الاثنين، 16 نوفمبر 2015

تسجيلات أيمن الجميل تؤكد انفراد” الأرض”: بذور سامة في القمح المستورد

تسجيلات أيمن الجميل تؤكد انفراد” الأرض”: بذور سامة في القمح المستورد

تسجيلات أيمن الجميل تؤكد انفراد” الأرض”: بذور سامة في القمح المستورد
ـ رجل الأعمال أيمن الجميل لـرئيس الحجر الزراعي: “إحنا انهاردة فاتحين الاستيراد من بلاد كلنا عارفين إن فيها إمبروزيا
ـ رئيس الحجر الزراعي لأيمن الجميل: لا مانع من مناقشة مقترحاتك”
ـ محيي قدح يعد الجميل بإنشاء معامل تحليل بالموانئ لعدم إرسال العينات للقاهرة
 أكدت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، في القضية رقم 673 لسنة 2015 حصر أمن دولة عليا، والمعروفة بقضية “الرشوة الكبري” الخاصة بوزارة الزراعة، والمتهم فيها كل من وزير الزراعة السابق الدكتور صلاح هلال، ومحيي الدين قدح، مساعد وزير الزراعة، ورجل الأعمال أيمن رفعت الجميل، ومحمد فودة، انفراد جريدة الأرض  في عددها الماضي، والذي كشف أن مصر تستورد أقماحا وذرة بها بذور “الإمبروزيا ” السامة.
فوفقاً لنص التحقيقات، فإنه بتفريغ تسجيل تفريغ تسجيلات المكالمات التي تمت بين المتهمين بموجب إذن نيابة أمن الدولة العليا بتاريخ 20 مايو 2015 والذي سمح بمراقبة وتصوير وتسجيل لقاءات وأحاديث كلا من محيي الدين محمد سعيد عبده نصر ” محيي قدح”، وأيمن الجميل ومحمد فودة، في الأماكن العامة والخاصة وتسجيل المحادثات الهاتفية التي تتم عبر الهواتف. وأشارت نص التحقيقات إلي أنه بتفريغ تسجيلات المكالمات التي تمت بموجب ” الهاتف الثالث ” المستخدم بمعرفة السيد محيي الدين قدح، فقد تضمن مكالمة تمت بتاريخ 1 / 6 / 2015، بين كل من محيي قدح وأيمن الجميل، حيث أخبر محيي قدح – مساعد وزير الزراعة – أيمن الجميل رجل الأعمال – واحد من أكبرمستوردي الذرة في مصر – أنه بصحبة الدكتور سعد موسي – رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي – وتمت مناقشته في ذات الموضوع الذي دار بينهما سابقا وأن الدكتور سعد قام بفحص النقاط التي تمت مناقشتها وأنه أبدي موافقته علي بعضها والتحفظ علي الأخري.
وفي ذات المكالمة طلب محيي قدح من رجل الأعمال أيمن الجميل، التحدث مع الدكتور سعد موسي، لحين عقد جلسة لمناقشة ذلك الموضوع. خلال تلك المكالمة طلب أيمن الجميل من رئيس إدارة الحجر الزراعي، تفعيل معامل الموانئ نظرا لتأخر ورود نتائج العينات.
واستكمل قائلا: “إحنا النهاردة فاتحين الاستيراد من بلاد كلنا عارفين أن الاستيراد منها فيها “إمبروزيا”.. فمش معقولة في مركب بتعدي ومركب مابتعديش.. يا إما نقول مانستوردش من أمريكا ياإما نتعامل معاها بشكل زي قبل 2010″ ..  فأجابه الدكتور سعد موسي – رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي قائلا: إن التشريعات الحالية تمنع دخول عينة يثبت احتواءها علي “بذورالإمبروزيا ” كونها حشيشة خطيرة جدا علي البيئة والنباتات المصرية وأنه ليس لديه مايمنع من مناقشة مقترحاته في هذا الشأن عقب العرض علي متخصصين بهذا المجال ومن الممكن تعديل القوانين ولكن في صالح البلد ثم العرض علي الوزير.
وأثناء هذا الحديث، تدخل محيي قدح – مساعد الوزير – قائلا ” ممكن نعرض الرأي ومافيش مشكلة خالص” واستكمل الدكتور سعد موسي حديثه مع مع أيمن الجميل حول موضوع تحليل العينات واسترسل في إسلوب شرح أخذ العينة وضرورة إرسالها لجهة بحثية متخصصة لاكتشاف الفطريات، وهنا تداخل محيي قدح مرة أخري في الحديث قائلا : ” ننشئ فروع في الموانئ” واستكمل سعد موسي رئيس الحجر الزراعي، حديثه مشيرا لموافقته علي المقترح، علي أن يتم تدعيمه من أيمن الجميل، واتفق كل من الدكتور سعد وأيمن الجميل علي التقابل يوم الخميس لمناقشة الأمر لحين مقابلة الوزير، ثم دار الحوار بين كلا من أيمن الجميل ومحيي قدح، حيث قال محيي قدح ” أنه يقترح تنسيق جلسة بين أيمن الجميل وكلا من الدكتور سعد والدكتورة جيهان المغازي – مديرة المعمل المركزي للأغذية والأعلاف ومدير معمل متبقيات المبيدات الدكتور أشرف المرصفي – بإعتبار أنهم المسئولين عن فحص واردات الحبوب التي يستوردها أيمن الجميل، وتابع محيي حديثه للجميل قائلا : بعد هذه الجلسة نعرض علي الوزير في يوم واحد بحيث يبقي قدامه ويأخذ قرارات في وقتها” وهو الأمر الذي وافق عليه أيمن الجميل علي أن يتم ترتيب الموعد هذه الجلسة بمعرفة محيي قدح – مساعد وزير الزراعة . كانت “جريدة الأرض” قد كشفت في عددها السابق عن أن مافيا استيراد الحبوب وعلي رأسها ” القمح والذرة” لازالت تحقق أرباحا بالمليارات علي حساب صحة المواطن المصري، فمؤخرا رفضت لجنة أعمال الحجر الزراعة، توصية مركز البحوث الزراعية ومنظمة الفاو بعدم السماح بإستيراد ” الأقماح والذرة” التي تظهر بها ” بذور الإمبروزيا السامة.
جاء رفض لجنة أعمال الحجر الزراعي، كرد فعل علي الخطاب الذي أرسله الدكتور عبدالمنعم البنا – رئيس مركز البحوث الزراعية – يشدد فيه علي أن ورشة عمل عقدت مؤخرا ضمت خبراء من منظمة ” الأغذية والزراعة ” الفاو” وخبراء المعمل المركزي للحشائش بمركز البحوث الزراعية، أوصت بعدم السماح بإستيراد الأقماح التي تظهر بها بذور الإمبروزيا السامة نظرا لخطورتها علي صحة البشر وخطورتها علي الزراعة المصرية .
ولكن التوصية التي أرسلها مركز البحوث الزراعية، لم تكن جديدة، أو وليدة اللحظة، فخلال عام 2009 حاولت شركة “التجار المصريين” برئاسة أشرف العتال، إدخال شحنة تزن ” 52 طن قمح ” روسي بها بذور حشيشة الإمبروزيا السامة، لصالح هيئة السلع التموينية لإستخدامها في إنتاج الخبز المدعم، إلا أن تقارير الفحص الحجري الخاصة بالشحنة تم تسريبها وإكتشاف خطورة الشحنة، ومناقشة هذا الأمر بمجلس الشعب، خلال شهري مايو ويونيو 2009، وإحالة القضية للنائب العام، الذي قرر إعادة صفقة القمح لبلد المنشأ، وإلزام شركة المصريين التجار بإعادة ثمن الشحنة البالغ 9.6 مليون دولار لهيئة السلع التموينية. وفي أعقاب تلك الواقعة، قام مركز البحوث الزراعية، بتوجيه فريق من الباحثين لإعداد ورقة بحثية، تم عرضها بالمؤتمر الثالث للمحاصيل الحقلية عام 2010،وتم نشر ملخصها علي الموقع الإليكتروني للمعمل المركزي للحشائش التابع لمركز البحوث الزراعية، بوزارة الزراعة، بعنوان ” تحليل المخاطر المصاحبة لبذور الحشائش ودرجة تلوث الحبوب المستوردة بها.
فريق الباحثين أجرى التحليل للمرة الأولي باستخدام عدد 1334 عينة من شحنات الحبوب المستوردة خلال الفترة من 1/3/2009 الى 1/3/2010 لتتبع درجة تلوثها ببذور الحشائش المختلطة بها، وتقدير مخاطر 4 أنواع من بذور الحشائش المتواجدة بها وهى “الزمير والصامة و العليق المسجلة محلياً أي الموجودة في مصر، بالإضافة للأمبروزيا بنوعيها كحشيشة أجنبية غير موجودة بمصر. وكشف تحليل المخاطر لبذور جنس الأمبروزيا أنها تواجدت بعينات القمح والذرة والسورجم (وحازت علي درجة عالية من المخاطر كحشيشة حجرية) ويجب أن تعامل كحشيشة حجرية ممنوع دخولها مصرويجب إيقاف دخولها الى مصر حيث إنها قادرة على الإنبات وإنتاج بذور تحت الظروف المصري وإن هناك إمكانية لدخولها مصر بدرجة كبيرة، وهناك إمكانية كبيرة لتوطنها في مصر مما سيعطيها فرصة عالية لاحداث خسائر اقتصادية كبيرة، مشددة لهذه الأسباب علي ضرورة التأكد من خلو المواد النباتية المستوردة من بذور الامبروزيا عن طريق غربلتها تماماً قبل دخولها الأراضى المصرية.
وبحسب محضر اجتماع لجنة أعمال الحجر الزراعي المنعقدة في 21 أكتوبر الماضي،فإن رفض اللجنة لتوصية منظمة الأغذية والزراعة ” الفاو” ومركز البحوث الزراعية بعدم السماح بإستيراد الأقماح التي تظهر بها بذور الأمبروزيا، جاء وفقا للمادة 4 من الفصل الأول للقرار الوزاري رقم 3007 لسنة 2001 والتي تنص علي أنه يجوز إباحة دخول النباتات والمنتجات الزراعية إذا كانت مصابة بالأفات غير الموجودة أو الموجودة في مصر بعد معاملتها بطرق الإبادرة المعروفة، وفيما يخص رسائل القمح، فقد أشارت المادة إلي أنه في حالة إصابة الرسائل الورادة لمصر بحشرات غير حجرية ” موجودة في مصر ” أو مصابة بحشرات حجرية أو مختلطة ببذور القطن، فإنه في حالة العثور علي هذه الحشرات ميتة بجميع أطوارها والشحنة مصحوبة بشهادة تفيد تبحير الشحنة ببلد المنشأ لا يعاد تبخير الشحنة بميناء الوصول ويتم النقل والتصنيع وإعدام مخلفات الشحنة تحت تحفظ وإشراف الحجر الزراعي، وفي حالة العثور علي الحشرات حية أو وجدت الشحنة مختلطة ببذورالقطن تحتجز الشحنة ويرفع الأمر للإدارة المركزية للحجر الزراعي لاتخاذ القرار بشأنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق