الجمعة، 15 نوفمبر 2013

;فابتسم جون بخبث وقال الفصل الرابع

;فابتسم جون بخبث وقال الفصل الرابع

الموساد تتجسس على مندوب أمريكا

تضمنت تعليمات أبو محمد إلى إبراهيم سلمان قبل سفره أنه إذا سأله ضابط الموساد جون معلومات إضافية عن المعسكر، فعليه أن يكون متنبها.ً وقد رفض الشاب تحديد مواقع صواريخ سام والمضادات للطائرات، بحجة عدم مشاهدتها ، أو الاطلاع على مواقعها في حال وجودها .

وفى اليوم الثالث عاد جون وطلب من إبراهيم رسم خارطة ثالثة عن المعسكر سائلاً إياه تحديد أمور أخرى أكثر دقة . وبعد انتهاء جلسات العمل زوده بمبالغ مالية ومجموعة عديدة من الأسئلة حول المرحلة المقبلة . وبعد عودة إبراهيم، بدأت الأمور تتضح، إذ وردت على المخابرات الفلسطينية معلومات من عدة مصادر، بينهما عملاء مزدوجون . وفى إطار تبادل المعلومات مع المخابرات الصديقة، تأكد أن إسرائيل تخطط ضربة عسكرية ضد معسكر تبسة. إلا أن التحليل الذي وصل إليه أبو محمد في البداية، عندما أحضر الشاب الأسئلة ، رجح إلى عدة احتمالات : الأول إما أن الموساد تعرف عن معسكر تبسة أكثر من غيره وشاءت اختبار إبراهيم، أو أنها تنقصها بعد المعلومات عن تبسة . أما الاحتمال الثالث فهو أن تكون إسرائيل بصدد ضرب هذا المعسكر بالذات. ومن المعلومات المتوفرة خرج أبو محمد بقناعة مفادها أن إسرائيل تخطط فعلاً لقصف المعسكر، وخصوصاً بعد أن استفسر أبو محمد طويلا عن أسلوب جون في الحديث، وأسئلة أخرى عديدة. وقد أرسل هذه المعلومات إلى الجهات المختصة في منظمة التحرير الفلسطينية، وجرى توجيه قيادة المعسكر لاعلان الاستنفار، وأبلغت المعلومات إلى وزارة الدفاع الجزائرية التي وضعت قواتها في تأهب. وتم تسريب هذه الإجراءات إلى وكالات الأنباء بشكل معتمد. وأحبطت العملية المتوقعة . وبعد فترة قليلة، اتصل المسؤول عن الاستخبارات في معسكر تبسة بأبو محمد وأبلغه أن شخصاً ما يبحث بطريقة سرية عن السجين البنغالي . وعلى الفور جمعت المعلومات حول هذا الشخص، ثم ألقى القبض عليه واعترف بعلاقته مع الموساد وأن هذه الأخيرة كلفته البحث عن البنغالي، مما يعتقد أنه نتيجة المعلومات التي سر بها أبو محمد إلى المخابرات الإسرائيلية بعدما توفرت لديه معطيات سابقة حول الموضوع واراد التأكد منها .

إلا أن العملية الإسرائيلية لم تتوقف عند تبسة، بل تجاوزتها إلى القيادات الفلسطينية، فحمل إبراهيم أسئلة جون هذه المرة وهو حول أمن القيادات الفلسطينية وأبرزها ياسر عرفات وأبو أياد وأبو جهاد .

وبعد عودة إبراهيم بدأت أسئلة إضافية ترد باستمرار، في حين كان هو يرسل الأجوبة بوسائل الاتصال المتفق عليها. وكانت المؤشرات والمعلومات تدل على نوايا إسرائيل استغلال الحملة الأمريكية على منظمة التحرير لتنفيذ عدة عمليات، منها الغارة على تبسة. وكان التخطيط الإسرائيلي يقتضي إعادة سيناريو عملية فردان في بيروت. ولكن الاحتياطات الفلسطينية جعلت التنفيذ صعباً، وبدأ منذ ذلك التاريخ سباق بين مخططات الموساد والإجراءات الفلسطينية المضادة لحماية بعض القادة. فقد تم تزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات تمويهية على هذا الصعيد. وكان أبو عمار وأبو أياد في جو الإجراءات الأمنية، في حين كان أبو جهاد العقبة الوحيدة، إذ كان يرفض تكثيف الحراسات والتمويه على تحركاته، لأنه كان غير مقتنع بهذه المظاهر .

وخلال شهري آذار ونيسان اتخذت الأجهزة الفلسطينية إجراءات احترازية . وقد ترجمت هذه الإجراءات عملياً . وأسهم إبراهيم في هذه المسألة بإرسال معلومات زوده بها أبو محمد للتمويه على تحركات بعض القادة الفلسطينيين . فيما بعد عندما تبينت الموساد عدم صحة معلوماته أنه ينقل ما يسمعه من المرافقين ومعارفه . وأن الذنب ليس ذنبه . وقد أحبطت عملية فردان الجديدة وبدأ للموساد أن من المستحيل تنفيذها في ظل معلومات إبراهيم وفي نيسان 1988 وصلت لأبو جهاد واغتالته في منزله، بعد أن توصلت إلى قناعة نتيجة لتجربتها الأولى مع إبراهيم بأنه يستحيل تحقيق أكثر من هدف دفعة واحدة . وعلى الرغم مما أحاط اغتيال أبو جهاد من ملابسات، فالمعلومات الفلسطينية أشارت إلى أن الموساد تخطط عمليات أخرى وكان أبو جهاد الحلقة الأضعف في القيادات الفلسطينية والحراسات، بسبب قناعاته المشار إليها .

وفى الوقت نفسه وردت مجموعة هامة من الأسئلة حول أبو محمد تقول : أنه طالما يسافر كثيراً إلى أوروبا الشرقية فأين مكاتبه السرية في هذه البلدان ؟ وأين يقيم ؟ وأين مكاتبه العلنية ؟ وكم عدد العاملين فيها ؟ وطلبت تفاصيل أخرى . إذ لم يكن أبو محمد مجهولاً لدى الموساد بل هو معروف في دوائرها منذ 1986 ، وقد نفذ عمليات ناجحة ، وبحثت عنه الموساد لكنه بقى بالنسبة إليها مجهولاً .

الغارة على ليبيا

في تلك الفترة بدأت الأسئلة تتكاثر عن سورية وليبيا وأبو نضال ، وحول دعم ليبيا للعمليات الإرهابية .

وكان إبراهيم يرسل الأجوبة : لا علاقة لليبيا وسورية بالإرهاب لتثير الولايات المتحدة ضد هاتين الدولتين . فالاستخبارات الإسرائيلية ترتبط بعلاقات تعاون وتنسيق أمنى مع المخابرات المركزية

( سى. آى . إيه ) بمعلومات مغلوطة حول علاقة المنظمة بالعمليات الإرهابية وهو أسلوب اتبعته الموساد سابقاً مع بعض المخابرات الأوروبية . ومن خلال هذا التعاون تقدم معلومات تضليلية، الغرض منها إثارة الولايات المتحدة ضد العرب، والحصول على أكبر كمية من المساعدات والأسلحة ونسف أي تقارب عربي – أمريكي أو فلسطيني – أمريكي . فقد بحثت الموساد في فترة سابقة عن عدد الخبراء السوفييت في بعض بلدان المنطقة . وهي ليست احتياجات إسرائيلية بقدر ما هي احتياجات أمريكية، كما أنها تزود المخابرات الألمانية الغربية إذ بذلت جهدها من أجل منع أي تقارب بين بون ومنظمة التحرير، ولجأت إلى أسوأ الحيل، نشرت معلومات مضللة حول تعاون المخابرات الإسرائيلية والألمانية في اغتيال بعض القيادات الفلسطينية، كما في قضية أريكا تشامبرز ( سيلفيا رافائيل ) المتهمة بالاشتراك في اغتيال أبو حسن سلامة ، قائد " القوة 17 " في بيروت عام 1979 .

وقد سعت الموساد إلى مد جسور مع الاستخبارات الألمانية . ورغم الشك الذي سيطر على الاتصالات الأولى التي أجريت بين الطرفين ، فقد استطاعت تخطى مرحلة الحذر وبناء روابط قوية أدت فيما بعد إلى إجراء مفاوضات سرية مع الحكومة الألمانية من أجل تزويد الجيش الإسرائيلي ببعض المعدات والأسلحة المتطورة . غير أن همزة الوصل بدأت تتعمق ، بعد أن قامت الموساد بتزويد المخابرات الألمانية المسؤولة مقابل هذا التعاون حق استجواب العرب الذين تعتقلهم السلطات الألمانية . والواقع أن الموساد مارست هذا الحق منذ 1973 رغم مخالفته القوانين المحلية . على أن العلاقات بين الموساد والمخابرات المركزية الأمريكية هي الأقوى، فقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن في أول زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة في تموز1977، إبراز فضل المخابرات الإسرائيلية على المعلومات التي تملكها دوائر وزارة الدفاع الأمريكية في ما يتعلق بالأسلحة السوفيتية، بغية التأثير على سياسة الرئيس السابق جيمي كارتر حيال الشرق الأوسط، إذ قدم بيغن إلى كارتر لدى وصوله إلى البيت الأبيض ملفاً مليئاً بالأوراق والوثائق طلب منه الاطلاع عليه بالتفصيل . وضم الملف لائحة بالمعدات العسكرية التي استولت عليها إسرائيل منذ العدوان على سيناء عام 1956 وقدمتها إلى الخبراء العسكريين الأمريكيين من أجل فحصها ودراسة نقاط ضعفها .

والحقيقة أن التعاون الإسرائيلي – الأمريكي في مجال التجسس يعود إلى الخمسينات . فقد كان المقر التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية يضم قسماً على درجة عالة من السرية ، وكانت مهمة هذا القسم تنسيق العمليات المشتركة مع الموساد وكان على رأسه حينئذ جيمس أنغلتون الذي كان معروفاً بعدائه الشديد للسعودية والسوفييت . ومن أجل كسبه إلى جانبها بدأت الموساد تتحين الفرص لإسداء خدمة تساعده على دعم مركزه داخل الاستخبارات حتى كانون 1956 حين نجحت المخابرات الإسرائيلية بفعل وجود عدد من اليهود الروس داخل أجهزة الحزب الشيوعي في موسكو، في تسريب بعض الخطاب السري الذي ألقاه الزعيم السوفييتي السابق نيكيتا خروتشوف في ذلك الخطاب معارضته الشديدة لسياسة سلفة ستالين، كما حذر من وجود تمرد شعبي في عدد من دول أوروبا الشرقية. كما استطاع أنغلتون بمساعدة الموساد إنشاء جهاز مخابرات قوى وهو السافاك . واتسع التعاون بين الموساد والمخابرات المركزية، إذ عمد الجهازان إلى دعم التمرد الكردي في المناطق الشمالية المحاذية للحدود الإيرانية. وفي الفترة التي أعقبت سقوط أنغلتون بسبب تورطه مع الموساد في الإعداد للانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس الليندي ي تشيلى ، بدأت وكالة المخابرات المركزية منذ 1975 عهداً جديداً في ظل رئيسها في تلك الفترة جورج بوش، فقامت بغية عرقلة الموافقة على طلبات الأسلحة التي تقدمت بها إسرائيل بتصوير الوضع أمام المسؤولين الأمريكيين على أن إسرائيل متفوقة عسكرياً على العرب . وعمدت إلى نشر بعض المعلومات المتعلقة بالقنبلة النووية الإسرائيلية .

وكانت إسرائيل تخفى بعض تحركاتها الإقليمية عن واشنطن، وتعمل سراً على التخلص من الأصوات المنادية داخل الولايات المتحدة بإجراء حوار مع الفلسطينيين . وطلب رئيس الاستخبارات أسحق هوفى من الحكومة الضوء الأخضر لمعاقبة هؤلاء المتشددين ضد المصالح الإسرائيلية. وجاءت الموافقة الفورية من بيغن . وتم بعد ذلك التركيز على سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أندرو يونج بسبب تصريحاته الإيجابية إزاء الفلسطينيين، التي أزعجت الدوائر المسؤولة في تل أبيب. وابتداء من 1979 قامت الموساد بتسجيل بعض محادثات يونج في نيويورك، عندما كان يجتمع من وقت إلى آخر بممثل منظمة التحرير زهدي الطرزي وقد عمدت بعد تسجيلها الحديث الذي دار بين يونج وطرزي إلى تسريب مضمونه إلى مجلة نيوزويك الأمريكية، الأمر الذي أحدث ضجة في الأوساط الأمريكية الرسمية وأدى إلى استقالة يونج من منصبه. وخلال آذار وأوائل نيسان كانت المخابرات الإسرائيلية تبحث عن علاقة ليبيا سورية بالعمليات الإرهابية. واستطاعت التضليل من خلال معلومات مغلوطة عبر افتعالها حادث تفجير ملهى " لابيل " في برلين واتهام ليبيا وأبو نضال بتدبيره على الرغم من أن كل التحقيقات أثبتت أن لا علاقة لليبيا بالعملية . وقد أرسل أبو محمد عبر إبراهيم ووسائل أخرى، معلومات إلى الموساد تنفى علاقة ليبيا أو سورية بالحادث . وأرسل إبراهيم ما مفاده أن " لابيل " يمتلكه شخص إيطالي، ووضع قنبلة في الملهى الذي يرتاده الجنود الأمريكيون كما يرتاده الآخرون ، إنما وضعت لأسباب عديدة . فقد يكون صاحب الملهى الإيطالي قام بالعملية للحصول على مبالغ من التأمين، وقد يكون السبب تصفية حسابات بين عصابات المخدرات، وأنه لا أسباب سياسية وراء الحادث. وكانت إشارة واضحة إلى أن الموساد هي التي افتعلت العملية، كي تنفذ أمريكا تهديد ضد ليبيا .

الغارة الأمريكية

وكان لدى إسرائيل ما يشير إلى أن الغارة الأمريكية على ليبيا باتت مؤكدة . وقبل الغارة بيوم جرى اتصال هاتفي بين جون وإبراهيم فهم الشاب خلاله بالرموز أن هناك عملية ضد ليبيا ، وطلب منه جون أن يكون حذراً كما سأله عدم السفر خلال هذه الفترة . وكانت التساؤلات المطروحة : هل تنفذ أمريكا الغارة ؟ ولكن المعلومات التي كانت في حوزة الأجهزة الفلسطينية أشارت إلى أن الهجوم وشيك . وقبل الغارة بست ساعات فقط، أرسلت هذه الأجهزة تنبيهاً إلى الجهات الليبية توقعت فيه أن الطائرات الأمريكية آتية.

وصبيحة 16 نيسان 1986 قامت الطائرات الأمريكية بقصف طرابلس وبنغازي مستهدفة مقر الرئيس الليبي وبنغازي مستهدفة مقر الرئيس الليبي معمر القذافي عادت المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف الذي تثيره باستمرار المخبرات الإسرائيلية .

ومع مطلع أيار1986 وردت إلى إبراهيم أسئلة مختلفة تبحث عن نوع من التنسيق بين بعض الجهات الفلسطينية وجهات أمريكية مماثلة. وتردد أن القنوات السياسية على هذا الصعيد لم تنقطع منذ السبعينات عندما كان جورج بوش مديراً للمخابرات المركزية، وقد تمت الاتصالات مع أبو حسن سلامة، قائد القوة 17 ، لكن الموساد نسفت هذه الاتصالات واغتالته في كانون الثاني 1979 .

وخلال 1986 وإزاء تصاعد العنف ضد المصالح الأمريكية، ونجاح التنسيق الأمني بين بعض الجهات الفلسطينية ومثيلاتها في فرنسا وأسبانيا بشكل خاص، وأوروبا بشكل عام، إذ وصلت العلاقات إلى مستوى جيد، ظهرت بوادر حول تنسيق مماثل مع الولايات المتحدة . وخلال الفترة ذاتها أجرت الشبكة التلفزيونية الأمريكية " ان. بي. سى " حديثاً مع أبو العباس هدد فيه المصالح الأمريكية داخل الولايات المتحدة وأن من الظلم أن تتحمل أوروبا تبعة الصراع مع أمريكا . وقد أثار هذا التصريح الولايات المتحدة، واستغلته الموساد أفضل استغلال، فأثارت المخابرات المركزية مجدداً ضده ممات حمل الرئيس رونالد ريغان في قمة طوكيو للبلدان الصناعية على شن حملة من التهديدات . وفي الوقت نفسه أصدرت الموساد تعميماً

على سفاراتها ضمنته ضرورة تحديد مكان أبو العباس وموعد سفره والطائرة التي تقله ورقم الرحلة .

وكانت معلومات الموساد تقول أن أبو العباس في الجزائر وسيسافر إلى أبو ظبي .

وقد عرف إبراهيم فيما بعد أن التعميم الذي صدر إلى سفارات إسرائيل في العالم، حمل إشارة خاصة به وأرسل إلى السفارة الإسرائيلية في باريس . وكانت الموساد تتوقع أن يستخدم أبو العباس طائرة سوفيتية في سفراته لأن اختطاف هذه الطائرة من قبل الموساد إلى الولايات المتحدة يعتبر أمراً مستحيلاً .

وقد وردت الإشارة في التعميم المرسل إلى إبراهيم عبر سفارة إسرائيل في باريس من خلال عبارة " الرجل رقم واحد " في حين كانت مؤكدة لتوجيه ضربة إلى سورية مع عدم تدخل أمريكي مباشر .

وحسب قول جون فان " أمريكا لديها الثقة الكاملة في قدرتنا على ضرب سورية بمفردها " .

أبو موسى وباريس

وحاولت الموساد بشتى الوسائل عرقلة أي تقارب سوري – فلسطيني، من خلال بث أخبار كاذبة وتنفيذ تفجيرات واغتيالات . ففي أواخر أيار 1986 وردت برقية عاجلة إلى إبراهيم من الموساد تطلب فيها معلومات عاجلة للغاية حول أبو موسى ومهدى بسيسو ( أبو علي ) مع أوصاف مادية لأن إبراهيم يعرف الرجلين معرفة شخصية، وكانت الاحتياجات تؤكد أن الموساد تخطط لأمر دموي . وفي الوقت نفسه وردت معلومات إلي المخابرات الفلسطينية من قبرص قالت أن أحد اللبنانيين كانت لديه مجموعة من المقاتلين يعملون معه قد اجتمع بضابط من الموساد وتم الاتفاق على اغتيال أبو موسى في دمشق. إلا أن الأجهزة الفلسطينية قامت بإبلاغ أبو موسى عبر معلومات وصلت متأخرة . وفعلاً، بعد أقل من أسبوعين، تسلل ذلك المقاتل اللبناني وجماعته إلى سطح العمارة التي يسكن أبو موسى في شقة في آخر طابق فيها .

وعندما هم المسؤول الفلسطيني بدخول منزله، ومع مرافقه الخاص ابنه محمد، كان اللبناني يلقى عليهما قنبلة يدوية ويفر هارباً، فأصيب محمد بجراح وصمم دائم في أذنيه ونجا أبو موسى ، وقد تمت هذه العملية بقصد توسيع الخلاف بين رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات وأبو موسى وبين المنظمة وسورية بعد أن برزت بوادر لإعادة العلاقات إلى حالتها الطبيعية في تلك الفترة .

وخلال حزيران 1986، عادت الموساد إلى البحث عن أبو العباس، فوردت أسئلة حول عملية محددة كان يحضر هو لها داخل الأراضي المحتلة. وكانت هذه العملية الفدائية تستهدف الكنيست الإسرائيلي. لكن خللاً طرأ على العملية عندما قبضت المخابرات الإسرائيلية على شاب من جبهة التحرير الفلسطينية أثناء قيامه بشراء كمية من الأسلحة من أحد اليهود الإسرائيليين . وخلال الشهر ذاته طرحت على إبراهيم أسئلة سياسية دقيقة تقول:

Øمن يدعم منظمة التحرير الفلسطينية في الحكومة التونسية ؟ وما هي تطورات العلاقات التونسية – الفلسطينية ؟ كما وصلت برقيات أخرى تطلب منه السفر .

وفي منتصف تموز سافر إبراهيم سلمان إلى تونس، وكالعادة اتصل هاتفياً بضابط الموساد جون . وفي اليوم التالي ظهراً اتل به مرحباً وحدد له موعداً الساعة الثامنة ليلاً في الشقة. وعند السابعة خرج من الفندق، وتوجه إلى الشقة وقام بالإجراءات الأمنية كاملة وبشكل دقيق، حتى وصل إلى الباب في الموعد المحدد بالضبط ، فرن الجرس . ومرت لحظات قبل أن يفتح جون الباب، فرحب بإبراهيم قائلاً :

Øأهلاً بك .. تفضل وادخل !

فدخل الشاب إلى الشقة حيث كان في قاعة الجلوس رجل لم يره من قبل، أسمر البشرة، نحيف ومتوسط القامة ، يضع نظارات طبية على عينيه، فسلم عليه وقدمه جون باسم الدكتور شلومو. وبدأ الحديث عادياً ولكن إبراهيم كان مشغولاً بهذا الشخص الذي أمامه وبقى صامتاً يستمع إلى الحوار الدائر بينه وبين جون وفي الحقيقة، تل أبيب تشكرك على خدماتك، وأنت اليوم الرجل رقم واحد بالنسبة إلى الموساد ولا أخفى عليك أن تل أبيب تراهن عليك وتكن لك معاملة خاصة، ومستقبلك كبير معنا. ولقد أثبتنا أننا صادقون معك، فكل المبالغ المستحقة وصلتك وأرسلت إليك. أليس كذلك ؟ وأية نفقات إضافية تطلبها نحن في الخدمة .

ولم يكن هذا الحديث مطمئنا لإبراهيم الذي ظل يستمع فيما شلومو يراقب بطريقة خفية . فواصل جون حديثه :

Øلقد قررت تل أبيب زيادة راتبك إلى 1500 دولار شهرياً، وهو مبلغ لا تدفعه الموساد إلا لأناس على مستوى كبير. وأنت أحدهم وهم قلة.

Øفقاطعه إبراهيم قائلاً: ولكن أسئلتكم كبيرة ومتعبة، فقد وصلت إلى مرحلة لم أعد معها قادراً على الحصول على أجابا. ألا توجد إجازات في العمل ؟.

Øرد جون : في الفترة الماضية، كانت احتياجات تل أبيب كبيرة. وفي المرحلة المقبلة ستغدو الاحتياجات أكبر والعمل متواصلاً .

Øثم ألقى على شلومو نظرة ذات معنى وقال لإبراهيم : هل حدثتك سابقاً عن أنك يجب أن تخضع لامتحان ؟ قال إبراهيم بدهشة : أي امتحان ؟.

Øفابتسم جون وقال : جهاز كشف الكذب .

الفصل الخامس

مقتل ضابط الموساد

أبدى إبراهيم دهشته من حديث جون وقال :

Øلماذا أتعرض لهذا الامتحان ؟

Øفرد جون :لدينا تقليد في الموساد يتعرض خلاله سنوياً مرة واحدة لهذا الامتحان وهو أمر عادى .

إبراهيم : لا علاقة لي بهذا الأمر .

Øجون : المسألة عادية ، والدكتور شلومو جاء خصيصاً ليقوم بالفحص ، لأنه من غير الممكن أن تسافر إلى تل أبيب دون هذا الإجراء .

واستمر جون في إقناع إبراهيم ، وتوجه الاثنان ومعهما شلومو إلى غرفة الطعام في الشقة . ولدى دخول إبراهيم وقعت عيناه على جهاز بحجم حقيبة " سامسونايت " (حوالي 50 ×40 سم ) . وطلب جون من إبراهيم أن يجلس إلى يمينه على كرسي قرب الجهاز . أما جون فكان خلف إبراهيم مباشرة . وعلى الأثر وضع شلومو إشارة " اكس " على الباب المغلق أما إبراهيم وعلى مستوى نظره بشكل أفقي . ثم طلب منه أن ينظر إلى الإشارة ولا يحول بصره عنها يمينا أو يسارا . وبعد ذلك قام شلومو بربط أسلاك تنتهي بنهايات معدنية وجلدية سميكة، وربط هذا الأسلاك على صدره وبطنه وأصابع اليد وذلك لقياس التعرق . ثم ربط على ذراعه آلة لقياس الضغط . وطلب من عدم التحرك أو التدخين . وبدأ الاستجواب على شكل مجموعات كل منها تتشكل من خمسة أو عشرة أسئلة، وكان المطلوب منه الإجابة عن كل سؤال بنعم أو لا فقط دون شرح ، في حين كان الجهاز الذي يشبه إلى حد بعيد آلة تخطيط القلب ، يخرج شريطاً ورقياً عليه رسوم بيانية .

Øهل اسمك إبراهيم سلمان ؟

Øنعم .

Øهل زرت تل أبيب ؟

Øلا .

Øهل تعتقد أن علاقتنا سرية ؟

Øنعم .

Øهل كذبت علينا خلال فترة عملك معنا ؟

Øلا .

وضمنت المجموعة الثانية الأسئلة التالية :

Øهل أخبرت أحداً عن علاقتنا ؟

Øلا .

Øهل اسمك إبراهيم سلمان ؟

Øنعم .

Øهل تعتقد أن علاقتنا سرية ؟

Øنعم .

Øهل تعمل مع المخابرات السوفيتية ؟

Øلا .

Øهل أخبرت الأجهزة الفلسطينية عن علاقتنا ؟

Øلا .

أما المجموعة الثالثة فتضمنت ما يلي مع العلم أن بعض الأسئلة تكررت في العديد من المجموعات :

Øهل زرت تل أبيب ؟

Øلا .

Øهل يعلم أحد غيرنا بوجودك هنا ؟

Øلا .

Øهل تخفى عنا معلومات ؟

Øلا .

Øهل تكذب علينا ؟

Øلا .

Øهل أنت على علاقة بالمخابرات الصينية ؟

Øلا .

فترة التراجع

وبعد ذلك توقف شلومو وأوقف الجهاز وسحب الشريط الذي كان يلتف أمامه وراح ينظر إليه ويضع إشارات بالقلم . ثم رفع رأسه وقال موجهاً حديثه إلى إبراهيم :

Øأنت تكذب علينا .

Øفنظر إليه إبراهيم بازدراء وقال : من قال لك ذلك ؟

Øرد شلومو الجهاز .... انظر .

Øوراح يشير إلى الشريط بالقلم وقال : مثلاً عندما سألتك عن اسمك بصدق وعندما طرحنا عليك الأسئلة الأخرى كنت تكذب .. لا تغضب ، فالجهاز يقول ذلك وليست أنا وهو لا يكذب .

Øفأجاب إبراهيم ببرودة : إذن دع الجهاز يعمل معكم بدلاً منة وانتهى الأمر .

Øشلومو : يا صديقي ، لسانك يقول شيئاً وجسمك يقول شيئاً آخر .

Øإبراهيم : أنا أجيب بما أعرف .

Øوهنا تدخل جون في النقاش وقال : هل أنت مريض بشيء ؟

Øإبراهيم : كلا .

Øشلومو : هل تناولت اليوم أي نوع من الأدوية ؟

Øإبراهيم : كلا .. لماذا ؟

Øشلومو : لأنك إذا تناولت اليوم أدوية فسد عمل الجهاز . وما حصل الآن أنك أجبت عن السؤال إجابة صحيحة ، ولكن جسمك قال أنك كذبت علينا . والجهاز لا يمكن أن يكذب .

Øإبراهيم : إذا كان هذا رأيكم ، فالأفضل أن أترك العمل من الآن .

Øجون : كلا لم نطلب منك ذلك ، ولكن يجب أن تأخذ المسألة بروح رياضية.

Øإبراهيم : لقد تعرضت للمخاطر خلال الفترة الماضية ، وأعيش حالة خوف دائمة من انكشاف أمري . أن العقوبة على عملي معكم هي الإعدام . وأعصابي لا تحتمل . وها أنت تقول لي أنني أكذب .

Øجون : لا تغضب سنعيد التجربة .

وفى تلك الأثناء ، دار حديث بالعبرية بين ضابطي الموساد وكان إبراهيم يتظاهر بعدم معرفة هذه اللغة، فقال شلومو موجهاً حديثه إلى جون :

Øحاول استفزازه حول ما إذا كان قد أبلغ لأحداً في منظمة التحرير أو أية جهة ثانية أخرى ، وفى هذه الحالة سنلعب معه .

Øجون : ما رأيك ؟ هل هو صادق أم كاذب ؟

;شلومو : لم يتبين بعد . وفى النهاية سأعطيك تقييمي له .

واستمرت الجلسة أربع ساعات متتالية دون انقطاع لم يسمح أثناءها للشاب بالتدخين أو حتى بشرب الماء، فأحس بصداع شديد، وشعر أن رأسه يكاد ينفجر . وكانت معركة ضارية ، فكن يرد على الاتهامات، وأحس من خلال النقاش بين الرجلين أنه في وضع جيد ولا يشكون فيه، وان الامتحان قد تم للتأكد فعلاً .

وفى نهاية الجلسة قال شلومو موجهاً حديثه بالعبرية إلى جون :

;ممتاز ... لا يكذب

وبعد هذه العبارة قال شلومو بالعربية :

;على كل حال ، سنجتمع ونرسل هذه المعلومات إلى تل أبيب وهى تقرر . وأعتقد أنك تكذب علينا وهذا ما يقوله الجهاز .

وبعد انتهاء الجلسة نهض إبراهيم وتوجه إلى قاعة الجلوس فيما كان يحس بالسعادة لنجاحه في الامتحان رغم إحساسه بالإرهاق الشديد والصداع الذي يكاد أن يفجر رأسه . وجاءه جون وحدد معه موعداً مساء الغد في الساعة السابعة مساء في الشقة .

مهمة جديدة

في مساء اليوم التالي وفى الموعد المحدد، كان جون في انتظار إبراهيم . وبدأ الأول الحديث :

;لقد أكد الجهاز أنك صادق معنا .

;فقال إبراهيم بانفعال : إذن ، لماذا كنت تدعى أنني كاذب ؟

فقهقه جون وقال : هذه أصول الشغل يا صديقي . هل تعرف أنني عرضت على الجهاز في أوائل عملي في الموساد وجاءني خبير عصبي وعنيد وبدأ يتهمني بأنني على علاقة مع المخابرات الروسية فثارت ثائرتي لكنني اكتشفت فيما بعد أن المسألة لعبة . وعلى كل حال انس الموضوع، فلدينا الآن عمل كثير، وسأزودك بمجموعة من الأسئلة سأعطيك قبلها اسمي شخصين في منظمة التحرير على علاقة وطيدة مع أبو نضال وعبد الحمن عيسى . وأريدك أن توطد علاقتك بهما .

;وبدأت المخاوف تنتاب الشاب وقال مستفسراً : ماذا تقصد ؟

;جون : أبو نضال إرهابي خطير، ويعمل بطريقة سرية للغاية، وينظم عناصره بأسلوب غريب ويجب أن تكون مهيأ لذلك ، ففي العادة تجد شخصاً يتقرب إليك ويحدثك في السياسة بشكل عام، وبعد شهور يبدأ في خصوصيات سياسية ثم يعلمك بأنه من " فتح " . وبعد ذلك يعرض عليك العمل . فإذا وافقت وعملت معه و نفذت عدة مهمات بسيطة وأنت تعتقد انه " فتح " لكن فجأة يستدرجك إلي مكان ما وتعتقل ويبدأ التحقيق معك حول علاقتك بالمخابرات الإسرائيلية أو بأية مخابرات أخرى، ويتم خلال التحقيق تعذيبك، فان اعترفت أعدمت وان لم تعترف وتكون فعلاً لا علاقة لك مع الموساد عندئذ يتم تنظيمك بشكل جدي . وقد حاولنا دفع أكثر من 20 شخصاً إلى تنظيم أبو نضال دون نجاح يذكر .

;تسمر إبراهيم في مكانه وقال : وقال : ولكن ما علاقتي بهذا الموضوع ؟ !

l;ابتسم جون وقال : لأننا سنحاول هذه المرة .

;انفعل إبراهيم وأحس بأن ريقه قد تجمد في حلقه وقال : تحاول ؟ وهل تعتقد أنني حقل تجارب للموساد أنا أرفض المحاولة وأرفض العمل مع الموساد .

;جون : اسمعني يا صديقي . أنت من أفضل رجالنا وأكفاهم .

;ولا تنس أنك الرقم واحد في نظر تل أبيب . ولم توكل هذه المهمة إلا إلى رجل خطير مثلك . وأنا متأكد أنك قادر على العملية .

إبراهيم : هذه مهمة مستحيلة .

;جون : صعبة ولكنها ليست مستحيلة. والمهم أن تتقرب من هذين الشخصين، وقد أردت أن أحدثك عن الموضوع بهذا التفصيل لأنك قد تتعرض لموقف ما على الغم من أنني يجب أن لا أحدثك عنه لأنني لا أعرف متى يتم لقاؤنا المقبل .&;قال إبراهيم محدثاً نفسه : لن نتقابل بعد الآن .

;جون : المهم ، من الآن سنسير باتجاه أبو نضال خطوة . ولكن في هذه الأثناء لدينا أعمال كثيرة أخرى .

;إبراهيم : مثل ماذا ؟

;جون : علاقة منظمة التحرير ب " حزب الله " والرهائن في لبنان . نريد أية معلومات حولهم . وهواري يجب أن لا يغيب عن عينيك . نريد أية معلومات حول نشاطه، فقد عاد إلى الساحة. وكذلك أبو جابر محمد الذي أصبح من جماعة هواري .

ثم أعطاه ورقة عليها أسئلة وبعض المال . وعاد الشاب ليلتقي أبو محمد .

نفسية سيئة

وخلال تشرين الأول وصلت برقيات الحث على موضوع أبو نضال وطلبت من إبراهيم السفر . وكانت نفسية الشاب سيئة للغاية، وبدأ يحس بانهيار حقيقي . فالعمل كان متعباً من الناحيتين النفسية والجسدية .

وفي أحد اللقاءات مع أبو محمد تحدث إبراهيم عن همومه الشخصية.

;وقال : لقد تعبت من هذه اللعبة ، وأفضل أن أترك العمل، وقد وعدتني بذلك ، هل تذكر ؟ !

;فقال أبو محمد : أذكر . لكن هل فكرت ملياً ؟

إبراهيم : نعم .

;أبو محمد : المرحلة المقبلة جديدة وستبدأها الموساد معك . وأقول بصراحة أنها ستكون مفيدة للغاية . فقد تحملت أنت الكثير وأنا أعرف ذلك فلا تتوقف في منتصف الطريق . لقد عملنا بشكل ممتاز .

;إبراهيم : لا أستطيع .

;أبو محمد : هناك قاعدة في المخابرات تقول : " لا توجد خطوة إلى الوراء، فهناك خطوة إلى الأمام " .

;إبراهيم : أريد أن أتوقف . وأعرف أنه ليس باستطاعتي العودة إلى الأمس.

Øأبو محمد : لن تتركك " الموساد " فستطاردك .

إبراهيم : سأختفي عن الأنظار .

;أبو محمد : ما دام هذا قرارك فجهز نفسك للسفر ولا تخبر أحد أنك مسافر . ويجب أن لا يعرف أحد أثر عنك بعد اليوم .

Øويتحدث أبو محمد قائلاً : لقد طاردت الموساد أحد الشباب بعد أن قامت بتجنيده . وعندما عاد إلينا اعترف بكل شئ ورفض أن يواصل العمل لكننا فوجئنا به في أحد الأيام وهو يدخل المكتب مذعوراً . فقد كان رجال الموساد يطاردونه بالهاتف ويطالبونه بمواصلة العمل، ثم تحولوا إلى المرحلة الثانية عندما طاردته سيارة وحاولت قتله .

ويعود أبو محمد إلى الحديث عن ضابط الموساد جون، واسمه الحقيقي زربيب صاموئيل عمل في المخابرات الإسرائيلية منذ الستينات في تهريب أموال اليهود من الخارج، وكذلك هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة . ويعتبر من المتخصصين في شؤون شمال أفريقيا، وكان يرئس محطة الموساد في باريس منذ سنوات تحت غطاء وكالة عقارية ويدير شبكة تجسسية فيها العديد من الفتيات الفرنسيات والإسرائيليات .

وكان أبو محمد قد عرض على إبراهيم صوراً لضباط الموساد في أوروبا فتعرف إبراهيم عليه، ولكن أحد لم يشاهده في باريس . فقد مات في حادث سيارة على إحدى الطرق السريعة خارج العاصمة الفرنسية . أما إبراهيم فقد توارى وعاش متخفياً في أحد البلدان الأوروبية الشرقية منذ أواخر 1986 .

 جهاز الموساد

 عمار الحرازي عندما سجل هذا الكلام   لنشره ليتعلم الجميع انا العرب في خطر فعلا وكان ذلك في 08-03-2010  وهذا نابع من وطنيته فقال يتعلم المرشحون الجدد من المدربين في مدرسة الموساد كيفية تجنيد العملاء في المخابرات الإسرائيلية ، وعموما من ناحية سيكولوجية ، تراعى نقاط الضعف في الشخص الذي يراد تجنيده ، وتدرس جيدا السمات الشخصية والمزاجية لهذا الشخص قبل عملية الاقتراب منة . وهناك ثلاث أساليب رئيسية تستخدمها الموساد للتجنيد وهى : الجنس والمال والعاطفة ،( سواء أكانت الانتقام او الأيديولوجية). إن فكرة التجنيد لدى الموساد تشبة دحرجة صخرة عن تله وتستعمل كلمة (ليداردو) ، والتي تعنى الوقوف على رأس تله ودحرجة جلمود من هناك ، وهذه هي الطريقة التي يتم بها تجنيد العملاء ، يتم اخذ شخص وجعلة تدريجيا يقوم بشيء مخالف للقانون او للأخلاق ، ويتم دفعة منحدرا عن التله ، لكنة إن كان هذا الشخص على قاعدة راسخة فانة لن يقدم المساعدة ، ولا يمكن استخدامه ، والقصد كله هو أن يتم استخدام الناس ، ولكن لكي يتم استخدامهم يجب قولبتهم ، وإذا كان هناك شخص سعيد في حياته ولا يحب الشرب او الجنس وليس بحاجة للمال ، وليست لدية مشكلات سياسية فلا يمكن تجنيده ، وما يمكن عملة هو التعامل مع الخونة ، فالعميل خائن مهما كانت درجة عقلنتة للأمر ، لذلك تتعامل كوادر الموساد مع أردأ أنواع البشر ، وقد تستخدم مهارات عاليه وغامضة في كيفية استقطاب الجواسيس في دول الجوار . وتقوم الموساد بتدريب عملائها على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات والاستهانة بالموت ، حيث يتم تدريب المرشحين على كيفية سحب المسدس أثناء الجلوس في مطعم إذا اقتضى الأمر ، إما بالسقوط إلى الخلف على المقاعد واطلاق النار من تحت الطاولة ، أو بالسقوط إلى الخلف ورفس الطاولة في الوقت نفسة ثم إطلاق النار ، وكل ذلك في حركة واحدة ، ولقد تم التساؤل ما الذي يحدث لمشاهد برئ ؟ ( يقول أحد المتدربين ) : تعلمنا أنة لا يوجد مشاهد برئ في موضع يحدث فيه إطلاق النار ، فالمشاهد سيرى موتك وموت شخص آخر ، فإذا كان موتك ، فهل تهتم إذا أصيب بالجراح ؟ بالطبع لا ، إن الفكرة هي البقاء – بقاؤك أنت ، يجب أن تنسى كل ما كنت قد سمعته عن العدل ، ففي هذه المواقف إما أن تكون قاتلا او مقتولا ، وواجبك أن تحمى ملك الموساد ، أي أن تحمى نفسك ، وبمجرد أن تفقد هذا تفقد عار الأنانية ،حتى أن الأنانية تبدو سلعة قيمة – شيئا يصعب عليك أن تنفضه عنك عندما تعود إلى بيتك في أخر النهار ، وقد طبق أثناء عملية التدريب استبيان عن الاتجاهات خاصة عن القتل . ويعتبر ذلك في الموساد نقطة أساسية في أعمال الجاسوس الإسرائيلي ، خاصة الذين يلتحقون بفرقة( الكيدون ) وهي وحدة داخلية من جهاز الموساد وتقسم إلى ثلاث فرق كل منها مكون من اثني عشر شخصا ، مهمة هؤلاء الاغتيال ويطلق عليهم "ذراع عدالة إسرائيل الطويلة " أو ( الحربة ) وهي وحدة الاغتيالات المسئولة عن الجواسيس ، وتلعب سيكولوجيا الجنس دورا مهما في أعمال الموساد الميدانية والتي هي على درجة عالية من الستر ، واستخدام النساء شائع كذلك في أعمال معظم المخابرات الأخرى ، ولكن يبدو انه ليس هناك من يجيدة اكثر من المخابرات الإسرائيلية . وعادة ما يتم تدريب المرشحين الجدد على كيفية توظيف الجنس في أعمال جمع المعلومات او التجنيد بعد الابتزاز ، وفي مبنى قيادة الموساد هناك ما يسمى بــ ( الحجرة الصامتة ) وهناك شبة اتفاق بين رجال الموساد أن يقيموا اتصالات جنسية . ( ويذكر أحد المرشحين ) : " ما خيب أملي أنني اعتقدت عند حضوري إلى هناك أني ادخل معبد إسرائيل المهيب فإذا بي في سدوم وعمورة " ، ( وهى أماكن اللواط والجنس ) . وكل شخص مرتبط بشخص آخر من خلال الجنس ، كان نظاما متبادلا من الخدمات المتبادلة ، أنا أدين لك ، وأنت تدين لي ، أنت تساعدني وأنا أساعدك ، كانت اغلب السكرتيرات في مبنى الموساد على درجة عالية من الجمال ، وهذا أحد شروط اختيارهن وقد يصل الأمر حد الطلب إليهن أن يكن مرنات بما يتمشى ذلك مع العمل ، وبعض العملاء لهم سطوة غير عادية على النساء فوصف أحدهم ( كان جذابا للنساء كالمغناطيس ) ويصف أحدهم مشكلات الخيانة الزوجية : ( هذا هو الشخص الذي تأمنة على حياتك ، لكن يجدر ألا تأمنة على زوجتك ) ، فقد تكون في بلد عربي ، في الوقت الذي يقوم فيه بإغواء زوجتك ، واصبح من المألوف جدا إذا ما تقدم شخص للعمل في الموساد أن يطرح علية هذا السؤال ، لماذا أنت من ذوى القرون ؟ . أي الذي تخدعهم زوجاتهم ، وكان لدى بعض رجال الموساد عدد من الخليلات وتستخدم شقق هؤلاء الخليلات كبيوت مأمونة ، يقوم عملاء الموساد بالمبيت في كل ليلة في شقة مختلفة ، وقد تختار الموساد نساء جذابات للرجال كالمغناطيس مما يسهل عملية ابتلاع السمكة للخطاف ، ولا يمكن تصور الأهمية التي يلعبها الجنس في حياه ضباط وعملاء الموساد فعامل عدم اليقين يعنى الحرية المطلقة . فإذا ما التقى الضابط أو العميل بمجنده وأراد أن يقضى نهاية الاسبوع ، معها فالأمر سهل لأن زوجته اعتادت على حقيقة غيابه عن البيت ، وهذا النوع من الحرية مرغوب فيه والطرافة الحقيقية انك لا تستطيع أن تصبح عنصرا في الموساد ما لم تكن متزوجا ، ولا يمكنك السفر إلى الخارج ، وهم يقولون أن شخصا غير متزوج سوف يسعى للعبث مع الفتيات وقد يلتقي بواحدة تكون عميلة . هذا في حين أن الجميع كانوا يعبثون ، مما يجعلهم عرضة للابتزاز ، ففي سيكولوجيا الاستخبارات الإسرائيلية تم تكريس انتباه خاص للافخاخ الجنسية ، حيث تلتقط صور لنساء شابات في أوضاع مثيرة ، وتستخدم لابتزاز الأشخاص المطلوب منهم التعامل مع المخابرات ، حيث يتم تهديدهم بنشر تلك الصور ، وهذا يعتبر سلاحا قويا في أجهزة المخابرات الإسرائيلية ( بالنسبة لمجتمع مسلم تقليدي) وكذلك يقوم جهاز ( الشين بيت ) باستغلال الزيارات التي يقوم بها المواطنون لمراكز عمل تصاريح المرور والعمل ، وكان ( الشين بيت ) يعتمد طريقة إظهار أن السجين او الموقوف قد اصبح مخبرا ، وذلك بتعريضه لانتقام زملائه السجناء ، ولقد قامت الموساد بتركيب صور فاضحة بصورة فائقة بهدف الابتزاز أو المساعدة في جمع المعلومات ، ولقد تم تصوير بعض القادة العرب من خلال عملية التلاعب بالافخاخ الجنسية ، وتلعب هذه العمليات الابتزازية وفق نشاط رجال الموساد وعملاؤهم وتبعا لسيكولوجيا الجنس دورا مركزيا في الحرب النفسية كما يمارسها جهاز الموساد. * التجـنــيـــد * تتنوع أساليب (الموساد) في تجنيد العملاء وتدريبهم والسيطرة عليهم تنوعا كبيرا حسب اختلاف الهدف ومجال العمليات ، وحسب القسم المسؤول عن العميل في المركز الرئيس. ولا توجد قاعدة واضحة محددة تستلزم الحصول على موافقة المركز الرئيس.. قبل تجنيد عملاء - باستثناء حالة البلدان الشيوعية ، والإسرائيليون مستعدون لاستغلال أي نوع من الدوافع ( جميع أشكال الدوافع لدى العملاء لكسب عملاء جدد ) ويستغلون إلى حد بعيد في تجنيد العملاء نقطة الضعف التي يتصف بها أولئك العملاء ، ويمكن أن نلخص نقاط الضعف هذه أو الدوافع على سبيل المثال لا الحصر بالتالي: * دوافــع التجنيـد * 1- الدافع المادي بغرض تحقيق رغبة ، أو "أمنية" يصبح الفرد أسيرا لها، وهنا يتم عرض او ( إغداق المال) على العميل إما لقضاء حاجته او للتمتع بالخمر والنساء والظهور بمظهر القادر واللائق أمام حبيبته أو أهلة أو زوجته أو القادر بعد فشلة لسنوات في جمع المال ، أو بعد تجارة خاسرة ، أو( للاستمرار ) في الظهور بنفس الحياة بعد فقدان ذلك او عرض مبالغ او رواتب على موظفي الفنادق ،أو سائقي تاكسيات الأجرة ذوى الدخل المحدود ورغبة بعض هؤلاء في عدم الاكتفاء ( بالدخل المشروع ) ، واتباع اقصر الطرق وأسهلها للثراء مع الاستهتار بجميع القيم . 2- الأفراد الموتورون ، واللذين لحق بهم ضرر نتيجة قيام الثورات في سوريا ، ومصر، او نتيجة للتأميمات ، أو اللذين اغتيل او اعدم مقربون لهم ، كأزواجهن أو أبنائهم لخيانتهم فتستغل ( الموساد) ذلك وتتصل ببعض هؤلاء بدافع الانتقام والشعور بالاضطهاد وما يتولد عند هؤلاء من حقد. 3- نقص الدافع الوطني، خاصة عند اللذين يكثرون من الاختلاط بالأجانب ، ويقلدونهم ويتقمصون شخصيتهم وطريقتهم في الحياة ، ( المغتربون وطنيا ) الذين يعنون ( الاغتراب الفكري ) وبعض هؤلاء يتولد عندهم عدم الولاء) خاصة من أفراد بعض الأقليات والمتجنسين. 4-الضعف الخلقي والشذوذ الجنسي ،أو خلق ( الشذوذ ) أو ممارسته مع البعض بهدف تجنيده ، مع تصويره وتهديده بذلك. 5- الابتزاز والضغط والتهديد والمساومة ، مثلا الإفراج عنة من الحبس مقابل مهمات معينة ، أو تخيف العقوبة مقابل تجنيده ، أو تهديده بأحد أفراد أسرته ، بقتل طفلة ، أو اغتصاب ابنته ،أو زوجته ، أو ما شابة ذلك ، خاصة بالنسبة لبعض المناطق التي تقدم هذه المسألة على مسألة "الخيانة" ،( العرض ولا الأرض) وعند الموافقة يضيع العرض ( نقطة الضعف ) وتطير الأقدام من فوق الأرض . 6- بعض تجار المخدرات والمهربين ، مقابل مساعداتهم في التهريب ، او تمرير بضائعهم ، يدفعون (المقابل). 7- استغلال عقدة الذنب بالنسبة لبعض الألمان خاصة الذين كانوا في القوات النازية أو تكوين او تنمية تلك العقدة لدى بعض الشباب واستغلالها او استغلال بعض ما تبقى من الضباط النازيين السابقين والذين تكشفهم " الموساد" وتساومهم على ذلك ، ويتم ابتزازهم بإفشاء سرهم أو العمل مع الموساد كما حدث مع متعهد السفن الألماني ( مانفريد جايجر ) في السنغال حيث اضطر للعمل مع الموساد بعد أن حدثوه بما فعلوا بـ( أيخمان). 8- التهديد بالقتل ، او العمل مع الموساد ، وهذه قد تنجح مع بعض المترددين والمهزوزين وطنيا. 9- ولقد استخدم الإسرائيليون مرات عديدة أسلوب ( العمل لصالح دولة أخرى) كأن تقوم الموساد بتجنيد فرنسي يعمل مع (حلف الناتو) وان يقوم عربي ( عميل للموساد) بتجنيد عميل للعمل لصالح الاستخبارات المصرية او السورية او يدعى فلسطيني أنة في المقاومة ويقوم بتجنيد مجموعة على هذا الأساس ، وفي اللحظة التي تنوى هذه المجموعة العمل يتم ضبطها وتهديدها والمساومة معها وتجنيد بعضها. 10-استغلال دافع الغيرة والمنافسة والخلافات السياسية والخلافات العشائرية لتجنيد أفراد (من تقف معهم ضد الطرف الأخر). إن اكتشاف طرق وأساليب ودوافع التجنيد لأي منظمة استخبارية ، له أهمية للوقاية منها ومحاربتها وكشف من وقع في حبائلها ، ومراقبة شبكاتها وتختلف أساليب تجنيد وطرائق التجنيد في الموساد حسب "جنسية المجند" فلكل جنسية طرائق وأساليب ودوافع مختلفة. ونحاول هنا تحديد كيفية اختيار الموساد لعملائها او موظفيها من الإسرائيليين والذين بالتأكيد يمتلكون دوافع تختلف عن دوافع عملائها من العرب والفلسطينيين، كما أن أساليب عملاء الموساد من اليهود تختلف أيضا عن تجنيد عملاء أجانب من جنسيات مختلفة. ونتعرض هنا إلى: 1- عندما يكون المجند " العميل" إسرائيليا . 2- عندما يكون المجند " العميل" يهوديا. 3- عندما يكون المجند" العميل" أجنبيا. 4- عندما يكون المجند" العميل" فلسطينيا او عربيا. وهنا ملاحظة نود الإشارة إليها وهي أهمية المكان في التجنيد ، هل التجنيد تم داخل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ؟ هل المجند او (عائلته) يقيمون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟ أم هل التجنيد تم في الخارج ؟. وفي كل الأحوال ، فان هناك أهمية كبرى للضابط الذي قام بعملية التجنيد ، وكذلك للضابط المشرف على التشغيل والسيطرة على العميل؟ كما نشير أيضا إلى مدى الأهمية التي تعلقها الموساد على هذا او ذاك من العملاء : حسب سنة (عمرة) و موقع عملة ، ( داخل الهدف) او ( خارجة) وحسب وضعة الاجتماعي ، وهل هو تجنيد ( طويل الأمد) او ( للحرق السريع) او ( الطعم) . كل هذه التساؤلات ضرورية ونحن نبحث موضوع التجنيد ونستذكر في هذا الصدد ما قاله أحد رجال الاستخبارات الإسرائيلية ( بوريس غورييل) لبن غوريون : " إذا كنت تريد معرفة ما يفكر فيه أصحاب الشأن والنفوذ ، فعليك أن تكون حيث يكونون " … باختصار ، هذه العبارة حددت ماذا نريد معرفته، وعلى ضوء ذلك يتم التجنيد. - كيف يتم اختيار العملاء؟ - كيف يتم تدريب العملاء؟. - كيف يتم الاتصال بالعملاء؟. - كيف يتم السيطرة على العملاء؟. - كيف تتم إنهاء خدمات العملاء؟. إن الإجابات على هذه التساؤلات تختلف أيضا باختلاف "جنسية" العميل بعبارة أخرى ، إن اختيار العميل يختلف باختلاف اصل الأشخاص المطلوبين للعمل في جهاز الموساد . أولا- المجند/ العميل الإسرائيلي : تختار الموساد ضباطها ومد راء أقسامها ومسئولي محطاتها والعناصر المهمة في هيكليتها ، أي جسمها الرئيس من الإسرائيليين واكثر تحديدا من ( الرعيل الأول ) من المهاجرين ومن الذين لهم ( تاريخ ) مؤكد وهم : 1-من أفراد وضباط القوات المسلحة ممن برزوا في حياتهم العسكرية ، وشاركوا في الحروب العدوانية ضد العرب ، والفلسطينيين. 2-من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات المتفوقين والمبرزين في حياتهم وعملهم وممن انهوا (الخدمة الإجبارية) في الجيش . لقد نادي زعماء الموساد دوما بأهمية تجنيد خريجي (الجامعات) من (نظرة صهيونية عنصرية) بقولهم" يجب أن نتميز تميزا ملائما بالنسبة للعدو في كل وقت" .. وحتى هؤلاء – فيتم اختيارهم من ( الاشكنازيم) وليس من ( السفا رديم ) ، أي من أصول – يهودية غربية بالتحديد - ليست شرقية - وأكثر تحديدا - ليس من يهود البلاد العربية ( السفا رديم ) ، الذين يستخدمون كمخبرين ، ومنفذين ، وعملاء صغار ، على مستوى كل المد راء ، ومد راء الأقسام ، وعدد من الذين كشفت أسماؤهم لسبب او لاخر ، ولا تجدهم إلا من ( الاشكنازيم ) .. إن أجهزة الأمن – وبالتحديد ( الموساد ) هي من إقطاعيات ( يهود الغرب ). إن جميع الذين يتم اختيارهم للعمل في ( الموساد ) يقدمون بيانات - عن تاريخ حياتهم - ويخضعون لتحقيق روتيني وقد يشمل التحقيق أحيانا عائلة المجند ، إن التقارير الأمنية حول الإسرائيليين المولد هي سهلة نسبيا حيث أن حياة ( الشاب الإسرائيلي ) –الصابر – المولود في ( فلسطين المحتلة ) تكون موثقة جيدا ، ولا يتمتع " بالخصوصية " في حياته ، فهي موجودة في ( ملفات البوليس ) ، وسجلات المدارس والجامعات ، وسجلات الجيش ، وحركات الشبيبة ، والعلاقات السياسية ( والتاريخ العائلي ) ، والسجلات الانتخابية والعلاقات مع الأصدقاء .. وكل هذه العلاقات تخضع للمراقبة وان كان المتقدم للعمل في الأجهزة الأمنية خاصة ( الموساد ) مولودا داخل ( فلسطين المحتلة) أو في الخارج ، فان سجلات - دائرة الهجرة - تعطى معلومات كاملة يمكن اختيارها هي الأخرى ، وتتحقق ( الشين بيت ) "من خلفية " كل من ينتسب( للموساد) أو يترشح لها ، وتتم دراسته والتحقق من (كافة) نواحي حياته والتي تخضع لفحص (دقيق) وأهم ما تحقق فيه(الشين بيت) . – نوعية اتصالاته - إن كان هناك اتصالات مع العرب ، وهل له " أصدقاء" بينهم . - ميلة للمقامرة والمراهنة ، وحبه للتفاوض وميلة للظهور ( إضافة إلى نقاط الضعف الأخرى) حيث يعتبر (علاقاته بالعرب) من أهم نقاط الضعف لدى أي مرشح (للموساد) ، وأهم أراؤة السياسية ، فلا يقبل على الإطلاق من له ( ميول يسارية – أي أن يكون متعاطفا مع المابام – او راكاح ، أو حركات الاحتجاج المختلفة ) . كما أنه لا يقبل المهاجرون الجدد - خاصة - القادمين من الدول الاشتراكية وبشكل خاص من دول الاتحاد السوفيتي ( سابقا ). - وإذا ما قبل أحدهم - بالصدفة - فلابد أن يمضى على (هجرته) مدة لا تقل عن خمس سنوات وحتى لو توافرت الشروط في بعض هؤلاء - القادمين - من الدول الاشتراكية وقبلوا في سلك ( الموساد ) فانة لا يسمح لهم بالاطلاع على الوثائق السرية لمدة تصل من 4-5 سنوات . إن أهم ( المواصفات – والصفات ) التي يجب توافرها في ( المرشح الإسرائيلي للموساد ) هو مدى ( ولائه واخلاصة لإسرائيل ) وهما المعيار الأول والرئيس ، في قبول المرشح ( للموساد ) وان هذا - الولاء والإخلاص - لا يغفر له إلا إذا سبق وان كان عضوا في (حزب يساري) حتى لو كان قد تخلى عنة .. إن كان الأعضاء المرشحين الجدد للتوظيف في سلك ( الموساد ) تراجع ملفاتهم (الشين بيت) ويتم التأكد منهم . 3-أما فيما يتعلق - بإعلانات الوظائف - عبر الجرائد والمجلات .. فتستعمل ( الموساد ) هذه الطريقة ولكن بطريقة مضلله ، مثلا تحت عنوان : مطلوب للعمل في الولايات المتحدة أو ( أوروبا الغربية او جنوب أفريقيا ) ويشترط المؤهلات التالية : أ- إنهاء الخدمة العسكرية في الوحدات المقاتلة والمواقع القيادية. ب- أن يكون المتقدم طالبا في الولايات المتحدة او ( البلد المطلوب العمل فيه ) أو يخطط للذهاب إليها. ج- يدفع للمرشح نفقات السفر. د- موجز عن حياته ومؤهلاته ورقم هويته. ه- ذو صحة جيدة. و- سيرد على المؤهلين فقط… . ويذكر في هذا الإعلان – عنوان محدد - صندوق بريد في الولايات المتحدة ( يكون بالطبع أحد صناديق بريد السفارة أو إحدى القنصليات الإسرائيلية هناك) . ومع ظهور عالم الاتصالات استطاعت الموساد أن تدخل عبر بوابة الإنترنت وإعلانات وظائفها عبر هذه الشبكة. ففي 14/9/2002 كشفت صحيفة معاريف " الإسرائيلية " عن قيام " الموساد " بإنشاء أول موقع خاص له على شبكة الإنترنت لتنشر في إطار حملة إعلانية للبحث عن عملاء جدد . حيث تطلب الموساد من الراغبين للعمل أن يقوموا بتعبئة استماره خاصة بعد التعهد بالحفاظ على سرية المعلومات التي يقدمها المتقدمون ، وتؤكد الموساد على إن المعلومات التي يتم تعبئتها في الاستمارة سيتم إيداعها في الشبكة الحكومية التي لن يتمكن أحد من اختراقها أو العبث بها أو الاطلاع عليها ، وان التفاصيل ستبقى سرية ولن تنقل لأي جهة أخرى . والموقع محمي بخدمة الحماية من قبل حكومة إسرائيل . وتحتوي الأسئلة الموجودة في الاستمارة على تفاصيل شخصية كالاسم ، والسن ، والحالة الاجتماعية، وتاريخ الميلاد، ومكان الميلاد، والعنوان، والهاتف، واسم البلد الأصلي للعائلة، وسنة الهجرة (بالنسبة لليهود)، والجنسية الأخرى الحاصل عليها، واللغات التي يتحدثها، مع أهمية وجود لغة أخرى يتحدثها بطلاقة، ومن ضمنها بالطبع اللغة العربية. كذلك تضم الاستمارة استفسار عن مستوى التعليم ونوعه والمعاهد والمدارس والجامعات التي درس بها المتقدم، والأماكن التي عمل بها، واخر خمس أماكن عمل فيها، ونوع العمل والفترة التي قضاها في كل عمل. ثم تنتقل الاستمارة للحديث عن الزيارات التي قام بها المتقدم للخارج، مع تحديد مكان وزمن وهدف الزيارة، وكتابة خلفية عن كل بلد قام بزيارته. كما تهتم استمارة العمل بالتعرف على موقف الزائر من الخدمة العسكرية، وأين قضاها ؟ ثم ذكر أي معلومات أخرى يمكن أن تفيد في استقاء معلومات عن الراغب في العمل. وكذلك تطلب الموساد متطلبات وظيفية في الشخص المتقدم للعمل وهي قدرة على التمثيل، والتفكير المرن والابداع، وحب الاستطلاع والفضول، والقدرة على التكيف الاجتماعي، والقدرة على العمل المستقل، وخبرة متنوعة في الحياة، بالإضافة إلى استعداده للعمل في الخارج وهي في الغالب للمتزوجين من الجنسين (الرجال والنساء) والذين لديهم عائلات. الحلقة الثانية * تدريب المجند - العميل الإسرائيلي * يتم بعد الاختبار تدريب العميل الإسرائيلي لمدة سنة كاملة، على المبادئ الأولية لطبيعة عمل المخبر.. ولا تختلف هذه التدريبات، عن تلك التي يتلقاها العملاء الروس والأمريكان ، فهي تضم دروسا في كيفية استخدام الشيفرة.. وحل رموزها، واستعمال الأسلحة الحربية، والدفاع عن النفس " الجودو والكاراتيه " . ولا شك في أن تمارين الذاكرة هي اكثر التدريبات إثارة للأعصاب، إذ غالبا ما يعرض على المتدربين فيلم سينمائي، ويطلب منهم ذكر عدد من التفصيلات الدقيقة المتعلقة بآخر مشهد منه، بعد إيقاف الكاميرا فجأة، وقد يوجه المدرب إليهم أحيانا سؤالا محددا مثل " أذكر عشرة أشياء كانت موضوعة على الطاولة الموجودة إلى يسار الممثل في المشهد ما قبل الأخير " وتستخدم هذه التمارين بغية مساعدة العميل الجديد، على تذكر الصورة والوثائق والخرائط، التي تشكل جزءا هاما من عمله المقبل ، وعلى المنتسب الجديد إلى " الموساد " أن يتقن فن متابعة أحد الأشخاص بشكل سري ودون لفت انتباه الآخرين إليه، وغالبا ما يكلف في المراحل الأولى بتتبع أحد العملاء المحترفين الذي يحاول تضليله، فيما يقوم شخص آخر بمراقبة تصرفاته، وردات فعله أثناء الوضعيات المختلفة التي يمر بها. ويجري بعد انقضاء الأشهر الستة الأولى ، فرز العناصر الصالحة لمتابعة التدريب المطلوب، ولا تتعدى هذه النسبة عادة 15% من المنتمين الجدد، ويتم بعد ذلك إلحاق هؤلاء بدولة معينة، من أجل العمل بشكل منتظم، وذلك استنادا إلى جملة عناصر بينها اللغة التي يحسنون التكلم بها بطلاقة، ومدى انطباق شكلهم الخارجي على مظهر السكان الأصليين للبلاد، إن الهجرة الصهيونية إلى " فلسطين المحتلة " تضم خليطا عجيبا من اليهود من شتى أصقاع المعمورة وليس هذا بالأمر الصعب بالنسبة إلى إسرائيل التي تضم أقليات من مختلف أنحاء العالم،ومن أجل مساعدة العميل الاسرائيلي، على الانخراط بسرعة وسهولة في الدولة التي يعمل بها، عليه أن يدرس أثناء تدربه: الأزياء المقبولة في المنطقة موضع اهتمامه، إضافة إلى الموضوعات الحساسة وطريقة معالجتها، مقدار (البقشيش) المدفوع عادة للحمال وسائق التاكسي…. الخ. ويتعين على العملاء الإسرائيليين المفروزين للعمل في ألمانيا مثلا معرفة نتائج كرة القدم بشكل يومي، وأسماء اللاعبين في المنتخب الوطني، وبشكل عام يتم اختيار(إسرائيلي) ألماني الأصل للعمل في ألمانيا، ويحصل الجواسيس الجدد، خلال المرحلة الأخيرة من تدريبهم، على جوازات سفر مزورة وفق الدولة التي اختيروا للعمل فيها.. على أن هذا الانتقال الجديد ليس نهاية المطاف.. فقد روى أحد العملاء السابقين في الموساد ما حدث معه بعد حصوله على جواز السفر المزور: " تلقيت أمرا بالتوجه إلى مانشستر في انجلترا، وبعدما حطت طائرتي على مدرج المطار، استقبلني زميل لم أكن أعرف عنه شيئا وضرب لي موعدا في المساء من أجل إعطائي بعض النقود، وشرح مهمتي بالتفصيل، وعندما وصلت إلى المكان المحدد لم أجد أحدا في انتظاري، حاولت مرة أخرى دون أن أعثر على الشخص المطلوب،عندها فهمت أن رؤسائي نصبوا لي فخا لامتحان جرأتي وقدرة تصرفي في المواقف الصعبة والغامضة،ومرت في مخيلتي حلول عدة لم تكن مناسبة لأنها حتما ستؤدي إلى كشف هويتي الحقيقية،وبعد فترة من التفكير قررت اقتحام أحد المحلات الكبرى أثناء الليل وسرقة بعض النقود من الخزانة من أجل شراء تذكرة سفر والعودة إلى تل أبيب، وبعدما أبلغت مدربي عن عودتي.. هنأني بنجاحي في الامتحان، وهكذا تصرف دون اللجوء إلى السفارة أو إلى أحد المراكز الصهيونية، وبعد انتهاء فترة التدريب يمنح المتخرجون علامات تدل على نسبة نجاحهم ومن يحصل منهم على تقدير" وسط " يعين في وظيفة مكتبية في مقر قيادة الموساد التي تضم فروعا عدة، أما من يحصل على تقدير ممتاز فيختار إلى أداء "مهمات خاصة" تتضمن القيام بأعمال تخريب أو اغتيال في الخارج، ويتم تدريب العملاء الجدد على هذه الأمور خلال دورة قصيرة،ومكثفة تستمر ثلاثة أشهر إلى أربعة في فيلا فاخرة تقع على مقربة من هرتسيليا، ويفد إلى تلك من وقت إلى آخر عدد من المدربين التابعين إلى (cia )، وقد جرى فيها في الماضي تدريب عملاء ( السافاك ) الإيرانيين، واما في معسكر تابع للموساد على شاطئ ايلات، وهناك تدرب أحد الذين اغتالوا الشهيد ماجد أبوشرار في روما سنة 1981. وتعتمد المخابرات الإسرائيلية في الدرجة الأولى، على العنصر البشري، وعلى هذا الأساس تتكل أكثر من غيرها على المبادرة الفردية التي يقوم بها عملائها إضافة إلى حسهم الأمني.. وقد أثرت هذه الرؤية وهذا الوضع على طبيعة التدريبات التي يتلقاها المنتسبون( للموساد ) منذ عام 1956، إذ إنها تشدد على ضرورة إحاطة العميل الإسرائيلي بكافة المعلومات المتعلقة بقضايا التجسس، قبل التركيز على اتجاه محدد، وأدت هذه السياسة فيما بعد إلى تقسيم متشعب للعمل داخل المخابرات الإسرائيلية ، نتج عنه بروز مجموعات كبيرة من المتخصصين في كافة الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وتخضع هذه الفئة لتدريب متواصل إلى جانب عملها اليومي، إما بإرسالها إلى بعض البلدان الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة،لتلقي بعض البرامج والدروس المتقدمة في فن الجاسوسية عن طريق استدعاء عدد من خبراء التجسس المتقاعدين بغية الاستفادة من تجربتهم ومشورتهم فيما يتعلق بأساليب العمل المتبعة. وبسبب النقص في - الكادر البشري - في الموساد لمواجهة الفلسطينيين في الخارج فلقد اتبعت الموساد سياسة وهي الاستفادة من تواجد الإسرائيليين في الخارج(للعمل - والتجارة – والدراسة - والسياحة) وانتقاء بعض من هؤلاء " لمعاونة " ضباط الموساد في تلك الدولة، خاصة فيما يتعلق بعمليات (الاستطلاع والمراقبة) وما شابه.. * عندما يكون العميل/ المجند يهوديا : تعتمد ( الموساد ) إلى حد بعيد على الطوائف والمنظمات اليهودية المنتشرة في أكثرمن سبعين بلدا في أنحاء العالم ، في تجنيد العملاء وجمع المعلومات وتستفيد ( الموساد ) من وجود عدد كبير من اليهود المنتشرين في أنحاء العالم من أجل التخطيط لعمليات والحصول على بعض المعلومات الأساسية لتحركاتها، خصوصا من المتعاطفين مع الحركة الصهيونية وإسرائيل، وتستهدف الحركة الصهيونية تسخير المجتمعات اليهودية وتأمين تعاون غير اليهود عن وعي لخدمة أغراضها، ولذلك فهي تقوم بمحاربة اندماج اليهود في المجتمعات، أو تعمل على تنمية شعورهم بالانفصال كما تستفيد الموساد من اليهود الذين يتمتعون "بمراكز حساسة" داخل الحكومات والجيوش الأجنبية حيث يشكل هؤلاء دعامة للموساد التي تعمل على تجنيدهم وربط علاقة معهم. - دوافع التجنيد: وتبذل ( الموساد ) جهودا كبيرة لاستغلال النعرات العرقية والدينية اليهودية وإثارة المشاعر السامية كما تستخدم الابتزاز والمال وفرص القيام بأعمال تجارية أو إطلاق سراح يهودي من السجن . أيضا نوع من الدوافع لدى عملائها اليهود خاصة من لهم ميول يهودية عنصرية أو دينية أو من المؤيدين للصهيونية والذين يكرهون معاداة السامية، والذين لهم ميول معادية للعرب، من اجل تجنيدهم للعمل في صفوفها. إن (الموساد) تختار عملاءها بشكل عام في الخارج من بين أشخاص من ذوي اصل يهودي. - الجاليات اليهودية في العالم: إن ضباط الموساد يعملون بشكل عام بصورة سرية في أوساط الجاليات اليهودية، وقد تلقوا تعليمات بالعمل في منتهى الحذر، كي يمنعوا أي إحراج وارتباك لإسرائيل من قبل جهات معادية، للصهيونية، وهناك حوالي 500 منظمة في العالم تغذي الموساد الصلات بها باستمرار وتستخدم كقنوات لانسياب المعلومات والمواد المضللة والدعاية. - يهود العالم: يتم استقطاب يهود العالم خاصة اليهود الأمريكيين والشباب منهم من خلال تنظيم رحلات إلى إسرائيل بتذاكر مخفضة وانضمامهم إلى معسكرات (الجدناع) ، وهذه المعسكرات تم تدريب بعض "الفلاشا" فيها تمهيدا لإرسالهم في ( مهمات ) إلى أفريقيا. كما تقوم الموساد باختراق المنظمات اليهودية (غير الصهيونية)، على نطاق البلد الواحد، أو الدولية كما تقوم الموساد أيضا ( بالتسلل ) إلى العناصر اليهودية المعادية للصهيونية بهدف تحييدها، ورغم كل الاحتياطات التي اتخذتها الموساد، إلا إنها عانت الفشل في – كثير من المحاولات - وروى بعض اليهود الأمريكيين محاولات تجنيدهم من قبل الموساد وابلغوا السلطات الأمريكية حيث أن هناك مخاطر أمنية من انقسام ولاء الشخص (توزع الولاء) لإسرائيل وللدولة التي يحمل جنسيتها، وبالرغم من ادعاءات الموساد إنها تبتعد في عملية التجنيد عن (الكنيس) والمنظمات المحلية اليهودية لأن هذه الأماكن حسب وجهة نظر الموساد هي محط أنظار عملاء الوكالات الآمنة، لكن هناك اكثر من مثال يوضح زيف ادعاءات (الموساد) هذه حيث استخدمت الموساد يهود من النرويج والدنمارك والسويد في عملية ( ليلياهمر) الفاشلة عام 1973 واتضح ذلك من اعتقال ومحاكمة فريق الاغتيال الذي قتل (احمد بوشيكي) المغربي الأصل .. وقد جند هؤلاء اليهود المحليون لتنفيذ عمليات القتل .. لقد ذكرت (ماريان) في المحكمة في أوسلو " لقد طلب مني أن أقوم بخدمة ( لدولة إسرائيل) ، فشعرت بأنني مضطرة للقيام بذلك لأنني لم أقم بتأدية الخدمة العسكرية " كما أن تجنيد (بولارد) اليهودي محلل المعلومات في المخابرات البحرية الأمريكية لهو دليل آخر .. وهناك سلسلة طويلة من الأمثلة. إن أغلبية مجندي الموساد في الساحات الخارجية، هم من بين يهود تلك الدول، أو من الذين هم من اصل يهودي، وبذلك تعمل الموساد على زعزعة ولاء – مواطني – تلك الدولة – لبلدانهم – وتحاول الموساد باستمرار الادعاء بأنها لا تقو م بتجنيد عملاء يهود. ونشير في هذا المجال ... ، أيضا أن هناك جهازا استخباريا إسرائيليا لتجنيد اليهود (وتقديمهم كمجندين للموساد)، إن هناك دائرة سرية أخرى عرفت باسم (هيئة الخدمة السرية) ، وهناك اسم آخر لها – الشائع – في معظم المصادر (مصلحة يهود العالم)، هدفها التنسيق بين كافة الوكالات اليهودية في العالم بهدف نشر الأيديولوجيا العنصرية الصهيونية تحت سواتر النوادي الرياضية (المكابي) والنوادي الاجتماعية ومعسكرات الشباب بهدف تجنيد الصالحين منهم للعمل في الموساد. إن تجنيد اليهود لصالح الموساد - غالبا ما يتم عبر - المنظمات والوكالات اليهودية - التي تضع في خدمة الموساد عددا من المتعاونين والعملاء والذين يخدم بعضهم داخل أجهزة المخابرات الأجنبية، وتستغل الموساد وجودهم – هناك – من اجل الحصول على الوثائق السرية (كما حدث مع بولارد .. وغيره). - انتقاء وتصنيف العملاء اليهود: وحتى تنتقي الموساد عملاءها من بين اليهود فهناك (ذاتية) لكل يهودي يعيش خارج إسرائيل وكل هذه المنظمات اليهودية والصهيونية بالإضافة إلى الذاتيات تساعد جهاز الموساد في انتقاء عملائه من هؤلاء اليهود المنتشرين في العالم .. ويصنف هؤلاء العملاء اليهود إلى ما يلي: أ- علماء، وخبراء، رجال سياسة، أساتذة جامعات، باحثون .. الخ. أي رجالات ذوي مراكز مهمة وحساسة، وهذا العميل من هذا الصنف لا يمر بمراحل اختبار وتجارب، إنما يقوم بالتشاور معه في كثير من الأمور التي من الممكن أن تخدم إسرائيل والحركة الصهيونية من خلال موقعه (الوظيفي والأكاديمي)، كما تقوم الموساد بتزويده بما يلزم من معلومات لتقوية مركزه أو (تنويره) بما يحتاج إليه. ب- عملاء يهود مهمتهم جمع المعلومات، سواء كانت عن العرب، أو بعض التنظيمات اليسارية في تلك الدولة .. لتستطيع الموساد استغلال تلك المعلومات وأحيانا تقدمها إلى الجهات الحاكمة للحصول على (ثمن مقابل ذلك). ج- عملاء يهود للقيام بتنفيذ المهمات الخاصة وهؤلاء لابد أن يمروا بمراحل تدريبية وتجارب خاصة. د- عملاء يهود يزرعون في المؤسسات الحكومية والخاصة في الدول الأجنبية وأحزابها. ه- عملاء يهود من دول أجنبية يزرعون في الوطن العربي من خلال تسهيل ازدواجية الجنسية ومن خلال شركات بلدانهم في الوطن العربي. - تشغيل العملاء اليهود: كما تقوم الموساد باستغلال عملائها من اليهود مواطني البلاد الأجنبية للقيام (بعمليات الاختيار وتنمية العلاقات مع الأفراد المطلوب تجنيدهم) كذلك القيام ببعض المقابلات السرية لتوصيل تعليمات المركز إلى العملاء أو القيام بمراقبة هؤلاء العملاء لمعرفة نشاطهم واتصالاتهم، بل والأخطر من ذلك تستغلهم في شبكاتها التخريبية. ألم تستعمل (اليهود المصريين) للتخريب في مصر، وعملية سوزانا وغيرها من العمليات لخير دليل على ذلك؟ ألم تستعمل الاستخبارات الإسرائيلية اليهود العراقيين في عملياتها التخريبية مع بداية تأسيس الموساد عام 1951 ؟ - يهود البلدان العربية: أما فيما يتعلق باليهود الذين هاجروا من بلدان عربية إلى "إسرائيل" حيث ولدوا وتعلموا في البلدان العربية، ويبدو عليهم انهم عرب اكثر منهم إسرائيليين في حديثهم وتصرفاتهم، فانه يتم تجنيد عملاء إسرائيليين من هؤلاء، ويزودون بوثائق تحقيق شخصية – بجوازات سفر – عربية أو غربية ويرسل هؤلاء - كعملاء - يتم زرعهم في الدول العربية – خاصة دول الطوق – أو يرسلون كمواطنين من دول أوروبية ، ليزرعوا في الوطن العربي. لقد نجحت ( إسرائيل ) في قصة واحدة في عملية زرع يهودي ممن كانوا في البلاد العربية وهو ( ايلي كوهين ) حيث تم زرعه في سوريا وكشف أمره واعدم، وبالرغم من ادعاءات الموساد المتكررة أنها زرعت ( يهودا عربا ممن كانوا في البلاد العربية ) - يهودي عراقي – في منظمة التحرير الفلسطينية، أو في بلدان عربية، لكننا نعتقد أن ذلك كان من ضمن ( الحرب النفسية ) .. ، لقد رويت قصص كثيرة عن أن ذلك الشخص والذي كان يعيش في تلك الخيمة في منطقة كذا في الضفة الغربية ظهر بعد حرب 1967 ضابطا .. هذه قصص وشائعات لم تثبت كحقائق، ولكن قد يستعمل هؤلاء في مهمات محددة مقيدة الأجل، لقد حاولت الموساد اكثر من مرة إرسال يهود ممن كانوا في البلاد العربية من الذين يعيشون في فلسطين المحتلة حاليا إلى دول أوروبية للالتقاء بمناضلين عرب وفلسطينيين على أساس انهم مسيحيون فلسطينيون ولكنهم كانوا يكشفون بسهولة لان مسيحي فلسطين معروفون جيدا ومن السهل التعرف على كل من يدعي انه مسيحي من قرية كذا في الجليل .. وذلك لتواجد مناضلين مسلمين ومسيحيين من مختلف القرى في منظمة التحرير الفلسطينية، ولوجود ارشيفات إحصائية ومعلوماتية لدى الأجهزة الفلسطينية والعربية. لقد اكتشفت التنظيمات الوطنية اللبنانية حالات تجسس للموساد من بين يهود لبنان القاطنين في لبنان، وتم إعدام ( د. ايلي حلاق ) اللبناني – اليهودي – والذي يحمل الجنسية الفرنسية، ويقيم في بيروت، والذي كان يدير شبكة للموساد في بيروت، وتحاول الموساد بكثافة إيجاد شبكة لها من بين اليهود المقيمين في سوريا والعراق. إن تلك المحاولات لم تصادف نجاحات باهرة، وان كانت قد فأوجدت لها شبكة في المغرب مثلا وعبرها يتم انتقال هؤلاء اليهود العملاء من اليهود المغاربة أعضاء شبكة الموساد إلى شمال إفريقيا .. مثلا، ولكننا نعتقد أن اليهود ممن كانوا في البلاد العربية – المهاجرين إلى إسرائيل – يتم نقلهم بوساطة الموساد إلى دول عربية، ليس بوساطة جوازات سفر عربية، أو غطاء انهم كمواطنين عرب في تلك الدول أو في دول عربية أخرى بل بجوازات سفر أوروبية غربية وأمريكية وكندية، وفي شركات متعددة الجنسيات، وبشكل خاص امريكية، أي يصل عملاء الموساد كأمريكان وكأوروبيين وفي شركات أجنبية وهذا يتطلب من أجهزة الأمن العربية التحقق من هؤلاء ومن نشاطاتهم، ويتطلب أيضا التحقق من كل الشركات الأجنبية المنتشرة في عواصم البلدان العربية. الحلقة الثالثة · عندما يكون العميل / المجند أجنبيا ( أو ) فلسطينيا ( أو ) عربيا. أولا :- عندما يكون العميل / المجند أجنبيا : - تقوم ( الموساد ) بتجنيد ( نوعيات ) من الأجانب الذين يزورون ( إسرائيل ) ، أو بوساطة ضباط محطاتها في دول متعددة ، ويتم التجنيد بشكل مباشر لصالح ( الموساد ) ، أو في حالات عديدة تستخدم ( الموساد ) – هويات مزورة – أو ما نطلق علية ( إعلانات زائفة ) كأن يتظاهر ضابط الموساد – بأنة يعمل لحساب حلف شمال الأطلسي ، ويقوم بتجنيد هذا الأوروبي – أو – ذاك لصالح – استخبارات الحلف – ويستخدمون هذا الاسلوب بشكل خاص ، لتجنيد أوروبيين يعملون – أو للعمل كعملاء في البلدان العربية . وفي أثناء محاكمة العميل الإسرائيلي " لوتست " في القاهرة … صرحت زوجته " فالتراود " المتهمة بمشاركته في التجسس " أن زوجها ابلغها أنة يعمل لصالح حلف الناتو فإنها ساعدته على هذا الأساس .. " وقد حكمت حكما خفيفا ( 3 سنوات ) على هذه التهمة بينما حكم على زوجها بالسجن المؤبد. ويستخدم موظفو ( الموساد ) في هذا المجال وبشكل واسع ، التشهير والرشوة والمشاعر القومية أو الدينية ويقع في شباكهم عادة خدم المطاعم والبارات والفنادق والمحطات التلفونية ، وسكرتيرو مختلف الدوائر والسواقون وخدم ابرز رجالات الدولة ، والعناصر الملفوفة طبقيا وتشترك أل cia بتجنيد عناصر أجنبية وترسلهم في ( تدريب عملي ) إلى الدول العربية ، ثم تقوم بتسليم متابعتهم وتشغيلهم بعد ذلك للموساد ليمارسوا – أي هؤلاء العملاء – أعمالهم في بلدانهم حيث يقدمون هناك خدمات نشطة ( للموساد ) – ومن أمثلة ذلك ( فرسان العباءة والخنجر ) في أمريكا اللاتينية . إن أل cia تشترك مع الموساد في تجنيد أجانب ، لصالح ( الموساد ) خاصة في الدول العربية ويعتبر العميل / جون تاكر – الأسترالي – مثالا على ذلك.. فقد قاتل هذا العميل في صفوف القوات الأمريكية في فيتنام ، وبعد عودته إلى استراليا جند لصالح ( الموساد ) في استراليا ، ( واصبح من كبار تجار المخدرات في استراليا ) وارسلتة ( الموساد ) – إلى بيروت – وقتل هناك وهو يقاتل مع الكتائب عام 1976 ضد الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية . وتقوم ( الموساد ) بدراسة كل شخص ، تقع علية عيون ( الموساد ) ، من جميع النواحي العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ... الخ قبل تجنيده ، وتركز الموساد في تجنيدها للعملاء على : I- الخبراء والمهنيون ورجال ذوو مراكز حساسة : 1- مد الموساد بالمعلومات عن بلادهم ومراكزهم في جميع النواحي . 2- القيام بسرقة التكنولوجيا المتقدمة والحديثة . 3- الزرع داخل البلدان العربية تحت أسماء مختلفة . 4- إبداء التعاطف مع الدول العربية وبناء مؤسسات موالية لها . 5- إبداء تعاطف وتعاون مع المقاومة الفلسطينية والدخول في جميع مجالاتها . 6- خبراء عسكريين وشركات بناء يزورون الدول العربية لمساعدتها في بناء المعسكرات والمطارات وتقديم الخبرة لهم في المجال العسكري … الخ . ب- ضباط الارتباط ورجال هيئة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي … الخ من هيئات دولية وعالمية واستغلال أوضاعهم . ج- الدبلوماسيون الأجانب في الدول العربية والاشتراكية وخاصة الملحقين العسكريين . د- المراسلون والصحفيون الأجانب حيث أن لهؤلاء تسهيلات في تحركاتهم ومقابلاتهم وخاصة مع الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى المعلومات العسكرية والسياسية المتميزة التي يحصلون عليها خاصة من المقابلات والمشاهدات . ه- مهربو السلاح وخاصة من لهم علاقة مع الفلسطينيين لمعرفة ما يحتاجونه من سلاح وطرق التهريب … الخ ، وعند الحاجة تقوم إسرائيل بتزويدهم بالسلاح الخفيف لتوصيله للحكومات الدكتاتورية في العالم لقمع حركات التحرر أو مساندة حركات مناهضة للحكومات الثورية ، ومقابل ذلك يكون للموساد اليد الطولى داخل تلك البلاد والحركات . و- الأحزاب والحركات والمنظمات والعصابات والمافيا العالمية لا يهم الاتجاه إن كان يمينيا أو يساريا ، المهم إنها تخترقه لتجمع المعلومات واستغلالها لحين الحاجة وخاصة ممن لهم علاقة مع الفلسطينيين . ومن بين هؤلاء تحاول ( الموساد) تجنيد عملاء لها. * عندما يكون العميل/ المجند فلسطينيا (أو) عربيا . يتم تجنيد عملاء فلسطينيين – وعرب - لصالح (الموساد) إما: I- داخل الأرض المحتلة - حيث تحتل إسرائيل كل الأرض الفلسطينية - وهضبة الجولان السورية والتي يعيش فيها ( اكثر من 25 ألف مواطن سوري) ، بالإضافة إلى مزارع شبعا في الجنوب اللبناني. المعروف أن ثلث ضباط الموساد يعملون داخل الأرض المحتلة بالتنسيق مع (الشين بت) ، وذلك لتدريبهم أولا على( الاختلاط الفلسطيني ) وفهم عقليتهم ، ولتجنيد العملاء من بين صفوفهم ، ولتعليمهم اللغة العربية (واللهجة الفلسطينية) ، وتقضية فترة (تدريب عملي). ويطلق على ضباط الموساد هؤلاء- في الأرض المحتلة اسم (المخابرات الخارجية) ، وبشكل خاص يتابعون بالإضافة إلى تجنيد واختيار عملاء - شبكات وعملاء في " دول الطوق " ودول الخليج العربية ، حيث تشترك الموساد - والاستخبارات العسكرية في العمل في هذه الساحات المفتوحة لكلا الجهازين ، أو ما يطلقون عليه (عمليات عبر الحدود) ، ضمن تنسيق بينهما ، عبر لجنة رؤساء الأجهزة (فاعادات) ، وتساعد "الشين بت" (الموساد) في اختيار وتجنيد العملاء من الذين يترددون على تلك الساحات والذين لهم عائلات في الداخل وغالبا ما يتم تهديدهم بعائلاتهم ومن الذين يزورون الأرض المحتلة . أو من الطلبة العرب الذين يقيمون في الأرض المحتلة ويدرسون في الجامعات العربية أو الأجنبية أو من المقيمين في الأرض المحتلة ، وكذلك الإشراف على (العملاء المزدوجين) ، كما يتم التجنيد من بين المهربين- بعد إلقاء القبض عليهم أو مقابل تسهيل أعمالهم ، وبعض هؤلاء المهربين هم من أوساط البدو ، أومن المقيمين في القرى الحدودية. Ii- خارج الأرض المحتلة : حيث يتواجد الفلسطينيون والعرب بهدف الإقامة أو الدراسة أو العمل ، ويتم الاختيار والتجنيد بواسطة ضباط " الموساد " العاملين في المحطات الخارجية ، وأحيانا تساعد أجهزة الأمن الأجنبية في تجنيد فلسطينيين وعرب لصالح الموساد كما يحدث في ألمانيا مثلا ، من بين المتقدمين لطلب اللجوء السياسي"في برلين" كما تساعد ال cia في ذلك أيضا ، ويتم تشغيل هؤلاء العملاء في الساحات التي تم تجنيدهم فيها ، أو يتم إعدادهم وتحضيرهم للعودة إلى أوطانهم ، حيث تكون هناك مهماتهم التجسسية لصالح (الموساد) أو إلى دول عربية أخرى ( ويقوم جيش عملاء لحد الفارين من الجنوب اللبناني إلى إسرائيل بدور كبير في هذا المجال ، لقد استطاعت الموساد تجنيد عرب بشكل مباشر أو غير مباشر، وبشكل خاص بواسطة الاغراءات المالية (مرتبات ، مكافآت ، أو سلف مالية) أو للإفراج عن حساباتهم المجمدة في البنوك منذ عام 1948 أو مقابل جمع شمل العائلة المشتتة بسبب الاحتلال أو مقابل تخفيض فترة أحكامهم بالسجن ، أو" الغيرة والتنافس والخوف والخلافات والصراعات العشائرية ، أو خلق نقاط ضعف فيهم – كالشذوذ الجنسي- أو الاغتصاب أو التهديد بالفضيحة. وبشكل عام … فان " الموساد " تستغل كل الدوافع والتي تتركز بشكل أساسي- في الاغراءات المالية .. وبالرغم من ذلك ، فان المخابرات الإسرائيلية لم تستطيع أن تنشر شبكة واسعة وكثيفة من العملاء رغم محاولاتها ذلك ، ورغم ادعاءاتها المتكررة ، وحتى أن رجال المخابرات الإسرائيلية السريين جدا ، وذوي المستوى الاستراتيجي …

عمار الحرازي08-03-2010, 11:37 AM

لقد اخذت جميع القصص والروايات في هذا الموضوع من ملفات وأرشيف المخابرات المصرية وكذلك من المخابرات الاسرائلية وكذلك من التحقيقات ومن مذكرات الجواسيس..

 

اتمنى ان اكون قد وفقت في استحضار وطرح اغلب قصص وتاريخ

جواسييس المخابرات...

تمنياتي للجميع بالإستفادة

والمعذرة ياشباب ان وجد تقصير او بعض الأخطاء الإملائية

تحياتي وودي للجميع

غاغا08-18-2010, 03:08 PM

يشرفني ويسعدني بان اكون اول من يرد على هذا الموضوع الكبير والرائع والمذهل

عشره على عشره يامعلم

الله يعطيك مليون عافية على طرح هذا الارشيف الغني بالمعلومات عن تاريخ الجواسيس

هذا ماتعودناه منك ياغالي

ومزيداً من النجاح والتقدم

يوريكا208-21-2010, 11:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

ما يخص الموووضوع في الجاسوسية الموضوع شيق وجميل واساس في كل شي خاصه الامن القومي والاقليمي وكذلك الدوله نفسها من الداخل والخارج والجاسوسية في الداخل او الخارج لها منافع واضرار من ناحية اذا ما كانت ضد او مع المهم كلما كان الحزب الحاكم لدية القدرة الكامله في جمع المعلومات بطرقه الخاصه كلما كان قادراً على احكام قبضته وكذلك السيطره على ادارة العلاقات المختلفه انا لن ازيدد لقله معلوماتي ولكن هذة وجهه نظري الخااااااااصه

واعذرووووووني ................ يوريكا

من الذي قتل اشرف مروان؟؟!!!

أشرف مروان

أشرف مروان هو رجل أعمال مصري وهو زوج منى جمال عبد الناصر، ابنة الرئيس المصرى الأسبق جمال عبد الناصر. قتل فى 27يونيو2007 إثر إسقاطه من شرفة منزله بلندن.

ولد مروان فى عام1945 لأب كان ضابطا بالجيش. حصل على بكالوريوس العلوم فى عام1965 وعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدا لجمال عبد الناصر. فى سنة1970 أصبح المستشار السياسى والأمنى للرئيس الراحل أنور السادات وذلك بعد وفاة عبد الناصر. ترأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامى1974 و1979، وتوجه إلى بريطانيا بعد تقاعده كرجل أعمال وتوفى فيها فى 27يونيو2007.

 عدل  وفاته

توفى بعد أن سقط من شرفة منزله فى لندن. وقد وقع الحادث بعد ظهر الأربعاء، وقد ذكر بيان صادر عن الشرطة أن التحقيقات حول ظروف حادث سقوطه من شرفة منزله لا تزال مستمرة، ورغم وجود كاميرات مراقبه بموقع وفاته إلا أن تعطلها حال دون توفر تسجيل للحادث.

أعلنت شرطة سكوتلاند يارد، ان التحقيقات ما زالت مستمرة فى حادثة سقوط رجل الأعمال المصرى أشرف مروان من شرفة منزله بمنطقة سانت جيمس بارك، بوسط العاصمة البريطانية، ليموت حالا. وأوضحت الشرطة البريطانية، فى بيان أصدرته أن: "الطب الشرعى لم ينته من عمله بعد، وتقريره النهائى هو الذى سيحسم الأمر" وفى يوليو2007 أكد القضاء البريطانى انتحاره ونفى وجود شبهه اغتيال أو قتل عمد.

 عدل  تهمة العمالة

اهتمت الصحف العبرية اهتمام كبير بوفاة أشرف مروان واتهامه بأنه عميل مزدوج فقد كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت : أن هناك غموضاً يكتنف وفاة مروان، الذى وصفته بانه كان عميلا مزدوجا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية، وانه كان يخشى على حياته منذ أن كشفت إسرائيل عام2003 انه عميل كبير للموساد. وذكرت الصحيفة: أن إيلى عيزرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فى الجيش الإسرائيلى أثناء حرب أكتوبر1973 وكبار قادة الموساد فى ذاك الوقت والشاباك اعتبروا أن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا، وأنه سبب إخفاقاً تاماً وكبيرا لمؤسسة الموساد، لكن هناك منتقدين لهذا التوجه قالوا أنه لا يوجد أساس لهذه النظرية.

وكتبت صحيفة معاريف: أشرف مروان عميل مزدوج أفشلنا فى حرب أكتوبر، وأيا تكون الأسباب وراء موته فانه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية فى إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة". وانتقدت معاريف بشدة الكشف عن اسم مصدر من قبل الدولة وهو على قيد الحياة".

قال اللواء إيلى زعيرا الذى طرد من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية بعد فشل إسرائيل فى التنبؤ بالحرب عليها، فى كتاب صدر فى العام1993 أن إسرائيل فوجئت بالحرب لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج.

غير أنه لم يذكر اسمه فى ذلك الكتاب، لكن الصحافة الإسرائيلية قامت بنشر اسم مروان.

وتردد أن مروان كان يحمل لدى الاستخبارات الإسرائيلية اسما حركيا هو "بابل" ووفقاً لصحيفة التايمز فإنه تردد أن مروان عرض خدماته على إسرائيل عام1969 وظل يمدها فى السنوات التالية بالمعلومات عن مصر والعالم العربي، وهى المعلومات التى وصفها مسئولون إسرائيليون بأنها لا تقدر بثمن.

 عدل  إشادة مبارك

وذكر الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك: أن مروان كان وطنيا مخلصا وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها مشددا على انه لم يكن جاسوساً لأي جهة على الإطلاق.ونفى أنه ابلغ إسرائيل بموعد حرب أكتوبر وذكر أنه لا أساس له من الصحة.

 عدل الجنازة

شيعت الجنازة الأحد من مسجد عمر مكرم بمصر الجديدة حيث أقيمت صلاة الجنازة التى أمها د. محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر وقتها.

شارك فى الجنازة صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق وفتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق وجمال مبارك وعدد من الوزراء وكبار المسئولين.

 عدل  نظرة خاصة فى حياة أشرف مروان

ما بين 5شارع الحكماء بحي مصر الجديدة حيث ولد، و24كارلتون هاوس فى منطقة جيمس القريبة من القصر الملكى البريطانى ببكنجهام بالعاصمة البريطانية لندن حيث لقى حتفه، مسافة قدرها 63عاماً من الغموض هى عمر أشرف مروان زوج منى الابنة المدللة للرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، وواحد من أقرب المقربين من الرئيس أنور السادات، بالإضافة إلى شهرته فى دنيا المال والأعمال. طوال حياته وهو رجل الألغاز العصية على الحل.. طوال عمره وهو يدمن السير على الحبل.. المقامرة حتى بحياته.. الرقص على حواف الجمر؛ ولذلك دخل بقوة عالم تجارة السلاح التى لا ترحم.. بالإضافة إلى ادعاء إسرائيل بأنه كان العميل "بابل" الذى عرض عليهم خدماته فى عام1968 لدرجة أنهم ادعوا أنه أخبرهم بموعد ساعة الصفر فى حرب أكتوبر1973 فتجارة السلاح التى عمل فيها تجبره على أن يحمل كفنه على كتفه على الدوام حيث عمره لا يساوى أكثر من ضغطة على زناد مسدس كاتم للصوت، والجاسوسية التى يقال إنه عمل فيها تعنى أنه يلف بنفسه حبل المشنقة حول رقبته فى حال اكتشافه من أي الأطراف التى يلعب معها، لكنه لم يمت بهذه الطريقة أو تلك.. أسقط من شرفة منزله القريب من القصر الملكى البريطانى مواصلاً مسلسل الغموض الذى كان العنوان الأبرز فى حياته.

 عدل  الخطوة الأولى

أشرف مروان من مواليد 2من فبراير1944، والده كان ضابطا كبيرا بالجيش المصري، هو اللواء أبو الوفا مروان الذى تولى إدارة سلاح الحرب الكيماوية قبل أن يخرج للتقاعد ويتولى شركة مصر للأسواق الحرة.

داخل هذه الأسرة التى تقدس النظام عاش الشاب مروان حتى حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة فى عام1965 ثم الدكتوراه فى نفس التخصص من جامعة لندن عام197، وكان قد التحق بالقوات المسلحة منذ عام1965 حيث كان الأمر بالنسبة له سهلا بالنظر لمكانة والده كأحد القادة فيها آنذاك.

لكن مروان رأى أن المكانة التى يحظى بها فى المجتمع عادية آنذاك بالنظر إلى سلم طموحاته اللامحدودة التى يرنو إليها، فأقدم على الخطوة التى ستختصر المسافات.. وتفتح الأبواب المغلقة.

كانت هذه الخطوة هي ابنة الرئيس عبد الناصر نفسه.. وتقدم للزواج من منى الابنة المدللة للرئيس وتم قبوله، ومن هنا كانت بداية ظهوره فى الحياة العامة فى مصر، حيث انتقل وهو خريج العلوم للعمل فى رئاسة الجمهورية كمساعد محدود الاختصاصات لسامى شرف مدير مكتب عبد الناصر.

 عدل  بعد وفاة عبدا لناصر

فور أن مات جمال عبد الناصر فى سبتمبر1970 سارع مروان للدفاع بقوة عن الخطوات التى حصل عليها بالزواج من ابنته على محدوديتها، وببراعة الطموحين قرأ المشهد جيدا.. أيقن أن عهد ناصر ولى بغير رجعة.. وأن لكل زمان دولة ورجالاً فعمل بكل ما يملك ليكون واحدا من رجال الزمان القادم، وسارع بتقديم الدعم للسادات، وانضم للفريق المؤيد له، برغم درجة النسب التى تربطه بعبد الناصر. بدأ مروان يعزف على نغمات الرئيس الجديد؛ فأحلام سيادته أوامر.. الأفكار الاشتراكية.. بالية، الاقتصاد الحر.. فيه الخلاص، ومصر.. أخطأت كثيراً بالارتماء فى حضن السوفيت ومعاداة الغرب.. فهكذا كان السادات يرى الأمور.

وكان نتيجة هذه المعطيات أن وثق السادات فى مروان أيما ثقة؛ للدرجة التى جعلته يقوم بتعيينه سكرتيرا خاصا له لشئون المعلومات فى 13مايو1971، أى قبل يومين من عمليات الاعتقال الجماعية لرموز الحقبة الناصرية التى أسماها السادات بـ "ثورة التصحيح"، التى لعب فيها مروان والفريق الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى آنذاك الدور الأكبر فى تصفية خصوم السادات.

ومن عجيب الأمور أن الليثى لقى حتفه من شرفة الطابق العاشر بعمارة شهيرة فى لندن اسمها "ستيورت تاور" وهى ذات العمارة التى سقطت الفنانة سعاد حسنى فى يونيو2001 من شرفة طابقها السادس- وبعد أكثر من 34عاماً لحق مروان برفيقه فى الولاء للسادات "ناصف" وبذات الطريقة وفى نفس المدينة -لندن.

ارتماء مروان فى حضن السادات جعل علاقته "مروان" تسوء مع عائلة عبد الناصر، لدرجة أن قاطعته السيدة تحية كاظم "حماته" وهدى -أخت زوجته- وزوجها حاتم صادق، وكان هو يتربح من هذه المقاطعة عند السادات الذى كان يشعر بتعاطف خاص معه جراء هذه الأمور التى تحدث معه بسبب انضمامه إلى فريقه.

مع الوقت علا نجم مروان فى الحياة السياسية المصرية، نتيجة تزايد ثقة السادات الكبيرة فيه؛ فجعله عضوا فى لجنة الإشراف على التطوير وصناعة الأسلحة فى مصر وليبيا، وعضواً فى المجلس الأعلى للمشروعات الطبية فى مجال الطاقة النووية عام1973، ثم سكرتيرا للرئيس للاتصالات الخارجية فى عام1974.

وفى 29من يونيو1974 عين مقررا للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي. وفى1975 عين رئيسا للهيئة العربية للتصنيع، وفى1987 عين سفيرا لمصر فى لندن ثم اتجه للعيش فى لندن، والعمل فى الأعمال الحرة كمستثمر، وكان رئيس الجالية المصرية فى لندن.

لم يخل هذا الصعود السريع لمروان من شائعات طالت ذمته المالية، وعلاقته التجارية بالمليونير السعودى كمال أدهم، ويحكى الصحفى المقرب من السادات موسى صبرى فى كتابه "الحقيقة والأسطورة" أنه دار بينه وبين السادات حديث ودى حول مروان سأله فيه عن سر تمسكه بالأخير برغم هذه الشائعات المحيطة به فأجابه السادات بالقول: أنا لا أقبل أن أمد يدى لأي حاكم عربي، لكننا نتعرض لمآزق مالية خطيرة، وأشرف يقوم بهذه المهمة، كما أنه قدم خدمات ممتازة فى موضوع الأسلحة، واستطاع بجهده الشخصي أن يذلل كثيرا من العقبات مع المصانع الفرنسية بالذات، وتم هذا فى أوقات حرجة وقبل حرب أكتوبر1973.

 عدل  مروان فى كتاب تاريخ إسرائيل

بعد تسلمه وساما من أنور السادات كتكريم له على ما قدمه من خدمات للوطن فى حرب أكتوبر1973، وبعد أن اتجه بقوة لعالم المال والأعمال فى عدد من عواصم العالم أهمها لندن، جاء العام2002 حاملاً له زلزالاً بدرجات مرتفعة من المقاييس التى تجعل من سمعة الإنسان وشرفه ووطنيته موضعا للتشكيك ففي هذا العام نشر المؤرخ اليهودى المقيم فى لندن "أهارون بيرجمان" كتاباً بعنوان "تاريخ إسرائيل" أشار فيه إلى أن أشرف مروان -دون ذكر الاسم- عمل جاسوسا للموساد الإسرائيلي، وأنه ذهب بنفسه للسفارة الإسرائيلية فى لندن عام1968 عارضاً خدماته على الموساد ليكون رجلهم فى بيت عبد الناصر ورئاسة الجمهورية التى يعمل بها.

أصيب الإسرائيليون بصدمة بعدما عرفوا شخصيته، لكنهم رحبوا به وكانوا يدفعون له 100ألف جنيه إسترلينى عن المقابلة الواحدة، وأنه منذ هذه اللحظة حمل أسماء حركية فى سجلات الموساد مثل "الصهر" أو "العريس" أو "رسول بابل"، ولم تكن تقاريره يقرؤها إلا كبار رجال الحكم فى إسرائيل من عينة جولدا مائير رئيسة الوزراء وموشى ديان وزير الدفاع بالإضافة إلى كبار رجال الموساد.

وذكر المؤرخ اليهودى أن مروان سلم الموساد نسخة مكتوبة من حوار جمال عبد الناصر مع القادة السوفيت فى 22يناير1970 يطالبهم فيها بقاذفات (طائرات) بعيدة المدى، كما سلمهم نسخة من رسالة سرية بعث بها السادات إلى الرئيس السوفيتى ليونيد بريجينيف فى 30أغسطس1972 طالبه فيها بصواريخ بعيدة المدى من طراز "سكود" ويقول فيها إنه من دون هذه الصواريخ لا يستطيع شن حرب لتحرير سيناء.

ويضيف المؤرخ اليهودى فى كتابه أن مروان أبلغ الموساد بمعلومات عن الخلية الفلسطينية الفدائية بقيادة أمين الهندي التى كانت تنوى تفجير طائرة "العال" المدنية فى روما رداً على قيام إسرائيل بإسقاط الطائرة المدنية الليبية، وقد أفشلت إسرائيل العملية بفضل المعلومات التى قدمها "بابل" أو مروان.

لكن القنبلة المدوية التى فجرها كتاب بيرجمان هي أن "بابل" طلب فى 4أكتوبر1973 مقابلة رئيس الموساد "تسفى زمير" فطار إليه الأخير خصيصا فى اليوم التالى (5 من أكتوبر)، والتقاه فى إحدى الدول الأوروبية فوجده غاضبا "لأن إسرائيل تتجاهل تحذيراته ولا تعمل شيئا لمواجهة خطر الحرب" وفى مساء اليوم نفسه اتصل "بابل" وأبلغ إسرائيل بأن موعد الهجوم المصرى السورى سيكون قبل حلول المساء من يوم 6أكتوبر.

كشفت وثائق إسرائيلية نشرها موقع "واى نت الإسرائيلي" صباح الأربعاء عن اجتماع جمع رئيسة الوزراء، "جولدا مائير"، وقائد عام القوات المسلحة، "دايفيد اليعازر"، ورئيس الاستخبارات العسكرية، "إلى عيزرا"، صباح يوم السادس من أكتوبر إثر رسالة "درامية" بعثها "أشرف مروان"، الذى كان يتجسس لصالح إسرائيل وقتها، تؤكد اقتراب موعد الحرب

 عدل  وطنى ضلل إسرائيل

ويقول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" إبان حرب أكتوبر إيلى عيزرا فى تحقيقات لجنة "أجرانات" الإسرائيلية التى حققت مع القادة الإسرائيليين فى أسباب هزيمتهم فى أكتوبر1973 والتى أفرجت إسرائيل عنها مؤخرا وتنشرها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مترجمة للعربية على حلقات هذه الأيام: إن بابل نقل معلومات دقيقة إلى إسرائيل لكي يحظى بثقتها.

ولكن الهدف من تشغيله من قبل المصريين كان فى الواقع التضليل؛ فهو أبلغ عن رسالة السادات إلى بريجنيف فقط لكي يقنع إسرائيل بأن السادات لن يحارب إلاَّ إذا حصل على صواريخ سكود، وفى الحقيقة أنه لم يحصل عليها؛ ولذلك سادت القناعة فى إسرائيل بأن مصر لن تجرؤ على إعلان الحرب، مما أدى إلى سواد نظرية "الفرضية" المشهورة لدى الاستخبارات العسكرية.

وتقول "الفرضية" وفق تقارير لجنة أجرانات: إن مصر لن تحارب إلاَّ إذا تمت الحرب بالاشتراك مع سوريا وبالحصول على طائرات حديثة، وأسلحة أخرى تضمن تفوقاً مصرياً على سلاح الجو الإسرائيلي.

ويضيف زعيرا: كيف يمكن لمسئول مصرى رفيع كهذا أن يأتى إلى السفارة الإسرائيلية فى لندن فى وضح النهار، فى الوقت الذى يعرف هو وقادته بأن هذه السفارة مثل غيرها من السفارات الإسرائيلية فى الخارج مراقبة من عشرات أجهزة المخابرات فى العالم؟!.

ويعتبر رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق بأن أهم مهمة قام بها "بابل" هى عندما أبلغ إسرائيل بموعد الحرب. فهو قال إنها ستتم قبيل حلول المساء وبذلك خدع إسرائيل لأن الحرب بدأت فى الثانية من بعد الظهر. فقد فهم منه الإسرائيليون أن الحرب ستقع فى السادسة مساء، وخلال الساعات الأربع كانت القوات المصرية قد أتمت عبور القنال، ولذلك فإنه نجح فى تضليل إسرائيل.

ويقول أنصار رؤية زعيرا من القادة الإسرائيليين: إن ما قامت به المخابرات المصرية بزرع "بابل" كعميل مزدوج هو تكتيك روسى تقليدى يتمثل فى "زرع عميل مزدوج يغذونه بـ 95% معلومات دقيقة وفى اللحظة الحاسمة ينقلون عبره معلومات كاذبة".

لكن فى الموساد من يردون على هذا الزعم بأنه ليس هناك فى مصر، ولا حتى السادات نفسه، من كان على استعداد لتحمل مسئولية تسليم معلومات مركزية وهامة عن مصر كالتى سلمها "بابل" طوال أكثر من 4سنين فقط من أجل التضليل فى لحظة معينة.

وقد استمر النقاش فى إسرائيل حول مدى مصداقية "بابل"، وأجرت المخابرات الإسرائيلية على اختلاف أجهزتها أبحاثاً رسمية حول الموضوع استنتجت منها أنه "كان جاسوساً لها ولم يكن مبعوثاً من المخابرات المصرية بهدف التضليل.

فى حين يرى المخالفون -وبينهم إيلى زعيرا- أن الثقة فى "بابل" كانت "أكبر هزيمة تحققت لإسرائيل فى تاريخها" بابل وأكتوبر العام2004 جاء حاملا مفاجئة مدوية ليست لمروان هذه المرة لكنها للذين يعتقدون داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن "بابل" أو مروان كان مخلصاً لهم، ولم يكن "طُعْمًا" من المخابرات المصرية ابتلعوه للنهاية؛ حيث شاهد أحد العاملين فى جهاز مخابرات إسرائيلي على مراقبة شبكات التلفزيون العربية بثا لإحدى القنوات المصرية الرئيس المصرى حسنى مبارك وهو يصافح مروان فى احتفالات ذكرى حرب أكتوبر فى العام2004.

وقام رجل المخابرات الإسرائيلي بتسجيل مقطع المصافحة والذي تخلله أيضا عناق على شريط فيديو، وبعد أن تأكد من الشخص المقصود هو فعلاً أشرف مروان أبلغ المسئولين عنه بالأمر.

ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت فى مايو2005 تقريراً عن هذا الشريط الذي يجمع مبارك ومروان اعتبر فيه محرر الصحيفة لشئون أجهزة الاستخبارات والقضايا الإستراتيجية أنه سينهى الجدل الدائر منذ32عاماً فى إسرائيل حول مروان بأنه بطل قومي مصري.

وكتب المحلل يقول: بعد الآن لا يتبقى أي مكان للشك.. فالرئيس المصرى لا يتعامل على هذا النحو مع أكبر خائن عرفته مصر، بل هكذا يتم التعامل مع بطل قومى.

وجاء تأكيد إضافي لمن يرى فى مروان بطلا قوميا أنه منذ الحرب وحتى وفاته، وبعد ما نشره أهارون برجمان، حظى مروان بالازدهار والأمن، وبالقدرة على دخول مصر والخروج منها كما يشاء وهناك من يرون فى ذلك برهانا آخر على أن قادة الحكم المصري والسادات كانوا يعرفون أنه عميل مزدوج، وأنهم زرعوه فى الموساد لهذا الغرض.

وفضلا عن ذلك فإن عمرو موسى وزير الخارجية المصرى السابق، سمح لابنته بالزواج من ابن مروان، فى الوقت الذي كان فيه موسى فى منصب يسمح له بالاطلاع على المعلومات الأشد سرية فى الاستخبارات المصرية بحكم عمله فى الخارجية.

ويقول رجل من وحدة الأبحاث فى شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تعليقا على هذا الأمر بحسب برجمان: لو كان مروان خائنا حقا، فإن موسى لم يكن أبدا ليسمح بهذا الزواج" علماً بأن هانيا عمرو موسى انفصلت عن أحمد أشرف مروان بعد زواج دام 15عاماً، وله منها ولد وبنت اسمهما محمد وأمينة".

آخر هذه الحقائق التى أكدت نجاح مروان فى خداع الموساد الإسرائيلي، نشرتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بعد ظهور كتاب جديد فى إسرائيل تحت عنوان "الملاك أشرف مروان.. والموساد ومفاجأة حرب يوم الغفران"، وهو كتاب لأستاذ العلوم السياسة بجامعة حيفا يورى بار يوسف، الذي تناول فيه علاقة د.أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مع جهاز الموساد الإسرائيلي الذي أطلق على مروان اسم العميل "الملاك" فى الفترة التى سبقت وأعقبت حرب أكتوبر1973.

أكد الكتاب أن مروان لم يكن عميلا مزدوجا يجمع المعلومات لصالح إسرائيل، ولكنه كان فى الأصل يعمل لحساب مصر بنفس التوقيت، ويزود الموساد الإسرائيلي بمعلومات حقيقية موثوق فى صحتها، كجزء من خطة الخداع الاستراتيجي الذي كان ينفذها بتعليمات مصرية لإنجاح عمله مع الموساد، حتى أنه أمدهم فى يوم 4أكتوبر1973، باستعداد مصر لشن حرب قريبة على إسرائيل، ولكن دون أن يحدد متى، وهى المعلومة التى لو استغلها الموساد والقيادة السياسية ممثلة فى جولدا مائير والقيادة العسكرية ممثلة فى وزير الدفاع آنذاك موشى ديان، لكانت تغيرت معالم حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل.


: هذه غلطتي، ولكن هل تعتقد أن المضادات للطائرات موجودة داخل المعسكر أم خارجه ؟ .

عمار الحرازي08-03-2010, 04:18 AM



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق