الجمعة، 13 نوفمبر 2015

ياسر بركات يكتب: إمبراطورية الفساد فى دولة «السيسى»

ياسر بركات يكتب: إمبراطورية الفساد فى دولة «السيسى»

ياسر بركات يحذر من ثورة الفقراء
فتحي سرور.. القواس وقرطام وأبو العينين أعزلهم قبل الطوفان
أحمد عز.. الإمبراطور العائد اشترى حزب تمرد فى فيلا بالمنوفية!!
دولة العواجيز والبيزنس تسعى لهدم إنجازات الرئيس قبل أسابيع من انتفاضة يناير 1977
أصدرت الرقابة الإدارية تقريراً خطيراً عن تفشى الفساد وظهور طبقات جديدة أحدثت خللاً بالمجتمع، وحذرت الرئيس الراحل أنور السادات من خطورة سياسة الانفتاح وطالبت الرقابة الإدارية التى تعتمد فى تقاريرها على دراسات ميدانية يقوم بها رجال من المخابرات المصرية بضرورة دعم رغيف العيش قبل أن تنطلق ثورة الجياع، لكن الرئيس السادات الذى كان محاطاً بعصابة من أباطرة الفساد يقودها حيتان الانفتاح لم يهتم بتقرير الرقابة الإدارية وانتفض الشباب فى الجامعات ووصلوا إلى ميدان التحرير، كان الشعب قد بدأ يئن من صعود حيتان البيزنس واحتكارهم للسلع، وبدأت تظهر القطط السمان التى كونت ثرواتها من جوع الشعب وبالتجارة فى السلع الأساسية، وانهارت طبقة الموظفين والعمال حيث لم تعد الرواتب تناسب الارتفاع الرهيب فى الأسعار، لم يغفر للسادات ما أنجز من انتصار على الصهاينة فى حرب أكتوبر فالشعب الذي ضحى بروحه ودمه أصبح هو ضحية الانتصار وحصد الفاسدون الثروات وأصبحوا يتحكمون فى مصائر المواطنين. والسؤال: هل كانت الرقابة الإدارية المشهود لها بتاريخها الناصع وبرجالها الأوفياء ضد السادات أم فى صفه؟ هل كانت تقدم له الوقائع أم تحاول تضليله بتقارير مضروبة؟ هل كان مطلوباً من تلك الجهة السيادية وبحكم دورها أن تخدع رئيس البلاد وتقدم تقارير تقول إن كله تمام والشعب سعيد؟ تذكرت تلك الواقعة وغيرها الكثير من دروس التاريخ وأنا أتابع ردود فعل بعض الأصدقاء والمقربين بالإضافة إلى جهات سيادية أغضبها ما نكتب فى «الجبهه الوطنية للتنوير الإعلامي و مكافحة الفساد» عن دولة الفساد التى تحاصر الرئيس وتخنق كل جهوده الوطنية والتى لا يختلف عليها أحد.. فوجئت بغضب كثيرين وكأن «الجبهه » انحرفت عن رسالتها وعن أهدافها، وهى فى الحقيقة إنما تمارس دورها الوطنى لوجه الله والوطن، ليس مطلوباً من الشرفاء والحريصين على مستقبل البلاد أن يصفقوا للرئيس، ولكن مطلوب منهم أن يقولوا كلمتهم للرجل الذى راهنوا عليه واختاروه لقيادة هذا الوطن فى ظل ظروف صعبة وقاسية، إن «الجبهه » التى ألقت بنفسها فى نيران الإخوان وقدمت شبابها فداء لهذا الوطن فى المعركة ضد الجماعة ومرشدها ورئيسها المعزول هى «لجبهه ز» التى قالت للشعب عن الفريق عبدالفتاح السيسى ومنذ البداية هذا هو الرجل المخلص وهذا هو الرجل الوطنى، ولا نحتاج مزايدات من أحد فهناك تاريخ مكتوب بدماء أبناء تلك الجبهه  التى قررت أن تخوض حرباً جديدة ضد دبابير الفساد الذين يشوهون الدولة الجديدة ويرهقون رئيسها ويضعونه فى أصعب الاختبارات!! إن الشعب المصرى الذي انحاز معنا للسيسى وتوحد خلفه عن طيب خاطر هو الأبقى من كل هؤلاء الفاسدين الذين يتصدرون المشهد السياسي والاقتصادي والإعلامي، وسوف ننحاز إلى جموع هذا الشعب لنحافظ على مصر السيسى ونطهرها من طحالب الفساد التى تسعى إلى تجويع الشعب واحتكار كافة السلع والخدمات فى عودة منظمة إلى أوضاع وترتيبات ما قبل ثورتى يناير و30 يونيو. استرجعت معكم أحداث انتفاضة 1977 لكى أكشف أهمية وجود جهاز خطير مثل الرقابة الإدارية ولاشك عندى أن قيادات هذا الجهاز الخطير قدمت للرئيس عشرات التقارير عن الأوضاع الحالية، وكيف أن صعود كل بقايا ورموز الحزب الوطنى يؤثر على شعبية الرئيس ويغطى على الكثير من إنجازاته وتحركاته التى تتسم بالوعى والحكمة، فالرجل يخوض حرباً شرسة على مستوى العلاقات الخارجية،،يقوم بتفكيك ألغام وضعتها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها لتقزيم مصر وحصارها، وفى الوقت الذى يقوم فيه الرئيس بكل ذلك من جهود وطنية مخلصة لا ينكرها سوى حاقد أو جاهل فإن عصابة البيزنس وتحالفات المال السياسى تهدم كل ذلك مثل السوس الأسود الذى ينخر فى الجسد. لا نشكك فى نوايا الرئيس ورغبته فى تطهير البلاد وإزاحة الوجوه التى تسىء إليه، ومنذ ساعات أعلن الرئيس بكل وضوح فى اجتماعه مع المثقفين موقفه من دولة مبارك ورمزها مؤكداً على التلاحم بين ثورتى يناير و30 يونيو، ولكن الأوضاع تحتاج حسماً وقوة أكثر من ذلك، فالرجل الذى حمل كفنه على يديه وتحمل بمفرده عواقب موقفه الشجاع أثبت لمصر كلها أن هناك من يخاف على هذا الوطن وأن هناك رجالاً قادرين على تحمل المسئولية وتبعاتها لتخليصنا من حكم الخونة والجواسيس. ومن هذا المنطلق يجب على كل مصرى أن يحمى الدولة الجديدة وأن يحلم لها بمستقبل كبير يرد للمظلومين حقوقهم ويصل إلى الغلابة فى كل أقاليم مصر، إن منظومة كاملة تعمل بكل جهد لتفكيك هذه الدولة ولن نسمح لها حتى لو تكلف الأمر التضحية بأرواحنا. إن من يقرأ خريطة التحالفات سواء البرلمانية المقبلة أو تلك الصفقات الإعلامية بين أباطرة رأس المال الذين يديرون الإعلام فى مصر يتأكد من وجود مخطط خسيس لإفساد الحياة السياسية وتعكير العلاقة بين الرئيس وجموع الشعب. إن هذا الإفساد مقصود ومدبر وتحالفات رأس المال تحاول من جديد ممارسة كافة أشكال الابتزاز للحصول على أكبر قدر من الكعكة التى هى مصر وخيرها وثرواتها وبرلمانها وكيانها السياسى والاقتصادى، والمعلومات المعلنة والمتوافرة تشير إلى أن تربيطات البرلمان المقبل هدفها الأول صعود رجال الحزب الوطنى وتمكينهم فى عودة واضحة وصريحة لإشعال النار ضد السيسى الذى أعلن منذ البداية الحرب ضد الرأسمالية لصالح الفقراء، وكأن كل هؤلاء قرروا الانتقام منه ومن الشعب الذى اختاره، ولذلك ظهرت العديد من الدعوات التى تحذر من ذلك وكانت حملة «اعزلوهم » التى انطلقت لمواجهة مرشحى الحزب الوطنى المنحل، واحدة من تلك الحملات التى تدق ناقوس الخطر حيث قامت الحملة بحصر أسماء مرشحى الحزب الوطنى الذين أكدوا عزمهم على الترشح لانتخابات مجلس النواب المقبلة عن محافظة القاهرة، وأعلنت الحملة فى بيان لها، عن عدد من أسمائهم، وهم كل من أحمد فتحى سرور، وعبدالفتاح محمد على، ومحمد على طلعت عن دائرة السيدة زينب، وهشام مصطفى خليل، وعبدالعزيز محمود مصطفى عن دائرة قصر النيل، وفادى الحبشى، وألبير إسحاق، ورضا وهدان عن دائرة شبرا، خالد الأسيوطى الذى سيترشح عن دائرة الضاهر، وإبراهيم العبودى عن نفس الدائرة، وعن دائرة عابدين، فيترشح كل من طلعت القواس، ومحسن فوزى وشيرين أحمد فؤاد عن دائرة الوايلى، وعبدالحميد شعلان عن دائرة العباسية. وفى دائرة البساتين، أكدت الحملة ترشح كل من أكمل قرطام، وحشمت إسماعيل أبوحجر عن الدائرة فى انتخابات النواب، وبالنسبة لدائرة النزهة، فترشح كل من حمدى السيد، وعمر عبدالله. هذا بخلاف القوائم التى تم الإعلان عنها والتى تشير هى الأخرى إلى عودة دولة العواجيز وتكشف تحالفات البيزنس، فإذا كان بعض هذه الأسماء قد قام بعمليات غسيل للسمعة فى محاولة للتقرب من الرئيس السيسى فإن تاريخهم الأسود يشهد على ما ارتكبت أيديهم وما صنعوا من ثروات فى ظل قوانين المحسوبيات والمعارف. ولاشك أن تدخل الرئيس أصبح ضرورياً ليس لمنع أحد من الترشح ولكن بتقنين الأوضاع ومنع عودة الطحالب الفاسدة التى تثير استفزاز الشارع وتسحب من رصيد الرئيس. أما اللاعبون الكبار باعتبارهم أهم رموز عصر مبارك ويأتى فى مقدمتهم رجل الحديد أحمد عز ومحمد أبو العينين الذى يعتزم خوض الانتخابات عن دائرة الجيزة ومنصور عامر الذى يصنع دولة جديدة على حساب المواطنين ويحتمى بالإعلام فيمثلون أكبر خطر يهدد دولة السيسى، وكشفنا فى أعداد سابقة كيف أصبح هؤلاء خنجراً فى ظهر الدولة الجديدة التى يحلم بها المصريون مع الرئيس السيسى، انحاز الرئيس للبسطاء وطالب الحيتان بتسديد ديونهم لهذا الوطن، لكنهم قرروا أن يحاربوه كما قلنا وقرروا أن ينصبوا الأفخاخ فى طريقه. والكارثة الأكبر ليست فى تحركات هؤلاء وتحالفاتهم المعلنة ولكن الأخطر هو التقارب الغريب والمريب بين بعض هؤلاء وجيل الشباب المحسوب على الرئيس.. تم تسريب معلومات تشير إلى اجتماع تم بين رجل الحديد أحمد عز ومؤسس تمرد محمود بدر!!.. وكشف أحمد عبدالغنى أمين الحزب الوطنى المنحل السابق بمحافظة قنا أن محمود بدر حضر الاجتماع الذى عقد قبل زفافه بأسبوع، مع رجل الأعمال، أحمد عز، وعدد من نواب وأعضاء المنحل بمحافظات الجمهورية، داخل إحدى الـ«فيلات» الخاصة بـ«عز» فى مدينة سرس الليان بالمنوفية للتنسيق فيما بينهما حول عقد صفقة انتخابية تسمح بترشح عدد من نواب المنحل من خلال حزب «تمرد» الذى يترأسه محمود بدر. وحتى كتابة هذه السطور لم ينف محمود بدر الخبر ربما لانشغاله فى تجهيزات الزواج، ولكن عليه أن يوضح الحقائق خاصة وهو من جيل الشباب المحسوبين على الرئيس ولا يصح أن يصمت على تسريب تلك الأخبار إلا لو كانت صحيحة. نحن جميعاً فى مواجهة دولة رأسمالية جديدة لا تختلف كثيراً عن الدولة التى ظهرت فى عهد السادات والتى سمح لها بالانتشار والتواجد ولم يلتفت إلى تقارير الرقابة الإدارية، نحن فى مواجهة مع أباطرة الحديد والسيراميك ودكاكين الإعلام التى تمارس المهنة وفق متطلبات أصحاب الشاشات والصحف وليس وفق مصالح الوطن.. نحن نواجه أخطبوطاً شرساً يكشر عن أنيابه فور أن يتمكن من الوصول إلى مجلس الشعب، ولن يتوقف زحف كل هؤلاء إلا بوقفة من الرئيس يحدد فيها ملامح المستقبل ويطالب كل الرموز القديمة بأن تحترم هذا الشعب وأن تتوقف عن الظهور وإثارة مشاعر الاستفزاز والكراهية لأن الرئيس هو الذى يدفع كل هذه الفواتير الباهظة من رصيده الكبير لدى الناس. إن التدهور الرهيب فى قطاعات الصحة والتعليم ومعاناة الفقراء مع الأمراض لم تتوقف ولم تتحسن الخدمات الطبية أو غيرها وهذا ما يحلم به المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر في انتظار يد الرئيس لتنقذه من أباطرة المال الذين احتكروا السلع والمستشفيات وحولوا مصر إلى عزبة يديرونها، عادت الرشوة والفساد وسقطت المنظومة التى وضعها الرئيس لإعادة الهيبة للدولة، ويؤسفنى القول بأن بعض رجال الشرطة شركاء فى إسقاط منظومة السيسى فالفوضى التى عادت إلى الشوارع الرئيسية وانتشار الباعة الجائلين تتم على مرأى ومسمع من رجال الشرطة!! وكل هذه المنظومة التى يدور فيها المواطن المصرى تجعله غاضباً ورافضاً للأوضاع الحالية، وهناك ألف جبان وخسيس يترصد ذلك وينفخ في النار لكى تشتعل أكثر.. إن صوت مصر القادرة على عبور المستحيل وصوت شبابها الذين اتحدوا لإسقاط دولة الإخوان ومحاربة الإرهاب هم الرهان وهم وقود المعركة القادمة ضد الظلم والفساد والسرقة والرشوة والابتزاز.. وليعرف الرئيس السيسى أن كل هؤلاء معه ولن يخذلوه فقط عليه أن يعلن انحيازه الواضح لدولته الجديدة وأن يدفن دولة العواجيز ويقلم أظافر دولة البيزنس التى تحاصره وتحاصرنا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق