السبت، 4 يناير 2014

الجيش المصري يدخل إلى غزة

لقد بات واضحا أن مصر المستقبل ستكون دولة قوية لا صوت يعلو فيها فوق صوت الدولة التي تركت أدواراً كانت تؤديها في حياة الناس إلى كيانات تم غض الطرف عنها حتى تآكل رصيد الدولة عند أفرادها فشعروا أنها غائبة أو على الأقل جاحدة لآلامهم فمنهم من غرب أو شرق ومنهم من انتمى إلى كيانات بديلة يخدمها وتخدمه حتى ولو على حساب وطن غيب في عهد مبارك فلم يكن لأحد شيء فيه يبكي عليه عندما اجتمع أعداؤها ليهدموه.

تجلى هذا واضحا في التحرك التآمري الذي صاحب ثورة 25 يناير وهو التآمر الذي أعد العدة لهذا اليوم مبكرا بتأسيسه روابط قام بعضها على الدين واستند بعضها الآخر على الفقر وهو الباب الواسع الذي ظن مبارك ونظامه أن قبضته الأمنية قادرة على سده والتعامل معه.

ثار المصريون على مبارك وثاروا أيضا على تحالفات نظامه المتمثلة في الإخوان الذين عقدوا مع نظامه الصفقات تلو الصفقات وكان استغلالهم الفقراء سياسيا مشابها لاستغلال الحزب الوطني.
وسقط الاثنان وبقيت ذيول تتمسك بالماضي القبيح الذي وضعت ثورة 30 يوينو أولى لبنات موجات وموجات من إزالته والتطهير والعودة لصفاء ونقاء التوجهات التى تأسست عليها الدولة المصرية بعد ثورة 1952.
إن ما تشهده مصر اليوم من حملات أمنية لتنظيم الإخوان وأخواته ليس لحظة اضطراب يعيشها الوطن أو صراع على السلطة بين جيش انقلب على حاكم منتخب كما يرى الإخوان أو نظام سابق يثأر من نشطاء أسقطوه أو مؤامرة كونية على الإسلام كما تراها الجماعات المسلحة في سيناء وخارجها .
إن ما تشهده مصر هو بمثابة الاغتسال من الجنابة التي علقت بها طوال سنوات مضت والتى أظنها بدأت بتوقيع معاهدة السلام في كامب ديفيد .
وأمام هذا الحلم هناك من يريد لهذا البلد أن يظل يبقى مفردات عصر مبارك فهناك الإخوان الذين يحلمون بالاستمرار في لعب دور الدولة الموازية فتجد لهم رئيسا سموه المرشد ولهم حكومة ظل واقتصاد متطفل على الدولة ولهم مفتي وأذرع في السلطة سواء بالمال أو النسب.
وهناك أيضا حركة حماس الي تعتبر نجاح ثورة 30 يونيو بمثابة نزع أجهزة التنفس الصناعي عن كيان ميت يسمى حركة المقاومة التى لم تحرر أرضا أو كفلت عيشا كريماً لسكان القطاع بل سعت وتسعى دائما لإضعاف مصر فضعفها مصدر قوتها لذلك لم يكن غريبا أن تكون حماس وراء تفجير مديرية أمن الدقلهية ومن قبلها اقتحام السجون والأقسام في 28 يناير الشهير.
إن حماس تفعل ذلك ليس إلا من منطلق ضمان الوجود فهي تحارب وطن تعيش من اختراق أمنه وحدوده وتمارس أنواع الكذب ذاته على الفلسطينيين والذي مارسه أصل تكوينها في مصر جماعة الإخوان على المصريين.
وأرى بوضوح أن الدولة المصرية قررت في خيار استراتيجي بدء حرب اقتصادية على ذلك المال الحرام الذي يدفع المصريون ثمنه من دمائهم وأن تلك المسارات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي تتخذها الدولة المصرية الوليدة اليوم والتي لا يفهم عمق تحركاتها عمدا أو عن سوء نية الكثيرون وهي المسارات التى كلما تتقاطع وتتكامل فهذا يعنى إطلاق رصاصة الحقيقة المميتة لحركة حماس.
ومن البديهي أن يكون مطروحا تحرك عسكري موازٍ لهذه المسارات التطهيرية الممهدة لدولة واحدة قوية خاصة مع إصرار الحركة على نفي تدخلها في الشأن المصري وهو امتداد لسياسة الاستغباء التي أسقطت الإخوان.
شواهد هذا التحرك بدأت بالحشد العسكري الهائل على الحدود المتاخمة لرفح ولا أظن أن عاقلا يتصور أن حشداً يضم أكثر من 20 ألف جندي مسلحين تسليحا ثقيلا هو من أجل استهداف أشخاص ومجموعات مسلحة تتكون من أفراد تتحرك خلسة في الظلام من أصحاب الأسماء الحركية الطنانة إعلاميا بل إن العقل والمنطق يؤكد أن مصر ترسل إشارات تحذير واستفاقة لخفافيس الظلام من تلك الحرك داعية إياهم إلى إعادة التفكير مرارا قبل العبث بمقدرات مصر مجددا عازمة بلا تردد على الحفاظ على أمنها القومي وإعادة ترميمه ولو كان الثمن الدخول للغزة لاستئصال رؤوس الخيانة التي خانت قضية شعبها وتحولت إلى مصدر للمقاتلين المرتزقةو الأجندات الإقليمية القذرة.
إن المحاولين لاستنساخ حزب الله آخر ولبنان آخر في مصر المحروسة فاشلون مهزمون وسيستعيد المصريون نفوذهم وسلطانهم وستطال قواتهم المسلحة درعهم وسيفهم أي مكان يظن أعدؤاهم أنهم في مأمن فيه.
تلغراف:
إلى الجيش : "وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليه على سواء إن الله لا يحب الخائنين" صدق الله العظيم
إلى الشرطة: "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" صدق الله العظيم
إلى الإخوان: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون " صدق الله العظيم
إلى نشطاء السبوبة: "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" صدق الله العظيم
إلى المصريين: "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" صدق الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق