رغم تورط عدد من أفرادها فيها.
فقد أصدرت اللجان بياناً أعلنت فيه: أنه ونتيجة التحقيق الداخلى فى القضية تبيّن أن من يتحمّل مسئولية هذه الجريمة هو "المتمارض دحلان، وهو كان العقل المدبر ومن أعطى القرار بتنفيذها، فى حين كان المخطّط ومدير العملية المباشر سمير المشهراوى الذى تولى أيضا حماية العناصر التى تعقد مؤتمرات صحفية باسم اللجان وتزعم مسئوليتنا عن الجريمة، وكان آخرها ليل أمس.
وأضاف البيان انه تبيّن أن "قوات الأمن الوطنى طوّقت مكان الجريمة فى الوقت الذى كانت تتمّ فيه دون تدخل منها، تاركة المجرمين القيام بجريمتهم حتى نهايتها.
وقال البيان: إننا فى لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكرى  ألوية الناصر صلاح الدين على الرغم من موقفنا المعروف من اللواء موسى عرفات وخلافنا السياسى وانتقادنا ورفضنا المستمر لممارساته وفساده، فإننا لم نفكر يوماً بارتكاب جريمة من هذا النوع، وأن نجاح محمد دحلان فى توريط بعض عناصرنا فى الجريمة لا يعنى مسئولية اللجان عنها، سيّما وأن سياسة الاغتيال السياسى غير مدرج فى أجندتنا.
واعتبرت اللجان هذه الجريمة بأنها تشكل تحدياً لأمن المواطنين، مجددة مطالبتها باتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة تجاه من يعبث بالأمن الوطنى  مهما كان موقعه، ولن نقبل أن ننصب أنفسنا جلادين وقضاة، ونعتبر ما حصل إباحة مرفوضة للدم الفلسطيني.
وأكد أن بندقية الألوية كانت وما زالت مشرعة ضد الاحتلال الصهيونى  فقط وستبقى كذلك، وسنسعى لفضح ومنع محاولات دحلان وزمرته وجهازه الوقائى لتلويث شرف البندقية المقاومة.
وأعلنت أنها ستجرى تحقيقاً داخلياً للحؤول دون تكرار هذا الاختراق، و"تفويت الفرصة على عملاء جهاز الأمن الوقائى  تنفيذ المخطط الصهيونى  بتصفية قادة فتح على أيدى أبنائها.
النص الكامل للبيان الصادر عن ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكرى للجان المقاومة الشعبية لاحقاً لبياننا الصادر بتاريخ 7/9/2005 الذى أوضحنا فيه عدم مسئوليتنا عن قتل اللواء موسى عرفات واختطاف نجله "منهل" فإننا نؤكد على ذلك مجدداً على الرغم من تورّط بعض عناصرنا فى العملية، ونعلن أنه ونتيجة التحقيق الداخلى فى القضية تبيّنت لنا المعطيات التالية:
من يتحمّل مسئولية هذه الجريمة هو "المتمارض" دحلان، وهو كان العقل المدبر ومن أعطى القرار بتنفيذها، فى حين كان المخطّط ومدير العملية المباشر سمير المشهراوى الذى تولى أيضا حماية العناصر التى تعقد مؤتمرات صحفية باسم اللجان وتزعم مسئوليتنا عن الجريمة.
تبيّن أن قوات الأمن الوطنى  طوّقت مكان الجريمة فى الوقت الذى كانت تتمّ فيه دون تدخل منها، تاركة المجرمين القيام بجريمتهم حتى نهايتها.
إننا فى لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكرى  ألوية الناصر صلاح الدين على الرغم من موقفنا المعروف من اللواء موسى عرفات وخلافنا السياسى وانتقادنا ورفضنا المستمر لممارساته وفساده، فإننا لم نفكر يوماً بارتكاب جريمة من هذا النوع، وإن نجاح محمد دحلان فى توريط بعض عناصرنا فى الجريمة لا يعنى مسئولية اللجان عنها، سيّما وأن سياسة الاغتيال السياسى  غير مدرج فى أجندتنا.
تشكل هذه الجريمة تحدياً لأمن المواطنين، لذلك فإننا نجدد مطالبتنا باتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة تجاه من يعبث بالأمن الوطنى مهما كان موقعه، ولن نقبل أن ننصب أنفسنا جلادين وقضاة، ونعتبر ما حصل إباحة مرفوضة للدم الفلسطينى.
نؤكد أن بندقية ألويتنا كانت ومازالت مشرعة ضد الاحتلال الصهيونى فقط وستبقى كذلك، وسنسعى لفضح ومنع محاولات دحلان وزمرته وجهازه الوقائى  لتلويث شرف البندقية المقاومة.
نعلن أننا سنجرى تحقيقاً داخلياً للحؤول دون تكرار هذا الاختراق، وتفويت الفرصة على عملاء جهاز الأمن الوقائى  تنفيذ المخطط الصهيونى  بتصفية قادة فتح على أيدى أبنائها.
تصاعد التوتر بشكل واضح بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبين كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكرى لـ"حركة فتح" ولجان المقاومة الشعبية على خلفية مواصلة اللجان والكتائب عمليات قصف التجمعات الاستيطانية فى قطاع غزة التى كان آخرها الليلة قبل الماضية واستهدف مستوطنة كفار "دروم" الواقعة إلى الشرق من مدينة دير البلح، وتطور التوتر إلى صدام مسلح بين احد قادة لجان المقاومة ورجال الأمن الفلسطينيين الذين جاءوا لاعتقاله فى مخيم الشاطئ فى غزة، الأمر الذى أدى إلى إصابة 3فلسطينيين.
وتوعد وزير الدولة لشئون الأمن فى السلطة الفلسطينية محمد دحلان، باعتقال وملاحقة كل من يخرق الهدنة وتقديمه للمحاكمة، وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد اعتقلت فى غضون الأيام القليلة الماضية حوالى  7أشخاص من أعضاء لجان المقاومة التى تضم عناصر سابقة من فصائل فلسطينية مثل فتح وحماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وان كانت غالبيتهم من فتح.
وسببت عمليات الاعتقال توترا فى مدينة غزة ومناطق فى شمال القطاع على مدار الليالى الثلاث الماضية، وخرج العشرات من المنتمين للجان المقاومة الشعبية الى الشوارع وفجروا العبوات الناسفة احتجاجا على اعتقال زملائهم.
وتوجهت مجموعة من المحتجين إلى منطقة الرمال الجنوبى الذى يوجد فيها منزل محمود عباس (أبو مازن) رئيس الوزراء الفلسطينى الذى تنظر حكومته بحرج بالغ إلى انفراد خلايا محسوبة على حزب الحكومة بمواصلة العمل ضد إسرائيل فى الضفة الغربية والقطاع، وأطلقت النار فى الهواء وطالبت بالإفراج عن المعتقلين، واللافت للنظر أن أفراد الشرطة لم يحاولوا التدخل من أجل إيقاف أعضاء اللجان والكتائب، وشن جمال أبو سمهدانة قائد لجان المقاومة هجوما لاذعا على جهاز الأمن الوقائى  فى قطاع غزة وعلى دحلان، واتهم أبو سمهدانة الأمن الوقائى  بأنه يقوم باستخدام «فرقة موت» فى ملاحقته لعناصر اللجان، وقال انهم اطلقوا النار بقصد قتل هؤلاء العناصر.
واتهم أبو سمهدانة دحلان بأنه يحاول انجاز ما فشل فى تحقيقه رئيس الوزراء
لم يكن ليصل رئيس أكبر دولة فى العالم إلى هذا الإعجاب الشخصى لو لم يقدّم العقيد محمد دحلان خدمات جليلة للإدارة الأمريكية، ولم لم يطلع الرئيس الأمريكى شخصياً على تاريخ طويل من قصة الصعود (الأكروباتية) لهذا الشاب المدعوّ محمد دحلان.
هذا الكلام صدر عن الرئيس الأمريكى السابق بوش فى ذروة التدخل الأمريكى فى القضية الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى. حيث حضر الرئيس الأمريكى السابق بوش يومها إلى (قمّة العقبة) فى يونيو 2003، فرحاً بالنصر الذى حقّقه قبل شهرين فى بغداد، عاقداً العزم على خلق أنظمة جديدة فى المنطقة تتساوق مع الفكر الصهيونى  وتتعاون معه، وإخماد ما تبقّى من حركات أو دول تقاوم المشروع الأمريكى  فى المنطقة.
كما أن هذا الكلام جاء بعد تقديم دحلان تقريراً مفصلاً عن الوضع الأمنى  فى الضفة وغزة، عرضه أمام بوش وشارون وعقّب عليه قائلاً: إن هناك أشياء نستطيع القيام بها)، طالباً المساعدة الأمنية الأمريكية لأجهزته.
فى الطريق إلى هذه (القمّة) قطع دحلان مسافات وحرق مراحل وقفز مراتب ورُتَب فى الهرم السياسى الفلسطينى، ولكن الهرم لم يكن فلسطينياً أو عربياً فقط، بل إن كثيراً من مراحله يكتنفها الغموض، أو قل وضوح العوامل الخارجية المعادية.
فما قصّة هذا الصعود؟!
كل مرحلة من مراحل عمره بناها دحلان على كذبةٍ وادعاء، رغم أن تاريخه معروف وأصدقاءه أحياء ومعاصريه من ذوى  الذاكرة الحية الطرية.. ادعى النضال منذ نعومة أظفاره وادعى الاعتقال عشر سنين وادعى تأسيس الشبيبة الفتحاوية وادعى مساعدة أبو جهاد خليل الوزير فى توجيه الانتفاضة.. فى حين أن كل فترة من هذه الفترات اكتنفها غموض فوضّحتها وقائع سردها أكثر من طرف. جيران طفولته وزملاء دراسته ورفاق تنظيمه وأصدقاء (تَوْنَسَتِهِ) ومنافسو زعامته و... و...
فى المخيّم
منذ أن ولد محمد دحلان لزمته صفة (الشراسة والنزق)، كان من أطفال الحي الذين لا يُنهون يومهم من دون معركة مع أقرانه، الأمر الذى ترك الكثير من علامات (شقاوة) الفتيان على أنحاء جسده. كان متوسط المراتب فى المدرسة، غير منتبه لتحصيله العلمي، يميل إلى الإهمال فى علاقاته الاجتماعية، ولم يكن لبقاً أو متحدثاً، بل كان عصبى المزاج سريع الغضب كثير السباب والشتم.. ولم يكن متميزاً بين أقرانه، شاب عادى  غير ظاهر النشاط. وهو لم ينتمِ لأي تنظيم حتى دخوله الجامعة.
فى الجامعة
درس محمد دحلان فى الجامعة الإسلامية بغزة، وكثيراً ما اصطدم مع الطلاب الإسلاميين هناك، وذكر بعضهم أنه تعرّض للضرب أكثر من مرة فيه.
وفى الجامعة الإسلامية، التحق بحركة فتح وشبيبتها هناك، وسجّل لاحقاً كذبته الأولى التى كان مسرحها هناك. وادعى أنه كان مؤسس الشبيبة الفتحاوية أثناء دراسته الجامعية. وقد فنّد أحد مؤسسى الشبيبة الفتحاوية هذا الادعاء، بأن الشبيبة تأسست فى الضفة الغربية وليس فى قطاع غزة، وذكر تفاصيل ذلك بالتواريخ والأسماء والأرقام. وعلى افتراض أنه كان مؤسسها فى غزة فإن هذا الكلام حسب المسئول الفتحاوى- مردود عليه، لأن نشوء الشبيبة فى غزة كان عبارة عن انتقال ولم يكن تأسيساً.
فبعد إرهاصات التحركات الطلابية الفتحاوية عام 79/80، وردت تعليمات أبو جهاد الوزير بتشكيل نسيج طلابي، بدأ فى الضفة الغربية، وسجّل صعوده فى العامين التاليين.. وباختصار فقد كان مؤسسو الشبيبة من الضفة الغربية، ولم يكن منهم أحد من غزة.
الاعتقال
للعقيد دحلان قصة (طويلة) مع الاعتقال ساهمت فى تنصيبه وترفيعه السريع داخل فتح، ولكنه كان اعتقالاً إيجابياً بالنسبة له.
وكانت هذه الفترة هى الفترة الذهبية فى بناء (الكاريزما) الشخصية لمحمد دحلان عبر كل وسائل التلميع المتاحة، ولا يألو دحلان جهداً ولا يجد غضاضة فى استخدام (محنة) السجن لمواجهة الآخرين.
وقد ذكر فى مؤتمره الصحفى الأخير فى الأردن (إثر أحداث غزة)، أنه سبق أن اصطدم أكثر من مرة مع عرفات، منها حين اعترض على تعيين د. زكريا آغا عضواً فى اللجنة المركزية، وأن عرفات سأله: باسم من تتكلم؟ فرد عليه: باسم عشر سنوات أمضيتها فى السجن الإسرائيلى.
فى حقيقة الأمر لم يعرف دحلان السجن سوى بين الأعوام1981 و1986، حيث اعتُقل عدة مرات لفترات متقطعة وقصيرة خلال تلك السنوات الخمس، لم يُمض إلا القليل منها فى السجون.
لم يحدث أن اعتُقل دحلان كما ادعى (عشر سنوات).. قال جبريل الرجوب مؤخراً إن دحلان لم يُعتقل أكثر من ثلاث سنوات.
غير أن هذا الاعتقال على ما يبدو -كما يقول جيرانه السابقون- يأتى  فى سياق تلميعى متقن، يهدف إلى نقل الفتى (الصايع) إلى صورة الفتى (المناضل)، ليتخرج لاحقاً بصفة (الشاب القيادي)، الذى لم يعُدْ ينقصه سوى (التَوْنَسَة) لاستكمال المواصفات ومتابعة الطريق إلى أعلى الهرم.
دور (أبو رامى)  فى التلميع
ويتذكر جيران دحلان القدامى حفلات التلميع التى كان يقوم بها أبو رامى -مسئول المخابرات الصهيونية فى منطقة خان يونس- ومن قرأ سيرة الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، سيتذكر بالتأكيد اسم (أبو رامى)، ومعاركه وصداماته مع الدكتور الشهيد، وسوف يتذكر أيضاً كيف أن (أبو رامي)  نزل فى شوارع خان يونس يصرخ فى الناس كالمجنون نافياً أن يكون الدكتور الرنتيسى  قد ضربه أثناء محاولة اعتقاله.
ويومها –كما يذكر الشهيد القائد فى مذكراته- لم يضربه، بل ضرب أحد الجنود معه، لكن الإشاعة بين الناس أثارت غضبه فخرج كالمجنون، يقول للناس: انظروا فى وجهي، هل ترون آثار ضرب أو معركة؟
المهم.. قام (أبو رامى) هذا بدور بارز فى تلميع دحلان، فكان يأتى  مع مجموعاته ليلاً فى الأعوام 1984–1985، إلى الحارة ويصرخ بمكبّر الصوت منادياً على دحلان، موقظاً جيرانه ليستمعوا إليه يشتمه ويسبّه ويناديه بألفاظ بذيئة ويقول: محمد.. إذا كنت راجل أخرج لنا.
ولم تكن بعض حفلات التلميع تنتهى بالصراخ فقط.. فكانوا أحياناً يدخلون بيته، ويعلو الصراخ من الداخل بينهم بما يقنع الجيران أنهم يضربونه.. بالإضافة إلى اعتقاله فى بعض المرات لفترات بسيطة يخرج إثرها "مناضلاً" ولعلّ أخطر ما قام به (أبو رامى) كأداة تنفيذية لدى المخابرات الصهيونية، هو الاعتقالات التى كانت تطال مسئولى فتح الذين كانوا أعلى من دحلان مرتبة فى التنظيم، مما أدى إلى عدة فراغات تنظيمية كان يتصادف أن يملأها دحلان، فيتولى المسئولية تلو الأخرى، حتى حان وقت الإبعاد عام 1988.
انتقل دحلان من غزة إلى ليبيا حيث أقام فترة بسيطة، ما لبث بعدها أن انتقل إلى تونس.. ووصلها مع جبريل الرجوب فاستقبلهما عرفات هناك و(تبناهما).. والتقطا معه صوراً فوتوغرافية تمّ توزيعها على الصحافة.. وكانوا ينادون عرفات (يابا).
غير أنهما لم يظهرا فى الفترة التالية.. حيث انتهت صلاحياتهما الإعلامية (عرفاتياً).. وهذه الفترة هى الأكثر حسماً فى مسيرة هذين الرجلين.
يقول أحد مسئولى الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) السابقين (ويتلى برونر) أنه تم تجنيد دحلان فى تونس فى الثمانينات، وتمّت تزكيته وتسميته مع الرجوب ليكوّنا سوياً القوة الضاربة المستقبلية بعد اتفاقات أوسلو، مع ملاحظة أنه لم يتم نفى هذه المعلومات رغم انتشارها فى الصحف على نطاق واسع.
فى تلك الفترة –يقول أحد أصدقائه- كان يقضى  الأيام مع الأصدقاء، من غير عمل سوى أنهم (مبعدون)، كانوا يتنقلون أحياناً كما قال صديقه (خمسة أشخاص بسيارة واحدة)  (لدى دحلان الآن 11سيارة تتنقل معه كمرافقة أمنية، عدا عن ما يمتلك من سيارات لغير المهمات الرسمية). 
وقد ولّدت صفة (المبعدون) حقداً فى نفوس العاملين فى المنظمة فى تونس، نظراً للدلال والارتياح الذى كان يتمتع به هؤلاء.
ولم يطل الأمر حتى استشهد أبو جهاد (وادعى دحلان أنه كان يساعد أبو جهاد فى توجيه الانتفاضة).. يذكر المساعد الرئيسى  لأبو جهاد وهو نابلسى  يحمل الجنسية الأردنية، أن محمد دحلان جاءه أكثر من مرة ليتوسط له من أجل العمل لدى أبو عمار. فهو لم يكن يسعى للعمل فى مكتب أبو جهاد، ولم يعمل أصلاً فى (القطاع الغربى) على الإطلاق. و(القطاع الغربى)  الذى أسّسه أبو جهاد لإدارة شئون الداخل كان معروفاً باستقلاليته الإدارية والتنظيمية. ساهمت الاغتيالات التى شهدتها تونس (أبو جهاد –أبريل 1988) وأبو إياد وأبو الهول يناير1991)، إلى صعود نجم عدد من قادة الصف الثانى (أبو مازن أبو العلاء)، وحدوث فراغات فى القيادات الشابة، وحدثت حركة ترقيات مفاجئة وغزيرة، نال المبعدون وقتها حصتهم منها.. وبات فى دائرة الضوء (العقيد)  دحلان، وعدد كبير من العقداء الذين أغدق عليهم عرفات يومها الرتب بسخاء.
ليس بعيداً عن ذهن القارئ ما فعله دحلان بعد أوسلو حين تسلّم مهمة قيادة جهاز الأمن الوقائى، وكيف كان وفياً بطريقة خرافية للاتفاقات الأمنية، وكيف تعاون مع الصهاينة من أجل الفتك بالمقاومة عبر التنسيق المذهل مع الأجهزة الأمنية الصهيونية.
هذا التنسيق دفعه، عبر الرسائل والتقارير واللقاءات والمصالح الأمنية والاقتصادية، إلى أعلى المراتب فى سلطة الحكم الذاتي. من قائد لجهاز الأمن الوقائى، إلى مستشار عرفات للشئون الأمنية إلى وزير للداخلية.. إلى ما هو عليه اليوم..
وانقلب العرّاب على سيده.. يتميز دحلان بعدة عوامل دفعت به إلى القيادة بالسرعة الصاروخية، وهذه العوامل هي:
1. المغامرة والمجازفة.
2. الدهاء والاستشعار.
3. التخلص من الخصوم.
4. الوفاء لمبادئه (المصالح).
5. ارتكازه واستناده على ظهر متين.
فى المعركة الأخيرة رأى دحلان أن الرأس قد أينع واستوى وحان قطافه، حيث استشعر ذلك من تصريحات ومشاريع الانسحاب وانتخابات فتح فى غير أنه لاحظ فيما بعد، وبعد أن دفع بجزء كبير من رصيده، أن الكفة لا تميل لصالحه وأن الظهر الذى يستند إليه مشغول عنه، فتراجع خطوة إلى الوراء سوف يتبعها لاحقاً وحتماً خطوة نهائية، والأرجح أن تكون الضربة القاضية لأحد الطرفين المتصارعين على مطيّة فتح للاستيلاء على السلطة.
صحيح أن دحلان ليس له الآن أي  صفة رسمية فى فتح أو السلطة، ولكنه بدون شك الرجل الأقوى (فتحاوياً وسلطوياً) فى غزة، حيث لا زالت قوة الدفع الصاروخية فى جيبه وخدمته.
فما الذى ينتظر الفلسطينيين فى عالم الغيب السياسى والأمني.. لا أحد يعرف تحديداً، ولكن الكل بالتأكيد يعرف أن دحلان أحد أهم لاعبى  المستقبل الفلسطيني.. على الأقل المنظور.. وإن غداً لناظره لقريبّ!.
محمد دحلان من يموّله وكيف جمع ثروتـه؟!
ما بين ولادة محمد يوسف دحلان فى العام1961 لأسرة فقيرة فى مخيم خان يونس ونشأتـه فى مناخ العوز (حتى أن أهل غزة يذْكرونه جيداً بـ(البنطلون والقميص الكحلي)  اللذين كان يرتديهما لمدة شهر كامل دون تغيير) وما بين تملّكه لفندق فخم فى غزة، تعيش حكايات وقصص كثيرة يعرفها الصغير والكبير فى غزة عن ذلك الفقير الذى تحوّل إلى واحد من أثرى أثرياء غزة فى بضع سنين قليلة. ولنبدأ الحكاية منذ وصوله إلى غزة مع دخول السلطة الفلسطينية فى العام1994 كقائد لقوات الأمن الوقائى  فى القطاع بعد أن أخذ يتقرّب من ياسر عرفات، والناس تشير إلى ذلك الشاب الفقير الصايع فى (زواريب) مخيم خان يونس. بدأت رائحة دحلان المالية تفوح بعد أن أصبح مالكاً لفندق الواحة على شاطئ غزة، وهو الفندق المصنف كواحد من أفخم مجموعة فنادق الخمس نجوم فى الشرق الأوسط. فاستغرب أهل غزة مِن ذاك الذى كان فقيراً بالأمس القريب يتملّك فندقاً تكلفته عدة ملايين من الدولارات، ولكن جهاز الأمن الوقائى كان كفيلاً بإسكات وتعذيب كل من يهمس بكلمة عن هذا (الإصلاحي) الجديد.
لم تنته الحكاية عند هذا الحدّ بل تفجّرت بشكل كبير عندما كشفت صحيفة (هآرتس) العبرية فى العام1997 النقاب عن الحسابات السرية لرجال السلطة الفلسطينية فى بنوك إسرائيلية ودولية، وكانت ثروة دحلان فى البنوك الإسرائيلية فقط 53 مليون دولار.
المعابر الحدودية هى المثال الأبرز للفساد، حيث تجبى (إسرائيل) لصالحها ولصالح السلطة الفلسطينية رسوم العبور فى المداخل والمخارج من السلطة ومصر والأردن إلى (إسرائيل)، وهى ملزمة حسب الاتفاقيات تسليم السلطة الفلسطينية 60%من العمولات. فى عام1997 طلب الفلسطينيون تحويل حصتهم من رسوم معبر (كارني)، نحو 250ألف دولار فى الشهر، على حساب جديد. واتضح فيما بعد أن صاحب هذا الحساب هو محمد دحلان قائد الأمن الوقائى  فى غزة فى ذلك الوقت.
هذا بالإضافة إلى ملايين الشواقل التى تجبى من أنواع مختلفة من الضرائب و(الخاوات)  الأخرى، وفى مناطق مثل الشحن والتفريغ من الجانب الفلسطينى  لمعبر (كارني)، ويتضح أن تمويل جهاز الأمن الوقائى  يتم بواسطة ضرائب مختلفة تُنقل إلى صناديق خاصة ولا تخضع لنظام مالى  مركزي، وفى سلطة المطارات الإسرائيلية، والكلام لصحيفة (هآرتس)، تقرّر تحويل النقود إلى الحساب المركزى لوزارة المالية الفلسطينية فى غزة، مما أغضب دحلان. كما يوفر دحلان من خلال رجال أمنه الحماية الأمنية لشاحنات شركة (دور للطاقة) الإسرائيلية التى تدخل إلى قطاع غزة. وتعمّدت (إسرائيل) نشر هذه المعلومات عن دحلان لحثه على تدابير أشدّ صرامة ضد حركات المقاومة، متغافلة عن أن أعوام انتفاضة الأقصى تختلف عن الأعوام التى سبقتها.
لم تقف الفضائح المالية لدحلان عند هذا الحدّ، بل تفجّرت مرة جديدة حين اشترى بيت أحد وجهاء غزة البارزين المرحوم رشاد الشوا، بمبلغ 600ألف دولار، لكن دحلان نفى هذه التهمة (المغرضة) وقال أنه دفع ثمنه فقط 400 ألف دولار، ثم ذكر لصحيفة (يديعوت أحرونوت) أنه لا يحق لأحد أن يسأله عن ثمن البيت سوى شعبه. ونحن نسأل كجزء من هذا الشعب مِن أين أتيت بثمن بيت قيمته 600ألف دولار بعدما كنت تسكن بيتاً فى مخيم وبالإيجار؟!!
وتمضى  الأيام ويذهب القائد السابق لجهاز الأمن الوقائي، محمد دحلان، والذى لا يتولّى الآن أي مسئولية رسمية، إلى جامعة كامبردج ليتعلّم اللغة الإنكليزية على أيدى ثلاثة من المختصين فى إحدى أكبر وأغلى الجامعات فى العالم وتحت الحراسة الأمنية. وأقام فى فندق كارلتون تاور بكامبردج ذى الإقامة المرتفعة الثمن. فمن دفع له الفاتورة؟ يتضح مما سبق أن تمويل محمد دحلان يعتمد على المصادر التالية: تحصيل الضرائب الفلسطينية، احتكاره لبعض السلع الأساسية التى تدخل لقطاع غزة، مساعدات أمريكية وأوروبية هائلة، استيلاؤه على أموال وأراض فلسطينية، وفرض خوات على رجال الأعمال والتجار.
العلاقة بين دحلان وعرفات من التزلف واضطهاد الخصوم إلى الانقلاب  
الإنذار الذى وجّهه محمد دحلان لعرفات بضرورة (الإصلاح) قبل العاشر من شهر أغسطس الماضى و(إلا فإن تيار الإصلاح الديمقراطى) فى حركة فتح سيستأنف الاحتجاجات المطالبة بـ(الإصلاح) ومكافحة الفساد)، هذا الإنذار فاجأ الكثير من المطلعين على العلاقة التى كانت تجمع عرفات بدحلان، وتحرّك الأخير ضدّ كل من كان ينتقد (الرمز) عرفات، وتعذيبهم بحجّة أن الهدف من نقدهم هو نزع الشرعية عن (القيادة التاريخية) للشعب الفلسطيني.
من المعروف والشائع لدى الفلسطينيين الذين كانوا فى تونس أن محمد دحلان كان من أكثر المتزلّفين لياسر عرفات بين كل من خدم فى مكاتب منظمة التحرير بتونس، حتى أصبح دحلان حديث الفلسطينيين هناك لما أثاره من اشمئزاز لدى العديد منهم لكثرة تزلّفه لعرفات. وتشير بعض القيادات الفلسطينية بأنه لو لم يكن دحلان بهذا التزلّف لما وصل إلى ما هو عليه، خاصة وأنه تسلّم الأمن الوقائى  فى غزة وهو فى الثالثة والثلاثين من عمره، ولا يملك أي خبرة سياسية أو عسكرية تؤهله لهذا المنصب.
فى الثامن من شهر نوفمبر 2001 فاجأ محمد دحلان الجميع بشدّة دفاعه عن عرفات، يوم كان يتعرّض لنقدٍ من الإصلاحيين فى الشعب الفلسطينى، وقال دحلان إن المحاولات الإسرائيلية –لاحظ الإسرائيلية- لنزع الشرعية عن الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات هى محاولات يائسة وستبوء بالفشل.
وأشار دحلان فى نفس المؤتمر الصحفى أن (الرئيس عرفات هو أقدر من يدير دفة العمل الفلسطينى، وعندما فشلت (إسرائيل) فى تركيع الشعب الفلسطينى بدأت بث سمومها وأحلامها، وإن الشعب الفلسطينى  بكل توجهاته السياسية يقف خلف الرئيس عرفات).
وأكّد دحلان أن (الفلسطينيين لا يتحرّكون إلا بقرار الرئيس عرفات، وإذا اعتقدت إسرائيل أن هناك أحداً فى الشعب الفلسطينى  يمكنه الالتفاف على قرار الرئيس عرفات فهى واهمة).
ولم يكتف دحلان بهذا القدر من الابتذال بل استمرّ فى نفس التصاريح المتزلّفة التى كان يطلقها منذ أن كان فى تونس فقال (إن الرئيس عرفات هو أكثر المتمسكين بالحقوق الفلسطينية، وإذا كان لدى (إسرائيل) أوهام بأن تجد قادة فلسطينيين تتلاءم أفكارهم مع أفكارها، فمصير تلك الأفكار وأولئك الأشخاص إلى مزبلة التاريخ). وأضاف دحلان: إن الرئيس عرفات قادر على صنع السلام لكن ليس السلام الإسرائيلى، إنما السلام القائم على تنفيذ الشرعية الدولية، لكن أن يطلبوا من الرئيس عرفات أن ينفذ الالتزامات فى الوقت الذى تستمر فيه إسرائيل بالقتل والعدوان ودخول المناطق، فهذا غير عادل وغير مقبول.
وختم دحلان (الإسرائيليون إن أرادوا التوصل إلى سلام حقيقى  مع الشعب الفلسطينى  فعليهم بالتفاوض مع ياسر عرفات، أما بحثهم عن بدائل أخرى فهذه أوهام).
تمادى دحلان فى تزلفه لعرفات حتى وصل به الأمر إلى تحريمه انتقاد عرفات وذلك فى مقال له فى صحيفة الجارديان البريطانية بتاريخ 2/7/2002، حين قال: سيكون من الخطأ انتقاد عرفات أو استبداله فى وقت هو محاصر فى الضفة الغربية، ويضيف دحلان لا مجال للحديث عن تغيير القيادة فى ظل هذه الظروف.. سأقف فى صف عرفات طالما يقف ضده الإسرائيليون.. مهما كانت تحفظاتى على القرارات التى اتخذت.
لم يطل المقام بـ دحلان حتى انتقل بمواقفه من عرفات مائة وثمانين درجة، متغافلاً عن التصاريح السابقة فى تمجيد (الرمز)، مستشعراً أن الانتقادات الإسرائيلية والأمريكية ضد عرفات فرصة لا تُعوّض للانقلاب الذى طالما حلم به وخطّط له فى لقاءاته الأمنية المتكرّرة مع القادة الإسرائيليين، والرسالة التالية تشير لماذا انقلب دحلان على عرفات فى13/7/2003 وجّه محمد دحلان رسالة إلى شاؤول موفاز يقول فيها (إن السيد عرفات أصبح يَعد أيامه الأخيرة، ولكن دعونا نذيبه على طريقتنا وليس على طريقتكم، وتأكدوا أيضاً أن ما قطعته على نفسى أمام الرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش من وعود فإننى مستعد لأدفع حياتى  ثمناً لها، ويضيف دحلان: الخوف الآن أن يقدم ياسر عرفات على جمع المجلس التشريعى ليسحب الثقة من الحكومة، وحتى لا يقدم على هذه الخطوة بكل الأحوال لا بد من التنسيق بين الجميع لتعريضه لكل أنواع الضغوط حتى لا يُقدم على مثل هذه الخطوة).
فى اجتماع عقده محمد دحلان مع نخبة من رؤساء التحرير والكتاب فى الأردن بتاريخ29/7/2004 شنّ هجوماً لا هوادة فيه على عرفات، فقال:
لقد طعننى فى وطنيتى بعد أن رتبْت له استقبالاً جماهيرياً لدى وصوله إلى غزة.. صارت لدى رغبة فى التحدى ما بأطلع له لا هو ولا غيره أن يخونني). إضافة إلى سيل من الانتقادات وجّهها دحلان ضدّ عرفات فى عدد من المجالس الخاصة والعامة.
لم تكن الأحداث الأخيرة فى الأراضى الفلسطينية وتحديداً فى قطاع غزة سوى حلقة من حلقات الصراع المحتدم منذ فترة بين تيارين فى السلطة الفلسطينية والتى بلا شك لا تتنازع سوى على المناصب وتقاسم الصلاحيات فى فلسطين.
تيارات فتح المتناحرة والتى يدعى كل منها لنفسه الصواب والحرص على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطينى ظهرت، واضحة وجلية فى الأزمة الداخلية الأخيرة، فهناك تيار يعارض سياسة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ويعتقد أنها باتت غير فعالة ووقف على رأس هذا التيار محمد دحلان ومحمود عباس ونبيل عمرو وقيادات بارزة فى فتح مثل سمير المشهراوى ورشيد أبو شباك، وهناك تيار ظل على ولائه لعرفات ودافع عنه ويتزعمه عدد من الوزراء وأعضاء اللجنة التنفيذية والمجلس المركزى للمنظمة والمجلس الثورى لحركة فتح، الذين يمسكون بالقرار السلطوى ويهيمنون على مفاصل الحياة السياسية الفلسطينية، بل ويكافح هؤلاء لإبقاء الأمور على حالها دون أي تغيير أو تنازل عن مواقعهم ومناصبهم، ومن أبرزهم هانى الحسن وصخر حبش وجبريل الرجوب، وفى غزة أحمد حلس أمين سر الحركة فى القطاع وموسى عرفات الذى فجر تعيينه مديراً للأمن الأزمة الأخيرة.
محمد دحلان وزير الأمن الداخلى الأسبق يعتبر وفى رأى  كثير من المحللين القائد الفعلى والمنظر الأساسى للتيار الأول فى قطاع غزة وإن كان -من خلف الستارة، إلى جوار عدد من الشخصيات مثل العقيد رشيد أبو شباك والعقيد سمير المشهراوى وسفيان أبو زايدة وغيرهم.
دحلان وفى سبيل حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الجماهيرى والفتحاوى  لما يدعيه بمحاولة الإصلاح ومحاربة الفساد أحاط نفسه بعدد من القيادات الفتحاوية ومسئولى السلطة والأجهزة الأمنية، على رأس هؤلاء وقف العقيد سمير المشهراوى عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح ومستشار وزارة الداخلية فى غزة.
هناك من يرى فى العقيد المشهراوى أنه يمثل واجهة محمد دحلان المقبولة لدى تنظيم فتح والجمهور الفلسطينى، كونه من (القيادات النظيفة) إلى حد ما -حسبما يرى بعض المراقبين- وقد أمضى عدة سنوات فى السجون الصهيونية وتقلد العديد من المناصب والمسئوليات فى حركة فتح، وعمل مراقباً على جهاز الأمن الوقائى واعتبر مؤخراً المنظر الرئيسى لما يسمى بتيار الإصلاح فى السلطة.
أما العقيد رشيد أبو شباك والذى قدّم استقالته احتجاجاً على تعيين موسى عرفات فور صدور قرار التعيين، فهو من يقف وبقوة مع دحلان، كيف لا ودحلان هو من عيّنه لخلافته فى رئاسة جهاز الأمن الوقائى عقب استقالته عام2002، بعد أن شغل منصب نائب رئيس جهاز الأمن الوقائى  لدحلان لسنوات.
أبو شباك من مواليد عام1954 وتنحدر أصوله من قرية (الخصاص)  قضاء المجدل وحاصل على درجة الماجستير فى العلوم السياسية، انتمى لحركة فتح عام1971 واعتقل عدة مرات فى سجون الاحتلال الصهيونى  من عام1972 وحتى عام1990 إلى أن أصبح مطارداً لقوات الاحتلال عام1990 على خلفية تشكيله الذراع العسكرية لحركة فتح (الفهد الأسود)، وفى عام1991 غادر إلى تونس وعمل هناك فى لجنة الإشراف على قطاع غزة إلى أن عاد للقطاع عام1994 وأصبح عضواً فى اللجنة الحركية العليا لفتح، وعمل نائباً لـ دحلان فى إدارة الأمن الوقائى إلى أن تولى مسئولية الجهاز عقب استقالة الدحلان، وفى فترة حكومة أبو مازن أصبح مديراً عاماً للأمن الوقائى فى الضفة وغزة .
إلى ذلك فإن هناك عدداً من قيادات فتح وأجهزة السلطة يعتبرون من (مجموعة دحلان) منهم عبد العزيز شاهين وزير التموين فى السلطة الفلسطينية والذى تدور حوله أحاديث عن تورطه فى الفساد ونهب المال العام وعلاقته بالطحين الفاسد الذى وزع فى غزة، والغريب أن شاهين كان وإلى فترة قريبة أحد القيادات المخلصة والتى تدين بالولاء التام والمطلق لعرفات، إلاَّ أنه وفى الأزمة الأخيرة كانت له عدة تصريحات ومقابلات انتقد فيها عرفات ونهجه فى القيادة.
ومن القيادات الموالية لـ دحلان ولكنه يفتقد لأي شعبية جماهيرية سفيان أبو زايدة وهو عضو لجنة حركية عليا لحركة فتح، ويعمل الآن وكيل وزارة الشئون المدنية فى السلطة، وقد أمضى عدة سنوات فى سجون الاحتلال وشغل أكثر من منصب فى السلطة، وهناك أيضاً العقيد ماجد أبو شمالة عضو اللجنة الحركية العليا لفتح والذى استقال مؤخراً من رئاسة جهاز المباحث الجنائية التابع للشرطة الفلسطينية.
وقد استطاع دحلان مؤخراً وعلى ما يبدو استمالة أوساط واسعة من مؤيدى  وقادة الشبيبة الفتحاوية فى غزة من خلال إغداق الأموال والمناصب عليهم، وبات معروفاً أن عبد الحكيم عوض مثلاً وهو مسئول الشبيبة فى غزة ومعظم قادة الشبيبة ومؤيديها من رجالات دحلان، بل إنهم سخّروا الإذاعة المحلية فى غزة (صوت الشباب) الناطقة باسم الشبيبة، لدحلان وما يسمى بالإصلاحيين.
وفى موازاة تيار الإصلاح هناك تيار ما يسمى بالشرعية التاريخية فى فتح:
والذى يرى فى نفسه الجهة الرسمية ولديه ما لديه من الرمزية والشخصانية فى آن واحد.
على رأس هؤلاء يقف فى قطاع غزة أحمد حلس أمين سر اللجنة الحركية العليا لحركة فتح فى قطاع غزة وهو من المدافعين عن عرفات بقوة، والذى كشفت الانتخابات الداخلية فى فتح عن تراجع شعبيته، وإلى جانبه يقف عدد من قادة فتح التاريخيين أمثال الدكتور زكريا الأغا ودياب اللوح مسئول الإعلام فى فتح وهانى الحسن مسئول التنظيم فى الداخل وعباس زكى  واللواء عبد الرزاق المجايدة، والذى يعد من الشخصيات العسكرية المقربة من عرفات على مدى عشرات السنين من تاريخ الثورة الفلسطينية، ويرى مقربون من المجايدة أنه رجل مخضرم ويحظى بثقة تامة من عرفات، أما موسى عرفات والذى يعد عموماً من الشخصيات المثيرة للجدل فى الساحة الفلسطينية، حيث لم يلق تعيينه مديراً لجهاز الأمن العام ارتياحاً خاصة من (كتائب شهداء الأقصى) التى وصفته بأنه (رمز الفساد)، فهو من رجالات عرفات القليلين المتبقين، ويوصف أنه ورقة عرفات الأخيرة فى غزة.
كيف يحارب دحلان حماس ولماذا؟ وما هى علاقته باغتيال الرنتيسى؟
قبل وصول (العقيد) محمد دحلان إلى منزل آل الرنتيسى، بعد أيام من استشهاد الدكتور عبد العزيز، ازدحم الشارع بعشرات رجال المرافقة والأمن مع سياراتهم، حيث انتشروا على طول الشارع تمهيداً لوصول القائد المنتظر.. لكن محمد دحلان لم يأتِ لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد، بل أخذ يتحدث بعنجهية عن حركة حماس بعد استشهاد الشيخ والقائد ليقول:
إن حماس أصبحت ضعيفة بعد اغتيالهما ويمكن القول أنها انتهت، مشيراً إلى تأخّر الرد القسامى على استشهادهما.
لم يصدر هذا التحليل عن (العقيد) لأول مرة فى هذا المكان، بل كثيراً ما صرّح به وتمنّاه ونصح به العدو الصهيوني.
حقد على حماُس
يرى محمد دحلان أن حركة حماس سوف تقف حجر عثرة فى وجه مشاريعه وطموحاته إلى السلطة، وكان يتحضر دائماً للانقضاض على الحركة. وكثيراً ما حاول تفكيك هياكلها وأطرها التنظيمية والاعتداء على أعضائها وتعذيب وسجن عناصرها وقادتها، حتى تجرأ على وضع الشيخ الشهيد أحمد ياسين فى الإقامة الجبرية، بعد مصادرة الحواسيب والبرامج والملفات من مكتبه.
هذا عدا عن منع العمل الخيرى فى غزة وإقفال المؤسسات الخيرية، ضمن سياسة (تجفيف الينابيع)  الأمريكية ضد الحركة.
فى الأحداث الأخيرة، والفوضى التى اجتاحت غزة، وجد دحلان نفسه أمام خيار انسحاب إسرائيلى  وفراغ سلطة -كما قال- والتقف تصريح شارون الذى أبدى استعداده لتسليم غزة إلى أمثال دحلان.. وكان واضحاً من تصريحات الأخير أنه لن يقبل بمشاركة حماس فى إدارة شئون غزة، علماً أن حماس أعلنت أكثر من مرة رفضها المشاركة فى السلطة وطرحت برنامج المشاركة فى الإدارة، وكان هذا الموقف واضحاً فى الاجتماع الأخير بين د. الرنتيسى ودحلان بخصوص الانسحاب الصهيونى من غزة.
وقد صرّح دحلان لجريدة (نيويورك تايمز) محذراً من أن تصبح غزة مرتعاً للمتطرفين، وأعلن لمجلة نيوزويك (العدد الصادر فى أغسطس 2004):
(إن غزة يمكن أن تكون مثل كابول ويمكن أن تكون مثل دبى. إن علينا أن نغير كل شيء.
محاضرة (رجال الأعمال)
مقتل العقيد راجح أبو لحية فى غزة أكتوبر2002 تبعه توتّر أمنى  ملحوظ ساهم فيه الأمن الوقائي، وأراد دحلان منه تحويل الاغتيال من عملية ثأر عائلية إلى معركة يجرّ حماس إلى أتونها، بل إلى حرب أهلية.
وقد عبّر عن موقفه فى محاضرة داخلية لرجال الأعمال فى غزة، تم تسريبها إلى الصحافة، حيث هدّد بالحرب الأهلية إذا لم ترضخ حماس لمطالبه، وهدّد بحرق كل مراكز حماس إذا تم تحرق أي مركز للشرطة وذلك إثر المظاهرات الشعبية المنددة بتجاوزات الشرطة)، وكان مما قاله:
إذا لم تستجب حماس وتسلّم عماد عقل المتهم بقتل أبو لحية) فليكن ما يكن)، أضاف (أي حرق لمركز شرطة، سنقوم بحرق كل مراكز حماس، لدينا بلطجية كما لديهم، وأتوقع مزيداً من التوتّر، وإذا لم نشعر أن حماس جدية، سنبدأ حملة الاعتقالات فى صفوف القتلة.
وفى إشارة معبّرة تستبق ما جرى مؤخراً فى غزة.. صرّح دحلان فى اجتماع رجال الأعمال نفسه (إذا لم تستجب السلطة وتسير خلفنا فى حركة فتح سيكون إجراء جدى من الحركة (فتح) غصباً عن السلطة.. كما تم توزيع تعميم داخلى  يومها فى حركة فتح على كوادرها يزعم أن (الكثير لهم ثأر عند حماس، فلا يتمارون فى الثأر)، وأشار التعميم نفسه إلى أن اغتيال النقراشى رئيس وزراء مصر عام1948 كان سبباً فى اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، وهذه تعتبر تهديدات مبطّنة لقيادات حركة حماس.
علاقته بالشهيد الرنتيسى
لم يتلكأ الدكتور عبد العزيز الرنتيسى بعد نجاته من محاولة الاغتيال الأولى فى يونيو2003 من توجيه أصابع الاتهام إلى أولئك الذين شاركوا فى الاجتماع الأمنى مع العدو الصهيونى.
ذلك الاجتماع الشهير الذى عُقد قبل عشرة أيام من قمّة العقبة، والذى ضمّ عن الجانب الصهيونى شاؤول موفاز وأرييل شارون وعن جانب السلطة أبو مازن ودحلان، دار فيه حوار طويل أشبه بسيناريوهات المافيا والاغتيالات. يومها طرح شارون قتل القادة السياسيين لفصائل المقاومة الفلسطينية وسمّى: عبد العزيز الرنتيسى وعبد الله الشامى ومحمود الزهار وإسماعيل هنية ومحمد الهندى  ونافذ عزام وجميل المجدلاوي.
واعترض أبو مازن على ذلك، إلاَّ أن دحلان طلب مساعدة الإسرائيليين له عبر اغتيال القادة. وقال: إذا كان لابد لكم من مساعدتنا ميدانياً، فأنا أؤيد قتل الرنتيسى والشامى، لأن هؤلاء إن قُتلوا فسنُحدث إرباكاً وفراغاً كبيراً فى صفوف حماس والجهاد الإسلامى، لأن هؤلاء هم القادة الفعليين.
فى تحليل نفسى سريع لشخصية دحلان، يتأكد للمُعاين أن خلاف دحلان مع د. الرنتيسى ليس فقط نتيجة لاختلاف المواقف السياسية والمناهج الفكرية، بل إن حقد دحلان على الشهيد الدكتور يعود لعوامل نفسية تأصلت وتجذرت وشكلت عقداً فى حياة دحلان.
ولمن لا يعرف، فإن دحلان وُلد فى بيت ملاصق لبيت آل الرنتيسى  فى مخيم خان يونس، جورة القاد وذلك فى29/9/1961، وكانت العائلتان مترابطتين جداً، وهذا ما دفع والدة دحلان إلى تأنيبه بعد اقتحامها السجن لإخراج صلاح الرنتيسى منه صارخة فى وجه السجانين: هذا ابنى.
وقد ذكر الكاتب إبراهيم الأمين فى صحيفة السفير اللبنانية غداة استشهاد د. الرنتيسى أن الأخير ضرب الفتى محمد دحلان بسبب ملاحقته الفتيات فى الحارة (وتلطيشهنّ)، وعندما اشتكى لوالده، قال له: إذا كان عبد العزيز قد ضربك فلا بد أنك قد فعلت ما تستحقه منه.
ومما يذكره المقربون من د. الرنتيسى  أن دحلان كان يسعى وينتظر بالساعات الرد على موعد يطلبه مع الدكتور الرنتيسى  ثم يخرج فى الفضائيات ليقول: جاءنى الرنتيسى، وهاتفنى الرنتيسى.
ويذكر الأمين (جريدة السفير) أن زيارة الرنتيسى الأخيرة لمحمد دحلان قد تكون سبباً مباشراً فى تسهيل عملية مراقبة الدكتور من قبل العدو الصهيوني، حيث كان الشهيد قد أجرى عملية جراحية لعينيه تخلى بعدها عن نظارته، وخفف لحيته كثيراً بقصد التمويه، بشكل ساهم فى تغيير معالم وجهه.. ولم تمضِ أيام حتى اغتيل الدكتور الرنتيسى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق