الجمعة، 8 نوفمبر 2013

بالتفاصيل والأسماء قادة الإخوان المنتمين للحركة الماسونية منذ النشأة وحتى اليوم
 ناجي هيكل
 نحن لا نختلق شيئا لكننا فقط ننشر تقرير سري حول الإخوان المسلمين قدمته المخابرات الإنجليزية مؤخرا لرئيس الوزراء البريطاني حول الإخوان المسلمين وامكانية التعامل معهم بناء على طلبه
المخابرات البريطانية لم تفعل جديدا فقط استعانت بمعلوماتها الموثقة من داخل المحفل الماسوني الأعظم والذي لم يجد حرجا في مد المخابرات البريطانية بتقرير كامل يدعم وجهة نظره في ضرورة التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها أفضل للتعامل من غيرها من الحركات مدللا على ذلك بالعلاقات القديمة بين الماسون والإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي الذي ساعدت الحركة الماسونية على تدشينه ورعايته على مر العقود الماضية
التقرير نضعه بين أيديكم مع النسخة الإنجليزية ونترك لشعب مصر أن يقرر هل يقبل بأن يحكمه هؤلاء أم لا
التقرير الخطير والمثير يذكر علاقة الاخوان المسلمين و سيد بمنظمات ماسونية و يقدم دلائل ثبت ان سيد قطب خادم مخلص للماسونية العالمية ، علما ان سيد كان له اتصالات مشبوهة قبل الثورة بمنظمات امريكية
و معلوم أن المحافل الماسونية خرجت أبطالا وهمين و ثوار تعلق صورهم في الجدران و تنصب لهم التماثيل و ماهو الا حمير يركبها اليهود لاثارة الفتن و الثورات و زعزعة استقرار الامم تمهيدا للقضاء عليها و انشاء الحكومة العالمية تحت قيادة اليهود
سيد قطب الأب الروحي لجماعات العنف الدموية جعلت كتابه النكبة معالم في الطريق دستورا للدمار و الخراب يعكفون عليه لا يفارقه الحركي و الإخوان المسلمون أول ما يدرسونه للمجند الجديد المسكين الواقع في حبالهم يدرسون له معالة في الطريق دستور الماسونية في العالم الإسلامي مثله مثل كتاب العقد الإجتماعي لروسو كتب خرجت من رحم الأفعى الماسونية
 ولما كانت الماسونية تضرب بالثورات الإلحادية في أوروبا ضربت في العالم الإسلامي في توحيد الألوهية فآزاحت الإله و رفعت الحاكمية و جعلت الشرع محصور في المواجهة مع الحاكم ...




  سيد قطب بين الماسونية والإخوان
 سيد قطب إبراهيم حسن الشاذلي الذي عانى من التيه حتى عرف طريقه، عانى من الضياع الروحي والتيه النفسي حتى وجد ضالته المنشودة في حركة إسلامية إصلاحية سمت نفسها باسم «الأخوان المسلمين»
ولد «سيد قطب» في قرية (موشة) بمحافظة أسيوط في يوم 9/10/1906، وفى عام 1920 سافر إلى القاهرة لينضم إلى مدرسة المعلمين الأولية ونال منها شهادة الكفاءة، التحق بعدها إلى تجهيزية دار العلوم
وفى عام 1932 حصل على درجة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا لمدة ست سنوات، ثم موظفا في الحكومة. وبعد سنتين عين في وزارة المعارف – في عهد إسماعيل القباني – في وظيفة «مراقب مساعد» حتى قدم استقالته لأن رؤساءه لم يقتنعوا بمقترحاته
وقبل مجلس قيادة الثورة الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما. ولكن الرئيس العراقي «عبد السلام عارف» تدخل وتم الإفراج عنه بسبب سوء حالته الصحية سنة 1964
وفي سنة 1965 اعتقل بتهمة محاولة «اغتيال جمال عبد الناصر». وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21/8/1966، وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط في 29/8/1966قبل أن يتدخل أحد الزعماء العرب
وطوال حياته السياسية انضم قطب إلى حزب الوفد ثم انفصل عنه، وانضم إلى حزب السعديين لكنه مل من الأحزاب ورجالها وعلل موقفه هذا قائلاً : "لم أعد أرى في حزب من هذه الأحزاب ما يستحق عناء الحماسة له والعمل من أجله"
لقد مر "سيد قطب" في حياته بمراحل عديدة انتقل فيها من تيارات فكرية إلى أخرى، ويعترف "سيد قطب" أكثر من مرة بمروره بمرحلة التيه في عقيدته الدينية، وفى عام 1934 نشر في الأهرام دعوته للعرى التام، وأن يعيش الناس عرايا كما ولدتهم أمهاتهم، وقد كان ذلك منتشرا في البلدان الأوربية آنذاكل
وقد أكدت ذلك مجلة روز اليوسف حين نشرت مقالا بعنوان "سيد قطب من الإلحاد إلى القداسة والعكس" وكتبت فيه عن دعوته للعرى، وعن حبه لفتاة أمريكية حتى أنه بكى حينما تزوجت من غيره
ويبدو أن الماسونية امتدت إلى "سيد قطب" وبعض الأعضاء من التنظيم المسمى"الأخوان المسلمين"، وكان يكتب بعض مقالاته الأدبية في جريدة ماسونية هي "التاج المصري" لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري، وإن لم يصرح أي من مصادر الماسونية أنه كان ماسونيا، لكن الصحف الماسونية لم تكن لتسمح لأحد من غير الأعضاء
في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه
  لقد كتب الشيخ "محمد الغزالي" في كتابه (من ملامح الحق)، وهو من أكبر رجالات الأخوان وصاحب للشيخ "حسن البنا" أن "سيد قطب" منحرف عن طريقة البنا، وأنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الأخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيهم لتفسدوهم وكان منهم "سيد قطب".
لم يكن وحده ماسونياً: يبدو أن الشكوك في تورط بعض الأعضاء من التنظيم المسمى "الأخوان المسلمين" إلى الماسونية تزيد حينما نذكر أن "مصطفى السباعي" الذي ساهم في الحركة الوطنية المصرية كان من أنشط الأعضاء الماسون في بيروت. ولكن لأي مدى كان انتماؤه للماسونية؟ وهل كان يخدم بها أهداف المسمين بالأخوان المسلمين في مصر وسوريا؟ ولقد انتخب "مصطفى السباعي" بعد عام 1945 رئيسا عاما للحركة المسماة "الإخوان المسلمين" في سوريا وأطلقوا عليه اسم المراقب العام. وقد انتخب "مصطفى السباعي" [1944 – 1945] مراقبا عاما لموهبته في الكتابة والخطابة
وهكذا فبعض الأعضاء في التنظيم المسمى "الأخوان المسلمين" كانوا أعضاء في الماسونية، ولو صدق ذلك فسوف يكون هناك علامات استفهام لا تجد من يجيب عليها، فما مدى انتمائهم إلى الماسونية؟ وما هو الغرض من انضمامهم ؟ ولأي مدى كان اقتناعهم بمبادئها ؟ كل ذلك لا يجد من يجيب عليه. خاصة وأنه شتان بين مبادىء الماسونية ومبادىء ما يسمونه "الأخوان المسلمين"
وكما رأينا أن أحد المعاصرين المقربين وهو الشيخ "محمد الغزالي" أكد بأن الماسونية زرعت وسط صفوف الأخوان رجالا ومنهم "سيد قطب". وهو أمر محير فمسألة مدى الانتماء إلى الماسونية ومدى صدق ذلك الانتماء ومدى الإيمان بمبادئها أمر غامض لا يباح به لأقرب الأقربين، كما لا تظهر المذكرات الشخصية لأي منهم أية علاقة من قريب ولا من بعيد بالماسونية وكأنهم لم يقربونها قط. لا يسمح لغير الماسون بالكتابة في صحف الماسون:
احتوت أوراق الماسونية في مصر على (أمر عال) بتاريخ 29 أغسطس عام 1922 يعترض فيه "إدريس راغب" أستاذ أعظم المحفل الأكبر الوطني المصري بشدة على أمر إفشاء أعمال الماسونية في الجرائد السيارة، فالموضوعات الماسونية تناقش في صحف الماسون فقط، ويبدو أنه قصد بصحف الماسون تلك التي كان يمتلكها الماسون دون غيرها، أو المتخصصة التي تصدر عن الشروق الماسونية ومحافلها تحت السلطة العامة للمحفل الأكبر الوطني المصري. ولقد صدر ذلك الأمر حينما نشر الماسوني "محمد مصطفى عبده" مقالا بعنوان "في الماسونية" بجريدة "وادي النيل" الغير متخصصة في الماسونية في عددها الصادر في 27 أغسطس 1922. وأمر "إدريس راغب" في نهاية اعتراضه الرسمي بإيقاف "محمد مصطفى عبده" عن الأعمال الماسونية وأوصى بلزوم محاكمته. وأعلنت "المجلة الماسونية" في إحدى الأعداد بأنها ترجو كل أخ ماسونى يريد نشر أي مقالة علمية أو أدبية أو ماسونية أن يرسلها على الجريدة مباشرة، وبالتالي لا يسمح لغير الماسون بالنشر في الصحف الماسونية كما لا يسمح بعكس ذلك. ومما يؤكد ذلك أن الصحف الماسونية كانت دائما ما تكرر الترحيب بالباحثين الماسون للكتابة في الصحف الماسونية ولا ترحب باستقبال أعمال العوام من غير الماسون، وكان هذا هو التقليد المتبع في كل صحف الماسون في العالم، وقد كانت الماسونية في مصر كمثيلتها في دول العالم لا تسمح لأحد من غير الماسون بالاقتراب من الماسونية بأي شكل من الأشكال إلا إذا كانت الماسونية ترغب في اقترابه ليكون عضوا فيها، وهذا من التقاليد المتبعة إلى الوقت الحاضر، وبالتالي فإن أي شخص يذكر في الصحف الماسونية مشاركا فيها أو حتى مبديا رأيه في أي من الموضوعات العامة أو الماسونية فهو منهم، فقوانين الماسونية صارمة أيا كانت طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه
وأخيرا نذكر ما كتبه "محمد الغزالي" تتمة لما كتبناه سابقا وخاتمة له، فكتب يقول "فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من الجماعة المسماة الأخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم. وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا كلاما كثيرا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الأخوان ولكنني لا أعرف بالضبط، استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة"
ويبدو أنه بين أمر "إدريس راغب" والمنشور في الصحف الماسونية بعدم السماح لغير الماسون في الكتابة بصحفها، وما كتبه تمام البرازي في كتابه عن ماسونية أحد أعضاء الأخوان وهو مصطفى السباعي، وما ذكره محمد الغزالي في كتابه تأكيد ولو من بعيد عن ماسونية البعض من جماعة الأخوان المسلمين مثل (سيد قطب – حسن الهضيبي – مصطفى السباعي). إننا لا نتهم ولا نبرىء بل نعرض حقائق ونلقي الضوء على مسائل كانت ولا تزال غامضة في التاريخ العربي، نقدم من الدلائل والبراهين ما يمكن أن يؤكد، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن نتأكد.. لوجوب التزييف في الوثائق التاريخية، أو حتى.. تغلب الأهواء الشخصية على الشخصيات ذات الرأي، لكن من حقنا أن نعرض ما تصل إليه أيدينا لنفتح الطريق أمام الباحثين كي يؤكدوا أو ينفوا ما كتبه القلم
ستخدمها فأصبحت رمزا لأنصار مرسي
أيقونة رابعة رمز "النصر" تثير علاقة الإخوان بالماسونية
د أسامة مهدي
  ما ان استخدم رجب طيب إردوغان شارة الأصابع الأربعة تعبيرا عن دعمه لمحمد مرسي، حتى التقطت جماعة الإخوان المسلمين تلك الشارة وأصبحت شعارا لها، رغم الحديث أن هذا الشعار هو أحد رموز الماسونية القديمة.
 لم يكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يرفع اصابع يده الاربعة تعبيرا عن دعمه لاعتصام جماعة الاخوان المسلمين في رابعة العدوية في القاهرة ورفضه لفض السلطات له بالقوة وذلك خلال مهرجان جماهيري معارض لتنحية الرئيس المخلوع محمد مرسي عقد في مدينة في غرب تركيا، حتى تلقفت عناصر الجماعة وانصارها حركة الاصابع هذه لتكون رمزا لهم في تظاهراتهم واحتجاجاتهم وتعليقاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي من دون ان يعلموا انها علامة ماسونية قديمة وهو ما أثار مجددا تأكيدات عن اصل الجماعة وعلاقتها بالحركة الماسونية العالمية.
إردوغان هو من ابتدع شارة الاصابع الاربعة
وقد ظهر شعار الاصابع الاربعة هذا الاسبوع الماضي بعد ان استخدمه للمرة الاولى رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان اكبر المناهضين لعزل الرئيس المصري الاخواني محمد مرسي حين رفع يده مشيراً بأصابعه الأربعة تأكيدا لتأييده اعتصام أنصار المعزول في ميدان رابعة العدوية في القاهرة والذي فضته السلطات المصرية بالقوة في الرابع عشر من الشهر الحالي.
 وحول أسباب استخدامه هذه الإشارة قال إردوغان في تصريحات إنها ترمز إلى اعتصام الإخوان في ميدان "رابعة العدوية" نسبةً إلى السيدة التي تُعد رمزاً للتقوى والورع والزهد لدى المسلمين مشيرا الى انها ستصبح إشارة جديدة للتعبير عن النصر في العالم الإسلامي بدلاً من الإشارة الأخرى التي تستخدم برفع إصبعين.
وقالت وكالة الاناضول التركية ان إردوغان "رفع علامة النصر بأصابع يده الاربعة في إشارة إلى ميدان رابعة العدوية الذي شهد سقوط مئات الضحايا أثناء فض قوات الأمن اعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي". واوضحت ان هذا التصرف جاء خلال الكلمة التي القاها في مدينة "بورصة" غرب تركيا حيث أكد أن ميدان رابعة العدوية أضحى رمزا لكل الرافضين لـ"الانقلاب الذي أطاح بمحمد مرسي أول رئيس مصري منتخب في تاريخ البلاد".
 فيما رفع الجمهور الذي حضر اللقاء اليافطات وعليها علامة النصر التي رفعها إردوغان بيده. وأضاف إردوغان أن ميدان رابعة العدوية هو نسبة إلى السيدة رابعة العدوية رمز للتقوى والزهد والورع مشيرا إلى أنها سميت بهذا الاسم لأنها كانت الرابعة في الميلاد يسبقها ثلاثة وأنها تعرف بكفاحها طوال حياتها من أجل الحرية. وتساءل إردوغان قائلا "هل ستصبح هذه إشارة جديدة للتعبير عن النصر في العالم الإسلامي بدلا من الإشارة الأخرى التي تتم بإصبعين؟" .
 يذكر أن عددا من التظاهرات التي شهدها العديد من المدن في تركيا ومناطق اخرى عربية واجنبية في الأيام الأخيرة، للتضامن مع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي جعل من ميدان رابعة العدوية رمزا لتظاهراتهم حتى إنهم استبدلوا علامة النصر التي يشار إليها بإصبعين لتكون بأربعة أصابع في إشارة إلى الميدان المصري.
الاصابع الاربعة رمز الاخوان الجديد
ففي آخر تظاهرات اخرجتها جماعة الاخوان المسلمين في مدن مصرية امس الجمعة فيما اطلقت عليها "جمعة الشهداء" حاول المتظاهرون المحتجون على تنحية مرسي منح تظاهراتهم التي كانت متواضعة حجما اكبر من خلال رفع علامة الاصابع الاربعة هذه رمزا للصمود او النصر كما يعتقدون . كما انتشرت بشكل واسع خلال الايام الاخيرة إشارة الاربعة أصابع بعد ان بدأ العديد من مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يضعونها على صفحاتهم الشخصية بدلا من صورهم الشخصية .
ويقول أنصار مرسي إن الأصابع الأربعة تشير إلي كلمة رابعة مؤكدين أن تعدد الأصابع المرفوعة معناه أن المقتولين في فض الاعتصام ليسوا من فصيل واحد وإنما لهم انتماءات متعددة واللون الأسود للاصابع لون حزن والظلام والحداد على شهدائهم وأن اللون الأصفر المحيط بالصورة هو إشارة إلى نقطتين : الأولى هو أن القتل تم بدم بارد .. والثانية دليل على عدم تحرك المجتمع العالمي وصمته عما يقولون انها مجازر ترتكب في مصر‏.‏
ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين قررت أن تجعل لأحداث اعتصام رابعة العدوية رمزية خاصة يلتف حولها أعضاء وأنصار ومؤيدي الجماعة في مصر وفي كل مكان من العالم. ومع انتشار شعار الإخوان الجديد واتفاقهم على خلفيته باللون الأصفر بدلا من الأحمر أوالأخضر فإنهم يستعدون لان يجعلوا من يوم فض اعتصام رابعة ذكرى سنوية يحييها انصار الإخوان في مختلف أنحاء العالم من اجل كسب تعاطف أوسع خصوصا أنهم نجحوا في جعل الشعار الذي لاقى قبولا من أنصار الإخوان في كل مكان رمزا يجمعهم.
.. ومسلحو كتائب عز الدين القسام ولاعبون اتراك يرفعون الشعار
وامس نظمت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" استعراضًا عسكريًا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة حيث لوح خلالها المسلحون الذين كانوا على ظهر عجلات مكشوفة حاملين اسلحتهم ويغطون وجوههم بأقنعة بأيديهم بشعار "رابعة" للدلالة على اعتصام مؤيدي مرسي والذي فضّته قوات الأمن المصرية في ميدان رابعة العدوية .
واستقل عناصر القسّام خلال الاستعراض سيارات نصف نقل مكشوفة عليها شعار جماعة الإخوان المسلمين . وظهر مسلحو كتائب القسام في فيلم فيديو عرضته قنوات فضائية وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي وهم يرفعون إشارة "الأصابع الأربعة" وهم يجولون في شوارع رفح مرتدين زيا أشبه بما يرتديه عناصر القوات الخاصة .
وفي تركيا قام لاعبا كرة القدم هما "أَمره بل أوزأوغلو" لاعب فريق نادي فنربهتشه و"سرجان قايا" لاعب فريق ريزه سبور في مباراتين لفريقيهما اُجريتا الاسبوع الماضي بالتلويح بعلامة "النصر" بأربعة أصابع بدلا من اثنين حين سجلا هدفين في إشارة إلى ميدان رابعة العدوية.
علاقة الشعار بالماسونية
ورغم أن استخدام هذا الشعار ليس جديدا حيث تشير بعض التقارير الى أنه أحد الرموز الماسونية القديمة إلا أنه بدأ ينتشر سريعاً في معظم الاحتجاجات التي ينظمها مؤيدو جماعة الإخوان المسلمين سواء في مصر أو خارجها.
والماسونية أو البناؤون معناها الحرفي هي "البناؤون" الأحرار".. وهي عبارة عن منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكارا واحدة في ما يخص الأخلاق وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهي.
وتتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض وبالذات في شعائرها في بدايات تأسيسها ما جعلها محط كثير من التحليلات كما تقول عنها موسوعة ويكيبيديا . وهناك الكثير من نظريات المؤامرة حول تسمية الماسونية، فهي تعني هندسة باللغة الإنكليزية ويعتقد البعض أن في هذا رمزاً إلى مهندس الكون الأعظم. ومنهم من ينسبهم إلى حيرام أبي المعماري الذي أشرف على بناء هيكل سليمان .. فيما ينسبهم آخرون إلى  فرسان الهيكل الذين شاركوا الحروب الصليبية . كما يرى بعضهم أنه إحياء للديانة الفرعونية المصرية القديمة. وهناك العديد من المنظرين العرب الذين يرجعون الماسونية الى الملك هيرودس أكريبا عام 43 ميلادية.
سخرية من ايقونة رابعة
ومقابل ما يروج له الاخوان وانصارهم في مصر ودول عربية واجنبية للشعار الجديد ذي الاصابع الاربعة فقد بدأ المعارضون لهم بالسخرية من الشعار من خلال إضافة بعض التعديلات عليه ومنها وضع بنادق وأسلحة بدلاً من الأصابع المرفوعة في إشارة إلى اتهام معتصمي رابعة باستخدام الأسلحة .
 كما قام اخرون باعداد شعارات مختلفة بالاصابع على نفس الخلفية الصفراء منها الاشارة الشهيرة لموسيقى الروك والاشارات المتعارف عليها بين مستخدمي وسائل المواصلات.. كما قام البعض باستخدام كلمات ساخرة منها "ياصفار البيض" ..‏ واختلفت التفسيرات بين رواد مواقع التواصل فمنهم من يرى أنها علامة ماسونية أشار بها إردوغان إلى رفاقه في التنظيم الدولي للاخوان في مصر
قيادي إخواني يفضح علاقة الجماعة بالماسونية
وفي كتابه "سر المعبد .. الاسرار الخفية للاخوان المسلمين " أثار ثروت الخرباوي المحامي وهو أحد قيادات الإخوان المسلمين سابقًا حيث خرج من صفوف الجماعة عام 2003، ضجة كبيرة في الأوساط السياسية داخل مصر وخارجها حين كشف عن الطبيعة الداخلية لهذا التنظيم وبعض أسراره وطبيعة عمله، وتظل بعض الاتهامات لهذا التنظيم كالاتهام بالماسونية حيث كشف الكاتب عن صلة التنظيم بأميركا والطرق السرية التي اتبعها هذا التنظيم لعقد تلك الصلة.
وسرد القيادي الاخواني السابق في كتابه وقائع بين فيها كيف أن جماعة الإخوان هي عبارة عن مجموعة مغلقة تضمر في نفسها حقائق مفزعة لا يعرفها معظم أفرادها فالأسرار محفوظة عند الكهنة الكبار في صندوق خفي لا يستطيع أحد أن يطلع على ما فيه . وسرد واقعة قديمة تدعم تشبيهه هذا فعندما كان طالبًا بكلية الحقوق قرأ كتابًا للشيخ محمد الغزالي وجد فيه أن الغزالي ذكر أن حسن الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الأخوان المسلمين كان ماسونيًا لم يصدق الخرباوي وقتها كلام الشيخ الغزالي لأن الخرباوي كان وقتها يحب الإخوان. وفي البحث عن الأصول الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وقعت في يد الكاتب مقالات كان سيد قطب قد كتبها في جريدة "التاج المصرية" وأثناء بحث الكاتب عرف أن هذه الجريدة كانت لسان حال المحفل الماسوني المصري وكانت لا تسمح بأن يكتب أحد فيها من خارج الجمعية الماسونية .
ويتساءل الخرباوي في كتابه قائلا "هل قال التاريخ وحده أن حسن الهضيبي وحدة كان ماسونيًا؟ أو أن سيد قطب ارتبط معهم بصلات وكتب في صحفهم؟، مصطفى السباعي مراقب الإخوان في سوريا كان ماسونيًا هو الآخر". واكد الكاتب ان الإخوان يرفضون الاختلاف في الرأي وقرر العزف المنفرد، مبينًا في ثنايا كتابه أن جماعة الاخوان المسلمين تنقسم من حيث الهيكل التنظيمي الى مناطق واقسام من أشهرها قسم الطلبة والمهنيين واساتذة الجامعات والدعوة والتربية وقسم الاخوات الذي تم تفعيله حديثا وظلت بعض الاقسام بعيدة عن عيون افراد الجماعة لا يعرف عنها أحد شيئًا واخطر هذه الاقسام هو قسم "الوحدات" الخاص بأنشطة الاخوان داخل الجيش والشرطة.
  ويوضح الكاتب "إن جماعة الاخوان المسلمين جماعة دعوية ضلّت طريقها الى السياسة، زعمت أنها تريد أن تصلح السياسة بالدين فأفسدت دينها بالسياسة". وكشف كيف أن الجماعة بدأت منذ عام 2005  تعقد صلاتها بأميركا وبينهما مراسلات واتفاقات وكان التفاوض يتم بواسطة خيرت الشاطر يقوم بها سرًا من وراء ظهر مكتب الإرشاد وهم يطلقون عليه لقب الكبير. نشر الكاتب خطابًا عن اتفاق للإخوان مع الأميركيين وفيه يظهر عدم اعتراض الإخوان على إسرائيل واتفاقيات كامب ديفيد بينها وبين مصر بعد عامين من هذا الخطاب نشر العريان تصريحًا في جريدة الحياة بأنهم سيعترفون بإسرائيل إن وصلوا إلى الحكم.


اعتراف الإخوان بأنهم امتداد للماسونية :
اعتراف الإخوان بأنهم امتداد للماسونية :
من مقالة ( الحال العام و المناخ قبل نشأة الإخوان في مصر ) من الموقع الإخواني ( ويكيبيديا الإخوان المسلمين )
( جماعة الإخوان المسلمين إنما هي امتداد لعدة تيارات إسلامية، ووطنية سبقتها، فكانت قمة بلورة هذه التيارات في جماعة الإخوان، على صعيد الفكر، أو على صعيد الحركة، أو على صعيد التنظيم، أما أهم هذه التيارات فهي:
الأول: تيار الجامعة الإسلامية.
الثاني: تيار الحزب الوطني كما عبر عنه "مصطفى كامل"، و"محمد فريد" و"عبد العزيز جاويش".
الثالث: التيار التجديدي كما عبر عنه "جمال الدين الأفغاني" و"محمد عبده" و"رشيد رضا"، وبعض شيوخ الأزهر ) (1)

فالإخوان يعتبرون أنفسهم إمتداد للثلاث تيارات المذكورة :
أولا : تيار الجامعة الإسلامية :
من نفس المقال ( وعندما يتكلم الدكتور "محمد عمارة" عن مشروع النهضة الذي قدمه الإمام الشهيد "حسن البنا" يقول: إن أبوة، وإمامة، وريادة "حسن البنا" لهذا الإحياء الإسلامي المعاصر إنما تمثل الحلقة المعاصرة في سلسلة الإحياء الإسلامي الحديث، إنها مرحلة متميزة في "الكم" و "الكيف" ولكنها امتداد متطور لمرحلة "النشأة" و"التبلور" التي تمثلت في " الجامعة الإسلامية التي ارتاد ميدانها، ورفع أعلامها "جمال الدين الأفغاني" ( 1254-1314 هـ= 1838-1897م ) والتي كان الإمام "محمد عبده" ( 1266 - 1323 هـ = 1849- 1905م ) مهندس تجديدها الفكري، كما مثل الشيخ "محمد رشيد رضا" ( 1282- 1354هـ = 1865-1935م) الامتداد الذي أسلم أمانتها إلى "حسن البنا" الذي انتقل بها إلى هذا "الكيف" المعاصر الذي تعيش فيه ) (2)

وهنا يحكي محمد رشيد رضا عن دخول شيخيه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في الماسونية من مجلته "المنار" تحت عنوان ( دخوله - محمد عبده - في الماسونية )
دخول جمال الدين الأفغاني في الماسونية كان خوفا من إسماعيل باشا !! :
( فاتخذ - جمال الدين - له في مصر
تلاميذ بدأ يقرأ لهم كتب أصول الدين والفلسفة حتى إذا ما وثق بهم مزج لهم السياسة
بالعلم وخاف استبداد إسماعيل باشا أن يحول بينهم وبين ما يشتهون ، فانتظم مع
مريديه في سمط الجمعية الماسونية )
وصف رشيد رضا دخول محمد عبده للماسونية بأنه كان متمما لتربيته وتعليمه :
( وكان باتحادهم رئيس محفل مرّن فيه تلامذته
على الخطابة والبحث في حياة الأمم وموتها ، ونهوض الدول وسقوطها ، وقد دخل
في هذا المحفل شريف باشا وبطرس باشا غالي وكثيرون من الكبراء والأذكياء .
وكان توفيق باشا ولي عهد الخديوية مشايعًا للسيد - جمال الدين - ومحفله ، ومكان صاحب الترجمة - محمد عبده -
من السيد مكانه المعلوم فكان دخوله في الماسونية متممًا لتربيته وتعليمه ، وصلة بينه
وبين توفيق باشا وكثير من رجال مصر وسببًا لبحثه في أحوال الحكومة
المصرية ، ووقوفه على نقائصها ومساويها وتوجهه إلى السعي في إصلاحها وممهدًا له الطريق للعمل الذي قام به قبل الثورة وبعدها )
سأل رشيد رضا محمد عبده مرة عن دخوله في الماسونية بعد أن تركها فكان جواب محمد عبده مدحا لها :
( فقال بأن عملها في البلاد
التي وجدت فيها للعمل قد انتهى وهو مقاومة سلطة الملوك والباباوات الذين كانوا
يحاربون العلم والحرية وهو عمل عظيم كان ركنًا من أركان ارتقاء أوربا ، وإنما
يحافظون عليها الآن كما يحافظون على الآثار القديمة ، ويرونها جمعية أدبية تفيد
التعارف بين الناس )
سبب ترك جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده للماسونية أنها استقبلت ولي العهد الإنجليزي الذي وصفوا بلاده بأنها ليس لها فضل على الجمعية !! يعني هم يرون أن الجمعية إصلاحية وإنجلترا لم يكن لها فضل عليها !! :
( بل كان
مبدأ انسحابه مع السيد جمال الدين من الماسونية عندما جاء إلى مصر رئيس الشرق
الأعظم الإنكليزي ، وهو يومئذ ولي العهد للدولة الإنكليزية فاجتمعت المحافل
الماسونية حفاوة به ، وذكر أحد رؤسائها ولي العهد بهذا اللقب فاعترض السيد جمال
الدين ، وقال : إنه لا يسمح بأن يحتفل بأحد على أنه ولي العهد لدولة من الدول لا
سيما الدولة الإنكليزية التي من وصفها كيت وكيت ، وليس لها فضل على
الجمعية ) (3)

ده طلب جمال الدين الأفغاني للانتماء للماسونية
http://www.sahab.net/mydata/khf/IMAGES-W/24.jpg

وده نص الرسالة
( يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة -جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبعة وثلاثون سنة-: بأني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلال الوفا- أعني: أرباب المقدس الماسوني؛ الذي هو عن الخلل والزلل مصون!- أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر! وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر، ولكم الفضل )

وده وثيقة انتخاب جمال الدين رئيسا للوج كوكب الشرق الماسوني بالقاهرة
http://www.sahab.net/mydata/khf/IMAGES-W/25.jpg

ثانيا : تيار الحزب الوطني :
مات مصطفى كامل بعد تأسيسه للحزب الوطني بأربعة أشهر وخلفه في رئاسة الحزب محمد فريد
من هو محمد فريد ؟
قائد الحركة الوطنية المصرية بعد وفاة مصطفى كامل. ورئيس الحزب الوطني المصري حتى وفاته في ألمانيا .
مندوب الشرق الماسوني الأعظم العثماني في مصر في عام 1910 كما جاء في رسالة من السير جيرارد لوثر بالسفارة البريطانية في استانبول بتاريخ 29 مايو 1910 إلى السير شارلز هاردينج بخصوص استفسار من السير إلدون جورست القنصل البريطاني العام بمصر بتاريخ 23 أبريل (4)
يقول محمد الجوادي
( ان "نجاحات" هذا التنظيم تعود إلى ما تمتع به أعضاؤه من "قدرات مذهلة" رغم تباين ثقافاتهم واختلاف أعمارهم اذ كانوا يهدفون لاستقلال الوطن انطلاقا من دعم معنوي من الحزب الوطني الذي نشأت على يديه (جمعية التضامن الاخوي) السرية وكان كل عضو فيها يعطى اسما مستعارا ويحظر عليه الاحتفاظ بأي شيء له علاقة ببقية الاعضاء
ويرى أن أحدهم وهو عبد العزيز علي يمثل في الحركة الوطنية السرية ما يمثله رموز في مجالات أخرى مثل نجيب محفوظ في الرواية وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في الغناء والموسيقى. )
( وينقل الجوادي عن علي كيف كان العضو الجديد قبل الانضمام إلى (جمعية التضامن الاخوي) السرية يؤدي "البيعة" في مكان مجهول يذهب إليه وهو معصوب العينين ويظل كذلك وهو يجيب عن أسئلة توجه إليه ثم يضع يده على المصحف والسيف ويقسم على الاخلاص والسرية "وإلا كان جزائي الإعدام" وبعد خروجه من المكان المجهول ترفع العصابة عن عينيه.
ويرى أن في طقوس البيعة ارهاصا شديد الشبه ببيعة الإخوان المسلمين التي اشتهر أمرها بعد ذلك.. كانت (البيعة) تشي بالتأثر ببعض ظلال الماسونية في فكر العمل السري ) (5)

يقول د. وائل إبراهيم الدسوقي ( وكان "محمد فريد" يحاول النهوض بالجهاز السرى للحزب الوطني (القديم) على قدر المستطاع فأوكل لتلك المهمة أنشط من أنجبهم الحزب الوطنى، وهكذا تولى "إبراهيم ناصف الوردانى" مهمة تنظيم الجهاز السرى للحزب، ويمكننا أن نؤكد أن ذلك التكليف جاء بالتنسيق مع جمعية الاتحاد والترقى حينما سافر "الوردانى" للأستانة فى يونيو 1909، فقد وقف "فريد" على عوامل نجاح الجمعية وشاء الاستفادة من نجاح تجربتهم بتطبيق ما يتناسب مع كفاح مصر، وما يوحى بذلك أن الوردانى حينما عاد إلى مصر عمل جاهدا على الدخول فى الماسونية التي كانت أساس الحركة الوطنية في تركيا، فأخبر بذلك "على مراد" رئيس جمعية التضامن كى يدبر عملية التحاقه بها. وتم بالفعل تكريس الوردانى فى محفل (الهلال) الماسونى فى 9 فبراير 1910 ورافقه "على مراد" فى تكريسه ) (6)

وده عن جمعية الإتحاد والترقي من مقالة ( الماسونية ) قي موقع ( ويكيبيديا الإخوان المسلمون )
( وقد نجحت الماسونيه بواسطة جمعية الإتحاد والترقي في تركيا في القضاء على الخلافة الإسلامية ) (7)

ثالثا : التيار التجديدي :
وقد تم الحديث عن رموزه في تيار الجامعة الإسلامية

_____________
(1) ( الحال العام و المناخ قبل نشأة الإخوان في مصر ) موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون
http://www.ikhwanwiki.com/index.php?...ن_في_مصر
(2) نفس المصدر السابق
(3) مجلة المنار مجلد 37 ( ملخص سيرة الأستاذ الإمام ) لمحمد رشيد رضا
(4) مذكرات سفير في مملكة الدجال لThe man who would be king
(5) كتاب يلقي أضواء على بعض قادة الاغتيالات السياسية بمصر في ظل الاحتلال
http://ara.reuters.com/article/idARA...BrandChannel=0
(6) الورداني واغتيال بطرس غالي (الجد)
http://waileldesoky.blogspot.com/2011/06/blog-post.html
(7) (الماسونية) موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون
http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=الماسونية
 رد مع اقتباس رد مع اقتباس   04-11-2013 04:39 PM #2
عبدالله صالح  عبدالله صالح غير متواجد حالياً
عضو
تاريخ الإنضمام
Dec 2009
المشاركات
51
تعديل على المقال

اعتراف الإخوان بأنهم امتداد للماسونية :
من مقالة ( الحال العام و المناخ قبل نشأة الإخوان في مصر ) من الموقع الإخواني ( ويكيبيديا الإخوان المسلمين )
( جماعة الإخوان المسلمين إنما هي امتداد لعدة تيارات إسلامية، ووطنية سبقتها، فكانت قمة بلورة هذه التيارات في جماعة الإخوان، على صعيد الفكر، أو على صعيد الحركة، أو على صعيد التنظيم، أما أهم هذه التيارات فهي:
الأول: تيار الجامعة الإسلامية.
الثاني: تيار الحزب الوطني كما عبر عنه "مصطفى كامل"، و"محمد فريد" و"عبد العزيز جاويش".
الثالث: التيار التجديدي كما عبر عنه "جمال الدين الأفغاني" و"محمد عبده" و"رشيد رضا"، وبعض شيوخ الأزهر ) (1)

فالإخوان يعتبرون أنفسهم إمتداد للثلاث تيارات المذكورة :
أولا : تيار الجامعة الإسلامية :
من نفس المقال ( وعندما يتكلم الدكتور "محمد عمارة" عن مشروع النهضة الذي قدمه الإمام الشهيد "حسن البنا" يقول: إن أبوة، وإمامة، وريادة "حسن البنا" لهذا الإحياء الإسلامي المعاصر إنما تمثل الحلقة المعاصرة في سلسلة الإحياء الإسلامي الحديث، إنها مرحلة متميزة في "الكم" و "الكيف" ولكنها امتداد متطور لمرحلة "النشأة" و"التبلور" التي تمثلت في " الجامعة الإسلامية التي ارتاد ميدانها، ورفع أعلامها "جمال الدين الأفغاني" ( 1254-1314 هـ= 1838-1897م ) والتي كان الإمام "محمد عبده" ( 1266 - 1323 هـ = 1849- 1905م ) مهندس تجديدها الفكري، كما مثل الشيخ "محمد رشيد رضا" ( 1282- 1354هـ = 1865-1935م) الامتداد الذي أسلم أمانتها إلى "حسن البنا" الذي انتقل بها إلى هذا "الكيف" المعاصر الذي تعيش فيه ) (2)

وهنا يحكي محمد رشيد رضا عن دخول شيخيه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في الماسونية من مجلته "المنار" تحت عنوان ( دخوله - محمد عبده - في الماسونية )
دخول جمال الدين الأفغاني في الماسونية كان خوفا من إسماعيل باشا !! :
( فاتخذ - جمال الدين - له في مصر
تلاميذ بدأ يقرأ لهم كتب أصول الدين والفلسفة حتى إذا ما وثق بهم مزج لهم السياسة
بالعلم وخاف استبداد إسماعيل باشا أن يحول بينهم وبين ما يشتهون ، فانتظم مع
مريديه في سمط الجمعية الماسونية )
وصف رشيد رضا دخول محمد عبده للماسونية بأنه كان متمما لتربيته وتعليمه :
( وكان باتحادهم رئيس محفل مرّن فيه تلامذته
على الخطابة والبحث في حياة الأمم وموتها ، ونهوض الدول وسقوطها ، وقد دخل
في هذا المحفل شريف باشا وبطرس باشا غالي وكثيرون من الكبراء والأذكياء .
وكان توفيق باشا ولي عهد الخديوية مشايعًا للسيد - جمال الدين - ومحفله ، ومكان صاحب الترجمة - محمد عبده -
من السيد مكانه المعلوم فكان دخوله في الماسونية متممًا لتربيته وتعليمه ، وصلة بينه
وبين توفيق باشا وكثير من رجال مصر وسببًا لبحثه في أحوال الحكومة
المصرية ، ووقوفه على نقائصها ومساويها وتوجهه إلى السعي في إصلاحها وممهدًا له الطريق للعمل الذي قام به قبل الثورة وبعدها )
سأل رشيد رضا محمد عبده مرة عن دخوله في الماسونية بعد أن تركها فكان جواب محمد عبده مدحا لها :
( فقال بأن عملها في البلاد
التي وجدت فيها للعمل قد انتهى وهو مقاومة سلطة الملوك والباباوات الذين كانوا
يحاربون العلم والحرية وهو عمل عظيم كان ركنًا من أركان ارتقاء أوربا ، وإنما
يحافظون عليها الآن كما يحافظون على الآثار القديمة ، ويرونها جمعية أدبية تفيد
التعارف بين الناس )
سبب ترك جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده للماسونية أنها استقبلت ولي العهد الإنجليزي الذي وصفوا بلاده بأنها ليس لها فضل على الجمعية !! يعني هم يرون أن الجمعية إصلاحية وإنجلترا لم يكن لها فضل عليها !! :
( بل كان
مبدأ انسحابه مع السيد جمال الدين من الماسونية عندما جاء إلى مصر رئيس الشرق
الأعظم الإنكليزي ، وهو يومئذ ولي العهد للدولة الإنكليزية فاجتمعت المحافل
الماسونية حفاوة به ، وذكر أحد رؤسائها ولي العهد بهذا اللقب فاعترض السيد جمال
الدين ، وقال : إنه لا يسمح بأن يحتفل بأحد على أنه ولي العهد لدولة من الدول لا
سيما الدولة الإنكليزية التي من وصفها كيت وكيت ، وليس لها فضل على
الجمعية ) (3)

ده طلب جمال الدين الأفغاني للانتماء للماسونية
http://www.sahab.net/mydata/khf/IMAGES-W/24.jpg

وده نص الرسالة
( يقول مدرس العلوم الفلسفية بمصر المحروسة -جمال الدين الكابلي الذي مضى من عمره سبعة وثلاثون سنة-: بأني أرجو من إخوان الصفا وأستدعي من خلال الوفا- أعني: أرباب المقدس الماسوني؛ الذي هو عن الخلل والزلل مصون!- أن يمنوا علي ويتفضلوا إلي بقبولي في ذلك المجمع المطهر! وبإدخالي في سلك المنخرطين في ذلك المنتدى المفتخر، ولكم الفضل )

وده وثيقة انتخاب جمال الدين رئيسا للوج كوكب الشرق الماسوني بالقاهرة
http://www.sahab.net/mydata/khf/IMAGES-W/25.jpg

ثانيا : تيار الحزب الوطني :
مات مصطفى كامل بعد تأسيسه للحزب الوطني بأربعة أشهر وخلفه في رئاسة الحزب محمد فريد
من هو محمد فريد ؟
قائد الحركة الوطنية المصرية بعد وفاة مصطفى كامل. ورئيس الحزب الوطني المصري حتى وفاته في ألمانيا .
مندوب الشرق الماسوني الأعظم العثماني في مصر في عام 1910 كما جاء في رسالة من السير جيرارد لوثر بالسفارة البريطانية في استانبول بتاريخ 29 مايو 1910 إلى السير شارلز هاردينج بخصوص استفسار من السير إلدون جورست القنصل البريطاني العام بمصر بتاريخ 23 أبريل 1910 حول صلة محمد فريد كمندوب للماسونية العثمانية بمصر بحركة الاتحاد والترقي) (4)

وده عن جمعية الإتحاد والترقي من مقالة ( الماسونية ) قي موقع ( ويكيبيديا الإخوان المسلمون )
( وقد نجحت الماسونيه بواسطة جمعية الإتحاد والترقي في تركيا في القضاء على الخلافة الإسلامية ) (5)

يقول سمير رأفت ( محمد فريد وسعد زغلول. والذين يعلنون أنهم ماسونيين والذين كان يرأسون الحزب الوطني وحزب الوفد ) (6)

يقول محمد الجوادي
( ان "نجاحات" هذا التنظيم تعود إلى ما تمتع به أعضاؤه من "قدرات مذهلة" رغم تباين ثقافاتهم واختلاف أعمارهم اذ كانوا يهدفون لاستقلال الوطن انطلاقا من دعم معنوي من الحزب الوطني الذي نشأت على يديه (جمعية التضامن الاخوي) السرية وكان كل عضو فيها يعطى اسما مستعارا ويحظر عليه الاحتفاظ بأي شيء له علاقة ببقية الاعضاء
ويرى أن أحدهم وهو عبد العزيز علي يمثل في الحركة الوطنية السرية ما يمثله رموز في مجالات أخرى مثل نجيب محفوظ في الرواية وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في الغناء والموسيقى. )
( وينقل الجوادي عن علي كيف كان العضو الجديد قبل الانضمام إلى (جمعية التضامن الاخوي) السرية يؤدي "البيعة" في مكان مجهول يذهب إليه وهو معصوب العينين ويظل كذلك وهو يجيب عن أسئلة توجه إليه ثم يضع يده على المصحف والسيف ويقسم على الاخلاص والسرية "وإلا كان جزائي الإعدام" وبعد خروجه من المكان المجهول ترفع العصابة عن عينيه.
ويرى أن في طقوس البيعة ارهاصا شديد الشبه ببيعة الإخوان المسلمين التي اشتهر أمرها بعد ذلك.. كانت (البيعة) تشي بالتأثر ببعض ظلال الماسونية في فكر العمل السري ) (7)

يقول د. وائل إبراهيم الدسوقي ( وكان "محمد فريد" يحاول النهوض بالجهاز السرى للحزب الوطني (القديم) على قدر المستطاع فأوكل لتلك المهمة أنشط من أنجبهم الحزب الوطنى، وهكذا تولى "إبراهيم ناصف الوردانى" مهمة تنظيم الجهاز السرى للحزب، ويمكننا أن نؤكد أن ذلك التكليف جاء بالتنسيق مع جمعية الاتحاد والترقى حينما سافر "الوردانى" للأستانة فى يونيو 1909، فقد وقف "فريد" على عوامل نجاح الجمعية وشاء الاستفادة من نجاح تجربتهم بتطبيق ما يتناسب مع كفاح مصر، وما يوحى بذلك أن الوردانى حينما عاد إلى مصر عمل جاهدا على الدخول فى الماسونية التي كانت أساس الحركة الوطنية في تركيا، فأخبر بذلك "على مراد" رئيس جمعية التضامن كى يدبر عملية التحاقه بها. وتم بالفعل تكريس الوردانى فى محفل (الهلال) الماسونى فى 9 فبراير 1910 ورافقه "على مراد" فى تكريسه ) (8)


ثالثا : التيار التجديدي :
وقد تم الحديث عن رموزه في تيار الجامعة الإسلامية

_____________
(1) ( الحال العام و المناخ قبل نشأة الإخوان في مصر ) موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون
http://www.ikhwanwiki.com/index.php?...ن_في_مصر
(2) نفس المصدر السابق
(3) مجلة المنار مجلد 37 ( ملخص سيرة الأستاذ الإمام ) لمحمد رشيد رضا
(4) مذكرات سفير في مملكة الدجال لThe man who would be king
(5) (الماسونية) موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمون
http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=الماسونية
(6) الماسونييون في مصر ... هل لا يزالوا موجودون ؟!! بقلم. سمير رأفت - إنسايت مجازين - القاهرة:
( بتاريخ : 1 مارس 1999 )
http://www.bonah.org/news-extend-article-1031.html
(7) كتاب يلقي أضواء على بعض قادة الاغتيالات السياسية بمصر في ظل الاحتلال
8) الورداني واغتيال بطرس غالي (الجد)
ورداني واغتيال بطرس غالي الجد
التسميات: تاريخ , عام

في خضم الحركة الوطنية المصرية مع بداية القرن العشرين، طرحت على "محمد فريد" فكرة التعاون مع الأحرار العثمانيين، حينما تنجح ثورة تركيا الفتاة، ولم يكتف "فريد" بصلاته الشخصية التى ربطته مع بعض رجال تركيا الفتاة البارزين، ولكنه وسع نشاطاته الدعائية للمسألة المصرية عن طريق الأجانب المستنيرين بأوربا وتركيا، وكان من بين هؤلاء "وليم مالونى" الذى بذل جهوده لنشر المسألة المصرية فى تركيا ليفوت على إنجلترا فكرة التأييد الأدبى للثورة التركية مقابل تأييد وجودها فى مصر.
وكان "محمد فريد" يحاول النهوض بالجهاز السرى للحزب الوطني (القديم) على قدر المستطاع فأوكل لتلك المهمة أنشط من أنجبهم الحزب الوطنى، وهكذا تولى "إبراهيم ناصف الوردانى" مهمة تنظيم الجهاز السرى للحزب، ويمكننا أن نؤكد أن ذلك التكليف جاء بالتنسيق مع جمعية الاتحاد والترقى حينما سافر "الوردانى" للأستانة فى يونيو 1909، فقد وقف "فريد" على عوامل نجاح الجمعية وشاء الاستفادة من نجاح تجربتهم بتطبيق ما يتناسب مع كفاح مصر، وما يوحى بذلك أن الوردانى حينما عاد إلى مصر عمل جاهدا على الدخول فى الماسونية التي كانت أساس الحركة الوطنية في تركيا، فأخبر بذلك "على مراد" رئيس جمعية التضامن كى يدبر عملية التحاقه بها. وتم بالفعل تكريس الوردانى فى محفل (الهلال) الماسونى فى 9 فبراير 1910 ورافقه "على مراد" فى تكريسه.
ونعلم أن التقاليد الماسونية تمنع أى شخص من غير الماسون الحضور أو حتى معرفة أسرار الماسونية وكيفية الانضمام لها، والتى تعتبر لغزا محيرا غير بعض الاستنتاجات، ولكن حضور "على مراد" رئيس جمعية التضامن الأخوى الوطنية لهو دليل واضح على ماسونيته، ومعرفة "الوردانى" لهذا نظرا لطلبه من مراد بالذات دون غيره السعى لانضمامه إلى الماسونية، مما يعطى الدليل على وجود الماسون بين صفوف الحزب الوطنى القديم حتى فى أدق وظائفه، أى أن الماسونية فى ذلك الوقت لم تكن فى مرحلة تشكل خطرا على الحركة الوطنية المصرية ولو ظاهريا، بل كانت تدعمها والدلائل على ذلك كثيرة. ومن الواضح أن دخول "محمد فريد" فى الماسونية، قد شجع الكثيرين من أعضاء الحزب الوطنى للانضمام إليها والمشاركة فى أنشطتها.
وهكذا فأهمية دخول "إبراهيم الوردانى" و"محمد فريد" إلى الماسونية تعود إلى أن الماسونية لعبت دورا بارزا فى "الجمعية العثمانية للحرية" التى عرفت بعد ذلك بجمعية الاتحاد والترقى وسار العمل فيها بسرعة تثير التقدير بسبب الاتصال مع الماسونية فى سلانيك، التى كانت مركزا للجمعية فاستفادت بذلك بما هيأته الماسونية من فرصة للاجتماع والتنظيم للحد الذى وصل معه التأثير فى حركة تركيا الفتاة ذاتها. كما وقفت قيادة الحزب الوطنى على العوامل المساعدة لنجاح هؤلاء الماسون الأتراك فتبينوا أن جمعية الاتحاد والترقى تملك قوة الجيش كله ورصيد مالى يصل إلى 600 ألف جنيه تركى، ولذلك فلا غرابة أن لجأت "جمعية التضامن الأخوى" فى مصر للاستعانة بالماسونية، بل أنها وضعت فى اعتبارها دخول بعض الأعضاء إلى الطرق الصوفية، تقليدا لما حدث فى تركيا من انضمام البعض من أعضاء الاتحاد والترقى لطرق الدراويش. ولا يغيب عن البال أن "محمد فريد" كان رئيسا لإحدى المحافل الماسونية فى مصر، بل أنه كان على علاقة قوية بالمحافل الماسونية التركية، حيث اشتهر بنفوذه فى تلك المحافل التى هدف إلى استفادة حزبه من وراءها.

مذكرة قدمها بطرس غالى للبرلمان بشأن مشروع مد امتياز القناة

ولكن كان هناك هدف آخر يكمن خلف سعي الورداني للانضمام إلى الماسونية، ألا وهو رغبته في اغتيال "بطرس باشا غالي". لقد ألح المعتمد البريطانى ومستشاره المالى فى ضرورة قبول مشروع مد امتياز قناة السويس الذي كان ضد مصلحة مصر الاقتصادية تماما، وقد استحسنه "بطرس غالى" بطريقة مثيرة للشك مطالبا الوزراء بالفصل فيه على وجه السرعة نظرا لأن مجلس إدارة القناة يتعجل الأمر، ونشرت جريدة اللواء الموضوع واتخذت موقفا جديا تجاه منعه، فتحرك "فريد" وصحافة حزبه لإحباطه، واهتم كل الشعب المصرى بمسألة مد الامتياز، كما اتحدت الأحزاب المختلفة على العمل فيها بصورة واحدة. وحينما رأت الحكومة الغليان الذى نشأ بين عامة الشعب بعد إعلان "فريد" للمشروع على الملأ، اضطرت النزول على رغبة الأمة وقررت عرض المشروع على الجمعية العمومية فناشدت الأحزاب الجمعية العمومية بإنصاف الأمة.


وعلى أية حال، ومع طرح المشروع جاءت نهاية وزارة "غالى"، بل والقضاء على حياته بعد أن اتفق جورست والخديو معه على مدافعة الوزراء جميعا عن المشروع، بينما كانت المعارضة فى الجمعية ثابتة على موقفها النابع من حق الأمة وحده، والغريب في الأمر وقوف "سعد زغلول" موقفه المؤيد للمشروع أيضا متفقا مع وجهة نظر بطرس غالي، فاندفعت الجرائد الوطنية تصب عليه طعنها.
دبرت جمعية التضامن الأخوى محاولات كثيرة لاغتيال "غالي" غير أنها فشلت جميعها. وبالرغم من فشل "الوردانى" المكلف باغتياله أكثر من مرة فى الإجهاز عليه إلا أنه وعن طريق مراقبته جيدا داخل المحفل الماسوني والتقرب إليه بحكم الأخوة الماسونية، فقد نجح أخيرا فى ذلك فأفرغ فيه خزينة مسدسه كاملة، ولم يشأ أن يصيب أحد خلافه فألقى المسدس على الأرض وسلم نفسه رغم أن هروبه كان سهلا وسط التوتر الذى حدث بحماية سلاحه. ومما لا شك فيه أن الاغتيال كان بعيدا عن فكرة التعصب الدينى، بل كان سياسيا بالدرجة الأولى حسب اعتراف المعتمد البريطانى.
وهكذا بلغت الحركة الوطنية قمتها باغتيال "بطرس غالى" الذى يعتبر شبيها بالخائن "كوزلنج" Qusiling فيما بعد، يعمل لصالح البريطانيين بل وبالاتفاق معهم فى كل الأمور. وبالطبع لم تكن الصحف الماسونية لتجرؤ على تحدى إرادة الوطنيين آنذاك نظرا لالتصاق الماسونية بالحركة الوطنية ومحاولتها خطب ود زعماء الحركة الوطنية، خاصة وأن "فريد" أحد رؤساء محافلها، أيضا حتى لا تتعرض لانتقام الوطنيين منها.

 والطريف أنه إذا كان بطرس غالي (الحفيد) قد تخلى عن جنسيته المصرية هروبا من حكم المحكمة الذي صدر ضده بالحبس مدة ثلاثين عاماً، فإننا بذلك نتأكد تماما أن من يبيع وطنه للمحتل ويتسبب في مقتل مواطنيه بمحاكمة ظالمة كمحاكمة دنشواي وطريقته الرخيصة فى إدارة أزمة اقتصادية ووطنية مثل مشكلة مد امتياز قناة السويس، لا نستغرب أبدا أن يكون حفيده لا يتمتع بأي روح انتماء أو وطنية، فيستبيح أموال وطنه ومصيره ويتخلى عنه.. الخيانة هي الخيانة.. وهذا الشبل من ذاك الأسد.

- عصام ضياء الدين، الحزب الوطنى والنضال السرى، ص 144 – 146، 160، 161، 181.
- عبد الرحمن الرافعى، محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية، ط1، مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبى، القاهرة 1941، ص 143، 174.
- مصطفى الحفناوى، قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة، ج4، مطبعة جريدة قناة السويس، القاهرة 1954، ص571 – 584.
- محمد طلعت حرب، قناة السويس، مطبعة الجريدة، القاهرة 1910، ص 118، 119.
- السيد حسين جلال، مؤامرة مد امتياز شركة قناة السويس 1908– 1910، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1990.
- عبد الحكيم العفيفى، تاريخ الاغتيالات السياسية فى مصر، ط1، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 1992، ص 88، 89.
- ج. إ. كيرك، موجز تاريخ الشرق الأوسط، ترجمة: عمر الإسكندرى، الألف كتاب رقم 114، مركز كتب الشرق الأوسط، القاهرة 1957، ص 182.

- وثائق قضية اغتيال بطرس غالى:
ملف رقم 16: بشأن استجواب على مراد.
ملف رقم 2: بشأن استجواب الوردانى.
ملف رقم 35: خطاب من الوردانى إلى على مراد.


التسميات: تاريخ , عام , غموض وأسرار

التسميات: عام , غموض وأسرار

التسميات: عام , فنون , وثائق

 التسميات: تاريخ , عام , وثائق

عبادة إيزيس السرية والماسونية
التسميات: عام , غموض وأسرار

كان وجود "جمعية إيزيس السرية" التي عبدت "إيست" الربة المصرية القديمة سراً في كل موانئ البحر المتوسط من المبررات القوية التي اتخذها البعض لاعتبار تلك الجمعية من أصول الماسونية.
ويظهر من الآثار المصرية الباقية إلى هذا العهد أن صناعة البناء والهندسة كانت عندهم في غاية الإتقان، ويستدل من تاريخهم أن الذين كانوا يرسمون تلك الأبنية، ويناظرون على بنائها هم فئة من الكهنة، ولم يكونوا يعلمون هذه الصناعة لعامة الشعب، وإنما كانوا يستخدمونهم في نقل الأحجار من أماكنها وتقطيعها، ويختارون من بينهم من يعهدون إليه نحتها على مثل جماعة البناءين، الأمر الذي حمل بعضهم إلى القول بـأن الجمعية الماسونية فـرع مـن الكـهانة المصريـة، أو أنها ظهرت في العصر المسيحي أو بعد الفتح الإسلامي لمصر، واستدلوا على صدق دعواهم بأدلة كثيرة، لكن لم يستطع أحد منهم إثبات شيء نظرا لما تقتضيه صحة الكلام عن منشأ الماسونية في مصر.
على أية حال، في كثير من الأحيان اعتبر الماسون أن ديانتهم هي الديانة المصرية وأماكن إقامتهم بمثابة المعابد المصرية القديمة، وهم أنفسهم بمثابة رجال الدين المصريين. كما رأى البعض أن عبادة إيزيس في العصرين البطلمي والروماني هي أكبر الدلائل على عمق النشاط الماسوني في التاريخ البشري، وفى محاولة لإضفاء طابع من الموضوعية، فلابد من معرفة رؤية الماسونية لتلك العبادة، والتي سموها في التراث الماسوني "جمعية إيزيس السرية المصرية القديمة"، التي يحاول الماسون بها أن يؤصلوا للماسونية، ويجعلونها اللبنة الأولى في صرح الماسونية العالمية، فيقولون:
"أن أصل الماسونية كان من مصر، فقد كانت توجد جمعية إيزيس التي اتسمت بطابع السرية في كل شيء، وكانت ذائعة الصيت في سائر أنحاء العالم، وكان يقصدها الطالبون من أنحاء شتى. لا يقبل فيها إلا من تم التحري عنه وثبت حسن نواياه، ومن هنا ينول أسرار الجمعية (ويقصدون هنا أسرار الماسونية).
وكان الماسون يسومون الطالب عند قبوله مشقات عظيمة تختلف بين تخويف وتهديد، حتى إذا جازها بثبات قالوا أنه تغلب على الشر فيلقنونه الأسرار، وكيفية ذلك أنهم كانوا يأتون بالطالب بعد الإقرار على قبوله فيمرون به على امتحانات شتى، ثم يوقفونه أمام أحد الكهنة المدعو "أوزيـر" (وهو عندهم نائب الإله أوزير) جالسا على كرسي مرتفع وبإحدى يديه سوط، وبالأخرى عقافة (عصا معقوفة من أعلاها) رمزاً عن العدالة والإحسان.
يقف الطالب جزعاً من هول الموقف فيسألونه عن سيرة حياته، وكل عمله ويدققون عليه كثيراً، فإذا لم يروا في سيرته ما يمنع إتمام قبوله يسلمونه إلى قائد متنكر على رأسه غطاء كلب يسير به في أتياه من الطرق تغشاها الظلمات إلى أن يصلوا إلى مجرى من الماء فيقف به وفى يده كأس فيه ماء، ويخاطب الطالب قائلاً: أيها الراغب في مؤاخاتنا الساعي وراء السواء الأعلى، هذا هو ماء النسيان، تجرعه لينسك جميع ما مر بك من الأدناس، والنقائص فتصير أهلاً لاقتبال الفضيلة، والحق والصلاح التي ستتشرف بنوالها الآن. ويشرب ثم يتقدم به إلى أماكن أشد ظلاماً وإرهاباً من ذي قبل فيزيد وجلاً، ثم ينبثق النور بغتة ويتنسم الهواء المنعش مفوحاً بالروائح العطرية ثم يسمع الترنيمات الموسيقية تضرب نغم الانتصار إشارة إلى انتصاره على تلك التجارب المهولة، ثم يلقن الأسرار المقدسة وتتلى عليه العلوم والمعارف، ويحسب ذلك الحين في عداد سعاة الكمال، ثم يرقى في سلك تلك الجمعية بموجب دستورها".
يتضح من تلك الرواية أنها محاولة الغرض منها اصطناع تاريخ للماسونية، والرواية تتضمن أكثر من عنصر، فهناك شخصية تطلب الانضمام إلى الجمعية، معرفة ما إذا كان الشخص خيراً أو شريراً، فضلا عن الاختبارات القاسية ثم المثول أمام الإله أو نائبه. ونفس تلك المراحل في التراث المصري القديم تمر بالمتوفى أثناء رحلته في عالم الموتى، وقد ذكرت في "كتاب الموتى" المصري القديم، الذي يحاسب فيه الشخص ويسأل عنه حتى يعرف ما إذا كان خيراً أو شريراً، ثم يمر باختبارات قاسية وصعبة، فإذا ما نجح فيها يمثل بين يدي الإله "أوزير"، ثم يرافقه "ابن آوى" أو أنوبيس الذي كان برأس كلب أو ابن آوى كأصل الرواية، وفى النهاية يجازى الشخص ويدخل العالـم الآخـر بنعيمه (الجنة).
ومن ناحية أخرى، رأى "أدولف إرمان" [1854-1937] وهو أحد علماء المصريات في كتابه "الديانة المصرية القديمة"، أنه في أعيـاد "إيزيس" و"سيرابيس" كانت توجد طقوس خفية، يقال أنها كانت تكنى بطريقة رائعة عن أفكار سامية مدهشة، ولكن هل كانت تلك الأفكار مثل الحرية الإخـاء والمساواة عند الفكر الماسوني؟!
أما "إرمان" فيرى أن الناس في روما أقبلوا على العقيدة الجديدة في حماس، حتى أنه ليبدو أنها استولت على طوائف بأكملها من الشعب، وكأنها حركة دينية عامة، وإلا لما تيسر على الأقل فهم السبب الذي من أجله انتهى الأمر بالدولة أن ترى في عبادة "إيزيس" خطراً عليها. واضطهد ملوك الرومان تلك الديانة، فمثلا اضطهد "تيبريوس" بعد عام 19م عُبّاد "إيزيس" وصلب الكهنة ودمر معبدهم، كما ألقى تمثال الإلهة إيست في نهر التيبر.
وذكر "رأفت عبد الحميد" في كتابه "الدولة والكنيسة" أنه من بين عبادات الشرق العديدة التي حظيت باهتمام كبير من جانب الرومان على المستويين الشعبي والرسمي عبادة "إيزيس المصرية"، ولأجيال عديدة فإن الديانات ذات الأصل الشرقي كعبادة "إيزيس" والأم العظيمة "مثرا" قد أشبعت إلى حدٍ ليس باليسير الشعور الديني عند الرومان.
كما ذَكَرَ أن الغموض والأسرار الخفية في تلك العبادة ذات أثر في اجتذاب عدد كبير من المتعلمين والأميين على السواء إلى رواقها. أما الإلهة المصرية "إيزيس" فإنها عُبِدَت كأم عالمية تحب الخير للنوع الإنساني كله، وقـد عُبِدَ أيضا معها ذلك القرين "سيرابيس"، ولقيا انتباهاً خاصاً عند كل من التجار والملاحين الذين كانوا يُبشّرون بهذه العبادة في كل ميناء يحطون فيها رحالهم، وقد ساعد على انتشار عبادتها في الإمبراطورية ما انطوت عليه قصة هذه الإلهة من الحنو والرأفة، وما اختصت به طقوسها من الرقة والمرح الذي يسود هيكلها، ولترحيبها الشامل بالناس جميعا على اختلاف أممهم وطبقاتهم.


التسميات: سياسة , عام





الحال العام و المناخ قبل نشأة الإخوان في مصر
 الإمام حسن البنا
كان واقع الحال في مصر، وفيما حولها من الوطن العربي، والإسلامي ينادي بوجوب دعوة جديدة سماها الإمام الشهيد "حسن البنا" في "رسالة بين الأمس واليوم: دعوة البعث والإنقاذ" (حسن البنا، مجموعة رسائل الإمام الشهيد، رسالة بين الأمس واليوم، الإسكندرية: دار الدعوة، 1990م، ص 159)،

وكما يقول الدكتور "يوسف القرضاوي": " كانت دعوة الإمام "حسن البنا" فريضة وضرورة، فريضة يوجبها الدين، وضرورة يحتمها الواقع (د. يوسف القرضاوي، الإخوان المسلمون، 70 عامًا في الدعوة والتربية والجهاد، القاهرة: مكتبة وهبة، 1999، ص 18)

الدكتور "محمود أبو السعود": أيديولوجية الإخوان المسلمين واقع المجتمع المصري قبل ظهور الإخوان فيقول:

1- وطن باهت اقتطع من أصله بعد أن قطع الحلفاء المنتصرون أوصال الخلافة العثمانية، وبعد أن أطاح "أتاتورك" بالخلافة، وأعلن العلمانية، حينئذ طبق الإنجليز معاهدة سايكس- بيكو السرية التي عقدت في موسكو عام 1915م، وأصبحت مصر داخل نطاق الإمبراطورية البريطانية، ووجدت نفسها منعزلة عن دول العالم الإسلامي، وفي عنقها قيد ثقيل من الاستعمار الذي شجع النعرة الوطنية.

2- شعب مؤمن بالله .. ثم بالإسلام: عقيدة راسخة، لكنه جاهل، الأغلبية الساحقة فيه لا تقرأ، ولا تكتب.

3- مستعمر قوي لئيم ذو دهاء، ومكر شديد، درس أحوال البلاد عن كثب، ومكن لنفسه على أيدي بعض الحكام، كون منهم طبقة من (المستوزرين) ومهد لتطامن الحكم غيلة عن طريقين:

الأول: الاستعمار الفكري حيث عمل على تنحية الشريعة الإسلامية من قانون القضاء، وحصرها في الأحوال الشخصية، وفصل المدارس المدنية عن المدارس الدينية.نتاج المادة الخام التي تنتجها الأرض الزراعية.

4- نظام حكم ظالم حيث فُرض ملك على شعبه، وصيغ دستور يحد من سلطة الحكومة المصرية، وسيادتها، ويعامل الأجنبي بقانون يختلف عن القانون الذي يسري على المواطنين.

5- طبقة حاكمة استصفاها الملك، ورضي عنها المستعمر، غالبيتها من سلالة ألبانية أو تركية، ورثت عن آبائها، وأجدادها القريبين مساحات واسعة من الأرض الزراعية التي أممتها الدولة في عهد "محمد على" الكبير، ووزعها "إسماعيل" على أقربائه وأصفيائه.( د. يوسف القرضاوي، الإخوان المسلمون، 70 عامًا في الدعوة والتربية والجهاد، مرجع سابق ، 1999، ص 21)

في هذا الجو الغائم ولدت دعوة الإخوان المسلمين أحوج ما تكون مصر – والوطن العربي، والإسلامي الكبير– إليها؛ لتكون دعوة البعث والإنقاذ، كما عبر عنها الإمام "حسن البنا" مؤسس الجماعة.

ويشير "محمد شوقي زكي" إلى ما يسميه "تضاريس الحقل"، وهي البيئة التي نشأت فيها جماعة الإخوان المسلمين، فيقول: كان ظهور الجماعة في وقت كان الاستعمار البريطاني يجثم على صدر مصر، وكانت الأحزاب في وادٍ، والشعب في واد آخر. أما القصر فكان دائمًا يسير حسب أهواء المندوب السامي البريطاني.( محمد شوقي زكي، الإخوان المسلمون والمجتمع المصري، القاهرة: دار الأنصار، ط2، و ص1980، ص من مقدمة الناشر).
وفي هذه الدراسة نحاول أن نرصد الظروف الثقافية، والفكرية والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية التي أدت إلى نشأة الإخوان المسلمين، محاولين إثبات أنها خرجت من رحم كل تلك الظروف، فولدت ولادة طبيعية لا عسر فيها ولا ابتسار، فخرجت من بين فرث الاحتلال الأجنبي، ودم الاستبداد السياسي لبنًا سائغًا للعاملين لدين الله، والرافعين رايته.
أولاً: في منهج التأريخ لجماعة الإخوان المسلمين:
لم تكن نشأة جماعة الإخوان المسلمين في أواخر العقد الثالث من القرن العشرين حدثًا مفارقًا لطبيعة تلك المرحلة من مراحل التاريخ المصري في العصر الحديث.
كما أنها لم تكن حدثًا مباينًا للظروف السياسية، والثقافية والاجتماعية التي مَرَّ بها المجتمع المصري في تلك الفترة، بل كانت هذه النشأة على موعد مع القدر الإلهي الذي أنشأها على عينه، فإن الله إذا أراد شيئًا، هيأ له الأسباب، فكانت دعوة في أوانها كما يقول الدكتور "يوسف القرضاوي" ( د . يوسف القرضاوي، الإخوان المسلمون، 70 عامًا في الدعوة والتربية والجهاد، مرجع سابق ، ص 12)
وكما يرى المستشار "طارق البشري" في كتابه "الحركة السياسية في مصر 1945م- 1952م" فإن ظهور الحركة الإسلامية أواخر العشرينيات هو نوع من الاستمرارية التاريخية، وأن هذه الفترة – ما قبل ظهور جماعة الإخوان المسلمين- هي فترة توجه إسلامي عام، وإن صراع الإخوان ضد التغريب، وضد الوافد عمومًا هو جزء من الصراع الحضاري الذي يتضمن في جوهره الصراع ضد الاستعمار.

ومن أجل الاستقلال والتحرر، يقول المستشار "طارق البشري": "إننا اليوم أكثر قدرةً على إدراك مدى التدمير الذي يلحقه تدفق موجات التغريب على هويتنا، وشعورنا الجماعي، وروح الانتماء فينا؛ مما من شأنه أن يسند قضية الاستقلال والتحرر بأعظم الخلل". ( طارق البشري، الحركة السياسية في مصر 1945- 1952،، القاهرة: دار الشروق، ص 41 -42)

ولقد ظل الاتجاه الإسلامي يسود مسرح الحياة الفكرية، والسياسية في مصر، وبلا منازع منذ الفتح الإسلامي؛ حتى مجيء الحملة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، حيث خلفت وراءها بذور الفكر القومي الذي أخذ صورة قومية نافست الاتجاه الإسلامي.

وفي مجال التأريخ للحركة السياسية المصرية في أوائل القرن العشرين يخطئ كل من التيارين العلماني والإسلامي في البحث عن تفسير لظهور الحركات الإسلامية، وعلى رأسها الإخوان المسلمين، فالجديد والطارئ هو الذي يبحث في وجوده، أو حضوره عن تفسير، أو تبرير.

أما الأصيل، والموروث، فوجوده هو الشيء العادي الذي لا يستغرب، وغيابه وانقطاعه هو الأمر الذي يبحث له عن تفسير أو تعليل.

يُخطئ كثير من رموز التيار العلماني في كتابتهم للتاريخ السياسي المصري أوائل القرن العشرين عندما يبحثون عن أسباب تفسر ظهور جماعة الإخوان المسلمين، وربما كان هذا الخطأ مرده سيادة نوع من التحيز تجاه المختلف في التوجه الفكري والسياسي؛ حتى إن كثيرًا منهم يرى ظهور الجماعة مجرد رد فعل لغلبة تيار التغريب.
ويُخطئ التيار الإسلامي حينما يود أن يضفي على نشأة جماعة الإخوان هالة أسطورية تخصم من رصيدها، ولا تضيف، فعظمة الفكرة الإخوانية هي في كونها استمرار، وتواصل لتيار الفكر الإسلامي التجديدي على مدى التاريخ الإسلامي، فهي استمرار لمسيرة أمة هدها الجمود، وإغلاق باب الاجتهاد وفت في عضدها الركون لما تركه الأقدمون.

ويظن كثير ممن تصدوا للكتابة التاريخية عن تلك الفترة, أو ما يمكن تسميته إرهاصات نشأة الإخوان المسلمين- خاصةً من بعض دعاة الإخوان ورموزهم– أنه كلما كانت نشأة جماعة الإخوان المسلمين نشأة مفارقة، أو مباينة للظروف الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كلما أضفت على التاريخ الإخواني هالة من القداسة، أو ظلال نزعة أسطورية.
وهذا المنهج في التأريخ لحركة بحجم الإخوان المسلمين، ربما قد يفيد في الحشد والتعبئة، وجمع الأنصار على الفكرة العامة، غير أنه لا يُفيد في إثارة وعي الأفراد، وشحذ هممهم بما يبقى، لا بما تخفت حدته مع مرور الوقت، وهذا التدافع بين منهجي العقل، والعاطفة، ففي المنهج الثاني تستطيع العاطفة إشعال جذوة الحماسة، خاصةً في الشباب، إلا أنه لا يمكن استمرار تلك الجذوة مشتعلة إلا بنور الفكر، وأشعة إعمال العقل، وهكذا دائمًا تملك نظرات العقول القدرة على إلجام نزوات العواطف. ولعل هذا المعلم في التأريخ للحركة الإسلامية- وعلى رأسها الإخوان المسلمين- من أهم معالم تأريخ الحركة السياسية في مصر منذ مجيء الحملة الفرنسية ( 1798م- 1801م)، فلا بد من تحديد أي الأفكار الأصيل الذي لا يحتاج وجوده إلى تبرير، أو تفسير، وأي الأفكار طارئ لابد من معرفة أسباب ظهوره أو كيفيات بزوغه.

والذي يقرره الباحث بيقين أن الحركة الإسلامية – وعلى رأسها الإخوان المسلمين – لم تظهر أبدًا كرد فعل على سيادة التيار العلماني، كما يؤرخ كثير من العلمانيين عمدًا، وعن سوء قصد بدافع من التحيز الفكري، أو كما يكتب كثير من الإسلاميين خطأ، وعن حسن نية بدافع من إضفاء هالات أسطورية تخصم من رصيد حركة بحجم الإخوان المسلمين، ولا تضيف؟

إن جماعة الإخوان المسلمين لم تنشأ في مصر من فراغ، ولم تكن تعبيرًا عن انقطاع في مسيرة الأمة الإسلامية، بقدر ما كانت تواصلاً، واتصالاً؛ مصداقًا لحديث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".

ومن ثم فدعوة الإخوان هي العدسة المجمعة لكل ما تفرق من أشعة تجديد الفكر الإسلامي، ولكل ما تبدد من محاولات الإصلاح في مسيرة الأمة على مدى العقود التي سبقت ظهورها بلورة لكل ما سبقها من جهود في الإصلاح، والدفاع عن الذات الحضارية "ذاتية الأمة وهويتها".

وكانت الفترة التي سبقت ظهور جماعة الإخوان المسلمين تحمل من الإرهاصات الشيء الكثير؛ أن مسيرة الإصلاح في الأمة حان وقت قطافها بوجود جماعة تحمل السلام، وتحوطه من جميع جوانبه، نعم كانت حالة الأمة قد وصلت درجة من السوء والانحطاط لم تعهدها من قبل، وربما ذكرتها بأوقات هجمة التتار على العالم الإسلامي، وسقوط بغداد تحت سنابك خيل التتار لكن مشاعل الهدى في الأمة لم تسقط بل ظلت، وإن خفتت حدتها فهذه الأمة تمرض ولا تموت، بل ربما تشيخ لكن تملك داخلها عناصر بعث الحيوية، وتظل قوافل المجددين تترى على مسيرة الأمة، فتحيي ما اندرس من معالم النبوة، وتجدد ما بلي من أركان الإسلام، مصداقًا لحديث الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها".

وقد يكون هذا التجديد بأن يظهر عالم مجدد يجمع الأمة حوله ويحيي في نفوسها معالم الإيمان، وقد يكون التجديد على شكل مدرسة فكرية، وتربوية تُعيد معالم النهضة في أمة الإسلام.

المعلم الثاني: من أهم معالم التأريخ للحركة الإسلامية- وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين- والتأريخ للحركة السياسية في مصر منذ مجيء الحملة الفرنسية (1798م- 1801م) هو أن جماعة الإخوان المسلمين إنما هي امتداد لعدة تيارات إسلامية، ووطنية سبقتها، فكانت قمة بلورة هذه التيارات في جماعة الإخوان، على صعيد الفكر، أو على صعيد الحركة، أو على صعيد التنظيم، أما أهم هذه التيارات فهي:
الأول: تيار الجامعة الإسلامية.
الثاني: تيار الحزب الوطني كما عبر عنه "مصطفى كامل"، و"محمد فريد" و"عبد العزيز جاويش".
الثالث: التيار التجديدي كما عبر عنه "جمال الدين الأفغاني" و"محمد عبده" و"رشيد رضا"، وبعض شيوخ الأزهر.
لقد حملت دعوة الإخوان المسلمين في طياتها حصيلة الإرهاصات المتناثرة في كل هذه التيارات السابقة، ثم لم تعد هذه الإرهاصات جزءًا من هذه التيارات الفكرية، بقدر ما جرى انتزاعها من هذه الحركات جميعًا، وإعادة تكيفها بمنهج آخر ثم صبها في بوتقة الفكرة الإسلامية الجامعة لكل ما عداها من أفكار الإصلاح، والمانعة لكل دخن الأفكار، والتصورات المشوبة بلحظتها التاريخية ولم تملك مفارقتها.
بل إن الأستاذ "محمد قطب" يتكلم عن جماعة الإخوان المسلمين فيقول: "كانت هذه الإشراقة في قلب "حسن البنا" فتحًا ربانيًا، وكانت في الوقت ذاته هي الاستجابة الصحيحة للأحداث القائمة في العالم الإسلامي، وفي مصر منذ أكثر من قرن من الزمان". (- محمد قطب، واقعنا المعاصر، جدة: مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر، 1986ص 405) على أن جذور هذه العوامل ترجع إلى فترات سابقة اصطدم فيها أصحاب الفكر الإسلامي بالتيارات الفكرية الوافدة والمضادة.
وعندما يتكلم الدكتور "محمد عمارة" عن مشروع النهضة الذي قدمه الإمام الشهيد "حسن البنا" يقول: إن أبوة، وإمامة، وريادة "حسن البنا" لهذا الإحياء الإسلامي المعاصر إنما تمثل الحلقة المعاصرة في سلسلة الإحياء الإسلامي الحديث، إنها مرحلة متميزة في "الكم" و "الكيف" ولكنها امتداد متطور لمرحلة "النشأة" و"التبلور" التي تمثلت في " الجامعة الإسلامية التي ارتاد ميدانها، ورفع أعلامها "جمال الدين الأفغاني" ( 1254-1314 هـ= 1838-1897م ) والتي كان الإمام "محمد عبده" ( 1266 - 1323 هـ = 1849- 1905م ) مهندس تجديدها الفكري، كما مثل الشيخ "محمد رشيد رضا" ( 1282- 1354هـ = 1865-1935م) الامتداد الذي أسلم أمانتها إلى "حسن البنا" الذي انتقل بها إلى هذا "الكيف" المعاصر الذي تعيش فيه. (- د. محمد عمارة، خمسون عامًا على استشهاد حسن البنا، مشروع إسلامي للنهضة الحضارية، المجتمع (الكويت) العدد، 1337، 23شوال 1419هـ، 9 فبراير 1999، ص 22). لقد نشأ الإمام الشهيد "حسن البنا" في وقت ضعف فيه التيار الإصلاحي، فدرس عوامل ضعفه، واستفاد من نواحي قوته، فأخذ أسلوب "جمال الدين الأفغاني" في العمل السياسي، ومن أسلوب "محمد عبده" في الاهتمام بالتربية.
وحملت دعوة الإخوان المسلمين جل أفكار التيار الإصلاحي، ونفس غايته؛ ومن ثم فالجماعة امتداد لهذا التيار، أو كما يقول المستشار "طارق البشري": والحق أن جماعة الإخوان هي امتداد لتيار الفكر الموروث. (- طارق البشري، الديمقراطية ونظام 23 يوليو 1952 – 1970 بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية 1987، ص 34) وهذه الفكرة نفسها – الإخوان امتداد لحركات الإصلاح الإسلامي– يرددها "ريتشارد هرير دكجميان" في كتابه: "الأصولية في العالم العربي" – مع ملاحظة أن كامل مشروع "دكمجيان" بناه على فكرة الدورات الحضارية التي تتمثل فترات إغفاء ثم انبعاث. (- ريتشارد هرير دكمجيان، الأصولية في العالم العربي، ترجمة وتعليق عبد الوارث سعيد، المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر ط 2 1989، ص 28)

يقول "ريتشارد دكمجيان": وفي منتصف الثلاثينيات حلت محل حركة "رشيد رضا" المعتدلة حركة الإخوان المسلمين الأصولية(الراديكالية) –( يتحفظ الباحث على استخدام كل من مصطلحات المعتدلة والأصولية والراديكالية إذ إن لها دلالات في لغة المؤلف لا يمكن قبولها على الأرضية الإسلامية ") بقيادة "حسن البنا"، وفي هذه الفترة التي شهدت الأزمات الحادة الناتجة عن الاضطراب السياسي، وعجز القيادة، والصراع الاقتصادي والاجتماعي، والاستعمار الأوربي بدا البحث عن بديل إسلامي نضالي أمرًا لا مفر منه. (ريتشارد هرير دكمجيان، الأصولية في العالم العربي، مرجع سابق، ص 42").

المعلم الثالث: من معالم التأريخ للحركة السياسية في مصر أوائل القرن العشرين، والتأريخ لجماعة الإخوان المسلمين أن شكل الجماعة التي أسسها الإمام "حسن البنا" من حيث الفكر، وقواعد التنظيم، وأصول الحركة هي أفضل استجابة لظروف المرحلة الثقافية، والاجتماعية والسياسية التي واكبت نشأة الإخوان، وأفضل استجابةً للتحديات التي فرضتها كل تلك الظروف مجتمعة.

ففي بحثه القيم عن: الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ المعاصر، وبعد أن يرصد الأستاذ المستشار "طارق البشري" ظروف العالم الإسلامي، والمجتمع المصري في تلك الفترة – قبل ظهور جماعة الإخوان - يقول: " في هذه الظروف، واستجابة لها ظهر الشيخ "حسن البنا" بحركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928م، لقد سبقت جمعية الشبان المسلمين (1927م) ظهور الإخوان، وقام عديد من رجالات الدعوة الإسلامية بدورهم من قبل، ولكن "حسن البنا" وجماعته كانا هما: الاستجابة الأكثر وضوحًا، والأكثر تبلورًا لمتطلبات الحركة الإسلامية في ذلك الوقت (طارق البشري، الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ المعاصر، في: د. عبد الله النفيسي ( تحرير وتقديم ) الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية، أوراق في النقد الذاتي، القاهرة: مكتبة مدبولي، 1989، ص 167)

لقد تسلم الأستاذ الإمام "حسن البنا" راية التجديد ممن سبقه من مصلحين، ودعاة وأضاف إلى معالم حركة الإصلاح ما ميز دعوة الإخوان عن بقية دعوات الإصلاح، إلا أنها كانت " اللبنة" التي أكمل الله بها صرح الفكر، والعمل الإسلامي، يقول: المستشار "طارق البشري": لقد أرسى الأفغاني فكرة الإسلام المجاهد، وأضاف "محمد عبده" فكرة التجديد في الفقه، والتفسير، وتابع: "محمد رشيد رضا" الربط بين التجديد والسلفية والتفاعل مع السياسات الوطنية، وأضاف "حسن البنا" شمولية الإسلام والترابط الوثيق بين العقيدة والشريعة والسياسة، وبين الفكر والتنظيم الحركي، ومزج بين فكريات فقه الأزهر، ووجدانيات الصوفية، ووطنيات الحزب الوطني.

طارق البشري، الملامح العامة للفكر السياسي الإسلامي في التاريخ المعاصر، مرجع سابق، ص 168) ويقول الدكتور "يوسف القرضاوي": كان الناس في حاجة إلى دعوة تجدد العقول بالمعرفة الواعية، وتجدد القلوب بالإيمان الدافق، وتجدد الحياة بالالتزام الصادق، وتقف بالمرصاد للأفكار الهدامة، والدعوات المنحرفة، والهيئات المضللة التي تغزو العقول بالشبهات، وتغزو النفوس بالشهوات. - (د . يوسف القرضاوي، الإخوان المسلمون، 70 عامًا في الدعوة والتربية والجهاد، مرجع سابق، ص 11)

في 17 مايو 1948، صدر المرسوم الملكي بإنشاء "مؤسسة الثقافة الشعبية"، تلك المؤسسة التي كانت اللبنة الأولى في بناء الثقافة المصرية الجماهيرية. وكانت وزارة المعارف العمومية التي كان يمثلها الدكتور "السنهوري"، قد قدمت مشروعها لإنشاء مؤسسة للثقافة الشعبية إلى الملك "فاروق الأول"، الذي سرعان ما تحمس للفكرة وصدق عليها بعد أن رأى استحسان مجلس الوزراء للمشروع.

وكان قرار الملك بأن يكون مقر "مؤسسة الثقافة الشعبية" بالقاهرة، وتكون تبعيتها المباشرة لوزارة المعارف العمومية. وحدد القرار مهام المؤسسة الجديدة، والتي تمثلت في العمل على نشر الثقافة العامة بين أفراد الشعب على أساس الرغبة والاستعداد الشخصي، فيما يساهم في إيقاظ الوعي القومي عن طريق العمل على رفع المستوى العام الفكري والاجتماعي. كذلك تنظيم دراسات علمية وعملية وفنية بقصد تكوين الشخصية وترقية الملكات ورفع المستوى الثقافي، والعناية بنواحي النشاط الاجتماعي والرياضي.
كانت المؤسسة تتكون من عدة شعب هامة، جاءت في مجملها صحوة حقيقية للثقافة الشعبية المنظمة، وهي: "شعبة الدراسات السياسية، شعبة الدراسات التاريخية، شعبة الدراسات الأبية، شعبة الثقافة العلمية، شعبة الدراسات المهنية، شعبة الدراسات الاجتماعية، شعبة الثقافة الصحية، شعبة الثقافة النسوية، شعبة الفنون الجميلة، وأخيرا شعبة اللغات الحية".
وهكذا، فإن المؤسسة قد اشتملت على أقسام يمكنها من خلالها أن تبدأ في مشروع ثقافي علمي حقيقي يمكنه أن يفيد مصر ورسالتها الثقافية آنذاك. وجاءت تبعية المؤسسة الجديدة لوزارة المعارف العمومية، فرصة للوزارة لنشر العلوم والثقافة بطريقة تربوية، فأعلنت عن قيامها بقبول طلاب للدراسة في المؤسسة الجديدة. وكانت الوزارة تضع لكل شعبة المناهج التي تتفق مع أغراض الدراسة فيها مع مراعاة المستوى الثقافي للطلاب المنتسبين إليها. وتنظم الدراسة في مقر المؤسسة وفي المراكز التي تختار لها في القاهرة وغيرها من المدن والقرى. كما نظمت المؤسسة إلى جانب الدراسة محاضرات عامة يلقيها الممتازون في فروع الثقافات المختلفة.
كان حق الانتساب إلى المؤسسة وكذلك الاستماع لما يؤدى فيها من دراسات أو يلقى فيها من محاضرات مباحا للجنسين على السواء، دون التقيد بمؤهلات دراسية خاصة. واعتبرت اللغة العربية هي اللغة الأساسية للتعليم في المؤسسة، ويجوز لمجلس المؤسسة استعمال لغة أجنبية في أحوال خاصة.
ومهمة مدير المؤسسة تمثلت في الإشراف على الإدارة العامة وتنفيذ القرارات، فضلا عن تحضير ميزانيتها وعرضها على مجلسها، وتدبير أعمال الموظفين والإشراف عليها. وكان يعاون المدير العام في جميع الأعمال سكرتيرا عاما، يعين بقرار من وزير المعارف العمومية، ويتولى ضبط وحفظ السجلات للمنتسبين، وحفظ أختام المؤسسة والإشراف على إدارة أعمال الحسابات، كذلك الإشراف على صيانة أبنية المؤسسة وأثاثها، وإعداد تقويم سنوي للمؤسسة والقيام بنشره.
وفي 15 نوفمبر 1848، تم تعديل المرسوم بشكل يضمن لوزارة المعارف هيمنة أكثر على المؤسسة، بتعيين وكيل وزارة المعارف العمومية في مجلسها، كذلك المدير العام لإدارة الثقافة العامة بالوزارة، بالإضافة إلى مدير عام المؤسسة, وكانوا ثلاثتهم يشكلون مجلس إدارة مؤسسة الثقافة الشعبية مع اثني عشر من المهتمين بشؤون الثقافة العامة، ويعينون بقرار من وزير المعارف العمومية لمدة ثلاث سنوات، وإذا حضر وزير المعارف المجلس كانت له الرئاسة. وكانت المؤسسة تقوم بندب المحاضرين والمدرسين في شعب المؤسسة المختلفة، وتقوم بطبع الكتب على نفقة وزارة المعارف دون غيرها.
واستمر العمل بالمؤسسة بنجاح حتى قامت ثورة يوليو 1952، وقرر مجلس قيادة الثورة لأول مرة في تاريخ مصر إنشاء وزارة خاصة بشئون الإعلام والاتصال في نوفمبر 1952، وأطلق عليها وزارة الإرشاد القومي، التي تغير اسمها إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي، ثم عادت مرة أخرى إلى وزارة الإرشاد القومي.
وتقرر نقل تبعية "مؤسسة الثقافة الشعبية للوزارة الجديدة‏,‏ وأضفي وزير الثقافة آنذاك "ثروت عكاشة" بعدا جديدا عليها بإطلاق شعار جماهيرية الثقافة في عام 1965‏، وتقرر في ذلك الوقت إنشاء قصورا للثقافة، وكان عددها سبعة.

تولي إدارة تلك القصور عدد من كبار مثقفي مصر، نذكر منهم: "فاروق حسني، محمد غنيم، وعز الدين نجيب"، وكانت تجربة "عكاشة" من أروع التجارب الثقافية آنذاك، فقد ركز بثقل المؤسسة بالكامل على ما يسمى (الثقافة الموجهة)، فكانت قصور الثقافة مراكز خرج منها نجوم الثقافة في مصر، ومع نجاحها في مهمتها تنامي عددها فصار حاليا أكثر من خمسمائة موقع ثقافي‏.، خاصة بعد أن صدر القرار رقم 62 لسنة 1989، لتتشكل هيئة كاملة ومستقلة سميت "الهيئة العامة لقصور الثقافة". وتطورت أهدافها أكثر لتصبح هيئة مصرية تهدف إلى المشاركة في رفع المستوى الثقافي وتوجيه الوعي القومي للجماهير في مجالات: "السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والتشكيلية ونشاط الطفل وخدمات المكتبات في المحافظات". وأصبحت منارة نمت على أكتاف مثقفي مصر بتشجيع جماهيري لم يسبق له مثيل.

بواسطة المال الذي ورثه، كان وهبي يهدف إلى ما اعتقده تخليص المسرح مما رآه الهاوية التي نتجت من الشعرِ الراقص لنجيب الريحاني وحواجب علي الكسار، فأنشأ شركة مسرح باسم فرقة رمسيس في نهاية العشرينيات.
وبدأ بمسرحية "المجنون" كباكورة لأعماله المسرحية حيث عرضت على مسرح "راديو" عام 1923 وكانت معظم مسرحياته في بدايات حياته مترجمة عن أعمال عالمية لشكسبير وموليير وإبسن، ويعتقد البعض أن يوسف وهبي هو الذي أدخل فكرة الموسيقى التصويرية قبل رفع الستار التي لم تكن معروفة إلا في أكبر المسارح في العالم، بدأ حياته كمسرحي في فرقتي حسن فايق وعزيز عيد.
تأخر دخوله إلى عالم السينما بسبب الحملة الصحفية والدينية التي أثيرت ضده بسبب نيته في وقتها تمثيل دور النبي محمد في فيلم لشركة ماركوس الألمانية بتمويل مشترك مع الحكومة التركية، وكان يرأسها في ذلك الوقت مصطفى كمال أتاتورك، حيث اضطر تحت ضغط شعبي ومن الملك فؤاد الذي هدد بسحب جنسيته المصرية منه.
وفي عام 1930 وبالتعاون مع محمد كريم أنشأ شركة سينمائية باسم رمسيس فيلم التي بدأت أعمالها بفيلم "زينب" سنة 1930، والذي كان من إنتاجه وإخراج محمد كريم. وفي عام 1932 انتج "أولاد الذوات" الذي كان أول فيلم عربي ناطق وكان الفيلم مقتبسا عن إحدى مسرحياته الناجحة، حيث قام بكتابة النص وقام ببطولة الفيلم، كما قام محمد كريم أيضا بإخراجه. ثم كتب فيلمه "الدفاع" سنة  1935، ليخرجه هذه المرة بنفسه بالتعاون من المخرج نيازي مصطفى. ثم في عام 1937 قدم فيلمه الثالث "المجد الخالد"، وهذه المرة كان هو الكاتب والبطل والمخرج.

وثيقة منح الفنان يوسف وهبي رتبة البكوية من الدرجة الثانية عام 1944
بعد ذلك وفي ثلاث أفلام هي "ليلة ممطرة " 1939، "ليلى بنت الريف " 1941، و"ليلى بنت المدارس" 1941، ترك الإخراج لتوجو مزراحي. وبعد النجاح الضخم لهذه الأفلام قدم فلمه "غرام وانتقام " 1944، والذي أخرجه بنفسه. وبعمره الذي شارف على 46 لعب دور شاب عاشق يقع في غرام أسمهان، والتي لعبت دورها الثاني والأخير.
شكل أسلوب المسرح الساخر على يد نجيب الريحاني منافسا رئيسيا لأسلوب يوسف وهبي الذي اتسم بالميلودرامية. وقد أخرج 30 فيلما وألف ما لايقل عن 40 فيلما واشترك في تمثيل ما لايقل عن 60 فيلما مع رصيد يصل إلى 320  مسرحية.
ولقد مُنح يوسف وهبي رتبة البكوية من الملك فاروق بعد حضوره فيلم "غرام وانتقام"، كما نال وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1960، وجائزة الدولة التقديرية عام 1970.
وفى في 17 أكتوبر عام 1982 بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب اثر اصابته بكسر في عظام الحوض نتيجه سقوطه في الحمام. وتوفي أثناء العلاج إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وكان إلى جواره عند وفاته زوجته وابنها. وقد ودعه محبو فنه بعد حياة حافلة بالإبداع، وتخليداً لذكراه تكونت في مسقط رأسه الفيوم جمعية تحمل اسمه هي "جمعية أصدقاء يوسف وهبى"، وأقيم له تمثال أمام مقر هذه الجمعية بحي الجامعة بالفيوم على رأس الشارع الذي يحمل اسمه. وقد مرت ذكرى وفاته الـ 31 هذا العام (2013) دون أن يتذكره أحد.
أشيع في القدم أن للشيطان قرنين، وأصبحت تلك الصورة هي الصورة التراثية الأكثر شيوعا، حتى أن البشر صوروها في كتبهم وفي فنونهم المختلفة، وأصبحت حتى قصص الأطفال مليئة بتلك الصورة.
لقد كان السحرة عبر التاريخ البشري يستخدمون رمز الشيطان المقرن للدلالة على تسخيرهم له حتى ينفذ طلباتهم. وفى بعض الأحيان كان البعض يدعوا لعبادة الشيطان لأن رمز معارضة الإله، واتخذوا لذلك معاني وصور كثيرة، أبرزها على الإطلاق إشارة الشيطان El Diablo.
إشارة الشيطان، ترمز إلى قرون الشيطان، وهي كلمة إسبانية تطلق اختصارا لكلمة  "Diablo Blanco" ، وتعني "الشيطان الأبيض"، وهذه الكلمة تستخدم كاسم مستعار من قبل بعض عبدة الشيطان إحدى أقسام الماسونية العالمية. كما استعملها أنتون ليفي  Anton Lavey، مؤسس كنيسة الشيطان رمز السلام ونجد أن المثل الشعبي الإنجليزي يقول: الشيطان الأبيض أسوأ من الشيطان الأسود . وهو مثل يطلق على من حقيقتهم تختلف عن تلك الصورة الناصعة التي يصورون بها أنفسهم.
لقد لاحظنا أن شارة الشيطان هي لزمة مهمة يفعلها بعض المشاهير في العالم، فمثلا كان "جورج بوش الابن" يشير دائما بالرمز الشيطاني، وأيضا العديد من المشاهير من رؤساء الدول والفنانين وغيرهم.
إن تلك الإشارة تعني في الماسونية "نعم.. لقد نفذت" Yes. I did it وهذا تعبيرا عن ولائهم للمنظمات الماسونية التي ينتمون إليها. وتلك الإشارة هي رمز الولاء والتحية فيما بين عبدة الشيطان.
سنترككم مع بعض الصور التي يمكنها توضيح الفكرة أكثر ولتعرفوا أن الشعوب كانت وما تزال لعبة في يد مجموعة من المرضى النفسيين، وأن الماسونية تخترق بلادنا فتسيطر على الاقتصاد والسياسة بشكل عظيم الوضوح ونحن عنهم غافلين.



"أنتوني ليفي" مؤسس كنيسة الشيطان



في افتتاح كنيسة الشيطان







*   *   *   *  *
الذين شاهدتموهم هم من الغرب فهل تتوقعون أن ترى تلك العلامة في المشرق



صدفة أم.... ؟!!
أتعرفون طريقة السلام الماسوني؟؟!!
إن السلام الماسوني واحد من تلك الطرق
 ا هذا؟؟!!
 وهذ أيضا طريقة أخرى ونلاحظ أنها تخالف البروتوكول الصارم لمثل تلك الظروف
أترك الرأي لكم وبكل حرية دون تقيد، ومعذرة لأنني لم أنشر صور أكثر والتي لا تخلو من التساؤلات، ولا تخلو أيضا من الشخصيات المحيرة. شيوخ عشائر وحكام بعض دول الخليج ورؤساء ووزراء وغيرهم وغيرهم، ولكن المساحة المسموحة في التدوينة لا تسمح بنشرها ولكن المهم أن تصل الفكرة.
لم يمنع إهمال الدولة في مصر للماسونية من الاستمرار فى ممارسة نشاطها بعد قيام الثورة المصرية في يوليو 1952، خاصة وقد ساد بين الماسون خوف وريبة من النظام الحاكم الجديد، فآثر بعضهم الهرب خارج البلادوالبعض الآخر امتنعوا عن ممارسة نشاطهم الماسوني.
واستمرت بعض المحافل في ممارسة نشاطها، خاصة تلك التى كانت تحوى الأعضاء اليونانيين، فالحكم المصري الجديد لم يرد أن يمس الجالية اليونانية الماسونية أو غير الماسونية بأى سوء، نظرا لاحتياج الدولة المصرية لهم في أعمال الملاحة فى القناة وخبرتهم في ذلك المضمار.
ولم يمنع ذلك الحذر المتبادل بين المحافل الماسونية والدولة المصرية والذى بدأ منذ قيام حرب فلسطين 1948أن يقوم أرباب الفن المصريين بإنشاء محفل سمى محفل (الفنان) يرجع البعض تاريخ إنشائه إلى ما قبل حرب فلسطين بعام واحد أى عام1947، وقد ضم هذا المحفل الكثير من أهل الفن فى مصر مثل "عبد العزيز حمدى– يوسف وهبى – محسن سرحان – حسين رياض – محمود المليجى– حلمى رفلة– عيسى أحمد – فؤاد شفيق – يعقوب الأطرش – كمال الشناوى – سراج منير– زكى طليمات – أنور وجدى". ورجح "شلش" أنه كان نوعا من المظهر الاستعراضي دون جدية.
وقد سُمِحَ لبعض الصحفيين الدخول إلى قاعة ذلك المحفل في عام 1953، حيث نشروا الخبر مدعما بالصور في مجلة الفن تحت عنوان: "الفن تتسرب إلى القاعات السرية بالمحفل الماسونى، تثبيت يوسف وهبى رئيسا لمحفل الفنان المصرى وتكريس محسن سرحان!".
وجاء الخبر على النحو التالى:
"لأول مرة في تاريخ الماسونية تتسرب الصحافة إلى القاعات السرية.. وتشاهد بعض الطقوس الغامضة من تقاليد هذه الجمعية العريقة.. كان ذلك فى مساء الثلاثاء الماضى.. وقد حفلت الدار الماسونية بجمهور كبير من الفنانين الماسون، ونذكر منهم يوسف وهبى ومحسن سرحان وفريد شوقى وأحمد كامل مرسى ومحمود المليجى وفؤاد شفيق وعبد السلام النابلسى وحلمى رفلة وحسين رياض ومحمود فريد وعيسى أحمد وعلى رشدى وأحمد سعيد وغيرهم كثيرين...، واستدعى الإخوان الماسون لدخول إحدى القاعات السرية، ومنع الأغراب بما في ذلك الصحفيين من الدخول.. وطال غياب الإخوان، وعلمنا أن ذلك الغياب كان في مباشرة الطقوس المعتادة لتكريس محسن سرحان...، ومن فرجة فتحت قليلا شاهدنا محسن معصوب العينين، وقد وقف بين يوسف وهبى وعيسى أحمد، وكان كل منهما يرتدى الزى الرسمى للماسون شاهرا بيده سيفا من الخشب حلق به على رأس محسن سرحان !
وأغلقت الفرجة.. وانقطع كل اتصال بيننا وبين ما يجرى في الداخل.. وطالت الجلسة، وعلمنا أن الغياب في هذه المرة كان بسبب طقوس تكريس يوسف وهبى رئيسا لمحفل الفنان المصرى.. وبعد أن انتهت تلك الطقوس تقدم اقتراح بالتقاط صورة تذكارية داخل الهيكل السرى.. ولكن بعض الأخوان عارضوا في هذه الفكرة. وأبدى اقتراح بتعصيب المصورين أثناء التقاط الصور (!) ولكن المصورين احتجوا باستحالة التصوير في هذه الحالة، وبعد أخذ ورد وافق المتزمتون على التقاط الصور التذكارية. ودخلنا الهيكل السرى وقد أحاط بكل واحد منا عدد من الأخوان.. وحرم علينا التلفت يمنة أو يسرة! وفى هذا الجو التقطت بعض الصور التذكارية.. وقبل أن تمضى خمس دقائق صدرت الأوامر بإخراجنا من القاعة.. بل ومن الردهة.. فخرجنا مستسلمين! ولم تطل الجلسة بعد ذلك كثيرا.. فقد خرج الإخوان إلى بوفيه أنيق حيث تناولوا السحور وانضم إليهم بعض الفنانين والضيوف، نذكر منهم السيدتين فردوس حسن ودرية أحمد.. وبعد ذلك انتقل الفنانين إلى حفلة السمر.. فاستمعنا إلى منولوجات فكاهية.
وبعد أن انتهى الاحتفال سألنا محسن سرحان عن الإجراءات التى اتخذت معه في حفلة التكريس فهز رأسه ضاحكا وقال:
- أنا معرفش حاجة..
- وكانوا (مغميينك) ليه ؟
- إسأل يوسف وهبى !
- هل الماسونية هيئة دينية.
- لأ.
- أمال ليه بيقولوا (بسم مهندس الكون الأعظم) ؟
- زى ما المسلمين بيقولوا (بسم الله) والمسيحيين (بسم الأب والابن)!
- تبأه جمعية دينية لأن لها (بسملة) ؟!
- لا.. لا.. أنا ما اعرفش.. إسأل أخ أقدم منى.. أنا لسه جديد !
ورفض محسن بعد ذلك أن يجيب على أى سؤال آخر..".
ومن الواضح أن الماسون حتى تلك الفترة قد بقوا على تقاليدهم، والفنان كفرد له مكانة اجتماعية استطاعت الماسونية جذبه إلى صفوفها، كما يتضح من مجريات الحديث بين الصحفى والفنان "محسن سرحان" أن التكتم ظل أهم صفات الماسونى، كما يتضح من الصور التي التقطت في المحفل أن بعضهم التحق من أجل إضفاء الوجاهة على نفسه، ومن منهم كان يفهم تقاليد وطقوس الماسونية بشكل جدى، فالصورة كأى وثيقة تاريخية يمكن أن تعبر وتعطي دلالات تساعد أى من الباحثين على فهم حادثة تاريخية بشكل أو بآخر.
ومن الواضح أن حالة التجهم والضيق التى كانت واضحة على وجه البعض في الصور التى تم التقاطها لا تنمإلا عن عدم رضا البعض عن كشف أمرهم بتلك الصورة أمام اثنان من الصحفيين، مما يدل على أنهم ذلكالحزب المتعلق بالتقاليد الماسونية ومنهم الفنان "حسين رياض - محسن سرحان - يوسف وهبي - عبد العزيز حمدي"، والبعض الآخر حاول أن يظهر نفسه بشكل استعراضي مثل الفنان "عبد السلام النابلسي" الذي أمسك عصاه بحركة استعراضية، وكان الفريق الأخير لا يبالي بما يحدث فتوزعت الابتسامات على وجوههم.
وفى محاولة لتتبع أخبار ذلك المحفل تم عمل مسح للصحف الفنية والعامة بعد تاريخ هذا الخبر الذي نشر في"مجلة الفن"، فلم نجد له أى أثر، ومن الواضح أن المحفل قد أخذ حذره بعد ذلك فانتقل إلى طور سرى أو أغلق بفعل ضغط الحكومة، أو هم آثروا أن ينسحبوا من الماسونية حتى لا يفقدوا مجدهم الفني الذي وصلوا إليه آنذاك، خاصة أن اتجاه الكثير من الحكومات العربية إلى إلغاء الماسونية كان يتزايد.
ولقد حاول "عبد الله سمك" الاتصال بمن بقى من هؤلاء الفنانين على قيد الحياة حتى يتأكد من صدق نوايا الفنان المصرى، ونظرا لأن معظم هؤلاء المذكورين قد رحلوا عن دنيانا، فإن من بقى منهم حتى وقت الاتصال كان الفنان "محسن سرحان"، والفنان "كمال الشناوى"، وتعذر الاتصال بكمال الشناوى لانشغاله في عمل فنى، ولكنه تمكن من الاتصال بمحسن سرحان فى 23 ديسمبر سنة 1986 وأجرى معه الحديث التالي:
- الأستاذ محسن سرحان، ما حقيقة انتسابك للماسونية ؟
- ماسونية ! لا توجد ماسونية الآن.
- قرأت أنك وزملاءك الفنان حسين رياض والفنان كمال الشناوى وآخرين كنتم منتسبين إليها.
- هذا غير صحيح إطلاقا، وكما تعرف عمل الصحافة والإعلام في ترويج الشائعات، أقول لك عن نفسى وجميع إخواني وزملائى بأن أى واحد منا لم ينتسب أبدا إلى الماسونية، بل ولا غيرها من أى جماعات أو منظمات دينية أو غير دينية.. نحن فنانون والفنان ملك للشعب كله، لا أنا ولا كمال الشناوى ولا أحد منا دخل الماسونية إطلاقا يا أفندم.
- أشكرك، فقد أردت أن أتعرف على الحقيقة من مصدرها وآسف للإزعاج.
- لا.. أنا أشكر لك هذا.
وحاول "عبد الله سمك" استنتاج بعض الاحتمالات من المكالمة، فقد تكون الماسونية قد استغلت الفنانين لكسب مؤيدين لها، أو أن يكون هؤلاء المذكورين ماسون بالفعل إما خداعا وإما جهلا بحقيقتها وإما إشباعا لرغبة معينة. كما أن "يوسف وهبى" لم يذكر في مذكراته أية إشارة للمحفل الماسوني الذى انضم إليه، فقد تجنب ذكر علاقته بالماسونية من قريب أو بعيد، ومن الواضح أنه آثر تجنب تأكيد تلك العلاقة فى مذكراته الشخصية.
من الجائز أن الفنان المصرى أخذ بالماسونية لإضفائها نوعا من الوجاهة الاجتماعية، رغم أن الماسونية وصمت بالتعامل مع الصهيونية بعد حرب1948، ومن الطبيعي أن يبتعد عنها الفنان المصرى كما ابتعد عنها كثير من المصريين، خاصة أن الفنان المصرى كان يتسم بوعى سياسى واجتماعى، كما كان مشاركا في عرض كافة القضايا السياسية والاجتماعية محاولة منه لإصلاح الحالة المتردية للمجتمع المصرى فى الفترة من 1947 وحتى منتصف الستينيات.
لقد كان الفنان المصرى مشغولا دائما بالقضايا السياسية التي تهتم بها كافة القوى الوطنية في مصر، حتى الوافدين على مصر وفدوا إليها على وعى كامل بالدور الذى سيقومون به سياسيا، وكان من بينهم الكثير من الماسون الشوام، والسبب في ذلك الإدراك السياسي بالتحديد للأيديولوﭼيا التي استوعبها الوافد مع رفاقه فى جمعيات الشام قبل حضوره إلى مصر، مثل "إسكندر فرح" الذي كان يملك جوق مسرحي بمصر فى بداية القرن العشرين وغيره من الشوام الوافدين الذين استقروا في مصر ليشكلوا ضلعا اجتماعيا هاما دعم الثقافة المصرية بالكثير من العناصر الهامة.
واهتمت الماسونية فى مصر بالعرض المسرحى مثلها مثل الجمعيات السورية والنمساوية والإسرائيليةوالإيطالية التي كانت تتخذ من الفن وسيلة لعقد الاجتماعات وممارسة النشاط السياسى. ولقد كان الفنان المصرى يتسم دائما بروح وطنية متأججة، فيذكر "يوسف وهبى" في مذكراته "أنه حين عرضت مسرحية (الاستعباد) التي قدمتها فرقة "يوسف وهبى المسرحية"، وكانت المسرحية تفيض بالمواقف الوطنية، سمع الجمهور في نهاية المسرحية عبارة (فليسقط الاستعمار)، وكان الوطن إذاك يرزح تحت نير الاستعمار حتى اشتعلت الحماسة بهم، وانطلقت الحناجر تردد: يسقط الاستعمار وكأنه بركان تفجر، وظل الجمهور يهتف لمدة نصف ساعة بعد نهاية العرض، ورُفع الستار ثلاثين مرة للتحية".
وكان الفنان "زكى طليمات" من الماسون المصريين الذين كانت لهم أعمال روائية في السينما والمسرح تشارك الشعب المصري في مشاعره الوطنية، فقد قام بدور الجاسوس اليهودى الداهية الذى يحاول أن يوقع بين العرب في فيلم "مغامرات عنتر وعبلة" في عام 1948، كما قام بدور الزعيم الوطنى المناضل رغم أنه من العسكريين، وكأنه يجسد شخصية قائد حركة الجيش في يوليو 1952 اللواء "محمد نجيب" في فيلم "الله معنا" في عام 1955 من إخراج "أحمد بدرخان". وكان للفنان "عبد السلام النابلسى" عملا وطنيا من أهم الأعمال الروائية التي جسدت واقع حرب 1948، وكانت محاولة من مؤلفيه "على الزرقانى وحلمى حليم" لإظهار حقيقة تلك الحرب في فيلم "أرض السلام" مع الفنان "عمر الشريف" من إخراج "كمال الشيخ"، والفنان "محمود المليجى" فى فيلم "سمراء سيناء" من إخراج "نيازى مصطفى".
لقد كان للماسون المصريين من الفنانين العديد من الأدوار الفنية التي تشارك وجدان المصريين ومشاعرهم الوطنية، فلم تكن شخصيتهم الماسونية منعكسة على أعمالهم من قريب أو بعيد، وهذا ما يؤكد أن مشاركتهم في الماسونية جاء لإضفاء قيمة اجتماعية تخيل أنه سيكتسبها من خلال انضمامه للماسونية.
ومن الواضح بعد الإطلاع على صور المحفل ومعرفة أعضائه، ومن خلال الحديث الذي دار بين "محسن سرحان" والصحافة وبينه وبين "عبد الله سمك" أن الماسونية جذبت إليها شريحة اجتماعية جديدة، كما جذبتالشرائح الاجتماعية الأخرى، ومهما كانت الأسباب التي جعلت الفنان المصري ينضم إلى الماسونية ويمارس أعمالها إلا أنها لم تفقده قيمته الفنية، وإن كانت الماسونية قد كسبت الماسونية بالتأكيد من خلال انضمام تلك الشريحة الاجتماعية إليها.
مراجع الدراسة:
(1) عبد الله على سمك، حقيقة الماسونية العالمية، ج1، سلسلة إسلاميات رقم 96، المؤسسة العربية الحديثة، القاهرة (د.ت)، ص 261، 262.
(2) على شلش، اليهود والماسون، سلسلة مصر النهضة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ص 288.
(3) مجلة الفن، عدد 145، الاثنين 15 يونيو 1953.
(4) وسف وهبى، عشت ألف عام، مذكرات عميد المسرح المصري يوسف وهبى، جزءان، دار المعارف، القاهرة 1973.
(5) محمد الفيل، رؤية وبيان حالة المسرح العربى، ج1، التأسيس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 2001، ص 257، 162.
(6) أمل حركة، المسرح والمجتمع في مصر من 1919 – 1952، وزارة الثقافة، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، القاهرة 2001، ص 172.
(7) عبد الغنى داود، زكى طليمات، سلسلة رواد المسرح المصري رقم2، وزارة الثقافة، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، القاهرة 1997، ص64.
(8) جلال الشرقاوى، رسالة في تاريخ السينما العربية، وزارة الثقافة، المكتبة العربية، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة 1970، ص160، 450، 488.
(9) وائل إبراهيم الدسوقي، الماسونية والماسون في مصر، سلسلة مصر النهضة، رقم 73، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 2008.
الماسونية والماسون في مصر.
الماسونية هي أصل كل فساد وانحراف في المجتمعات الإنسانية، وهي أساس كل مذهب هَدَّام وفكر متطرف في الدول المختلفة، ومن رحم الماسونية خرجت كل دعوة إلى نبذ الدين ومناهضته، وإلى الثورة على القيم الأصيلة والأعراف الحسنة النبيلة، وإلى انهيار الأسرة، وإلى الإباحية والإلحاد والفساد، وإلى التنكر للأوطان التي تُعد في نظرها خيالا كاذبا، وبناء فارغا يتضاءل أمام فكرة الماسونية "أنها لا وطن لها"؛ تمهيدا للسيطرة على العالم وحكمه بعيدا عن وحي الله الحق وهدى رسله.
وتتخذ الماسونية في سبيل نشرها شعارات خادعة مضلة تخفي حقيقتها اليهودية التي لا يمكن لعاقل أو لبيب فطن أن ينجرَّ إلى أفكارها الزائفة، ورؤاها الكاذبة، وأهدافها الباطلة.
ومن شعارات الماسونية البرَّاقة التي دأبت على اصطياد ضحاياها من خلالها: "الحرية – الإخاء – المساواة"، وهذه الشعارات البراقة التي تخفي حقيقة المنظمة اليهودية السرية التي خدعت الكثير من الزعماء السياسيين من المسلمين وغيرهم، واستقطبت العديد من رجالات الفكر والدين والأدب، وجذبت أناسا آخرين من المغامرين أو النفعيين الباحثين عن سلطة أو نفوذ أو مال أو عَرض من عرض الدنيا الزائل.
غير أن الوعود الكاذبة، والأهداف الخادعة، والمبادئ الماكرة، سرعان ما تكشفت حقيقتها، واستبانت أغراضها الحقيقية من ارتباطها باليهودية العالمية وخدمة مصالحها الاستعمارية؛ فأعلن المنخدعون في الماسونية انسحابهم من محافلها، وانخلاعهم عن تنظيماتها، ونبذهم لأطروحاتها وأفكارها.
وقد مرت الماسونية في تاريخها الطويل بمرحلتين: المرحلة الأولى وتمثل الماسونية القديمة، وأطلق عليها وقتئذ: "جمعية البناء الحر"، ومنشؤها في تلك الفترة غامض مجهول، لا نستطيع تحديد بداياته، وإن تميزت هذه الفترة بأن أعضاء الماسونية القديمة كانوا من طائفة البنائين أنفسهم في مصر واليونان في القرون الغابرة، وفي أوروبا الغربية منذ بدء النصرانية، ثم ذاعت في جميع الأمم الغربية خلال العصور الوسطى، وقد نقل الرهبان رسومها وتقاليدها من مصر القديمة إلى أوروبا، ووضع الرومانيون منها نماذج جديدة، وأنشأوا جمعية "عرفاء البناء"، ومن ثم يرجع بعض الباحثين أصل "جمعية البناء الحر" أي: الماسونية، إلى هذه الجمعية الرومانية.
ويتفق الباحثون على نسبة تعاليم "جمعية البناء الحر" وأسرارها إلى اليهود قبل أن يصلحها ويهذبها رجلان إنجليزيان من رجال الدين، هما: "ديزا جلييه، وأندرسون" في الربع الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، وقد نقلت هذه التعاليم والرسوم القديمة إلى الغرب على يد جمعيات البنائين، ونقلتها إلى إنجلترا جمعية الصناع الرومانية، ويرجع الماسون الإنجليز والأوروبيون بصفة عامة فضل نشر الفكر الماسوني في القارة الأوروبية إلى الجمعية الرومانية.
وتبدأ المرحلة الثانية من مراحل تاريخ الماسونية بسنة 1600م في إسكتلندا، وضمت الماسونية في بداية هذه الفترة الطبقات الأرستقراطية، وفي سنة 1717م أسس بإنجلترا "المحفل الأعظم" الذي اصطبغت رسومه ورموزه بالصبغة اليهودية: فالنظم والتعاليم اليهودية هي التي اتخذت أساسا لإنشاء المحفل الأعظم، وتقاليد المحفل الشفوية كانت على طريقة العادات اليهودية، ولا غرو في ذلك؛ لأنه منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادي كانت التعاليم اليهودية الروحية قد نفذت إلى جميع أنحاء أوروبا، وتسربت هذه التعاليم إلى أوروبا الغربية من شرقها حيث استقر اليهود منذ القرن السادس عشر الميلادي في بولونيا، وفي هذه المرحلة أنشئت محافل عديدة في أوروبا، ومن بينها فرنسا سنة 1725م، وكان شعار الثورة الفرنسية سنة 1791م هو شعار الماسونيين نفسه (الحرية – المساواة - الإخاء).
وعرف العالم الإسلامي الماسونية لأول مرة مع الاستعمار الفرنسي لمصر سنة 1798م الذي حمل الأفكار الماسونية؛ ليحقق بها أهدافه في الشرق الإسلامي، وأقيم في السنة السابقة نفسها محفل بالقاهرة للتجمع
والتخطيط والتكليف بالمهام، وهو المحفل الماسوني: "محفل إيزيس" الذي التحق به اليهود بمصر، فضلا عن غيرهم من المصريين، وتتابع إنشاء المحافل الماسونية في مصر بعد ذلك، وفي غيرها من بلاد عربية، وفي سنة 1952م تندلع الثورة في مصر، ومعها ينسحب البساط تدريجيا من تحت نفوذ المحافل الماسونية بها، وتبدأ جذوة الماسونية في الانحسار، حتى يتوقف النشاط الماسوني بمصر سنة 1956م، وفي شهر مارس من سنة 1964م تصدر الحكومة المصرية أمرها بإغلاق جميع المحافل الماسونية في مصر، ويوضع النادي الماسوني الإنجليزي في شارع طومسون تحت الحراسة، وبجرد محتوياته يتبين صلة النادي بإسرائيل؛ حيث إن بعض الأعلام والأدوات في النادي عليها نجمة داود، وجميع ما في النادي من لوحات وأعلام وأثاث ومطبوعات ونشرات تتم بالطابع البريطاني - الإسرائيلي.
وإذا كانت مصر – والعديد من الدول العربية التي حذت حذوها – قد حلَّت المحافل والجمعيات الماسونية بعد تأكدها من أنها أدوات هدم وتخريب، وأن الصهيونية العالمية تستغلها لمزاولة أنشطتها، ونشر أفكارها، فإن اليهود لم يعدموا أن يجدوا صورا أخرى للماسونية في تلك الأقطار الإسلامية، ممثلة في نوادي الروتاري والليونز التي لا تعدو إلا أن تكون أوكارا للماسونية، ووجوها وأشكالا أخرى لها.
وهذا الكتاب الفائق الذي بين أيدينا (الماسونية والماسون في مصر 1798 – 1964م) لصاحبه وائل إبراهيم الدسوقي يتناول نشاط الماسونية في مصر منذ ظهوره مع الحملة الفرنسية الاستعمارية عليها وحتى صدور قرار وزيرة الشئون الاجتماعية سنة 1964م بإغلاق جميع المحافل الماسونية في مصر.
وقد بدأ الأستاذ المؤلف سِفْرَه بالبحث في جذور الماسونية بمصر ذاكرا آراء الباحثين في هذا الموضوع، ومنها القول: بأن التعاليم الماسونية كانت موجودة في مصر منذ عهد الفراعنة، حيث كانت تبنى المعابد الضخمة والأهرامات، فالماسونية من حيث مبادئُها وتعاليمها مصرية، ويظهر من الآثار المصرية الباقية إلى هذا العهد أن صناعة البناء والهندسة كانت عندهم في غاية الإتقان، ويستدل من تاريخهم أن الذين كانوا يرسمون تلك الأبنية ويقومون على بنائها هم فئة من الكهنة، ولم يعلموا تلك الصناعة لعامة الشعب، وإنما كانوا يستخدمونهم في نقل الأحجار من أماكنها
وتقطيعها، ويختارون من بينهم من يعهدون إليه نحتها على مثل جماعة البنائين (الأحرار)، الأمر الذي حمل بعضهم على القول:بإنالجمعية الماسونية فرع من الكهانة المصرية أو إنها ظهرت في العصر البيزنطي أو بعد الفتح الإسلامي لمصر.
ولفت نظر المؤلف إحدى اللوحات الجدارية المعلقة على جدران كنيسة الأنبا "ريوس" ببطريركية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية، وهي لوحة رسمها فنان مصري مسيحي، هو "إيزاك فانوس"، واللوحة تمثل الأب باخوم يمسك بيساره لفافة يمكن التخمين بأنها تحمل كلمات من الكتاب المقدس، وفي اليد اليمنى أمسك بالزاوية والفرجار، وهما لا يمثلان رموزا مسيحية، ولا تعطيهما المسيحية أية قداسة، وهما من الرموز الماسونية، وبالتالي يدلل بذلك على ماسونية الأب باخوم، وعلى وجود الماسونية في مصر في العصر البيزنطي.
ومما يدعم هذا الرأي أيضا أن الأب كيرلس بطريك الإسكندرية في الفترة (384 – 412م) مصور في كنيسة العذراء – التي تخدم الأرثوذكس المصريين في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية – وهو يتكئ على عامود قصير من الطراز الروماني، وهو تقليد غير متبع في تصوير القديسين في الفن المسيحي، لكنه متبع في تصوير الأساتذة العظام في الماسونية، فالعمود رمز مهم من رموز الماسونية.
والملاحظ أن القاسم المشترك بين اللوحتين هو أنهما من رسم "إيزاك فانوس" مما يرجح أنه ماسوني أخذته الحماسة الماسونية، فصور الأب باخوم والأب كيرلس بالرموز الماسونية، ويبقى احتمال وجود الماسونية في العصر البيزنطي قائما حتى يظهر الدليل الوثائقي الذي يثبت أو ينفي ذلك.
وفي مصر الإسلامية ظهرت صورة قريبة الشبه بالرمز الماسوني: الزاوية والفرجار في زخارف جامع ابن طولون، حيث تشكل التقاء خطوط الزخارف صورة قريبة من الرمز الماسوني
وكان المعماري الذي عهد إليه ببناء الجامع مصريا نصرانيا، ويعتقد أنه من جماعة البنائين الأحرار (الماسونيين).
وبعد عرض كل الآراء المتصلة بمنشأ الماسونية في مصر، ذهب المؤلف إلى أنه لا يوجد دليل قوي على أن الماسونية قد دخلت مصر قبل الحملة الفرنسية عليها، إلا أنه يجوز حدوث اجتماعات بها بين قناصل بعض الدول المؤمنين بالماسونية والتجار الكبار من المصريين الذين كانت لهم تعاملات مباشرة وصلات بهؤلاء القناصل الأجانب وبعضهم كان على الماسونية، وربما كانت هذه الصلات بداية للتعرف على الماسونية من بعض المصريين.
ويبقى أن الظهور القوي للماسونية في مصر كان مع محفل "إيزيس" عام 1798م الذي أنشئ بها بعد حملة نابليون بونابرت، والذي ضم عناصر من اليهود وأخرى من المصريين.
وكما أنشأ الماسون الفرنسيون محفلا ماسونيا بمصر، أسهم الماسون الإيطاليون بنصيب وافر في تأسيس المحافل الماسونية، وكذلك الماسون الإنجليز في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وفي القرن الأخير نفسه وجدت بمصر محافل للألمان الماسون، وأخرى تابعة للدولة العثمانية، انخرط فيها كثير من المصريين.
وفي سنة 1876م أنشئ محفل مصري ماسوني، وأصبحت المحافل المصرية جميعا تابعة له وعرف هذا المحفل بـ "الشرق الأعظم الوطني المصري"، وترأس الخديو توفيق باشا هذا المحفل في سنة 1887م، وألقى الشاعر (حفني ناصف) قصيدة طويلة بين يدي الخديو توفيق، أشار فيها ٍإلى المبادئ الثلاثة التي تتخذها الماسونية شعارا لها، وهي الحرية والإخاء والمساواة، وظل الخديو توفيق رئيسا للمحافل المصرية لمدة ثلاثة أعوام، اعتذر بعدها عن الرئاسة العملية للمحفل الكبير ليتولاها غيره من أبناء الشعب تشجيعا لهم، فانتخب (إدريس بك راغب) رئيسا للمحفل، بينما أصبح الخديو توفيق رئيسا شرفيا إلى الأبد.
ويبدو أن العصر الذهبي للماسونية في مصر وصل إلى ذروته في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، بدليل قيام علاقات بين الماسونية في مصر والولايات المتحدة الأمريكية
وكشف الكتاب عن علاقة اليهود بمصر بالمحافل المصرية الماسونية، حيث انضم اليهود لهذه المحافل دون المحافل الأجنبية؛ لأن علاقة اليهود مع الأجانب في مصر من القوة بحيث لا تحتاج إلى انضمامهم معهم في محافلهم، لكن انضمامهم للمحافل المصرية آنذاك كان ممهدا لمعرفة وجهات النظر المصرية والعربية من خلال المناقشات مع المصريينوالشوامالمنضمين للماسونية في قضيتهم التي كانوا يدعون لها في الأوساط كافة، وهي ضرورة الاعتراف باليهود بوصفهم كيانا مستقلا يجب تجميعه في دولة واحدة؛ باعتبار أن الماسونية أكبر تجمع للمفكرين ورجال السياسة من مختلف الاتجاهات والجنسيات.
وقد رسخت أقدام اليهود الماسون في عهد الملك "فؤاد"، ففتحت الأبواب أمامهم في المجالات كافةً حتى عرفت مصر "يوسف قطاري باشا" وزير المالية، وكان يهوديا ماسونيا، واعتبر تعيينه في هذا المنصب تقديرا أدبيا وتكريما للطائفة اليهودية في مصر، كما احتل عدد من اليهود المقاعد البرلمانية في مجلس الشيوخ والنواب، وتأسست لهم محافل ماسونية في القاهرة والإسكندرية وعواصم الأقاليم المختلفة، وبذلك ظهر اليهود بصورة أكثر وضوحا في الفترة التي تلت سنة 1917م وحتى بعد عام 1945م، وانتهاء الحرب العالمية الثانية، وكان من الطبيعي انجذاب هؤلاء اليهود للمحافل الماسونية، وأصبح معنى الماسونية لدى اليهود هو محاولة إيجاد قومية دينية يهودية تمهد لإنشاء دولتهم وإعادة بناء هيكلهم؛ ليكونوا عماد الحضارة الغربية بوصفهم قوة خفية من خلال المحافل الماسونية.

وبسبب النشاط الماسوني في مصر، وما صاحبه من إنشاءٍ لعدد كبير من الصحف والمجلات؛ فإن الماسونية بدأت تتدخل في سياسة مصر، حتى إنها وجهت بيانا إلى عرب فلسطين تناشدهم من خلاله بالسماح لليهود بالعودة إلى فلسطين، وكان هذا البيان تأييدا لوعد بلفور.
وقد أكد المؤلف في كتابه على مدى السرور والفرح الذي ساد الأوساط اليهودية في مختلف أنحاء مصر عقيب صدور تصريح "بلفور" عام 1917م بإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين، وأقامت التنظيمات اليهودية حفلا بالإسكندرية حضره محافظ الإسكندرية "أحمد زيور باشا" وكبار رجال الطائفة اليهودية، وعقد كبار اليهود بالإسكندرية وعلى رأسهم البارون "فليكس دي منشة" وكان من كبار رجال الماسونية في الإسكندرية اجتماعا في 12 أغسطس عام 1918م أعلن فيه البارون وجوب تكوين لجنة تهدف إلى جمع شمل الجمعيات اليهودية والصهيونية والماسونية، والاهتمام بتدعيم محاولات تأسيس الجامعة العبرية بالقدس، وجمع التبرعات لتوطين اليهود في فلسطين.
ووجه المحفل الماسوني الوطني المصري الأكبر إلى أهل فلسطين في ثورتهم عام 1936م النداء الآتي: "يا أهل فلسطين تذكروا أن اليهود هم إخوتكم وأبناء عمومتكم، قد ركبوا الغربة، فأفلحوا ونجحوا ثم هم اليوم يطمحون للرجوع إليكم لفائدة الوطن المشترك العام وعظمته، بما أحرزوه من مال، وما اكتشفوا من خبرة وعرفان .. إن العربي والعبري غصنان من شجرة إبراهيم، أبواهما إسحاق وإسماعيل، متى وضع أحدهما يده في يد الآخر انتفعا جميعا بما لديهما من الوسائل المختلفة، وكان في تعاونهما الخير، وكمال البركة بإذن الله"، وهكذا فإن الماسون لعب دورا في قيام دولة إسرائيل، وأيد جميع أعضاء المحافل الماسونية في البلاد العربية قيام دولة إسرائيل.
أما عن الأعمال الخيرية للماسونية في مصر، فإنها – كما يذكر المؤلف – أحيطت بهالة من المبالغة، خاصة إذا ما وضع في الاعتبار تلك الموانع التي وضعوها في دستورهم إزاء من يريد الانضمام إلى الماسونية، كذلك الشرط الذي يقضي بأن يكون راغب الدخول في الماسونية صاحب حرفة غير دنيئة، وذا دخل مادي جيد، فكأن الماسونية أوصدت أبوابها أمام الفقراء وفتحتها على مصراعيها أمام الأغنياء. كما أن اللائحة المخصصة للأعمال الخيرية للمحفل الأكبر الوطني المصري قصرت الإعانة الوقتية على الماسون وعائلتهم من منظور أن غير الماسون أجانب لا تمد لهم يد المساعدة والعون، ومن ثم لم يقدم الماسونيون شيئا ذا بال إلى الفقراء، وإن قدموا شيئا فغرضهم الخبيث واضح من هذا الفعل.
وقد حاز اليهود الماسون المكاسب الاقتصادية في مصر، وبخاصة منذ عهد الخديوي إسماعيل، ولم يقم الماسونيون بدور اقتصادي فعال في الاقتصاد المصري، إلا أن نجاح رجال الاقتصاد الماسون من اليهود والمصريين وغيرهم كان داعما ماليا قويا للمحافل المصرية عن طريق تقديم أغنياء الماسون للتبرعات التي لا تنتهي، إلى جانب الدعم الخارجي، وسيطر هؤلاء الاقتصاديون الماسون على الاقتصاد المصري؛ لتحقيق أكبر قدر من أهداف الماسونية في مصر، وقد وفق المؤلف في الخلاصات التي استخلصها خاصة بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي للماسون في مصر خلال فترة دخول الماسونية مصر سنة 1798م، وحتى صدور قرار حل الجمعيات والمحافل الماسونية في الثامن من إبريل سنة 1964م.
وحظى علم المصريات باهتمام كبير من الماسون؛ من أجل الكشف عن آثار قدماء المصريين؛ اعتقادا منهم أنها تشكل كشفا عن آثار الماسون القدماء، وأدت الدعاية الماسونية لعلم المصريات إلى زيادة الولع بمصر في الأوساط الثقافية كافة في العالم، فلا توجد دولة في العالم إلا وبها معهد خاص بالدراسات المصرية، فضلا عن أن المحافل الماسونية في العالم تتسم بالطابع المصري الخالص. وقد أحسن المؤلف بعرضه لموقف الماسونية من التعليم في مصر، حيث عبرت الماسونية عن رفضها للتعليم الديني، وكانت في أغلب الأحوال تحاول إظهار المثالب دون النظر إلى التطور الواضح الذي اتسمت به حالة التعليم في مصر.
ولأن المؤلف فاته الاطلاع على عدد من المصادر العربية المعاصرة للحملة الفرنسية التي بدأت معها الماسونية في مصر، مثل: "عجائب الآثار" للجبرتي، و"تحفة الناظرين" لشيخ الجامع الأزهر الثاني عشر عبد الله الشرقاوي، وغير ذلك من مصادر تاريخية مهمة؛ فإنه أغفل ما ذكر في هذه المصادر، ونقله الأستاذ محمود شاكر في كتابه "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، ص56 – 78، وص122 - 127" من وجود يقظة حضارية في مصر بدأت في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، واستمرت بعد ذلك، وقادها أعلام في المجال التجريبي بصفة خاصة، في الهندسة والكيمياء والفلك والصنائع كافة، فما كان من الغرب الأوروبي إلا أن أسرع للقضاء على هذه اليقظة الحضارية عن طريق الحملة الفرنسية التي دمرت مصر وقضت على اقتصادها، ووأدت هذه اليقظة الحضارية، وربما كان لقناصل الدول الأجنبية الماسون دور في الإعلام بهذه اليقظة الحضارية في تلك الفترة التاريخية.
على أية حال فإن المؤلف ختم كتابه بجانب مهم هو "الصحافة الماسونية" في فترة الدراسة، وأوضح دور هذه الصحافة في الدعوة للماسونية ونشر أخبارها، وتعريف الناس بها، وتحسين صورتها أمام العامة، ولاحظ المؤلف ملاحظة جديرة بالذكر هي أن الصحف الماسونية لم تتعرض للإيقاف أو الحظر على النشر أو القوانين التي صدرت في أوقات الطوارئ السياسية، كما كان يحدث للصحف المصرية الأخرى.
والخلاصة أن هذا العمل الجاد جدير بالقراءة والتأمل لقلة ما كتب عن الماسونية بالعربية من بحوث جادة، ورسائل علمية متخصصة، فضلا عن أهمية موضوع الكتاب، ولا يقلل من شأن هذا الكتاب ما جاء في هذا التقديم من ملاحظات يسيرة، وآراء خاصة وبعض الرؤى المختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق