الاثنين، 16 نوفمبر 2015

حجاج أدول: هل يستطيع أى صهيونىأن يذل مصر مثلما فعلت عصابة مبارك؟

حجاج أدول: هل يستطيع أى صهيونىأن يذل مصر مثلما فعلت عصابة مبارك؟
يجد الأديب النوبى «حجاج أدول» أوجه تشابه بين عصرنا الحالى منذ ثورة 1952وحتى الآن وبين العصر المملوكى المفتون بالكتابة عنه فى «ثلاث برتقالات مملوكية» و«خوند حمرا»... كما يعمل على مشروع روائى جديد شبهه ب«ألف ليلة وليلة»، يضم مجموعة روايات منفصلة متصلة قد تصل لأكثر من عشر روايات. 
عن تفسيره لما يراه من شبه بين العصر المملوكى والدولة المصرية الحديثة ومشروعه الأدبى الجديد وأوضاع النوبة وثقافتها ... يتحدث فى هذا الحوار:
▪ «ثلاث برتقالات مملوكية» هو عنوان روايتك الاخيرة ... لماذا الولع بالعصر المملوكى؟
- لأكثر من سبب، فهذا العصر به تشابهات عديدة مع عصرنا الحاضر، أولهم أن العصرين تحت الحكم العسكري، ونعلم أن العصر المملوكى مرحلتان، المماليك البحرية، ثم المماليك البرجية، وعصرنا الحاضر هو المماليك الناصرية، أى جمهورية ناصر العسكرية وتابعيه السادات ومبارك ومن حولهما، وإن كان العصر المملوكى البحرى به انتصارات عديدة مع الهزائم، فإن عصر المماليك الناصرية ليس به سوى إثارة الروح الغوغائية بدون أسس حضارية تستمر، وليس به انتصار سوى 73 وهو انتصار محدود بجوار هزيمة 67 التى نعيش تحت ذلها للآن.
وأيضا التشابه فى الغنى المذهل للمستولين على الحكم وأتباعهم، والفقر المدقع لعامة الشعب، وهذا نتيجة للفساد تحت حكم عسكرى ضيق الأفق. ثم إن العصر المملوكى فى حد ذاته، ملفت للنظر، للتقلبات الدرامية المشبعة بالتراجيديا وأحيانا بالكوميديا السوداء غير المعقولة، أخيراً الولع عند الأديب بتجربة أكثر من اسلوب وأكثر من عصر. ويفشل من لا يمتلك الموهبة القوس قزحية، وينجح من وُهِبَ موهبة ماسية متعددة الوجوه.
▪ هل تعد هذه الرواية استكمالا لرواية «خوند حمرا» التى تدور أحداثها فى العصر المملوكى أيضا؟
- نعم، وأدعو أن أنال عمراً وصحة من الرحمن لأستكمل الرواية الثالثة، وبها أكون بدأت مع ظهور المماليك من العصر الأيوبي، حتى مذبحة المماليك الشهيرة.
▪ ما العلاقة بين ذاكرتك وكتاباتك؟
- أصلا ذاكرتى ضعيفة، لكنها ليست ضئيلة للحد السَمَكِي. أدعى أنى امتلك ذاكرة فنية، أغلب ما يبقى فى ذاكرتى يتلون فنياً. وهذا يتضح حين أنشر مذكراتى (ينابيع الذات، مساحات من السيرة الذاتية) والذى انتهيت منها عام 2002، حقيقة لا أستطيع نشرها، لأن ثلثها عن حياة الجنود الحقيقية، تعبيرا عن جيل عاش فورة شبابه فى الخنادق والقتال. هذا فى فترة تجنيدى من بعد الهزيمة ومشاركتى فى حرب الاستنزاف والعبور. ثم لى ذاكرتى الجمعية النوبية، وهى حزينة مؤلمة. كتبت عن النوبة ونيلها وتهجيراتها والحزن الكاوى فى كبدها. كتبت عن فترة الحرب، وعن الإنسان عموماً، وعنى هواجسي، هذا فى أفرع القصة القصيرة والرواية والمسرحية، بالإضافة إلى فكرة وسيناريو فيلم «قطار النوبة» وكتاب عن الأدب النوبى «ونسة مع الأدب النوبى» و6 كتب عن القضية النوبية.
▪ ما أبرز المحطات التى أثرت عليك كإنسان وكاتب؟
- تهجير النوبيين البشع عام 1963، تهجير لم يكن له ضرورة. لسنا ضد السد، نحن ضد التهجير الناصرى المجرم. هزيمة 1967، كان ومازال لها وقع الصاعقة. لم يكن لدى مجرد التشكك أنه يمكن زحزحتنا، فما بالك بهزيمة تاريخية مذلة. وهذه الهزيمة التى هى نتاج الديكتاتورية العسكرية، وقمع الحريات ومحو العمل المدني، هى السبب الأساسى لكرهى لعبد الناصر وعبد الحكيم عامر وبقية «الضباط الأشرار»، فقد أهانوا مصر وسحلوها بأكثر مما يستطيع عدو خارجى أن يفعله فى وطننا. انظر للفساد الذى بدأ أيام عبد الناصر واستفحل أيام الرئيس المسجون، هل يستطيع أى صهيونى أو اى استعماري، أن يذل مصر مثلما فعلت عصابة مبارك؟ إنها جمهورية العسكر التى انتهت، أو نأمل أن تكون قد انتهت حقاً.
▪ تحتل النوبة نصيب الأسد فى إبداعاتك.. فهل تسعى إلى ترسيخ نقاء العنصر النوبي؟
- أدبى المكتوب عن النوبة لا يزيد على الثلث. ومن يدعى أنه من عنصر نقي، فهو ليس أديبًا فقط، بل هو غبي. لا نقاء عنصر فى عصرنا هذا. والنوبة عرقية نوبية، لكنها ليست نقية، فالنوبة فى مصر ثلاث مجموعات، مجموعة منها لا تتحدث النوبية، فهى أصلا من الجزيرة العربية! ومجموعة اسمها الكنوز بها خلطة ملحوظة مع عرب شبه الجزيرة ايضاً! والثالثة وهم الفجدات، بهم عائلات «الكشّاف» أى سلالة من الحكام الأتراك وكل منهم له لقب «الكاشف»، وأيضا توجد عائلات «الشاويشاب، القائمقاب» وهى رتب عسكرية تركية، وعائلات المجراب وأصولهم من المجر، وأذربيجان وواضح أصولهم من أين! وأنا من قبيلة المراداب، جدنا الكبير اسمه مراد وهو حفيد الشيخ عبد الجليل ومقامة حتى الآن فى مدينة إسنا! ويقال إنه أيضا من الجزيرة العربية! فهل من يعرف هذه المعلومات ويفتخر بها، يعمل على ترسيخ نقاء عنصرى غير موجود؟ وعن نفسى أقول صحيح إن النوبة أغلبها عرقية نوبية مختلطة لحد ما، إذن قضيتنا ثقافية وليست عرقية تماماً، أى لنا ثقافة لغة عمارة وموسيقى ورقص وملبس وطرق تفكير وطرق حياة إلخ. أنا وغيرى متحمسون للحفاظ على ثقافتنا الإنسانية، وثقافتنا لن تستمر إلا بعودتنا لموطننا الذى أخرجونا منه ظلما.
▪ حدثنا عن جديدك الذى تنشغل فيه حاليا..
- حالياً مشغول فى إبداع روايات منفصلة متصلة على منوال ألف ليلة وليلة، ربما تصل الروايات المزمعة لحوالى عشر روايات أو أكثر، تحتاج لعدد من السنوات إن شاء الله. انتهيت من الأولى وسأراجع الثانية بعد وقت ما لأسباب فنية، وأعمل فى الثالثة والرابعة لأن راويهما أمير هندي.
▪ هل يمكن أن تكون النوبة جسرًا ثقافيًا بين مصر ودول حوض النيل؟
- هى فى الأصل هكذا. فكما للنهر هيدروليكية مائية، فإن للشعوب القاطنة على ضفتيه هيدروليكية إنسانية تاريخية حضارية، وكل مرتبط ببعض. نحن الشعب النيلى الذى أخذ من جنوبه وشماله وأعطى لهما معاً. ففى الجنوب الافريقى أهم حضارة وتاريخ يتفاخرون بها هى النوبية. إذن النوبة هى الجسر الذى يمكنه ربط الجانبين معاً، فى منظومة حب واحترام وتعاون يؤدون لتكامل شعبى ثقافى مصلحي. لذا طالبت من عشرين عاماً واكثر بتحويل منطقة أبو سنبل المعبد على حدود السودان، لمنطقة مشعة ثقافياً وعلميا ورياضيا الخ. وانطلاقا من النوبة إلى الجنوب نجد شعوب حوض النيل يحبون مصر، وبناء على هذا الحب يتم تعبيد الطريق الاقتصادى المشترك، وعليه فإن شعوب المنابع النيلية سوف يحافظون على تدفق المياه لمصر، أولاً لأنهم أحبونها لحبنا واحترامنا لهم، وثانيا لأن المياه التى تتدفق من عندهم للشمال، سوف تعود إليهم من الشمال مصالح اقتصادية. هذا هو دورنا، ووقت ما كنت أقول هذا من ربع قرن، كان مثقفو مصر يسخرون مني، وبعد أن اشتعل الرعب من الجفاف، بدأ الرسميون ينادون بما كانوا يتجاهلونه.. الاتجاه ثقافياً إلى المنابع، خاصة بالبند النوبى، لكن توجد الاعتراضات من بعض الجهات المسئولة كرهاً فى النوبة والنوبيين. ثم، هل تعلم أن رمسيس الثانى كان يدرك أن النوبة هى المدخل الثقافى إلى الجنوب الإفريقي؟ إن لم تصدق انظر لماذا أقام معبده الشهير معبد أبو سنبل هناك؟ ولماذا هذا المعبد ثنائي، الكبير له والصغير لنفرتارى الجنوبية؟ المعبد الفرعونى لم يكن للعبادة، بل للبحوث الدينية والدنيوية، إذن المعبد ما هو إلا مدخل ثقافى إلى الجنوب، فمتى تفهم مصر ما أدركه الفراعنة منذ آلاف السنين.؟
▪ هل اللغة النوبية فى طريقها للانقراض؟
- ليس قبل أن تنقرض الدنيا. ألا تصدق؟ اشرح لك. آلاف السنين تبدلت فيها لغات مصر، ولغة النوبة هى مع بعض التطور. بعض الجيل النوبى المهاجر الذى وُلِد فى الولايات المتحدة، يتكلمون الانجليزية والنوبية ولا يتكلمون العربية! هل تتوقع منا ونحن مهووسون بلغتنا، أن نتركها تضيع كما يريد أو يأمل بعض الرسميين فى مصر؟ ثم إن وسائل التسجيل الحديثة قد سجلت لغتنا، وصار تعليمها متاحًا لغير النوبيين أيضاً، لن تضيع لغتنا، وهذا يغيظ قطاع عنصرى فى مصر، ونحن يسعدنا إغاظتهم.
▪ هل قضت ثورة يناير على ثنائية المركز والهامش التى عانت منها الثقافة المصرية عقود طويلة؟
- ثورة يناير مستمرة، لم تستكمل حصادها بعد، لذا فإن القضاء على المركزية فى كل شيء مازال فى الطريق.
= أين ثورة يناير من إبداعات حجاج أدول؟
- ثورة يناير حدث كونى بمعنى الكلمة، نحتاج إلى وقت لهضم هذه الثورة الفارقة، وقت لتحويل الواقع إلى واقع فني، حتى البحث الأكاديمى يحتاج لوقت.
▪ كيف ترى مستقبل حرية الإبداع فى ظل حكم تيار الاسلام السياسي؟
- سيحاول الإسلام السياسى تكيف الإبداع لتفكيره القاصر، لكن حرية الإبداع ستفرض نفسها، فنحن لسنا فى العصور الوسطى مثلا. ثم من يستطيع الآن أن يتحكم فى الفضاءات المفتوحة؟
===================================
دولة تديرها عقلية العصابة
من استمع إلى التصريحات التي أطلقها كل من الرئيس المصري، الذي جاء عبر انقلاب عسكري، عبد الفتاح السيسي، ووزير عدله، أحمد الزند، و"قاضي الإعدامات"، ناجي شحاتة، تعليقاً على عملية اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات، قبل أيام، لا بد وأن يصل إلى استنتاج مفاده بأن مصر تُدار بعقلية العصابة، لا بمنطق الدولة، وبأن من "يسوس" شؤونها اليوم أصغر من أن يكونوا في دفة قيادة أكبر الدول العربية، وأكثرها محورية ومركزية. ولكن، وبما أن الحال كذلك، فإن هذا ينبئك ببعض خيبتنا الكبيرة في "المحروسة" و"أم الدنيا". 
السيسي الذي كان يتكلم، كفاقد العقل والاتزان في جنازة بركات، خاطب قضاة ووكلاء نيابة متحلقين حوله، زاعماً أن نظامه ترك أمر المحاكمات لهم.."للعدالة"، ولم يتدخل فيها. ولا يحتاج الأمر، هنا، إلى كثير تدليل أن القضاء المصري ما هو إلا أحد أذرع النظام السياسي والأمني، وهو، بالتالي، لا يملك أي صفة مزعومة بالاستقلالية والنزاهة. بل إن "مؤسسة القضاء" في مصر غارقة في فساد مدقع كشفت بعض جوانبه ثورة كانون الثاني/يناير 2011، والذي يبدأ من معايير اختيار القاضي. وعلى الرغم من الحقيقة السابقة، إلا أن السيسي لم يتردد في انتقاد "بطء المحاكم" المصرية، بزعم أن يدها "مغلولة بالقوانين"، مع أن تقارير المنظمات الحقوقية العالمية تطفح بالحديث عن تجاوزات المحاكم المصرية، وافتقارها إلى أدنى المعايير المهنية، دعْ عنك العدالة، ومن ذلك أن هذه المحاكم تصدر أحكاماً بالإعدام بالجملة في جلسة واحدة، من دون توفر أي ضمانات لمفهوم التقاضي العادل. ولا يكتفي السيسي بذلك، حيث أعلن عن نيته تعديل القوانين التي "تجعلنا ننفذ العدالة بأسرع وقت ممكن"، مشدداً على أنه "لا المحاكم بهذه الطريقة وهذه الظروف ستنفع، ولا القوانين في هذه الظروف ستنفع.. هذا الكلام ينفع مع الناس العاديين"، متوعداً بتنفيذ أي حكم يصدر سواء كان بالإعدام أم المؤبد. 
"نظام العصابة الحاكم في مصر اليوم خطر على مصر، وخطر على الإقليم، وخطر على الأمن والسلام العالمي بأسره، وما لم يأخذ أحد على يد هذه العصابة، فإن احتمالية انفجار مصر وتمدد ذلك الانفجار خارج حدودها، وارد، ووارد جداً"
وعلى منوال سيده، صاغ الزند منطقاً أقرب إلى منطق العصابات، فطالب القضاة أن "يثأروا" لمقتل بركات، قائلاً "الكرة الآن في ملعب القضاة. اثأروا للشهيد الصائم بالقانون". في حين اتهم شحاتة، المشهور بـ"قاضي الإعدامات" في مصر، الإخوان المسلمين بالوقوف وراء مقتل بركات.. هكذا من دون أي دليل، وقبل إطلاق تحقيق جنائي، ومن دون شهود وجلسات استماع قضائية! ولم يكتف شحاتة بذلك، بل تجاهل صفته "القضائية" التي الأصل فيها أنها مستقلة ومحايدة ونزيهة، فطالب بتغيير القوانين وتسريع عملية تطبيق أحكام الإعدام الصادرة عنه. بالمناسبة، شحاتة هذا هو نفسه من أصدر أحكاماً بالإعدام على فلسطينيين، بتهمة اقتحام السجون المصرية عام 2011، على الرغم من أن بعضهم استشهد قبل ذلك بسنين، وآخرون في سجون إسرائيل منذ قرابة عقدين! المفارقة الأكثر مرارة وسخرية أن الرجل عندما ذُكِّرَ بذلك، طالب حركة حماس بإثبات ذلك بالوثائق والأدلة!
ليست عقلية العصابة التي يحكم بها نظام الانقلاب جديدة على مصر، فنظام المخلوع، حسني مبارك، رسخ دعائمها من قبل، وكلنا يذكر ما فضحته الوثائق التي كشف عنها خلال الثورة على حكمه البغيض، ومن ذلك صفقة تصدير الغاز إلى إسرائيل بأقل من ثمن التكلفة، وبيع أراضي الدولة بأثمان بخسة، لمستثمرين مرتبطين بعائلة مبارك ونظامه. وفي الحالتين، كانت الأموال تذهب إلى حسابات خاصة، لا إلى حسابات الدولة. دع عنك هنا تلك الصناديق "السوداء" المجهولة، والتي لا يعرف أحد من يتحكم بها، وأين تصرف أموالها، وإن كنا نعلم اليوم، بعد فضائح تسريبات مكتب السيسي، حين كان وزيراً للدفاع، وبعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، أن المؤسسة العسكرية ليست بعيدة عن التلاعب بها، عبر تحويل جزء كبير من "الرز"، أو الأموال الخليجية التي قدمت لدعم الانقلاب، إليها، بدلاً من إيداعها في البنك المركزي. 
للأسف، أوصلت عقود من الحكم بعقلية العصابة ومنطق "العزبة" مصر إلى حيث هي اليوم. فمصر الكبيرة، مصر الدولة الرائدة والقائدة عربياً، تحولت من قاطرة إلى مقطورة. نعم، تحولت مصر "زعيمة" العالم العربي، سابقاً، إلى ملحق تديره بعض وزارات الخارجية الأجنبية والعربية. ونتيجة حكم "صغار" مصر، عقوداً طويلة، تهشمت وضعية الإنسان المصري، لا فقراً وعالة وقمعاً وظلماً فحسب، بل وحتى احتراماً في الدول العربية. الجامعات المصرية التي كانت يوماً نبراساً وفخراً عربياً تحولت شهاداتها، اليوم، إلى عبء لا إلى ميزة، بل إن شهاداتها في بعض التخصصات العلمية تتطلب معادلة في بعض الدول الخليجية! أما ثالثة الأثافي، وهي من أسف كثيرة، فإن مصر، الثقل العربي ومركز الرحى سلماً وحرباً، تحولت، منذ أدخلها الرئيس الراحل، أنور السادات، نفق "كامب ديفيد"، إلى مخلب إسرائيلي، نهشت به الجسد العربي وأوهنته، حتى أدخلت جُلَّهُ في دهاليز "كامب ديفيد"، ومنذ سنوات وعصابة الحكم في مصر تنهش جسد قطاع غزة المحاصر والمنكوب إسرائيلياً ومصرياً.
مصر تحت حكم عصابة اليوم تعيش مقدمات فوضى حقيقية، فالظلم والقمع والإجرام قد بلغ مُدْيَاتِه. صحيح أنها قد لا تنزلق إلى السيناريو السوري المدمر، ففي حالة مصر لا توجد إرادة إقليمية ودولية بحدوث ذلك، كما في سورية، غير أن ذلك لا يعني البتة أن مصر قد لا تعيش أياماً سوداء، تتمثل بردود فعل على الجنون الذي يمارسه الانقلاب في مصر. إن أحداً لن يستطيع أن يتحكم بردود فعل من يغتصبون في السجون، رجالاً ونساء، أو من يقتل ذووهم في الشوارع أو حتى في منازلهم، أو من يختطفون ويختفون من دون أثر، أو من تدمر بيوتهم وتصادر ممتلكاتهم.. إلخ. نظام العصابة الحاكم في مصر اليوم خطر على مصر، وخطر على الإقليم، وخطر على الأمن والسلام العالمي بأسره، وما لم يأخذ أحد على يد هذه العصابة، فإن احتمالية انفجار مصر وتمدد ذلك الانفجار خارج حدودها، وارد، ووارد جداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق